يا ربي ...

نسأل الله تعالى بجلاله، الموفى على كل نهاية، وجوده المجاوز كلغاية؛ أن يفيض علينا أنوار الهداية، ويقبض عنا ظلمات الضلال والغواية، وأن يجعلنا ممن رأى الحق حقاً فآثر اتباعه واقتفاءه، ورأى الباطل باطلا فاختار اجتنابه واجتواءه، وأن يلقنا السعادة التي وعد بها انبياءه وأولياءه، وأن يبلغنا من الغبطة والسرور والنعمة والحبور، اذا ارتحلنا عن دار الغرور، ما ينخفض دون اعليها مراقى الافهام، ويتضاءل دون اقاصيها مرامى سهام الاوهام، وأن يُنيلنا، بعد الورود على نعيم الفردوس والصدور من هول المحشر ، ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأن يصلى على نبينا المصطفى محمد خير البشر ، وعلى آله الطيّبين وأصحابه الطاهرين مفاتيح الهدى ومصابيح الدجى ، ويسلم تسليماً.

Translate

الخميس، 30 مارس 2023

ج3.وج4. وج5.الإستيعاب في معرفة الأصحاب ابن عبد البر

ج3.وج4.وج5. الإستيعاب في معرفة الأصحاب

ابن عبد البر

حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبي العوام، قال: حدثني أبي أحمد بن يزيد بن أبي العوام، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي قال: حدثنا إسماعيل بن خالد عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال: كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب: أنشدتكم الله. هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامٍ أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: كلنا لا تطيب نفسه ونستغفر الله.
وروى إسرائيل، عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله بن مسعود: اجعلوا إمامكم خيركم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل إمامنا خيرنا بعده.
وروى الحسن البصري، عن قيس بن عبادة، قال: قال لي علي بن أبي طالب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض ليالي وأياماً ينادي بالصلاة فيقول: " مروا أبا بكرٍ يصلي بالناس " ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام، وقوام الدين فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، فبايعنا أبا بكر.
وقد ذكرنا هذا الخبر وكثيراً مثله في معناه عند قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مروا ابا بكرٍ فليصل بالناس " وأوضحنا ذلك في التمهيد، والحمد لله.
وكان أبو بكر يقول: أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كان يدعى: يا خليفة رسول الله. وكان عمر يدعى خليفة أبي بكر صدراً من خلافته حتى تسمى بأمير المؤمنين لقصة سنذكرها في بابه إن شاء الله تعالى.
قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن حكم يعرف بابن البغوي أن محمد بن معاوية أخبرهم قال: حدثنا الفضل بن الحباب الجشمي، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة قال: قال رجل لأبي بكر: يا خليفة الله، قال: لست بخليفة الله. قال ولكني أنا خليفة رسول الله وأنا راضٍ بذلك.
حدثنا خلف بن قاسم وعلي بن إبراهيم قالا: حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا علي بن سعيد بن نصير أبو كريب حدثنا عبيد بن حسان الصيدلاني، حدثنا مسعر بن كدام عن عبد الملك بن مسيرة عن النزال بن سبرة عن علي، قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. وروى محمد بن الحنفية وعبد خير وأبو جحيفة، عن علي مثله. وكان علي رضي الله عنه يقول: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وثنى أبو بكر وثلث عمر ثم حفتنا فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء.
وقال عبد خير: سمعت علياً يقول: رحم الله أبا بكر كان أول من جمع بين اللوحين.
وروينا عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من وجوه أنه قال: ولينا أبو بكر فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا. وقال مسروق: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة.
وكان أبو بكر رجلاً نحيفاً أبيض خفيف العارضين أجنأ لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقوبه معروق الوجه غائر العينين ناتىء الجبهة عاري الأشاجع هكذا وصفته ابنته عائشة رضي الله عنها وبويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وفرقة من قريش ثم بايعوه بعد غير سعد. وقيل: إنه لم يتخلف عن بيعته يومئذ أحد من قريش وقيل: إنه تخلف عنه من قريش: علي والزبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص ثم بايعوه بعد وقد قيل: إن علياً لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة ثم لم يزل سامعاً مطيعاً له يثني عليه ويفضله.
حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا ابن الأعرابي، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا يزيد ابن هارون وأبو قطن وأبو عبادة ويعقوب الحضرمي واللفظ ليزيد قالوا: حدثنا محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم عن الحكم بن جحل قال: قال علي رضي الله عنه لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري.

حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، قال: لما بويع أبو بكر الصديق أبطأ علي عن بيعته، وجلس في بيته فبعث إليه أبو بكر ما أبطأ بك عني أكرهت إمارتي؟ فقال علي: ما كرهت إمارتك ولكني آليت ألا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع القرآن. قال ابن سيرين: فبلغني أنه كتب على تنزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير.
وذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال: لما بويع لأبي بكر تخلف علي عن بيعته وجلس في بيته فلقيه عمر فقال: تخلفت عن بيعة أبي بكر؟ فقال: إني آليت بيمين حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة المتكوبة حتى أجمع القرآن فإني خشيت أن ينفلت ثم خرج فبايعه. وقد ذكرنا جمع علي القرآن في بابه أيضاً من غير هذا الوجه والحمد لله.
وذكر ابن المبارك عن مالك بن مغول عن أبي الخير قال: لما بويع لأبي بكر جاء أبو سفيان بن حرب إلى علي فقال: غلبكم على هذا الأمر أرذل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلاً ورجالاً قال: فقال علي: ما زلت عدوا للإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئاً وإنا رأينا أبا بكر لها أهلاً، وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عن ابن المبارك.
حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن نسير حدثنا عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه أن علياً والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها عمر، فقال: يا بنت رسول الله والله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك، ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن. ثم خرج وجاءوها فقالت لهم: إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وايم الله ليفين بها، فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي. فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبي بكر.
وحدثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته لأبي بكر شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وقال: يا بني عبد مناف لقد طبتم نفساً عن أمركم يليه غيركم فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فاضطغنها عليه، فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميراً على ربع من أرباع الشام وكان أول من استعمل عليها فجعل عمر يقول: أتؤمره، وقد قال ما قال، فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبي سفيان وقال ابن أبي عزة القرشي الجمحي:
شكراً لمن هو بالثناء خليق ... ذهب اللجاج وبويع الصديق
من بعد ما ركضت بسعدٍ بغله ... ورجا رجاءً دونه العيوق
جاءت به الأنصار عاصب رأسه ... فأتاهم الصديق والفاروق
وأبو عبيدة والذين إليهم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق
كنا نقول لها علي والرضا ... عمر، وأولاهم بتلك عتيق
فدعت قريش باسمه فأجابها ... إن المنوه باسمه الموثوق
وحدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا إبراهيم حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان حدثنا الوليد بن كثير عن ابن صياد عن سعيد بن المسيب قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة فسمع بذلك أبو قحافة فقال: ما هذا؟ قالوا: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمر جلل قال: فمن ولى بعده؟ قالوا: ابنك قال: فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم. قال: لا مانع لما أعطى الله ولا معطى لما منعه الله. ومكث أبو بكر في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليالٍ. وقيل: سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.
وقال ابن إسحاق: توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.

وقال ابن إسحاق: توفى أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال غيره: وعشرة أيام وقال غيره أيضاً: وعشرين يوماً فقام بقتال أهل الردة وظهر من فضل رأيه في ذلك وشدته مع لينه ما لم يحتسب، فأظهر الله به دينه وقتل على يديه وببركته كل من ارتد عن دين الله حتى ظهر أمر الله وهم كارهون.
واختلف في السبب الذي مات منه فذكر الواقدي أنه اغتسل في يوم بارد فحم ومرض خمسة عشر يوماً.
قال الزبير بن بكار: كان به طرف من السل. وروى عن سلم بن أبي مطيع أنه سم والله أعلم.
واختلف أيضاً في حين وفاته فقال ابن إسحاق: توفي يوم الجمعة لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. وقال غيره من أهل السير: مات عشي يوم الاثنين. وقيل ليلة الثلاثاء. وقيل عشي يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة. هذا قول أكثرهم. وأوصى أن تغسله أسماء بنت عميس زوجته فغسلته وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في قبره عمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن أبي بكر ودفن ليلاً في بيت عائشة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يختلفون أن سنه انتهت إلى حين وفاته ثلاثاً وستين سنة إلا ما لا يصح وأنه استوفى بخلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نقش خاتمه: نعم القادر الله فيما ذكر الزبير بن بكار وقال غيره: كان نقش خاتمه: عبد ذليل لرب جليل.
وروى سفيان بن حسين عن الزهري قال: سألني عبد الملك بن مروان فقال: أرأيت هذه الأبيات التي تروى عن أبي بكر؟ فقلت له: إنه لم يقلها حدثني عروة عن عائشة أن أبا بكر لم يقل بيت شعر في الإسلام حتى مات وأنه كان قد حرم الخمر في الجاهلية هو وعثمان رضي الله عنهما.
؟؟عبد الله بن قرط الثمالي
الأزدي كان اسمه في الجاهلية شيطاناً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. حديثه عند أهل الشام. روى عنه غضيف بن الحارث وعبد الرحمن بن عبيد وعبيد الله بن يحيى وولاه أبو عبيدة بن الجراح مرتين على حمص فلم يزل عليها حتى توفي أبو عبيدة.
وروى عنه أيضاً عمرو بن قيس السكوني ومسلم بن عبد الله الأزدي. روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن قرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر، قال: هو يوم يستقر فيه الناس بمنى " .
؟عبد الله بن قريط الزيادي
قدم مع خالد بن الوليد في وفد بني الحارث بن كعب فأسلموا وذلك في سنة عشر.
عبد الله بن قيس بن خالد
بن خلدة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار شهد بدراً وذكر محمد بن سعد عن عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أنه قتل يوم أحد شهيداً وأنكر محمد بن عمر ذلك وقال: بل عاش وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنهما.
عبد الله بن قيس الخزاعي
وقيل: الأسلمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أبتاع من رجل من بني غفار سهمه بخيبر ببعير. وله حديث آخر روى عنه شريح بن عبيد.
عبد الله بن قيس بن زائدة
بن الأصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري، هو ابن أم مكتوم الأعمى على اختلاف في اسمه لأن أكثرهم يقولون اسمه عمرو وقد ذكرناه في باب عمرو مجود الذكر وقد تقدم أيضاً ذكره في موضعين من هذا الكتاب في العبادلة والحمد لله تعالى.
عبد الله بن قيس بن سليم
بن حضار بن حرب بن عامر الأشعري أبو موسى قد نسبناه في الكنى.
هو من ولد الأشعر بن أدد بن زيد بن كهلان وقيل هو من ولد الأشعر بن سبأ أخي حمير بن سبأ وأمه ظبية بنت وهب بن عك. ذكر الواقدي أن أبا موسى قدم مكة فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة وكان قدومه مع إخوته في جماعة من الأشعريين ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. وقال ابن إسحاق: هو حليف آل عتبة بن ربيعة وذكره فيمن هاجر من حلفاء بني عبد شمس إلى أرض الحبشة. وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب والسير: إن أبا موسى لما قدم مكة وحالف سعيد بن العاص انصرف إلى بلاد قومه ولم يهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع إخوته فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة.

قال أبو عمر: والصحيح أن أبا موسى رجع بعد قدومه مكة ومحالفة من حالف من بني عبد شمس إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلاً في سفينة فألقتهم الريح إلى النجاشي بأرض الحبشة فوافقوا خروج جعفر وأصحابه منها فأتوا معهم وقدمت السفينتان معاً: سفينة الأشعريين وسفينة جعفر وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم في حين فتح خيبر.
وقد قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إلى النجاشي أقاموا بها مدة ثم خرجوا في حين خروج جعفر فلهذا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة. والله أعلم.
ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاليف اليمن: زبيد وذوانها إلى الساحل وولاه عمر البصرة في حين عزل المغيرة عنها إلى صدر من خلافة عثمان فعزله عثمان عنها وولاها عبد الله بن عامر بن كريز فنزل أبو موسى حينئذ بالكوفة وسكنها فلما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره عثمان على الكوفة إلى أن مات وعزله علي رضي الله عنه عنها فلم يزل واجداً منها على علي، حتى جاء منه ما قال حذيفة، فقد روى فيه لحذيفة كلام كرهت ذكره والله يغفر له. ثم كان من أمره يوم الحكمين ما كان.
ومات بالكوفة في داره بها. وقيل إنه مات بمكة سنة أربع وأربعين. وقيل سنة خمسين. وقيل سنة اثنتين وخمسين وهو ابن ثلاث وستين كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن. قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أوتى أبو موسى مزماراً من مزامير آل داود. سئل علي رضي الله عنه عن موضع أبي موسى من العلم، فقال: صبغ في العلم صبغة.
عبد الله بن قيس بن صخر
بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري شهد بدراً هو وأخوه معبد بن قيس عند ابن إسحاق وعند غيره. ولم يذكره موسى بن عقبة في البدريين وأجمعوا أنه شهد أحداً.
عبد الله بن قيس بن صرمة
بن أبي أنس. استشهد يوم بئر معونة، قاله العذري.
عبد الله بن قيظي بن قيس
بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة ابن حارثة الأنصاري شهد أحداً وقتل يوم جسر أبي عبيد مع أخويه: عقبة وعباد شهداء رضي الله عنهم.
عبد الله بن كعب بن عمرو
بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن النجار الأنصاري المازني، شهد بدراً، وكان على غنائم النبي الله عليه وسلم يوم بدر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان على خمس النبي صلى الله عليه وسلم في غيرها. يكنى أبا الحارث. وقيل يكنى أبا يحيى. كانت وفاته بالمدينة سنة ثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو أخو أبي ليلى المازني.
عبد الله بن كعب المرادي
قتل يوم صفين: وكان من أصحاب علي رضي الله عنهم.
عبد الله بن كليب بن ربيعة
الخولاني، كان اسمه ذؤيباً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله له خبر عجيب قد ذكرته في باب الذال.
عبد الله بن مالك ابن بحينة
الأزدي أبو محمد حليف لبني المطلب وأبوه مالك بن القشب الأزدي من أزد شنوءة وبحينة أمه وهي بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. وقيل: بل أمه أزدية من أزد شنوءة وهو أزدي أيضاً حليف لبني المطلب بن عبد مناف.
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عثمان بن إسحاق حدثنا علي بن المديني قال: أخبرنا عبد الله بن مالك بن القشب وأمه بحينة وهو حليف لبني المطلب وبحينة من أزد شنوءة وهو أيضاً من الأزد.
قال أبو عمر: كان منزل عبد الله ابن بحينة بموضع يدعى بطن رئم مسيرة يوم من المدينة.
روى عنه الأعرج وحفص بن عاصم وابنه علي بن عبد الله ابن بحينة وقد قيل: إن بحينة أم أبيه مالك والأول أصح.
توفي ابن بحينة في آخر خلافة معاوية.
عبد الله بن مالك الأوسي
الأنصاري من الأوس حجازي. روى حديثه الزهري في جلد الأمة إذا زنت. اختلف على الزهري فيه اختلافاً كثيراً.
عبد الله بن مالك الغافقي
مصري، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر: " إذا توضأت وأنت جنب أكلت وشربت ولا تقرأ ولا تصل حتى تغتسل " . حديثه عند ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن ثعلبة بن أبي الكنود عنه.
عبد الله بن مالك أبو كاهل

الأحمسي البجلي. هكذا يقول إسماعيل ابن أبي خالد عن أخيه. عن أبي كاهل عبد الله بن مالك والأكثر على أن اسم أبي كاهل قيس بن عائذ.
عبد الله بن مبشر
فارق هوازن حين أرادوا الرجوع عن الإسلام أيام الردة قاله وثيمة عن ابن إسحاق.
عبد الله بن محمد
رجل من أهل اليمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: " احتجبي من النار ولو بشق تمرةٍ " . روى عنه عبد الله بن قرط. وعبد الله بن قرط يعد في الصحابة.
عبد الله بن محيريز
ذكره العقيلي في الصحابة، فقال: حدثنا جدي قال: حدثنا فهر بن حيان حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عبد الله بن محيريز وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سألتم الله فسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها " هكذا ذكره العقيلي في الصحابة بهذا الحديث.
وهذا الحديث رواه إسماعيل بن علية. وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة أن عبد الرحمن بن محيريز قال: " إذا سألتم الله. " الحديث. مثله سواء من قول ابن محيريز وقالوا فيه أيضاً: عبد الرحمن لا عبد الله.
وقد روى عن خالد الحذاء في هذا الحديث عبد الرحمن أيضاً، كما قال أيوب ولا يصح عندي ما ذكره العقيلي في ذلك. وعبد الله بن محيريز رجل مشهور شريف من أشراف قريش من بني جمح سكن الشام وكانت له ثم جلالة في الدين والعلم. يروي عن عبادة بن الصامت وأبي سعيد الخدري وأبي محذورة ومعاوية.
روى عنه الزهري، ومكحول ومحمد بن يحيى بن حيان. فهذه منزلة ابن محيريز وموضعه. فأما أن تكون له صحبة فلا ولا يشكل أمره على أحد من العلماء.
روى زيد بن الحباب قال: أخبرني أبو معاوية عبد الواحد بن موسى قال: سمعت ابن محيريز يقول: اللهم إني أسألك ذكراً خاملاً.
وذكر ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال رجاء بن حيوة: كنا في مجلس ابن محيريز إذ أتانا ابن عمر فلما خرج قال ابن محيريز: إني لأعد بقاءه أماناً لأهل الأرض. قال رجاء: والله وأنا أيضاً كنت أعد بقاء ابن محيريز أماناً لأهل الأرض.
ومات سعيد بن المسيب وابن محيريز وإبراهيم النخعي في ولاية الوليد بن عبد الملك وكانت ولاية الوليد من سنة ست وثمانين إلى سنة تسعين.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عيلة عن رجاء بن حيوة قال: كان أهل المدينة يرون عبد الله بن عمر أماناً وإنا نرى ابن محيريز فينا أماناً.
عبد الله بن محرمة
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، يكنى أبا محمد في قول الواقدي أمه أم نهيك بنت صفوان من بني مالك بن كنانة، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين فروة بن عمرو بن ودقة البياضي كان من المهاجرين الأولين وشهد بدراً وسائر المشاهد.
وقال الواقدي: هاجر عبد الله بن مخرمة العامري الهجرتين جميعاً، ولم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الأولى وقال: إنه هاجر الهجرة الثانية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثين سنة واستشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة وهو ابن إحدى وأربعين سنة. ومن ولده نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة. روى عنه إنه دعا الله عز وجل ألا يميته حتى يرى في كل مفصل منه ضربة في سبيل الله. فضرب يوم اليمامة في مفاصله واستشهد وكان فاضلاً عابداً.
أخبرنا أحمد بن محمد بن علي قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن يونس قال: حدثنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن الوليد المزني عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن عمر قال: أتيت على عبد الله بن مخرمة صريعاً يوم اليمامة فوقفت عليه فقال: يا عبد الله بن عمر هل أفطر الصائم؟ قلت: نعم. قال: فاجعل في هذا المجن ماء لعلي أفطر عليه. قال: فأتيت الحوض وهو مملوء ماء فضربته بحجفة معي. ثم اغترفت فيه فأتيت به فوجدته قد قضى نحبه. رضي الله عنه.
عبد الله بن مربع الأنصاري
روى عنه يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع الأنصاري فقال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم، يقول لكم: " كونوا على مشاعركم هذه، فإنكم على إرثٍ من إرث أبيكم إبراهيم " .

اختلف فيه، فقيل يزيد بن مربع. وقيل زيد بن مربع. وقيل عبد الله بن مربع.
عبد الله بن مربع بن قيظي
بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي شهد أحداً والخندق وشهد سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم جسر أبي عبيد.
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أخو عبد الرحمن بن مربع بن قيظي، وقتلا جميعاً يوم جسر أبي عبيد ولهما أخوان لأبيهما وأمهما: أحدهما زيد والآخر مرارة صحبا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشهدا أحداً وكان أبوهما مربع بن قيظي منافقاً وكان أعمى وهو الذي سلك النبي صلى الله عليه وسلم حائطة في حين خرج إلى أحد فجعل يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول إن كنت نبياً فلا تدخل حائطي.
عبد الله بن المستورد
الأسدي مصري. روى عنه موسى بن وردان عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله جعل أصحابي أماناً لأمتي، فإذا هلكوا قرب لأمتي ما وعدوا. في إسناده مقال. رواه ابن لهيعة، عن موسى.
عبد الله بن مسعدة
وقيل ابن مسعود بن قيس الفزاري يعرف بصاحب الجيوش لأنه كان أميراً عليها في غزوة الروم لمعاوية. روى عنه عثمان بن أبي سليمان يعد في الشاميين.
عبد الله بن مسعود بن عمرو
بن عمير عم جبير بن أبي جبير أخو أبي عبيد بن مسعود الثقفي. استشهد مع أخيه في الجسر، قاله ابن المديني.
عبد الله بن مسعود بن غافل
بالغين المنقوطة والفاء ابن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي حليف بني زهرة وكان أبوه مسعود بن غافل قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحارث بن زهرة. وأم عبد الله بن مسعود أم عبد بنت عبد ود بن سواء بن قريم بن صاهلة من بني هذيل أيضاً وأمها زهرية قيلة بنت الحارث بن زهرة.
كان إسلامه قديماً في أول الإسلام في حين أسلم سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب قبل إسلام عمر بزمان، وكان سبب إسلامه أنه كان يرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ شاة حائلاً من تلك الغنم فدرت عليه لبناً غزيراً.
ومن إسناد حديثه هذا ما رواه أبو بكر بن عياش وغيره عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود. قال: كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " يا غلام، هل من لبنٍ " ؟ فقلت: نعم، ولكنني مؤتمن. قال: " فهل من شاةٍ حائلٍ لم ينز عليها الفحل " ؟ فأتيته بشاةٍ فمسح ضرعها، فنزل لبن فحلبه في إناء وشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: " اقلص فقلص ثم أتيته بعد هذا فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول، فمسح رأسي، وقال: " يرحمك الله، فإنك عليم معلم " .
قال أبو عمر: ثم ضمه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يلج عليه ويلبسه نعليه ويمشي أمامه ويستره إذا اغتسل ويوقظه إذا نام. وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك " ،وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك، شهد بدراً والحديبية وهاجر الهجرتين جميعاً: الأولى إلى أرض الحبشة، والهجرة الثانية من مكة إلى المدينة، فصلى القبلتين، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فيما ذكر في حديث العشرة بإسناد حسن جيد.
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا ابن جامع قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو حذيفة بن عقبة قال: حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فذكر عشرة في الجنة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك وسعيد ابن زيد وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.

وروى منصور بن المعتمر وسفيان الثوري وإسرائيل بن يونس كلهم عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت مؤمراً أحداً " وفي رواية بعضهم " مستخلفاً أحداً " " من غير مشورةٍ لأمرت " وقال بعضهم: " لاستخلفت ابن أم عبد " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبدٍ، وسخطت لأمتي ما سخط لها ابن أم عبدٍ " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهدوا هدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبدٍ " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رجل عبد الله أو رجلا عبد الله في الميزان أثقل من أحدٍ " .
حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة عن أم موسى قال: سمعت علياً كرم الله وجهه يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما يضحككم؟ لرجلا عبد الله في الميزان أثقل من أحدٍ " . وقال صلى الله عليه وسلم: " استقرئوا القرآن من أربعةٍ " . فبدأ بعبد الله بن مسعود.
حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن شقيق أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خذوا القرآن من أربعةٍ: من ابن أم عبدٍ " ، فبدأ به، " ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ، وسالمًٍ مولى أبي حذيفة " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبدٍ " .
وبعضهم يرويه: " من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ " .
حدثنا سعيد، قال: حدثنا قاسم قال: حدثنا ابن وضاح حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بين أبي بكر وعمر وعبد الله يصي، فافتتح بالنساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ " . ثم قعد يسأل فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " سل تعطه " ،،وقال فيما سأل: اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفذ ومرافقة نبيك يعني محمداً في أعلى جنة الخلد. فأتى عمر عبد الله بن مسعود يبشره فوجد أبا بكر خارجاً قد سبقه، فقال: إن فعلت فقد كنت سباقاً للخير وكان رضي الله عنه رجلاً قصيراً نحيفاً يكاد طوال الرجال يوازونه جلوساً، وهو قائم، وكانت له شعرة تبلغ أذنيه. وكان لا يغير شيبه.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق الدولابي، حدثنا عثمان بن عبد الله حدثنا يحيى الحماني حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فقلت: يا رسول الله، إني قتلت أبا جهل. قال: " بالله الذي لا إله غيره، لأنت قتلته " ؟ قلت: نعم، فاستخفه الفرح، ثم قال: " انطلق فأرنيه " .قال: فانطلقت معه حتى قمت به على رأسه. فقال: " الحمد لله الذي أخزاك هذا فرعون هذه الأمة، جروه إلى القليب " .قال: وقد كنت ضربته بسيفي فلم يعمل فيه فأخذت سيفه فضربته به حتى قتلته فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه.
وقال الأعمش عن شقيق أبي وائل: سمعت ابن مسعود يقول: إني لأعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت قال أبو وائل: فما سمعت أحداً أنكر ذلك عليه. وقال حذيفة: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله ابن مسعود كان من أقربهم وسيلة وأعلمهم بكتاب الله.
وروى علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان حدثنا جامع بن أبي راشد سمع حذيفة يحلف بالله ما أعلم أحد أشبه دلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه من عبد الله بن مسعود ولقد علم المحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة.

قال علي: وقد روى هذا الحديث الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن شقيق، قال: سمعت حذيفة يقول: إن أشبه الناس هدياً ودلاً وسمتاً بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود من حين يخرج إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في بيته ولقد علم المحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة.
قال علي: وقد رواه عبد الرحمن بن يزيد عن حذيفة حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: قلت لحذيفة: أخبرنا برجل قريب السمت والهدي والدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلزمه فقال: ما أعلم أحداً أقرب سمتاً ولا هدياً ولا دلاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد.
وروى وكيع وجماعة معه عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: قال لي عبد الله بن عباس: أي القراءتين نقرأ؟ قلت: القراءة الأولى قراءة ابن أم عبد؟ فقال: أجل هي الآخرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبرئيل في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه عليه مرتين، فحضر ذلك عبد الله، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وروى أبو معاوية وغيره عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات، فقال: جئتك من الكوفة وتركت بها رجلاً يحكي المصحف عن ظهر قلبه فغضب عمر غضباً شديداً، وقال: ويحك ومن هو؟ قال: عبد الله بن مسعود. قال: فذهب عنه ذلك الغضب وسكن وعاد إلى حاله وقال: والله ما أعلم من الناس أحداً هو أحق بذلك منه وذكر تمام الخبر.
وبعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة مع عمار بن ياسر وكتب إليهم: إني قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي وقال فيه عمر: كنيف ملىء علماً.
وسئل علي رضي الله عنه عن قوم من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود فقال: أما ابن مسعود فقرأ القرآن وعلم السنة وكفى بذلك.
وروى الأعمش عن شقيق أبي وائل قال: لما أمر عثمان في المصاحف بما أمر قام عبد الله بن مسعود خطيباً فقال: أيأمروني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت والذي نفسي بيده لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب به الغلمان والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحداً تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته، ثم استحيى مما قال، فقال: وما أنا بخيركم. قال شقيق: فقعدت في الحلق فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحداً أنكر ذلك عليه ولا رد ما قال.
حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر حدثنا ابن دليم حدثنا ابن وضاح حدثنا يوسف بن علي ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: لما بعث عثمان إلى عبد الله بن مسعود يأمره بالخروج إلى المدينة اجتمع إليه الناس وقالوا: أقم ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه. فقال لهم عبد الله: إن له علي طاعة وأنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها. فر الناس، وخرج إليه. وروى عن ابن مسعود أنه قال حين نافر الناس عثمان رضي الله عنه: ما أحب أني رميت عثمان بسهم.
وقال بعض أصحابه: ما سمعت ابن مسعود يقول في عثمان شيئاً قط، وسمعته يقول: لئن قتلوه لا يستخلفون بعده مثله. ولما مات ابن مسعود نعى إلى أبي الدرداء فقال: ما ترك بعد مثله. ومات ابن مسعود رحمه الله بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان. وقيل: بل صلى عليه الزبير ودفنه ليلاً بإيصائه بذلك إليه ولم يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك وكان يوم توفي ابن بضعٍ وستين سنة.
حدثنا قاسم بن محمد حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا محمد بن سنجر حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن سفيان بن حسين عن يعلي بن سلم عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزبير وبين ابن مسعود رضي الله عنهما.
عبد الله بن أبي مطرف

الأزدي، حديثه في الشاميين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من تخطى الحرمتين فاضربوا وسطه بالسيف " . وصدقه ابن عباس. حديثه هذا عند رفدة بن قضاعة عن صالح بن راشد عنه ويقولون: إن رفدة بن قضاعة غلط فيه ولم يصح عندي قول من قال ذلك.
عبد الله بن مطيع
بن الأسود القرشي العدوي. قد ذكرنا أباه في موضعه من هذا الكتاب. روي عن مطيع بن الأسود أنه قال: رأيت في المنام أنه أهدى إلي جراب تمر، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " تلد امرأتك غلاماً " ،فولدت عبد الله بن مطيع فذهبت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: عبد الله بن مطيع هذا هو الذي أمره أهل المدينة حين أخرجوا بني أمية منها. قال الواقدي: إنما كان أميراً على قريش دون غيرها.
قال الزبير: كان عبد الله بن مطيع من جلة قريش شجاعة وجلداً،، وقتل مع ابن الزبير وكان هرب يوم الحرة ولحق بمكة فلما حصر الحجاج ابن الزبير جعل عبد الله بن مطيع يقاتل ويقول:
أنا الذي فررت يوم الحره ... والحر لا يفر إلا مره
يا حبذا الكرة بعد الفره ... لأجزين كرةً بفره
عبد الله بن مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي. يكنى أبا محمد هاجر إلى أرض الحبشة ثم شهد بدراً وكذا سائر إخوته: عثمان وقدامة والسائب كلهم هاجر إلى أرض الحبشة وشهد بدراً فيما ذكر العدوي. وأما ابن إسحاق فذكر في البدريين عثمان بن مظعون وابنه السائب بن عثمان وأخويه: قدامة وعبد الله بن مظعون. وقال الواقدي: توفي عبد الله بن مظعون سنة ثلاثين وهو ابن ستين سنة. لا أحفظ لأحد من بني مظعون رواية إلا لقدامة.
عبد الله بن معاوية الغاضري
شامي له صحبة. روى عنه جبير بن نفير.
عبد الله بن أبي معقل
الأنصاري شهد أحداً مع أبيه. وقد ذكرنا أباه في الكنى والحمد لله.
عبد الله بن المعمر العبسي
له صحبة، وهو ممن تخلف عن علي رضي الله عنه في قتال أهل البصرة.
عبد الله بن معية السوائي
كان قد أدرك الجاهلية، وزعم بعضهم أنه شهد فتح الطائف. روى عنه سعيد بن المسيب.
عبد الله بن مغفل بن عبد غنم
ويقال ابن عبد نهم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عداء بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو المزني وولد عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة هم مزينة نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة. كان من أصحاب الشجرة. سكن المدينة ثم تحول عنها إلى البصرة وابتنى بها داراً قرب المسجد الجامع يكنى أبا سعيد. وقيل أبو عبد الرحمن وقيل يكنى أبا زياد.
توفي بالبصرة سنة ستين وصلى عليه أبو برزة. روى عنه جماعة من التابعين بالكوفة والبصرة أروى الناس عنه الحسن. قال الحسن: كان عبد الله بن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر يفقهون الناس وكان من نقباء أصحابه وكان له سبعة أولاد.
وذكر المدائني عن المبارك بن فضالة عن معاوية بن قرة قال: أول من دخل من باب مدينة تستر عبد الله بن مغفل المزني يعنى يوم فتحها.
وذكر السراج قال: حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا أبو جعفر الديلي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن عنترة عن عبد الله بن مغفل قال: إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها أظله بها قال: فبايعناه على ألا نفر.
قال: وحدثنا عبيد بن أسباط بن محمد، قال: حدثنا أبي عن الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: إني لممن يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب.
عبد الله بن مغنم الكندي
ويقال ابن المعتمر: روى عنه سليمان بن شهاب العبسي له حديث واحد في الدجال لا أعرف له غيره.
عبد الله ابن أم مكتوم

الأعمى القرشي العامري لم يختلفوا أنه من بني عامر ابن لؤي واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم. واختلفوا في اسم أبيه فقال بعضهم: هو عبد الله بن زائدة بن الأصم. وقال آخرون: هو عبد الله بن قيس بن مالك بن الأصم بن رواحة بن صخر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري كان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى المدينة.
واختلف في وقت هجرته إليها فقيل: كان ممن قدم المدينة مع مصعب بن عمير قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الواقدي: قدمها بعد بدر بيسير، فنزل دار القراء وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة يستخلفه عليها في أكثر غزواته. وسنذكر خبره في باب عمرو فإن أكثر أهل الحديث يقول اسم ابن أم مكتوم عمرو ابن أم مكتوم وقال مصعب الزبيري: أبوه قيس بن زائدة بن الأصم ولم يقل في اسمه عبد الله ولا عمرو وقال الزبيري: أبوه قيس بن زائدة ابن الأصم وهو قول موسى بن عقبة. وقال سلمة بن فضل عن ابن إسحاق: هو عبد الله بن شريح بن قيس بن زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. وهكذا قال علي بن المديني والحسين بن واقد ابن أم مكتوم عبد الله بن شريح. وقال قتادة: هو عبد الله بن زائدة وأظنه نسبه إلى جده. وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: أما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله وأهل العراق يقولون اسمه عمرو قال: ثم أجمعوا على أنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم.
قال أبو عمر رحمه الله: لم يجمعوا لما ذكرنا عن ابن إسحاق وعلي بن المديني وحسين بن واقدي: وكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع بلال وشهد القادسية فيما يقولون وباقي خبره يأتي في باب عمرو.
عبد الله بن المنتفق
اليشكري. في صحبته نظر. وروى عنه ابنه المغيرة ابن عبد الله اليشكري خبراً في يوم الدار.
قال أبو عمر: ثم وجدنا يونس بن أبي إسحاق قد روى عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم. وسأله وخالفه محمد بن جحادة فرواه عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن ابيه عن رجل من بني قيس يقال له ابن المنتفق. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث صحة لقائه ورؤيته وجهل اسمه.
عبد الله بن منيب
الأزدي روى عنه ابنه منيب. قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل يومٍ هو في شأنٍ " الرحمن 29. فقلنا: ما ذلك الشأن؟ فقال: " يغفر ذنباً ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين " . أخشى أن يكون حديثه مرسلاً.
عبد الله بن أبي ميسرة
بن عوف بن السباق بن عبد الدار بن قصي قتل مع عثمان يوم الدار فيما ذكر العدوي وفي صحبته نظر.
عبد الله بن النضر السلمي
روى عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنةً من النار " . فقالت امرأة: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال: " أو اثنان " . وهو مجهول لا يعرف ولا أعلم له غير هذا الحديث.
وقد ذكروه في الصحابة وفيه نظر ومنهم من يقول فيه محمد ومنهم من يقول فيه أبو النضر كل ذلك قال فيه أصحاب مالك. وبعضهم يقول فيه: ابن النضر لا يسميه. وأما ابن وهب فجعل الحديث لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عامر الأسلمي وما أعلم في الموطأ رجلاً مجهولاً غير هذا.
عبد الله بن النعمان بن بلذمة
قال ابن هشام: ويقال بلدمة وبلذمة بالذال المنقوطة: هو ابن عم أبي قتادة الأنصاري شهد بدراً ولم يشهدها أبو قتادة وشهد أحداً.
عبد الله بن نعيم الأنصاري
أخو عاتكة بنت نعيم له صحبة.
عبد الله بن أبي نملة
الأنصاري ذكره العقيلي في الصحابة وأما أبوه أبو نملة فصحبته وروايته معروفة.
عبد الله بن نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب القرشي الهاشمي يكنى أبا محمد. قال الواقدي: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئاً.
ومات سنة أربع وثمانين. وقال العدوي: قتل يوم الحرة وذلك سنة ثلاث وستين وهو أخو الحارث بن نوفل وكان عبد الله بن نوفل يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم.
عبد الله بن الهبيب

بن أهيب بن سحيم السعدي الليثي. من بني سعد ابن ليث حليف لبني عبد شمس. وقيل: حليف لبني أسد بن خزيمة قتل يوم خيبر شهيداً.
عبد الله بن هشام بن عثمان
عمرو القرشي التيمي، هو جد زهرة بن معبد. يعد في اهل الحجاز ذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير فمسح رأسه ودعا له ولم يبايعه لصغره.
عبد الله بن هلال بن عبد الله
بن همام الثقفي روى عنه عثمان بن الأسود يعد في المكيين حديثه عندهم مرسل لم يذكر فيه سماع ولا رواية.
عبد الله بن هلال المزني
حديثه عند كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن بكر بن عبد الرحمن عن عبد الله بن هلال المزني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " ليس لأحد بعدنا أن يحرم بالحج ثم يفسخ حجه في عمرةٍ " .
عبد الله بن وقدان القرشي
يعرف بالسعدي لأنه كان مسترضعاً في بني سعد بن بكر وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني سعد وقد ذكرناه في مواضع من هذا الكتاب. روى عنه كبار التابعين بالشام: أبو إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز ومالك بن يخامر وغيرهم.
عبد الله بن الوليد
بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو ابن أخي خالد بن الوليد وكان أبوه الوليد بن الوليد أسن من خالد وأقدم إسلاماً وسيأتي ذكره في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
كان اسم عبد الله هذا الوليد بن الوليد فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقال: " ما اسمك يا غلام " ؟ فقال الوليد بن الوليد بن الوليد بن المغيرة، فقال: " لقد كادت بنو مخزوم أن تجعل الوليد ربا. ولكن أنت عبد الله. ومن شعر لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ترثي أباه الوليد بن الوليد بن المغيرة:
مثل الوليد بن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيره
وسنذكر الأبيات في باب أبيه الوليد بن الوليد إن شاء تعالى.
عبد الله بن ياسر
أخو عمار بن ياسر قد ذكرنا نسبه في باب عمار وفي باب ياسر أبيهما. له ولأبيه ياسر صحبة وأما عمار فمن كبار الصحابة، ومات ياسر وابنه عبد الله بمكة مسلمين وكانوا كلهم ممن عذب في الله تعالى.
عبد الله بن يزيد الخطمي
الأنصاري من الأوس، كوفي. يروي عنه عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو جد عدي بن ثابت وهو عبد الله بن يزيد بن يزيد بن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الخطمي الأنصاري الأوسي. شهد الحديبية وهو ابن سبع عشرة سنة وكان أميراً على الكوفة وشهد مع علي صفين والجمل والنهروان.
قال ابن إسحاق: خطمة من ولد مالك بن الأوس ويروي عنه أبو بردة ابن أبي موسى.
عبد الله أبو الحجاج الثمالي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ،حديثه عند أبي بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك الطائي، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عنه.
عبد الله يلقب حماراً
له صحبة. يعد في أهل المدينة حديثه عند زيد ابن أسلم عن أبيه.
عبد الله الخولاني
والد أبي إدريس الخولاني، له صحبة ورواية روى عنه أبو إدريس وقد تقدم ذكره.
عبد الله الخولاني، والد أبي إدريس الخولاني، شامي، له صحبة، واسم أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله.
عبد الله السدوسي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عند عمر ابن شقيق السدوسي عن أبيه عن جده عبد الله السدوسي.
عبد الله الصنابحي
روى عنه عطاء بن يسار. واختلف على عطاء فبعضهم قال: عن عبد الله الصنانجي وبعضهم قال: عنه عن أبي عبد الله الصنانجي: وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
أبو عبد الله الصنابحي من كبار التابعين واسمه عبد الرحمن بن عسيلة ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وسنذكر خبره في باب عبد الرحمن. وعبد الله الصنابحي غير معروف في الصحابة. وقد اختلف قول ابن معين فيه، فمرةً قال: حديثه مرسل، ومرة قال: عبد الله الصنابحي الذي يروي عنه المدنيون يشبه أن يكون له صحبة. والصواب عندي أنه أبو عبد الله لا عبد الله على ما ذكرناه.
عبد الله ذو البجادين المزني

هو عبد الله بن عبد نهم. هو عم عبد الله بن مغفل، سمي ذا البجادين، لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطته أمه بجاداً لها وهو كساء شقه باثنين فاتزر بواحد منهما وارتدى بالآخر.
وقال ابن هشام: إنما سمي ذا البجادين لأنه كان ينازع إلى الإسلام فيمنعه قومه من ذلك ويضيقون عليه حتى تركوه في بجاد له ليس عليه غيره والبجاد الكساء الغليظ الجافي، فهرب منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان قريباً منه شق بجاده باثنين فاتزر بواحد واشتمل بالآخر. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل له ذو البجادين لذلك. وخبره أكمل من هذا. وكانت أمه قد سلطت عليه قومه فجردوه طمعاً منها أن يبقى معها ولا يهاجر. ومات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عمرو بن عوف المزني. وعمرو بن عوف أيضاً له صحبة.
ذكر ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم التميمي أن عبد الله بن مسعود كان يحدث، قال: قمت في جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قال: فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، قال: فاتبعتها أنظر إليها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات وإذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يدليانه إليه وهو يقول: " أدليا إلي أخاكما " . فدلياه إليه فلما حناه لشقه قال: " اللهم إني قد أمسيت راضياً عنه فارض عنه " . قال يقول عبد الله بن مسعود: يا ليتني كنت صاحب الحفرة.
عبد الله المزني
والد بكر وعلقمة بصري قد تقدم ذكره.
عبد الله رجل من عدي
كان اسمه السائب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في ضمان الدين نحو حديث أبي قتادة. وفي حديثه: " ديناران كيتان " . هو عند ابن لهيعة عن أبي قبيل يعد في المصريين.
عبد الله اليربوعي
روت عنه ابنته جمرة بنت عبد الله قالت: ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره أبو عمر مدرجاً في باب ابنته من النساء.
عبد الله أبو هريرة
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً، فرأينا ذكره وذكر ما قيل في اسمه واسم أبيه في الكنى، لأنه غلبت عليه كنيته ويأتي ذكره في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
باب الأفراد في العبادلة
عابد الله بن سعد المحاربي
من ولد محارب بن خصفة بن قيس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. ويقال فيه عائذ الله.
عبد الجد بن ربيعة بن حجر
سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره يقول وهو يخاطب عيينة بن حصن: " الحياء رزقه أهل اليمن وحرمه قومك " .
عبد خير بن يزيد بن محمد
الهمداني. أبو عمارة، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه وهو معدود في أصحاب علي رضي الله عنه، وهو من كبارهم ثقة مأمون.
قال عبد الملك بن سلع: قلت لعبد خير: يا أبا عمار، لقد كبرت فكم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة، قلت: فهل تذكر من أمر الجاهلية شيئاً؟ قال: نعم، أذكر أن أمي طبخت قدراً لها، فقلت: أطعمينا، فقالت: حتى يجىء أبوكم، فجاء أبي، فقال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن لحوم الميتة، فذكر له أنها كانت لحم ميتة فأكفاناها.
وروى عنه رضي الله عنه أنه قال: أذكر أنا كنا باليمن فأتانا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الناس إلى خير واسع. في حديث ذكره.
عبد ربه بن حق
ويقال عبد رب بن حق بن أوس بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي شهد بدراً، ذكره موسى بن عقبة في البدريين من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج فقال: عبد رب بن حق بن قوال. وقال ابن إسحاق: اسمه عبد الله بن حق. وقال أبو عمارة: هو عبد رب بن حق بن أوس بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
عبد العزيز بن بدر

بن زيد بن معاوية بن خشان بن سعد بن وديعة بن مبذول بن عدي بن عثم بن الربعة الربعي القضاعي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " ما اسمك " ؟ قال: عبد العزى فغير عليه السلام اسمه، وسماه عبد العزيز وذكره ابن الكلبي في نسب قضاعة.
عبد عمرو بن كعب
بن عبادة، يعرف بالأصم ذكره ابن الكلبي فيمن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بني البكاء مع معاوية بن ثور وابنه بشر.
عبد عوف بن عبد الحارث
بن عوف بن خشيش أبو حازم الأحمسي من أحمس بن الغوث هو والد قيس بن أبي حازم. روى عنه ابنه قيس ابن أبي حازم وهو مشهور بكنيته ويقال اسمه عوف وقد ذكرناه في الكنى.
عبد قيس بن لاي
بن عصيم حليف لبني ظفر من الأنصار. لا أعرف نسبه في العرب شهد أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عبد المطلب بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي أمه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم كان فيما ذكر أهل السير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً ولم يغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه فيما علمت. سكن المدينة ثم انتقل إلى الشام في خلافة عمر رضي الله عنه ونزل دمشق وابتنى بها داراً، ومات في إمرة يزيد وأوصى إلى يزيد فقبل وصيته.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: " من آذى العباس فقد آذاني، إن عم الرجل صنو أبيه " . في حديث فيه طول. روى عنه عبد الله بن الحارث.
عبد الملك بن عباد
بن جعفر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أول من أشفع له في أمتي وأهل المدينة، وأهل مكة والطائف " . روى عنه القاسم بن حبيب.
عبد ياليل بن عمرو
بن عمير الثقفي، كان وجهاً من وجوه ثقيف، وهو الذي أرسلته ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسلامهم وبيعتهم، وبعثت معه لذلك خمسة رجالٍ، إذ أبى أن يمضي وحده خوفاً مما صنعوا بعروة بن مسعود وهم عثمان بن أبي العاص وأوس بن عوف ونمير بن خرشة والحكم بن عمرو وشرحبيل بن غيلان بن سلمة فأسلموا كلهم وحسن إسلامهم وانصرفوا إلى قومهم ثقيف فأسلمت بأسرها.
عبد ياليل بن ناشب
بن غيرة الليثي، من بني سعد بن ليث. حليف لبني عدي بن كعب شهد بدراً. توفي في آخر خلافة عمر وكان شيخاً كبيراً.
باب عبسٍ
عبس بن عامر بن عدي
بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري شهد العقبة ثم شهد بدراً وأحداً عند جميعهم.
عبس الغفاري
ويقال عابس. وهو الأكثر شامي روى عنه أبو أمامة الباهلي وروى عنه أهل الكوفة منهم حنش الكندي، وعكيم الكندي، ويروي زاذان عنه وعن عكيم عنه. والله تعالى أعلم.
باب عبيد الله
عبيد الله بن الأسود
السدوسي. قال: خرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس.
عبيد الله بن التيهان
بن مالك أخو أبي الهيثم بن التيهان وأخو أبي نصر بن التيهان وأخو عبيد بن التيهان شهد أحداً ومنهم من يقول في عبيد عتيك بن التيهان.
عبيد الله بن سفيان
بن عبد الأسد القرشي المخزومي. قتل يوم اليرموك شهيداً لا أعلم له رواية وهو أخو معاوية بن سفيان.
عبيد الله بن شقير
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم قتل يوم اليرموك شهيداً.
عبيد الله بن ضمرة
بن هود الحنفي اليمامي. روى عنه ابنه المنهال ابن عبيد الله لا يصح حديثه وقد قيل فيه النخعي ولا يعرف.
عبيد الله بن العباس
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية يكنى أبا محمد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وحفظ عنه وكان أصغر سناً من أخيه عبد الله بن عباس يقال: كان بينهما في المولد سنة استعمله علي بن أبي طالب على اليمن وأمره على الموسم فحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين فلما كان سنة ثمان وثلاثين بعثه أيضاً على الموسم وبعث معاوية في ذلك العام يزيد بن شجرة الرهاوي ليقيم الحج فاجتمعا فسأل كل واحد منهما صاحبه أن يسلم له فأبى واصطلحا على أن يصلي بالناس شيبة بن عثمان.

وفي هذا الخبر اختلاف بين أهل السير منهم من جعله لقثم بن العباس وقال خليفة. في عام أربعين بعث معاوية بسر بن أرطاة العامري إلى اليمن وعليها عبيد الله بن العباس فتنحى عبيد الله وأقام بسر عليها فبعث علي جارية ابن قدامة السعدي فهرب بسر ورجع عبيد الله بن عباس فلم يزل عليها حتى قتل علي رضي الله عنه.
قال أبو عمر رحمه الله: قد ذكرنا ما أحدثه بسر بن أرطاة في طفلي عبيد الله بن عباس في حين دخوله اليمن في باب بسر وعسى الله أن يغفر له فإنه يغفر ما دون الشرك لمن يشاء.
وكان عبيد الله بن عباس أحد الأجواد وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء فليأت دار العباس الجمال للفضل والفقه لعبد الله والسخاء لعبيد الله.
ومات عبيد الله بن العباس فيما قال خليفة سنة ثمان وخمسين وكذلك قال أحمد بن محمد وأيوب.
وقال الواقدي، والزبير: توفي عبيد الله بن عباس بالمدينة في أيام يزيد بن معاوية وقال مصعب: مات باليمن والأول أصح. وقال الحسن بن عثمان: مات عبيد الله بن العباس سنة سبع وثمانين في خلافة عبد الملك.
عبيد الله بن عبيد بن التيهان
ويقال عبيد الله بن عتيك بن التيهان. وهو ابن أخي أبي الهيثم بن التيهان قتل يوم اليمامة شهيداً.
عبيد الله بن عدي بن الخيار
بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي. ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومات في زمن الوليد بن عبد الملك وله دار بالمدينة عند دار علي بن أبي طالب وروى عن عمر وعثمان، وهو الذي روى عن عبد الله بن عدي الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يستأذنه في قتل رجل من المنافقين. فقال: " أليس يشهد أن لا إله إلا الله فقال: بلى، ولا شهادة له. " الحديث إلى آخره.
عبيد الله بن عمر بن الخطاب
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحفظ له روايةً عنه ولا سماعاً منه، وكان من أنجاد قريش وفرسانهم، وهو القائل:
أنا عبيد الله سماني عمر ... خير قريشٍ من مضى ومن غبر
حاشا نبي الله والشيخ الأغر
قتل عبيد الله بن عمر بصفين مع معاوية وكان على الخيل يومئذ ورثاه أبو زيد الطائي وقصته في قتل الهرمزان وجفينة وبنت أبي لؤلؤة فيها اضطراب.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري، حدثنا أحمد ابن محمد بن الحجاج حدثنا حامد بن يحيى وعبد الرحمن بن يعقوب وسعيد بن رستم قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد بن علي عن أبيه قال: قيل لعلي: هذا عبيد الله بن عمر عليه جبة خز، وفي يده سواك وهو يقول: سيعلم غداً علي إذا التقينا فقال علي: دعوه فإنما دمه دم عصفور.
وحدثنا خلف حدثنا عبد الله حدثنا أحمد حدثنا إبراهيم بن سليمان حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن اسماء عن نافع قال: أصيب عبيد الله بن عمر يوم صفين فاشترى معاوية سيفه فبعث به إلى عبد الله بن عمر. قال جويرية: فقلت لنافع: هو سيف عمر الذي كان له؟ قال: نعم قلت: فما كانت حليته؟ قال: وجدوا في نعله أربعين درهماً.
قال أبو عمر رحمه الله: خرج عبيد الله بن عمر بصفين في اليوم الذي قتل فيه، وجعل امرأتين له بحيث تنظران إلى فعله، وهما أسماء بنت عطارد بن الحاجب التميمي وبحرية بنت هانىء بن قبيصة الشيباني، فلما برز شدت عليه ربيعة، فتثبت بينهم، وقتلوه وكان على ربيعة يومئذ زياد بن خصفة التميمي، فسقط عبيد الله بن عمرو ميتاً قرب فسطاطه ناحية منه وبقي طنب من طنب الفسطاط لا وتد له، فجروا عبيد الله بن عمر إلى الفسطاط وشدوا الطنب برجله شداً وأقبلت امرأتاه حتى وقفتا عليه، فبكتا وصاحتا فخرج زياد بن خصفة فقيل له: هذه بحرية بنت هانىء بن قبيصة. فقال: ما حاجتك يا بنة أخي؟ فقالت: زوجي قتل، تدفعه إلي. فقال: نعم، فخذي. فجاءت ببغل فحملته عليه فذكروا أن يديه ورجليه خطتا الأرض من فوق البغل ورثاه كعب بن جعيل وهجاه الصلتان العبدي.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله حدثنا أحمد حدثنا يحيى حدثنا ابن وهب حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل بصفين وأن رجلاً ضرب أطناب فسطاطه بأوتادٍ، فعجز منها وتد، فأخذ رجل عبيد الله بن عمر فربطه حتى أصبح.

وروى ابن وهب عن السري بن يحيى عن الحسن أن عبيد الله بن عمر قتل الهرمزان بعد أن أسلم وعفا عنه عثمان فلما ولي علي خشي على نفسه فهرب إلى معاوية فقتل بصفين.
عبيد الله بن كثير
والد محمد بن عبيد الله. روى عنه ابنه محمد في الخمر من حديث سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح، ولا يصح، ومحمد وأبوه عبيد الله مجهولان وإنما الحديث لسهيل عن أبيه عن أبي هريرة.
عبيد الله بن محصن
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسمه معه قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا " منهم من جعل هذا الحديث مرسلاً وأكثرهم يصحح صحبة عبيد الله بن محصن هذا فجعله مسنداً.
عبيد الله بن مسلم القرشي
ويقال فيه الحضرمي. مذكور في الصحابة لا أقف على نسبه في قريش وفيه نظر.
روى عنه حصين وقد قيل: إنه عبد بن مسلم الذي روى عنه حصين فإن كان فهو أسدي، أسد قريش.
عبيد الله بن معمر بن عثمان
بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أحدث أصحابه سنا كذا قال بعضهم. وهذا غلط ولا يطلق على مثله أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم لصغره، ولكنه رآه ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام، واستشهد بإصطخر مع عبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن أربعين سنة وكان على مقدمة الجيش يومئذ.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما أعطى الله أهل بيتٍ الرفق إلا نفعهم ولا منعوه إلا ضرهم " .
روى عنه عروة بن الزبير ومحمد بن سيرين وهو القائل لمعاوية:
إذا أنت لم ترخ الإزار تكرماً ... على الكلمة العوراء من كل جانب
فمن ذا الذي نرجو لحقن دمائنا ... ومن ذا الذي نرجو لحمل النوائب
وابنه عمر بن عبيد الله بن معمر أحد أجواد العرب وأنجادها وهو الذي قتل أبا فدبك الحروري وهو الذي مدحه العجاج بأرجوزته التي يقول فيها:
قد جبر الدين الإله فجبر
وفيها يقول:
لقد سما ابن معمرٍ حين اعتمر ... مقراً بعيداً من بعيدٍ وصبر
وكان عمر بن عبيد الله يلي الولايات، وشهد مع عبد الرحمن بن سمرة فتح كابل وهو صاحب الثغرة كان قاتل عليها حتى أصبح. وله مناقب صالحة، وكان سبب موت عمر هذا أن أبن أخيه عمر بن موسى خرج مع الأشعث فأخذه الحجاج، فبلغ ذلك عمر وهو بالمدينة فخرج يطلب فيه إلى عبد الملك فلما بلغ موضعاً يقال له ضمير على خمسة عشر ميلاً من دمشق بلغه أن الحجاج ضرب عنقه فمات كمداً عليه، فقال الفرزدق يرثيه:
يأيها الناس لا تبكوا على أحدٍ ... بعد الذي بضميرٍ وافق القدرا
وكان سن عمر بن عبيد الله حين مات ستين سنة وهو مولى أبي النضر سالم شيخ مالك وأخوه عثمان بن عبد الله قتله شبيب الحروري وأصحابه.
عبيد الله بن معية السوائي
من بني سواءة بن عامر بن صعصعة أدرك الجاهلية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سكن الطائف.
وله حديث واحد رواه عنه سعيد بن السائب وإبراهيم بن ميسرة.
عبيد الله بن أبي مليكة
التميمي والد عبد الله الفقيه. ذكره صاحب الوحدان وروى له من رواية ابنه عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمه فقال: إنها كانت أبر شيء وأوصله وأحسنه صنيعاً، فهل نرجو لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل وأدت " ؟ قال: نعم. قال: " هي في النار "
باب عبيد
عبيد بن أوس بن مالك
بن سواد بن كعب الأنصاري الظفري، يكنى أبا النعمان من الأوس شهد بدراً. يقال له مقرن لأنه قرن أربعة أسرى يوم بدر هو الذي أسر عقيل بن أبي طالب يومئذ ويقال: إنه أسر العباس، ونوفلاً وعقيلاً وقرنهم في حبل وأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد أعانك عليهم ملك كريم " ، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرناً. وبنو سلمة يدعون أن أبا اليسر كعب بن عمرو آسر العباس وكذلك قال ابن إسحاق.
عبيد بن التيهان بن مالك

بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن أوس الأنصاري أخو أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري هكذا كان ينسبه عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري. وأما ابن إسحاق وموسى بن عقبة ومحمد بن عمرو وأبو معشر فإنهم كانوا يخالفونه في نسبه ويقولون: عبيد وأخوه الهيثم بن التيهان من حلفاء بني عبد الأشهل. وليس من نفس الأنصار وكانوا ينسبونهما إلى بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وكان ابن إسحاق ومحمد بن عمر الواقدي يقولان: هو عبيد بن التيهان وأما موسى بن عقبة وأبو معشر وعبد الله بن محمد بن عمارة فإنهم كانوا يقولون: هو عبيد بن التيهان. وعبيد بن التيهان هذا أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار ليلة العقبة الثانية شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً قتله عكرمة بن أبي جهل.
عبيد بن حذيفة بن غانم
أبو جهم القرشي العدوي. صاحب الخميصة. ويقال عامر بن حذيفة. وقد ذكرناه في الكنى بأتم من هذا.
عبيد بن خالد السلمي
البهزي، ويقال عبدة بن خالد وعبيد بن خالد وصوابه عبيد مهاجري يكنى أبا عبد الله كناه خليفة بن خياط سكن الكوفة وروى عنه جماعة من الكوفيين منهم سعد ابن عبيدة وتميم بن سلمة. شهد صفين مع علي رضي الله عنه.
عبيد بن دحى الجهضمي
بصري سكن البصرة ولم يرو عنه إلا ابنه يحيى بن عبيد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
عبيد بن زيد بن عامر
بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الزرقي شهد بدراً وأحداً.
عبيد بن سليم بن ضبيع
بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة شهد أحداً يعرف بعبيد السهام. قال الواقدي: سألت ابن أبي حبيبة، لم سمي عبيد السهام؟ فقال: أخبرني داود بن الحصن قال: كان قد اشترى من سهام خيبر ثمانية عشرة سهماً فسمى عبيد السهام.
عبيد بن صخر بن لوذان
الأنصاري كان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً إلى اليمن. روى عنه يوسف بن سهل الأنصاري. ذكر سيف، عن سهل بن يوسف بن سهل عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري قال: عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عماله على اليمن في البقر في كل ثلاثين تبيع وفى كل أربعين مسنة وليس في الأوقاص بينهما شيء.
عبيد بن عازب
أخو البراء بن عازب. هو جد عدي بن ثابت. روى عنه في الوضوء والحيض. شهد عبيد بن عازب وأخوه البراء ابن عازب مع علي رضي الله عنه مشاهده كلها.
عبيد بن أبي عبيد
الأنصاري من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، شهد بدراً وأحداً والخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عبيد بن عمرو الكلابي
من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. له حديث واحد. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة يسبغ الوضوء. وقد قيل في هذا عبيدة بن عمرو.
عبيد بن عمير بن قتادة
بن سعد بن عامر بن جندع الليثي، ثم الجندعي. يكنى أبا عاصم قاص أهل مكة ذكر البخاري أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وذكره مسلم بن الحجاج فيمن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو معدود في كبار التابعين سمع عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم ولأبيه عمير بن قتادة صحبة. وقد ذكرناه والحمد لله.
عبيد بن قشير المصري
حديثه مرفوع: " إياكم والسرية التي إن لقيت فرت، وإن غنمت غلت " روى عنه لهيعة بن عقبة.
عبيد بن مخمر
أبو أمية المعافري. له صحبة فيما ذكر أبو سعيد بن يونس في تاريخه. قال: وشهد فتح مصر روى عنه أبو قبيل.
عبيد بن مسلم الأسدي
قال عباد بن العوام، عن حصين بن عبد الرحمن قال: سمعت عبيد بن مسلم وله صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس من مملوك يطيع الله ويطيع سيده إلا كان له أجران " .
عبيد بن المعلي بن لوذان
بن حارثة الأنصاري. قتل يوم أحد شهيداً قتله عكرمة بن أبي جهل.
عبيد بن معية السوائي
ويقال عبيد الله وقد تقدم ذكره.
عبيد بن وهب أبو عامر

الأشعري هو مشهور بكنيته روى عنه ابنه عامر. قتل يوم أوطاس وذلك سنة ثمان من الهجرة وقد ذكرناه في الكنى بأتم من هذا يقال: إنه قتله دريد بن الصمة ولا يصح وقد أوضحنا خبره في باب كنيته من كتاب الكنى.
عبيد الأنصاري
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الله بن بريدة له صحبة.
عبيد الأنصاري
أيضاً. قال: أعطاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه مالاً مضاربة. حديثه في الكوفيين عند أبي نعيم عن عبد الله بن حميد بن عبيد عن أبيه عن جده. فيه، وفي الذي قبله وبعده نظر،
عبيد القاري
رجل من بني خطمة من الأنصار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه زيد بن إسحاق.
عبيد رجل من الصحابة
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان. حديثه عند حماد بن سلمة عن أبي سنان عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه عن جده مرفوعاً.
عبيد مولى النبي
صلى الله عليه وسلم روى عنه سليمان التيمي، ولم يسمع منه بينهما رجل .
باب عبيدة
عبيدة بن الحارث بن المطلب
بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي يكنى أبا الحارث. وقيل: يكنى أبا معاوية كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها وكانت هجرته إلى المدينة مع أخويه الطفيل والحصين بن الحارث بن المطلب ومعه مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ونزلوا على عبد الله بن سلمة العجلاني وكان لعبيدة بن الحارث قدر ومنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبيدة بن الحارث في ربيع الأول سنة اثنتين في ثمانين راكباً، ويقال في ستين من المهاجرين ليس فيها من الأنصار أحد وبلغ سيف البحر حتى بلغ ماءً بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقي بها جمعاً من قريش ولم يكن فيهم قتال غير أن سعد بن مالك رمي بسهم يومئذ، فكان أول سهم رمي به في الإسلام. وانصرف بعضهم عن بعض. كذا قال ابن إسحاق: راية عبيدة أول رايةٍ عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام ثم شهد عبيدة بن الحارث بدراً فكان له فيها غناء عظيم ومشهد كريم وكان أسن المسلمين يومئذ قطع عتبة بن ربيعة رجله يومئذٍ وقيل: بل قطع رجله شيبة بن ربيعة فارتث منها فمات بالصفراء على ليلةٍ من بدر.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بأصحابه بالتاربين قال له أصحابه: إنا نجد ريح المسك. قال: " وما يمنعكم؟ وها هنا قبر أبي معاوية " . وقيل: كان لعبيدة بن الحارث يوم قتل ثلاث وستون سنة وكان رجلاً مربوعاً حسن الوجه.
عبيدة بن خالد
قال أبو عمر رحمه الله: لم أجد في الصحابة عبيدة بضم العين إلا عبيدة بن الحارث المطلبي رضي الله عنه. إلا أن الدارقطني ذكر في المؤتلف والمختلف عبيدة بن خالد المحاربي. قال وقال بعضهم فيه ابن خلف. له صحبة حديثه عند أشعث بن سليم أبي الشعثاء. واختلف عليه فيه فقال سليمان بن قرم عن أشعث بن سليم عن عمته عن عبيدة بن خلف عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال شيبان: عن أشعث عن عمته عن عم أبيها عن عبيدة بن خالد. وقال غيرهما: عن أشعث عن عمته عن أبيها.
قال أبو عمر رحمه الله: هذا ما ذكره الدارقطني، ولم يذكر اختلافاً في أنه عبيد بضم العين وفتح الباء وإنما ذكر الاختلاف في الإسناد وفي اسم أبيه. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في كتابه الكبير عبيدة بن خالد بفتح العين وكسر الباء وقال: ابن خالد بلا اختلاف وما قاله فهو الصواب. وما قاله سليمان بن قرم فخطأ لا شك فيه. والذي قاله شيبان في اسم أبيه خالد صحيح وأما ضم العين وفتحها فالله أعلم. وابن أبي حاتم أصاب إن شاء الله.
عبيدة بن هبار
قال ابن الكلبي: كان من فرسان مذحج وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
باب عبيدة
عبيدة الأملوكي
ويقال المليكي، شامي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا أهل القرآن لا توسدوا القرآن " . روى عنه المهاجر بن حبيب وسعيد بن سويد.
عبيدة بن جابر بن مسلم
الهجيمي. له صحبة ولأبيه أيضاً، وقد ذكرناه.
عبيدة بن خالد الحنظلي

من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وقيل المحاربي. وقيل: هو عم عمة أشعث بن سليم وهو ابن أبي الشعثاء حديثه عند الأشعث عن عمته عنه. وقيل عن الأشعث عن رجل من قومه عن عمته عن عمها عبيدة بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: " ارفع إزارك، فإنه أنقى وأتقى " . وذكره الدارقطني في باب عبيدة بالضم فلم يصنع شيئا، وقال فيه ابن خلف أو ابن خالد وخلف غلط قد ذكره البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه عبيدة بفتح العين ابن خالد وهو الصواب إن شاء الله.
عبيدة بن عمرو السلماني
أبو مسلم ويقال أبو عمر صاحب ابن مسعود قال: أسلمت وصليت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين ولم أره. رواه الثقات عن ابن سيرين عنه. لا يعد في الصحابة إلا بما ذكرنا. هو من كبار أصحاب ابن مسعود الفقهاء وهو من أصحاب علي ايضاً.
عبيدة بن عمرو الكلابي
قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأسبغ الوضوء. حديثه عند سعيد بن هيثم عن جدته ربيعة بنت عياض عنه.
باب عتاب
عتاب بن أسيد
بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو محمد. أسلم يوم فتح مكة واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة عام الفتح حين خروجه إلى حنين فأقام للناس الحج تلك االسنة وهي سنة ثمان وحج المشركون على ما كانوا عليه وعلى نحو ذلك أقام أبو بكر رضي الله عنه للناس الحج سنة تسع حين أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن ينادي " ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وأن يبرأ إلى كل ذي عهدس من عهده " ،
وأردفه بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقرأ على الناس سورة براءة فلم يزل عتاب أميراً على مكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقره أبو بكر عليها فلم يزل إلى أن مات. وكانت وفاته فيما ذكر الواقدي يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال: ماتا في يوم واحد وكذلك يقول ولد عتاب.
وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعي أبو بكر رضي الله عنه إلى مكة يوم دفن عتاب بن أسيد بها وكان رجلاً صالحاً خيراً فاضلاً. وأما أخوه خالد بن أسيد فذكر محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت عبد العزيز بن معاوية من ولد عتاب بن أسيد ونسبه إلى عتاب بن أسيد يقول: مات خالد بن أسيد وهو أخو عتاب بن اسيد لأبيه وأمه يوم فتح مكة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة. روى عمرو بن أبي عوف قال: سمعت عتاب بن أسيد يقول وهو يخطب مسنداً ظهره إلى الكعبة يحلف: ما أصبت في الذي بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين كسوتهما مولاي كيسان. وحدث عنه سعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح ولم يسمعا منه.
عتاب بن سليم
بن قيس بن خالد القرشي التيمي. أسلم يوم فتح مكة وقتل يوم اليمامة شهيداً رضي الله عنه.
عتاب بن شمير الضبي
له صحبة روى عنه ابنه مجمع بن عتاب. قال ابن أبي خيثمة: وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني ضبة عتاب بن شمير. روى أبو نعيم ويحيى الحماني قال: حدثنا عبد الصمد بن جابر بن ربيعة الضبي قال: حدثنا مجمع بن عتاب بن شمير عن ابيه قال: قلت يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير ولي أخوة فأذهب إليهم لعلهم يسلمون فآتيك بهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن هم أسلموا فهو خير لهم وإن أبوا فإن الإسلام واسع عريض " .والحمد لله تعالى.
باب عتبة
عتبة بن أسيد بن جارية
الثقفي أبو بصير مشهور بكنيته مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
عتبة بن ربيع بن رافع
بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة بن عبد الأبجر وهو خدرة الخدري الأنصاري قتل يوم أحد شهيداً.
عتبة بن ربيعة بن خالد
بن معاوية البهراني حليف للأنصار. اختلف في شهوده بدراً وكذا قال ابن إسحاق البهراني. وقال ابن هشام: هو بهزي، من بهز بن سليم.
عتبة بن أبي سفيان
بن حرب بن أمية أخو معاوية بن أبي سفيان بن حرب.
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا الوليد ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الطائف وصدقاتها ثم ولاه معاوية مصر حين مات عمرو بن العاص فأقام عليها سنة.

توفي بها ودفن في مقبرتها وذلك سنة أربعين وكان فصيحاً خطيباً يقال: إنه لم يكن في بني أمية أخطب منه. خطب أهل مصر يوماً وهو والٍ عليها فقال: يا أهل مصر خف على ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه وذم الباطل وأنتم تفعلونه كالحمار يحمل أسفاراً يثقل حملها ولا ينفعه علمها وإني لا أداوي داءكم إلا بالسيف ولا أبلغ السيف ما كفاني السوط ولا أبلغ السوط ما صلحتم بالدرة وأبطىء عن الأولى إن لم تسرعوا إلى الآخرة فالزموا ما ألزمكم الله لنا تستوجبوا ما فرض الله لكم علينا. وهذا يوم ليس فيه عقاب ولا بعده عتاب. وقد قيل: إن عتبة ابن أبي سفيان توفي سنة ثلاث وأربعين.
عتبة بن عبد الله بن صخر
بن خنساء الأنصاري. شهد العقبة وبدراً.
عتبة بن غزوان بن جابر
ويقال عتبة بن غزوان بن الحارث بن جابر بن وهب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ابن مضر بن نزار المازني. حليف لبني نوفل بن عبد مناف بن قصي يكنى أبا عبد الله. وقيل أبا غزوان. كان إسلامه بعد ستة رجال فهو سابع سبعة في إسلامه. وقد قال ذلك في خطبته بالبصرة. ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا. هاجر في أرض الحبشة وهو ابن أربعين سنة ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وأقام معه حتى هاجر إلى المدينة مع المقداد بن عمرو ثم شهد بدراً والمشاهد كلها وكان يوم قدم المدينة ابن اربعين سنة وكان أول من نزل من البصرة من المسلمين وهو الذي اختطها وقال له عمر لما بعثه إليها: يا عتبة، إني أريد أن أوجهك لتقاتل بلد الحيرة لعل الله سبحانه يفتحها عليكم فسر على بركة الله تعالى ويمنه واتق الله ما استطعت. واعلم أنك ستأتي حومة العدو. وأرجو أن يعينك الله عليهم ويكفيكهم. وقد كتبت إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بن هرثمة وهو ذو مجاهدة للعدو وذو مكايدة شديدة فشاوره وادع إلى الله عز وجل فمن أجابك فاقبل منه ومن أبى فالجزية عن يد مذلة وصغار وإلا فالسيف في غير هوادة واستنفر من مررت به من العرب وحثهم على الجهاد وكابد العدو واتق الله ربك.
فافتتح عتبة بن غزوان الأبلة ثم اختط مسجد البصرة وأمر محجن بن الأدرع فاختط مسجد البصرة الأعظم وبناه بالقصب ثم خرج عتبة حاجاً وخلف مجاشع بن مسعود وأمره أن يسير إلى الفرات وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلي بالناس فلم ينصرف عتبة من سفره ذلك في حجته حتى مات فأقر عمر المغيرة بن شعبة على البصرة.
وكان عتبة بن غزوان قد استعفى عمر عن ولايتها فأبى أن يعفيه فقال: اللهم لا تردني إليها فسقط عن راحلته فمات سنة سبع عشرة وهو منصرف من مكة إلى البصرة بموضع يقال له معدن بني سليم قاله ابن سعد ويقال: بل مات بالربذة سنة سبع عشرة قاله المدائني. وقيل: بل مات عتبة بن غزوان سنة خمس عشرة وهو ابن سبع وخمسين سنة بالمدينة.
وكان رجلاً طوالاً. وقيل: إنه مات في العام الذي اختط فيه البصرة وذلك في سنة أربع عشرة وسنه ما ذكرنا وأما قول من قال: إنه مات بمرو فليس بشيء والله أعلم بالصحيح من هذه الأقوال.

والخطبة التي خطبها عتبة بن غزوان محفوظة عند العلماء مروية مشهورة من طرق منها ما حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد قال: حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان قال: حدثنا أحمد بن معتب قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن هلال عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء وأنتم منتقلون عنها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا منها بخير ما بحضرتكم فإنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي سبعين عاماً لا يدرك لها قعراً والله لتملأن فعجبتم ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليها يوم وللباب كظيظ من الزحام. ولقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا فالتقطت بردة فاشتققتها بيني وبين سعد بن مالك فأتزرت ببعضها وأتزر ببعضها فما أصبح اليوم منا واحد إلا وهو أمير على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً وعند الناس صغيراً فإنها لم تكن نبوة إلا تناسخت حتى تكون عاقبتها ملكاً وستبلون الأمراء أو قال: ستجربون الأمراء بعدي.
عتبة بن فرقد السلمي
أبو عبد الله له صحبة ورواية كان أميراً لعمر بن الخطاب على بعض فتوحات العراق. روى سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي، قال: جاءني كتاب عمر ونحن مع عتبة بن فرقد وينسبونه عتبة بن يربوع بن حبيب بن مالك وهو فرقد بن أسعد بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي وأمه آمنة بنت عمر بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف.
حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا ابن أبي دليم حدثنا ابن وضاح حدثنا علي بن عاصم حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثتني أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد قالت: كنا عند عتبة بن فرقد ثلاث نسوة ما منا واحدة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب ريحاً من صاحبتها وما يمس عتبة ابن فرقد طيباً إلا أن يلتمس دهنا، وكان أطيب ريحاً منا. فقلت له في ذلك، فقال: أصابني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فتجردت وألقيت ثيابي على عورتي فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفه ثم دلك بها الأخرى ثم أمرهما على ظهري وبطني فعبق بي ما ترون. وروى شعبة عن حصين عن امرأة عتبة ابن فرقد أن عتبة بن فرقد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتين.
عتبة بن أبي لهب
واسم أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي. أسلم هو وأخوه معتب يوم الفتح وكانا قد هربا فبعث العباس فيهما فأتى بهما فأسلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهما ودعا لهما وشهدا معه حنيناً والطائف ولم يخرجا عن مكة ولم يأتيا المدينة ولهما عقب عند أهل النسب رضي الله عنهما.
عتبة بن مسعود الهذلي
حليف لبني زهرة أخو عبد الله بن مسعود شقيقه. وقد قيل: بل أمه امرأة من هذيل أيضاً غير أم عبد الله والأكثر أنه أخوه لأبيه وأمه وقد جرى من ذكر نسبه إلى هذيل في باب أخيه ما أغنى عن ذكره ها هنا. يكنى عتبة بن مسعود أبا عبد الله. هاجر مع أخيه عبد الله بن مسعود إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ثم قدم المدينة فشهد أحداً وما بعدها من المشاهد. روى عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول: ما عبد الله عندنا بأفقه من عتبة ولكن عتبة مات سريعاً كذا قال معمر.
وقال ابن عيينة: سمعت ابن شهاب يقول: ما كان عبد الله بن مسعود بأقدم صحبةً من أخيه عتبة بن مسعود ولكن عتبة مات قبله. ولما مات عتبة بن مسعود بكى عليه أخوه عبد الله فقيل له: أتبكي؟ قال: نعم.،أخي في النسب وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إلي إلا ما كان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومات عتبة بن مسعود بالمدينة وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقال المسعودي: مات عتبة بن مسعود قبل أخيه عبد الله حين خلافة عمر بن الخطاب وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
عتبة بن الندر

وهو عتبة بن عبد السلمي. له صحبة كان اسمه عتلة فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه عتبة.
وروى محمد بن القاسم الطائي عن يحيى بن عتبة بن عبد عن أبيه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك " ؟ قلت: عتلة. قال: " أنت عتبة " . قال أبو عمر: شهد عتبة بن عبد خيبر.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا أبو اليمان يعني الحكم ابن نافع عن صفوان بن عمرو قال: كان اسم عتبة بن عبد السلمي نشبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عتبة.
وروى أحمد بن حنبل عن ابن المغيرة أنه حدثه قال: حدثنا صفوان بن عمرو أن عتبة بن عبد كان اسمه نشبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عتبة. يكنى أبا الوليد.
توفي سنة سبع وثمانين في أيام الوليد بن عبد الملك وهو ابن أربع وتسعين سنة. يعد في الشاميين. روى عنه جماعة من تابعي أهل الشام منهم خالد بن معدان وعبد الرحمن بن عمرو السلمي وكثير بن مرة وراشد ابن سعد وأبو عامر الألهاني. وروى عنه أيضاً علي بن رباح المصري.
قال الواقدي: عتبة بن عبد السلمي آخر من مات بالشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قيل: إن عتبة بن الندر غير عتبة بن عبد وليس ذلك بشيء، والصواب ما ذكرنا إن شاء الله تعالى، ولم يختلفوا أن عتبة بن عبد سلمى وان عتبة بن الندر سلمى وأن خالد بن معدان روى عن كل واحد منهما. قال أبو حاتم الرازي: عتبة بن الندر سلمى شامي له صحبة روى عنه خالد بن معدان وعلي بن رباح اللخمي.
وذكر في باب آخر عتبة بن عبد فقال عتبة بن عبد السلمي أبو الوليد شامي له صحبة. روى عنه خالد بن معدان وعبد الرحمن بن عمرو السلمي. وقال ابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه كثير بن مرة ولقمان بن عامر الوصابي، وراشد بن سعد وأبو عامر الألهاني وعبد الله بن عائذ الألهاني، وشرحبيل بن شفعة وحبيب بن عبيد وعبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي وابنه يحيى وأبو المثنى الأملوكي وعامر بن زيد البكالي. هذا كله ذكره في باب عتبة بن عبد ولم يذكر في باب عتبة بن الندر أنه روى عنه غير رجلين: خالد بن معدان وعلي بن رباح. وفي ذلك نظر لأن الأغلب عندي ما ذكرت لك.
باب عثمان
عثمان بن حنيف بن واهب
بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة الأنصاري من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. أخو سهل ابن حنيف يكنى أبا عمرو وقيل: أبا عبد الله عمل لعمر ثم لعلي رضي الله عنهما وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه مساحة الأرضين وجباتها وضرب الخراج والجزية على أهلها وولاه علي رضي الله عنه البصرة فأخرجه طلحة والزبير رضي الله عنهما حين قدما البصرة ثم قدم علي رضي الله عنه فكانت وقعة الجمل فلما خرج علي رضي الله عنه من البصرة ولاها عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما.
ذكر العلماء بالأثر والخبر أن عمر بن الخطاب استشار الصحابة في رجل يوجه إلى العراق فأجمعوا جميعاً على عثمان بن حنيف وقالوا: إن تبعثه على أهم من ذلك فإن له بصراً وعقلاً ومعرفةً وتجربة فأسرع عمر إليه فولاه مساحة أرض العراق فضرب عثمان على كل جريب من الأرض يناله الماء غامراً وعامراً درهماً وقفيزاً فبلغت جباية سواد الكوفة قبل أن يموت عمر بعام مائة ألف ألف ونيفا. ونال عثمان بن حنيف في نزول عسكر طلحة والزبير البصرة ما زاد في فضله ثم سكن عثمان بن حنيف الكوفة وبقي إلى زمان معاوية.
عثمان بن ربيعة بن أهبان
بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي كان من مهاجرة الحبشة في قول ابن إسحاق وحده وقال الواقدي: ابنه نبيه بن عثمان هو الذي هاجر إلى أرض الحبشة.
عثمان بن طلحة

بن أبي طلحة القرشي العبدري. واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي قتل أبوه طلحة وعمه عثمان ابن أبي طلحة جميعاً يوم أحد كافرين قتل حمزة عثمان وقتل علي طلحة مبارزة وقتل يوم أحد أيضاً مسافع بن طلحة والجلاس بن طلحة والحارث بن طلحة وكلاب بن طلحة كلهم إخوة عثمان بن طلحة. هؤلاء قتلوا كفاراً يوم أحدٍ: قتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رجلين منهم مسافعاً والجلاس وقتل الزبير كلاب بن طلحة وقتل قزمان الحارث بن طلحة وهاجر عثمان بن طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت هجرته في هدنة الحديبية مع خالد بن الوليد فلقيا عمرو بن العاص مقبلاً من عند النجاشي يريد الهجرة فاصطحبوا جميعاً حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم: " رمتكم مكة بأفلاذ كبدها " يقول: إنهم وجوه أهل مكة فأسلموا ثم شهد عثمان بن طلحة فتح مكة فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة إليه وإلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وقال: خذاها خالدة تالدة. لا ينزعها يا بني أبي طلحة منكم إلا ظالم. ثم نزل عثمان بن طلحة المدينة فأقام بها إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى مات بها في أول خلافة معاوية سنة اثنتين وأربعين وقيل إنه قتل يوم أجنادين.
عثمان بن أبي العاص
بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي يكنى أبا عبد الله استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف فلم يزل عليها حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وسنتين من خلافة عمر رضي الله عنه ثم عزله عمر رضي الله عنه وولاه سنة خمس عشرة على عمان والبحرين وسار إلى عمان ووجه أخاه الحكم بن أبي العاص إلى البحرين وسار هو إلى توج ففتحها ومصرها وقتل ملكها شهرك وذلك سنة إحدى وعشرين.
وقال زياد الأعلم: قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر رضي الله عنه فقرأه علينا: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عثمان بن أبي العاص سلام عليك أما بعد فإني قد أمددتك لعبد الله بن قيس فإذا إلتقيتما فعثمان الأمير وتطاوعا والسلام.
وكان عثمان بن أبي العاص يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان يغزو صيفاً فيرجع فيشتو بتوج وعلى يديه كان فتح إصطخر الثانية سنة سبع وعشرين. وقيل: بل افتتح إصطخر عبد الله بن عامر سنة تسع وعشرين فأقطعه عثمان بن عفان اثني عشر ألف جريب.
سكن عثمان بن أبي العاص البصرة.
ومات في خلافة معاوية وأولاده وعقبه أشراف وروى عنه أهلها وأهل المدينة أيضاً والحسن أروى الناس عنه. وقد قيل: إنه لم يسمع عنه. وعثمان بن أبي العاص كان سبب إمساك ثقيف عن الردة حين ارتدت العرب لأنه قال لهم حين هموا بالردة: يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلاماً فلا تكونوا أول الناس ردة. وهو القائل: الناكح مغترس فلينظر أين يضع غرسه فإن عرق السوء لا بد أن ينزع ولو بعد حين.
عثمان بن عامر أبو قحافة
القرشي التيمي، والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قد تقدم ذكر نسبه عند ذكر ابنه أبي بكر. أسلم أبو قحافة يوم فتح مكة حدثني عبد الوارث حدثني قاسم حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن مهران حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر قال: أتي بأبي قحافة عام الفتح ليبايع ورأسه ولحيته كأنها ثغامة يعني شجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا هذا بشيءٍ وجنبوه السواد " .
وقال قتادة: هو أول مخضوب في الإسلام، وعاش أبو قحافة إلى خلافة عمر رضي الله عنه ومات سنة أربع عشرة وهو ابن سبع وتسعين سنة وكانت وفاة ابنه قبله فورث منه السدس فرده على ولد أبي بكر رضي الله عنه.
عثمان بن عبد الرحمن التيمي
قال الحسن بن عثمان: مات عثمان بن عبد الرحمن ويكنى أبا عبد الرحمن توفي سنة أربع وسبعين وله صحبة.
عثمان بن عبد غنم
بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال القرشي الفهري، كان قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة في قول جميعهم وقال هشام ابن الكلبي: هو عامر بن عبد غنم.
عثمان بن عبيد الله بن عثمان

القرشي التيمي، أخو طلحة بن عبيد الله أسلم وهاجر وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحفظ له رواية. ومن ولده محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله كان أعلم الناس بالنسب والمغازي وقد روى عنه الحديث.
عثمان بن عثمان بن الشريد
بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم. كان من مهاجرة الحبشة شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً وهو المعروف بشماس. وكذلك ذكره ابن إسحاق فقال الشماس ابن عثمان ونسبه كما ذكرنا. وقال ابن هشام: اسم شماس عثمان بن عثمان. وإنما سمى شماساً لأن شماساً من الشمامسة قدم مكة في الجاهلية كان جميلاً فعجب الناس من جماله فقال عتبة ابن ربيعة وكان خال شماس: أنا آتيكم بشماس أحسن منه فأتى بابن أخته عثمان بن عثمان فسمى شماساً من يومئذ وغلب ذلك عليه وكذلك قال الزبير كقول ابن هشام ونسب ذلك إلى ابن شهاب وغيره.
عثمان بن عفان
بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي الأموي، يكنى أبا عبد الله وأبا عمرو كنيتان مشهورتان له. وأبو عمر وأشهرهما. قيل: إنه ولدت له رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابناً فسماه عبد الله واكتنى به ومات ثم ولد له عمرو فاكتني به إلى أن مات رحمه الله. وقد قيل: إنه كان يكنى أبا ليلى.
ولد في السنة السادسة بعد الفيل. أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى أرض الحبشة فاراً بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول خارج إليها، وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة ولم يشهد بدراً لتخلفه على تمريض زوجته رقية كانت عليلة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخلف عليها هكذا ذكره ابن إسحاق.
وقال غيره: بل كان مريضاً به الجدري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارجع " وضرب له بسهمه وأجره فهو معدود في البدريين لذلك، وماتت رقية في سنة اثنتين من الهجرة حين أتى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فتح الله عليه يوم بدر.
وأما تخلفه عن بيعة الرضوان بالحديبية فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجهه إلى مكة في أمرٍ لا يقوم به غيره من صلح قريش على أن يتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمرة فلما أتاه الخبر الكاذب بأن عثمان قد قتل جمع أصحابه، فدعاهم إلى البيعة فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان حينئذ بإحدى يديه الأخرى ثم أتاه الخبر بأن عثمان لم يقتل وما كان سبب بيعة الرضوان إلا ما بلغه صلى الله عليه وسلم من قتل عثمان.
وروينا عن ابن عمر أنه قال: يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يد عثمان لنفسه. فهو ايضاً معدود في أهل الحديبية من أجل ما ذكرناه.
زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه: رقية ثم أم كلثوم واحدةً بعد واحدة، وقال: " إن كان عندي غيرهما لزوجتكها " . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سألت ربي عز وجل ألا يدخل النار أحداً صاهر إلي أو صاهرت إليه " .
وقال سهل بن سعد: ارتج أحد وكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اثبت، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راضٍ.
روى يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر وعبد العزيز بن أبي سلمة عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم سكت فقيل: هذا في التفضيل. وقيل في الخلافة. وقيل للمهلب بن أبي صفرة: لم قيل لعثمان ذا النورين؟ قال لأنه لم يعلم أن أحداً أرسل ستراً على ابنتي نبي غيره.
وقال ابن مسعود حين بويع بالخلافة: بايعنا خيرنا ولم نأل. وقال علي ابن أبي طالب: كان عثمان أوصلنا للرحم وكان من الذين آمنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين.

واشترى عثمان رضي الله عنه بئر رومة وكانت ركية ليهودي يبيع المسلمين ماءها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب في الجنة " . فأتى عثمان اليهودي فساومه بها فأبى أن يبيعها كلها فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم. فجعله للمسلمين، فقال له عثمان رضي الله عنه: إن شئت جعلت على نصيبي قرنين وإن شئت فلي يوم ولك يوم. قال: بل لك يوم ولي يوم. فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدت علي ركيتي فاشتر النصف الآخر فاشتراه بثمانية آلاف درهم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يزيد في مسجدنا " . فاشترى عثمان رضي الله عنه موضع خمس سوار فزاده في المسجد. وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيراً وأتم الألف بخمسين فرساً وجيش العسرة كان في غزوة تبوك.
وذكر أسد بن موسى قال: حدثني أبو هلال الراسبي قال: حدثنا قتادة قال: حمل عثمان في جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرساً.
قال: وحدثنا أبو هلال قال: حدثنا محمد بن سيرين أن عثمان رضي الله عنه كان يحيي الليل بركعة يقرأ القرآن فيها كله.
قال: وأخبرنا سلام بن مسكين قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: قالت امرأة عثمان حين أطافوا به يريدون قتله: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن.
قال: وحدثنا ضمرة عن السدي عن السري بن يحيى عن ابن سيرين، قال: كثر المال في زمن عثمان حتى بيعت جارية بوزنها وفرس بمائة ألف درهم ونخلة بألف درهم.
قال: وحدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سالم عن ابن عمر قال: لقد عتبوا على عثمان أشياء ولو فعلها عمر ما عتبوا عليه.
قال: وحدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص أن عمرو بن العاص قام إلى عثمان وهو يخطب الناس فقال: يا عثمان إنك قد ركبت بالناس المهامة وركبوها منك فتب إلى الله عز وجل وليتوبوا. قال: فالتفت إليه عثمان فقال: وإنك لهناك يا بن النابغة ثم رفع يديه واستقبل القبلة وقال: أتوب إلى الله اللهم إني أول تائبٍ إليك.
وأخبرنا مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن يقول: سمعت عثمان يخطب وهو يقول: يأيها الناس ما تنقمون علي وما من يوم إلا وأنتم تقسمون فيه خيراً. قال الحسن: وشهدت منادياً ينادي: يأيها الناس اغدوا على أعطياتكم فيغدون ويأخذونها وافية. يأيها الناس اغدوا على أرزاقكم فيأخونها وافية، حتى والله سمعته أذناي يقول: اغدوا على كسواتكم فيأخذون الحلل. واغدوا على السمن والعسل. قال الحسن: أرزاق دارة وخير كثير وذات بين حسن ما على الأرض مؤمن إلا يوده وينصره ويألفه فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق ولكنهم لم يصبروا وسلوا السيف مع من سل فصار عن الكفار مغمداً وعلى المسلمين مسلولاً إلى يوم القيامة.
وكان عثمان رضي الله عنه رجلاً ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية عظيمها أسمر اللون كثير الشعر ضخم الكراديس بعيد ما بين المنكبين كان يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب.
وروى سفيان بن عيينة عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن موسى ابن طلحة قال: أتينا عائشة رضي الله عنها نسألها عن عثمان، فقالت: أجلسوا أحدثكم عما جئتم له: إنا عتبنا على عثمان رضي الله عنه في ثلاث خصال ولم تذكرهن فعمدوا إليه حتى إذا ماصوه كما يماص الثوب بالصابون اقتحموا عليه الفقر الثلاثة: حرمة البلد الحرام والشهر الحرام وحرمة الخلافة ولقد قتلوه وإنه لمن أوصلهم للرحم وأتقاهم لربه.
أخبرنا أحمد بن قاسم وأحمد بن محمد قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا نعيم بن حماد وأخبرنا عبد الله بن محمد ابن أسد حدثنا محمد بن مسرور العسال حدثنا أحمد بن معتب حدثنا الحسين بن الحسن قالا: أخبرنا عبد الله بن المبارك أنبأنا الزبير بن عبد الله أن جدته أخبرته وكانت خادمة لعثمان قالت: كان عثمان رضي الله عنه لا يقيم و لا يوقظ نائماً من أهله إلا أن يجده يقظاناً فيدعوه فيناوله وضوءه وكان يصوم الدهر.

وذكر أسد، أنبأنا عبدة بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادعوا لي بعض أصحابي " . فقلت: أبو بكر؟ قال: " لا " . فقلت: عمر؟ قال: " لا " . فقلت: ابن عمك علي؟ قال: " لا " ، فقلت: عثمان قال: " نعم " . فلما جاء قال لي بيده، فتنحيت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يساره ولون عثمان رضي الله عنه يتغير فلما كان يوم الدار وحصر قيل له: ألا تقاتل؟ قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهداً وأنا صابر نفسي عليه.
وذكر المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: أشرف عليهم عثمان وهو محصور فقال: السلام عليكم فما رد عليه أحد. فقال: أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة من مالي، وجعلت فيه رشائي كرشاء رجلٍ من المسلمين؟ فقيل: نعم. قال: فعلام تمنعوني عن مائها، وأفطر على الماء المالح ثم قال: أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من أرضٍ فزدته في المسجد فهل علمتهم أن أحداً منع أن يصلي فيه قبلي قال ابن عمر: أذنب عثمان ذنباً عظيماً يوم التقى الجمعان بأحد فعفا الله عنه عز وجل وأذنب فيكم ذنباً صغيراً فقلتموه. وسئل ابن عمر عن علي وعثمان رضي الله عنهما فقال للسائل: قبحك الله تسألني عن رجلين كلاهما خير مني تريد أن أغض من أحدهما وأرفع من الآخر.
وقال علي رضي الله عنه: من تبرأ من دين عثمان فقد تبرأ من الإيمان والله ما أعنت على قتله ولا أمرت ولا رضيت.
وبويع لعثمان رضي الله عنه بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاثة أيام بإجتماع الناس عليه. وقتل بالمدينة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة ذكره المدائني عن أبي معشر عن نافع.
وقال المعتمر عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي: قتل عثمان رضي الله عنه في وسط أيام التشريق. وقال ابن إسحاق: قتل عثمان رضي الله عنه على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الواقدي: قتل عثمان يوم الجمعة لثمان ليالٍ خلت من ذي الحجة يوم التلبية سنة خمس وثلاثين. وقد قيل: إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة. وقد روى ذلك عن الواقدي أيضاً.
وقال الواقدي: وحاصروه تسعة وأربعين يوماً، وقال الزبير: حاصروه شهرين وعشرين يوماً وكان أول من دخل الدار عليه محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته فقال له: دعها يا بن أخي والله لقد كان أبوك يكرمها فاستحيا وخرج ثم دخل رومان بن سرحان رجل أزرق قصير محدود عداده في مراد وهو من ذي أصبح معه خنجر فاستقبله به وقال: على أي دين أنت يا نعثل؟ فقال عثمان: لست بنعثل، ولكني عثمان بن عفان وأنا على ملة إبراهيم حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين. قال: كذبت وضربه على صدغه الأيسر فقتله فخر رضي الله عنه، وأدخلته امرأته نائلة بينها وبين ثيابها، وكانت امرأة جسيمة ودخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتاً فقال: والله لأقطعن أنفه فعالج المرأة فكشفت عن ذراعيها وقبضت على السيف فقطع إبهامها فقالت لغلام لعثمان يقال له رباح ومعه سيف عثمان: أعني على هذا وأخرجه عني. فضربه الغلام بالسيف فقتله، وبقي عثمان رضي الله عنه يومه مطروحاً إلى الليل فحمله رجال على بابٍ ليدفنوه فعرض لهم ناس ليمنعوهم من دفنه فوجدوا قبراً قد كان حفر لغيره فدفنوه فيه وصلى عليه جبير بن مطعم.
واختلف فيمن باشر قتله بنفسه فقيل: محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص. وقيل: بل حبسه محمد بن أبي بكر وأسعده غيره، كان الذي قتله سودان بن حمران. وقيل: بل ولي قتله رومان اليمامي. وقيل: بل رومان رجل من بني أسد بن خزيمة. وقيل: بل إن محمد بن أبي بكر أخذ بلحيته فهزها وقال: ما أغنى عنك معاوية وما أغنى عنك ابن أبي سرح وما أغنى عنك ابن عامر. فقال: يا بن أخي أرسل لحيتي، فوالله إنك لتجبذ لحية كانت تعز على أبيك وما كان أبوك يرضى مجلسك هذا مني. فيقال: إنه حينئذ تركه وخرج عنه. ويقال: إنه حينئذ أشار إلى من كان معه فطعنه أحدهم وقتلوه. والله أعلم.

وأكثرهم يروي أن قطرة أو قطرات من دمه سقطت على المصحف على قوله جل وعلا: " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " البقرة 137.
وقال أسد: حدثنا محمد بن طلحة قال: حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال: شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين كانوا يدرءون عن عثمان رضي الله عنه الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم. وقال محمد بن طلحة: فقلت له: هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال: معاذ الله دخل عليه، فقال له عثمان: يا بن أخي لست بصاحبي. وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشيء من دمه، قال: فقلت لكنانة: من قتله؟ قال: قتله رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم. ثم طاف بالمدينة ثلاثاً يقول: أنا قاتل نعثل.
وروى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: إني لمحصور مع عثمان رضي الله عنه في الدار قال: فرمي رجل منا، فقلت: يا أمير المؤمنين الآن طاب الضراب قتلوا منا رجلاً قال: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك، فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي. قال أبو هريرة: فرميت سيفي، لا أدري أين هو حتى الساعة. وكان معه في الدار من يريد الدفع عنه: عبد الله ابن عمر وعبد الله بن سلام وعبد الله بن الزبير والحسن بن علي وأبو هريرة ومحمد بن حاطب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم ومروان بن الحكم في طائفة من الناس منهم المغيرة بن الأخنس فيومئذ قتل المغيرة بن الأخنس. قتل قبل قتل عثمان رضي الله عنه.
وذكر ابن السراج قال: حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال: دخلت مع المصريين على عثمان فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدواً حتى دخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو عشرةٍ عليه عمامة سوداء فقال: ويحك ما وراءك قلت: قد والله فرغ من الرجل، فقال: تباً لكم آخر الدهر فنظرت فإذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا الأعناقي حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا عبد الملك بن الماجشون عن مالك قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه ألقي على المزبلة ثلاثة أيام فلما كان من الليل أتاه اثنا عشر رجلاً فيهم حويطب بن عبد العزى وحكيم بن حزام. وعبد الله بن الزبير وجدي فاحتملوه فلما صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن: والله لئن دفنتموه هنا لنخبرن الناس غداً فاحتملوه وكان على باب وإن رأسه على الباب ليقول: طق طق حتى صاروا به إلى حش كوكب فاحتفروا له وكانت عائشة بنت عثمان رضي الله عنهما معها مصباح في جرة فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت فقال لها ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عيناك قال: فسكتت فدفن، قال مالك: وكان عثمان رضي الله عنه يمر بحش كوكب فيقول: إنه سيدفن ها هنا رجل صالح.
أخبرني خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر بمصر حدثنا أحمد بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا حفص بن غياث حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: أرادوا أن يصلوا على عثمان رضي الله عنه فمنعوا فقال رجل من قريش أبو جهم بن حذيفة دعوه وقد صلى الله عز وجل عليه وصلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
واختلف في سنه حين قتلوه، فقال ابن إسحاق: قتل وهو ابن ثمانين سنة. وقال غيره: قتل وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل ابن تسعين سنةً، وقال قتادة: قتل عثمان رضي الله عنه وهو ابن ست وثمانين سنة. وقال الواقدي: لا خلاف عندنا أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو قول أبي اليقظان. ودفن ليلاً بموضعٍ يقال له حش كوكب وكوكب: رجل من الأنصار والحش: البستان. وكان عثمان رضي الله عنه قد اشتراه وزاده في البقيع فكان أول من دفن فيه وحمل على لوح سراً.
وقد قيل: إنه صلى عليه عمرو بن عثمان ابنه وقيل: بل صلى عليه حكيم بن حزام. وقيل: المسور بن مخرمة. وقيل: كانوا خمسة أو ستة وهم: جبير بن مطعم وحكيم بن حزام وأبو جهنم بن حذيفة وتيار بن مكرم وزوجتاه: نائلة وأم البنين بنت عيينة ونزل في القبر أبو جهم وجبير وكان حكيم وزوجتاه أم البنين ونائلة يدلونه فلم دفنوه غيبوا قبره رضي الله تعالى عنه.

قال ابن إسحاق: كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً. وقال غيره: كانت خلافته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً. وقيل ثمانية عشر يوماً. قال حسان بن ثابت الأنصاري:
من سره الموت صرفاً لا مزاج له ... فليأت مأدبةً في دار عثمان
وفيها:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا
وهذا البيت يختلف فيه، ينسب إلى غيره وقال بعضهم: هو لعمران بن حطان وفيها:
صبراً فدىً لكم أمي وما ولدت ... قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
لتسمعن وشيكاً في دياركم ... الله أكبر يا ثارات عثمانا
وزاد فيه أهل الشام أبياتاً لم أر لذكرها وجهاً.
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه أيضاً شعراً:
إن تمس دار بني عفان موحشةً ... باب صريع وباب مخرق خرب
فقد يصادف باغي الخير حاجته ... فيها ويأوي إليها الجود والحسب
وله أيضاً:
قتلتم ولي الله في جوف داره ... وجئتم بأمرٍ جائرٍ غير مهتدي
فلا ظفرت أيمان قومٍ تعاونوا ... على قتل عثمان الرشيد المسدد
وقال كعب بن مالك رضي الله عنه:
يا للرجال لأمرٍ هاج لي حزنا ... لقد عجبت لمن يبكي على الدمن
إني رأيت قتيل الدار مضطهداً ... عثمان يهدى إلى الأجداث في كفن
يا قاتل الله قوماً كان أمرهم ... قتل الإمام الزكي الطيب الردن
ما قاتلوه على ذنبٍ ألم به ... إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكن
ومما ينسب لكعب بن مالك.
وقال مصعب: هي لحسان، وقال عمر بن شبة: هي للوليد بن عقبة بن أبي معيط
فكف يديه ثم أغلق بابه ... وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لأهل الدار لا تقتلوهم ... عفا الله عن ذنب امرىءٍ لم يقاتل
فكيف رأيت الله ألقى عليهم ال ... عداوة والبغضاء بعد التواصل
وكيف رأيت الخير أدبر بعده ... على الناس إدبار السحاب الحوافل
وقال حميد بن ثور الهلالي شعراً:
إن الخلافة لما أظعنت ظعنت ... من يثربٍ إذ غير الهدى سلكوا
صارت إلى أهلها منهم ووارثها ... لما رأى الله في عثمان ما انتهكوا
وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت:
لعمري لبئس الذبح ضحيتم به ... وخنتم رسول الله في قتل صاحبه
وقالت زينب بنت العوام:
وعطشتم عثمان في جوف داره ... شربتم كشرب الهيم شرب حميم
فكيف بنا أم كيف بالنوم بعدما ... أصيب ابن أروى وابن أم حكيم
وقالت ليلى الأخيلية شعراً:
قتل ابن عفان الإما ... م وضاع أمر المسلمينا
وتشتتت سبل الرشا ... د لصادرين وواردينا
فانهض معاوي نهضةً ... تشفى بها الداء الدفينا
أنت الذي من بعده ... ندعو أمير المؤمنينا
وقال أيمن بن خزيمة شعراً:
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحىً ... وأي ذبحٍ حرامٍ ويلهم ذبحوا
وأي سنة كفر سن أولهم ... وباب شرٍّ على سلطانهم فتحوا
ماذا أرادوا أضل الله سعيهم ... بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
والأشعار في ذلك كثيرة جداً يطول بها الكتاب.
وكان عثمان رضي الله عنه شيخاً جميلاً رقيق البشرة أسمر اللون كبير الكراديس واسع ما بين المنكبين كثير شعر الرأس أصلع طويل اللحية حسن الوجه. وقال سعيد بن زيد: لو أن أحداً انقض لما فعل بعثمان كان حقيقاً أن ينقض.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط.
وقال عبد الله بن سلام: لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا ينغلق عنهم إلى قيام الساعة.
وقال بعض بني نهشل أو مجاشع:
لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلا قليلا
لقد سفه الناس في دينهم ... وخلى ابن عفان شراً طويلا

أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم بن النعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا علي بن زيد بن جدعان قال لي سعيد بن المسيب: انظر إلى وجه هذا الرجل فنظرت فإذا هو مسود الوجه، فقال: سله عن أمره. فقلت: حسبي أنت، حدثني. قال: إن هذا كان يسب علياً وعثمان رضي الله عنهما فكنت أنهاه فلا ينتهي، وقلت: اللهم هذا يسب رجلين قد سبق لهما ما تعلم. اللهم إن كان يسخطك ما يقول فيهما فأرني به آية فاسود وجهه كما ترى.
حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا إسماعيل بن محمد قال: حدثنا إسماعيل ابن إسحاق. قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت حميداً الطويل قال: قيل لأنس بن مالك: إن حب علي وعثمان رضي الله عنهما لا يجتمعان في قلبٍ واحدٍ. فقال أنس رضي الله عنه: كذبوا والله، لقد اجتمع حبهما في قلوبنا.
عثمان بن مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشي الجمحي يكنى أبا السائب. وأمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح وهي أم السائب وعبد الله. وقال ابن إسحاق: أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً وهاجر الهجرتين وشهد بدراً. وقال ابن إسحاق وسالم أبو النضر: كان عثمان بن مظعون أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعدما رجع من بدر وقال غيرهما: كان أول من تبعه إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي من وجوه من حديث عائشة وغيرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون بعد ما مات.
توفي سنة اثنتين من الهجرة وقيل بعد اثنين وعشرين شهراً من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. وقيل: إنه مات على رأس ثلاثين شهراً من الهجرة بعد شهوده بدراً فلما غسل وكفن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه فلما دفن قال: " نعم السلف هو لنا عثمان بن مظعونٍ " .
ولما توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحق بالسلف الصالح، عثمان بن مظعونٍ " .
وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ذلك حين توفيت زينب ابنته رضي الله عنها قال: " الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعونٍ " . وأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره بحجر وكان يزوره.
وقال سعد بن أبي وقاص: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصينا. وكان عابداً مجتهداً من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي طالب وابو ذر رضي الله عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. ونزلت فيهم: " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا. " الآية المائدة 96 وذكر الواقدي عن أبي سبرة عن عاصم بن عبد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال: كان أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجراً عند رأسه وقال: " هذا قبر فرطنا " . وقد قيل: إن عثمان بن مظعون توفي بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهرٍ، وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدرٍ، لأنه لم يختلف في أنه شهدها وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.
وذكر ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سليط قال: كان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال: لا أشرب شراباً يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي. فقيل له: يا عثمان. قد حرمت الخمر. فقال: تباً لها قد كان بصري فيها ثاقباً. قال أبو عمر في هذا نظر، لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد.
قال مصعب الزبيري: أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون أبو السائب. روت عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها، عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال: يا رسول الله، إنه لتشق علينا العزبة في المغازي، أفتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا، ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنه مجفرةً " .

وأخبرنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه فرفع رأسه فكأنهم رأوا أثر البكاء في عينه ثم حنى عليه الثانية، ثم رفع رأسه فرأوه يبكي، ثم حنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه يبكي، فبكى القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مه، إنما هذا من الشيطان " ، ثم قال: " استغفروا الله، اذهب عليك أبا السائب، فقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيءٍ " .
وذكر محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن يحيى البزار قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئاً لك الجنة عثمان بن مظعون. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر غضب، وقال: " ما يدريك " ؟ قالت: يا رسول الله حارسك وصاحبك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني رسول الله، وما أدري ما يفعل بي " . فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحقي بسلفنا الخير، عثمان بن مظعونٍ " ، فبكى النساء، فجعل عمر رضي الله عنه يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مهلاً يا عمر ثم قال: " إياكن ونعيق الشيطان، فما كان من العين فمن الله تعالى ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان " .
اختلف الروايات في المرأة قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك حين شهدت لعثمان بن مظعون بالجنة " ، وقالت له: طبت هنيئاً لك الجنة أبا السائب على ثلاث نسوة فقيل: كانت امرأته أم السائب، وقيل أم العلا الأنصارية، وكان نزل عليها وقيل: كانت أم خارجة بن زيد. ورثته امرأته، فقالت:
يا عين جودي بدمعٍ غير ممنون ... على رزية عثمان بن مظعون
على امرىءٍ كان في رضوان خالقه ... طوبى له من فقيد الشخص مدفون
طاب البقيع له سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تفتين
وأورث القلب حزناً لا انقطاع له ... حتى الممات وما ترقى له شوني
عثمان بن معاذ
التيمي القرشي، أو معاذ بن عثمان كذا روى حديثه ابن عيينة عن حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن رجل من قومه من بني تيم يقال له معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ أه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ارموا الجمار بمثل حصى الخذف " .
باب عدي
عدي بن حاتم بن عبد الله
الطائي، مهاجري، يكنى أبا طريف، وينسبونه عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرىء القيس بن عدي بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن زيد بن كهلان إلا أنهم يختلفون في بعض الأسماء إلى طي. قدم عدي على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان من سنة سبع.
قال الواقدي: قدم عدي بن حاتم على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة عشر وخبره في قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم خبر عجيب في حديث حسن صحيح من رواية قتادة عن ابن سيرين ثم قدم على أبي بكر الصديق بصدقات قومه في حين الردة ومنع قومه في طائفة معهم من الردة بثبوته على الإسلام وحسن رأيه وكان سيداً شريفاً في قومه خطيباً حاضر الجواب. فاضلاً كريماً. روى عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال: ما دخل وقت صلاةٍ قط إلا وأنا أشتاق إليها.
وأخبرنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي، حدثنا عبيد بن جناد الحلبي حدثنا عطاء بن مسلم عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم قال: ما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا وسع لي أو تحرك لي وقد دخلت عليه يوماً في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسع لي حتى جلست إلى جنبه.

وأتاه الشاعر سالم بن دارة الغطفاني، واسم أبيه دارة مسافع فقال له: قد مدحتك يا أبا طريف؟ فقال له عدي: أمسك عليك يا أخي حتى أخبرك بمالي فتمدحني على حسبه، لي ألف ضائنة وألفا درهم وثلاثة أعبد وفرسي هذه حبيس في سبيل الله عز وجل، فقل، فقال شعراً:
تحن قلوصي في معدٍّ وإنما ... تلاقي الربيع في ديار بني ثعل
وأبغي الليالي من عدي بن حاتم ... حساماً كلون الملح سل من الخلل
أبوك جواد ما يشق غباره ... وأنت جواد ليس تعذر بالعلل
فإن تتقوا شراً فمثلكم اتقى ... وإن تفعلوا خيراً فمثلكم فعل
وحديث الشعبي أن عدي بن حاتم قال لعمر بن الخطاب إذ قدم عليه: ما أظنك تعرفني. فقال: كيف لا أعرفك؟ وأول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طي أعرفك آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا.
ثم نزل عدي بن حاتم رضي الله عنه الكوفة وسكنها وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وفقئت عينه يومئذ، ثم شهد أيضاً مع علي رضي الله عنه صفين والنهروان.
ومات بالكوفة سنة سبع وستين في أيام المختار. وقيل: مات سنة ثمان وستين. وقيل: بل مات عدي بن حاتم سنة تسع وستين وهو ابن مائة وعشرين سنة.
روى عنه جماعة من البصريين والكوفيين منهم: همام بن الحارث وعامر الشعبي وتميم بن طرفة وعبد الله بن معقل بن مقرن والسري بن قطري وأبو إسحاق الهمداني وخيثمة بن عبد الرحمن.
عدي بن ربيعة
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، من مسلمة الفتح، وأظنه عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن عم أبي العاص بن الربيع.
عدي بن الزغباء
ويقال ابن أبي الزغباء واسم أبي الزغباء سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة الجهني، من جهينة حليف لبني النجار من الأنصار وقال موسى بن عقبة: عدي بن الزغباء حليف لبني مالك بن النجار من جهينة شهد بدراً وأحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيناً مع بسيس بن عمرو الجهني يتجسسان له عير أبي سفيان بن حرب في قصة بدر.
عدي بن زيد الأنصاري
ذكره البزار في المقلين من الصحابة وروى حديثه فقال: عن عدي بن زيد. وكانت له صحبة وقال: حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريداً في بريد.
عدي بن عميرة الحضرمي
ويقال الكندي، كوفي. روى عنه قيس بن حازم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من استعملناه على عملنا فكتمنا مخيطاً فما فوقه فهو غلول يأتي به يوم القيامة " . روى عنه أخوه العرس بن عميرة.
عدي بن فروة
يقال: هو عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم من كنده أبو فروة أصله من الكوفة وبها كان سكناه وانتقل إلى حران. قيل: هو الأول وهو عند أكثرهم غير الأول كذلك قال أبو حاتم وغيره. وهذا هو والد عدي بن عدي الفقيه الكندي صاحب عمر بن عبد العزيز فيما قال البخاري، وخالفه غيره فجعله ابن الأول.
وقال أحمد بن زهير: ليس هو من ولد هذا ولا هذا وجعل إياه رجلاً ثالثاً روى عن هذا رجل يقال له العرس، وروى رجاء بن حيوة عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه قال الواقدي: توفي عدي بن عميرة بن زرارة بالكوفة سنة أربعين، أظنه الأول، والله أعلم.
عدي بن قيس السهمي
ذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وهذا لا يعرف.
عدي بن مرة بن سراقة
بن خباب بن عدي بن الجد بن العجلان من بلي بن قضاعة حليف لبني عمرو بن عوف قتل يوم خيبر شهيداً، طعن بين ثدييه بالحربة فمات.
عدي بن نضلة
كذا قال ابن إسحاق والواقدي، وقال هشام بن محمد: عدي بن نضيلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن كعب القرشي العدوي، هاجر هو وابنه النعمان بن عدي إلى أرض الحبشة ومات بها عدي بن نضلة وهو أول من ورث في الإسلام ورثه بالإسلام ابنه النعمان.
عدي بن نوفل بن أسد
بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أخو ورقة بن نوفل أمه آمنة بنت نوفل بن جابر بن سفيان أخت تأبط شراً الفهمي، ذكر ذلك الزبير.

أسلم عدي بن نوفل عام الفتح ثم عمل لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم على حضرموت.
عدي بن همام بن مرة
الكندي أبو عائذ، قال ابن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
عدي الجذامي
رمى امرأته بحجر فقتلها ولم يرد قتلها فتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فقص عليه أمره، فقال له صلى الله عليه وسلم: " تعقلها ولا ترثها " ، حديثه هذا عند عبد الرحمن بن حرملة، سمع رجلان من جذام عن رجل منهم يقال له عدي.
باب العرس
العرس بن عميرة الكندي
أخو عدي بن عميرة الكندي حديثه عند أهل الشام روى عنه ابن أخيه عدي بن عدي بن عميرة الكندي وصاحب عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة ذكره أبو حاتم في الأفراد ولم يذكر العرس غيره والله أعلم.
العرس بن قيس بن سعيد
بن الأرقم بن النعمان الكندي مذكور في الصحابة لا أعرفه.
وقيل: مات في فتنة ابن الزبير.
باب عرفجة
عرفجة بن أسعد بن صفوان
التيمي. أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفاً من ورق فأنتن عليه فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاً من ذهب. بصري.
روى عنه عبد الرحمن بن طرفة. واختلف في حديثه هذا على ما ذكرناه فيما مضى من كتابنا هذا.
عرفجة بن خزيمة
الذي قال فيه عمر لعتبة بن غزوان وقد أمده به شاوره فإنه ذو مجاهدة للعدو ومكابدة.
عرفجة بن شريح
الكندي ويقال الأشجعي، ويقال عرفجة الأسلمي، وقال أحمد بن زهير: عرفجة الأسلمي غير عرفجة بن شريح الكندي، قال أبو عمر: ليس هو عندي كما قال أحمد بن زهير. والله أعلم بالصواب.
وقد اختلف في اسم أبي عرفجة هذا اختلافاً كثيراً، فقيل: عرفجة بن شريح، وقيل: صريح وقيل: ابن ذريح بالذال. وقيل: ابن ضريح بالضاد وقيل ابن شراحيل.
قال علي بن المديني: قال شعبة: عرفجة فلم ينسبه، وقال فيه أبو عوانة: عرفجة بن شريح. وقال فيه يزيد بن مردانبه: عرفجة بن شريح، وكلهم يروي حديثه هذا عن زياد بن علاقة عنه.
وقال أبو بكر الأثرم: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل في حديث عرفجة فقال بعضهم: عرفجة بن صريح، وقال بعضهم: ابن شريح، قال أبو عمر: له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول: " ستكون هنات وهنات، فمن رأيتموه يفرق أمر أمة محمدٍ وهم جميع فاقتلوه كائناً من كان من الناس " . وهو حديث صحيح من حديث أهل البصرة رواه عن عرفجة زياد بن علاقة ورواه عن زياد بن علاقة جماعة واتفق فيه أبو عوانة والنعمان بن راشد على عرفجة بن شريح ولا أعلم لعرفجة هذا غير هذا الحديث.
وقد روى عنه أبو حازم الأشجعي وأبو يعفور وقدان العبدي: وقد روى زياد بن علاقة أيضاً عن قطبة بن مالك عن عرفجة الأشجعي قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم جلس فقال: وزن أصحابنا الليلة وزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فخف وهو رجل صالح. لا أدري عرفجة هذا هو عرفجة ابن شريح أو غيره.
باب عرفطة
عرفطة بن الحباب
بن حبيب الأزدي، حليف لبني أمية أبو أوفى بن عرفطة. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم الطائف من بني أمية.
عرفطة بن نهيك
له صحبة.
باب عروة
عروة بن أبي أثاثة
ويروى ابن أثاثة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب كان من مهاجرة الحبشة لا أعلم له رواية وهو أخو عمرو بن العاص لأمه ويقال: فيه عمرو بن أبي أثاثة وعروة هذا قديم الإسلام بمكة لم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة وذكره موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي.
عروة بن أسماء
بن الصلت، حليف لبني عمرو بن عوف ذكره محمد بن الواقدي في أصحاب بئر معونة وقال: حدثني مصعب بن الثابت عن أبي الأسود عن عروة قال: حرض المشركون يوم بئر معونة بعروة بن الصلت أن يؤمنوه فأبى، وكان ذا خلة لعامر بن الطفيل مع أن قومه بني سليم حرضوا على ذلك فأبى، وقال: لا أقبل لهم في ذلك أماناً ولا أرغب بنفسي عن مصارعهم ثم تقدم فقاتل حتى قتل شهيداً.
عروة بن عياض

بن أبي الجعد البارقي وبارق في الأزد، يقال: إن البارق جبل نزله بعض الأزديين فنسبوا إليه. استعمل عمر بن الخطاب عروة البارقي هذا على قضاء الكوفة وضم إليه سلمان بن ربيعة وذلك قبل أن يستقضي شريحاً.
يعد عروة البارقي في الكوفيين، روى عنه قيس بن أبي حازم والشعبي، وأبو إسحاق والعيزار بن حريث وشبيب بن غرقدة البارقي، قال علي بن المديني: من قال فيه عروة بن الجعد فقد أخطأ وإنما هو عروة بن أبي الجعد. قال: وكان غندر محمد بن جعفر يهم فيه فيقول عروة بن الجعد.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا محمد بن أبي عمر وحدثنا سفيان حدثنا مجالد عن الشعبي عن عروة بن عياض بن أبي الجعد البارقي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم " .
وأخبرنا سفيان عن شبيب بن غرقدة سمعه عن عروة البارقي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الخير معقود بنواصي الخيل " .
وأخبرنا سفيان عن شبيب بن غرقدة، قال: رأيت في دار عروة بن أبي الجعد سبعين فرساً رغبةً في رباط الخيل.
عروة بن مرة بن سراقة
الأنصاري، من الأوس قتل يوم خيبر شهيداً.
عروة بن مسعود
بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن ثقيف، واسمه قيس بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي أبو مسعود وقيل أبو يعفور شهد صلح الحديبية.
قال ابن إسحاق: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فعلت فإنهم قاتلوك " . فقال له عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبصارهم وكان فيهم محبباً مطاعاً فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فاظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على قومه وقد دعاهم إلى دينه رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله رضي الله عنه.
وقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلي فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم. قال: فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مثله في قومه مثل صاحب يس في قومه " .
وقال فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه شعراً يرثيه، وقال قتادة في قول الله عز وجل: " لولا نزل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيم " الزخرف31. قالها الوليد بن المغيرة قال: لو كان ما يقوله محمد حقاً أنزل علي القرآن أو على عروة بن مسعود الثقفي. قال: والقريتان مكة والطائف. وقال مجاهد: هو عتبة بن ربيعة من مكة وابن عبد ياليل الثقفي من الطائف والأكثر قول قتادة والله اعلم. وكان عروة يشبه بالمسيح عليه السلام في صورته.
أخبرني أحمد بن قاسم حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا يونس بن محمد المؤدب قال: حدثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله عليه وسلم. قال: " عرض علي الأنبياء عليهم السلام، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعودٍ، ورأيت إبراهيم عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم، يعني نفسي صلى الله عليه وسلم، ورأيت جبرئيل عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبيهاً دحية الكلبي " .
عروة بن مضرس
بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، له صحبه يعد في الكوفيين روى عنه الشعبي.
عروة بن معتب الأنصاري
روى عنه الوليد بن عامر اليزني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " صاحب الدابة أحق بصدرها " .
عروة أبو غاضرة
الفقيمي من بني فقيم بن التميمي، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " دين الله يسر " روى عنه ابنه غاضرة.
باب عصمة
عصمة بن أبير التيمي

من بني تيم بن عبد مناة وهو تيم الرباب وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام قومه بني تيم بن عبد مناة. نسبه ابن الكلبي، فقال: عصمة بن أبير بن زيد بن عبد الله بن صريم بن وائلة من تيم الرباب، وكان ممن شهد قتال سجاح في أيام أبي بكر رضي الله عنه وكان على عبد مناة يومئذ.
عصمة بن الحصين
وربما نسب إلى جده فقيل عصمة بن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاري من بني عوف بن الخزرج شهد هو وأخوه هبيل بن وبرة بدراً فيما ذكر موسى بن عقبة والواقدي وابن عمارة ولم يذكره ابن إسحاق ولا أبو معشر. وقال إبراهيم بن المنذر عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: فيمن شهد بدراً: هبيل وعصمة ابنا وبرة من بني عوف بن الخزرج.
عصمة بن السرح
قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً روى عنه ابنه عبد الله ابن عصمة.
عصمة بن قيس الهوزني
ويقال: السلمي، له صحبة كان يتعوذ بالله من فتنة المشرق فقيل له: فكيف فتنة المغرب؟ قال: تلك أعظم وأعظم.
روى عنه الأزهر بن عبد الله الهوزني. اختلف في لفظ حديثه هذا فأخبرنا خلف بن قاسم حدثنا أبو الميمون العجلي حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا حريز بن عثمان حدثنا الوليد بن أزهر الهوزني عن عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بالله من فتنة المغرب. هكذا قال الوليد بن أزهر. وروى غيره عن حريز بن عثمان عن أبي الوليد الأزهر بن راشد، عن عصمة بن قيس السلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما اسمك؟ " فقال: عصية بن قيس، فقال: " بل أنت عصمة بن قيسٍ " .
عصمة بن مالك الخطمي
الأنصاري، له صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ظهر المؤمن حمى " .روى عنه ابن موهب.
عصمة الأنصاري
حليف لبني مالك بن النجار وهو من أشجع ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.
باب عصيمة
عصيمة الأسدي
من بني أسد بن خزيمة حليف لبني مازن بن النجار شهد بدراً.
عصيمة الأشجعي
حليف لبني سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار شهد بدراً وأحداً وما بعدهما من المشاهد. وتوفي في خلافة معاوية رضي الله عنهما.
باب عطية
عطية بن بسر المازني
ويقال الهلالي شامي. هو أخو عبد الله بن بسر. روى عنه مكحول حديث عكاف بن وداعة.
عطية بن عازب
بن عفيف النضري، قالوا: له صحبة، وقد روى عن عائشة رضي الله عنها.
عطية بن عروة السعدي
ويقال: عطية بن عامر والأول أكثر، يكنى أبا محمد من بني سعد ابن بكر. روى عنه أهل اليمن وأهل الشام. هو جد عروة بن محمد بن عطية.
أخبرنا قاسم بن محمد حدثنا خالد بن سعيد حدثنا محمد بن فطيس حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا بشر بن بكر البجلي الدمشقي: حدثنا عبد الرحمن بن حاتم عن عروة بن محمد بن عطية قال: حدثني أبي أن أباه أخبره، قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناسٍ من بني سعد بن بكر وكنت أصغر القوم فخلفوني في رحالهم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى حوائجهم ثم قال: " هل بقي منكم أحد " ؟ قالوا: يا رسول الله غلام منا خلفناه في رحالنا، فأمرهم أن يبعثوا بي إليه، فأتوني، فقالوا لي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فلما رآنى قال: " ما أغناك الله، فلا تسأل الناس شيئاً فإن اليد العليا هي المنطية، واليد السفلى هي المنطاة، وإن مال الله مسؤول ومنطي " فكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا.
وأخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن ثابت الصيدلاني ببغداد حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا علي بن المديني، قال: عطية بن عروة السعدي هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا غضب أحدكم فليتوضأ " . وهو من بني سعد بن بكر جد عروة بن محمد بن عطية.
قال أبو عمر: عروة بن محمد بن عطية كان أميراً لمروان بن محمد على الخيل وهو الذي قتل أبا حمزة الخارجي، وقتل طالب الحق الأعور القائم باليمن.
عطية بن نويرة بن عامر
بن عطية بن عامر بن بياضة الأنصاري الزرقي، ثم البياضي، شهد بدراً.
عطية القرظي

لا أقف على اسم أبيه وأكثر ما يجيء هكذا عطية القرظي. كان من سبي بني قريظة ووجد يومئذ ممن لم ينبت فخلي سبيله. روى عنه مجاهد وعبد الملك بن عمير وكثير بن السائب إلا أنه ليس في حديث كثير بن السائب تصريح باسمه وأرواهم عنه عبد الملك بن عمير وعن عبد الملك ابن عمير اشتهر حديثه وبه عرف.
باب عقبة
عقبة مولى جبر بن عتيك
الأنصاري قال: شهدت أحداً مع مولاي، فضربت رجلاً من المشركين فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هلا قلت: خذها وأنا الغلام الأنصاري " .حديثه عند داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه.
عقبة بن الحارث
بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي، يكنى أبا سروعة فيما قال مصعب. قال الزبير: وهو قول أهل الحديث. وأما أهل النسب فإنهم يقولون: إن عقبة هذا هو أخو أبي سروعة وإنما أسلما جميعاً يوم الفتح وعقبة هذا حجازي مكي. قال الزبير: هو الذي قتل خبيب بن عدي له حديث واحد ما أحفظ له غيره في شهادة امرأةٍ على الرضاع. رواه عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي مليكة وقيل: إن ابن أبي مليكة لم يسمع منه وإن بينهما عبيد بن أبي مريم. وقال بعض أهل النسب: أبو سروعة وعقبة بن الحارث أخوان.
وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبي إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن عقبة بن الحارث أبي سروعة. وقيل: بل كان أخاه لأمه وهو أثبت عند مصعب وأصح من هذا كله ما رواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: الذي قتل خبيباً أبو سروعة عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل.
عقبة بن ربيعة
الأنصاري حليف لبني عوف بن الخزرج. شهد بدراً فيما ذكر موسى بن عقبة.
عقبة بن عامر بن عبس
الجهني، من جهينة بن زيد بن سود بن أسلم بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقد اختلف في هذا النسب على ما ذكرنا في " كتاب القبائل " والحمد لله. يكنى أبا حماد: وقيل: أبا أسيد. وقيل أبا عمرو وقيل: أبا سعد. وقيل: أبا الأسود. وقيل: أبا عمار. وقيل: أبا عامر ذكر خليفة بن خياط قال: قتل أبو عامر عقبة بن عامر الجهني يوم النهروان شهيداً وذلك سنة ثمان وثلاثين، وهذا غلط منه وفي كتابه بعد: وفي سنة ثمان وخمسين توفي عقبة بن عامر الجهني قال أبو عمر: سكن عقبة بن عامر مصر وكان والياً عليها وابنتى بها داراً وتوفي في آخر خلافة معاوية روى عنه من الصحابة جابر وابن عباس وأبو أمامة ومسلمة بن مخلد وأما رواته من التابعين فكثير. قال ابن عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: عقبة بن عامر الجهني كنيته أبو حماد. وكذلك قال ابن لهيعة.
عقبة عامر بن نابي
بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة بن كعب الأنصاري الخزرجي السلمي. شهد بدراً بعد شهوده العقبة الأولى ثم شهد أحداً فأعلم بعصابةٍ خضراء في مغفره. شهد الخندق وسائر المشاهد. وقتل يوم اليمامة شهيداً.
عقبة بن عثمان بن خلدة
بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، شهد بدراً هو وأخوه أبو عبادة وسعد بن عثمان. قال ابن إسحاق: وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى المنقى دون الأعوص وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان أخوان من الأنصار حتى بلغوا الجبل مما يلي الأعوص فأقاموا به ثلاثاً ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: " لقد ذهبتم بها عريضةً " .
عقبة بن عمرو بن ثعلبة
أبو مسعود الأنصاري. من بني الحارث بن الخزرج هو مشهور بكنيته ويعرف بأبي مسعود البدري، لأنه رضي الله عنه كان يسكن بدراً. قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب إنه لم يشهد بدراً وهو قول ابن إسحاق.

قال ابن إسحاق: كان أبو مسعود أحدث من شهد العقبة سناً ولم يشهد بدراً وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد وقالت طائفة: قد شهد أبو مسعود بدراً وبذلك قال البخاري فذكره في البدريين. ولا يصح شهوده بدراً. مات أبو مسعود سنة إحدى أو اثنتين وأربعين. قيل: مات أيام علي رضي الله عنهما. وقيل: بل كانت وفاته بالمدينة في خلافة معاوية وكان قد نزل الكوفة وسكنها واستخلفه علي في خروجه إلى صفين عليها فلم يف له رحمة الله عليهما.
عقبة بن قيظي بن قيس
بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد مع أبيه وأخيه عبد الله بن قيظي أحداً وقتل عقبة وعبد الله يوم جسر أبي عبيد شهيدين. وقتل معهما أخوهما عباد بن قيظي ولم يشهد عباد أحداً.
عقبة بن مالك الليثي
بصري، له صحبة ورواية له حديث واحد رواه عنه بشر بن عاصم أخو نصر بن عاصم.
عقبة بن نافع
بن عبد قيس الفهري ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا تصح له صحبة. كان ابن خالة عمرو بن العاص. ولاه عمرو بن العاص إفريقية وهو على مصر فانتهى إلى لواتة ومزاتة فأطاعوا ثم كفروا، فغزاهم من سنته. فقتل وسبي، وذلك في سنة إحدى وأربعين، وافتتح في سنة اثنتين وأربعين غدامس فقتل وسبي، وافتتح في سنة ثلاث وأربعين كور السودان وافتتح ودان وهي من حيز برقة من بلاد إفريقية وافتتح عامة بلاد البربر وهو الذي اختط القيروان وذلك في زمن معاوية فالقيروان اليوم حيث اختطها عقبة بن نافع وكان معاوية بن حديج قد اختط القيروان بموضع يدعى اليوم بالقرن فنهض إليه عقبة فلم يعجبه فركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم وكان وادياً كثير الأشجار غيضة مأوى للوحوش والحيات واختط القيروان في ذلك الموضع فأمر بقطع ذلك وحرقه فاختط القيروان وأمر الناس بالبنيان.
وقال خليفة بن خياط: وفي سنة خمسين وجه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية فاختط القيروان وأقام بها ثلاث سنين.
وروى محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل الوادي إنا حالون إن شاء الله تعالى به. فاظعنوا ثلاث مرات قال: فما رأينا حجراً ولا شجراً إلا تخرج من تحته حية أو دابة حتى هبط بطن الوادي ثم قال: انزلوا بسم الله.
وقتل عقبة بن نافع سنة ثلاث وستين بعد أن غزا السوس القصوى، قتله كسيلة بن لمرم الأودي وقتل معه أبا المهاجر دينار وكان كسيلة نصرانياً. ثم قتل كسيلة في ذلك العام أو في العام الذي يليه قتله زهير بن قيس البلوي، ويقولون: إن عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة. فالله أعلم.
عقبة بن نمر
الهمداني. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان.
عقبة بن وهب
يقال ابن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة شهد بدراً هو وأخوه شجاع بن وهب وهما حليفان لبني عبد شمس.
عقبة بن وهب بن كلدة
الغطفاني حليف لبني سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج شهد العقبتين وبدراً قال ابن إسحاق. وكان أول من أسلم من الأنصار ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يزل هنالك حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجراً فهاجر معه فكان يقال له مهاجري أنصاري شهد بدراً وأحداً وقيل: إن عقبة بن وهب هذا هو الذي نزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد. وقيل بل نزعهما أبو عبيدة. وقال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الزناد: نرى أنهما جميعاً عالجاهما، فأخرجاهما من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب عقيلٍ
عقيل بن أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي يكنى أبا يزيد.
روينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " يا أبا يزيد، إني أحبك حبين: حباً لقرابتك مني، وحباً لما كنت أعلم من حب عمي إياك " .
قدم عقيل البصرة ثم الكوفة ثم أتى الشام وتوفى في خلافة معاوية وله دار بالمدينة مذكورة.

من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يجزى مد للوضوء وصاع للغسل " رواه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبيه عن جده ومن حديثه أيضاً: كنا نؤمر بأن نقول: بارك الله لكم، وبارك عليكم، ولا نقول بالرفاء والبنين رواه عنه الحسن بن أبي الحسن. وقال العدوي: كان عقيل قد أخرج إلى بدر مكرهاً، ففداه عمه العباس رضي الله عنه ثم أتى مسلماً قبل الحديبية وشهد غزوة مؤتة وكان أكبر من أخيه جعفر رضي الله عنه بعشر سنين وكان جعفر أسن من علي رضي الله عنه بعشر سنين وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها وقال: ولكنه كان مبغضاً إليهم لأنه كان يعد مساويهم. قال: وكانت له طنفسة تطرح له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلي عليها، ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب وكان أسرع الناس جواباً واحضرهم مراجعة في القول وأبلغهم في ذلك.
قال: وحدثني ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان في قريش أربعة يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم يعني في علم النسب: عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل الزهري وأبو جهم بن حذيفة العدوي وحويطب بن عبد العزى العامري. زاد غيره: كان عثيل أكثرهم ذكراً لمثالب قريش فعادوه لذلك وقالوا فيه بالباطل ونسبوه إلى الحمق واختلقوا عليه أحاديث مزورة وكان مما أعانهم على ذلك مغاضبته لأخيه علي وخروجه إلى معاوية وإقامته معه. ويزعمون أن معاوية قال يوماً بحضرته: هذا لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه. فقال عقيل: أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي وأسأل الله تعالى خاتمة الخير.
عقيل بن مقرن المزني
يكنى أبا حكيم أخو النعمان بن مقرن وسويد ومعقل وكانوا سبعة من بني مقرن كلهم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وقد ذكرنا الخبر في ذلك في باب النعمان بن مقرن. قال الواقدي: وممن نزل الكوفة من الصحابة: عقيل بن مقرن أبو حكيم. وقال البخاري: عقيل بن مقرن أبو حكيم المزني. وكذلك قال أحمد بن سعيد الدارمي.
باب عكاشة
عكاشة بن ثور بن أصغر
القرشي كان عاملاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم على السكاسك والسكون، وبني معاوية من كندة ذكره سيف في كتابه، ولا أعرفه بغير هذا.
عكاشة بن محصن بن حرثان
بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف لبني أمية يكنى أبا محصن كان من فضلاء الصحابة شهد بدراً وأبلى فيها بلاء حسناً وانكسر سيفه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجوناً أو عوداً فصار بيده سيفاً يومئذ وشهد أحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم بزاخة قتله خويلد الأسدي يوم قتل ثابت بن أقرم في الردة هكذا قال جمهور أهل السير في أخبار أهل الردة إلا سليمان التيمي فإنه ذكر أن عكاشة قتل في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني خزيمة فقتله طليحة وقتل ثابت بن أقرم ولم يتابع سليمان التيمي على هذا القول وقصة عكاشة مشهورة في الردة.
وكان عكاشة يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم ابن أربع وأربعين سنة وقتل بعد ذلك بسنة. وقال ابن سعد: سمعت بعضهم يشدد الكاف في عكاشة وبعضهم يخففها وكان من أجمل الرجال. روى عنه من الصحابة أبو هريرة، وابن عباس. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال: " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم " . فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال له: " أنت منهم " ،ودعا له. فقام رجل آخر فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن يجعلني منهم، قال: " سبقك بها عكاشة " .

وروى حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت علي الأمم بالموسم، فراثت علي أمتي، ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم قد ملئوا السهل والجبل، فقال: يا محمد، أرضيت قلت: نعم يا رب. قال: فإن لك مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حسابٍ، هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون " . فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم: فقال: " أنت منهم " ودعا له. فقام رجل آخر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: " سبقك بها عكاشة " .
قال أبو عمر: قال بعض أهل العلم إن ذلك الرجل كان منافقاً فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاريض من القول. وكان صلى الله عليه وسلم لا يكاد يمنع شيئاً يسأله إذا قدر عليه.
باب عكرمة
عكرمة بن أبي جهل
واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي كان أبو جهل يكنى أبا الحكم فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فذهبت.
كان عكرمة شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية هو وأبوه وكان فارساً مشهوراً هرب حين الفتح فلحق باليمن ولحقت به امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فأتت به النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: " مرحباً بالراكب المهاجر " ، فأسلم وذلك سنة ثمان بعد الفتح وحسن إسلامه وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " إن عكرمة يأتيكم، فإذا رأيتموه فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي " .
ولما أسلم عكرمة شكا قولهم عكرمة بن أبي جهل فناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا عكرمة بن أبي جهل وقال: " لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات " .
وكان عكرمة مجتهداً في قتال المشركين مع المسلمين استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج على هوازن يصدقها. ووجهه أبو بكر إلى عمان وكانوا ارتدوا فظهر عليهم ثم وجهه أبو بكر إلى اليمن وولى عمان حذيفة القلعاني، ثم لزم عكرمة الشام مجاهداً حتى قتل يوم اليرموك في خلافة عمر رضي الله عنهما هذا قول ابن إسحاق.
واختلف في ذلك قول الزبير فمرةً قال: قتل يوم اليرموك شهيداً. وقال في موضع آخر: استشهد عكرمة يوم أجنادين. وقيل إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر في عام واحد سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه. وقال الحسن بن عثمان الزيادي: استشهد من المسلمين بأجنادين ثلاثة عشر رجلاً، منهم عكرمة بن أبي جهل وهو ابن اثنتين وستين سنة. وأجنادين من أرض فلسطين بين الرملة وأبيات جبرين ويقال جبرون.
ذكر الزبير حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه قال: لما أسلم عكرمة قال: يا رسول الله علمني خير شيء تعلمه حتى أقوله. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وان محمداً عبده ورسوله " .فقال عكرمة: أنا أشهد بهذا، وأشهد بذلك من حضرني وأسألك يا رسول الله أن تستغفر لي فاستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عكرمة: والله لا أدع نفقةً كنت أنفقها في صدٍّ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ولا قتالاً قاتلته إلا قاتلت ضعفه، وأشهدك يا رسول الله. ثم اجتهد في العبادة حتى قتل زمن عمر رضي الله عنه بالشام.
حدثني محمد بن أحمد حدثني أحمد بن الفضل حدثنا أحمد بن جرير حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد أن عكرمة بن أبي جهل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: " مرحباً بالراكب المهاجر " ، قال: فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فقال: " قل أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله " . وذكر معنى حديث الضحاك بن عثمان عن أبيه.
وذكر الزبير قال: حدثني عمي عن جده عبد الله بن مصعب، قال: استشهد باليرموك الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وأتوا بماء وهم صرعى فتدافعوه كلما دفع إلى رجل منهم قال: اسق فلاناً حتى ماتوا ولم يشربوه. قال: طلب عكرمة الماء فنظر إلى سهيل ينظر إليه، فقال: ادفعه إليه، فنظر سهيل إلى الحارث ينظر إليه، فقال: ادفعه إليه، فلم يصل إليه حتى ماتوا.

وذكر هذا الخبر محمد بن سعد عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبو يونس القشيري، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، فذكر القصة إلا أنه جعل مكان سهيل بن عمرو عياش بن أبي ربيعة. قال: محمد بن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فأنكره وقال: هذا وهم، روينا عن أصحابنا من أهل العلم والسيرة أن عكرمة بن أبي جهل قتل يوم أجنادين شهيداً في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، لا خلاف بينهم في ذلك.
حدثنا أحمد عن أبيه عن عبد الله عن بقي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق قال: لما أسلم عكرمة بن أبي جهل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، والله لا أنزل مقاماً قمته لأصد به عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيل الله تعالى ولا أترك نفقة أنفقتها لأصد عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله عز وجل. قال: فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالاً شديداً، فقتل رحمة الله عليه فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية.
عكرمة بن عامر
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدي، هو الذي باع دار الندوة من معاوية بمائة ألف. وهو معدود في المؤلفة قلوبهم.
باب العلاء
العلاء بن جارية الثقفي
أحد المؤلفة قلوبهم كان من وجوه ثقيف.
العلاء بن الحضرمي
ويقال اسم الحضرمي عبد الله بن عمار. ويقال عبد الله بن عماد ويقال عبد الله بن ضمار. ويقال عبد الله بن عبيدة بن ضمار بن مالك بن عميرة أو عبيدة بن مالك ونسبه بعضهم فقال: هو العلاء بن عبد الله بن عمار بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج من بني إياد بن الصدف. وقد قيل: الحضرمي والد
العلاء هو عبد الله بن عمار بن سليمان بن أكبر. وقيل عماد بن مالك بن أكبر.
قال الدارقطني: وزعم الأملوكي أنه عبد الله بن عباد فصحف ولا يختلفون أنه من حضرموت حليف بني أمية ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم البحرين وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو عليها فأقره أبو بكر رضي الله عنه في خلافته كلها عليها ثم أقره عمر. وتوفي في خلافة عمر سنة أربع عشرة. وقال الحسن بن عثمان: توفي العلاء بن الحضرمي سنة إحدى وعشرين والياً على البحرين، فاستعمل عمر رضي الله عنه مكانه أبا هريرة. وقد روى الأنصاري عن ابن عوف عن موسى بن انس أن أبا بكر الصديق ولى أنس بن مالك البحرين وهذا لا يعرفه أهل السير. وقال أبو عبيدة: مات أبو بكر رضي الله عنه والعلاء محاصر لأهل الردة فأقره عمر وحينئذ بارز البراء بن مالك مرزبان الزارة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي العبدي ملك البحرين ثم ولاه على البحرين إذ فتحها الله عليه وأقره عليها أبو بكر ثم ولاه عمر البصرة فمات قبل أن يصل إليها بماءٍ من مياه بني تميم سنة أربع عشرة وهو أول من نقش خاتم الخلافة. وأخوه عامر بن الحضرمي قتل يوم بدر كافراً. وأخوهما عمرو بن الحضرمي أول قتيل من المشركين قتله مسلم، وكان ماله أول مال خمس. قتل يوم النخلة هو وأختهم الصعبة بنت الحضرمي، كانت تحت أبي سفيان بن حرب فطلقها فخلف عليها عبيد الله بن عثمان التيمي فولدت له طلحة بن عبيد الله.
قال ذلك كله ابن الكلبي: وكان يقال: إن العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه كان مجاب الدعوة وإنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها، وذلك مشهور عنه. وكان له أخ يقال له ميمون الحضرمي وهو صاحب البئر التي بأعلى مكة التي تعرف ببئر ميمون وكان حفرها في الجاهلية.
العلاء بن خباب
ذكروه في الصحابة وما أظنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أكل الثوم فلا يقربن المسجد " . روى عنه عبد الرحمن بن حابس.
ويقال فيه أيضاً العلاء بن عبد الله بن خباب.
العلاء بن سبع
روى عنه السائب بن يزيد قوله فيه نظر لأنه قد قيل: إنه العلاء بن الحضرمي.
العلاء بن عمرو الأنصاري
له صحبة. شهد مع علي رضي الله عنه صفين.
باب علقمة
علقمة بن الحويرث الغفاري

حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " زنا العين النظر " . ذكر خليفة بن خياط عن فضيل بن سليمان النمير، عن محمد بن مطرف عن جده عن علقمة بن الحويرث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
علقمة بن رمثة البلوي
يعد في أهل مصر روى عنه زهير بن قيس البلوي.
علقمة بن سفيان الثقفي
ويقال: علقمة بن سهيل وقال ابن إسحاق: وفي حديثه ذلك عن عطية بن سفيان اضطرب فيه هذا الاضطراب ولا يعرف هذا الرجل في الصحابة رضي الله عنهم.
علقمة بن علاثة بن عوف
بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكندي العامري. من المؤلفة قلوبهم وكان سيداً في قومه حليماً عاقلاً ولم يكن فيه ذاك الكرم.
علقمة بن الفغواء الخزاعي
كان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك. روى عنه ابنه عبد الله هو أخو عمرو بن الغفواء زاد الطبري: وكان يسكن باب أبي شرحبيل وهو بين ذي خشب والمدينة وكان يأتي المدينة كثيراً.
علقمة بن ناجية الخزاعي
مدني، سكن البادية له حديث واحد مخرجه عن ولده.
علقمة بن نضلة بن عبد الرحمن
بن علقمة الكندي، ويقال: الكناني. سكن مكة روى عنه عثمان بن أبي سليمان.
علقمة بن وقاص الليثي
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر الواقدي توفي في زمن عبد الملك بالمدينة وله دار في بني ليث.
باب عليٍّ
علي بن الحكم السلمي
أخو معاوية بن الحكم له صحبة أظنه علياً السلمي جد خديج بن سدرة بن علي السلمي من أهل قباء.
علي بن شيبان بن محرز
بن عمرو، من بني الدؤل بن حنيفة يكنى أبا يحيى سكن اليمامة روى عنه ابنه عبد الرحمن.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا ملازم بن عمرو قال: حدثنا عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما قضى نبي الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: " أيها المسلمون، لا صلاة لامرىءٍ لا يقيم صلبه في الركوع والسجود " .
علي بن أبي طالب
رضي الله عنه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي يكنى أبا الحسن واسم أبيه أبا طالب عبد مناف وقيل اسمه كنيته والأول أصح وكان يقال لعبد المطلب شيبة الحمد واسم هاشم عمرو واسم عبد مناف المغيرة واسم قصي زيد. وأم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي توفيت مسلمةً قبل الهجرة وقيل: إنها هاجرت وسيأتي ذكرها في بابها من كتاب النساء إن شاء الله تعالى.
كان علي أصغر ولد أبي طالب. وكان أصغر من جعفر بعشر سنين وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين وروى عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن الأرقم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره.
وقال ابن إسحاق: أول من آمن بالله وبرسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم من الرجال علي بن أبي طالب وهو قول ابن شهاب إلا أنه قال: من الرجال بعد خديجة وهو قول الجميع في خديجة.
حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن الفضل قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الدقاق قال حدثنا مفضل بن صالح عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره.
وقد مضى في باب أبي بكر الصديق رضي الله عنه ذكر من قال: إن أبا بكر أول من أسلم.
وروي عن سلمان الفارسي أنه قال: أول هذه الأمة وروداً على نبيها عليه الصلاة والسلام الحوض أولها إسلاماً: علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد روى هذا الحديث مرفوعاً عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أول هذه الأمة وروداً على الحوض أولها إسلاماً: علي بن أبي طالبٍ " . ورفعه أولى لأن مثله لا يدرك بالرأي.

حدثنا أحمد بن قاسم حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا يحيى بن هشام حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن حنش بن المعتمر عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولكم وروداً على الحوض أولكم إسلاماً: علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .
وروى أبو داود الطيالسي قال أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون. عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: " أنت ولي كل مؤمنٍ بعدي " .
وبه عن ابن عباس قال: أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب قال: حدثنا الحسن بن حماد حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنهما.
قال أبو عمر رحمه الله: هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ لصحته وثقة نقلته وهو يعارض ما ذكرناه عن ابن عباس في باب أبي بكر رضي الله عنه.
والصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر إسلامه كذلك قال مجاهد وغيره قالوا: ومنعه قومه. وقال ابن شهاب وعبد الله بن محمد بن عقيل وقتادة وأبو إسحاق أول من اسلم من الرجال علي. واتفقوا على أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به ثم علي بعدها.
وروي في ذلك عن أبي رافع مثل ذلك حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد السلام بن صالح قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال حدثنا عمرو مولى عفرة قال: سئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم: أعلي أو أبو بكر رضي الله عنهما قال: سبحان الله علي أولهما إسلاماً وإنما شبه على الناس لأن علياً أخفى إسلامه من أبي طالب وأسلم أبو بكر فأظهر إسلامه ولا شك أن علياً عندنا أولهما إسلاماً.
وذكر الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة له قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا الليث بن سعد عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن أنه بلغه أن علي بن أبي طالب والزبير رضي الله عنهما أسلما وهما ابنا ثماني سنين. هكذا يقول أبو الأسود يتيم عروة. وذكره أيضاً ابن أبي خيثمة عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد عن أبي الأسود وذكره عمر بن شبة عن الخزاعي عن ابن وهب عن الليث. عن أبي الأسود قال الليث: وهاجرا وهما ابنا ثمان عشرة سنة ولا أعلم أحداً قال بقول أبي الأسود هذا.
قال الحسن الحلواني: وحدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال: أسلم علي رضي الله عنه وهو ابن خمس عشرة سنة.
وأخبرنا خلف بن قاسم بن سهل قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد ابن إسماعيل الطوسي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج قال: حدثنا محمد بن مسعود قال: حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال: أسلم علي وهو أول من أسلم وهو ابن خمس أو ست عشرة سنة. قال ابن وضاح: ما رأيت أحداً قط أعلم الحديث من محمد ابن مسعود ولا أعلم بالرأي من سحنون.
وقال ابن إسحاق: أول ذكر آمن بالله ورسوله علي بن أبي طالب وهو يومئذ ابن عشر سنين.
قال أبو عمر: قيل: أسلم علي وهو ابن ثلاث عشرة سنة وقيل: ابن اثنتي عشرة سنة وقيل: ابن خمس عشرة. وقيل: ابن ست عشرة وقيل ابن عشر. وقيل ابن ثمان.
ذكر عمر بن شبة عن المدايني عن ابن جعدبة عن نافع عن ابن عمر قال: أسلم علي وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
قال: وأخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا محمد بن طلحة قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة قال: كان علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم عداداً واحداً.
وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا هجين أبو عمر قال: حدثنا حبان عن معروف عن أبي جعفر قال: كان علي وطلحة والزبير في سن واحدة.
قال: وأخبرنا الحزامي قال ابن وهب: أخبرني الليث بن سعد عن أبي الأسود قال: أسلم علي والزبير وهما ابنا ثمان عشرة سنة.

وذكر عبد الرزاق عن معمر في جامعه عن قتادة عن الحسن وغيره قالوا: أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة. وحدثنا معمر عن عثمان الخوزي عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أول من أسلم علي رضي الله عنه.
وذكر أبو زيد عمر بن شبة قال: حدثنا سريج بن النعمان قال: حدثنا الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أسلم علي بن أبي طالب وهو ابن ثلاث عشرة سنة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
قال أبو عمر رحمه الله: هذا أصح ما قيل في ذلك.
وقد روي عن ابن عمر من وجهين جيدين. وروي عن ابن فضيل عن الأجلح عن سلمة بن كهيل عن حبة بن الجوين العرني قال: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين.
وروى شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال: سمعت علياً يقول أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال سالم بن أبي الجعد: قلت لابن الحنفية: أبو بكر كان أولهم إسلاماً؟ قال: لا.
وروى مسلم الملائي، عن أنس بن مالك قال: استنبىء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين وصلى على يوم الثلاثاء.
وقال زيد بن أرقم: أول من آمن بالله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب. وروى حديث زيد بن أرقم من وجوه ذكرها النسائي وأسد بن موسى وغيرهما منها ما حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير بن حرب حدثنا أبي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن الأشعث عن إسماعيل بن إياس عن عفيف الكندي عن أبيه عن جده قال لي: كنت أمرأ تاجراً فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرءاً تاجراً فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خبء قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها قد مالت قام يصلي. قال: ثم خرجت امرأة من ذلك الخبء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي ثم خرج غلام قد راهق الحلم من ذلك الخبء فقام معهما يصلي فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي. قلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة بنت خويلد. قلت: من هذا الفتى؟ قال: علي بن أبي طالب ابن عمه. قلت ما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه فيما ادعى إلا امرأته وابن عمه هذا الغلام، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى وقيصر. وكان عفيف يقول: إنه قد أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانياً مع علي. وقد ذكرنا هذا الحديث من طرق في باب عفيف الكندي من هذا الكتاب والحمد لله.
وقال علي رضي الله عنه: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا لا يصلي معه غيري إلا خديجة واجمعوا على أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد وأنه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاءً عظيماً وأنه أغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام الكريم. وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في مواطن كثيرة وكان يوم بدر بيده على اختلاف في ذلك ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه.
وقال محمد بن إسحاق: شهد علي بن أبي طالب بدراً وهو ابن خمس وعشرين سنة.

وروى ابن الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم بدرٍ إلى علي وهو ابن عشرين سنة ذكره السراج في تاريخه. ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم مذ قدم المدينة إلا تبوك فإنه خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة وعلى عياله بعده في غزوة تبوك وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي " . وروى قوله صلى الله عليه وسلم: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " جماعة من الصحابة وهو من أثبت الآثار وأصحها رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص. وطرق حديث سعد فيه كثيرة جداً قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره ورواه ابن عباس وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وجماعة يطول ذكرهم.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر حدثنا أحمد بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا عثمان بن معاوية الفزاري عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي قالت: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي " .
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم قال: حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبي، قال حدثنا نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " أنت أخي وصاحبي " .
وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ عن زياد بن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدي عن أبي الطفيل قال: لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فقال لهم علي: أنشدكم الله، هل فيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري قالوا: اللهم لا.
قال: وروينا من وجوه عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب.
قال أبو عمر: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين بمكة ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بالمدينة وقال في كل واحدة منهما لعلي: " أنت أخي في الدنيا والآخرة " وآخى بينه وبين نفسه فلذلك كان هذا القول وما أشبه من علي رضي الله عنه وكان معه على حراء حين تحرك فقال له: " أثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .
وكان عليه يومئذ العشرة المشهود لهم بالجنة وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة اثنتين من الهجرة ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ما خلا مريم بنت عمران. وقال لها: " زوجك سيد في الدنيا والآخرة " ، وإنه أول أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً. قالت أسماء بنت عميس: فرمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اجتمعا جعل يدعو لهما ولا يشرك في دعائهما أحداً غيرهما وجعل يدعو له كما دعا لها.
وروى بريدة وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحد منهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " . وبعضهم لا يزيد على " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
وروى سعد بن أبي وقاص وسهل بن سعد وأبو هريرة وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة ابن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم خيبر: " لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، يفتح الله على يديه " . ثم دعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله عليه وهذه كلها آثار ثابتة. وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وهو شاب ليقضي بينهم، فقال: يا رسول الله، إني لا أدري ما القضاء. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده صدره، وقال: " اللهم اهد قلبه، وسدد لسانه " . قال علي رضي الله عنه: فوالله ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين.
ولما نزلت: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " الأحزاب 33. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وعلياً وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم في بيت أم سلمة وقال: " اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً " .

وروى طائفة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " .
وكان علي رضي الله عنه يقول: " والله إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق " .
وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك، مع أنك مغفور لك " ؟ قال: قلت: بلى. قال: " لا إله إلا الله الحليم العليم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم " . وقال صلى الله عليه وسلم: " يهلك فيك رجلان: محب مفرط، وكذاب مفترٍ " . وقال له: " تفترق فيك أمتي كما افترقت بنو إسرائيل في عيسى " .
وقال صلى الله عليه وسلم: " من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن آذى علياً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله " .
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال: حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن النعمان قال: حدثنا محمد بن علي بن مروان قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا معن بن عون عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قيل لأبي بكر وعلي يوم بدر: مع أحدكما جبرئيل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك يشهد القتال ويقف في الصف وقد روى أن جبرئيل وميكائيل عليهما السلام مع علي رضي الله عنه. والأول أصح إن شاء الله تعالى.
روى قاسم وابن الأعرابي جميعاً قالا: حدثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو معشر عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن أبيه عن جده قال: أقبلنا من بدر ففقدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادت الرفاق بعضها بعضاً: أفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفوا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالوا: يا رسول الله فقدناك فقال: " إن أبا الحسن وجد مغصاً في بطنه فتخلفت عليه " .
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه " .
وقال صلى الله عليه وسلم في أصحابه: " أقضاهم علي بن أبي طالبٍ " .
وقال عمر بن الخطاب: علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عمر بن راشد حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن صفوان الدمشقي حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت للشعبي: إن المغيرة حلف بالله ما أخطأ علي في قضاءٍ قضى به قط. فقال الشعبي: لقد أفرط.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أبو بكر أحمد ابن زهير قال: حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو سلمة التبوذكي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو فروة قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عمر رضي الله عنه: علي أقضانا.
وقال أحمد بن زهير حدثنا أبي قال: حدثنا ابن عيينة عن ابن جريح عن ابن أبي ملكية عن ابن عباس قال قال عمر: علي أقضانا قال أحمد بن زهير: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. وقال في المجنونة التي أمر برجمها وفي التي وضعت لستة أشهر، فأراد عمر رجمها فقال له علي: إن الله تعالى يقول: " وحمله وفصاله ثلاثون شهراً. " الأحقاف 15. الحديث. وقال له: إن الله رفع القلم عن المجنون. الحديث، فكان عمر يقول: لولا علي لهلك عمر.
وقد روي مثل هذه القصة لعثمان مع ابن عباس وعن علي أخذها ابن عباس والله أعلم.
وروى عبد الرحمن بن أذنية الغنوي عن أبيه أذينة بن مسلمة قال: أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسألته: من أين أعتمر؟ فقال: إيت علياً فسله، فذكر الحديث. وفيه قال عمر: ما أجد لك إلا ما قال علي.
وسأل شريح بن هانىء عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن المسح على الخفين فقالت: إيت علياً فسله.
وحدثنا عبد الوارث قال: حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا مسلم بن إبراهيم. حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن عبد الله قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب.

قال أحمد بن زهير: وأخبرنا إبراهيم بن بشار قال: حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: ما كان أحد من الناس يقول: سلوني غير علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
قال: وأخبرنا يحيى بن معين قال: حدثنا عبدة بن سليمان عن عبد الملك ابن أبي سليمان قال قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي، قال: لا والله ما أعلمه.
قال أحمد بن زهير: وحدثنا محمد بن سعيد الأصفهاني قال: حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن قليب عن جبير، قال: قالت عائشة: من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا: علي. قالت: أما إنه لأعلم الناس بالسنة.
قال: وحدثنا فضيل عن عبد الوهاب قال: حدثنا شريك عن ميسرة عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال: حدثنا محمد بن السري إملاءً بمصر سنة أربع وعشرين ومائتين قال: حدثنا عمرو بن هاشم الجنبي قال: حدثنا جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس قال: والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر.
وقال الحسن الحلواني: حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن حبيب بن الشهيد عن بن أبي مليكة عن ابن عباس عن عمر أنه قال: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي. وحدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال: قال ابن مسعود: إن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب.
قال: وحدثنا يحيى بن آدم وأبو زبيد عن مطرف عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب.
وقال: حدثني يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال: ليس أحد منهم أقوى قولاً في الفرائض من علي. قال: وكان المغيرة صاحب الفرائض.
وفيما أخبرنا شيخنا أبو الأصبع عيسى بن سعد بن سعيد المقرىء أحد معلمي القرآن رحمه الله قال: أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمد بن قاسم المقرىء قراءةً عليه في منزله ببغداد حدثنا أبو بكر أحمد بن يحيى بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرىء في مسجده قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش قال: جلس رجلان يتغديان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة فلما وضعا الغداء بين أيديهما مر بهما رجل فسلم فقالا: اجلس للغداء فجلس وأكل معهما واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية فقام: الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال: خذا هذا عوضاً مما أكلت لكما ونلته من طعامكما فتنازعا وقال صاحب الخمسة الأرغفة: لي خمسة دراهم ولك ثلاث فقال صاحب الثلاثة الأرغفة: لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين. وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة: قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بثلاثة. فقال: لا والله لا رضيت منه إلا بمر الحق. فقال علي رضي الله عنه: ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة. فقال الرجل: سبحان الله يا أمير المؤمنين وهو يعرض علي ثلاثة فلم أرض وأشرت علي بأخذها فلم أرض وتقول لي الآن: إنه لا يجب في مر الحق إلا درهم واحد فقال له علي: عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحاً، فقلت: لم أرض إلا بمر الحق ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد. فقال له الرجل: فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله، فقال علي رضي الله عنه: أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثاً أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس، ولا يعلم الأكثر منكم أكلاً ولا الأقل فتحملون في أكلكم على السواء قال: بلى. قال: فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث وأكل صاحبك ثمانية أثلاثٍ وله خمسة عشر ثلثاً أكل منها ثمانية ويبقى له سبعة وأكل لك واحداً من تسعة فلك واحد بواحدك وله سبعة بسبعته. فقال له الرجل: رضيت الآن.

روى عبد الرحمن بن أذنية العبدي عن أبيه أذنية بن سلمة العبدي، قال: أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسألته: من أين أعتمر؟ فقال: إيت علياً فاسأله. وذكر الحديث. وفيه وقال عمر: ما أجد لك إلا ما قال علي. وسأل شريح ابن هانىء عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن المسح على الخفين فقالت: إيت علياً فاسأله. وذكر الحديث.
وروى معمر، عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال: شهدت علياً يخطب، وهو يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليلٍ نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.
وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص: قلت لعبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة: يا عم لو كان صغو الناس إلى علي فقال: يا بن أخي، إن علياً عليه السلام كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الإسلام والصهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم والفقه في المسألة والنجدة في الحرب والجود في الماعون.
حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن مالك بن عابد قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن سلمة البغدادي بمصر، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا العكلي عن الحرمازي عن رجل من همدان قال: قال معاوية لضرار الصدائي: يا ضرار صف لي علياً. قال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصفنه. قال: أما إذ لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلاً ويحكم عدلاً يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه. ويستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته وكان غزير العبرة. طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن. وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه وينبئنا إذا استنبأناه. ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبةً له. يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييئس الضعيف من عدله. وأشهد أنه لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا غري غيري ألي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات قد باينتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعمرك قصير وخطرك قليل. آهٍ من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها وهو في حجرها.
وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذلك فلما بلغه قتله قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب. فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام. فقال له: دعني عنك.
وروى أبو سعيد الخدري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تمرق مارقة في حين اختلافٍ من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق " . وقال طاوس: قيل لابن عباس: أخبرنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن أبي بكر. قال: كان والله خيراً كله مع حدة كانت فيه. قلنا: فعمر؟ قال: كان والله كيساً حذراً، كالطير الحذر الذي قد نصب له الشرك فهو يراه ويخشى أن يقع فيه مع العنف وشدة السير. قلنا: فعثمان؟ قال: كان والله صواماً قواماً من رجل غلبته رقدته. قلنا: فعلي؟ قال: كان والله قد ملىء علماً وحكماً من رجل غرته سابقته وقرابته، فقلما أشرف على شيءٍ من الدنيا إلا فاته. فقيل: إنهم يقولون: كان محدوداً. فقال: أنتم تقولون ذلك.
وروى الحكم بن عتيبة عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: ما رأيت أحداً أقرأ من علي، صلينا خلفه فقرأ برزخاً، فأسقط حرفاً ثم رجع فقرأه ثم عاد إلى مكانه.
فسر أهل اللغة البرزخ هذا بأنه كان بين الموضع الذي كان يقرأ فيه وبين الموضع الذي كان أسقط منه الحرف ورجع إليه قرآن كثير. قالوا والبرزخ: ما بين الشيئين وجمعه برازخ. والبرزخ: ما بين الدنيا والآخرة. وسئل ابن مسعود عن الوسوسة فقال: هي برزخ بين الشك واليقين. وقد ذكرنا في باب أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه إنما كان تأخر علي عنه تلك الأيام لجمعه القرآن.

وروى معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد ثقيف حين جاءه: " لتسلمن أو لأبعثن رجلاً مني " أو قال: " مثل نفسي فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم " . قال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ، وجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول: هو هذا. قال: فالتفت إلى علي رضي الله عنه فأخذ بيده ثم قال: " هو هذا " .
وروى عمار الدهني. عن أبي الزبير عن جابر قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وسئل الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: كان علي والله سهماً صائباً من مرامي الله على عدوه، ورباني هذه الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن بالنومة عن أمر الله، ولا بالملومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياضٍ مونقة، ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا لكع.
وسئل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عن صفة علي رضي الله عنه فقال: كان رجلاً آدم شديد الأدمة، مقبل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة إلى القصر لا يخضب.
وقال أبو إسحاق السبيعي: رأيت علياً أبيض الرأس واللحية وقد روي أنه ربما خضب وصفر لحيته. وكان علي رضي الله عنه يسير في الفيء مسيرة أبي بكر الصديق في القسم إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئاً إلا قسمه ولا يترك في بيت المال منه إلا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك ويقول: يا دنيا غري غيري. ولم يكن يستأثر من الفيء بشيء ولا يخص به حميماً ولا قريباً ولا يخص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات وإذا بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه: قد جاءتكم موعظة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين. وما أنا عليكم بحفيظٍ " إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من أعمالنا حتى نبعث إليك من يتسلمه منك ثم يرفع طرفه إلى السماء فيقول: اللهم إنك تعلم أني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك.
وخطبه ومواعظه ووصاياه لعماله إذ كان يخرجهم إلى أعماله كثيرة مشهورة لم أر التعرض لذكرها لئلا يطول الكتاب وهي حسان كلها.
وقد ثبت عن الحسن بن علي من وجوهٍ أنه قال: لم يترك أبي إلا ثمانمائة درهم أو سبعمائة فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لأهله. وأما تقشفه في لباسه ومطعمه فأشهر من هذا كله وبالله التوفيق والعصمة.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري حدثنا أحمد بن محمد ابن الحجاج حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان قال: حدثنا أجلح بن عبد الله الكندي عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: رأيت علياً خرج وعليه قميص غليظ دارس إذا مد كم قميصه بلغ إلى الظفر وإذا أرسله صار إلى نصف الساعد.
قال: وأخبرنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا خالد بن عبد الله الخراساني أبو الهيثم قال: حدثنا أبجر بن جرموز. عن أبيه قال: رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج من الكوفة وعليه قطريتان متزراً بالواحدة متردياً بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف في الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان.
وبه عن يحيى بن سليمان قال: حدثني يعلى بن عبيد ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية قال: حدثنا أبو حيان التيمي عن مجمع التيمي أن علياً قسم ما في بيت المال بين المسلمين ثم أمر به فكنس ثم صلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة.
قال: وأخبرني يحيى بن سليمان وحامد بن يحيى قالا: حدثنا سفيان قال: حدثني عاصم بن كليب عن أبيه قال: قدم على علي مال من أصبهان، فقسمه سبعة أسباع، ووجد فيه رغيفاً فقسمه سبع كسر فجعل على كل جزء كسرة ثم أقرع بينهم أيهم يعطي أولاً. وأخباره في مثل هذا من سيرته لا يحيط بها كتاب.

حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن فرج الرياشي، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ومعاذ بن العلاء أخي عمرو بن العلاء عن أبيه عن جده، قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ما أصبت من فيئكم إلا هذه القارورة أهداها إلي الدهقان ثم نزل إلى بيت المال ففرق كل ما فيه ثم جعل يقول:
أفلح من كانت له قوصره ... يأكل منها كل يومٍ مره
حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمد حدثنا يحيى بن سليمان. حدثنا وكيع أبو سنان عن عنترة الشيباني، قال: كان علي يأخذ في الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده حتى يأخذ من أهل الإبر الإبر والمسال والخيوط والحبال ثم يقسمه بين الناس وكان لا يدع في بيت المال مالاً يبيت فيه حتى يقسمه إلا أن يغلبه فيه شغل فيصبح إليه وكان يقول: يا دنيا لا تغريني غري غيري، وينشد:
هذا جناي وخياره فيه ... وكل جانٍ يده إلى فيه
وذكر عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان التيمي عن أبيه، قال: رأيت علي بن أبي طالب على المنبر يقول: من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته فقام إليه رجل فقال: نسلفك ثمن إزار. قال عبد الرزاق: وكانت بيده الدنيا كلها إلا ما كان من الشام.
وذكر عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ولوا علياً فهادياً مهدياً " .
قيل لعبد الرزاق: سمعت هذا من الثوري؟ فقال: حدثنا النعمان عن ابن أبي شيبة ويحيى بن العلاء عن الثوري حدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال: حدثنا سفيان بن بشر قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن يزيد بن زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي مخشوشن في ذات الله " .
وروى وكيع، عن علي بن صالح عن عطاء قال: رأيت على علي قميص كرابيس غير غسيل.
حدثنا وكيع عن سفيان عن الأجلح عن ابن أبي الهذيل، قال: رأيت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه قميصاً رازياً إذا أرخى كمه بلغ أطراف أصابعه وإذا أطلقه صار إلى الرسغ.
وفضائله لا يحيط بها كتاب، وقد أكثر الناس من جمعها فرأيت الاختصار منها على النكت التي تحسن المذاكرة بها وتدل على ما سواها من أخلاقه وأحواله وسيرته رضي الله عنه.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا حفص بن غياث حدثنا الثوري عن أبي قيس الأودي قال: أدركت الناس وهم ثلاث طبقات: أهل دين يحبون علياً وأهل دنيا يحبون معاوية وخوارج.
وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي: لم يرو في فضائل أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب. وكذلك قال أحمد بن شعيب بن علي النسائي رحمه الله. وأخبرنا أحمد بن زكريا ويحيى بن عبد الرحيم وعبد الرحمن بن يحيى قالوا: أخبرنا أحمد بن سعيد بن حزم حدثنا أحمد بن خالد حدثنا مروان بن عبد الملك قال: سمعت هارون بن إسحاق يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: من قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وعرف لعلي سابقته وفضله فهو صاحب سنة ومن قال أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وعرف لعثمان سابقته وفضله فهو صاحب سنة فذكرت له هؤلاء الذين يقولون: أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ويسكتون فتكلم فيهم بكلامٍ غليظ.
روى الأصم عن عباس الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي هذا مذهبنا وقول أئمتنا. وكان يحيى بن معين يقول: أبو بكر وعمر وعلي وعثمان.
قال أبو عمر: من قال بحديث ابن عمر: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت يعني فلا نفاضل وهو الذي أنكر ابن معين وتكلم فيه بكلام غليظ لأن القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السنة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر أن علياً أفضل الناس بعد عثمان رضي الله عنه وهذا مما لم يختلفوا فيه وإنما اختلفوا في تفضيل علي وعثمان.

واختلف السلف أيضاً في تفضيل علي وأبو بكر وفي إجماع الجميع الذي وصفنا دليل على أن حديث ابن عمر وهم وغلط وأنه لا يصح معناه وإن كان إسناده صحيحاً ويلزم من قال به أن يقول بحديث جابر وحديث أبي سعيد: كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لا يقولون بذلك فقد ناقضوا، وبالله التوفيق.
ويروى من وجوه عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر أنه قال: ما آسى على شيء إلا أني لم أقاتل مع على الفئة الباغية.
وقال الشعبي: ما مات مسروق حتى تاب إلى الله من تخلفه مع القتال مع علي. ولهذه الأخبار طرق صحاح قد ذكرناها في موضعها. وروى من حديث علي ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي أيوب الأنصاري أنه أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. وروى عنه أنه قال: ما وجدت إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله يعني والله أعلم قوله تعالى: " وجاهدوا في الله حق جهاده " الحج 78. وما كان مثله.
وذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا عفان بن سيار حدثنا أبو حنيفة عن عطاء قال: قال ابن عمر: ما آسى على شيء إلا على ألا أكون قاتلت الفئة الباغية على صوم الهواجر.
قال أبو عمر: وقف جماعة من أئمة أهل السنة والسلف في علي وعثمان رضي الله عنهما فلم يفضلوا أحداً منهما على صاحبه منهم مالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان وأما أختلاف السلف في تفصيل علي فقد ذكر ابن أبي خيثمة في كتابه من ذلك ما فيه كفاية وأهل السنة اليوم على ما ذكرت لك من تقديم أبي بكر في الفضل على عمر وتقديم عمر على عثمان وتقديم عثمان على علي رضي الله عنهم وعلى هذا عامة أهل الحديث من زمن أحمد بن حنبل إلا خواص من جلة الفقهاء وأئمة العلماء فإنهم على ما ذكرنا عن مالك ويحيى القطان وابن معين فهذا ما بين أهل الفقه والحديث في هذه المسألة وهم أهل السنة. وأما اختلاف سائر المسلمين في ذلك فيطول ذكره وقد جمعه قوم وقد كان بنو أمية ينالون منه وينقصونه فما زاده الله بذلك إلا سموا وعلواً ومحبةً عند العلماء.
وذكر الطبري قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال: قيل لسهل بن سعد: إن أمير المدينة يريد أن يبعث إليك لتسب علياً عند المنبر. قال: كيف أقول؟ قال: تقول أبا تراب. فقال: والله ما سماه بذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: وكيف ذلك يا أبا العباس؟ قال: دخل علي على فاطمة، ثم خرج من عندها فاضطجع في صحن المسجد، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة رضي الله عنها فقال: أين ابن عمك؟ قالت: هو ذاك مضطجع في المسجد، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: " اجلس أبا ترابٍ " فوالله ما سماه به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما كان اسم أحب إليه منه.
وروى ابن وهب عن حفص بن ميسرة عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه سمع ابناً له ينتقص علياً فقال: إياك والعودة إلى ذلك، فإن بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك إلا رفعة وإن الدين لم يبن شيئاً فهدمته الدنيا. وإن الدنيا لم تبن شيئاً إلى عاودت على ما بنت فهدمته.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه من كتابي وهو ينظر في كتابه، قال: حدثنا أبو محمد قاسم بن أصبغ حدثنا أبو عبيد بن عبد الواحد البزار حدثنا محمد بن أحمد بن ايوب قال قاسم: وحدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ حدثنا سليمان بن داود قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: بينا أنا أمشي مع عمر يوماً إذ تنفس نفساً ظننت أنه قد قضبت أضلاعه، فقلت: سبحان الله والله ما أخرج منك هذا يا أمير المؤمنين إلا أمر عظيم. فقال: ويحك يا بن عباس ما أدري ما أصنع بأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم. قلت: ولم وأنت بحمد الله قادر أن تضع ذلك مكان الثقة؟ قال: إني أرك تقول: إن صاحبك أولى الناس بها يعني علياً رضي الله عنه. قلت: أجل والله إني لأقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره. قال: إنه كما ذكرت ولكنه كثير الدعابة. فقلت: فعثمان؟ قال: فوالله لو فعلت لجعل بني أبي معيط على رقاب الناس يعملون فيهم بمعصية الله والله لو فعلت لفعل ولو فعل لفعلوه فوثب الناس عليه فقتلوه. فقلت طلحة بن عبيد الله؟ قال: الأكيسع هو أزهى من ذلك ما كان الله ليراني أوليه أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو على ما هو عليه من الزهو. قلت: الزبير بن العوام؟ قال: إذاً يلاطم الناس في الصاع والمد. قلت: سعد بن أبي وقاص؟ قال: ليس بصاحب ذلك ذاك صاحب مقنب يقاتل به. قلت: عبد الرحمن بن عوف؟ قال: نعم. الرجل ذكرت، ولكنه ضعيف عن ذلك والله يا بن عباس، ما يصلح لهذا الأمر إلا القوي في غير عنف اللين في غير ضعف الجواد في غير سرف. الممسك في غير بخل. قال ابن عباس: كان عمر والله كذلك.
وفي حديث آخر عن ابن عباس أن عمر ذكر له أمر الخلافة واهتمامه بها فقال له ابن عباس: أين أنت عن علي؟ قال: فيه دعابة. قال: فأين أنت والزبير؟ قال: كثير الغضب يسير الرضا. فقال: طلحة؟ قال: فيه نخوة يعني كبراً قال: سعد؟ قال صاحب مقنب خيل. قال: فعثمان؟ قال: كلف بأقاربه. قال: عبد الرحمن بن عوف؟ قال: ذلك رجل لين أو قال ضعيف. وفي رواية أخرى قال في عبد الرحمن: ذلك الرجل لو وليته جعل خاتمه في إصبع امرأته.
وروى سفيان وشعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن زيد بن صوحان قال قال عمر: ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخزن أعراض الناس أن تعرفوني به؟ قالوا: نخاف سفهه وشره. قال: ذلك أدنى ألا تكونوا شهداء.
أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن هياج قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فكنت فيمن سار معه فأقام عليهم ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأمره أن يقفل خالد ومن اتبعه إلا من أراد البقاء مع علي رضي الله عنه فيتركه قال البراء: فكنت فيمن قعد مع علي، فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له، فصلى بنا علي الفجر فلما فرغ صففنا صفاً واحداً ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت همدان كلها في يوم واحدٍ وكتب بذلك علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ كتابه خر ساجداً ثم جلس، فقال: السلام على همدان، وتتابع أهل اليمن على الإسلام.
بويع لعلي رضي الله عنه بالخلافة يوم قتل عثمان رضي الله عنه واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار وتخلف عن بيعته منهم نفر فلم يهجهم ولم يكرههم وسئل عنهم فقال: أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل.

وفي رواية أخرى: أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل. وتخلف أيضاً عن بيعته معاوية ومن معه في جماعة أهل الشام فكان منهم في صفين بعد الجمل ما كان تغمد الله جميعهم بالغفران ثم خرجت عليه الخوارج وكفروه وكل من كان معه، إذ رضي بالتحكيم بينه وبين أهل الشام، وقالوا له: حكمت الرجال في دين الله والله تعالى يقول: " إن الحكم إلا لله " الأنعام 57. ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف وسفكوا الدماء، وقطعوا السبل، فخرج إليهم بمن معه ورام مراجعتهم فأبوا إلا القتال. فقاتلهم بالنهروان، فقتلهم واستأصل جمهورهم ولم ينج إلا اليسير منهم فانتدب له من بقاياهم عبد الرحمن بن ملجم، قيل التجوبي وقيل السكوني وقيل الحميري قال الزبير: تجوب رجل من حمير كان أصاب دماً في قومه فلجأ إلى مراد فقال لهم: جئت إليكم أجوب البلاد، فقيل له: أنت تجوب. فسمي به فهو اليوم في مراد وهو رهط عبد الرحمن بن ملجم المرادي ثم التجوبي وأصله من حمير ولم يختلفوا أنه حليف لمراد وعداده فيهم وكان فاتكاً ملعوناً فقتله ليلة الجمعة لثلاث عشرة وقيل لإحدى عشرة ليلة خلت من رمضان وقيل بل بقيت من رمضان سنة أربعين.
وقال شاعرهم:
علاه بالعمود أخو تجوبٍ ... فأوهى الرأس منه والجبينا
وقال أبو الطفيل، وزيد بن وهب والشعبي: قتل علي رضي الله عنه لثمان عشرة ليلة مضت من رمضان. وقيل: في أول ليلة من العشر الأواخر. واختلف في موضع دفنه فقيل: دفن في قصر الإمارة بالكوفة. وقيل: بل دفن في رحبة الكوفة. وقيل: دفن بنجف الحيرة موضع بطريق الحيرة. وروى عن أبي جعفر أن قبر علي رضي الله عنه جهل موضعه.
واختلف أيضاً في مبلغ سنة يوم مات، فقيل: سبع وخمسون. وقيل: ثمان وخمسون وقيل: ثلاث وستون.،قاله أبو نعيم وغيره. واختلفت الرواية في ذلك عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، فروي عنه أن علياً قتل وهو ابن ثلاث وستين وروى عنه ابن خمس وستين وروي عنه ابن ثمان وخمسين وروى ابن جريج قال: أخبرني محمد بن عمر بن علي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتل وهو ابن ثلاث أو أربع وستين سنة. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام وقيل: ثلاثة أيام. وقيل: أربعة عشر يوماً. وقالت: عائشة رضي الله عنها لما بلغها قتل علي: لتصنع العرب ما شاءت فليس لها أحد ينهاها.
وأحسن ما رأيت في صفة علي رضي الله عنه أنه كان ربعة من الرجال إلى القصر ما هو أدعج العينين حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسناً ضخم البطن عريض المنكبين شئن الكفين عتداً أغيد كأن عنقه إبريق فضةٍ أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه كبير اللحية لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري، لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجاً إذا مشى تكفأ وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس وهو إلى السمن ما هو شديد الساعد واليد وإذا مشى للحرب هرول ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه.
وكان سبب قتل ابن ملجم له أنه خطب امرأةً من بني عجل بن لجيم يقال لها قطام، كانت ترى رأي الخوارج، وكان علي رضي الله عنه قد قتل أباها وإخوتها بالنهروان فلما تعاقد الخوارج على قتل علي وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وخرج منهم ثلاثة نفر لذلك كان عبد الرحمن بن ملجم هو الذي اشترط قتل علي رضي الله عنه فدخل الكوفة عازماً على ذلك واشترى لذلك سيفاً بألف وسقاه السم فيما زعموا حتى لفظه وكان في خلال ذلك يأتي

علياً رضي الله عنه يسأله ويستحمله فيحمله إلى أن وقعت عينه على قطام وكانت امرأةً رائعةً جميلةً فأعجبته ووقعت بنفسه فخطبها، فقالت: آليت ألا أتزوج إلا على مهرٍ لا أريد سواه. فقال: وما هو؟ فقالت: ثلاثة آلاف، وقتل علي بن أبي طالب. فقال: والله لقد قصدت لقتل علي بن أبي طالب والفتك به، وما أقدمني هذا المصر غير ذلك، ولكني لما رأيتك آثرت تزويجك. فقالت: ليس إلا الذي قلت لك. فقال لها: وما يغنيك أو ما يغنيني منك قتل علي وأنا أعلم إني إن قتلته لم أفلت؟ فقالت: إن قتلته ونجوت فهو الذي أردت، تبلغ شفاء نفسي ويهنئك العيش معي، وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها. فقال لها: لك ما اشترطت. فقالت له: إني سألتمس من يشد ظهرك. فبعثت إلى ابن عم لها يقال له وردان بن مجالد، فأجابها ولقي ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي، فقال: يا شبيب هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما هو؟ قال: تساعدني على قتل علي بن أبي طالب، قال له: ثكلتك أمك لقد جئت شيئاً كيف نقدر على ذلك؟ قال: إنه رجل لا حرس له، يخرج إلى المسجد منفرداً ليس له من يحرسه فنكمن له في المسجد، فإذا خرج إلى الصلاة قتلناه، فإن نجونا نجونا، وإن قتلنا سعدنا بالذكر في الدنيا وبالجنة في الآخرة. فقال: ويلك إن علياً ذو سابقة في الإسلام مع النبي صلى الله عليه وسلم والله ما تنشرح نفسي لقتله. فقال: ويحك، إنه حكم الرجال في دين الله عز وجل وقتل إخواننا الصالحين، فنقتله ببعض من قتل، فلا تشكن في دينك. فأجابه، وأقبلا حتى دخلا على قطام وهي معتكفة في المسجد الأعظم في قبة ضربتها لنفسها، فدعت لهم، وأخذوا سيوفهم وجلسوا قبالة السدة التي يخرج منها علي رضي الله عنه فخرج علي لصلاة الصبح فبدره شبيب فضربه فأخطأه، وضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه، وقال: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك، فقال علي رضي الله عنه: فزت ورب الكعبة، لا يفوتنكم الكلب. فشد الناس عليه من كل جانب، فأخذوه، وهرب شبيب خارجاً من باب كندة.
وقد اختلف في صفة أخذ ابن ملجم، فلما أخذ قال علي رضي الله عنه: احبسوه، فإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا به، وإن لم أمت فالأمر إلي في العفو أو القصاص.
واختلفوا أيضاً هل ضربه في الصلاة أو قبل الدخول فيها؟ وهل استخلف من أتم بهم الصلاة أو هو أتمها؟ والأكثر أنه استخلف جعدة بن هبيرة فصلى بهم تلك الصلاة والله أعلم.
وروى ابن الهادي عن عثمان بن صهيب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " من أشقى الأولين " ؟ قال: الذي عقر الناقة يعني ناقة صالح. قال: " صدقت، فمن أشقى الآخرين " ؟ قال: لا أدري. قال: " الذي يضربك على هذا " يعني يافوخه: " ويخضب هذه " يعني لحيته.
روى الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه يعني لحيته من دم هذا يعني رأسه.
وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه: " أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا " ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه " يعني لحيته.
وذكره الطبري وغيره أيضاً وذكره ابن إسحاق في السير وهو معروف من رواية محمد بن كعب القرظي عن يزيد بن جشم، عن عمار بن ياسر وذكره ابن أبي خيثمة من طرق وكان قتادة يقول: قتل علي رضي الله عنه على غير مالٍ احتجبه، ولا دنيا أصابها.
حدثنا خلف بن سعيد الشيخ الصالح رحمه الله حدثنا عبد الله بن محمد بن علي حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال: كان علي رضي الله عنه إذا رأى ابن ملجم قال:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
وكان علي رضي الله عنه كثيراً ما يقول: ما يمنع أشقاها أو ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا يقول: والله ليخضن هذه من دم هذا ويشير إلى لحيته ورأسه خضاب دم لا خضاب عطر ولا عبير.
وذكر عمر بن شبة عن أبي عاصم النبيل وموسى بن إسماعيل عن سكين ابن عبد العزيز العبدي أنه سمع أباه يقول: جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل علياً فحمله ثم قال:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيري من خليلي من مراد

أما إن هذا قاتلي. قيل: فما يمنعك منه؟ قال: إنه لم يقتلني بعد. وأتى علي رضي الله عنه فقيل له: إن ابن ملجم يسم سيفه. ويقول: إنه سيفتك بك فتكةً يتحدث بها العرب فبعث إليه فقال له: لم تسم سيفك؟ قال لعدوي وعدوك. فخلى عنه، وقال: ما قتلني بعد.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أتيت الحسن بن علي في قصر أبيه وكان يقرأ علي وذلك في اليوم الذي قتل فيه علي فقال لي: إنه سمع أباه في ذلك السحر يقول له: يا بني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة في نومة نمتها، فقلت يا رسول الله: ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ قال: " ادع الله عليهم " ، فقلت: اللهم أبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني، ثم أتيته وجاء مؤذنه يؤذنه بالصلاة، فخرج فاعتوره الرجلان، فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق، وأما الآخر فضربه في رأسه، وذلك في صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان صبيحة بدر.
أخبرنا أحمد بن عمر قال: حدثنا علي بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا الحسن بن همدان بن ثابت حدثنا علي بن إبراهيم بن المعلى حدثنا زيد بن عمرو بن البحتري حدثنا غياث بن إبراهيم. حدثنا أبو روق عن عبد الله بن مالك قال: جمع الأطباء لعلي رضي الله عنه يوم جرح، وكان أبصرهم بالطب أثير بن عمرو السكوني وكان يقال له أثير بن عمريا وكان صاحب كسرى يتطبب وهو الذي ينسب إليه صحراء أثير فأخذ أثير رئة شاة حارة فتتبع عرقاً منها فاستخرجه فأدخله في جراحة علي ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال: يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت. وفي ذلك يقول عمران بن حطان الخارجي:
يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
وقال بكر بن حماد التاهرتي معارضاً له في ذلك:
قل لابن ملجم والأقدار غالبة ... هدمت ويلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدمٍ ... وأول الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما ... سن الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النبي ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه علي رغم الحسود له ... ما كان هارون من موسى بن عمرانا
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً ... ليثاً إذا لقي الأقران أقرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدر ... فقلت سبحان رب الناس سبحانا
إني لأحسبه ما كان من بشرٍ ... يخشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقى مراداً إذا عدت قبائلها ... وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت ... على ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها ... قبل المنية أزماناً فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمله ... ولا سقى قبر عمران بن حطانا
لقوله في شقي ظل مجترماً ... ونال ما ناله ظلماً وعدواناً
يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
بل ضربةً من غويٍّ أوردته لظى ... فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنه لم يرد قصداً بضربته ... إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

أخبرنا خلف بن قاسم إجازةً قال: حدثنا علي بن أحمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف قال: حدثنا حصين بن عمر عن مخارق عن طارق قال: جاء ناس إلى ابن عباس، فقالوا: جئناك نسألك. فقال: سلوا عما شئتم. فقالوا: أي رجل كان أبو بكر؟ فقال: كان خيراً كله أو قال: كان كالخير كله على حدةٍ كانت فيه. قالوا: فأي رجل كان عمر؟ قال: كان كالطائر الحذر الذي يظن أن له في كل طريق شركاً. قالوا: فأي رجل كان عثمان؟ قال: رجل ألهته نومته عن يقظته. قالوا: فأي رجل كان علي؟ قال: كان قد ملىء جوفه حكماً وعلماً وبأساً ونجدة مع قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يظن ألا يمد يده إلى شيء إلا ناله فما مد يده إلى شيء فناله.
قال: وأخبرنا محمد بن الصباح حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن عمر مولى عفرة عن محمد بن كعب عن عبد الله بن عمر قال: قال عمر لأهل الشورى " لله درهم إن ولوها الأصيلع كيف يحملهم على الحق، ولو كان السيف على عنقه. فقلت: أتعلم ذلك منه ولا توليه؟ قال: إن لم أستخلف فأتركهم فقد تركهم من هو خير مني.
وروى ربيعة بن عثمان عن محمد بن كعب القرظي، قال: كان ممن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حي عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود من المهاجرين، وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مولى لهم ليس من المهاجرين.
وروى أبو أحمد الزبيري وغيره، عن مالك بن مغول، عن أكيل عن الشعبي قال: قال لي علقمة: تدري ما مثل علي في هذه الأمة؟ قلت: ما مثله؟ قال: مثل عيسى بن مريم أحبه قوم حتى هلكوا في حبه، وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه.
قال أبو عمر: أكيل هذا هو أكيل أبو حكيم، كوفي مؤذن مسجد إبراهيم النخعي.
روى عن سويد بن غفلة والشعبي، والنخعي وإبراهيم التيمي وجواب التيمي. روى عنه إسماعيل بن خالد وجماعة من الجلة.
وقال قاسم بن ثابت صاحب كتاب الدلائل: أنشدني محمد بن عبد السلام الحسيني في قتل علي عليه السلام:
عدا على ابن أبي طالبٍ ... فاغتاله بالسيف أشقى مراد
شلت يداه وهوت أمه ... أن أمررت له تحت السواد
عز على عينيك لو انصرفت ... ما أخرجت بعد أيدي العباد
لأنت قناة الدين واستأثرت ... بالغي أفواه الكلاب العوادي
ومما قيل في ابن ملجم وقطام:
فلم أر مهراً ساقه ذو سماحةٍ ... كمهر قطامٍ من فصيح وأعجم
ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وضرب علي بالحسام المصمم
فلا مهر أغلى من علي وإن علا ... ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم
وقال بكر بن حماد رحمه الله تعالى:
وهز علي بالعراقين لحيةً ... مصيبتها جلت على كل مسلم
وقال سيأتيها من الله حادث ... ويخضبها أشقى البرية بالدم
فباكره بالسيف شلت يمينه ... لشؤم قطامٍ عند ذاك ابن ملجم
فيا ضربةً من خاسرٍ ضل سعيه ... تبوأ منها مقعداً في جهنم
ففاز أمير المؤمنين بحظه ... وإن طرقت فيها الخطوب بمعظم
ألا إنما الدنيا بلاء وفتنة ... حلاوتها شيبت بصابٍ وعلقم
وقال أبو الأسود الدؤلي وأكثرهم يرويها لأم الهيثم بنت العريان النخعية، أولها شعراً:
ألا يا عين ويحك أسعدينا ... ألا تبكى أمير المؤمنيا
تبكي أم كلثومٍ عليه ... بعبرتها وقد رأت اليقينا
ألا قل للخوارج حيث كانوا ... فلا قرت عيون الشامتينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا ... بخير الناس طراً أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا ... وذللها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها ... ومن قرأ المثاني والمثينا
فكل مناقب الخيرات فيه ... وحب رسول رب العالمينا
لقد علمت قريش حيث كانت ... بأنك خيرها حسباً ودينا
وإذا استقبلت وجه أبي حسينٍ ... رأيت البدر فوق الناظرينا
وكنا قبل مقتله بخيرٍ ... نرى مولى رسول الله فينا

يقيم الحق لا يرتاب فيه ... ويعدل في العدا والأقربينا
وليس بكاتمٍ علماً لديه ... ولم يخلق من المتجبرينا
كأن الناس إذ فقدوا علياً ... نعام حار في بلد سنينا
فلا تشمت معاوية بن صخرٍ ... فإن بقية الخلفاء فينا
وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف ... عن هاشمٍ ثم منها عن أبي الحسن
أليس أول من صلى لقبلتكم ... وأعلم الناس بالقرآن والسنن
وزاد أبو الفتح:
وآخر الناس عهداً بالنبي ومن ... جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما فيهم لا تمترون به ... وليس في القوم ما فيه من الحسن
ومن أبيات لخزيمة بن ثابت بصفين:
كل خير يزينهم فهو فيه ... وله دونهم خصال تزينه
وقال إسماعيل بن محمد الحميري من شعر له:
سائل قريشاً به إن كنت ذا عمهٍ ... من كان أثبتها في الدين أوتادا
من كان أقدم إسلاماً وأكثرها ... علماً وأطهرها أهلاً وأولادا
من وحد الله إذ كانت مكذبة ... تدعو مع الله أوثانا وأندادا
من كان يقدم في الهيجاء إن نكلوا ... عنها وإن يبخلوا في أزمةٍ جادا
من كان أعدلها حكماً وابسطها ... علماً وأصدقها وعداً وإيعادا
إن يصدقوك فلن يعدوا أبا حسنٍ ... إن أنت لم تلق للأبرار حسادا
إن أنت لم تلق أقواماً ذوي صلفٍ ... وذا عنادٍ لحق الله جحادا
علي بن طلق بن عمرو
حنفي أيضاً يمامي، أظنه والد طلق بن علي الحنفي اليمامي. وقد ذكرنا طلق بن علي في بابه من هذا الكتاب، وقد ذكرنا ما رواه ومن روى عنه وأما علي بن طلق فإنما يروي عنه مسلم بن سلام.
علي بن أبي العاص
بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف. واسم أبي العاص لقيط وقد ذكرناه في بابه.
أم علي بن أبي العاص بن الربيع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مسترضعاً في بني غاضرة فضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وأبوه يومئذ مشرك، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شاركني في شيء فأنا أحق به منه، وأيما كافر شارك مسلماً في شيءٍ فالمسلم أحق به منه " .
وتوفي علي بن أبي العاص هذا وقد ناهز الحلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أردفه على راحلته يوم الفتح فدخل مكة وهو رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
علي بن عبيد الله
بن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعلم له رواية. قتل يوم اليمامة شهيداً، وكان إسلامه يوم فتح مكة.
علي بن عدي بن ربيعة
بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ولاه عثمان بن عفان مكة حين ولى الخلافة. قتل يوم الجمل، لا تصح له عندي صحبة، ولا أعلم له رواية وإنما ذكرناه على شرطنا فيمن ولد بمكة أو المدينة بين أبوين مسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب عمارٍ
عمار بن زياد بن السكن
بن رافع، قتل يوم بدر، قاله ابن الكلبي، كذا قال في النسخة التي طالعتها وقد ذكر أبو عمر عمارة بن زياد بن السكن قتل يوم أحدٍ شهيداً ولعله أخوه.
عمار بن غيلان
بن سلمة الثقفي أسلم هو وأخوه عامر قبل أبيهما ومات عامر في طاعون عمواس ولا أدري متى مات عمار.
عمار بن معاذ أبو نملة
الأنصاري، من الأوس يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله " الحديث. هو مشهور بكنيته وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
عمار بن ياسر بن مالك

بن كنانة بن قيس بن حصين العنسي ثم المذحجي قد رفعناه في نسبه إلى عنس بن مالك بن أدد بن زيد في باب أبيه ياسر من هذا الكتاب، يكنى أبا اليقظان حليف لبني مخزوم، كذا قال ابن شهاب وغيره. وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: وممن شهد بدراً عمار بن ياسر حليف لبني مخزوم، وقال الواقدي: وطائفة من أهل العلم بالنسب والخير: إن ياسراً والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس في مذحج إلا أن ابنه عماراً ولي لبني مخزوم لأن أباه ياسراً تزوج أمه لبعض بني مخزوم فولدت له عماراً وذلك أن ياسراً والد عمار قدم مكة مع أخوين له أحدهما يقال له الحارث، والثاني مالك، في طلب أخ لهم رابع فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عماراً فأعتقه أبو حذيفة فمن هذا هو عمار مولى لبني مخزوم وأبوه عرني كما ذكرنا لا يختلفون في ذلك وللحلف والولاء اللذين بين بني مخزوم وبين عمار وأبيه ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه ورغموا وكسروا ضلعاً من أضلاعه فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا: والله لئن مات لا قتلنا به أحداً غير عثمان. وقد ذكرنا في باب ياسر وفي باب سمية ما يكمل به علم ولاء عمار ونسبه.
قال أبو عمر رحمه الله: كان عمار وأمه سمية ممن عذب في الله، ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن بالإيمان قلبه، فنزلت فيه: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " النحل 106. وهذا مما اجتمع أهل التفسير عليه.
وهاجر إلى أرض الحبشة، وصلى القبلتين وهو من المهاجرين الأولين، ثم شهد بدراً والمشاهد كلها وأبلى ببدرٍ بلاء حسناً، ثم شهد اليمامة، فأبلى فيها أيضاً، ويومئذ قطعت أذنه.
وذكر الواقدي: حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن عبد الله بن عمر، قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال. وكان فيما ذكر الواقدي طويلاً أشهل بعيد ما بين المنكبين.
قال إبراهيم بن سعد: بلغنا أن عمار بن ياسر قال: كنت ترباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سنه لم يكن أحد أقرب به سناً مني.
روى سفيان، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه عن ابن عباس في قول الله عز وجل: " أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس " الأنعام 122. قال عمار بن ياسر: " كمن مثله في الظلمات ليس بخارجٍ منها " الأنعام 122. قال أبو جهل بن هشام. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عماراً ملىء إيماناً إلى مشاشه " ، ويروى: " إلى أخمص قدميه " .
وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عامر حدثنا أحمد بن محمد حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا يحيى بن أبان حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ولم يقل فيه يحيى بن سليمان عن أبيه عن عائشة قالت: ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عمار بن ياسر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ملىء عمار إيماناً إلى أخمص قدميه " .
قال عبد الرحمن بن أبزى: شهدنا مع علي رضي الله عنه صفين في ثمانمائة من بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر.
أنبأنا عبد الله أنبأنا أحمد حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا معلى عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة قالت: ما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عمار بن ياسر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن عمار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه إيماناً " .
ومن حديث خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أبغض عماراً أبغضه الله تعالى " . قال خالد: فما زلت أحبه من يومئذ.
وروي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اشتاقت الجنة إلى علي، وعمارٍ، وسلمان، وبلالٍ رضي الله عنهم " .
ومن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فعرف صوته فقال: " مرحباً بالطيب المطيب ائذنوا له " .

وروى الأعمش، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: شهدنا مع علي رضي الله عنه صفين فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحيةٍ ولا وادٍ من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم، وسمعت عماراً يقول يومئذ لهاشم بن عقبة: يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة اليوم ألقى الأحبة: محمداً وحزبه. والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله ... فاليوم نضربكم على تأويله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
قال: فلم أر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذ.
وقال أبو مسعود وطائفة لحذيفة حين احتضر وأعيد ذكر الفتنة: إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قال: عليكم بابن سمية، فإنه لن يفارق الحق حتى يموت أو قال: فإنه يدور مع الحق حيث دار. وبعضهم يرفع هذا الحديث عن حذيفة.
وروى الشعبي عن الأحنف بن قيس في خبر صفين قال: ثم حمل عمار فحمل عليه ابن جزء السكسكي، وأبو الغادية الفزاري فأما أبو الغادية فطعنه، وأما ابن جزء فاحتز رأسه. وذكر تمام الحديث وقد ذكرته فيما خرجت من طرق حديث عمار: " تقتلك الفئة الباغية " .
وروى وكيع، عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: لكأني أنظر إلى عمار يوم صفين واستسقى فأتى بشربة من لبن فشرب فقال: اليوم ألقى الأحبة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن ثم استسقى فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فيه ضياح من لبن فقال عمار حين شربه: الحمد لله الجنة تحت الأسنة ثم قال: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل ثم قاتل حتى قتل.
روى شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: قرأت كتاب عمر إلى أهل الكوفة: أما بعد فإني بعثت إليكم عماراً أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطيعوا لهما واقتدوا بهما فإني قد آثرتكم بعبد الله على نفسي أثرة.
قال أبو عمر رحمه الله: إنما قال عمر في عمار وابن مسعود وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه والله أعلم من رواية فطر بن خليفة وغيره، عن كثير أبي إسماعيل من عبد الله بن مليل عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباءٍ وزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعمار، وأبو ذر، وحذيفة، والمقداد، وبلال، " .
وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تقتل عمار الفئة الباغية " . وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم وهو من أصح الأحاديث.
وكانت صفين في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ودفنه علي رضي الله عنه في ثيابه ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه، وهو مذهبهم في الشهداء إنهم لا يغسلون، ولكنهم يصلى عليهم. وكانت سن عمار يوم قتل نيفاً على تسعين، وقيل: ثلاثاً وتسعين. وقيل: إحدى وتسعين. وقيل اثنتين وتسعين سنة.
باب عمارة
عمارة بن أحمر المازني
مذكور في الصحابة لا أقف له على رواية.
عمارة بن أوس بن زيد
بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الكوفي. روى عنه زياد بن علاقة.
عمارة بن حزم بن زيد

بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي. كان من السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة في قول جميعهم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين محرز بن نضلة شهد بدراً ولم يشهدها أخوه عمرو بن حزم. وشهد عمارة بن حزم أيضاً أحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني مالك بن النجار في غزوة الفتح وخرج مع خالد لقتال أهل الردة فقتل باليمامة شهيداً ولهما أخ ثالث معمر بن حزم الأنصاري لا رواية له ومن ولد معمر بن حزم أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري شيخ مالك بن أنس.
عمارة بن أبي حسن
المازني الأنصاري، جد عمرو بن يحيى بن عمارة شيخ مالك. له صحبة ورواية وأبوه: أبو حسن، كان عقبياً بدرياً.
عمارة بن حمزة
بن عبد المطلب بن هاشم. أمه خولة بنت قيس من بني مالك بن النجار وبه كان يكنى حمزة بن عبد المطلب. وقيل: إن حمزة كان يكنى بابنه يعلي بن حمزة. وقيل: كانت له كنيتان، أبو يعلى وأبو عمارة بابنيه يعلى وعمارة ولا عقب لحمزة فيما ذكروا. توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعمارة ولد حمزة ولأخيه يعلى أعوام ولا أحفظ لواحدٍ منهما رواية.
عمارة بن رويبة الثقفي
من بني جشم بن ثقيف كوفي. روى عنه ابنه أبو بكر بن عمارة وأبو إسحاق السبيعي، وحصين وعبد الملك بن عمير. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لن يلج النار امرؤ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " .
عمارة بن زعكرة الكندي
يكنى أبا عدي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تبارك وتعالى: عبدي الذي هو عبدي حقاً الذي يذكرني وإن كان ملاقياً قرنه " . ليس له غير هذا الحديث. هو شامي. روى عنه عبد الرحمن بن عائذ اليحصبي.
عمارة بن زياد بن السكن
بن رافع بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي قتل يوم أحد شهيداً ووجد به أربعة عشر جرحاً فوسده رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه فما زال يتوسدها حتى مات وذكر الطبري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غشيه القوم يعني يوم أحد: " من رجل يشري منا نفسه " .
فحدثنا أبو حميد، قال: حدثنا سلمة قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن قال: فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار وبعض الناس يقولون: إنما هو عمارة بن زياد بن السكن فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً رجلاً يقتلون دونه حتى صار آخرهم زياد أو عمارة بن زياد بن السكن فقاتل حتى أثبتته الجراحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أدنوه مني " . فأدنوه منه، فوسده قدمه، فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عمارة بن شبيب السبائي
مذكور في الصحابة روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي، يعد في أهل مصر.
عمارة بن عبيد الخثعمي
ويقال عمارة بن عبيد الله. رجل من خثعمٍ. روى عنه داود بن أبي هند أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثاً حسناً في الفتن، ويقال: إن بينه وبين داود بن أبي هند رجلاً من أهل الشام.
عمارة بن عقبة الغفاري
من بني غفار بن مليل قتل يوم خيبر شهيداً رمي يومئذ بسهم فمات.
عمارة بن عقبة بن أبي معيط
واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وكان عمارة والوليد وخالد بنو عقبة بن أبي معيط من مسلمة الفتح.
عمارة بن عمير الأنصاري
روى عنه أبو يزيد المدني، يختلف فيه وقد ذكرنا ذلك في ذكرنا عمرو بن عمير والاختلاف فيه.
عمارة والد أبي بن عمارة
الأنصاري، يقال فيه: عمارة بالضم، وعمارة بالكسر، والأكثر يقولون بالكسر، وابنه مذكور الصحابة على اختلاف فيه، وابنه أبي روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في بيت أبيه عمارة القبلتين، وقد ذكرنا في باب أبي.
عمارة والد مدرك

بن عمارة لم يرو عنه غير ابنه مدرك. حديثه في الخلوق أنه لم يبايعه حتى غسل يديه منه. يعد في أهل البصرة.
باب عمر
عمر بن الخطاب
أمير المؤمنين رضي الله عنه ابن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي أبو حفص. أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وقالت طائفة في أم عمر: حنتمة بنت هشام بن المغيرة. ومن قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام، والحارث بن هشام بن المغيرة وليس كذلك، وإنما هي ابنة عمهما، فإن هاشم بن المغيرة وهشام بن المغيرة أخوان، فهاشم والد حنتمة أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل وهاشم بن المغيرة هذا جد عمر لأمه كان يقال له ذو الرمحين.
ولد عمر رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. وروى أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال: سمعت عمر يقول: ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين.
قال الزبير: وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشراف قريش وإليه كانت السفارة في الجاهلية وذلك أن قريشاً كانت إذا وقعت بينهم حرب وبين غيرهم بعثوا سفيراً. وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به بعثوه منافراً ومفاخراً.
قال أبو عمر رحمه الله: ثم أسلم بعد رجالٍ سبقوه. وروى ابن معين عن أبي إدريس، عن حصين، عن هلال بن يساف. قال: أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة.
قال أبو عمر: فكان إسلامه عزاً ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر فهو من المهاجرين الأولين وشهد بدراً وبيعة الرضوان وكل مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ، وولي الخلافة بعد أبي بكر بويع له بها يوم مات أبو بكر رضي الله عنه باستخلاف له سنة ثلاث عشرة فسار بأحسن سيرة وأنزل نفسه من مال الله بمنزلة رجلٍ من الناس. وفتح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر وهو دون الدواوين في العطاء ورتب الناس فيه على سوابقهم كان لا يخاف في الله لومة لائم وهو الذي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه وأرخ التاريخ من الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم وهو أول من سمى بأمير المؤمنين، لقصة نذكرها هنا إن شاء الله تعالى.
وهو أول من اتخذ الدرة وكان نقش خاتمه " كفى بالموت واعظاً يا عمر " وكان آدم شديد الأدمة طوالاً كث اللحية، أصلع أعسر يسر، يخضب بالحناء والكتم، وقال أنس: كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم وكان عمر يخضب بالحناء بحتاً. قال أبو عمر: الأكثر أنهما كانا يخضبان.
وقد روي عن مجاهد إن صح أن عمر بن الخطاب كان لا يغير شيبته. هكذا ذكره زر بن حبيش وغيره بأنه كان آدم شديد الأدمة وهو الأكثر عند أهل العلم بأيام الناس وسيرهم وأخبارهم ووصفه أبو رجاء العطاردي، وكان مغفلاً، فقال: كان عمر بن الخطاب طويلاً جسيماً أصلع شديد الصلع، أبيض شديد حمرة العينين، في عارضه خفة، سبلته كثيرة الشعر في أطرافها صهبة.
قد ذكر الواقدي من حديث عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي بني مظعون، وكان أبيض، لا يتزوج لشهوة إلا لطلب الولد، وعاصم بن عبيد الله لا يحتج بحديثه ولا بحديث الواقدي.
وزعم الواقدي أن سمرة عمر وأدمته إنما جاءت من أكله الزيت عام الرمادة. وهذا منكر من القول. وأصح ما في هذا الباب والله أعلم حديث سفيان الثوري، عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش، قال: رأيت عمر شديد الأدمة.
قال أنس: كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم، وكان عمر يخضب بالحناء بحتاً. قال أبو عمر: إنهما كانا يخضبان. وقد روي عن مجاهد إن صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يغير شيبه. قال شعبة، عن سماك عن هلال بن عبد الله: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً آدم ضخماً كأنه من رجال سدوس في رجليه روح.

ومن حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول: " اللهم أخرج ما في صدره من غل، وأبدله إيماناً " يقولها ثلاثاً. ومن حديث ابن عمر أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " . ونزل القرآن بموافقته في أسرى بدر، وفي الحجاب وفي تحريم الخمر وفي مقام إبراهيم.
وروي من حديث عقبة بن عامر وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو كان بعدي نبي لكان عمر " .
وروى سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في هذه الأمة أحد فعمر بن الخطاب " . ورواه أبو داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وروى ابن المبارك عن يونس عن ابن شهاب عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبنٍ، فشربت حتى رأيت الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر " . قالوا: فما أولت يا رسول الله ذلك؟ قال: " العلم " . ورواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: كنا نحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت. " وذكر مثله سواء.
وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت الجنة فرأيت فيها داراً أو قال قصراً وسمعت فيه ضوضأة، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لرجل من قريش. فظننت أني أنا هو، فقلت: من هو؟ فقيل: عمر بن الخطاب. فلولا غيرتك يا أبا حفصٍ لدخلته " . فبكى عمر، وقال: أعليك يغار؟ أو قال: أغار يا رسول الله وروى أبو داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيتني في المنام والناس يعرضون علي، وعليهم قمص منها إلى كذا ومنها إلى كذا، ومر علي عمر بن الخطاب يجر قميصه " . فقيل: يا رسول الله، ما أولت ذلك؟ قال: " الدين " . هكذا رواه إبراهيم بن سعد فيما حدث به عنه الطيالسي.
حدثنا الحسن بن حجاج الزيات الطبراني حدثنا الحسن بن محمد المدني، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا أنا نائم والناس يعرضون علي، وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ إلى الثدي، ومنها دون ذلك، وعرض علي عمر ابن الخطاب وعليه قميص يجره " . قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله قال: " الدين " .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما. وقال رضي الله عنه: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر.
وروى أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. قال: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: " إيت عمر فمره أن يستسقي للناس، فإنهم سيسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس " . فأتى الرجل عمر فأخبره، فبكى عمر، وقال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
وقال حذيفة: كان علم الناس كلهم قد درس في علم عمر.
وقال ابن مسعود: لو وضع علم أحياء العرب في كفة ميزان ووضع علم عمر في كفة لرجح علم عمر. ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم ولمجلس كنت أجلسه مع عمر أوثق في نفسي من عمل سنة.
وذكر عبد الرزاق عن معمر قال: لو أن رجلاً قال: عمر أفضل من أبي بكرٍ ما عنفته وكذلك لو قال: علي أفضل من أبي بكر وعمر لم أعنفه إذا ذكر فضل الشيخين وأحبهما وأثنى عليهما بما هما أهله. فذكرت ذلك لوكيع فأعجبه واشتهاه. قال: يدل على أن أبا بكر رضي الله عنه أفضل من عمر رضي الله عنه سبقه له إلى الإسلام.

وما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " رأيت في المنام كأني وزنت بأمتي فرجحت، ثم وزن أبو بكر فرجح، ثم وزن عمر فرجح " ، وفي هذا بيان واضح في فضله على عمر. وقال عمر رضي الله عنه: ما سابقت أبا بكر إلى خير قط إلا سبقني إليه ولوددت أني شعرة في صدر أبي بكر.
وذكر سيف بن عمر عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم النخعي. قال: أول من ولى شيئاً من أمور المسلمين عمر بن الخطاب، ولاه أبو بكر القضاء فكان أول قاض في الإسلام وقال: اقض بين الناس، فإني في شغل وأمر ابن مسعود بعس المدينة.
وأما القصة التي ذكرت في تسمية عمر نفسه أمير المؤمنين فذكر الزبير قال: قال عمر لما ولي: كان أبو بكر يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله يطول هذا قال: فقال له المغيرة بن شعبة: أنت أميرنا، ونحن المؤمنون. فأنت أمير المؤمنين. قال: فذاك إذن.
قال أبو عمر: وأعلى من هذا في ذلك ما حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو أحمد بن الحسين بن جعفر بن إبراهيم حدثنا أبو زكريا يحيى بن أيوب بن بادي العلاف حدثنا عمر بن خالد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن الزهري أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة لأي شيء كان أبو بكر رضي الله عنه يكتب: من خليفة رسول الله؟ وكان عمر يكتب: من خليفة أبي بكر؟ ومن أول من كتب عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: حدثتني الشفاء وكانت من المهاجرات الأول أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عامل العراق أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله. فبعث إليه عامل العراق لبيد بن ربيعة العامري وعدي بن حاتم الطائي فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد فإذا هما بعمرو بن العاص فقالا له: استأذن لنا على أمير المؤمنين يا عمرو؟ فقال عمرو: أنتما والله أصبتما باسمه، نحن المؤمنون وهو أميرنا. فوثب عمرو، فدخل على عمر، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم؟ يعلم الله لتخرجن مما قلت أو لأفعلن. قال: إن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد وقالا لي: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين، فهما والله أصابا اسمك، أنت الأمير ونحن المؤمنون. قال: فجرى الكتاب من يومئذ.
قال أبو عمر: وكانت الشفاء جدة أبي بكر وروينا من وجوه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يرمي الجمرة، فأتاه جمر فوقع على صلعته، فأدماه وثمة رجل من بني لهب، فقال: أشعر أمير المؤمنين، لا يحج بعدها. قال: ثم جاء إلى الجمرة الثانية، فصاح رجل: يا خليفة رسول الله. فقال: لا يحج أمير المؤمنين بعد عامه هذا. فقتل عمر بعد رجوعه من الحج.
قال محمد بن حبيب: لهب مكسورة اللام: قبيلة من قبائل الأزد، تعرف فيها العيافة والزجر.
قال أبو عمر: قتل عمر رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين من ذي الحجة طعنه أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة لثلاث بقين من ذي الحجة هكذا قال الواقدي. وغيره قال: لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين.
وروى سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: قتل عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر.
وقال أبو نعيم: قتل عمر بن الخطاب يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وكانت خلافته عشر سنين ونصفاً.
أخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: قتل أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فطعن معه اثنا عشر رجلاً فمات ستة، وقال: فرمى عليه رجل من أهل العراق برنساً، ثم برك عليه فلما رآه أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ نفسه فقتلها.

ومن أحسن شيء يروى في مقتل عمر رضي الله عنه وأصحه ما حدثنا خلف بن قاسم بن سهل قال: حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو ابن ميمون قال: شهدت عمر يوم طعن وما منعني أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته وكان رجلاً مهيباً، فكنت في الصف الذي يليه فأقبل عمر رضي الله عنه فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ففاجأ عمر رضي الله عنه قبل أن تستوي الصفوف ثم طعنه ثلاث طعنات فسمعت عمر وهو يقول: دونكم الكلب، فإنه قتلني وماج الناس وأسرعوا إليه، فجرح ثلاثة عشر رجلاً، فانكفأ عليه رجل من خلفه فاختضنه، فماج الناس بعضهم في بعض، حتى قال قائل: الصلاة عباد الله، طلعت الشمس فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بنا بأقصر سورتين في القرآن: " إذا جاء نصر الله " . و " إنا أعطيناك الكوثر " . واحتمل عمر ودخل عليه الناس، فقال: يا عبد الله بن عباس، اخرج فناد في الناس إن أمير المؤمنين يقول: أعن ملأ منكم هذا فخرج ابن عباس فقال: أيها الناس، أعن ملأٍ منكم هذا؟ فقالوا: معاذ الله والله ما علمنا ولا اطلعنا. وقال: ادعوا لي الطبيب، فدعي الطبيب، فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فسقي نبيذاً، فخرج من بعض طعناته، فقال الناس: هذا دم صديد. قال: اسقوني لبناً، فخرج من الطعنة فقال له الطبيب: لا أرى أن تمسي، فما كنت فاعلاً فافعل. وذكر تمام الخبر في الشورى وتقديمه لصهيب في الصلاة، وقوله في علي عليه السلام: إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق الأجلح المستقيم يعني علياً. وقوله في عثمان وغيره. فقال له ابن عمر: ما يمنعك أن تقدم علياً؟ قال: أكره أن أحملها حياً وميتاً.
وذكر الواقدي، قال: أخبرني نافع، عن أبي نعيم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: غدوت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق وهو متكىء على يدي، فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال: ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي قال: كم خراجك؟ قال: دينار. قال: ما أرى أن أفعل، إنك لعامل محسن وما هذا بكثير. ثم قال له عمر: ألا تعمل لي رحى؟ قال: بلى. فلما ولى قال أبو لؤلؤة: لأعملن لك رحى يتحدث بها ما بين المشرق والمغرب. قال: فوقع في نفسي قوله. قال: فلما كان في النداء لصلاة الصبح خرج عمر إلى الناس يؤذنهم للصلاة. قال ابن الزبير: وأنا في مصلاي وقد اضطجع له عدو الله أبو لؤلؤة فضربه بالسكين ست طعنات إحداهن تحت سرته وهي قتلته، فصاح عمر: أين عبد الرحمن بن عوف؟ فقالوا: هو ذا يا أمير المؤمنين. قال: تقدم فصل بالناس، فتقدم عبد الرحمن فصلى بالناس وقرأ في الركعتين ب " قل هو الله أحد " . و " قل يأيها الكافرون " . واحتملوا عمر فأدخلوه منزله فقال لابنه عبد الله: اخرج فانظر من قتلني. قال: فخرج عبد الله بن عمر فقال: من قتل أمير المؤمنين؟ فقالوا: أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فرجع فأخبر عمر، فقال: الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يحاجني بلا إله إلا الله، ثم قال: انظروا إلى عبد الرحمن بن عوف، فذكر الخبر في الشورى بتمامه.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي حدثنا محمد بن حميد حدثنا علي بن مجاهد قال: اختلف علينا في شأن أبي لؤلؤة، فقال بعضهم: كان مجوسياً، وقال بعضهم: كان نصرانياً، فحدثنا أبو سنان سعيد بن سنان عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: كان أبو لؤلؤة أزرق نصرانياً، وجأه بسكين له طرفان فلما جرح عمر جرح معه ثلاثة عشر رجلاً في المسجد، ثم أخذ فلما أخذ قتل نفسه.
واختلف في سن عمر رضي الله عنه يوم مات، فقيل: توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة كسن النبي صلى الله عليه وسلم وسن أبي بكر حين توفيا روى ذلك من وجوه، عن معاوية ومن قول الشعبي. وروى عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: توفي عمر وهو ابن بضع وخمسين سنة.
وقال أحمد بن حنبل عن هشيم عن علي بن زيد عن سالم بن عبد الله أن عمر قبض وهو ابن خمس وخمسين وقال الزهري: توفي وهو ابن أربع وخمسين سنة. وقال قتادة: توفي وهو ابن اثنين وخمسين. وقيل: مات وهو ابن ستين. وقيل: مات وهو ابن ثلاث وستين.

حدثنا عبد الله حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا علي بن المديني، حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة عن عبد الملك بن عمير قال: حدثنا أبو بردة عن عوف بن مالك الأشجعي أنه رأى في المنام كأن الناس جمعوا فإذا فيهم رجل فرعهم فهو فوقهم بثلاثة أذرع، فقلت: من هذا؟ فقالوا: عمر. قلت: لم؟ قالوا: لأن فيه ثلاث خصال إنه لا يخاف في الله لومة لائم. وإنه خليفة مستخلف، وشهيد مستشهد. قال: فأتى إلى أبي بكر فقصها عليه، فأرسل إلى عمر فدعاه ليبشره. قال: فجاء عمر، فقال لي أبو بكر: اقصص رؤياك. قال: فلما بلغت " خليفة مستخلف " زبرني عمر، وانتهرني، وقال: اسكت تقول هذا وأبو بكر حي قال: فلما كان بعد وولي عمر مررت بالمسجد، وهو على المنبر. قال: فدعاني، وقال: اقصص رؤياك فقصصتها. فلما قلت: إنه لا يخاف في الله لومة لائم. قال: إني لأرجو أن يجعلني الله منهم. قال: فلما قلت: خليفة مستخلف. قال: قد استخلفني الله، فسله أن يعينني على ما ولاني. فلما ذكرت: شهيد مستشهد قال: أنى لي بالشهادة وأنا بين أظهركم تغزون ولا أغزو ثم قال: بلى يأتي الله بها أنى شاء.
أنبأنا سعيد بن سيد حدثنا عبد الله بن محمد بن علي حدثنا أحمد بن خالد حدثنا أبو يعقوب الديري حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصاً أبيض، وقال: " جديد قميصك أم غسيل " ؟ قال: بل غسيل. قال: " البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً، ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة " . قال: وإياك يا رسول الله.
وروى معمر عن الزهري قال: صلى عمر على أبي بكر رضي الله عنه حين مات وصلى صهيب على عمر رضي الله عنهما.
وروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال في انصرافه من حجته التي لم يحج بعدها الحمد لله ولا إله إلا الله يعطي من يشاء ما يشاء، لقد كنت بهذا الوادي يعني ضجنان أرعى إبلاً للخطاب وكان فظاً غليظاً يتعبني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أصبحت وأمسيت، وليس بيني وبين الله أحد أخشاه، ثم تمثل:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويودي المال والولد
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه ... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له ... والجن والإنس فيما بينها برد
أين الملوك التي كانت لعزتها ... من كل أوبٍ إليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذبٍ ... لا بد من ورده يوماً كما وردوا
وروينا عن عمر رضي الله عنه أنه قال في حين احتضر ورأسه في حجر ابنه عبد الله:
ظلوم لنفسي غير أني مسلم ... أصلي الصلاة كلها وأصوم
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن جعفر بن محمد الصائغ حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إبراهيم بن سعد الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أم كلثوم بنت أبي بكر أن عائشة حدثتها أن عمر رضي الله عنه أذن لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يحججن في آخر حجة حجها عمر قالت: فلما ارتحل من الخطمة أقبل عليه رجل متلثم فقال وأنا أسمع: أين كان منزل أمير المؤمنين؟ فقال قائل وأنا أسمع: هذا كان منزله فأناخ في منزل عمر ثم رفع عقيرته يتغنى:
عليك سلام من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يجر أو يركب جناحي نعامةٍ ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أموراً ثم غادرت بعدها ... بواثق في أكمامها لم تفتق
قالت عائشة: فقلت لبعض أهلي: أعلموني من هذا الرجل؟ فذهبوا فلم يجدوا في مناخه أحداً قالت عائشة: فوالله إني لأحبسه من الجن. فلما قتل عمر قال الناس هذه الأبيات للشماخ بن ضرار أو لأخيه مزرد.
قال أبو عمر رحمه الله: كانوا إخوة ثلاثة كلهم شاعر.
وروى مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن عروة عن عائشة قالت: ناحت الجن على عمر قبل أن يقتل بثلاث فقالت:
أبعد قتيلٍ بالمدينة أظلمت ... له الأرض تهتز العضاه بأسوق
جزى الله خيراً من إمامٍ وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامةٍ ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق

قضيت أموراً ثم غادرت بعدها ... بواثق في أكمامها لم تفتق
فما كنت أخشى أن يكون وفاته ... بكفي سبتنى أزرق العين مطرق
ويروى بكفي سبنتٍ، والسبنت والسبنتى: النمر الجريء. وقد تمد السبنتاء. والمطرق: الحنق، قال الملتمس:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغاً لنابيه الشجاع لصمما
عمر بن سراقة بن المعتمر
بن أنس القرشي العدوي. شهد بدراً هو وأخوه عبد الله بن سراقة. وقال مصعب فيه: عمرو بن سراقة.
عمر بن سعد أبو كبشة
الأنماري، هو مشهور بكنيته وقد قيل: إن اسم أبي كبشة سعد بن عمرو والأول أصح. يعد في أهل الشام، وأكثر حديثه عندهم. وقد روى عنه الكوفيون.
عمر بن سفيان
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخو الأسود بن سفيان وهبار بن سفيان كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة.
عمر بن أبي سلمة
بن عبد الأسود بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أم سلمة المخزومية، أم المؤمنين يكنى أبا حفص ولد في السنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة. وقيل: إنه كان يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن تسع سنين وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل واستعمله علي رضي الله عنه على فارس والبحرين.
وتوفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وثمانين حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث. وروى عنه سعيد بن المسيب وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وعروة بن الزبير.
عمر بن عمير
بن عدي بن نابي الأنصاري السلمي. هو ابن عم ثعلبة بن غنمة بن عدي بن نابي، وابن عم غنم بن عامر بن عدي شهد مشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم.
عمر بن عوف النخعي
مذكور في حديث ابن السعدي وذلك أن مالك بن يخامر روى عن ابن السعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنقطع الهجرة مادام الكفار يقاتلون " . فقال معاوية، وعمر بن عوف النخعي، وعبد الله بن عمرو بن العاص، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الهجرة هجرتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله " .
عمر بن يزيد الكعبي
الخزاعي. قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان مما حفظت من كلامه قال: " أسلم سالمها الله من كل آفةٍ إلا الموت، فإنه لا يسلم منه معترف به ولا غيره. وغفار غفر الله لهم ولا حي أفضل من الأنصار " .
باب عمرو
عمرو بن أبي أثاثة
بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. كان من مهاجرة الحبشة وأمه النابغة بنت حرملة. فهو أخو عمرو بن العاص لأمه.
عمرو بن الأحوص
بن جعفر بن كلاب الجشمي الكلابي. اختلف في نسبه هو والد سليمان بن عمرو. وروى عنه ابنه سليمان بن عمرو بن الأحوص حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع وفي رمي الجمار أيضاً، يقال: إنه شهد حجة الوداع مع أمه وامرأته وحديثه في الخطبة عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح.
عمرو بن أحيحة
بن الجلاح الأنصاري. ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة. قال: وسمع من خزيمة بن ثابت.
روى عنه عبد الله بن علي بن السائب، وهذا لا أدري ما هو لأن عمرو بن أحيحة هو أخو عبد المطلب بن هاشم لأمه وذلك أن هاشم بن عبد مناف كانت تحته سلمى بنت زيد من بني عدي بن النجار فمات عنها فخلف عليها بعده أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرو بن أحيحة فهو أخو عبد المطلب لأمه. هذا قول أهل النسب والخبر وإليهم يرجع في مثل هذا ومحال أن يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن خزيمة بن ثابت من كان في السن والزمن اللذين وصفت. وعساه أن يكون حفيداً لعمرو بن أحيحة يسمى عمراً فنسب إلى جده. وإلا فما ذكره ابن أبي حاتم وهم لا شك فيه وبالله التوفيق.
عمرو بن أخطب

أبو زيد الأنصاري. هو مشهور بكنيته يقال: إنه من بني الحارث بن الخزرج غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه ودعا له بالجمال، فيقال: إنه بلغ مائة سنة ونيفاً، وما في رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض. هو جد عزرة بن ثابت. روى عنه أنس بن سيرين وأبو الخليل وعلباء بن أحمر وتميم بن حويص وابو نهيك وسعيد بن قطن.
عمرو بن أراكة الثقفي
سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ويأمر بالصدقة يعد في البصريين.
عمرو بن أمية بن أسد
بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. هاجر إلى أرض الحبشة ومات بها.
عمرو بن أمية بن خويلد
بن عبد الله بن إياس بن عبيد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة الضمري، من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة يكنى أبا أمية. وروى الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو قلابة الجرمي، قال: حدثني أبو المهاجر قال: حدثني أبو أمية عمرو بن أمية الضمري.
عمرو بن الأهتم التميمي
المقري، أبو ربعي. والأهتم أبوه، واسمه سنان ابن خالد بن سمي. ويقال: إنه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ويقال: إن قيس بن عاصم ضربه بقوس فهتم فمه فسمي بالأهتم. وقال خليفة بن خياط بعد أن نسبه النسب الذي ذكرناه: كان أبوه الأهتم وهو سنان بن خالد من بني منقر مهتوماً من سنه. قال: وقال أبو اليقظان: أم عمرو بن الأهتم بنت فدكي بن أعبد بن الأهتم ويكنى عمرو بن الأهتم أبا ربعي. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافداً في وجوه قومه من بني تميم، فأسلم وذلك في سنة تسعٍ من الهجرة، وكان فيمن قدم معه الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم ففخر الزبرقان، فقال: يا رسول الله، أنا سيد تميم، والمطاع فيهم، والمجاب فيهم، آخذ لهم بحقوقهم، وأمنعهم من الظلم، وهذا يعلم ذلك يعني عمرو بن الأهتم. فقال عمرو: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع في أدانيه. فقال الزبرقان: لقد كذب يا رسول الله وما منعه من أن يتكلم إلا الحسد. فقال عمرو: أنا احسدك فوالله إنك لئيم الخال، حديث المال، أحمق الولد، مبغض في العشيرة، فوالله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الثانية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من البيان لسحراً " .
وروي أن قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم كان، وفي وفد تميم سبعون أو ثمانون رجلاً، فيهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم وهم الذين نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، وخبرهم طويل. ثم أسلم القوم وبقوا بالمدينة مدةً يتعلمون القرآن والدين ثم أرادوا الخروج إلى قومهم، فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم وكساهم، وقال: " أما بقي منكم أحد " وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم. فقال قيس بن عاصم وهو من رهط عمرو وقد كان مشاحناً له: لم يبق منا أحد إلا غلام حدث في ركابنا وأزرى به فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطاهم فبلغ عمراً ما قال قيس، فقال له عمرو:
ظللت مفترش العلياء تشتمني ... عند النبي فلم تصدق ولم تصب
إن تبغضونا فإن الروم أصلكم ... والروم لا تملك البغضاء للعرب
فإن سؤددنا عود وسؤددكم ... مؤخر عند أصل العجب والذنب
وكان خطيباً جميلاً، يدعى المكحل لجماله، بليغاً شاعراً محسناً، يقال: إن شعره كان حللاً منتشرة، وكان شريفاً في قومه، وهو القائل:
ذريني فإن البخل يا أم هيثم ... لصالح أخلاق الرجال سروق
وفيها يقول:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
وقد ذكرنا الأبيات بتمامها في كتاب بهجة المجالس وذكرنا خبره مع الزبرقان بألفاظٍ مختلفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب التمهيد.
من ولده خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم.
عمرو بن أوس بن عتيك

بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. شهد أحداً والخندق، وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً.
عمرو بن أبي أويس
بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حذيفة بن نصر بن مالك بن حسل القرشي العامري. قتل يوم اليمامة شهيداً.
عمرو بن إياس بن زيد
بن جشم، قال ابن إسحاق: وهو رجل من اليمن حليف للأنصار، شهد بدراً، وأحداً. وقال ابن هشام: عمرو بن إياس هذا يقال إنه أخو ربيع بن إياس وورقة بن إياس.
عمرو بن إياس الأنصاري
من بني سالم بن عوف، قتل يوم أحدٍ شهيداً، لم يذكره ابن إسحاق.
عمرو بن بلال الأنصاري
يقال عمرو بن عمير، وقد ذكرنا الاختلاف فيه، ليس له غير هذا الحديث الذي ذكرنا. شهد عمرو بن بلال صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال ابن الكلبي: وكان من المهاجرين.
عمرو بن تغلب العبدي
من عبد القيس، ويقال: إنه من النمر بن قاسط، يعد في أهل البصرة. روى عنه الحسن بن أبي الحسن والحكم بن الأعرج، يقال: هو من أهل جؤاثي.
حدثنا أحمد حدثنا مسلمة حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الأصبهاني، حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عن عمرو بن تغلب قال: لقد قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمةً ما أحب أن لي بها حمر النعم، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، فأعطى قوماً، ومنع قوماً، وقال: " إنا لنعطي قوماً نخشى هلعهم وجزعهم، وأكل قوماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الإيمان، ومنهم عمرو بن تغلب " .
وذكر البخاري، عن أبي النعمان محمد بن الفضل، عن جرير بن حازم، عن الحسن، قال: حدثنا عمرو بن تغلب، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمال فأعطى قوماً ومنع آخرين فبلغه أنهم عتبوا، فقال: " إني لأعطي الرجل وأمنع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، أعطي أقواماً لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغناء والخير، ومنهم عمرو بن تغلب " . قال عمرو: فما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم.
وروى حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت ويونس وحميد، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " جاءنا الليلة شيء فآثرنا به قوماً خشينا هلعهم وجزعهم، ووكلنا قوماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الإيمان، منهم عمرو بن تغلب " . وكان عمرو بن تغلب يقول: ما يسرني بها حمر النعم.
أنبأنا أحمد بن عمر حدثنا علي بن محمد بن بندار، حدثنا أحمد بن إبراهيم ابن شاذان حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد، حدثنا الأصمعي حدثنا الصعق بن حزن، عن قتادة، قال: هاجر من بكر بن وائل أربعة: رجلان من بني سدوس: الأسود بن عبد الله من أهل اليمامة، وبشير بن الخصاصية، وعمرو بن تغلب من النمر بن قاسط وفرات بن حيان من بني عجل.
عمرو بن ثابت بن وقش
بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري. استشهد يوم أحد وكان ابن أخت حذيفة بن اليمان، أمه ليا بنت اليمان. وهو الذي قيل إنه دخل الجنة، ولم يصل لله سجدة فيما ذكره الطبري. وفيه نظر.
عمرو بن ثبي
قال سيف بن عمر عن رجاله: هو أول من أشار على النعمان بن مقرن حين استشار أهل الرأي في مناجزة أهل نهاوند، وكان عمرو بن ثبي من أكبر الناس سناً يومئذٍ.
عمرو بن ثعلبة الجهني
حديثه عند الوضاح بن سلمة الجهني، عن أبيه عن عمرو بن ثعلبة الجهني، أنه حين أسلم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ودعا له بالبركة.
عمرو بن ثعلبة بن وهب
بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، أبو حكيم أو حكيمة الأنصاري، هو مشهور بكنيته شهد بدراً وأحداً.
عمرو بن الجموح بن زيد

بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي من بني جشم بن الخزرج. شهد العقبة ثم شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً، ودفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في قبرٍ واحدٍ، وكانا صهرين وكان عمرو بن الجموح أعرج فقيل له يوم أحد: والله ما عليك من حرج لأنك أعرج فأخذ سلاحه وولى وقال: والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة. فلما ولى أقبل على القبلة وقال: اللهم ارزقني الشهادة، ولا تردني إلى أهلي خائباً، فلما قتل يوم أحد جاءت زوجته هند بنت عمرو بن حرام فحملته، وحملت أخاها عبد الله بن عمرو بن حرام على بعير، ودفنا جميعاً في قبرٍ واحدٍ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده إن منكم لمن لو أقسم على الله لأبره، منهم عمرو بن الجموح. ولقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته " . وقيل: إن عمرو بن الجموح وابنه خلاد بن عمرو بن الجموح حملا جميعاً على المشركين حين انكشف المسلمون، فقتلا جميعاً. وذكره الغلابي، عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الزهري والشعبي.
قال الغلابي: وأخبرناه أيضاً ابن عائشة عن أبيه، قالوا: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من الأنصار، فقال: " من سيدكم " ؟ فقالوا: الجد بن قيس على بخلٍ فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأي داءٍ أدوى من البخل؟ بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح " وقال شاعر الأنصار في ذلك:
وقال رسول الله والحق قوله ... لمن قال منا: من تسمون سيدا
فقالوا له: جد بن قيسٍ على التي ... نبخله فيها وإن كان أسودا
فتى ما تخطى خطوةً لدنيةٍ ... ولا مد في يومٍ إلى سوءةٍ يدا
فسود عمرو بن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالندى أن يسودا
إذا جاءه السؤال أذهب ماله ... وقال: خذوه إنه عائد غدا
فلو كنت يا جد بن قيسٍ على التي ... على مثلها عمرو لكنت مسودا
هكذا ذكره الغلابي، وكذلك ذكره أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي القاضي بالبصرة، عن عبيد الله بن عمرو بن محمد بن حفص التيمي المعروف بابن عائشة عن بشر بن المفضل عن ابن شبرمة، عن الشعبي، إلا أنه ذكر الشعر عن ابن عائشة لبعض الأنصار ولم يذكره في إسناده عن الشعبي.
وقد روى حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سيدكم يا بني سلمة " ؟ قالوا: الجد بن قيس على بخلٍ فيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وأي داءٍ أدوى من البخل؟ بل سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح " .
وذكره الكديمي، عن أبي بكر بن أبي الأسود، عن حميد بن الأسود، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني عمرو بن سلمة، من سيدكم " ؟ فذكر مثله سواء.
وأما ابن إسحاق ومعمر فذكرا عن الزهري هذه القصة لبشر بن البراء بن معرور على ما ذكرناه في باب بشر بن البراء بن معرور.
وذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا إبراهيم بن حاتم الهروي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبني سلمة: " من سيدكم يا بني سلمة " ؟ قالوا: جد بن قيس، على أنا نبخله. قال: " فأي داءٍ أدوى من البخل بل سيدكم عمرو بن الجموح " . وكان على أصنامهم في الجاهلية، وكان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج.
عمرو بن الحارث
ويقال: عامر بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري، كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في قول ابن إسحاق والواقدي، ولم يذكره ابن عقبة ولا أبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، وذكره ابن عقبة في البدريين.
عمرو بن الحارث بن أبي ضرار بن عائذ بن مالك بن خزيمة، وهو المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو، وهو خزاعة المصطلقي الخزاعي، أخو جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن عائذ زوج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة وأبو إسحاق السبيعي.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا علي بن الجعد. وحدثنا أحمد بن قاسم، حدثنا قاسم، حدثنا الحارث ابن أبي أسامة، حدثنا الحسن بن موسى، قال: أنبأنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخي امرأته، قال: تالله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمةً ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضاً تركها صدقة.
عمرو بن حريث بن عمرو
بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي يكنى أبا سعيد، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، مسح برأسه، ودعا له بالبركة وخط له بالمدينة داراً بقوس.
وقيل: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة. نزل الكوفة وابتنى بها داراً وسكنها. وولده بها، وزعموا أنه أول قرشي اتخذ بالكوفة داراً، وكان له فيها قدر وشرف وكان قد ولي إمارة الكوفة.
ومات بها سنة خمس وثمانين، وهو أخو سعيد بن حريث.
من حديث عمرو بن حريث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه يصلي في نعلين مخصوفتين.
عمرو بن حزم بن زيد
بن لوذان الخزرجي البخاري، من بني مالك بن النجار. من ينسبه في بني مالك بن النجار يقول: عمرو بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري: ومنهم من ينسبه في بني مالك بن جشم بن الخزرج. ومنهم من ينسبه في بني ثعلبة بن زيد بن مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك. أمه من بني ساعدة، يكنى أبا الضحاك، لم يشهد بدراً فيما يقولون. أول مشاهده الخندق، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل نجران، وهم بنو الحارث بن كعب وهو ابن سبع عشرة سنة ليفقههم في الدين ويعلم القرآن ويأخذ صدقاتهم، وذلك سنة عشر بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد فأسلموا وكتب له كتاباً فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات.
ومات بالمدينة سنة إحدى وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين. وقد قيل: إن عمرو بن حزم توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة. وروى عن عمرو بن حزم ابنه محمد. وروى عنه أيضاً النضر بن عبد الله السلمي، وزياد بن نعيم الحضرمي.
عمرو بن الحكم القضاعي
ثم القيني بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً على بني القين. لا أعرفه بغير ذلك، فلما ارتد بعض عمال قضاعة كان عمرو بن الحكم وامرؤ القيس بن الأصبع ممن ثبت على دينه.
عمرو بن الحمق بن الكاهن
بن حبيب الخزاعي، من خزاعة عند أكثرهم. ومنهم من ينسبه فيقول: هو عمرو بن الحمق، والحمق هو سعد بن كعب، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية. وقيل: بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه أحاديث، وسكن الشام، ثم انتقل إلى الكوفة فسكنها. وروى عنه جبير بن نفير ورفاعة بن شداد وغيرهما. وكان ممن سار إلى عثمان. وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار فيما ذكروا ثم صار من شيعة علي رضي الله عنه، وشهد معه مشاهده كلها: الجمل، والنهروان، وصفين، وأعان حجر بن عدي، ثم هرب في زمن زياد إلى الموصل، ودخل غاراً فنهشته حية فقتلته، فبعث إلى الغار في طلبه، فوجد ميتاً، فأخذ عامل الموصل رأسه، وحمله إلى زياد فبعث به زياد إلى معاوية، وكان أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد. وكانت وفاة عمرو بن الحمق الخزاعي سنة خمسين. وقيل: بل قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عم عبد الرحمن بن أم الحكم سنة خمسين.
عمرو بن خارجة بن المنتفق
الأسدي حليف أبي سفيان بن حرب. سكن الشام. وروى عنه عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول في خطبته: " إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارثٍ، والولد للفراش، وللعاهر الحجر " . وروى عنه شهر بن حوشب.
عمرو بن أبي خزاعة
ليس بالمعروف. روى عنه مكحول في صحبته نظر.
عمرو بن خلف بن عمير
بن جدعان القرشي التيمي. هو المهاجر بن قنفذ بن عمير. والمهاجر اسمه عمرو. وقنفذ اسمه خلف، غلب على كل واحدٍ منهما لقبه. وقد ذكرت المهاجر في باب الميم بما يغني عن ذكره ها هنا، لأنه لا يعرف إلا بالمهاجر.
عمرو بن رافع المزني

قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النحر بعد الظهر على بغلته البيضاء، وعلي رضي الله عنه رديفه.
عمرو بن رئاب بن مهشم
بن سعيد بن سهم القرشي السهمي، يقال له ايضاً عمير. كان من مهاجرة الحبشة، وقتل بعين التمر مع خالد بن الوليد.
عمرو بن أبي زهير
بن مالك بن امرىء القيس الأنصاري: . ذكره ابن عقبة في البدريين.
عمرو بن سالم بن كلثوم
الخزاعي حجازي، روى حديثه المكيون حيث خرج مستنصراً من مكة إلى المدينة حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأنشأ يقول:
يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبيه وأبينا الأتلدا
إن قريشاً أخلفتك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحداً ... وهم أذل وأقل عددا
قد جعلوا لي بكداء رصدا ... فادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا ... أبيض مثل البدر ينمو صعدا
إن سيم خسفاً وجهه تربدا ... في فيلقٍ كالبحر يجري مزبدا
قد قتلونا بالصعيد هجدا ... نتلو القرآن ركعاً وسجداً
ووالداً كنا وكنت الولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصراً أبدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعبٍ " .
عمرو بن سراقة بن المعتمر
بن أنس بن أداة بن رزاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي القرشي العدوي. شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان هو وأخوه عبد الله بن سراقة.
عمرو بن أبي سرح
بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري، يكنى أبا سعيد، كان من مهاجرة الحبشة، هو وأخوه وهب بن أبي سرح، وشهدا جميعاً بدراً، هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق: عمرو بن أبي سرح، وكذلك قال هشام بن محمد وقال الواقدي وأبو معشر: هو معمر بن أبي سرح، وقالا: شهد بدراً وأحداً، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنهما، ذكره الطبري رحمه الله.
عمرو بن سعيد بن العاص
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. كان ممن هاجر الهجرتين جميعاً هو وأخوه خالد بن سعيد بن العاص إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة وقدما معاً على النبي صلى الله عليه وسلم. وكان إسلام خالد بن سعيد قبل إسلام أخيه عمرو بيسير، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية.
وقال الواقدي: حدثني جعفر بن عمر بن خالد، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت: قدم علينا عمي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد مقدم أبي بيسير، فلم يزل هنالك حتى حمل في السفينتين مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقدموا عليه وهو بخيبر سنة سبع من الهجرة، فشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم، الفتح، وحنيناً، والطائف، وتبوك، فلما خرج المسلمون إلى الشام كان فيمن خرج، فقتل يوم أجنادين شهيداً.
وذكر الطحاوي، عن علي بن معبد، عن إبراهيم بن محمد القرشي، عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده قال: قدم عمرو بن سعيد مع أخيه على النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى حلقة في يده، فقال: " ما هذه الحلقة في يدك " ؟ قال: هذه حلقة صنعتها يا رسول الله؟ قال: " فما نقشها " ؟ قال: " محمد رسول الله " ، قال: " أرنيه " . فتختمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهى أن ينقش أحد عليه، ومات وهو في يده، ثم أخذه أبو بكر بعد ذلك، فكان في يده، ثم أخذه عمر فكان في يده، ثم أخذه عثمان فكان في يده عامة خلافته حتى سقط منه في بئر أريس.

واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن سعيد على قرى عربية، منها تبوك وخيبر، وفدك. وقتل عمرو بن سعيد مع أخيه أبان بن سعيد بأجنادين سنة ثلاث عشرة، هكذا قال الواقدي، وأكثر أهل السير. وقال ابن إسحاق: قتل عمرو بن سعيد بن العاص يوم اليرموك ولم يتابع ابن إسحاق على ذلك، والأكثر على أنه قتل بأجنادين. وقد قيل: إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة.
عمرو بن سفيان بن عبد شمس
بن سعد بن قائف بن الأوقص السلمي هو أبو الأعور السلمي، غلبت عليه كنيته. كان مع معاوية بصفين، وعليه كان مدار حروب معاوية يومئذ.
قال ابن أبي حاتم: أبو الأعور عمرو بن سفيان أدرك الجاهلية، ليست له صحبة، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل: " إنما أخاف على أمتي شحا مطاعاً، وهوى متبعاً، وإماماً ضالاً " . وكان من أصحاب معاوية. كذا ذكره ابن أبي حاتم، لم يجعل له صحبة، وهو الصواب وذكره هناك كثير. روى عنه عمرو البكالي.
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أخاف على أمتي شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإماماً ضالاً " . وسيأتي ذكره في الكنى.
عمرو بن سفيان المحاربي
روى عنه في نبيذ الجر أنه حرام. يعد في الشاميين.
عمرو بن سلمة بن قيس
الجرمي. يكنى أبا بريد، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وكان يؤم قومه على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان أقرأهم للقرآن، وكان أخذه عن قومه، وعمن كان يمر به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قيل: إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبيه، ولم يختلف في قدوم أبيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزل عمرو بن سلمة البصرة. وروى عنه أبو قلابة، وعاصم الأحول، ومسعر بن حبيب الجرمي، وأبو الزبير المكي، وأيوب السختياني.
عمرو بن سمرة
مذكور في الصحابة، أظنه الذي قطعت يده في السرقة، إذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعها، فقال: الحمد لله الذي طهرني عنك.
عمرو بن سهل الأنصاري
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلة الرحم: " صلة الرحم مثراة في المال، محبة في الأهل، منسأة في الأجل " .
عمرو بن شأس بن عبيد
بن ثعلبة من بني دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي. له صحبة ورواية. هو ممن شهد الحديبية، وممن اشتهر بالبأس والنجدة. وكان شاعراً مطبوعاً. يعد في أهل الحجاز. ومن نسبه يقول: هو عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة بن رويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. قد قيل التميمي من بني مجاشع بن دارم، وإنه كان في الوفد الذين قدموا من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والأول أصح وأكثر، وأشعاره في امرأته أم حسان وابنه عرار بن عمرو، مشهورة حسان، ومن قوله فيها وفي عرار ابنه وكانت تؤذيه وتظلمه:
أرادت عراراً بالهوان ومن يرد ... عراراً لعمري بالهوان لقد ظلم
فإن كنت مني أو تريدين صحبتي ... فكوني له كالسمن ربت به الأدم
ويروي:
فكوني له كالسمن ربت له الأدم
وهو شعر مجود عجيب، وفيه يقول:
وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم
ويروى عرار بالفتح وعرار بالكسر. والعرار بالفتح: شجر والعرار بالكسر صياح الظليم، وكان عرار ابنه أسود من أمةٍ سوداء، وكانت امرأته أم حسان السعدية تعيره به وتؤذي عراراً وتشتمه، فلما أعياه أمرها، ولم يقدر على إصلاحها في شأن عرار طلقها، ثم تبعتها نفسه، وله فيها أشعار كثيرة. وعرار هذا هو الذي وجهه الحجاج برأس عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث إلى عبد الملك، وكتب معه بالفتح كتاباً، فجعل عبد الملك يقرأ كتاب الحجاج فكلما شك في شيءٍ سأل عنه عراراً فأخبره، فعجب عبد الملك من بيانه وفصاحته مع سواده فتمثل:
وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم

فضحك عرار، فقال عبد الملك: ما لك تضحك فقال: أتعرف عراراً يا أمير المؤمنين الذي قيل فيه هذا الشعر؟ قال: لا. قال: فأنا هو. فضحك عبد الملك، ثم قال: حظ وافق كلمة، وأحسن جائزته، ووجهه. هكذا ذكر بعض أهل الأخبار أن هذا الخبر كان في حين بعث الحجاج برأس ابن الأشعث إلى عبد الملك.
وقد أخبرنا أبو القاسم قراءةً مني عليه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد، حدثنا أبو حميد المصري، حدثنا أبو محمد بن القاسم بن خلاد، حدثنا خلف بن القاسم العتبي، عن أبيه، قال: كتب الحجاج كتاباً إلى عبد الملك بن مروان يصف له فيه أهل العراق وما ألفاهم عليه من الاختلاف، وما يكره منهم وعرفه ما يحتاجون إليه من التقويم والتأديب، ويستأذنه أن يودع قلوبهم من الرهبة، وما يخفون به إلى الطاعة. ودعا رجلاً من أصحابه كان يأنس به، فقال له: انطلق بهذا الكتاب إلى أمير المؤمنين، ولا يصلن من يدك إلا إلى يده، فإذا قبضه فتكلم عليه. ففعل الرجل ذلك، وجعل عبد الملك كلما شك في شيء استفهمه، فوجده أبلغ من الكتاب، فقال عبد الملك:
وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم
فقال له الرجل: يا أمير المؤمنين، أتدري من يخاطبك؟ قال: لا. فقال: أنا والله عرار، وهذا الشعر لأبي، وذلك أن أمي ماتت وأنا مرضع، فتزوج أبي امرأة، فكانت تسيء ولايتي، فقال أبي:
فإن كنت مني أو تريدين صحبتي ... فكوني له كالسمن ربت له الأدم
وإلا فسيري سير راكب ناقةٍ ... تيمم غيثاً ليس في سيره أمم
أرادت عراراً بالهوان ومن يرد ... عراراً لعمري بالهوان لقد ظلم
وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ ... فإني أحب الجون ذا المنطق العمم
وعمرو بن شأس هو القائل:
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بوجهك هاديا
أليس تريد العيس خفة أذرعٍ ... وإن كن حسرى أن تكون أماميا
وكان ابن سيرين يحفظ هذا الشعر وينشد منه الأبيات، وهو شعر حسن، يفتخر فيه بخندف على قيس.
قال أبو عمرو الشيباني: جهد عمرو بن شأس أن يصلح بين امرأته فلم يمكنه ذاك، فطلقها ثم ندم ولام نفسه، فقال:
تذكر ذكرى أم حسان فاقشعر ... على دبرٍ لما تبين ما ائتمر
تذكرتها وهناً وقد حال دونها ... رعان وقيعان بها الماء والشجر
فكنت كذات البو لما تذكرت ... لها ربعاً حنت لمعهده سحر
و ذكر الشعر.
ومن حديث عمرو بن شأس: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو بن شاس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد آذيتني " . فقلت: ما أحب أن أوذيك. فقال: " من آذى علياً فقد آذاني " .
قال أحمد بن زهير: وأخبرناه موسى بن إسماعيل، حدثنا مسعود بن سعد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو بن شاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
عمرو بن شرحبيل
له صحبة، لا أقف على نسبه، وليس هو عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة صاحب ابن مسعود.
عمرو بن شعبة الثقفي
ذكر في الصحابة، ولا أعرف له خبراً.
عمرو بن صليع المحاربي
قال البخاري: له صحبة.
عمرو بن الطفيل
بن عمرو بن طريف الدوسي، أسلم أبوه، ثم أسلم بعد، وشهد عمرو بن الطفيل مع أبيه اليمامة، فقطعت يده يومئذ، وقتل باليرموك شهيداً.
عمرو بن طلق
بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن سواد الأنصاري السلمي، شهد بدراً في قول أكثرهم، ولم يذكره موسى بن عقبة في البدريين.
عمرو بن العاص بن وائل

بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا عبد الله، ويقال أبو محمد. وأما النابغة بنت حرملة سبية من بني جلان بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وأخوه لأمه عمرو بن أثاثة العدوي، كان من مهاجرة الحبشة، وعقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط من بني الحارث بن فهر، وزينب بنت عفيف بن أبي العاص، أم هؤلاء، وأم عمرو واحدة، وهي بنت حرملة سبية من عنزة، وذكروا أنه جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه وهو على المنبر، فسأله فقال: أمي سلمى بنت حرملة تلقب النابغة من بني عنزة، ثم أحد بني جلان، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بن المغيرة، ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان، ثم صارت إلى العاص بن وائل، فولدت له، فأنجبت، فإن كان جعل لك شيء فخذه.
قيل: إن عمرو بن العاص أسلم سنة ثمان قبل الفتح. وقيل: بل أسلم بين الحديبية وخيبر، ولا يصح، والصحيح ما ذكره الواقدي وغيره أن إسلامه كان سنة ثمان، وقدم هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين، فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إليهم قال: " قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها " . وكان قدومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرين بين الحديبية وخيبر.
وذكر الواقدي قال: وفي سنة ثمان قدم عمرو بن العاص مسلماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أسلم عند النجاشي، وقدم معه عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد، قدموا المدينة في صفر سنة ثمانٍ من الهجرة. وقيل: إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقداً للإسلام، وذلك أن النجاشي كان قال: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك فوالله إنه لرسول الله حقاً. قال: أنت تقول ذلك؟ قال: إي والله فأطعني. فخرج من عنده مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم قبل عام خيبر.
والصحيح أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثمانٍ، قبل الفتح بستة أشهر هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة، وكان هم بالإقبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين انصرافه من الحبشة، ثم لم يعزم له إلى الوقت الذي ذكرنا. والله اعلم.
وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سريةٍ نحو الشام، وقال له: يا عمرو، إني أريد أن أبعثك في جيشٍ يسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة. فبعثه إلى أخوال أبيه العاص بن وائل من بلي يدعوهم إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد، فشخص عمرو إلى ذلك الوجه، فكان قدومه إلى المدينة في صفر سنة ثمانٍ، ووجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ فيما ذكره الواقدي وغيره إلى السلاسل من بلاد قضاعة في ثلاثمائة.
وكانت أم والد عمرو من بلي، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض بلي وعذرة، يستألفهم بذلك، ويدعوهم إلى الإسلام، فسار حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل، فخاف فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الغزوة يستمده، فأمده بجيشٍ من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف، فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وأمر عليهم أبا عبيدة، فلما قدموا على عمرو قال: أنا أميركم، وإنما أنتم مددي. وقال أبو عبيدة: بل أنت أمير من معك، وأنا أمير من معي فأبى عمرو، فقال له أبو عبيدة: يا عمرو، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي: " إذا قدمت على عمروٍ، فتطاوعا، ولا تختلفا، فإن خالفتني أطعتك " . قال عمرو: فإني أخالفك، فسلم له أبو عبيدة، وصلى خلفه في الجيش كله، وكانوا خمسمائة.
وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على عمان، فلم يزل عليها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل لعمر وعثمان ومعاوية، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولاه بعد موت يزيد بن أبي سفيان فلسطين والأردن، وولى معاوية دمشق وبعلبك والبلقاء، وولى سعيد بن عامر بن خذيم حمص، ثم جمع الشام كلها لمعاوية، وكتب إلى عمرو ابن العاص، فسار إلى مصر، فافتتحها، فلم يزل عليها والياً حتى مات عمر، فأقره عثمان عليها أربع سنين أو نحوها، ثم عزله عنها، وولاها عبد الله بن سعد العامري.

حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه، قال: وفي سنة خمس وعشرين انتقضت الإسكندرية، فافتتحها عمرو بن العاص فقتل المقاتلة وسبى الذرية، فأمر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذي كان لهم، ولم يصح عنده نقضهم، وعزل عمرو بن العاص، وولى عبد الله بن سعد ابن أبي سرح العامري، وكان ذلك بدء الشر بين عمرو وعثمان.
قال أبو عمر: فاعتزل عمرو في ناحية فلسطين، وكان يأتي المدينة أحياناً، ويطعن في خلال ذلك على عثمان، فلما قتل عثمان سار إلى معاوية باستجلاب معاوية له، وشهد صفين معه وكان منه بصفين وفي التحكيم ما هو عند أهل العلم بأيام الناس معلوم، ثم ولاه مصر فلم يزل عليها إلى أن مات بها أميراً عليها، وذلك في يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين.
وقيل سنة اثنتين وأربعين، وقيل سنة ثمان وأربعين وقيل سنة إحدى وخمسين. والأول أصح.
وكان له يوم مات تسعون سنة، ودفن بالمقطم من ناحية الفتح، وصلى عليه ابنه عبد الله، ثم رجع فصلى بالناس صلاة العيد، وولي مكانه، ثم عزله معاوية، وولى أخاه عتبة بن أبي سفيان فمات عتبة بعد سنة أو نحوها، فولى مسلمة بن مخلد.
وكان عمرو بن العاص من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية مذكوراً بذلك فيهم، وكان شاعراً حسن الشعر، حفظ عنه الكثير في مشاهد شتى. ومن شعره في أبياتٍ له يخاطب عمارة بن الوليد بن المغيرة عند النجاشي:
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه ... ولم ينه قلباً غاوياً حيث يمما
قضى وطراً منه وغادر سبةً ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
وكان عمرو بن العاص أحد الدهاة في أمور الدنيا المقدمين في الرأي والمكر والدهاء، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا استضعف رجلاً في رأيه وعقله قال: أشهد أن خالقك وخالق عمرو واحد، يريد خالق الأضداد.
ولما حضرته الوفاة قال: اللهم إنك أمرتني فلم أأتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ووضع يده في موضع الغل، وقال: اللهم لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت. فلم يزل يرددها حتى مات.
حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الطحاوي، حدثنا المزني، قال: سمعت الشافعي يقول: دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلم عليه، وقال: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال: أصلحت من دنياي قليلاً، وأفسدت من ديني كثيراً، فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت، والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت، ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت، ولو كان ينجيني أن أهرب هربت، فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض، لا أرقى بيدين، ولا أهبط برجلين، فعظني بعظةٍ أنتفع بها يا بن أخي. فقال له ابن عباس: هيهات يا أبا عبد الله صار ابن أخيك أخاك، ولا تشاء أن أبكى إلا بكيت، كيف يؤمن برحيل من هو مقيم؟ فقال عمرو: على حينها من حين ابن بضع وثمانين سنة، تقنطني من رحمة ربي، اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك، فخذ مني حتى ترضى. قال ابن عباس: هيهات يا أبا عبد الله أخذت جديداً وتعطى خلقاً، فقال عمرو: ما لي ولك يا بن عباس ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها.

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال: حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان، قال: حدثنا أحمد بن معتب، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة قال: لما حضرت عمرو ابن العاص الوفاة بكى. فقال له ابنه عبد الله: لم تبكي، أجزعاً من الموت؟ قال: لا والله، ولكن لما بعده. فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتوحه الشام، فقال له عمرو: تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على ثلاثة أطباق ليس منها طبق إلا عرفت نفسي فيه، وكنت أول شيء كافراً، فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو مت يومئذ وجبت لي النار. فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياء منه، فما ملئت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم حياءً منه فلو مت يومئذ قال الناس: هنيئاً لعمرو. أسلم وكان على خيرٍ، ومات على خير أحواله، فترجى له الجنة، ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعلى أم لي؟ فإذا مت فلا تبكين على باكية، ولا يتبعني مادح ولا نار، وشدوا علي إزاري، فإني مخاصم، وشنوا علي التراب شناً، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجراً، وإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها بينكم أستانس بكم.
وروى أبو هريرة وعمارة بن حزم جميعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ابنا العاص مؤمنان: عمرو وهشام " .
عمرو بن عبد الله الأنصاري
لا أعرفه أكثر من أنه روى قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم قام فتمضمض، وصلى، ولم يتوضأ. فيه نظر، ضعف البخاري إسناده.
عمرو بن عبد الله الضبابي
ذكره ابن إسحاق في الوفد الذي قدموا في سنة عشر مع خالد ابن الوليد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا مع بني الحارث بن كعب، وذكره الواقدي.
عمرو بن عبد الله القاري
ويقال عمرو بن القاري. وهو من القارة، قال خليفة: هو من بني غالب بن أثيع بن الهون بن خزيمة بن مدركة، ثم من بني القارة بن الديش. وقال الزبير: قال أبو عبيدة: أثيع بن الهون هو القارة، ولم يختلفوا في أثيع أن الثاء قبل الياء، وعمر وهو جد عبيد الله بن عياض، حديثه عند عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبيد الله بن عياض عن أبيه عن جده عمرو بن القاري أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على سعد بن مالك يعوده وهو مريض، وذلك بعد ما رجع من الجعرانة، وقسم الغنائم، وطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة فقال سعد: يا رسول الله، إن لي مالاً كثيراً، ويرثني كلالة، أفأتصدق بمالي كله؟ قال: " لا " . قال: فبثلثيه؟ قال: " لا " قال: فبثلثه؟ قال: " نعم وذلك كثير " .
وعن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبيد الله بن عياض، عن أبيه، عن جده عمرو بن القاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن مات سعد بمكة فادفنه ها هنا " ، وأشار نحو طريق المدينة. وذكر حديث الوصية أن ذلك كان عام الفتح كما قال ابن عيينة.
عمرو بن عبد الله
بن أبي قيس العامري، من بني عامر بن لؤي، قتل يوم الجمل.
عمرو بن عبد نهم الأسلمي
هو الذي دل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطريق يوم الحديبية. فيه نظر.
عمرو بن عبسة بن عامر

بن خالد السلمي، يكنى أبا نجيح، ويقال أبو شعيب، وينسبونه عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم أسلم قديماً في أول الإسلام، وروينا عنه من وجوه أنه قال: ألقي في روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فقال: يا عمرو، إن بمكة رجلاً يقول كما تقول. قال: فأقبلت إلى مكة أول ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مستخف، فقيل لي: إنك لا تقدر عليه إلا بالليل حين يطوف فنمت بين يدي الكعبة، فما شعرت إلا بصوته يهلل فخرجت إليه فقلت: من أنت؟ فقال: " أنا نبي الله " فقلت: وما نبي الله؟ فقال: " رسول الله " . فقلت: بم أرسلك؟ قال: " أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً، وتكسر الأوثان، وتحقن الدماء " . قلت: ومن معك على هذا؟ قال: " حر وعبد " يعني أبا بكر، وبلالاً. فقلت: أبسط يدك أبايعك، فبايعته على الإسلام. قال: " فلقد رأيتني وأنا ربع الإسلام " . قال وقلت: أقيم معك يا رسول الله؟ قال: " لا، ولكن الحق بقومك، فإذا سمعت أني قد خرجت فاتبعني " ، قال: فلحقت بقومي، فمكثت دهراً منتظراً خبره حتى أتت رفقة من يثرب، فسألتهم عن الخبر، فقالوا: خرج محمد من مكة إلى المدينة، قال: فارتحلت حتى أتيته. فقلت: أتعرفني. قال: نعم، " أنت الرجل الذي أتيتنا بمكة " . وذكر الخبر طويلاً.
يعد عمرو بن عبسة في الشاميين. روى عنه أبو أمامة الباهلي وروى عنه كبار التابعين بالشام منهم شرحبيل بن السمط وسليم بن عامر وضمرة بن حبيب وغيرهم.
أنبأنا محمد بن خليفة، وخلف بن قاسم قالا: حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي سلام الحبشي، وعمرو بن عبد الله الشيباني، أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة، قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية. فرأيت أنها آلهة باطلة، يعبدون الحجارة، والحجارة لا تضر ولا تنفع. قال: فلقيت رجلاً من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين، فقال: يخرج رجل من مكة يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها، وهو يأتي بأفضل الدين، فإذا سمعت به فاتبعه فلم يكن لي هم إلا مكة أسأل هل حدث فيها أمر؟ فيقولون: لا. فأنصرف إلى أهلي، وأهلي من الطريق غير بعيد، فأعترض الركبان خارجين من مكة، فأسألهم هل حدث فيها حدث؟ فيقولون: لا. فإني لقاعد على الطريق يوماً إذ مر بي راكب، فقلت: من أين؟ فقال: من مكة قلت: هل فيها من خبر؟ قال: نعم، رجل رغب عن آلهة قومه ثم دعا إلى غيرها. قلت: صاحبي الذي أريده، فشددت راحلتي، وجئت مكة ونزلت منزلي الذي كنت أنزل فيه، فسألت عنه فوجدته مستخفياً، ووجدت قريشاً إلباً عليه، فتلطفت حتى دخلت عليه، فسلمت، ثم قلت: من أنت؟ قال: " نبي " قلت: وما النبي؟ قال: " رسول الله " . قلت: ومن أرسلك؟ قال: " الله " . قلت: بم أرسلك؟ قال: " أن توصل الأرحام، وتحقن الدماء، وتؤمن السبل، وتكسر الأوثان، وتعبد الله وحده ولا تشرك به شيئاً " فقلت: نعم ما أرسلت به أشهدك أني قد آمنت بك وصدقتك. أمكث معك أم تأمرني أن آتي أهلي؟ قال: " قد رأيت كراهية الناس بما جئت به، فامكث في أهلك، فإذا سمعت أبي قد خرجت مخرجاً فاتبعني " فلما سمعت به أنه خرج إلى المدينة مررت حتى قدمت عليه، فقلت: يا نبي الله، هل تعرفني؟ قال: " نعم، أنت السلمي الذي جئتني بمكة، فعلت لي كذا، وقلت كذا " ، وذكر تمام الخبر.
عمرو بن عثمان بن عمرو
بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، أمه هند امرأة من بني ليث بن بكر، وكان من مهاجرة الحبشة. قتل بالقادسية مع سعد بن أبي وقاص في خلافة عمر بن الخطاب. وليس له عقب.
عمرو بن أبي عمرو
بن شداد الفهري، من بني الحارث بن فهر بن مالك ثم من بني ضبة يكنى أبا شداد شهد بدراً، ومات سنة ست وثلاثين. قال الواقدي في تسمية من شهد بدراً: من بني الحارث بن فهر ثم من بني ضبة عمرو بن أبي عمرو شهدها وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة ومات سنة ست وثلاثين يكنى أبا شداد.
عمرو بن عمير

مختلف فيه فيقال عمرو بن عمير كما ذكرنا ويقال عامر بن عمير. ويقال عمارة بن عمير. ويقال عمرو بن بلال. ويقال عمرو الأنصاري وهذا الاختلاف كله في حديث واحد، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " وجدت ربي ماجداً كريماً، أعطاني مع كل رجلٍ من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أعطاني مع كل واحد منهم سبعين ألفاً، فقلت: يا رب، أمتي لا تسع هذا. فقال: أكملهم لك من الأعراب " وهو حديث في إسناده اضطراب.
عمرو بن عنمة بن عدي
بن نابي من بني سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي. شهد بيعة العقبة مع أخيه ثعلبة بن عنمة، وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم. " التوبة 93. الآية.
عمرو بن عوف الأنصاري
حليف لبني عامر بن لؤي، شهد بدراً. ويقال له عمير. وقال ابن إسحاق: هو مولى سهيل بن عمرو العامري. سكن المدينة لا عقب له. روى عنه المسور بن مخرمة حديثاً واحداً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين.
عمرو بن عوف المزني
وهو عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة. ويقال ملحة بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر، وكل من كان من ولد عمرو بن أد بن طابخة فهم ينسبون إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة. كان عمرو بن عوف المزني قديم الإسلام، يقال: إنه قدم مع النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ويقال: إن أول مشاهده الخندق، وكان أحد البكائين الذين قال الله تعالى فيهم: " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع " المائدة 86 . الآية. له منزل بالمدينة، ولا يعرف حي من العرب لهم مجالس بالمدينة غير مزينة.
وذكر البخاري، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه، عن جده، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهراً.
سكن المدينة ومات بها في آخر خلافة معاوية رضي الله عنهما، ويكنى أبا عبد الله، حكاه الواقدي. مخرج حديثه عن ولده، هم ضعفاء عند أهل الحديث، وهو جد كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف.
عمرو بن غزية بن عمرو
بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني، شهد العقبة ثم شهد بدراً، وهو والد الحجاج بن عمرو بن غزية وإخوته، وهم: الحارث، وعبد الرحمن، وزيد، وسعيد، وأكبرهم الحارث. وله صحبة، واختلف في صحبة الحجاج، ولم تصح لغيرهما من ولده صحبة. والله أعلم.
عمرو بن غيلان الثقفي
حديثه عند أهل الشام ليس بالقوي، يكنى أبا عبد الله وأبوه غيلان بن سلمة له صحبة سيأتي ذكره في بابه وابنه عبد الله بن عمرو بن غيلان من كبار رجال معاوية، قد ولاه البصرة بعد موت زياد حين عزل عنها سمرة، فأقام أميرها ستة أشهر ثم عزله وولاها عبيد الله بن زياد، فلم يزل واليها حتى مات، فأقره يزيد.
عمرو بن الفغواء
بن عبيد بن عمرو بن مازن الخزعي، أخو علقمة بن الفغواء. روى عنه ابنه عبد الله بن عمرو، وحديثه عند ابن إسحاق.
حدثنا سعيد بن نصر، ويعيش بن سعيد، وعبد الوارث بن سفيان، قالوا: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا نوح بن يزيد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد الله بن عمرو بن الفغواء، عن أبيه، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح، قال: " التمس صاحباً " قال: فجاءني عمرو بن أمية الضمري، فقال: بلغني أنك تريد الخروج، وأنك تلتمس صاحباً. قلت: أجل. قال: فأنا لك صاحب. قال: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: وجدت صاحباً. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: " إذا وجدت صاحباً فآذني " . قال: فقال: " من " ؟ قلت: عمرو بن أمية الضمري. قال: " يقال: إذا هبطت بلاد قومه فاحذره، فإنه قد قال القائل: أخوك البكري ولا تأمنه " .
عمرو بن قيس
بن زائدة بن الأصم، والأصم هو جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد ابن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري. هو ابن أم مكتوم المؤذن، وأمه أم مكتوم واسمها عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم.

واختلف في اسم ابن أم مكتوم، فقيل عبد الله على ما ذكرناه في العبادلة. وقيل: عمرو، وهو الأكثر عند أهل الحديث، وكذلك قال الزبير ومصعب قالوا: وهو ابن خال خديجة بنت خويلد أخي أمها، وكان ممن قدم المدينة مع مصعب بن عمير قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الواقدي: قدمها بعد بدر بيسير، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته. في غزوة الأبواء، وبواط، وذي العشيرة، وخروجه إلى ناحية جهينة في طلب كرز بن جابر، وفي غزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد، ونجران، وذات الرقاع، واستخلفه حين سار إلى بدر ثم رد أبا لبابة واستخلفه عليها، واستخلف عمرو بن أم مكتوم أيضاً في خروجه إلى حجة الوداع، وشهد ابن أم مكتوم فتح القادسية وكان معه اللواء يومئذ وقتل شهيداً بالقادسية.
وقال الواقدي: رجع ابن أم مكتوم من القادسية إلى المدينة، فمات، ولم يسمع له بذكر بعد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
قال أبو عمر: ذكر ذلك جماعة من أهل السير والعلم بالنسب والخبر. وأما رواية قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين فلم يبلغه ما بلغ غيره والله أعلم.
عمرو بن قيس بن زيد
بن سواد بن مالك بن غنم الأنصاري النجاري، شهد بدراً في قول أبي معشر، ومحمد بن عمر الواقدي، وعبد الله بن محمد بن عمارة ولا خلاف في أنه قتل يوم أحد شهيداً هو وابنه قيس بن عمرو، يقال: إنه قتله نوفل بن معاوية الديلي، واختلف في شهود ابنه قيس بن عمرو بدراً كالاختلاف في أبيه، وقالوا: جميعاً شهد أحداً وقتل يومئذ.
عمرو بن قيس بن مالك
بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار. قتل يوم أحد شهيداً، يكنى أبا حمام.
عمرو بن كعب اليامي
بطن من همدان. يقال: إنه جد طلحة بن مصرف. وقال بعض أصحاب الحديث: إن جد طلحة بن مصرف صخر بن عمرو. وقال غيره: كعب بن عمرو، فالله أعلم.
عمرو بن مالك بن قيس
بن بجيد الرواسي. كوفي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه مالك بن قيس، فأسلما. وقال قوم: إن الصحبة لأبيه مالك بن قيس بن بجيد بن رواس. واسم رواس الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
عمرو بن محصن بن حرثان
بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، أخو عكاشة بن محصن، شهد أحداً.
عمرو بن مرة بن عبس
بن مالك الجهني. أحد بني غطفان بن قيس بن جهينة. ويقال: الجهني. ويقال: الأسدي. ويقال: الأزدي. والأكثر الجهني. وهذا الأصح إن شاء الله تعالى. يكنى أبا مريم. أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وقال: آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام، وإن أرغم ذلك كثيراً من الأقوام. في حديث طويل ذكره. كان إسلامه قديماً، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر المشاهد.
ومات في خلافة معاوية. ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أيما والٍ أو قاضٍ أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة أغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته " . وله حديث في أعلام النبوة. روى عنه جماعة، منهم القاسم بن مخيمرة، وعيسى بن طلحة.
عمرو بن مرة
روى الحديث الذي جرى فيه ذكر صفوان ابن أمية.
عمرو بن المسبح
ويقال: ابن المسيح بن كعب بن طريف بن عصر الثعلي الطائي، من بني ثعل بن عمرو بن غوث بن طيئ قال الطبري: عاش عمرو بن المسبح مائة وخمسين سنة، ثم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ووفد إليه، وأسلم، قال: وكان أرمى العرب، وله يقول امرؤ القيس:
رب رامٍ من بني ثعلٍ ... مخرجٍ كفيه من قتره
عمرو بن مطرف
أو مطرف بن علقمة بن عمرو بن ثقف الأنصاري، قتل يوم أحدٍ شهيداً.
عمرو بن معاذ بن النعمان
الأنصاري الأشهلي، من بني عبد الأشهل، شهد مع أخيه سعد بن معاذ بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً، لا عقب له قتله ضرار بن الخطاب، وكان له يوم قتل اثنان وثلاثون سنةً.
عمرو بن معبد بن الأزعر

بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الضبيعي، شهد بدراً. ويقال فيه عمير بن معبد والأكثر يقولون عمرو بن معبد. كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره.
عمرو بن معد يكرب
الزبيدي. يكنى أبا ثور، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم، وذلك في سنة تسع. وقال الواقدي: في سنة عشر. وقد روى عن ابن إسحاق بعض أهل المغازي مثل ذلك. وذكر الطبري، عن ابن حميد، عن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن معد يكرب في وفد زبيد فأسلم، وذكر له خبراً طويلاً مع قيس بن المكشوح.
قال أبو عمر: أقام بالمدينة برهة، ثم شهد عامة الفتوح بالعراق، وشهد مع أبي عبيد بن مسعود ثم شهد مع سعد، وقتل يوم القادسية. وقيل: بل مات عطشاً يومئذ، وكان فارس العرب مشهوراً بالشجاعة، يقال في نسبه: عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن عاصم بن عمرو ابن زبيد الأصغر وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذجح بن أدد ابن زيد بن كهلان بن سبأ.
وقيل: بل مات عمرو بن معد يكرب سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مقرن، وشهد فتحها، وقاتل يومئذ حتى كان الفتح، وأثبتته الجراحات يومئذٍ، فحمل فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة فقال بعض شعرائهم:
لقد غادر الركبان يوم تحملوا ... بروذة شخصاً لا جباناً ولا غمرا
فقل لزبيدٍ بل لمذحج كلها ... رزئتم أبا ثورٍ قريعكم عمرا
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التلبية: " لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. " في حديث طويل ذكره.
قال شرحبيل بن القعقاع: سمعت عمرو بن معد يكرب يقول: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا في الجاهلية نقول:
لبيك تعظيماً إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا
تعدو بها مضمرات شزرا ... يقطعن خبتاً وجبالاً وعرا
قد تركوا الأوثان خلواً صفرا
فنحن والحمد لله نقول اليوم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.
أنبأنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا محمد بن رمضان بن شاكر، حدثنا محمد ابن عبد الله بن الحكم، حدثنا الشافعي، قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهما إلى اليمن، وقال: إذا اجتمعتما فعلى أمير، وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير، فاجتمعا، وبلغ عمرو بن معد يكرب مكانهما فأقبل في جماعةٍ من قومه، فلما دنا منهما قال: دعوني حتى آتي هؤلاء القوم، فإني لم أسم لأحد قط إلا هابني، فلما دنا منهما نادى: أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معد يكرب فابتدراه علي وخالد، وكلاهما يقول لصاحبه: خلني وإياه ويفديه بأبيه وأمه. فقال عمرو إذ سمع قولهما: العرب تفزع مني، وأراني لهؤلاء جزراً، فانصرف عنهما.
وكان عمرو بن معد يكرب شاعراً محسناً، ومما يستحسن من شعره قوله:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
وشعره هذا من مذهبات القصائد أوله:
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
ومما يستجاد أيضاً من شعره قوله:
أعاذل عدتي بدني ورمحي ... وكل مقلصٍ سلس القياد
أعاذل إنما أفتى شبابي ... إجابتي الصريخ إلى المنادي
مع الأبطال حتى سل جسمي ... وأقرح عاتقي حمل النجاد
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
وفيها يقول:
تمنى أن يلاقيني قبيس ... وددت فأينما مني ودادي
فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ ... يرود بنفس شر المراد
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
في أبيات له كثيرة من هذه. وتروى هذه الأبيات لابن دريد بن الصمة أيضاً وهي لعمرو بن معد يكرب أكثر وأشهر. والله أعلم.

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن يونس حدثنا بقي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، قال: كتب عمر إلى النعمان بن مقرن استشر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب، ولا تولهما من الأمر شيئاً، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته.
عمرو بن ميمون الأودي
أبو عبد الله أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصدق إليه، وكان مسلماً في حياته وعلى عهده صلى الله عليه وسلم. قال عمرو بن ميمون: قدم علينا معاذ الشام فلزمته، فما فارقته حتى دفنته، ثم صحبت ابن مسعود. وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين، وهو الذي رأى الرجم في الجاهلية من القردة إن صح ذلك، لأن رواته مجهولون.
وقد ذكر البخاري عن نعيم، عن هشيم، عن حصين، عن عمرو بن ميمون الأودي مختصراً، قال: رأيت في الجاهلية قردة زنت فرجموها يعني القردة فرجمتها معهم. ورواه عباد بن العوام عن حصين، كما رواه هشيم مختصراً وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم عن عيسى بن حطان وليسا ممن يحتج بهما وهذا عند جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنا إلى غير مكلف وإقامة الحدود في البهائم ولو صح لكانوا من الجن لأن العبادات في الجن والإنس دون غيرهما، وقد كان الرجم في التوراة. وروي أن عمرو بن ميمون حج ستين ما بين حج وعمرة ومات سنة خمس وسبعين.
عمرو بن النعمان بن مقرن
بن عائذ المزني. له صحبة. وكان أبوه من جلة الصحابة رضي الله عنهم.
عمرو بن نعيمان
روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
عمرو بن يثربي
ضمري كان يسكن خبت الجميش من سيف البحر أسلم عام الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم واستقضاه عثمان رضي الله عنهما على البصرة.
عمرو بن يعلى الثقفي
روى عنه عمرو بن دينار له صحبة.
عمرو البكالي
له صحبة ورواية، هو من بني بكال بن دعمي بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن كهلان هكذا نسبه خليفة في الصحابة يكنى أبا عثمان. روى عنه أبو تميمة الهجيمي ومعدان بن طلحة اليعمري، يعد في أهل البصرة وقد عده قوم في أهل الشام.
حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا الجريري، عن أبي تميمة الهجيمي، قال: سمعت عمراً البكالي وكان من أفضل من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى البخاري، قال: حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري عن أبي تميمة قال: قدمت الشام فإذا الناس على رجل. قلت: من هذا؟ قالوا: أفقه من بقي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، هذا عمرو البكالي وأصابعه مقطوعة. قلت: ما ليده؟ قالوا: قطعت يده يوم اليرموك. رضي الله عنه.
عمرو الثمالي
روى عنه شهر بن حوشب قال: بعث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدي تطوع، وقال: إن عطب منها شيء فانحره، ثم اصبغ نعله في دمه، ثم اضرب به على صفحته وخل بين الناس وبينه.
عمرو العجلاني
روى عنه ابنه عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن نستقبل القبلة بغائط أو بول.
عمرو مولى خباب
روى عنه حديث واحد بإسناد غير مستقيم.
عمرو أبو مالك الأشعري
هو مشهور بكنيته. روى عنه عطاء ابن يسار وغيره، قد ذكرناه في الكنى.
باب عمران
عمران بن حصين
بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي، يكنى أبا نجيد بابنه نجيد بن عمران.
أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين عام خيبر. وقال خليفة: استقضى عبد الله بن عامر عمران بن حصين عام خيبر على البصرة، فأقام قاضياً يسيراً أياماً ثم استعفى فأعفاه.
وكان عمران بن حصين من فضلاء الصحابة وفقهائهم، يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى.
قال محمد بن سيرين: أفضل من نزل البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين، وأبو بكرة.
سكن عمران بن حصين البصرة، ومات بها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية. روى عنه جماعة من تابعي أهل البصرة والكوفة.
عمران بن عاصم

الضبعي، والد أبي حمزة الضبعي صاحب ابن عباس، واسم أبي جمرة نصر بن عمران. ذكروه في الصحابة، ومنهم من لم يصحح له صحبة، كان عمران هذا قاضياً بالبصرة. روى عنه ابنه أبو جمرة، وقتادة وأبو التياح وغيرهما، روايته عن عمران بن حصين.
عمران بن ملحان
ويقال عمران بن عبد الله، ويقال عمران بن تيم، أبو رجاء العطاردي أدرك الجاهلية ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. واختلف هل كان إسلامه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقيل: إنه أسلم بعد الفتح، والصحيح أنه أسلم بعد المبعث.
حدثنا عبد الرحمن، حدثنا أحمد حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن علي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم، سمعت أبا رجاء العطاردي، قال: سمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في مال لنا فخرجنا هراباً. قال: فمررت بقوائم ظبي فأخذتها وبللتها. قال: وطلبت في غرارة لنا، فوجدت كف شعير فدققته بين حجرين ثم ألقيته في قدر. ثم ودجت بعيراً لنا فطبخته فأكلت أطيب طعام أكلته في الجاهلية، قلت: يا أبا رجاء، ما طعم الدم. قال: حلو.
أخبرنا أحمد بن قاسم، حدثنا محمد بن معاوية حدثنا إبراهيم بن جميل حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا نصر بن علي حدثنا الأصمعي، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، قال قلت لأبي رجاء العطاردي: ما تذكر؟ قال: قتل بسطام بن قيس. قال الأصمعي: قتل بسطام بن قيس قبل الإسلام بقليل. قال أبو عمرو بن العلاء. أنشدني أبو رجاء العطاردي:
وخر على الألاءة لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل
قال أبو عمر: وهذا البيت من شعر ابن غنمة في بسطام بن قيس. ومن شعره ذلك قوله فيه شعراً:
لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك في النشيطة والفضول
فأتته بنو زيد بن عمروٍ ... ولا يوفي ببسطامٍ قتيل
وخر على الألاءة لم يوسد ... كان جبينه سيف صقيل
وقد قيل: إن قتل بسطام كان بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم. يعد أبو رجاء في كبار التابعين، روايته عن عمر وعلي وابن عباس وسمرة رضي الله عنهم. وكان ثقة. يروي عنه أيوب السختياني وجماعة. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبو سلمة المنقري، حدثنا أبو الحارث الكرماني، وكان ثقة، قال: سمعت أبا رجاء يقول: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا شاب أمرد. قال: ولم أر ناساً كانوا أضل من العرب، وكانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها فيجىء الذئب فيذهب بها فيأخذون أخرى مكانها فيعبدونها وإذا رأوا صخرة حسنة جاءوا بها وذهبوا يصلون إليها. فإذا رأوا صخرة أحسن من تلك رموها، وجاءوا بتلك يعبدونها. وكان أبو رجاء يقول: بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى الإبل على أهلي وأريش وأبري، فلما سمعنا بخروجه لحقنا بمسيلمة. وكان أبو رجاء رجلاً فيه غفلة وكانت له عبادة وعمر عمراً طويلاً أزيد من مائة وعشرين سنة مات سنة خمس ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك. ذكر الهيثم بن عدي عن أبي بكر بن عياش قال: اجتمع في جنازة أبي رجاء العطاردي الحسن البصري والفرزدق الشاعر فقال الفرزدق للحسن: يا أبا سعيد، يقولون الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس. فقال الحسن لست بخيرهم ولست بشرهم ولكن ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ثم انصرف الفرزدق فقال:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد كان قبل البعث بعث محمد
ولم يغن عنه عيش سبعين حجةً ... وستين لما بات غير موسد
إلى حفرةٍ غبراء يكره وردها ... سوى أنها مثوى وضيع وسيد
ولو كان طول العمر يخلد واحدا ... ويدفع عنه عيب عمرٍ عمرد
لكان الذي راحوا به يحملونه ... مقيماً ولكن ليس حي بمخلد
نروح ونغدو والحتوف أمامنا ... يضعن لنا حتف الردى كل مرصد
وقد قال لي ماذا تعد لما ترى ... فقيه إذا ما قال غير مفند
فقلت له: أعددت للبعث والذي ... أراد به أني شهيد بأحمد
وأن لا إله غير ربي هو الذي ... يميت ويحيي يوم بعثٍ وموعد

وهذا الذي أعددت لا شيء غيره ... وإن قلت لي أكثر من الخير وازدد
فقال لقد أعصمت بالخير كله ... تمسك بهذا يا فرزدق ترشد
باب عميرٍ
عمير مولى أبي اللحم
قد تقدم ذكر مولاه أبي اللحم الغفاري شهد عمير مولى أبي اللحم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر وسمع منه وحفظ. وروى عنه يزيد بن أبي عبيد ومحمد بن زيد بن مهاجر بن قنفد، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث، إلا أن في رواية أبي نعيم عن هشام بن سعد، عن زيد بن مهاجر، عن عمير مولى أبي اللحم قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحنين وعنده المغانم، وأنا عبد مملوك، فقلت: يا رسول الله، أعطني. فقال: تقلد السيف، فتقلدته، فوقع في الأرض، فأعطاني من خرثي المتاع.
عمير بن أسد الحضرمي
شامي، روى عنه جبير بن نفير مرفوعاً في الكذب أنه خيانة.
عمير بن أوس بن عتيك
بن عمرو بن عبد الأشهل، ويقال ابن عبد الأعلم فيه وفي أخيه الأنصاري الأشهلي، قتل يوم اليمامة شهيداً، وكان قد شهد أحداً، وما بعدها من المشاهد. هو أخو مالك بن أوس.
عمير والد بهيسة
قالت قال قلت: يا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: " الماء والملح " . قال أبو عمر: زيادة الملح في هذا الحديث غير محفوظة.
عمير بن جابر بن غاضرة
بن أشرس الكندي، له صحبة.
عمير بن جودان العبدي
روى عنه محمد بن سيرين وابنه أشعث بن عمير ليست له صحبة وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل عند أكثرهم، ومنهم من يصحح صحبته وقد تقدم.
عمير بن الحارث بن ثعلبة
بن الحارث بن حرام بن كعب. وكان موسى بن عقبة يقول: وأحداً في قول جميعهم.
عمير بن حبيب بن حباشة
ويقال ابن خماشة الأنصاري الخطمي. هو جد أبي جعفر الخطمي، يقال: إنه ممن بايع تحت الشجرة. وينسبونه عمير بن حبيب بن خماشة أو حباشة بن جويبر بن غيان بن عامر بن خطمة من الأنصار، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عمير بن حرام بن عمرو
بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب. شهد بدراً فيما ذكر الواقدي وابن عمارة ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا ابن إسحاق، ولا أبو معشر في البدريين.
عمير بن الحمام بن الجموح
بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي. شهد بدراً وقتل بها شهيداً، قتله خالد بن الأعلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث فقتلا يوم بدر جميعاً. وقيل: إنه أول قتيل قتل من الأنصار في الإسلام. وذكر ابن إسحاق في خبره عن يوم بدرٍ قال: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم، ونقل كل امرىء منهم ما أصاب. وقال: " والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة " . فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة، وفي يده ثمرات يأكلهن: بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، فقذف التمر من يده، وأخذ السيف، فقاتل القوم حتى قتل، وهو يقول:
ركضاً في الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد ... وكل زادٍ عرضة النفاد
غير التقى والبر والرشاد
عمير بن رئاب بن حذيفة
بن مهشم. هذا قول ابن الكلبي. وقال الواقدي: هو عمير بن رئاب بن حذافة بن سعيد بن مهشم القرشي السهمي، كان من مهاجرة الحبشة واستشهد بعين التمر تحت راية خالد بن الوليد رضي الله عنه.
عمير بن سعد بن عبيد

بن النعمان الأنصاري، من بني عمرو بن عوف كان يقال له نسيج وحده، غلب ذلك عليه وعرف به، وهو الذي قال للجلاس، وكان على أمه إذ قال الجلاس: إن كان ما يقول محمد حقاً فلنحن شر من الحمير. فقال عمير: فاشهد أنه صادق وأنك شر من الحمار. فقال له الجلاس: اكتمها علي يا بني. فقال: لا والله، ونمى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكتمها، وكان لعمير كالأب ينفق عليه، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجلاس فعرفه بما قال عمير، فحلف الجلاس أنه ما قال. قال: فنزلت: " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر. " إلى قوله: " فإن يتوبوا يك خيراً لهم " التوبة 75. فقال الجلاس: أتوب إلى الله. وكان قد آلى ألا ينفق على عمير فراجع النفقة عليه توبة منه. قال عروة بن الزبير: فما زال عمير في علياء بعد. هكذا ذكره ابن إسحاق وغيره هذا الخبر.
وذكر عبد الرزاق هذا الخبر فقال: أنبأنا ابن جريج عن هشام ابن عروة عن أبيه قال: كانت أم عمير بن سعد عند الجلاس بن سويد فقال الجلاس في غزوة تبوك: إن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من الحمير، فسمعها عمير فقال: والله، إني لأخشى إن لم أرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل القرآن، وأن أخلط بخطيئة، ولنعم الأب هو لي. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الجلاس، فعرفه وهم يترحلون، فتحالفا، فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا فلم يتحرك أحد وكذلك كانوا يفعلون لا يتحركون إذا نزل الوحي فرفع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يحلفون بالله ما قالوا. " إلى " فإن يتوبوا يك خيراً لهم " التوبة 75. فقال الجلاس: استتب لي ربي، فإني أتوب إلى الله، وأشهد لقد صدق. وأما قوله تعالى: " وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله " التوبة 74. فقال عروة: كان مولىً للجلاس قتل في بني عمرو بن عوف. فأبى بنو عمرو بن عوف أن يعقلوه فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل عقله على بني عمرو بن عوف. قال عروة: فما زال عمير فيها بعلياء حتى مات. قال ابن جريج: وأخبرت عن ابن سيرين قال: فما سمع عمير من الجلاس شيئاً يكرهه بعدها.
قال عبد الرزاق: وأخبرنا هشام بن حسان عن ابن سيرين قال: لما نزل القرآن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن عمير فقال: " وفت أذنك يا غلام، وصدقك ربك " . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولى عمير بن سعد هذا على حمص قبل سعيد بن عامر بن خذيم أو بعده. وزعم أهل الكوفة أن أبا زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه سعد، وأنه والد عمير هذا. وخالفهم غيرهم في ذلك فقالوا: اسم أبي زيد الذي جمع القرآن قيس بن السكن.
سكن عمير بن سعد هذا الشام، ومات بها، روى عنه راشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، وجماعة.
عمير والد سعيد بن عمير
الأنصاري، كان بدرياً. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من صلى علي من أمتي صلاةً مخلصاً من قلبه صلى الله عليه عشراً " . حديثه هذا عند وكيع. عن سعد بن سعيد التغلبي، عن سعيد بن عمير الأنصاري، عن أبيه وكان بدرياً. يعد في الكوفيين.
عمير بن سلمة الضمري
له صحبة. معدود في أهل المدينة، وقد بينا في كتاب التمهيد معنى رواية مالك إذ جعل حديثه عن عمير بن سليم عن البهزي. والصحيح أنه لعمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم والبهزي كان صائد الحمار، ولم يختلفوا في صحبة عمير بن سلمة.
عمير بن عامر بن مالك
بن الخنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، أبو داود الأنصاري المازني. شهد بدراً، وهو مشهور بكنيته. قد ذكرناه في الكنى.
عمير بن عدي الخطمي
إمام بني خطمة وقارئهم الأعمى، وروى عدي بن عمير فإن كان الذي روى عنه زيد بن إسحاق فهو الذي قتل أخته لشتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعدها الله. قال أبو عمر: هما عندي واحد. قال ابن الدباغ: هو عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة، شهد أحداً وما بعدها من المشاهد، وكان ضعيف البصر وقد حفظ طائفةً من القرآن فسمي بالقارىء، وكان يؤم بني خطمة، هذا قول ابن القداح.

وأما الواقدي وأهل المغازي فيقولون: لم يشهد أحداً ولا الخندق لضرر بصره، ولكنه قديم الإسلام صحيح النية، وكان هو وخزيمة بن الثابت يكسران أصنام بني خطمة، وكان عمير قتل عصماء بنت مروان، وكانت تحض على الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فوجأها عمير ابن عدي بسكين تحت ثديها فقتلها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، وقال: إني لأتقي تبعة إخوتها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تخفهم " . وقال الهجري: هي عصماء بنت مروان من بني عمرو بن عوف، قتلها عمير سنة اثنتين من الهجرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تنتطح فيها عنزان في دار بني خطمة " . وكان أول من أسلم منهم عمير بن عدي وهو الذي يدعى القاري. وقد ذكر ابن الكلبي وأبو عبيد عدي بن خرشة الشاعر في بني خطمة، ولا شك أن عميراً هذا ولده.
عمير بن عمرو الأنصاري
ويقال الأزدي. والد أبي بكر بن عمير، بصري. ولم يرو عنه غير ابنه أبي بكر بن عمير، حديثه صحيح الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألفٍ. " الحديث.
عمير بن عوف
مولى لسهيل بن عمرو العامري. يكنى أبا عمرو، هذا قول موسى بن عقبة وأبي معشر الواقدي، وكان ابن إسحاق يقول: عمرو بن عوف، ولم يختلفوا أنه من مولدي مكة. شهد بدراً وأحداً والخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الواقدي في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمير مولى سهيل ابن عمرو. وقال في موضع آخر: يكنى أبا عمرو كان من مولدي مكة، مات في خلافة عمر ابن الخطاب وصلى عليه عمر.
عمير بن فهد
ويقال عمير بن سعد بن فهد العبدي، من عبد القيس. ويقال: عمير بن جودان العبدي، روى عنه ابنه أشعث بن عمير في الأشربة.
عمير بن قتادة بن سعد
الليثي سكن مكة، لم يرو عنه غير ابنه عبيد بن عمير، له صحبة ورواية.
أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد أخبرنا ابن الأعرابي حدثنا أبو داود حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدثنا معاذ بن هانىء حدثنا جندب بن سواد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الحميد بن سنان عن عبيد بن عمير عن أبيه أنه حدثه وكانت له صحبة أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: " هن تسع: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات.
وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً " .
عمير ذو مران القيل
بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة وهو ناعط بن مرثد الهمداني كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو جد مجالد بن سعيد بن عمير الناعطي الهمداني.
عمير بن معبد بن الأزعر
من بني ضبيعة بن زيد هكذا قال فيه موسى بن عقبة. وقال ابن إسحاق: هو عمرو بن معبد بن الأزعر شهد بدراً وأحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد المائة الصابرة يوم حنين ذكره موسى بن عقبة في البدريين.
عمير بن نويم
يعد في الكوفيين، حديثه عند شعبة ومسعر، عن عبيد الله بن الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل، عن غالب بن أبجر وعمير بن نويم أنهما سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: يا رسول الله، إنه لم يبق لنا من أموالنا شيء إلا الحمر الأهلية. فقال: " أطعموا أهليكم من سمين أموالكم، فإني إنما قذرت لكم جوال القرية " .
أخبرني به علي بن إبراهيم بن حمويه حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا عبد الله بن محمد بن هاني النحوي، حدثنا عبد الله بن سلمة الأفطس، حدثنا مسعر بن كدام وشعبة، قالا: حدثنا عبيد الله بن الحسن فذكره بإسناده.
عمير بن ودقة
أحد المؤلفة قلوبهم، لم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من غنائم حنين لا هو ولا قيس بن مخرمة ولا عباس بن مرداس، ولا هشام بن عمرو ولا سعيد بن يربوع وسائر المؤلفة قلوبهم، أعطاهم مائة مائة.
عمير بن أبي وقاص
واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة أخو سعد بن وقاص القرشي الزهري. قتل يوم بدر شهيداً، قتله عمرو بن عبد ود.

وقال الواقدي: كان عمير بن أبي وقاص قد استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وأراد أن يرده فبكى، ثم أجازه بعد، فقتل يومئذ وهو ابن ست عشرة سنة.
عمير بن وهب بن خلف
بن وهب بن حذافة بن جمح، يكنى أبا أمية، كان له قدر وشرف في قريش وشهد بدراً كافراً وهو القائل لقريش يومئذ في الأنصار: إني أرى وجوهاً كوجوه الحيات لا يموتون ظمأ أو يقتلون منا أعدادهم، فلا تتعرضوا لهم بهذه الوجوه التي كأنها المصابيح فقالوا له: دع هذا عنك، وحرش بين القوم، فكان أول من رمى بنفسه عن فرسه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشب الحرب. وكان من أبطال قريش وشيطاناً من شياطينها
وهو الذي مشى حول عسكر النبي صلى الله عليه وسلم من نواحيه، ليحزر عددهم يوم بدر وأسر ابنه وهب بن عمير يومئذ، ثم قدم عمير المدينة يريد الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جرى بينه وبين صفوان بن أمية في قصده إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين انصرافه من بدر ليفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم وضمن له صفوان على ذلك أن يؤدي عنه دينه، وأن يخلفه في أهله وعياله ولا ينقصهم شيئاً ما بقوا.
فلما قدم المدينة وجد عمر على الباب فلببه ودخل به على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، هذا عمير بن وهب شيطان من شياطين قريش، ما جاء إلا ليفتك بك. فقال: " أرسله يا عمر " . فأرسله، فضمه النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وكلمه وأخبره بما جرى بينه وبين صفوان، فأسلم وشهد شهادة الحق، ثم انصرف إلى مكة ولم يأت صفوان وشهد فتح مكة وقيل: إن عمير بن وهب أسلم بعد وقعة بدر وشهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم وعاش إلى صدر من خلافة عثمان رضي الله عنه، وهو والد وهب بن عمير، وإسلامه كان قبله بيسير وهو أحد الأربعة الذين أمد بهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص بمصر وهم: الزبير بن العوام وعمير بن وهب الجمحي وخارجة بن حذافة وبسر بن أرطاة. وقيل: المقداد موضع بسر.
وقد قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط أيضاً لعمير بن وهب رداءه، وقال: " الخال والد " . ولا يصح إسناده وبسط الرداء لوهب بن عمير أكثر وأشهر.
وذكر الواقدي قال: حدثني محمد بن أبي حميد، عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: لما قدم عمير بن وهب مكة بعد أن أسلم نزل بأهله، لم يقف بصفوان بن أمية، فأظهر الإسلام ودعا إليه فبلغ ذلك صفوان فقال: قد عرفت حين لم يبدأ بي قبل منزله أنه قد ارتكس وصبأ فلا أكلمه أبداً ولا أنفعه ولا عياله بنافعة فوقف عليه عمير وهو في الحجر وناداه فأعرض عنه فقال له عمير: أنت سيد من سادتنا، أرأيت الذي كنا عليه من عبادة حجر والذبح له أهذا دين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فلم يجبه صفوان بكلمة.
عمير الخطمي القاري
من بني خطمة من الأنصار، روى عنه زيد بن إسحاق وكان عمير هذا أعمى، كانت له أخت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم فقتلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبعدها الله "
باب عوف
عوف بن أثاثة
بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي. يكنى أبا عباد وقيل: يكنى أباعبد الله. قاله محمد بن عمر الواقدي. وهو المعروف بمسطح، شهد بدراً، وتوفي سنة أربع وثلاثين وهو ابن ست وخمسين سنة.
وقد قيل: إنه شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وهو الأكثر فذكرناه في باب الميم لأنه غلب عليه مسطح واسمه عوف لا اختلاف في ذلك.
وأمه فيما قال ابن شهاب في حديث الإفك أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف واسمها سلمى بنت صخر بن عامر وأمها ريطة بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقال: في آخر الحديث، عن عائشة رضي الله عنها لما أنزل الله تعالى براءتي، قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته ولفقره: والله لا أنفق على مسطح بعد الذي قاله لعائشة، فأنزل الله عز وجل: " ولا يأتل أولو الفضل منكم. " النور 22. الآية. فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبداً.
وذكر الأموي، عن أبيه عن ابن إسحاق قال: قال أبو بكر رضي الله عنه لمسطح:

يا عوف ويحك هلا قلت عارفة ... من الكلام ولم تتبع بها طعما
وأدركتك حياءً معشر أنف ... ولم تكن قاطعاً يا عوف منقطعا
أما حزنت من الأقوام إذ حسدوا ... ولا تقول ولو عاينته قذعا
لما رميت حصاناً غير مقرفةٍ ... أمينة الجيب لم تعلم لها خضعا
فيمن رماها وكنتم معشراً أفكاً ... في سيئ القول من لفظ الخنى شرعا
فأنزل الله وحياً في براءتها ... وبين عوفٍ وبين الله ما صنعا
فإن أعش أجز عوفاً عن مقالته ... شر الجزاء إذا ألفيته هجعا
قال الشعبي: كان أبو بكر شاعراً وكان عمر شاعراً وكان علي أشعر الثلاثة.
عوف بن الحارث
أبو حازم البجلي الأحمسي. ويقال فيه عبد عوف، هو والد قيس بن أبي حازم وقد ذكرناه في الكنى والله أعلم.
عوف الأنصاري
يقال عوف بن سلمة بن سلامة بن وقش. مدني. مخرج حديثه يدور على إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن عوف بن سلمة بن عوف الأنصاري عن أبيه سلمة عن أبيه عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الأنصار. إسناده كله ضعيف ليس له غيره. مخرج حديثه عن ولده.
عوف بن عفراء
وهو عوف بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري شهد بدراً مع أخويه معاذ ومعوذ. وأمهم عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وقتل عوف ومعوذ أخوه يوم بدر شهيدين.
ويقال عوذ بن عفراء والأول أكثر وقيل: إن عوف بن عفراء ممن شهد العقبتين.
وقيل: إنه أحد الستة ليلة العقبة الأولى.
عوف بن مالك
بن أبي عوف الأشجعي يكنى أبا عبد الرحمن. ويقال أبو حماد. ويقال أبو عمر. وأول مشاهده خيبر وكانت معه راية أشجع يوم الفتح.
سكن الشام وعمر، ومات في خلافة عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
روى عنه جماعة من التابعين، منهم يزيد بن الأصم، وشداد بن عمار، وجبير بن نفير وغيرهم. وروى عنه من الصحابة أبو هريرة.
باب عويمرٍ
عويمر بن أبيض العجلاني
الأنصاري. صاحب اللعان قال الطبري: عويمر بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد العجلاني، هو الذي رمى زوجته بشريك بن سحماء فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وذلك في شعبان سنة تسعٍ من الهجرة وكان قدم تبوك فوجدها حبلى ثم قال بعد ذلك: وعاش ذلك المولود سنتين ثم مات وعاشت أمه بعده يسيراً.
عويمر بن أشقر بن عوف
الأنصاري. قيل: إنه من بني مازن شهد بدراً يعد من أهل المدينة.
عويمر بن عامر
ويقال عويمر بن قيس بن زيد. وقيل: عويمر بن ثعلبة بن عامر بن زيد بن قيس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو الدرداء الأنصاري هو مشهور بكنيته.
وقد قيل في نسبه عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وقيل: إن اسمه عامر وصغر فقيل: عويمر. وقال ابن إسحاق: أبو الدرداء. عويمر بن ثعلبة من بني الحارث بن الخزرج. وقال إبراهيم بن المنذر: أبو الدرداء اسمه عويمر بن ثعلبة بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج. ومن قال فيه عويمر بن قيس يزعم أن اسمه عامر وأن عويمراً لقب. ومن قال فيه عامر بن مالك فليس بشيء. والصحيح ما ذكرنا إن شاء الله تعالى.
وأمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب. وقيل: أمه واقدة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة. شهد أحداً وما بعدها من المشاهد. وقد قيل: إنه لم يشهد أحداً لأنه تأخر إسلامه، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد. كان أبو الدرداء أحد الحكماء العلماء والفضلاء.

حدثني خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر. حدثنا أحمد بن علي القاضي، حدثنا أبو خيثمة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة، قال: لما حضرت معاذ الوفاة قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا. قال: أجلسوني، إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما يقولها ثلاث مرات التمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبو الدرداء، وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهودياً فأسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه عاشر عشرة في الجنة " .
وقال القاسم بن محمد: كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم. قال أبو مسهر: ولا أعلم أحداً نزل دمشق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي الدرداء، وبلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواثلة بن الأسقع، ومعاوية. قال: ولو نزلها أحد سواهم ما سقط علينا.
حدثنا محمد بن حكيم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا إسحاق عن أبي حسان حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا يزيد بن أبي مريم أن عبيد الله بن مسلم حدثه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض فلا ألفين ما نوزعت في أحدكم فأقول: هذا مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك " . فقلت: يا رسول الله، ادع الله ألا تجعلني منهم. قال: " لست منهم " فمات قبل قتل عثمان رضي الله عنه بسنتين.
وقالت طائفة من أهل الأخبار: إنه مات بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين. والأكثر والأشهر والأصح عند أهل الحديث أنه توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه بعد أن ولاه معاوية قضاء دمشق. وقيل: إن عمر رضي الله عنه ولاه قضاء دمشق. وقيل: بل ولاه عثمان والأمير معاوية.
وروى الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبد الله عن أبي عبد الله الأشعري، قال: مات أبو الدرداء قبل قتل عثمان. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " حكيم أمتي أبو الدرداء عويمر " .
قال أبو عمر: له حكم مأثورة مشهورة، منها قوله: وجدت الناس أخبر تقل. ومنها قوله: من يأت أبواب السلطان يقوم ويقعد. ووصف الدنيا فأحسن، فمن قوله فيها: الدنيا دار كدر ولن ينجو منها إلا أهل الحذر ولله فيها علامات يسمعها الجاهلون، ويعتبر بها العالمون، ومن علاماته فيها أن حفها بالشبهات، فارتطم فيها أهل الشهوات، ثم أعقبها بالآفات، فانتفع بذلك أهل العظات، ومزج حلالها بالمؤنات وحرامها بالتبعات، فالمثري فيها تعب، والمقل فيها نصب. في كلمات أكثر من هذا.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا أبو زرعة، حدثنا مسعر حدثنا سعيد عن سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو ولى أبا الدرداء على القضاء بدمشق، وكان القاضي خليفة الأمير إذا غاب. ومات أبو الدرداء رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين بدمشق. وقيل: سنة إحدى وثلاثين، ويأتي ذكره في الكنى بأكثر من هذا.
عويمر الهذلي
له حديث واحد في المرأتين اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى، فألقت جنيناً وماتت.
باب عياش
عياش بن أبي ثور
له صحبة، ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه البحرين قبل قدامة رضي الله عنه.
عياش بن أبي ربيعة
واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: يكنى أبا عبد الله. هو أخو أبي جهل بن هشام لأمه أمهما أم الجلاس واسمها أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم. هو أخو عبد الله بن أبي ربيعة لأبيه وأمه. كان إسلامه قديماً قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. وهاجر عياش رضي الله عنه إلى أرض الحبشة مع امرأته أسماء بنت سلمة بن مخربة وولد له بها ابنه عبد الله، ثم هاجر إلى المدينة فجمع بين الهجرتين ولم يذكر موسى بن عقبة ولا أبو معشر عياش بن أبي ربيعة فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
قال الزبير: كان عياش بن أبي ربيعة قد هاجر إلى المدينة حين هاجر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقدم عليه أخواه لأمه: أبو جهل، والحارث ابنا هشام، فذكرا له أن أمه حلفت ألا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتى تراه، فرجع معهما فأوثقاه رباطاً وحبساه بمكة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له.

قال: وأمه أم عبد الله بن أبي ربيعة أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وهي أم الحارث وأبي جهل ابني هشام بن المغيرة. وكان هشام بن المغيرة قد طلقها قتزوجها أخوه أبو ربيعة بن المغيرة.
وقال أبو عمر: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو للمستضعفين بمكة ويسمي منهم الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة. والخبر بذلك من أصح أخبار الآحاد.
وذكر محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أبو يونس القشيري حدثنا حبيب بن أبي ثابت أن عياش بن أبي ربيعة، والحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل قتلوا يوم اليرموك في حديث ذكره.
وقال أبو جعفر الطبري: مات عياش بن أبي ربيعة بمكة.
قال أبو عمر: روى عياش بن أبي ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تزال هذه الأمة بخيرٍ ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها " يعني الكعبة والحرم، " فإذا ضيعوها هلكوا " روى عنه عبد الرحمن بن سابط ويقولون: إنه لم يسمع منه وإنه أرسل حديثه عنه. وروى عنه نافع مرسلاً أيضاً. وروى عنه ابنه عبد الله بن عياش سماعاً منه.
باب عياضٍ
عياض بن الحارث التيمي
عم محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مدني له صحبة. روى عنه محمد بن إبراهيم.
عياض بن حمار
بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع المجاشعي التميمي هكذا نسبه خليفة.
سكن البصرة. روى عنه مطرف، ويزيد ابنا عبد الله بن الشخير، والحسن وأبو التياح وكان صديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً وكان إذا قدم مكة لا يطوف إلا في ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان من الجملة الذين لا يطوفون إلا في ثوب أحمسي.
عياض بن زهير
بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري. يكنى أبا سعد كان من مهاجرة الحبشة وشهد بدراً ذكره إبراهيم بن سعد عن أبي إسحاق في البدريين. وذكره ابن عقبة في البدريين أيضاً، وذكره خليفة والواقدي أيضاً في البدريين.
وتوفي عياض بن زهير الفهري هذا بالشأم سنة ثلاثين. وهو عم عياض بن غنم. والله أعلم.
وذكر خليفة بن خياط عياض بن زهير هذا ونسبه كما ذكرنا. قال: ويقال عياض بن غنم، معروف بالفتوح بالشام، ولم يذكر الزبير عياض بن زهير في بني فهر. ولا ذكره عمه وقد ذكره غيرهما وقد جوده الواقدي فقال: عياض بن غنم ابن أخي عياض بن زهير ذكر عياض ابن زهير. وقال خليفة: ليس يعرف أهل النسب عياض بن غنم. قال: وهو معروف في الفتوحات بالشام.
عياض بن عمرو
الأشعري. كوفي. روى عنه الشعبي وسماك بن حرب. وذكر إسماعيل بن إسحاق عن علي بن المديني، قال: عياض الأشعري هو عياض بن عمرو.
عياض بن غنم
بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة القرشي الفهري. أسلم قبل الحديبية وشهدها فيما ذكر الواقدي وقال الحسن بن عثمان: عياض بن غنم هو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح. قال: ويقال: إنه كان ابن امرأته. وذكر البخاري عن أحمد بن صالح عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب، قال: لما توفي أبو عبيدة استخلف ابن خاله أو ابن عمه عياض بن غنم أحد بني الحارث بن فهر فأقره عمر وقال: ما أما بمبدل أميراً أمره أبو عبيدة. قال: ثم توفي عياض بن غنم فأمر عمر مكانه سعيد بن عامر بن خريم.
قال أبو عمر: عياض بن غنم لا أعلم خلافاً أنه افتتح عامة بلاد الجزيرة والرقة وصالحه وجوه أهلها. وزعم بعضهم أن كتاب الصلح باسمه باقٍ عندهم إلى اليوم، وهو أول من اجتاز الدرب إلى الروم فيما ذكر الزبير وكان شريفاً في قومه وقد ذكره ابن الرقيات فيمن ذكره من أشراف قريش فقال:
عياض وما عياض بن غنمٍ ... كان من خير من أجن النساء
قال الحسن بن عثمان وغيره: مات عياض بن غنم بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنةً.
وقال الطبري: وكانت عنده أم الحكم بنت أبي سفيان. وقال البخاري: هو عامل عمر بالشام ومات في زمان عمر رضي الله عنه وقال: علي بن المديني: عياض بن غنم كان أحد الولاة باليرموك.
عياض الأنصاري
له حديث واحد روى عنه عبد الملك بن عمير.
عياض الثقفي

والد عبد الله بن عياض. روى عنه ابنه عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى هوازن بحنين في اثني عشر ألفاً، يعد في أهل الطائف.
باب الأفراد في حرف العين
عابس الغفاري
ويقال عبس، وقد تقدم في باب عبس.
عاقل بن البكير
بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، حليف بني عدي بن كعب بن لؤي. شهد بدراً هو وإخوته: عامر وإياس وخالد: بنو البكير حلفاء بني عدي.
قتل عاقل ببدر شهيداً، قتله مالك بن زهير الخطمي، وهو ابن أربع وثلاثين سنة، وكان اسمه غافلاً فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقلاً. وكان من أول من أسلم وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم.
عتبان بن مالك
بن عمرو بن العجلان الأنصاري السالمي، ثم من بني عوف بن الخزرج. شهد بدراً ولم يذكره ابن إسحاق فيمن ذكره من البدريين وذكره غيره فيما قال ابن هشام، وكان رضي الله عنه أعمى ذهب بصره على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقال: كان ضرير البصر، ثم عمي بعد، ومات في خلافة معاوية. روى عنه أنس بن مالك ومحمود بن الربيع. يعد في أهل المدينة.
عتيك بن التيهان
ويقال عبيد بن التيهان. قد ذكرنا من قال ذلك في باب عبيد. هو أخو أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً. وقيل: بل قتل بصفين فالله أعلم.
قال ابن هشام: ويقال ابن التيهان والتيهان بالتخفيف والتثقيل، مثل ميت وميت.
عثامة بن قيس البجلي
مذكور في الصحابة وفي صحبته عندي نظر، لأني لم أجد شيئاً يدل عليها.
عثم بن الربعة الجهني
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد العزى، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عجير بن عبد يزيد
بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي، أخو ركانة بن عبد يزيد. كان ممن بعثه عمر فيمن أقام أعلام الحرم، وكان من مشايخ قريش وجلتهم.
العداء بن خالد
بن هوذة بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة. وربيعة هو أنف الناقة. بصري، أسلم بعد الفتح وحنين، وليس هو من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة، وهو القائل: قاتلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلم يظهرنا الله ولم ينصرنا، ثم أسلم فحسن إسلامه.
من حديثه أنه اشترى من رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً وكتب عليه عهدة، وهي عند أهل الحديث محفوظةً، رواها عباد بن ليث البصري، عن عبد المجيد بن أبي وهب، عن العداء بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ابتاع منه عبداً أو أمة، فكتب له كتاباً: اشترى العداء بن خالد بن هوذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عبداً أو أمة لا داء ولا غائلة ولا خبثة، بيع المسلم المسلم.
أخبرنا أحمد بن عمر بن أنس، حدثنا علي بن محمد بن بندار القزويني، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا زكريا بن يحيى بن خلاد أبو يعلى، حدثنا الأصمعي، حدثنا عثمان الشحام، عن أبي رجاء العطاردي، عن العداء بن خالد قال: ألا أقرئك كتاباً كتبه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه مكتوب: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هوذة من محمد رسول الله، اشترى منه عبداً أو أمةً " شك عثمان " مبايعة المسلم أو بيع المسلم المسلم، لا داء ولا غائلة ولا خبثةً " . قال الأصمعي: سألت سعيد بن أبي عروبة عن الغائلة، فقال: الإباق والسرقة والزنا، وسألته عن الخبثة فقال: بيع أهل عهد المسلمين.
عرابة بن أوس
بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث، من بني مالك بن أوس، كان أبوه أوس بن قيظي بن عمرو من كبار المنافقين أحد القائلين: " إن بيوتنا عورة وما هي بعورة " . الأحزاب 13.
وذكر ابن إسحاق والواقدي أن عرابة بن أوس استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فرده في تسعة نفر منهم: عبد الله بن عمرو. وزيد بن ثابت، والبراء بن عازب وعرابة ابن أوس وأبو سعيد الخدري.

كان عرابة سيداً من سادات قومه كريماً. ذكر المبرد وابن قتيبة أن الشماخ خرج يريد المدينة فلقيه عرابة بن أوس فسأله عما أقدمه المدينة، فقال: أردت أن أمتار لأهلي وكان معه بعيران فأوقرهما له عرابة تمراً وبراً، وكساه وأكرمه فخرج عن المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يقول فيها:
رأيت عرابة الأوسي يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمجدٍ ... تلقاها عرابة باليمين
إذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين
العرباض بن سارية
السلمي، يكنى أبا نجيح. كان من أهل الصفة سكن الشام ومات بها سنة خمس وسبعين. وقيل: بل مات في فتنة ابن الزبير. روى عنه من الصحابة أبو رهم وأبو أمامة. وروى عنه جماعة من تابعي أهل الشام.
عريب المليكي
روى عنه ابنه عبد الله بن عريب. ليس حديثه بالقائم في تفسير قول الله عز وجل: " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً " البقرة 274. قال: في الخيل.
عس العذري
مذكور في الصحابة. روى عنه مطرف أبو شعيب الوادي من وادي القرى.
عسعس بن سلامة
البصري التميمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الحسن البصري، والأزرق بن قيس الحارث. يقولون حديثه مرسل، وإنه لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته أبو صفرة. ويقال أبو صفيرة. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه شعبة عن الأزرق بن قيس قال: سمعت عسعس بن سلامة يقول: إن رجلاً من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتى الجبل ليتعبد ففقد فطلب فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أعتزل فأتعبد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تفعله أو لا يفعله أحد منكم " ثلاث مرات " فلصبر أحدكم ساعةً من نهارٍ في بعض مواطن الإسلام خير من عبادته خالياً أربعين عاماً " .
عصام االمزني
له صحبة. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث سرية قال: " إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً " . روى عنه ابنه عبد الرحمن بن عصام.
عطاء الشيبي
القرشي العبدري من بني شيبة. روى عنه فطر بن خليفة. في صحبته نظر.
عطاء
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " قابلوا النعال " . حديثه عند أبي عاصم النبيل، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن إبراهيم بن عطاء، عن أبيه عن جده قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " قابلوا النعال " . قال أبو عمر: يقال في تفسيره اجعلوا للنعل قبالين، ولا أدري أهو الذي قبله أم لا؟
عطارد بن حاجب
بن زرارة بن عدس التميمي. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من وجوه قومه فيهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم والحتات بن يزيد وغيرهم، فأسلموا، وذلك في سنة تسع. وكان سيداً في قومه وزعيمهم. وقيل: بل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر والأول أصح.
عفان بن البجير السلمي
مذكور فيمن نزل حمص من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه جبير بن نفير وخالد بن معدان.
عفير بن أبي عفير
الأنصاري. له حديث واحد قال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا عفير، ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الود؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الود يتوارث والعداوة تتوارث " .
عفيف الكندي
ويقال له عفيف بن قيس بن معد يكرب الكندي. ويقال عفيف بن معد يكرب. ويقال: إن عفيفاً الكندي الذي له الصحبة غير عفيف بن معد يكرب الذي يروى عن عمر. وقيل: إنهما واحد. ولا يختلفون أن عفيفاً الكندي له صحبة. روى عنه ابناه يحيى وإياس أحاديث، منها نزوله على العباس في أول الإسلام حديث حسن جيد.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن إصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب قال: حدثنى أبي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحق قال: حدثنا يحيى بن أبي الأشعث، قال: حدثنا إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي، عن أبيه عن جده عفيف الكندي قال: كنت امرءاً تاجراً، فقدمت الحج، فأتيت العباس بن عبد المطلب، فوالله إني لعنده يوماً إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى السماء، فلما رأى الشمس زالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي، فقلت للعباس: من هذا يا أبا الفضل؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي. فقلت: من هذه المرأة؟ قال: خديجة بنت خويلد زوجته. ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام يصلي معه، فقلت: ومن هذا الفتى؟ قال: علي بن أبي طالب ابن عمه. قلت: فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي ويزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر، قال: وكان عفيف يقول وقد أسلم بعد ذلك فحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ كنت ثانياً مع علي بن أبي طالب.
وحدثني خلف بن قاسم قراءة مني عليه قال: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن ناصح بن المغيرة بن المفسر بمصر قال: حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي الدمشقي قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثني أبي عن ابن إسحاق فذكره بإسناده سواء إلى آخره.
وقد روي هذا الحديث أيضاً من وجه آخر عن عفيف الكندي رواه سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبد الله عن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف الكندي. رواه عن سعيد بن خثيم جماعة منهم عبد الرحمن بن صالح الأزدي وأبو غسان مالك بن إسماعيل.
قرأت على أبي عبد الله بن محمد يوسف أن أبا يعقوب يوسف بن أحمد حدثهم بمكة.
وأخبرنا محمد بن يحيى بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن أسباط قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال: حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبد الله البجلي عن ابن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف، قال: جئت في الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس ابن عبد المطلب فبينا أنا عنده وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس وارتفعت إذ جاء شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه وانتصب قائماً مستقبلها، إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه، ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت من خلفهما ثم ركع الشاب وركع الغلام وركعت المرأة ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام ورفعت المرأة ثم خر الشاب ساجداً وخر الغلام وخرت المرأة فقال العباس: تدري من هذا؟ قلت: لا. قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي وهذا علي بن أبي طالب، وهذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي إن ابن أخي هذا حدثنا أن ربه رب السموات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما أعلم على وجه الأرض أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. قال عفيف: فتمنيت أن أكون رابعهم.
عقيب بن عمرو
أخو سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، شهد أحداً، وكان لعقيب هذا ابن يقال له سعد، يكنى أبا الحارث صحب النبي صلى الله عليه وسلم واستصغره يوم أحد فرده، ولم يشهد أحداً.
عكاف بن وداعة
الهلالي. يعد في الشاميين. روى عنه عطية بن بسر المازني، حديثه في الترغيب في النكاح. ولا يعرف إلا به. وفي إسناده مقال، وهو مشهور عند أهل الشام.
عكراش بن ذؤيب
بن حرقوص بن جعدة بن عمرو المري، يكنى أبا الصهباء، سكن البصرة له حديث واحد. روى عنه ابنه عبيد الله بن عكراش أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقات قومه بني مرة، فقال له: " من أنت " ؟ فقال: أنا عكراش بن ذؤيب. فقال له: " ارفع في النسب " . فقال: ابن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد، وهذه صدقات قومي بني مرة من عبيد. قال: فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوسمت بميسم الصدقة، وضمت إلى إبل الصدقة.
علاقة بن صحار
السليطي. هو ابن عم خارجة بن الصلت روى عنه خارجة بن الصلت.
علباء السلمي

يعد في أهل المدينة. له حديث واحد يرويه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم الأنصاري، عن أبيه، عن علباء السلمي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق " . ويرويه بعض الرواة. " لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس " .
علبة بن زيد الحارثي
الأنصاري، من بني بن حارثة يعد في أهل المدينة روى عنه محمود ابن لبيد وهو أحد البكائين الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون.
علس بن الأسود
الكندي. ذكره الطبري فيمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم هو وأخوه سلمة بن الأسود.
عليفة بن عدي
بن عمرو بن مالك بن عمرو بن مالك بن علي بن بياضة الأنصاري شهد بدراً، كذلك قال ابن هشام: عليفة بالعين وقال ابن إسحاق: خليفة بالخاء.
عنبة بن سهيل
بن عمرو. وقد قيل: عتبة ولا يصح. والصحيح أنه عنبة، كذلك ذكره الزبير بن بكار عن عمه مصعب، هو أخو أبي جندل بن سهيل، أسلم عنبة بن سهيل بن عمرو مع أبيه واستشهدا جمعياً معاً بالشام قال الزبير عن عمه: كانت فاختة بنت عنبة بن سهيل تحت
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وهي أم أبنه الفقيه أبي بكر بن عبد الرحمن وأم إخوته عمر وعثمان وعكرمة وخالد ومحمد: بني عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وعبد الرحمن وفاختة هما الشريدان، سماها بذلك عمر بن الخطاب، وقال: زوجوا الشريد الشريدة، فتزوج عبد الرحمن فاختة، وأقطعهما عمر بالمدينة خطة، وأوسع لهما فقيل له: أكثرت لهما فقال: عسى الله أن ينشر منهما، فنشر الله منهما ولداً كثيراً رجالا ونساءً.
عنيز العذري
ويقال الغفاري. أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً بوادي القرى فهي تنسب إليه، وسكنها إلى أن مات. ويقال في هذا عس وقد ذكرناه.
عنترة السلمي
ثم الذكواني، حليف لبني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة من الأنصار شهد بدراً، هكذا قال ابن هشام. وقال ابن إسحاق وابن عقبة في عنترة هذا: هو مولى سليم بن عمرو بن حديدة الأنصاري شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً، قتله نوفل بن معاوية الديلي. وقيل: بل قتل بصفين والله أعلم. وقال في موضع آخر من كتابه: عنترة مولى الأنصار قتل يوم أحد شهيداً فجعله ابن هشام من بني سليم حليفاً للأنصار وجعله ابن عقبة وابن إسحاق مولى للأنصار.
عنمة والد إبراهيم بن عنمة
المزني. له صحبة. روى عنه ابنه إبراهيم ومحمد بن إبراهيم بن الحارث ذكره أبو سعيد بن يونس في المصريين.
عوذ بن عفراء
وهي أمه، وهو عوذ بن الحارث قد نسبناه في باب أخيه معاذ، وباب أخيه معوذ أيضاً، ونسبنا أمه هنالك أيضاً. وعوذ ومعوذ ابنا عفراء هما ضربا يوم بدر أبا جهل فأثبناه فوقع صريعاً وعطف عليهما أبو جهل فقتلهما. وقيل: بل قاتل يومئذ حتى قتل وأجهز على أبي جهل عبد الله بن مسعود، هكذا قال بعضهم عوذ، وإنما هو عوف على ما ذكرنا وبالله التوفيق.
عون بن جعفر بن أبي طالب
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمه وأم أخويه: عبد الله، ومحمد بني جعفر بن أبي طالب أسماء بنت عميس الخثعمية. واستشهد عون بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر بتستر ولا عقب له.
عويف بن الأضبط الديلي
ويقال عويث والأكثر عويف بن الأضبط بن ربيع بن الأضبط بن أبير بن نهيك بن خزيمة بن عدي بن الديل. قاله ابن الكلبي: أسلم عام الحديبية فيما قاله ابن الكلبي. وقال غيره: استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه على الحديبية على المدينة.
عويم بن ساعدة
بن عائش بن قيسم بن النعمان بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف يكنى أبا عبد الرحمن. وكان ابن إسحاق يقول في نسبه: عويم بن ساعدة بن صلجعة وإنه من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة حليف لبني أمية بن زيد ولم يذكر ذلك غيره. شهد عويم العقبتين جميعاً في قول الواقدي. وغيره يقول: شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار وشهد بدراً وأحداً والخندق. ومات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: بل مات في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة، وهو ابن خمس أو ست وستين سنة.
عياذ بن عبد عمرو

الأسدي حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة خاتم النبوة كأنه ركبة عنز حديثه عند أبي عاصم النبيل قال: حدثنا بشر بن صحار بن معارك بن بشر بن عياذ ابن عبد عمرو عن معارك عن بشر بن عياذ بن عمرو الأسدي أنه سمع معارك بن بشر بن عياذ أن عياذ بن عبد عمرو حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه وكان تبعه قبل فتح مكة ودعا له قال: فرأيت خاتم النبوة، وحمله على ناقة، فلم تنزل معه حتى قتل عثمان رضي الله عنه. وقدم بها العراق. وفي غير هذه الرواية أن عياذاً هذا قال: فرأيت خاتم النبوة كأنه ركبة عنز.
عيسى بن عقيل
الثقفي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي به لمم اسمه حازم، فسماه عبد الرحمن. لم يرو عنه إلا زياد بن علاقة.
عيينة بن حصن
بن حذيفة بن بدر الفزاري. يكنى أبا مالك. أسلم بعد الفتح. وقيل: قبل الفتح وشهد الفتح مسلماً وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان من الأعراب الجفاة. فذكر سنيد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم. قال: جاء عيينة بن الحصن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال: من هذه وذلك قبل أن ينزل الحجاب قال: " هذه عائشة " ، قال: أفلا أنزل لك عن أم البنين فتنكحها فغضبت عائشة وقالت: من هذا؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا أحمق مطاع " يعني في قومه.
وفي غير هذه الرواية في هذا الخبر أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأين الإذن " ؟ فقال: ما إستأذنت على أحد من مضر. وكانت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسة فقال: من هذه الحميراء؟ فقال: " أم المؤمنين " قال: أفلا أنزل لك عن أجمل منها فقالت عائشة: من هذا يا رسول الله؟ قال: " هذا أحمق مطاع، وهو على ما ترين سيد قومه " .
قال أبو عمر: كان عيينة يعد في الجاهلية من الجرارين يقود عشرة آلاف وتزوج عثمان بن عفان ابنته فدخل عليه يوماً فأغلظ له، فقال له عثمان: ولو كان عمر ما أقدمت عليه بهذا. فقال: إن عمر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا.
وروى أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله: أنا ابن الأشياخ الشم. فقال له عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فسكت. وكان له ابن أخ له دين وفضل. قال سفيان بن عيينة، عن الزهري: كان جلساء عمر ابن الخطاب أهل القرآن شباباً وكهولاً، فجاء عيينة الفزاري، وكان له ابن أخ من جلساء عمر يقال له الحر بن قيس، فقال لابن أخيه: ألا تدخلني على هذا الرجل؟ فقال: إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي. فقال: لا أفعل. فأدخله على عمر، فقال: يابن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل. فغضب عمر غضباً شديداً حتى هم أن يوقع به. فقال له ابن أخيه: يا أمير المؤمنين، إن الله عز وجل يقول في محكم كتابه: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " الأعراف198. وإن هذا من الجاهلين. قال: فخلي عنه عمر، وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل.
حرف الغين
باب غالب
غالب بن أبجر المزني
ويقال غالب بن ديخ ولعله جده، يعد في الكوفيين روى عنه عبد الله ابن معقل كذا قال شريك عن منصور عن عبيد بن الحسن عن عبد الله بن معقل عن غالب بن ديخ وقال غيره، عن عبيد بن الحسن عن ابن معقل عن غالب بن أبجر والحديث واحد في الحمر الأهلية قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما كرهت لكم جوال القرية " .
غالب بن عبد الله
ويقال ابن عبيد الله. والأكثر يقولون فيه ابن عبد الله الليثي. ويقال الكلبي والصواب غالب بن عبد الله بن مسعر الليثي. بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في ستين راكباً إلى بني الملوح بالكديد، وكانوا قد قتلوا أصحاب بشير بن سويد وأمره أن يغير عليهم فخرج فقال جندب بن مالك: كنت في سريته فقتلنا واستقنا النعم، وذلك عند أهل السير في سنة خمس. وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ليسهل له الطريق. روى عنه قطر بن عبيد الله.
باب غزية
غزية بن الحارث الأسلمي

ويقال الأنصاري المازني. ويقال الخزاعي. روى عنه عبد الله بن رافع مولى أم سلمة. له صحبة. وحديثه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: " لا هجرة بعد الفتح، إنما هو الجهاد والنية " .
غزية بن عمرو بن عطية
بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني. شهد أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب غطيف
غطيف بن الحارث الثمالي
ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وذكره أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى. قال أبو أسماء: غضيف بن الحارث السكوني. ويقال الثمالي. ويقال الأزدي. شامي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له حديث معاوية بن صالح، قال: أخبرني يونس ابن سيف، عن غضيف بن الحارث قال: مهما نسيت من أشياء فإني لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة.
غطيف بن الحارث الكندي
ويقال: غضيف بن الحارث الكندي. ويقال: السكوني له صحبة. يعد في أهل الشام. يختلف فيه. روى عنه يونس بن سيف فقال: عن غطيف بن الحارث، أو الحارث بن غطيف وقال غيره: عطيف بن الحارث ولم يشك. وقال العقيلي: يقال: غطيف الكندي وأبو غطيف. ويقال: غضيف وهو الصحيح.
غطيف بن الحارث الكندي
آخر. والد عياض بن غطيف، تفرد بالرواية عنه ابنه عياض فيما ذكر الأزدي الموصلي. فيه وفي الذي قبله نظر والاضطراب في ذلك كثير جداً.
باب الأفراد في حرف الغين
غرفة بن الحارث الكندي
يكنى أبا الحارث. سكن مصر، له صحبة ورواية من حديثه ما رواه ابن المبارك قال: أخبرني حرملة بن عمران، قال: حدثني كعب بن علقمة أن غرفة بن الحارث الكندي وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم سمع نصرانياً يشتم النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ودق أنفه، فرفع إلى عمرو بن العاص، فقال له: إنا قد أعطيناهم العهد. فقال له غرفة: معاذ الله أن نعطيهم العهد على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم إنما أعطيناهم العهد على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم، وألا نحملهم ما لا يطيقون، وإن أرادهم عدو قاتلنا دونهم، وعلى أن نخلي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا راضين بأحكامنا، فنحكم فيهم بحكم الله عز وجل، وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن اغتنوا عنا لم نعرض لهم. فقال عمرو: صدقت.
وروى عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك عن حرملة بن عمران عن عبد الله بن الحارث الأزدي عن غرفة بن الحارث قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأتي ببدن، فقال: " ادعوا لي أبا حسن " ، فدعي له، فقال له: " خذ بأسفل الحربة " ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلاها، ثم طعنا بها البدن، فلما ركب بغلته أردف علياً رضي الله عنه. وذكره الخولاني، عن عبد الله بن صالح عن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة قال: كان غرفة بن الحارث له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة. روى عنه عبد الله بن الحارث الأزدي وكعب بن علقمة.
غسان العبدي
والد يحيى بن غسان قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس.
إسناد حديثه في الأشربة والأوعية مضطرب.
غشمير بن خرشة
القاري قال ابن دريد في الاشتقاق من بني خطمة، قاتل عصماء بنت مروان اليهودية، التي كانت تهجو النبي صلى الله عليه وسلم والغشمير، فعليل من الغشمرة وهو أخذك الشيء بالغلبة.
غنام
رجل من الصحابة مذكور في أهل بدر رضوان الله تعالى عليهم وابن غنام مذكور في الصحابة الرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديثه عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنبسة عنه من حديث سليمان بن بلال.
غيلان بن سلمة
بن شرحبيل الثقفي. أسلم يوم الطائف، وكان عنده عشر نسوة، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخير منهن أربعاً روى حديثه عبد الله بن عمر من رواية معمر عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه، ولم يتابع معمر على هذا الإسناد.
وقيل: قد روى عن غيلان هذا بشر بن عاصم، ومن نسب غيلان بن سلمة قال: هو غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف. وأمه سبيعة بنت عبد شمس.

أسلم بعد فتح الطائف، ولم يهاجر، وكان أحد وجوه ثقيف ومقدميهم، وهو ممن وفد على كسرى وخبره معه عجيب قال: كسرى ذات يوم: أي ولدك أحب إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر والمريض حتى يبرأ والغائب حتى يؤوب فقال كسرى: زه مالك ولهذا الكلام هذا كلام الحكماء وأنت من قوم جفاة لا حكمة فيهم، فما غذاؤك؟ قال: خبز البر. قال: هذا العقل من البر، لا من اللبن والتمر. وكان شاعراً محسناً. توفي غيلان بن سلمة في آخر خلافة عمر رضي الله عنه.
حرف الفاء
باب الفاكه
الفاكه بن بشير
كذا قال ابن إسحاق. وقال ابن هشام: الفاكه بن بشر بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، من بني جشم بن الخزرج. شهد بدراً.
الفاكه بن سعد
بن جبير الأنصاري. من الأوس. روى عنه عمارة بن خزيمة. وروى أبو جعفر الخطمي، عن عبد الرحمن بن سعد بن الفاكه بن سعد، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم الفطر، ويوم الأضحى. قال: وكان الفاكه يأمر أهله بالغسل في هذه الأيام. وقد قيل: إن الفاكه بن سعد مهاجري، كذا قال ابن الكلبي. قال: ثم شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بصفين رضي الله عنه.
باب فرات
فرات بن ثعلبة
البهراني. شامي له صحبة قال بعضهم: حديثه مرسل روى عنه ضمرة والمهاجر ابنا حبيب وسليم بن عامر الخبائري. وروى عنه ممن لم يسمع منه خصيف وعبد الكريم الجزري.
فرات بن حيان
بن ثعلبة العجلي. من بني عجل بن لجيم بن سعد بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط، حليف لبني سهم، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه حارثة بن مضرب وحنظلة بن الربيع، يعد في الكوفيين. روينا عن قتادة قال: هاجر من بكر بن وائل أربعة: رجلان من بني سدوس: أسد بن عبد الله من أهل اليمامة وبشير بن الخصاصية وعمرو ابن تغلب من النمر بن قاسط وفرات بن حيان من بني عجل.
وروى سفيان الثوري، عن ابن إسحاق عن حارثة بن مضرب، عن فرات بن حيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله وكان عيناً لأبي سفيان فمر بحليف له من الأنصار فقال: إني مسلم فقال الأنصاري: يا رسول الله إنه يقول: إني مسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فيكم رجالاً نكلهم إلى إيمانهم، منهم فرات بن حيان " . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فرات بن حيان العجلي إلى ثمامة بن أثال في قتل مسيلمة وقتاله. وذكر سيف بن عمر عن مخلد بن قيس العجلي عن أحمد بن فرات بن حيان قال: خرج فرات والرحال وأبو هريرة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " لضرس أحدكم في النار أعظم من أحد، وإنه معه لقفا غادرٍ " ، فبلغنا ذلك، فما أمنا حتى صنع الرجال ما صنع، ثم قتل فخر أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين لله عز وجل.
باب فرقد
فرقد العجلي الربعي
ويقال التميمي العنبري. يذكر في الصحابة ذهبت به أمه أمامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت له ذوائب، فمسح بيده عليه وبرك ودعا له.
فرقد
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وطعم على مائدته الطعام. ذكره البخاري. قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا الحسن بن مهران الكرماني، قال: رأيت فرقد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وطعمت معه، وكان قد أكل على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم.
باب فروة
فروة بن عمرو بن الناقدة
الجذامي ثم النفاثي، كتب بإسلامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان موضعه بعمان من أرض فلسطين وكان عاملاً للروم على فلسطين وما حولها وعلى ما يليه من العرب.
فروة بن عمرو بن ودقة
بن عبيد بن عامر بن بياضة البياضي الأنصاري. شهد العقبة وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مخرمة العامري. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن " . قاله مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي حازم التمار عن البياضي، ولم يسمه في الموطأ. وكان ابن وضاح وابن مزين يقولان: إنما سكت مالك عن اسمه لأنه كان ممن أعان على قتل عثمان رضي الله عنه.

قال أبو عمر: هذا لا يعرف ولا وجه لما قالاه في ذلك ولم يكن لقائل هذا علم بما كان من الأنصار يوم الدار وقد خولف مالك رحمه الله في حديثه ذلك رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقله حماد. والقول قول مالك ولم يختلف في اسم البياضي هذا، وأما بياضة في الأنصار فهو بياضة ابن عامر بن زريق بن عدي بن عبد بن حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج.
فروة بن مالك الأشجعي
روى عنه أبو إسحاق السبيعي حديثه مضطرب لا يثبت. وقد قيل فيه: فروة بن نوفل، وفروة بن نوفل من الخوارج، خرج على المغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية مع المستورد فبعث إليهم المغيرة خيلاً فقتلوه سنة خمس وأربعين، وقد قيل فيه فروة بن معقل الأشجعي وهو أيضاً من الخوارج إلا أنه اعتزلهم في النهروان. والله أعلم. فإن كان فروة بن معقل الأشجعي فلا صحبة له ولا لقاء ولا رواية وإنما روى عن أبيه وعن عائشة. روى عنه أبو إسحاق الهمداني وهلال بن يساف وشريك بن طارق.
فروة بن مجالد
مولى اللخميين، من أهل فلسطين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم يجعلون حديثه مرسلاً روى عنه حسان بن عطية، والمغيرة بن المغيرة وكان فروة هذا معدوداً من الأبدال مستجاب الدعوة.
فروة بن مسيك
ويقال فروة بن مسيكة ومسيك أكثر ابن الحارث بن سلمة بن الحارث بن كريب الغطيفي ثم المرادي. أصله من اليمن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة تسع فأسلم. وقال الواقدي: قدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدوم عمرو بن معد يكرب يعنى في سنة عشر. وذكر الطبري، عن حميد عن سلمة عن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال: قدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقاً لملوك كندة مباعداً لهم.
قال أبو عمر: وانتقل فروة بن مسيك إلى الكوفة في زمن عمر فسكنها روى عنه الشعبي أبو سبرة النخعي وسعيد بن أبيض أبو هاني المرادي. حديثه في سبأ حديث حسن وكان من وجوه قومه وكان شاعراً محسناً وأنشد له ابن إسحاق في السير شعراً حسناً.
فروة بن النعمان
ويقال: فروة بن الحارث بن النعمان بن يساف الأنصاري الخزرجي. من بني مالك بن النجار. قتل يوم اليمامة شهيداً، وكان قد شهد أحداً وما بعدها من المشاهد.
فروة الجهني
شامي، له صحبة روى عنه بسر مولى معاوية أنه سمعه في عشرة من الصحابة يقولون، إذ رأوا الهلال: اللهم اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة، وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة واليمن والإيمان والعافية والرزق الحسن.
باب فضالة
فضالة بن عبيد
بن ناقد بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري العمري الأوسي، يكنى أبا محمد. أول مشاهده أحد ثم شهد المشاهد كلها ثم انتقل إلى الشام وسكن دمشق وبنى بها داراً وكان فيها قاضياً لمعاوية ومات بها وقبره بها معروف إلى اليوم.
وكان معاوية استقضاه في حين خروجه إلى صفين وذلك أن أبا الدرداء لما حضرته الوفاة قال له معاوية: من ترى لهذا الأمر؟ فقال: فضالة بن عبيد فلما مات أرسل إلى فضالة بن عبيد فولاه القضاء وقال له: أما إني لم أحبك بها، ولكني استترت بك عن النار فاستر. ثم أمره معاوية على الجيش، فغزا الروم في البحر وسبي بأرضهم.
روى ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا على تمام بن شفي الهمداني حدثه قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفي صاحب لنا، فأمرنا فضالة بن عبيد بقبره فسوي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها.
وتوفي فضالة بن عبيد في خلافة معاوية فحمل معاوية سريره وقال لابنه عبد الله: أعني يا بني، فإنك لا تحمل بعده مثله أبداً. وكانت وفاته رضي الله عنه سنة ثلاث وخمسين. وقد قيل: إنه توفي في آخر خلافة معاوية وقيل: إنه مات سنة تسع وستين. والأول أصح إن شاء الله تعالى.
فضالة بن هلال
المزني. مذكور فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، ذكره علي بن عمر.
فضالة بن هند
الأسلمي. يعد في أهل المدينة روى عنه عبد الرحمن بن حرملة.
فضالة الليثي

اختلف في اسم أبيه فقيل فضالة بن عبد الله الليثي. وقيل فضالة بن وهب بن بحرة بن يحيى بن مالك الأكبر الليثي. وقال بعضهم: الزهراني فأخطأ، والزهراني غير الليثي والزهراني تابعي. يعد فضالة الليثي في أهل البصرة، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: " حافظ على العصرين " ، يعني الصبح والعصر. روى عنه ابنه عبد الله.
فضالة
غير منسوب. مذكور في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أعرفه بغير ذلك. قيل: إنه مات بالشام.
باب فيروز
فيروز الديلمي
يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبا عبد الرحمن. ويقال له الحميري لنزوله بحمير وهو من أبناء فارس من فرس صنعاء. وقد قيل: إن هؤلاء الأبناء ينسبون في بني ضبة وكان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه عنه في الأشربة حديث صحيح وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكروا أن زادويه وقيس بن مكشوح وفيروز الديلمي دخلوا عليه فحطم فيروز عنقه وقتله.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا عيسى بن محمد أبو عمير النحاس ومؤمل بن إهاب وأحمد بن أبي العباس الصيدلاني قالوا: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه فيروز قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب، فقلت: يا رسول الله، علمت من أين نحن؟ وممن نحن؟ فقال: " أنتم إلى الله وإلى رسوله " . قال الدولابي: كان قتل الأسود بصنعاء سنة إحدى عشرة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: لم يتابع ضمرة على قوله عن الشيباني عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب أحد. وقد روى حديث فيروز الديلمي في قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه في الأشربة عن الشيباني عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه جماعة لم يذكر واحد منهم فيه أنه قدم برأس الأسود العنسي الكذاب وأهل العلم لا يختلفون أن الأسود العنسي الكذاب المتنبي بصنعاء قتل في سنة إحدى عشرة. ومنهم من يقول في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وليس ذلك عندي بشيء.
والصحيح أنه قتل قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه خبره وهو مريض مرضه الذي مات منه وقد أوضحنا ذلك في غير هذا الموضع والحمد لله.
ولا خلاف أن فيروز الديلمي ممن قتل الأسود بن كعب العنسي المتنبي ومات في خلافة عثمان رضي الله عنه. روى عنه ابناه: الضحاك، وعبد الله. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي عبد الله.
وذكر سيف بن عمر عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك الأنصاري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: أول ردة كانت من الأسود العنسي، واسمه عبهلة بن كعب وكان يقال له ذو الخمار لأنه زعم أن الذي يأتيه ذو خمار. ومسيلمة اسمه ثمامة بن قيس، وكان يقال له رحمان، لأن الذي كان يأتيه يزعمه رحمان. وطليحة بن خويلد الأسدي كان يقال: إن الذي يأتيه ذو النون. وكلهم ظهر قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال سيف: واخبرنا أبو القاسم الشنوي، عن العلاء بن زياد. عن ابن عمر، قال: أتى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء الليلة التي قتل فيها الأسود الكذاب العنسي، فخرج ليبشرنا فقال: " قتل الأسود البارحة، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين " . قيل: ومن قتله يا رسول الله؟ قال: " فيروز الديلمي " . وقيل: كان بين خروج الأسود العنسي بكهف خبان إلى أن قتل نحو أربعة أشهر، وكان قبل ذلك مستتراً. وقيل: كان بين أول أمره وآخره ثلاثة أشهر.
فيروز الهمداني
الوادعي. مولى عمرو بن عبد الله الوادعي، أدرك الجاهلية والإسلام وهو جد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز الهمداني الكوفي. وأبو زائدة والد زكريا وجد يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة اسمه كنيته.
باب الأفراد في حرف الفاء
فتح بن دحرج
روى عنه وهب بن منبه. في إدراكه نظر، والذي عندي أنه لا يصح له ذكر في الصحابة وحديثه مرسل وروايته عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعن يعلي بن أمية أيضاً والله أعلم.

قال أبو عمر: هكذا ذكره قوم بالتاء والحاء غير المعجمة. وذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف والمختلف فقال: إنما هو فنج بالنون والجيم.
أخبرنا عبد الغني بن سعيد فيما أجازه لنا وأدن لنا في روايته عنه قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب ابن المبارك وأبو محمد بن الورد قالا: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، قال: حدثنا حامد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق حدثنا داود بن قيس الصنعاني، قال: أخبرني عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه قال: حدثني فنج قال: كنت أعمل في الرشاد أعالج فيها فلما قدم يعلى وهو ابن أمية أميراً على اليمن جاء معه برجال فجاءني رجل ممن قدم معه وأنا في الزرع أصرف الماء فيه وفي كمه جوز فجلس على ساقيه وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل ثم أشار إلي، فقال: يا فارسي، هلم، فدنوت منه، فقال لي: يا فنج، أتأذن لي فأغرس من هذا الجوز على هذا الماء فقال له فنج: ما ينفعني ذلك؟ فقال الرجل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له بكل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله " . قال له فنج: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم يا فنج؟ فأنا أضمنها لله عز وجل، فغرز جوزة ثم سار قال حامد: فهي ثم يؤكل منها إلى اليوم. هذا لفظ أبي يوسف.
الفجيع بن عبد الله
بن جندح العامري، من بني عامر بن صعصعة سكن الكوفة. روى عنه وهب بن عقبة البكائي.
فديك الزبيدي
حجازي له صحبة. حديثه عند الزهري عن صالح بن بشير بن فديك عن أبيه عن جده فديك قال: قلت: يا رسول الله، إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا فديك، أقم الصلاة وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قومك حيث شئت " .
فراس بن حابس
أظنه من بني العنبر. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم.
فراس بن النضر
بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار. هاجر إلى أرض الحبشة. ذكره ابن إسحاق ولم يذكره ابن عقبة. وقتل فراس بن النضر يوم اليرموك شهيداً رضي الله عنه.
الفراسي
ويقال فراس، وهو من بني فراس بن مالك بن كنانة حديثه عند أهل مصر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " إن كنت لا بد سائلاً فاسأل الصالحين " .
وله حديث آخر مثل حديث أبي هريرة في البحر: " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " . كلاهما يرويه الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن الفراسي ومنهم من يقول: عن مسلم بن مخشي عن ابن الفراسي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. يعد في أهل مصر، ومخرج حديثه عنهم.
الفضل بن العباس
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي يكنى أبا عبد الله وقيل: بل يكنى أبا محمد. أمه أم الفضل لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم إخوته على ما ذكرنا في باب تمام من هذا الكتاب.
غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً وشهد معه حجة الوداع وشهد غسله صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان يصيب الماء على علي يومئذ.
واختلف في وقت وفاة الفضل فقيل: أصيب في يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في سنة ثلاث عشرة وقيل: بل قتل يوم مرج الصفر وذلك أيضاً سنة ثلاث عشرة إلا أن الأمير كان يوم مرج الصفر خالد بن الوليد، وبأجنادين كانوا أربعة أمراء: عمرو بن العاص وأبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة كل على جنده وقد قيل: إن عمرو ابن العاص كان عليهم جميعاً يومئذ. وقد قيل: مات الفضل في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة. وقيل: إنه قتل يوم اليرموك سنة خمس عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان أجمل الناس وجهاً لم يترك ولداً إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي رضي الله عنهما ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري. روى عنه أخوه عبد الله بن عباس. وروى عنه أبو هريرة رضي الله عنه.
الفضيل بن النعمان

الأنصاري، من بني سلمة، قتل بخيبر شهيداً فيما ذكر ابن إسحاق. قال محمد بن سعد: هكذا وجدناه في غزوة خيبر، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده. قال: ولا أحسبه إلا وهماً في الكتاب، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان. والله أعلم.
الفلتان بن عاصم
الجرمي. ويقال المنقري. والصواب الجرمي. قال خليفة: وممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من جرم بن رياب بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الفلتان بن عاصم الجرمي. قال أبو عمر: هو خال كليب بن شهاب الجرمي والد عاصم ابن كليب. وحديثه عنده يعد الكوفيين.
فويك
هكذا بالواو ضبطناه. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئاً فسأله ما أصابه فقال: كنت أمرن جملاً لي فوقعت على بيض حية فأصيب بصري فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينه فأبصر لوقته، قال: فأنا رأيته يدخل الخيط في الإبرة، وإنه لابن ثمانين سنة، وإن عينيه مبيضتان. ذكره ابن أبي شيبة عن محمد بن بشر العبدي عن عبد العزيز بن عمر عن رجل من سلامان بن سعد عن أمه أن خالها حبيب بن فويك حدثها أن أباه فويكاً خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث.
حرف القاف
باب القاسم
القاسم بن مخرمة
بن المطلب أخو قيس بن مخرمة أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأخيه الصلت مائة وسق من خيبر. وأمهما بنت معمر بن أمية بن عامر من بني بياضة وأم قيس أخيهما أم ولد ولا أعلم للقاسم ولا للصلت رواية. والله أعلم.
قاسم مولى أبي بكر
الصديق رضي الله عنه. له صحبة ورواية.
باب قبيصة
قبيصة بن برمة الأسدي
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كم مات لك من الولد " ؟ قال: ثلاثة بنين. قال: " قد احتظرت من النار بحظار شديد " . هو والد يزيد بن قبيصة. وقد قيل: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عن ابن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم.
قبيصة بن ذؤيب
الخزاعي هو قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم قد رفعنا في نسب أبيه إلى خزاعة في بابه من هذا الكتاب.
ولد قبيصة بن ذؤيب في أول سنة من الهجرة وقيل: ولد عام الفتح يكنى أبا إسحاق. وقد قيل: أبا سعيد. روى عن أبي الدراء، وأبي هريرة وزيد بن ثابت وجماعة من الصحابة. روى عنه الزهري ورجاء بن حيوة ومكحول. وكان ابن شهاب إذا ذكر قبيصة بن ذؤيب قال: كان من علماء هذه الأمة.
توفي سنة ست وثمانين، وله ست وثمانون سنة هذا على قول من قال: ولد عام الهجرة. ويقال: إنه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له.
قال أبو عمر: كان له فقه وعلم، وكان على خاتم عبد الملك بن مروان.
قبيصة بن المخارق
بن عبد الله بن شداد الهلالي. من بني هلال بن عامر بن صعصعة يكنى أبا بشر نزل البصرة. روى عنه أبو عثمان النهدي وكنانة بن نعيم وأبو قلابة وابنه قطن بن قبيصة.
قبيصة بن وقاص السلمي
سكن البصرة. روى عنه حديث واحد لم يحدث به غير أبي الوليد الطيالسي عن أبي هاشم بن عمارة صاحب الزعفران عن صالح بن عبيد عن قبيصة بن وقاص مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة. " فذكر الحديث في جواز الصلاة خلف أئمة الجور ما صلوا إلى القبلة.
قبيصة السلمي
يروى عنه عقيل بن طلحة وفيه نظر.
باب قتادة
قتادة بن أوفى
ويقال قتادة بن أبي أوفى التميمي. له صحبة. روى عنه ابنه إياس بن قتادة. وروى عن ابنه إياس أبو جمزة الضبعي وكان إياس قاضي الري.
قتادة بن عياش الجرشي
والد هشام بن قتادة الرهاوي. روى عنه ابنه هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعه في خروجه إلى سفر، فقال: " زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث كنت " ، وعقد له لواء.
قتادة بن ملحان القيسي
له صحبة. روى عنه ابنه عبد الملك بن قتادة ويقال: إن شعبة أخطأ في اسمه إذ قال فيه: منهال بن ملحان قال البخاري: حديث همام أصح من حديث شعبة يعني في ذلك. ومنهال بن ملحان لا يعرف في الصحابة والصواب قتادة بن ملحان القيسي تفرد بالرواية عنه ابنه عبد الملك بن قتادة. يعد في البصريين.

قتادة بن النعمان
بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب وكعب هو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الظفري الأنصاري. يكنى أبا عمرو. وقيل أبو عمر. وقيل أبو عبد الله عقبي، شهد بدراً والمشاهد كلها، وأصيبت عينه يوم بدر. وقيل يوم الخندق وقيل يوم أحد فسالت حدقته فأرادوا قطعها ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فدفع حدقته بيده حتى وضعها موضعها ثم غمزها براحته، وقال: " اللهم اكسها جمالاً " ، فجاءت وإنها لأحسن عينيه وما مرضت بعده.
قال أبو عمر: الأصح والله أعلم أن عين قتادة أصيبت يوم أحد. روى عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جابر بن عبد الله قال: أصيبت عين قتادة ابن النعمان يوم أحد وكان قريب عهد بعرس فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخذها بيده فردها. فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً. وقال عمر بن عبد العزيز: كنا نتحدث أنها تعلقت بعرق فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: " اللهم اكسها جمالاً " .
وذكر الأصمعي عن أبي معشر المدني قال: وفد أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بديوان أهل المدينة إلى عمر بن عبد العزيز رجل من ولد قتادة بن النعمان فلما قدم عليه قال له ممن الرجل؟ فقال:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن ما عين ويا حسن ما رد
فقال عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه:
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادت بعد أبوالا
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: إن قتادة بن النعمان رميت عينه يوم أحد فسالت حدقته على وجهه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن عندي امرأة أحبها وإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوت وكانت أقوى عينيه وأصحهما.
وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر وكان رضي الله عنه من فضلاء الأنصار، وكانت وفاته في سنة ثلاث وعشرين. وقيل سنة أربع وعشرين وهو ابن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونزل في قبره أبو سعيد الخدري وهو أخوه لأمه رضي الله عنهما.
ومن حديث أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة لصلاة العشاء، وهاجت الظلمة من السماء، وبرقت برقة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتادة بن النعمان فقال: " قتادة " قال: نعم يا رسول الله، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها. فقال له: " إذا انصرفت فأتني " . فلما انصرف أعطاه عرجوناً، وقال له: " خذها فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً " .
وقتادة هذا هو جد عاصم بن عمر بن قتادة المحدث النسابة، روى عن قتادة بن النعمان أخوه لأمه أبو سعيد الخدري حديث " قل هو الله أحد " " تعدل ثلث القرآن " . وقتادة بن النعمان هذا هو الذي كان يقرؤها وكان يتقالها وعليه مخرج ذلك الحديث وله في قصة نزول: " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " النساء 106. في بني أبيرق من الأنصار فضيلة كبيرة. وحديثه بذلك مشهور في السير وفي كتب تفسير القرآن.
باب قدامة
قدامة بن مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي يكنى أبا عمرو. وقيل أبا عمر. والأول أشهر وأكثر. أمه امرأة من بني جمح وهو خال عبد الله وحفصة ابني عمر بن الخطاب. وكانت تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب. هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه: عثمان بن مظعون وعبد الله بن مظعون ثم شهد بدراً وسائر المشاهد واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البحرين ثم عزله وولى عثمان بن أبي العاص.

وكان سبب عزله ما رواه معمر عن ابن شهاب قال: " أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال عبد الله وحفصة ابني عمر بن الخطاب فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر بن الخطاب من البحرين فقال: يا أمير المؤمنين، إن قدامة شرب فسكر وإني رأيت حداً من حدود الله حقاً علي أن أرفعه إليك. فقال عمر: من يشهد معك؟ فقال أبو هريرة. فدعي أبو هريرة فقال: بم تشهد؟ فقال: لم أره يشرب، ولكني رأيته سكران يقيء فقال عمر: لقد تنطعت في الشهادة. ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين. فقدم فقال الجارود لعمر: أقم على هذا كتاب الله. فقال عمر: أخصيم أنت أم شهيد؟ فقال: شهيد. فقال: قد أديت شهادتك. قال: فصمت الجارود، ثم غدا على عمر فقال: أقم على هذا حد الله. فقال عمر: ما أراك إلا خصماً، وما شهد معك إلا رجل واحد. فقال الجارود: إني أنشدك الله قال عمر: لتمسكن لسانك أو لأسوءنك فقال: يا عمر، أما والله ما ذلك بالحق أن يشرب الخمر ابن عمك وتسوءني. فقال أبو هريرة: إن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها وهي امرأة قدامة. فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها. فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني حادك. فقال: لو شربت، كما يقولون، ما كان لكم أن تحدوني. فقال عمر: لم؟ قال قدامة: قال الله عز وجل: " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات. " المائدة 96. الآية. قال عمر: أخطأت التأويل، إنك إذا اتقيت الله اجتنبت ما حرم عليك، ثم أقبل عمر على الناس فقال: ماذا ترون في جلد قدامة؟ فقالوا: لا نرى أن تجلده ما كان مريضاً. فسكت على ذلك أياماً ثم أصبح يوماً وقد عزم على جلده، فقال لأصحابه: ما ترون في جلد قدامة؟ فقال القوم: ما نرى أن تجلده ما كان وجعاً. فقال عمر رضي الله عنه: لأن يلقى الله وهو تحت السياط أحب إلي من أن ألقاه وهو في عنقي. إيتوني بسوط تام. فأمر عمر بقدامة فجلده، فغاضب عمر قدامة. وهجره فحج عمر رضي الله عنه وقدامة معه مغاضباً له فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا نام فلما استيقظ من نومه قال: عجلوا علي بقدامة، فوالله لقد أتاني آتٍ في منامي فقال: سالم قدامة، فإنه أخوك، فعجلوا علي به، فلما أتوه أبي أن يأتي، فأمر به عمر رضي الله عنه إن أبى أن يجروه، فكلمه عمر واستغفر له فكان ذلك أول صلحهما.
حدثنا خلف بن سعيد حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا بن جريج قال: سمعت أيوب بن أبي تميمة قال: لم يحد في الخمر أحد من أهل بدر إلا قدامة بن مظعون.
وتوفي قدامة سنة ست وثلاثين، وهو ابن ثمان وستين سنة.
قدامة الكلابي
ويقال العامري وهو قدامة بن عبد الله بن عمار بن معاوية الكلابي من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة يكنى أبا عبد الله أسلم قديماً سكن مكة ولم يهاجر وشهد حجة الوداع وأقام بركية في البدو من بلاد نجد وسكنها.
روى عنه أيمن بن نابل وحميد بن كلاب فأما حديث أيمن عنه فإنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. وأما حديث حميد بن كلاب فإنه قال عنه: إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وعليه حلة حبرة. لا أحفظ له غير هذين الحديثين.
باب قرة
قرة بن إياس بن رئاب

المزني. سكن البصرة وداره بها بحضرة العوقة. لم يرو عنه غير ابنه معاوية بن قرة وهو جد إياس بن معاوية بن قرة الحكيم الذكي قاضي البصرة. ويقال له قرة بن الأعز. حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أحمد بن محبوب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد حلب وصر. وقرة هذا قتلته الأزارقة: وذلك أن عبد الرحمن بن عبيس بن كريز القرشي العبشمي خرج في زمن معاوية في نحو من عشرين ألفاً يقاتلون الأزارقة ومعه أخوه مسلم بن عبيس بن كريز وهما ابنا عم عبد الله بن عامر بن كريز وكان في العسكر قرة بن إياس المزني وابنه معاوية بن قرة. وقتل قرة في ذلك اليوم، وقتل عبد الرحمن بن عبيس وأخوه مسلم قتل عبد الرحمن نافع بن الأزرق وقتل يومئذ معاوية بن قرة قاتل أبيه وكان عبد الرحمن ابن عبيد قد استعمله عثمان رضي الله عنه على كرمان.
قرة بن حصين
بن فضالة العبسي. أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا. والله أعلم.
قرة بن دعموص
بن ربيعة بن عوف النميري. من بني نمير بن عامر بن صعصعة بصري. استغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قدم إليه مع قيس بن عاصم والحارث بن شريح. روى عنه مولاه وروى عنه أيضاً عائذ بن ربيعة بن قيس.
قرة بن عتبة
الأنصاري الأشهلي حليف لهم. قتل يوم أحد شهيداً.
قرة بن هبيرة
بن عامر بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، الحمد لله، إنا كنا نعبد الآلهة لا تنفعنا ولا تضرنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم ذا عقلاً " .
وقرة هذا هو جد الصمة القشيري الشاعر، وأحد الوجوه الوفود من العرب على النبي صلى الله عليه وسلم.
باب قطبة
قطبة بن جزي
ويقال ابن جرير يكنى أبا الحويصلة. له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه مقاتل بن معدان. حديثه عند عمران بن جرير عن مقاتل بن معدان عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنا أبايعك على نفسي وعلى الحويصلة ابنتي وبها كان يكنى وعلى الإسلام الوثيق أشهد أنك رسول الله لو كذبت على الله خدعك الله. قال أبو حاتم الرازي: هو أول من افتتح الأبلة.
قطبة بن عامر
بن حديدة الأنصاري يكنى أبا زيد. ويقال قطبة بن عمرو بن حديدة قال ابن إسحاق: هو قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي شهد العقبة الأولى والثانية ولم يختلفوا في ذلك وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح، وجرح يوم أحد تسع جراحات. وقال أبو معشر: رمي قطبة بن عامر يوم بدر بحجر بين الصفين، ثم قال: لا أفر حتى يفر هذا الحجر. وقال الواقدي في تسمية من شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار: من بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ثم من بني حديدة قطبة بن عمرو بن حديدة يكنى أبا زيد توفي زمن عثمان رضي الله عنهما.
قطبة بن عبد عمرو
بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار. قتل يوم بئر معونة شهيداً رضي الله عنه.
قطبة بن قتادة السدوسي
هو الذي استخلفه خالد بن الوليد على البصرة في سنة اثنتي عشرة ثم سار إلى السواد روى عنه مقاتل.
قطبة بن مالك الثعلي
ويقال الثعلبي. وهو الصواب من بني ثعلبة. ويقال الذبياني كوفي. روى عنه زياد بن علاقة ويقال هو عم زيادة بن علاقة. وقال لي خلف بن القاسم عن أبي علي ابن السكن: إنه قال: سمعت ابن عقدة يقول: قطبة بن مالك من بني ثعل، وصوابه الثعلي. قال ابن السكن: والناس يخالفونه ويقولون الثعلبي.
باب القعقاع
القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد
الأسلمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: " تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاةً " . رواه عنه سعيد المقبري. وروى القعقاع هذا أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بناس من أسلم وهم يتناضلون قال: " ارموا يا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع ابن الأكوع. " الحديث.

للقعقاع ولأبيه جميعاً صحبة وقد ضعف بعضهم صحبة القعقاع، لأن حديثه لا يأتي إلا من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد وهو ضعيف.
القعقاع بن عمرو التميمي
قال: شهدت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تميم عن أبيه عنه. قال ابن أبي حاتم: وسيف متروك الحديث فبطل ما جاء من ذلك قال أبو عمر: هو أخو عاصم بن عمرو التميمي، وكان لهما البلاء الجميل والمقامات المحمودة في القادسية لهما ولهاشم بن عتبة وعمرو بن معد يكرب.
القعقاع بن معبد
بن زرارة التميمي، أحد وفد بني تميم أشار أبو بكر بإمارته على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار عمر بإمارة الأقرع بن حابس التميمي في حين قدوم وفد بني تميم فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي وتماريا فنزلت: " يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " الحجرات 1. الآية. من حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.
باب قيس
قيس بن جحدر الطائي
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. وهو جد الطرماح الشاعر، وهو الطرماح بن حكيم بن نفير بن قيس بن جحدر.
قيس بن الحارث الأسدي
قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " اختر منهن أربعاً " . روى حديثه ابن أبي ليلى والكلبي جميعاً عن حميضة بن الشمرذل عنه. قال ابن أبي خيثمة: الشمرذل بالذال هو الرجل الطويل.
قيس بن الحارث بن عدي
بن جشم بن مجدعة بن حارثة وهو عم البراء بن عازب. كان محمد بن عمر الواقدي يقول: هو قيس بن محرث وذكر أنه أول من قتل بعدما ولوا يوم أحد من المسلمين مع طائفة من الأنصار وأحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أحد وضاربهم قيس حتى قتل منهم عدة. ثم لم يقتلوه إلا بالرماح. نظموه نظماً وهو يقاتلهم بالسيف فوجد به أربع عشرة طعنة قد جافته عشر ضربات في بدنه. قال ابن سعد: قال عبد الله بن محمد بن عمارة: لا أعرف هذه الصفة في قيس بن الحارث بن عدي وإنما حكاها محمد بن عمر عن قيس بن محرث ولعله غير قيس بن الحارث. فأما قيس بن الحارث فإنه قتل يوم اليمامة شهيداً.
قيس بن أبي حازم الأحمسي
من ولد أحمس بن الغوث بن أنمار ابن أراش يكنى أبا عبد الله جاهلي إسلامي لم ير النبي صلى الله عليه وسلم في عهده وصدق إلى مصدقه وهو من كبار التابعين شهد أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وسمع منه وروى عنه وعن جميع العشرة إلا عبد الرحمن بن عوف فإنه لم يحفظ له عنه شيء واسم أبيه أبي حازم عوف بن الحارث وقيل: عبد عوف بن الحارث.
وروينا عن قيس بن أبي حازم أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فوجدته قد قبض وأبو بكر قائم مقامه فأطاب الثناء وأطال البكاء. وروينا عنه أنه قال: دخلنا على أبي بكر رضي الله عنه في مرضه، وأسماء بنت عميس عند رأسه تروح عنه ومات قيس بن أبي حازم سنة ثمان أو سبع وتسعين، وكان يخضب بالصفرة وربما لبس الخز وكان عثمانياً.
قيس بن حذافة بن قيس
بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي. كان من مهاجرة الحبشة هو وأخوه عبد الله بن حذافة.
قيس بن الحصين الحارثي
من بني الحارث بن كعب. هو قيس بن يزيد بن شداد يقال له: ابن ذي الغصة، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً إلى قومه. لم يذكره البخاري وقال الدارقطني: له صحبة وقد ذكره ابن إسحاق في القوم الذين قدموا مع خالد بن الوليد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الحارث بن كعب ونسبه فقال: قيس بن الحصين بن يزيد بن قنان بن ذي الغصة وذكر إسلامهم، وذلك في سنة عشر.
قيس بن خرشة القيسي
من بني قيس بن ثعلبة له صحبة أراد عبيد الله بن زياد قتله لأنه كان شديداً على الولاة قوالاً بالحق، فلما أعد له العذاب لمراجعته إياه فاضت نفسه قبل أن يصيبه بشيء وخبره في ذلك عجيب.

حدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال: حدثني خالي أبو الربيع وأحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح ويحيى بن سليمان قالوا: حدثنا ابن وهب قال: حدثني حرملة بن عمران عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمعه يحدث محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب الكتابيين حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ثم نظر ساعة فقال: لا إله إلا الله، ليهرقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لم يهرق ببقعة من الأرض فغضب قيس، ثم قال: وما يدريك يا أبا إسحاق ما هذا، فإن هذا من العيب الذي استأثر الله به. فقال كعب: ما من شبر من الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على نبيه موسى بن عمران عليه السلام ما يكون عليه إلى يوم القيامة. فقال محمد بن يزيد: ومن قيس بن خرشة؟ فقال له رجل: تقول: ومن قيس بن خرشة وما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك؟ قال: والله ما أعرفه. قال: فإن قيس بن خرشة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من الله وعلى أن أقول بالحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا قيس، عسى إن مر بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول لهم الحق " . قال قيس: لا والله، لا أبايعك على شيء إلا وفيت به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لا يضرك بشر " . قال: فكان قيس يعيب زياداً وابنه عبيد الله بن زياد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد فأرسل إليه، فقال: أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: لا والله، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن هو؟ قال: من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن ذلك قال: أنت وأبوك، والذي أمركما. قال: وأنت الذي تزعم أنه لا يضرك بشر؟ قال: نعم. قال: لتعلمن اليوم أنك كاذب، إيتوني بصاحب العذاب فمال قيس عند ذلك فمات رحمة الله تعالى عليه.
قيس بن الخشخاش العنبري
قدم مع أبيه وأخيه عبيد بن الخشخاش على النبي صلى الله عليه وسلم فكتب لهم كتاب أمان وأسلموا ورجعوا إلى قومهم.
قيس بن زيد بن عامر
بن سواد بن كعب وهو ظفر الأنصاري الظفري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيس بن زيد
بصري روى عنه أبو عمران الجوني، يقال: إن حديثه مرسل ليست له صحبة.
قيس بن السائب
بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي. مكي هو مولى مجاهد بن جبر صاحب التفسير وله ولاء مجاهد كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية. روى عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شريكي في الجاهلية فكان خير شريك لا يداري ولا يماري. ويروى: لا يشاري ولا يماري. هذا أصح ما قيل في ذلك إن شاء الله تعالى. وزعم ابن الكلبي أن الذي قال ذلك القول هو عبد الله بن السائب بن أبي السائب وقال غيره: بل كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم السائب بن أبي السائب. وقال غيره: بل كان ذلك السائب السائب بن عويمر والد قيس هذا. قال مجاهد: في مولاي قيس بن السائب نزلت هذه الآية: " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " البقرة 84. فأفطر وأطعم عن كل يوم مسكيناً. وكان عبد الله بن كثير يقول: مجاهد مولى عبد الله بن السائب وعنه أخذ ابن كثير القراءة.
قيس بن سعد بن عبادة

بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي. قد نسبنا أباه في بابه فأغنى ذلك عن الرفع في نسبه ها هنا يكنى أبا الفضل وقيل أبا عبد الله. وقيل أبا عبد الملك. أمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة. قال الواقدي: كان قيس بن سعد بن عبادة من كرام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسخيائهم ودهاتهم. قال أبو عمر: كان أحد الفضلاء الجلة وأحد دهاة العرب وأهل الرأي والمكيدة في الحروب مع النجدة والبسالة والسخاء والكرم وكان شريف قومه غير مدافع هو وأبوه وجده. صحب قيس بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبوه وأخوه سعيد بن سعد بن عبادة وقال أنس بن مالك: كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي صلى الله عليه وسلم مكان صاحب الشرطة من الأمير، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم فتح مكة إذ نزعها من أبيه لشكوى قيس بن سعد يومئذ. وقد قيل: إنه أعطاها الزبير. ثم صحب قيس بن سعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشهد معه الجمل وصفين والنهروان هو وقومه ولم يفارقه حتى قتل وكان قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة. وكايد فيه علياً ففطن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكيدته فلم يزل به الأشعث وأهل الكوفة حتى عزل قيساً وولى محمد بن أبي بكر ففسدت عليه مصر.
وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال قيس بن سعد لولا الإسلام لمكرت مكراً لا تطيقه العرب ولما أجمع الحسن على مبايعة معاوية خرج عن عسكره وغضب وبدر منه فيه قول خشن أخرجه الغضب فاجتمع إليه قومه فأخذ لهم الحسن الأمان على حكمهم والتزم لهم معاوية الوفاء بما اشترطوه ثم لزم قيس المدينة وأقبل على العبادة حتى مات بها سنة ستين رضي الله عنه. وقيل: سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية وكان رجلاً طوالاً سناطاً.
وروى ابن وهب عن عمرو بن الحارث قال: حدثني بكر بن سوادة عن أبي حمزة عن جابر قال: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة فنحر لهم تسع ركائب فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت " . وهو القائل: اللهم ارزقني حمداً ومجداً فإنه لا حمد إلا بفعال ولا مجد إلا بمال.
حدثنا أحمد بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن يونس عن بقي عن أبي بكر قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان قيس بن سعد بن عبادة مع الحسن بن علي رضي الله عنهم على مقدمته ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم بعدما مات علي رضي الله عنه وتبايعوا على الموت. فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أبى قيس أن يدخل وقال لأصحابه: ما شئتم إن شئتم جالدت بكم حتى يموت الأعجل منا وإن شئتم أخذت لكم أماناً. فقالوا: خذ لنا أماناً. فأخذ لهم أن لهم كذا وكذا وألا يعاقبوا بشيء وانه رجل منهم ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئاً فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزوراً حتى بلغ.
وروى عبد الله بن المبارك عن جويرية قال: كتب معاوية إلى مروان: أن اشتر دار كثير بن الصلت منه فأبى عليه فكتب معاوية إلى مروان: أن خذه بالمال الذي عليه فإن جاء به وإلا بع عليه داره. فأرسل إليه مروان فأخبره وقال: إني أؤجلك ثلاثاً، فإن جئت بالمال وإلا بعت عليك دارك. قال: فجمعها إلا ثلاثين ألفاً فقال: من لي بها؟ ثم ذكر قيس بن سعد بن عبادة فأتاه فطلبها منه فأقرضه فجاء بها إلى مروان، فلما رآه أنه قد جاءه بها ردها إليه ورد عليه داره فرد كثير الثلاثين ألفاً على قيس فأبى أن يقبلها. قال ابن المبارك: فزعم لي سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى أن رجلاً استقرض من قيس بن سعد بن عبادة ثلاثين ألفاً فلما ردها عليه أبى أن يقبلها وقال: إنا لا نعود في شيء أعطيناه. وهو القائل بصفين:
هذا اللواء الذي كنا نحف به ... مع النبي وجبريل لنا مدد
ما ضر من كانت الأنصار عيبته ... ألا يكون له من غيرهم أحد
قوم إذا حاربوا طالت أكفهم ... بالمشرفية حتى يفتح البلد

وقصته مع العجوز التي شكت إليه أنه ليس في بيتها جرذ. فقال: ما أحسن ما سألت أما والله لأكثرن جرذان بيتك فملأ بيتها طعاماً وودكاً وإداماً مشهورة صحيحة. وكذلك خبره أنه توفي أبوه عن حمل لم يعلم به فلما ولد وقد كان سعد رضي الله عنه قسم ماله في حين خروجه من المدينة بين أولاده فكلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في ذلك قيساً وسألاه أن ينقض ما صنع سعد من تلك القسمة فقال: نصيبي للمولود ولا أغير ما صنع أبي ولا أنقضه خبر صحيح من رواية الثقات أيضاً.
روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين وهو معدود في المدنيين.
ذكر الزبير بن بكار أن قيس بن سعد بن عبادة وعبد الله بن الزبير وشريحاً القاضي لم يكن في وجوههم شعرة ولا شيء من لحية. وذكر غير الزبير أن الأنصار كانت تقول: لوددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. وكان مع ذلك جميلاً رضي الله عنه.
قال أبو عمر: خبره في السراويل عند معاوية كذب وزور مختلق ليس له إسناد ولا يشبه أخلاق قيس ولا مذهبه في معاوية ولا سيرته في نفسه ونزاهته وهي حكاية مفتعلة وشعر مزور والله أعلم.
ومن مشهور أخبار قيس بن سعد بن عبادة أنه كان له مال كثير ديوناً على الناس فمرض واستبطأ عواده فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك فامر منادياً ينادي: من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له. فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه ذكر هذا الخبر صاحب كتاب الموثق وغيره.
قيس بن السكن
بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أبو زيد الأنصاري الخزرجي، غلبت عليه كنيته قال موسى عقبة عن ابن شهاب: أبو زيد قيس بن السكن من بني عدي بن النجار شهد بدراً ولا عقب له وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً. ويقال: إنه أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: زيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو زيد هذا. قال أبو عمر: إنا أريد بهذا الحديث الأنصار وقد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم عثمان بن عفان وعلي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم.
قيس بن سلع الأنصاري
حديثه قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، وقال: " أنفق يا قيس ينفق الله عليك " . روى عنه نافع أو رافع مولى حمنة بنت شجاع يعد في أهل المدينة حجازي. وقال بعضهم فيه: قيس بن الأسلع وليس بشيء.
قيس بن أبي صعصعة
اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني شهد العقبة وشهد بدراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعله على الساقة يومئذ ثم شهد أحداً لا يوقف له على وقت وفاة.
قيس بن صعصعة
لا أعرف نسبه. حديثه عند ابن لهيعة عن حبان بن واسع عن أبيه واسع بن حبان عن قيس بن صعصعة قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: في كم أقرأ القرآن. الحديث.
قيس بن طخفة
كان من أصحاب الصفة يختلف فيه اختلافاً كثيراً وقد ذكرنا ذلك في باب طخفة.
قيس بن عاصم
بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث، والحارث هو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم المنقري التميمي. يكنى أبا علي وقيل: يكنى أبا طلحة. وقيل: أبو قبيصة. والمشهور أبو علي. قدم في وفد بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في سنة تسع، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا سيد أهل الوبر. وكان رضي الله عنه عاقلاً حليماً مشهوراً بالحلم. قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري، رأيته يوماً قاعداً بفناء داره محتبياً بحمائل سيفه يحدث قومه إذ أتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل له: هذا ابن أخيك قتل ابنك قال: فوالله ما حل حبوته ولا قطع كلامه فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه، فقال: يا بن أخي بئس ما فعلت أثمت بربك وقطعت رحمك وقتلت ابن عمك ورميت نفسك بسمهك ثم قال لابن له آخر: قم يا بني فوار أخاك وحل كتاف ابن عمك. وسق إلى أمك مائة ناقة دية ابنها فإنها غريبة.

وكان قيس بن عاصم قد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية وكان سبب ذلك أنه غمز عكنة ابنته وهو سكران وسب أبويها ورأى القمر فتكلم وأعطى الخمار كثيراً من ماله فلما أفاق أخبر بذلك فحرمها على نفسه وقال فيها أشعاراً منها قوله:
رأيت الخمر صالحةً وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحاً ... ولا أشفي بها أبداً سقيما
ولا أعطي بها ثمناً حياتي ... ولا أدعو لها أبداً نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بها الأمر العظيما
ومن جيد قوله:
إني امرؤ لا يعتري خلقي ... دنس يفنده ولا أفن
من منقرٍ في بيت مكرمةٍ ... والغصن ينبت حوله الغصن
خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه أعفة لسن
لا يفطنون بعيب جارهم ... وهم لحسن حواره فطن
وقال الحسن: لما حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال: يا بني، احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني إذا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فيسفه الناس كباركم وتهونون عليهم. وعليكم بإصلاح المال، فإنه نهية للكريم، ويستغنى به عن اللئيم. وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل. روى عنه الحسن، والأحنف، وخليفة بن حصين، وابنه حكيم بن قيس، وروى النضر بن شميل عن شعبة عن قتادة عن مطرف بن الشخير عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه انه أوصى عند موته فقال: إذ أنا مت فلا تنوحوا علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه.
قال النضر بن شميل: قال عبدة بن الطبيب:
عليك سلام الله قيس بن عاصمٍ ... ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليته منك نعمةً ... إذا زار عن شحط بلادك سلما
فما كان قيس هلكة هلك واحدٍ ... ولكنه بنيان قومٍ تهدما
قيس بن عائذ الأحمسي
أبو كاهل هو مشهور بكنيته مات في زمن الحجاج. وقيل اسم أبي كاهل عبد الله بن مالك، والأول أكثر وأصح، وقد ذكرناه في الكنى بأكثر من هذا.
قيس بن عبد الله الأسدي
من بني أسد بن خزيمة هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب. قال ابن عقبة: كان ظئراً لعبيد الله بن جحش ولأم حبيبة رضي الله عنها.
قيس بن عبد الله بن عمرو
بن عدس بن ربيعة بن جعدة، هو النابغة الجعدي الشاعر وقد تقدم ذكره في باب النون.
قيس بن عمرو بن سهل
بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري مدني، هو جد يحيى وسعد وعبد ربه: بني سعيد بن قيس المدنيين الفقهاء كذلك قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وجماعة. وقال مصعب: هو جد يحيى بن سعيد الأنصاري قيس بن قهد. قال ابن أبي خيثمة: غلط مصعب في ذلك، والقول ما قاله أحمد ويحيى، قال: وقيس بن قهد وقيس بن عمرو وكلاهما من بني مالك بن النجار يقولون: إن سعيداً والد يحيى ابن سعيد لم يسمع من أبيه قيس شيئاً. وقد روى عن قيس جد يحيى بن سعيد محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمي.
قيس بن عمرو بن قيس
الأنصاري، من بني سواد بن مالك بن النجار قتل يوم أحد شهيداً. واختلف في شهوده بدراً وقد ذكرنا ذلك في باب أبيه عمرو بن قيس، لأنهما قتلا جميعاً يوم أحد.
قيس بن أبي غرزة بن عمير
بن وهب الغفاري. وقيل الجهني. سكن الكوفة ومات بها، وله حديث واحد ليس له غيره رواه عنه أبو وائل أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل السوق وقال لهم: " يا معشر التجار، إن بيعكم هذا مما يحضره الحلف، فشوبوه بالصدقة " . وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن التجار هم الفجار إلا من بر وصدق " . ومنهم من يجعلهما حديثين. روى عنه الحكم بن عتيبة ولا أدري أسمع منه أم لا؟
قيس بن قهد الأنصاري

من بني مالك بن النجار هو قيس بن قهد بن قيس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. قال مصعب الزبيري: هو جد يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: ولم يكن قيس بن قهد بالمحمود في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن أبي خيثمة: هذا وهم من أبي عبيد الله وإنما جد يحيى بن سعيد قيس بن عمرو. قال: وقيس بن قهد هو جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي. قال أبو عمر: وهو كما قال ابن أبي خيثمة وقد غلط فيه مصعب وكلهم خطأه في قوله هذا.
قيس بن أبي قيس
شهد مع علي رضي الله عنه صفين ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي رضي الله عنه من الصحابة.
قيس بن كلاب الكلابي
له صحبة، روى عنه عبد الله بن حكم الكلابي، حديثه عند أهل مصر.
قيس بن مالك بن أنس
الأنصاري، أبو صرمة. وهو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه فقيل: قيس بن مالك. وقيل مالك بن قيس، وقد ذكرناه في الكنى بأكثر من ذلك فأغنى عن الإعادة ها هنا. روى عنه ابن محيريز ولؤلؤة ومحمد بن كعب القرظي.
قيس بن المحسر
كان خرج مع زيد بن حارثة في السرية التي قدم فيها إلى أم قرفة فأخذها وهو الذي تولى قتلها، وقتل الفزاريين أيضاً وذلك في رمضان في سنة ست من الهجرة.
قيس بن محصن بن خالد
بن مخلد الأنصاري الزرقي. ويقال: قيس بن حصن شهد بدراً وشهد أحداً.
قيس بن مخرمة
بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، أبو محمد. ويقال أبو السائب ولد هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، فهو ورسول الله صلى الله عليه وسلم لدة. وروى ذلك عنه أنه قال: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، فنحن لدان، أمه أم ولد. هو أحد المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، ولم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل عام حنين، لا هو ولا عباس بن مرداس، ومن ذكرنا معهما، كما صنع بسائر المؤلفة قلوبهم، وكل هؤلاء إلى إيمانهم. وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر خمسين وسقاً، وقيل ثلاثين وسقاً. روى عنه ابنه عبد الله ابن قيس، وكان عبد الله من الفضلاء النجباء.
قيس بن مخلد
بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار الأنصاري المازني، شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً.
قيس بن المكشوح
أبو شداد. واختلف في اسم المكشوح، فقيل هبيرة بن هلال وهو الأكثر وقيل: عبد يغوث بن هبيرة بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن النبيت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ البجلي حليف مراد وعداده فيهم. وبجيلة وخثعم ابنا أنمار بن أراش قيل: لا صحبة له. وقيل: بل لقيس بن مكشوح صحبة باللقاء والرواية ولا أعلم له رواية. ومن قال: لا صحبة له يقول: أنه لم يسلم إلا في أيام أبي بكر. وقيل: في أيام عمر وهو أحد الصحابة الذين شهدوا مع النعمان بن مقرن فتح نهاوند. له ذكر صالح في الفتوحات بالقادسية وغيرها زمن عمر وعثمان رضي الله عنهما وهو أحد الذين قتلوا الأسود العنسي وهم: قيس بن مكشوح وذادويه وفيروز الديلمي. وقتله الأسود العنسي يدل على أن إسلامه كان في مرض النبي صلى الله عليه وسلم ثم قتل قيس بن مكشوح رحمه الله بصفين مع علي رضي الله عنه كان يومئذ صاحب راية بجيلة، وكانت فيه نجدة وبسالة، وكان قيس شجاعاً فارساً بطلاً شاعراً وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب وكان يناقضه في الجاهلية. وكانا في الإسلام متباغضين، وهو القائل لعمرو بن معد يكرب:
فلو لاقيتني لاقيت قرناً ... وودعت الحبائب بالسلام
لعلك موعدي ببني زبيدٍ ... وما قامعت من تلك اللئام
ومثلك قد قرنت له يديه ... إلى اللحيين يمشي في الخطام
ومن خبره في صفين أن بجيلة قالت له: يا أبا شداد، خذ رايتنا اليوم فقال: غيري خير لكم.

قالوا: ما نريد غيرك. قال: فوالله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب قال: وعلى رأس معاوية رجل قائم معه ترس مذهب يستر به معاوية من الشمس فقالوا له: اصنع ما شئت. فأخذ الراية ثم زحف، فجعل يطاعنهم حتى انتهى إلى صاحب الترس وكان في خيل عظيمة فاقتتل الناس هناك قتالاً شديداً، وكان على خيل معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فعارضه دونه رومي لمعاوية، فضرب قدم أبي شداد فقطعها، وضربه قيس فقتله، وأشرعت إليه الرماح، فقتل رحمة الله تعالى عليه.
قيس بن النعمان السكوني
كوفي. يقال: إنه كان قد قرأ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحصاه على عهد عمر. من حديثه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأهديت إليه، فأبى. وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه إلى الغار.
روى عنه إياد بن لقيط السدوسي، وكان جاراً له.
روى أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن قيس بن النعمان، قال: لما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان مراً بعبد يرعى غنماً، فاستسقياه من اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب. غير أن ها هنا عناقا حملت أول الشاء. وقد أجدبت وما بقي لها لبن. فقال: " ادع بها عندي " . فدعا بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا حتى أنزلت. قال: وجاء أبو بكر فحلب فسقى أبا بكر وحلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب. فقال الراعي: بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط قال: " وتراك تكتم علي حتى أخبرك " ؟ قال: نعم: قال: " فإني محمد رسول الله " . قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابىء قال: " إنهم لا يقولون ذلك " . قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق وأنه لا يفعل ما فعلته إلا نبي وإني متبعك. قال: " إنك لا تسطيع ذلك يومك. فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا " .
قيس بن النعمان العبدي
أحد وفد عبد القيس حديثه في البصريين روى عنه أبو القموص زيد ابن علي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره.
قيس بن الهيثم السامي
بصري. هو جد عبد القاهر بن السري، له صحبة. روى عنه عطية الدعاء.
قيس أبو جبيرة
بن الضحاك، قال: فينا نزلت " ولا تنابزوا بالألقاب " الحجرات 11. حديثه كثير الاضطراب.
قيس أبو غنيم الأسدي
والد غنيم بن قيس. كوفي له صحبة وقد قيل: إنه سكن البصرة روى عنه ابنه غنيم بن قيس.
قيس الأنصاري
جد عدي بن ثابت. حديثه مرفوع في المستحاضة تنتظر أيام أقرائها وتغتسل وتتوضأ لكل صلاة.
قيس التميمي
روى عنه المغيرة بن شبيل. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أصفر ورأيته يسلم على يساره. وفي خبر آخر عنه قال: بعثني جرير وافداً على النبي صلى الله عليه وسلم.
قيس الجذامي
اختلف في اسم أبيه، فقيل: قيس بن عامر وقيل: قيس بن زيد. سكن الشام. روى عنه كثير بن مرة وعبد الرحمن بن عائذ. وقد قيل: إن حديثه مرسل.
باب الأفراد في حرف القاف
قارب بن الأسود
الثقفي هو قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود الثقفي هو جد وهب بن عبد الله بن قارب له صحبة ورواية روى عنه ابنه عبد الله بن قارب حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " رحم الله المحلقين " . قال فيه الحميدي عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب هكذا على الشك عن أبيه عن جده ولا أحفظ هذا الحديث من غير رواية ابن عيينة. وغير الحميدي يرويه قارب من غير شك. وهو الصواب وهو معروف مشهور. من وجوه ثقيف ومعه كانت راية الأحلاف أيام قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيفاً وحصاره لهم ثم وفد في وفد ثقيف فأسلم.
قباث بن أشيم

بن عامر بن الملوح الكناني. ويقال الليثي ويقال التميمي، والأكثر قول من نسبه في كنانة سكن دمشق. روى عنه عامر ابن زياد الليثي وأبو الحويرث، فرواية عامر عنه مرفوعة في فضل صلاة الجماعة. وأما أبو الحويرث فإنه قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني ثم الليثي: يا قباث أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه، ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل، وأنا أعقله.
وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور عن يونس بن سيف عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث بن أشيم الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة رجلين يؤمهما أحدهما أزكى عند الله من صلاة ثمانيةٍ تترى، وصلاة ثمانيةٍ يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائةٍ تترى " . ذكره البخاري في التاريخ.
قثم بن العباس
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي. قال عبد الله بن جعفر: كنت أنا وعبيد الله وقثم ابنا العباس نلعب. فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ارفعوا إلي هذا " يعني قثم فرفع إليه، فأردفه خلفه، وجعلني بين يديه ودعا لنا.
واستشهد قثم بسمرقند قال ابن عباس: هو آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه كان آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، وقد ادعى ذلك المغيرة بن شعبة لقصة ذكرها فأنكر ذلك ابن عباس وقال: آخر الناس عهداً بالنبي صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس. وقد روي عن علي مثل ذلك سواء في أنه أنكر ما ادعى المغيرة من ذلك، وقال: آخر الناس عهداً بالنبي صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس.
وكان قثم بن العباس والياً لعلي بن أبي طالب على مكة، وذلك أن علياً لما ولي الخلافة عزل خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي عن مكة، وولاها أبا قتادة الأنصاري ثم عزله وولى قثم بن العباس، فلم يزل والياً عليها حتى قتل علي رحمه الله هذا قول خليفة. وقال الزبير: استعمل علي بن أبي طالب قثم بن العباس، على المدينة.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي وغيره. مات قثم بن العباس بسمرقند واستشهد بها وكان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية، وكان قثم بن العباس يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه يقول داود بن سليم:
عتقت من حلي ومن رحلتي ... يا ناق إن أدنيتني من قثم
أنك إن أدنيت منه غداً ... حالفني اليسر ومات العدم
في كفه بحر، وفي وجهه ... بدر، وفي العرنين منه شمم
أصم عن فعل الخنا سمعه ... وما عن الخير به من صمم
لم يدر مالا، وبلى قد درى ... فعافها واعتاض منها نعم
وقال الزبير في الشعر الذي أوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
إنه قاله بعض شعراء المدينة في قثم بن العباس وزاد الزبير في الشعر بيتين أو ثلاثة منها قوله:
كم صارخٍ بك مكروب وصارخةٍ ... يدعوك يا قثم الخيرات يا قثم
وقد ذكرنا في بهجة المجالس الشعر الذي أوله: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته. ولمن هو والاختلاف فيه ولا يصح أنه قثم بن العباس وذلك شعر آخر على عروضه وقافيته وما قاله الزبير فغير صحيح. والله أعلم.
قردة بن نفاثة
السلولي، من بني عمرو بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن كان شاعراً قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من بني سلول فأمره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا فأنشأ يقول:
بان الشباب فلم أحفل به بالاً ... وأقبل الشيب والإسلام إقبالا
وقد أدوي نديمي من مشعشعةٍ ... وقد أقلب أوراكاً وأكفالا
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وقد قيل: إن البيت قوله:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
للبيد. قال أبو عبيدة: لم يقل لبيد في الإسلام غيره. وكان قد عمر مائة وخمسين سنة. وقردة هذا هو الذي يقول:
أصبحت شيخاً أرى الشخصين أربعةً ... والشخص شخصين لما مسني الكبر

لا أسمع الصوت حتى أستدير له ... وحال بالسمع دوني المنظر العسر
وكنت أمشي على الساقين معتدلاً ... فصرت أمشي على ما ينبت الشجر
إذا أقوم عجنت الأرض متكئاً ... على البراجم حتى يذهب النفر
قرظة بن كعب بن ثعلبة
بن عمرو بن كعب بن الإطنابة الأنصاري الخزرجي من بني الحارث بن الخزرج حليف بني عبد الأشهل يكنى أبا عمرو شهد أحداً وما بعدها من المشاهد ثم فتح الله على يديه الري في زمن عمر سنة ثلاث وعشرين، وهو أحد العشرة الذين وجهم عمر إلى الكوفة من الأنصار وكان فاضلاً ولاه علي بن أبي طالب على الكوفة فلما خرج علي إلى صفين حمله معه وولاها أبا مسعود البدري، وروى زكريا بن أبي زائدة عن ابن إسحاق عن عامر بن سعد قال: دخلت على أبي مسعود الأنصاري وقرظة بن كعب وثابت بن زيد وهم في عرس لهم، وجوار يتغنين. فقلت: أتسمعون هذا وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: إنه قد رخص لنا في الغناء في العرس والبكاء على الميت من غير نوح. شهد قرظة بن كعب مع علي مشاهده كلها، وتوفي في خلافته في دار ابتناها بالكوفة وصلى عليه علي بن أبي طالب. وقيل: بل توفي في إمارة المغيرة بن شعبة بالكوفة في صدر أيام معاوية. والأول أصح إن شاء الله تعالى.
قطن بن حارثة العليمي
الكلبي من بني عليم بن جناب بن كلب بن وبرة. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله الدعاء له ولقومه في غيث السماء في حديث فصيح كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عروة. وله خبر آخر يرويه ابن الكلبي، عن أبيه عن إبراهيم بن سعد ابن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب مع قطن بن حارثة العليمي كتاباً بعمل من كلب وأحلافها في خبر ذكره.
قفيز غلام رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالقاف بعدها فاء وياء ذكره أبو محمد عبد الغني في كتاب المؤتلف والمختلف له، قال أبو علي قال ابن الفلاس، وذكره أيضاً أبو الوليد بن الفرضي قال: حدثنا محمد بن محمد الصيدلاني، قال: حدثنا عبد الله بن يحيى الأصبهاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن سيف، قال: حدثنا محمد بن سليمان الحراتي، قال: حدثنا زهير بن محمد عن أبي بكر عن أنس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام
اسمه قفيز.
قنان بن دارم العبسي
بن أفلت العبسي أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا. ذكرهم الدارقطني والطبري.
قنفذ بن عمير بن جدعان
التميمي. له صحبة، ولاه عمر مكة ثم عزله، وولى نافع بن عبد الحارث.
قهيد بن مطرف
أو ابن أبي مطرف، والأكثر يقولون ابن مطرف الغفاري. روى عنه المطلب بن عبد الله بن حنطب يختلف في صحبته ويقول بعضهم: إن حديثه مرسل لأنه يروي عنه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أخيه الحكم بن المطلب عن أبيه، عن قهيد الغفاري أنه حدثه قال: سأل سائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن عدا علي عاد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذكره ثلاث مرات، فإن أتى فقاتله، فإن قتلك فأنت في الجنة، وإن قتلته فهو النار " وروى عنه عمرو مولى المطلب عن قهيد بن مطرف الغفاري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وفي حديث عمرو هذا عنه " ناشده الله والإسلام ثلاثاً " .
قيظي بن قيس بن لوذان
بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الخزرجي شهد أحداً في قول الواقدي.
حرف الكاف
باب كثيرٍ
كثير خال البراء
روى الشعبي، عن البراء بن عازب، قال: كان اسم خالي قليلاً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما نسكنا بعد صلاتنا " .
كثير بن شهاب الحارثي
في صحبته نظر. وقد روى عن عمر، وهو الذي قتل يوم القادسية جالينوس وأخذ سلبه، لا أعلم له رواية. وقيل: بل قتل جالينوس زهرة بن حوية.
كثير بن الصلت

ن معد يكرب الكندي. وعدادهم في بني جمح، يكنى أبا عبد الله ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه كثيراً وكان اسمه قليلاً. هو أخو زبيد بن الصلت. يروي كثير بن الصلت عن أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم.
كثير بن العباس بن عبد المطلب
يكنى أبا تمام، ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأشهر في سنة عشر من الهجرة ليس له صحبة، ولكن ذكرناه بشرطنا. أم كثير بن العباس رومية تسمى سبأ، وقيل: أمه حميرية، وكان فقيهاً ذكياً فاضلاً. روى عنه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وروى عنه ابن شهاب.
كثير بن عمرو السلمي
حليف بني أسد. ويقال: حليف بني عبد شمس، وبنو أسد حلفاء بني عبد شمس شهد بدراً فيما ذكر ابن إسحاق من رواية زياد وليس في رواية ابن هشام. ذكره ابن السراج عن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، عن أبيه عن زياد عن ابن إسحاق قال: وشهد بدراً من حلفاء بني أسد كثير بن عمرو، وأخواه: مالك بن عمرو وثقف بن عمرو لم أر كثيراً في غير هذه الرواية ولعله أن يكون ثقيف لقباً له واسمه كثير.
كثير بن قيس
ذكره ابن قانع، وذكر له حديثاً من رواية داود بن جميل عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من سلك طريق العلم سهل الله له طريقاً إلى الجنة " . كذا جعله ابن قانع في الصحابة. وهذا وهم، فإن الحديث إنما رواه أبو داود في مصنفه، عن داود بن جميل عن كثير ابن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح. وداود ابن جميل مجهول قاله الدارقطني، وذكر أن الأوزاعي روى هذا الحديث عن كثير بن قيس، عن سمرة عن أبي الدرداء.
كثير الأزدي
رأى النبي صلى الله عليه وسلم أكل طعاماً مسته النار، ثم صلى ولم يتوضأ. روى عنه عقبة بن مسلم التجيبي. سكن كثير هذا مصر مصر ويعد في أهلها.
كثير الأنصاري
سكن البصرة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى المكتوبة انصرف عن يساره. وقد قيل: حديثه مرسل. روى عنه ابنه جعفر بن كثير.
باب كردم
كردم بن سفيان الثقفي
روت عنه ابنته ميمونة بنت كردم عن النبي صلى الله عليه وسلم في النذر.
كردم بن أبي السنابل
الأنصاري ويقال الثقفي له صحبة. سكن المدينة ومخرج حديثه عن أهل الكوفة.
كردم بن قيس الثقفي
حديثه عند جعفر بن عمرو بن أمية، عن إبراهيم بن عمر عنه.
باب كرز
كرز بن أسامة
ويقال: كريز، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع النابغة الجعدي، وقد ذكرناه في باب كيز، فهو الأكثر فيه إن شاء الله.
كرز بن جابر بن حسيل
ويقال ابن حسل بن لاحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري. أسلم بعد الهجرة، قال ابن إسحاق: أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه، حتى بلغ وادياً يقال له سفوان ناحية بدر وفاته كرز فلم يدركه وهي بدر الأولى ثم أسلم كرز بن جابر وحسن إسلامه وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الذي بعثهم في أثر العرنيين الذين قتلوا راعيه. وقتل كرز بن جابر يوم الفتح، وذلك سنة ثمانٍ من الهجرة في رمضان. وكان قد أخطأ الطريق. وسار في غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه المشركون فقتلوه رحمه الله. وذكر الطبري، عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق أن كرز ابن جابر وحبيش بن خالد الكعبي كانا في خيل خالد بن الوليد يوم فتح مكة فشذا عنه وسلكا طريقاً غير طريقه جميعاً، فقتل قبل كرز، فجعله كرز بين رجليه ثم قاتل حتى قتل وهو يرتجز:
قد علمت صفراء من بني فهر ... نقية الوجه نقية الصدر
لأضربن اليوم عن أبي صخر
وكان حبيش يكنى أبا صخر.
كرز بن علقمة الخزاعي

ينسبونه كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بن عبد نهم بن حليل ابن حبشية بن سلول الخزاعي. أسلم يوم فتح مكة وعمر عمراً طويلاً وهو الذي نصب أعلام الحرم في خلافة معاوية، وإمارة مروان بن الحكم. روى عنه عروة بن الزبير. من حديثه ما روى سفيان بن عيينة وغيره عن الزهري عن عروة عن كرز بن علقمة الخزاعي، قال: قال رجل: يا رسول الله، هل للإسلام من منتهى؟ قال: " نعم، أي أهل بيتٍ من العرب أو العجم أراد بهم الله خيراً أدخل عليهم الإسلام " . قال الرجل: ثم مه؟ قال: " ثم تقع فتن كأنها الظلل " . قال: الرجل: كلا، والله إن شاء الله تعالى قال: " بلى، والذي بنفسي بيده، ثم يعودون فيها أساود حتى يضرب بعضهم رقاب بعضٍ " .
كرز رجل آخر
روى عنه عبد الله بن الوليد
كرز، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته يصلي فوق جبل. روت عنه ابنته لا أدري أهو الذي روى عنه عبد الله بن الوليد أو غيره.
باب كعب
كعب بن جماز بن مالك
بن ثعلبة الجهني، كذا قال ابن إسحاق: وقال ابن هشام: هو من بني غسان حليف لبني ساعدة من الأنصار شهد بدراً وهو أخو سعد بن جماز. وقال الطبري: لهما أخ ثالث اسمه الحارث بن جماز بن مالك بن ثعلبة من غسان كذا قال الطبري: من غسان ولم يذكر أحد الحارث بن جماز هذا غيره. والله أعلم.
وأما كعب بن جماز وأخوه سعد بن جماز فمذكوران شهد كعب بدراً وشهد سعد أحداً وقتل يوم اليمامة. ولا خلاف أنهما من حلفاء بني ساعدة من الأنصار، ولم يختلف أهل المغازي أن أباهما جماز بالجيم والزاي.
وذكر الدارقطني قال: قرأت بخط أحمد بن أبي سهل الحلواني في سماعه من أبي سعيد السكري، عن محمد بن حبيب، عن ابن الكلبي في نسب قضاعة قال: وكعب بن حمان بالحاء والنون ابن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن راشد بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن أسود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة شهد بدراً والمشاهد كلها. قال أبو عمر رحمه الله: هو جهني حليف لبني ساعدة وهو عندي ابن جماز بالجيم والزاي، والله أعلم، كما قال أهل المغازي.
كعب بن الخدارية
ذكر ابن أبي خيثمة في كتابه بإسناد متصل أن لقيط بن عامر خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن المنتفق ذكر حديثاً طويلاً فقال: ها إن ذين، ها إن ذين لمن نفر لعمر الملك إن حدثت إنهم لمن أتقى الناس في الدنيا والآخرة، فقال له كعب بن الخدارية أحد بني بكر بن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: " بنو المنتفق " قالها ثلاثاً.
كعب بن زهير
بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح المزني من مزينة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وكانت محلتهم في بلاد غطفان فيظن الناس أنهم من غطفان أعنى زهيراً وبنيه، وهو غلط. قدم كعب بن زهير على النبي صلى الله عليه وسلم بعد انصرافه من الطائف فأنشده قصيدته التي أولها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
القصيدة بأسرها، وأثنى فيها على المهاجرين، ولم يذكر الأنصار فكلمته الأنصار فصنع فيهم حينئذ شعراً والله أعلم، ولا أعلم له في صحبته وروايته غير هذا الخبر. وكان قد خرج هو وأخوه بجير بن زهير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغا أبرق العزاف، فقال كعب لبجير: الق هذا الرجل وأنا مقيم لك ها هنا. فقدم بجير على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع منه وأسلم، وبلغ ذلك كعباً، فقال:
ألا أبلغا عني بجيراً رسالةً ... على أي شيء ويك غيرك دلكا
على خلقٍ لم تلف أماً ولا أباً ... عليه ولم تدرك عليه أخاً لكا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجل، لم يلف عليه أباه ولا أمه " . وفيها:
شربت بكأسٍ عند آل محمد ... وأنهلك المأمون منها وعلكا
فكتب إليه بجير: أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنك إن فعلت ذلك قبل منك، وأسقط ما كان منك قبل ذلك فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً، ودخل عليه مسجده، وأنشده:
بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول
فلما بلغ إلى قوله:
إن الرسول لسيف يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
أنبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
ومنها:

في فتيةٍ من قريشٍ قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا زولوا
قال الخليل: أي قال لهم: هاجروا إلى المدينة فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من معه أن اسمعوا.
قال أبو عمر رحمة الله عليه: كان كعب بن زهير شاعراً مجوداً كثير الشعر، مقدماً في طبقته هو وأخوه بجير. وكعب أشعرهما، وأبوهما زهير فوقهما.
قال خلف الأحمر: لولا قصائد لزهير ما فضلته على ابنه كعب، ولكعب ابن شاعر اسمه عقبة ولقبه المضرب: لأنه شبب بامرأةٍ، فضربه أخوها بالسيف ضربات كثيرة، فلم يمت وله ابن أيضاً يقال له العوام شاعر: وقال الحطيئة لكعب بن زهير: أنتم أهل بيت ينظر إليكم في الشعر، فاذكرني في شعرك فقال كعب في ذلك شعراً ذكره أهل الأخبار.
ومما يستجاد لكعب بن زهير قوله شعراً:
لو كنت أعجب من شيءٍ لاعجبني ... سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمورٍ ليس يدركها ... فالنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
ومنها يستجاد له أيضاً قوله:
إن كنت لا ترهب ذمي لما ... تعرف من صفحي عن الجاهل
فاخش سكوتي إذ أنا منصت ... فيك لمسموع خنى القائل
فالسامع الذام شريك له ... ومطعم المأكول كالآكل
مقالة السوء إلى أهلها ... أسرع من منحدرٍ سائل
ومن دعا الناس إلى ذمه ... ذموه بالحق وبالباطل
في أبيات كثيرة من هذه، وله ولأبيه قبله ضروب من حكم الشعر.
ومن جيد شعره قصيدته التي يفتخر فيها على مراد أولها:
أتعرف رسماً بين دهمان فالرقم ... إلى ذي مراهيط كما خط بالقلم
عفته رياح الصيف بعدي بمورها ... وأندية الجوزاء بالوبل والديم
ديار التي بتت حبالي وصرمت ... وكنت إذا ما الحبل من خلة صرم
فزعت إلى أدماء حرفٍ كأنما ... بأقرابها قار إذا جلدها استحم
ألا أبلغا هذا المعرض أنه ... أيقظان قال القول إذ قال أو حلم
فإن تسألي الأقوام عني فإنني ... أنا ابن أبي سلمى على رغم من رغم
أنا ابن الذي قد عاش تسعين حجةً ... فلم يخز يوماً في معد ولم يلم
وأكرمه الأكفاء من كل معشرٍ ... كرامٍ فإن كذبتني فاسأل الأمم
أقول شبيهاتٍ بما قال عالماً ... بهن، ومن يشبه أباه فما ظلم
فأشبهته من بين من وطىء الحصى ... ولم ينتزعني شبه خالٍ ولا ابن عم
إذا شئت أعلكت الجموع إذا بدت ... نواجذ لحييه بأغلظ ما عجم
أعيرتني عزاً قديماً وسادةً ... كراماً بنوا لي المجد في باذخ الشمم
هم الأصل مني حيث كنت وإنني ... من المزنيين المضيفين للكرم
هم ضربوكم حين جزتم عن الهدى ... بأسيافهم حتى استقمتم على أمم
وساقتك منهم عصبة خندفية ... فمالك منها قيد شبرٍ ولا قدم
هم الأسد عند الناس والحشد في القرى ... وهم عند عقد الجار يوفون بالذمم
هم منعوا سهل الحجاز وحزنه ... قديماً وهم أجلوا أباك عن الحرم
متى أدع في أوسٍ وعثمان تأتني ... مساعر حربٍ كلهم سادة وعم
فكم فيهم من سيدٍ وابن سيدٍ ... ومن عاملٍ للخير إن قال أو زعم
كعب بن زيد بن قيس
بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري.
شهد بدراً وقتل يوم الخندق شهيداً، قتله ضرار بن الخطاب في قول الواقدي.
وقال ابن إسحاق: أصابه سهم فقتله. قال: ويذكرون أن الذي أصابه سهم أمية بن ربيعة بن صخر الدؤلي، وكان قد نجا يوم بئر معونة وحده وقتل سائر أصحابه. ذكره ابن عقبة وابن إسحاق في البدريين.
كعب بن زيد

ويقال: زيد بن كعب. روى قصة الغفارية التي وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بياضاً، فقال: " شدي عليك ثيابك، والحقي بأهلك " . وكان البياض بكشحها. روى عنه جميل بن زيد. وفي هذا الخبر اضطراب كثير.
كعب بن سليم القرظي
ثم الأوسي. وبنو قريظة حلفاء الأوس كان سبى قريظة الذين استحيوا إذ وجدوا لم ينبتوا بحكم سعد بن معاذ فيهم. لا أحفظ له رواية. وأما ابنه محمد فمن العلماء الجلة التابعين.
كعب بن سور الأزدي
كان مسلماً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. معدود في كبار التابعين. قال الأصمعي: هو كعب بن سور بن بكر بن عبيد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن هوازن بن كعب ابن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي بعثه عمر بن الخطاب قاضياً على البصرة لخبر عجيب مشهود جرى له معه في امرأة شكت زوجها إلى عمر فقالت: إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار وأنا أكره أن أشكوه إليك فهو يعمل بطاعة الله. فكأن عمر لم يفهم منها. وكعب بن سور هذا جالس معه، فأخبره أنها تشكو أنها ليس لها من زوجها نصيب.
فأمره عمر بن الخطاب أن يسمع منها، ويقضي بينهما فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال فسأله عمر عن ذلك فنزع بأن الله عز وجل أحل له أربع نسوة لا زيادة فلها الليلة من أربع ليال هذا معنى الخبر اختصرت لفظه وجئت بمعناه.
وأما ما حكاه الشعبي في هذا الخبر، فذكر أن كعب بن سور كان جالساً عند عمر بن الخطاب فجاءت امرأة فقالت: ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي، إنه ليبيت ليله قائماً ويظل نهاره صائماً في اليوم الحار ما يفطر، فاستغفر لها عمر، وأثنى عليها، وقال: مثلك أثنى بالخير وقاله، فاستحيت المرأة وقامت راجعة فقال كعب بن سور: يا أمير المؤمنين هلا أعديت المرأة على زوجها إذ جاءتك تستعديك فقال: أكذلك أرادت؟ قال: نعم. قال: ردوا علي المرأة. فردت.
فقال لها: لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هذا يزعم أنك جئت تشتكين أنه يجتنب فراشك.
قالت: أجل إني امرأة شابة، وإني أبتغي ما تبتغي النساء. فأرسل إلى زوجها، فجاء، فقال لكعب: اقض بينهما فقال: يا أمير المؤمنين أحق بأن يقضي بينهما. فقال: عزمت عليك لتقضين بينهما، فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم. قال: فإني أرى أن لها يوماً من أربعة أيام، كأن زوجها له أربع نسوة فإذا لم يكن له غيرها فإني أقضي له بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن.
ولها يوم وليلة. فقال عمر: والله ما رأيك الأول بأعجب من الآخر، اذهب فأنت قاضٍ على أهل البصرة.
وروى وكيع، عن زكريا عن الشعبي، قال: يقال: إنه كان على قضاء البصرة بعد كعب بن سور أبو زيد الأنصاري عمرو بن أخطب.
قال أبو عمر رحمه الله: فأعجب عمر ما قضى به بينهما، فبعثه قاضياً على البصرة، وأمر عثمان أبا موسى أن يقضي كعب بن سور بين الناس، ثم ولي ابن عامر فاستقضى بن سور فلم يزل قاضياً بالبصرة حتى كان يوم الجمل، فلما اجتمع الناس بالحريبة، واصطفوا للقتال خرج وبيده المصحف. فنشره وشهره رجال بين الصفين يناشد الناس الله في دمائهم فقتل على تلك الحال، أتاه سهم غرب فقتله. وقد قيل: إنه كان المصحف في عنقه وبيده عصا ويليه ابن بريش وهو يأخذ الجمل، فأتاه سهم فقتله رحمة الله عليه.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا مضر بن محمد، قال: حدثنا أبو تميم بن عثمان، قال: حدثنا مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب فقالت: إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل. فقال: ما تريدين؟ أتريدين أن أنهاه عن صيام النهار وقيام الليل قال: ثم رجعت إليه، فقالت: إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل. قال: أفتريدين أن أنهاه عن صيام النهار وقيام الليل؟ ثم جاءته الثالثة، فقالت: إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل قال: أفتريدين أن أنهاه عن صيام النهار وقيام الليل؟ قال: وكان عنده كعب بن سور، فقال كعب: إنها امرأة تشتكي زوجها. فقال عمر: أما إذا فطنت لها فاحكم بينهما. قال فقام كعب وجاءت بزوجها فقالت:
يأيها القاضي الفقيه ارشده ... ألهى خليلي عن فراشي مسجده

زهده في مضجعي وتعبده ... نهاره وليله ما يرقده
ولست في أمر النساء أحمده ... فامض القضايا كعب لا تردده
فقال الزوج:
إني امرؤ قد شفني ما قد نزل ... في سورة النور وفي السبع الطول
وفي الحواميم االشفاء وفي النحل ... فردها عني وعن سوء الجدل
فقال كعب:
إن السعيد بالقضاء من فصل ... ومن قضى بالحق حقاً وعدل
إن لها حقاً عليك يا بعل ... من أربعٍ واحدة لمن عقل
أمض لها ذاك ودع عنك العلل
ثم قال له: أيها الرجل إن لك أن تزوج من النساء مثنى وثلاث ورباع فلك ثلاثة أيام ولامرأتك هذه من أربعة أيام يوم. ومن أربع ليال ليلة، فلا تصل في ليلتها إلا الفريضة، فبعثه عمر قاضياً على البصرة.
كعب بن عاصم الأشعري
روت عنه أم الدرداء. مخرج حديثه عن أهل المدينة. ويقال: هو أبو مالك الأشعري الذي روى عنه عبد الرحمن بن غنم والشاميون. وقيل: إنهما اثنان. والله أعلم. ولا يختلفون أن اسم أبي مالك الأشعري كعب بن عاصم إلا من شذ فقال فيه: عمرو بن عاصم وليس بشيء. وبالله التوفيق.
كعب بن عجرة بن أمية
بن عدي بن عبيد بن الحارث البلوي ثم السوادي، من بني سواد بن مري من بلي بن عمرو بن الحارث بن قضاعة حليف الأنصار قيل: حليف لبني حارثة بن الحارث بن الخزرج وقيل: بل هو حليف لبني عوف بن الخزرج. وقيل: إنه حليف لبني سالم من الأنصار. وقال الواقدي: ليس بحليف للأنصار، ولكنه من أنفسهم. وقال ابن سعيد: طلبت اسمه في نسب الأنصار فلم أجده. ويكنى أبا محمد، فيه نزلت: " فدية من صيامٍ أو صدقةٍ أو نسكٍ " البقرة 196. نزل الكوفة. ومات بالمدينة سنة ثلاث أو إحدى وخمسين. وقيل: سنة اثنتين وخمسين. وهو ابن خمس وسبعين سنة. روى عنه أهل المدينة وأهل الكوفة.
كعب بن عدي التنوخي
مخرج حديثه عن أهل مصر. روى عنه ناعم بن أجيل حديثاً حسناً.
كعب بن عمرو
أبو شريح الخزاعي الكعبي. هو مشهور بكنيته. وقد اختلف في اسمه على ما تقدم ذكره في باب خويلد، ويأتي ذكره في الكنى إن شاء الله.
كعب بن عمرو بن عباد
بن عمرو بن سواد الأنصاري السلمي. من بني سلمة أبو اليسر وهو مشهور بكنيته. شهد العقبة ثم بدراً وهو ابن عشرين سنة. ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى بأتم من ذكره ها هنا. روى عنه حنظلة بن قيس وربعي ابن حراش وعبادة بن الوليد.
كعب بن عمرو بن عبيد
بن الحارث بن كعب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار. شهد أحداً والمشاهد بعدها. استشهد يوم اليمامة قاله العدوي.
كعب بن عمرو اليامي
الهمداني، جد طلحة بن مصرف من نسبه يقول فيه: كعب بن عمرو. وبعضهم يقول: كعب بن عمر. والأشهر ابن عمرو بن جحدب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل بن سلفة بن دؤل بن جشم بن يام بن همدان سكن الكوفة. له صحبة. ومنهم من ينكرها ولا وجه لإنكار من أنكر ذلك. من حديثه ما رواه طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال: قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأمر يده على سالفته. وقد اختلف فيه. وهذا أصح ما قيل فيه في ذلك والله أعلم.
كعب بن عمير الغفاري
من كبار الصحابة. كان قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسليم مرةً بعد مرة على السرايا، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذات أطلاح فأصيب أصحابه جميعاً وسلم هو جريحاً قتلتهم قضاعة. قال الدولابي وغيره: وذلك في السنة الثامنة من الهجرة. وقال ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر: إنه أصيب بها هو وأصحابه،
كعب بن عياض الأشعري
معدود في الشاميين. روى عنه جبير بن نفير حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال " . وهو حديث صحيح. وقد روى عنه جابر بن عبد الله. وقيل: إنه روت عنه أم الدرداء.
كعب بن مالك بن أبي كعب

واسم أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعيد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي. يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبا عبد الرحمن، أمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة، من بني سلمة أيضاً. شهد العقبة الثانية، واختلف في شهوده بدراً، ولما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين كعب وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار. كان أحد شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يردون الأذى عنه، وكان مجوداً مطبوعاً قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر، وعرف به ثم أسلم وشهد العقبة ولم يشهد بدراً وشهد أحداً والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلف عنها. وقد قيل: إنه شهد بدراً فالله تعالى أعلم. وهو أحد الثلاثة الأنصار الذين قال الله فيهم: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض. " التوبة 119. الآية، وهم: كعب بن مالك الشاعر هذا، وهلال بن أمية ومرارة ابن ربيعة تخلفوا عن غزوة تبوك، فتاب الله عليهم، وعذرهم، وغفر لهم، ونزل القرآن المتلو في شانهم. وكان كعب بن مالك يوم أحد لبس لأمة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت صفراء ولبس النبي صلى الله عليه وسلم لأمته فجرح كعب بن مالك أحد عشر جرحاً.
وتوفي كعب بن مالك في زمن معاوية سنة خمسين. وقيل سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين وكان قد عمي وذهب بصره في آخر عمره. يعد في المدنيين. روى عنه جماعة من التابعين.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا الرياشي قال: حدثنا عبيد بن عقيل قال: حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال: كان شعراء المسلمين: حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك فكان كعب يخوفهم الحرب وعبد الله يعيرهم بالكفر وكان حسان يقبل على الأنساب. قال ابن سيرين: فبلغني أن دوساً إنما أسلمت فرقاً من قول كعب بن مالك:
قضينا من تهامة كل وترٍ ... وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
نخبرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهن دوساً أو ثقيفا
وفي رواية ابن إسحاق:
قضينا من تهامة كل ريبٍ ... وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
فقالت دوس: انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف.
وقال ابن سيرين: وأما شعراء المشركين فعمرو بن العاص وعبد الله بن الزبعري وأبو سفيان ابن الحارث قال الزبيري: وضرار بن الخطاب.
أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: حدثني أبي حدثني الأوزاعي قال: حدثني يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك قال: يا رسول الله، ماذا ترى في الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه " قال أبو عمر: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك: " أترى الله عز وجل شكر لك قولك:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... فليغلبن مغالب الغلاب "
هذه رواية محمد بن سلام. وفي رواية ابن هشام قال: لما قال كعب بن مالك:
جاءت سخينة كي تغالب ربها ... فليغلبن مغالب الغلاب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا " .
وله أشعار حسان جداً في المغازي وغيرها.
وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: بلغني أن كعب بن مالك قال يوم الدار: يا معشر الأنصار، انصروا الله مرتين. وقال أبو صالح السمان: قال ذلك زيد بن ثابت.
كعب بن مرة البهزي
السلمي. وقد قيل في البهزي هذا إنه مرة بن كعب، والأكثر يقولون: كعب بن مرة له صحبة سكن الأردن من الشام. ومات بها سنة تسع وخمسين.
روى عنه شرحبيل بن السمط، وأبو الأشعث الصنعاني، وأبو صالح الخولاني، وله أحاديث مخرجها عن أهل الكوفة، يروونها عن شرحبيل بن السمط، عن كعب بن مرة السلمي البهزي. وأهل الشام يرون تلك الأحاديث بأعيانها عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة.
والله أعلم. وقد قيل: إن كعب بن مرة البهزي مات بالشام سنة سبع وخمسين.
كعب بن يسار بن ضبة

بن ربيعة العبسي له صحبة، وشهد فتح مصر، وله خطة بمصر معروفة. روى عنه عمار بن سعد التجيبي أراد عمرو بن العاص أن يستعمله على القضاء وكان عمر كتب إليه في ذلك فأبى.
كعب رجل من الصحابة
قطعت يده يوم اليمامة. حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف أنه صلى الله عليه وسلم صلى بكل طائفة ركعة وسجدتين. روى عنه زياد بن نافع. حديثه عند أهل مصر.
باب كلثومٍ
كلثوم بن الحصين
بن خلف بن عبيد، أبو رهم الغفاري. وهو مشهور بكنيته. أسلم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولم يشهد بدراً وشهد أحداً، وكان ممن بايع تحت الشجرة، وكان إذ شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً قد رمى بسهم في نحره فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق فيه، فكان أبو رهم يسمى المنحور، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين: مرة في عمرة القضاء، ومرة في عام الفتح في خروجه إلى مكة وحنين والطائف. كان يسكن المدينة، وكان له منزل ببني غفار.
كلثوم بن علقمة
بن ناجية المصطلقي الخزاعي. روى عنه جامع بن شداد وابنه الحضرمي ابن كلثوم، أحاديثه مرسلة لا تصح له صحبة، وسمع ابن مسعود.
كلثوم بن الهدم
الأنصاري بن عمرو بن عوف، وينسبونه كلثوم بن الهدم بن امرىء القيس ابن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف صاحب رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف بذلك، وكان شيخاً كبيراً، أسلم قبل نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وهو الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم في حين قدومه في هجرته من مكة إلى المدينة، اتفق على ذلك ابن إسحاق وموسى والواقدي، فأقام عنده أربعة أيام، ثم خرج إلى أبي أيوب الأنصاري، فنزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قدومه من هجرته من مكة إلى المدينة حتى بنى مساكنه، وانتقل إليها. ويقال: بل كان نزوله في بني عمرو بن عوف على سعد بن خيثمة وقال محمد بن عمر: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن الهدم، وكان يتحدث في منزل سعد بن خيثمة، وكان يسمى منزل القرآن فلذلك قيل: نزل على سعد بن خيثمة، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم وخرج من بني عمرو فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في بطن الوادي ثم نزل على أبي أيوب الأنصاري.
توفي كلثوم بن الهدم قبل بدر بيسير. وقيل: أن كلثوم بن الهدم أول من مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة لم يدرك شيئاً من مشاهده.
وذكر الطبري أن كلثوم بن الهدم أول من مات من الأنصار بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مات بعد قومه بأيام في حين ابتداء بنيان مسجده وبيوته، وكان موته قبل موت أبي أمامة أسعد بن زرارة بأيام، ولم يلبث بعد مقدمه إلا يسيراً حتى مات، ثم توفي بعده أسعد بن زرارة.
باب كليبٍ
كليب بن بشر
بن تميم حليف لبني الحارث بن الخزرج، قتل يوم اليمامة شهيداً، وقيل في هذا كليب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج. شهد أحداً وما بعدها وقتل يوم اليمامة شهيداً.
كليب بن جرز
بن كليب، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخذ منا النبي صلى الله عليه وسلم من المائة جذعتين.
كليب بن شهاب
الجرمي، والد عاصم بن كليب. له ولأبيه شهاب صحبة. قال عاصم: إن أباه كليباً خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأنا غلام أفهم وأعقل، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل يحب من العامل إذا عمل عملاً أن يحسنه " . وقد روى، عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن عمر وعلي رضي الله تعالى عنهم.
كليب الجهني
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب " . لا أقل على اسم أبيه. روى أيضاً كليب الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه ليبايعه، فقال له: " احلق عنك شعر الكفر، روى عنه ابنه كثير بن كليب.
كليب رجل من الصحابة

قتله أبو لؤلؤة يوم قتل عمر رضي الله عنه. ذكر عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول: إن أبا لؤلؤة طعن اثني عشر رجلاً، فمات منهم ستة منهم عمر وكليب وعاش منهم ستة، ثم نحر نفسه بخنجره. قال معمر: وأخبرنا أيوب، عن نافع قال:
ذكر لعمر بن الخطاب امرأة توفيت بالبيداء فجعل الناس يمرون عليها ولا يدفنونها حتى مر عليها كليب فدفنها فقال عمر رضي الله عنه: إني لأرجو لكليب بها خيراً، وسأل عنها عبد الله ابن عمر فقال: لم أرها فقال: لو رأيتها ولم تدفنها لجعلتك نكالاً.
باب كنانة
كنانة بن عبد ياليل
الثقفي. كان من أشراف أهل الطائف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من الطائف، وبعد قتلهم عروة بن مسعود فأسلموا وفيهم عثمان بن أبي العاص.
كنانة بن عدي بن ربيعة
بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف هو الذي خرج بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.
باب كيسان
كيسان أبو عبد الرحمن بن كيسان
يقال: هو مولى خالد بن أسيد. سكن مكة والمدينة. روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثه، قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد عند البئر العليا.
كيسيان بن عبد
أبو نافع بن كيسان. يقال: هو كيسان بن عبد الله بن طارق. سكن الطائف روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر أنها حرمت وحرم ثمنها. روى عنه ابنه نافع. وله حديث آخر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء بشرقي دمشق " ، بإسناد صالح من حديث أهل الشام. وقد قيل في هذا: كيسان ابن عبد الله بن طارق.
كيسان الأنصاري
مولى لبني عدي بن النجار. ذكر فيمن قتل في يوم أحد. وقد قيل: إنه من بني مازن بن النجار وقيل: إنه مولى بني مازن بن النجار.
كيسان أو مهران مولى النبي
صلى الله عليه وسلم. ويقال اسمه هرمز. ويكنى أبا كيسان اختلف فيه على عطاء بن السائب فقيل كيسان. وقيل مهران. وقيل: طهمان. وقيل: ذكوان كل ذلك في حديث تحريم الصدقة على آل النبي صلى الله عليه وسلم.
باب الأفراد في حرف الكاف
كباثة بن أوس
بن قيظي الأنصاري الأوسي. وهو أخو عرابة الأوسي. له صحبة، شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: كباثة بالباء والثاء.
كبيس بن هوذة
السدوسي. روى عنه إياد بن لقيط.
كدن بن عبد العتكي
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فبايع وأسلم. روى عنه ابنه لفاف ابن كدن.
كدير الضبي
كوفي. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، يختلف في صحبته وحديثه عند أكثرهم مرسل روى أبو إسحاق السبيعي، عن كدير الضبي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال: " قل العدل، وأعط الفضل. " وذكر الحديث.
كرامة بن ثابت
الأنصاري، شهد صفين، في صحبته نظر. ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة.
كريب بن أبرهة
في صحبته نظر، وقد نظرنا فلم نجد له رواية إلا عن الصحابة: حذيفة بن اليمان وأبي الدرداء وأبي ريحانة إلا أنه روى عنه كبار التابعين من الشاميين منهم كعب الحبر وسليم بن عامر ومرة بن كعب وغيرهم.
كريز بن سامة
ويقال ابن أسامة العامري. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع النابغة الجعدي فأسلم، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: العن بني عامر يا رسول الله. فقال: " لم أبعث لعاناً " . حديثه يدور على الرحال بن المنذر عن أبيه عن جده ويقال هو كرز وقد ذكرناه.
كلاب بن أمية

بن الأشكر الليثي الجندعي، قال أبو الفرج الأصبهاني: أدرك كلاب بن أمية النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم مع أبيه أمية وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه استعمل كلاباً على الأيلة هذا قول أبي عمرو الشيباني وهو وهم، قال أبو الفرج: عاش كلاب حتى ولى لزباد الأيلة ثم استعفاه فأعفاه، قاله أبو علي، وقال القلاس: أمية أبوه صاحب مذكور في حرف الهمزة قيل: وكلاب هذا غزا أيام عمر بن الخطاب وتشوقه أبوه أمية وقال في ذلك أشعاراً، فبلغت عمر فرثى له وكان شيخاً كبيراً، وكتب فيه فرد وأمره بالكون مع أبيه ذكره ذلك ابن المفترج القاضي في كتاب الأنيس وأبو على الفالي في الأمالي ومن غزا في زمن عمر فقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
كلدة بن الحنبل
ويقال كلدة بن عبد الله بن الحنبل والصواب كلدة بن حنبل بن مليل. قال: ابن إسحاق والواقدي ومصعب: كان كلدة بن الحنبل أخا صفوان بن أمية لأمه أمهما صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. وقال ابن الكلبي، والهيثم بن عدي: كلدة بن الحنبل ابن أخي صفوان بن أمية لأمه. وقال ابن إسحاق: كان الحنبل مولى لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وكان أخا صفوان بن أمية لأمه وشهد الحنبل مع صفوان يوم حنين فلما انهزم المسلمون قال الحنبل: بطل سحر ابن أبي كبشة اليوم. فقال له صفوان: فض الله فاك، لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من بربني رجل من هوازن.
قال أبو عمر: كلدة بن الحنبل هو الذي بعثه صفوان بن أمية إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدايا فيها لبن وجدايا وضغابيس وكلدة هذا هو وأخوه عبد الرحمن بن الحنبل شقيقان وكان ممن سقط من اليمن إلى مكة فيما قال مصعب وغيره. وقال غيرهم: كان كلدة بن الحنبل أسود من سودان مكة وكان متصلاً بصفوان بن أمية يخدمه، لا يفارقه في سفر ولا حضر، ثم أسلم بإسلام صفوان ولم يزل مقيماً بها حتى توفي بها. روى عنه عمرو بن عبد الله بن صفوان.
كناز بن حصن
ويقال ابن حصين، أبو مرثد الغنوي. قال ابن إسحاق: وهو كناز بن حصين ابن يربوع بن عمرو بن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف بن جلان بن غنم بن غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر. شهد بدراً هو وابنه مرثد، وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب وهو من كبار الصحابة. روى عنه واثلة بن الأسقع. يقال: إنه مات في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة، وهو ابن ست وستين سنة، وسنذكره في الكنى بأتم من ذكره هنا إن شاء الله.
كهمس الهلالي
وهو كهمس بن معاوية بن أبي ربيعة، معدود في البصريين. روى عنه معاوية بن قرة. روى حماد بن زيد، عن معاوية بن قرة، عن كهمس الهلالي، قال: أسلمت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بإسلامي، ثم غبت عنه حولاً، ورجعت إليه وقد ضمر بطني، ونحل جسمي، فخفض في البصر ورفعه، قلت: أما تعرفني؟ قال: " من أنت " ؟ قلت: أبا كهمس الهلالي الذي أتيتك عام أول. قال: " ما بلغ بك ما أرى " ؟ قلت: ما نمت بعدك ليلاً، ولا أفطرت نهاراً. قال: " ومن أمرك أن تعذب نفسك، صم شهر الصبر ومن كل شهر يوماً " . قلت: زدني، قال: " صم شهر الصبر، ومن كل شهر يومين " . قلت: زدني، فإني أجد قوة. قال: " صم شهر الصبر، ومن كل شهر ثلاثة أيام " .
حرف اللام
باب لبيدٍ
لبيد بن ربيعة العامري
الشاعر. أبو عقيل، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة وفد قومه بنو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، فأسلم وحسن إسلامه، وهو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. روى عبد الملك ابن عمير عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمة لبيدٍ: " ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل " ، وهو شعر حسن. وفي هذه القصيدة ما يدل على أنه قالها في الإسلام. والله أعلم، وذلك قوله:
وكل امرىءٍ يوماً سيعلم سعيه ... إذا كشفت عند الإله المحاصل
وقد قال أكثر أهل الأخبار: إن لبيداً لم يقل شعراً منذ أسلم. وقال بعضهم: لم يقل في الإسلام إلا قوله:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

وقد قيل: إن هذا البيت لقردة بن نفاثة السلولي، وهو أصح عندي، وسيأتي في موضعه من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. وقال غيره: بل البيت الذي قاله في الإسلام قوله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح
وذكر المبرد وغيره أن لبيد بن ربيعة العامري الشاعر كان شريفاً في الجاهلية والإسلام وكان قد نذر ألا تهب الصبا إلا نحر وأطعم، ثم نزل الكوفة، فكان المغيرة بن شعبة إذا هبت الصبا يقول: أعينوا أبا عقيل على مروءته، وليس هذا في خبر المبرد. وفي خبر المبرد أن الصبا هبت يوماً وهو بالكوفة مقتر مملق. فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان أميراً عليها لعثمان فخطب الناس، فقال: إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل، وما وكد على نفسه فأعينوا أخاكم. ثم نزل. فبعث إليه بمائة ناقة، وبعث إليه الناس فقضى نذره. وفي خبر غير المبرد. فاجتمعت عنده ألف راحلة، وكتب إليه الوليد:
أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... إذا هبت رياح أبي عقيل
أغر الوجه أبيض عامري ... طويل الباع كالسيف الصقيل
وفي ابن الجعفري بحلفتيه ... على العلات والمال القليل
بنحر الكوم إذ سحبت عليه ... ذيول صبا تجاوب بالأصيل
قال: فلما أتاه الشعر وكان قد ترك قول الشعر قال لابنته: أجيبيه، فقد رأيتني وما أعيا بجواب شاعر فأنشأت تقول:
إذا هبت رياح أبي عقيلٍ ... دعونا عند هبتها الوليدا
أشم الأنف أصيد عبشميا ... أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركباً ... عليها من بني حامٍ قعودا
أبا وهبٍ جزاك الله خيراً ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
فعد إن الكريم له معاد ... وظني يابن أروى أن يعودا
ثم عرضت الشعر على أبيها فقال: أحسنت لولا أنك استزدته. فقالت: والله ما استزدته إلا لأنه ملك، ولو كان سوقة لم أفعل.
وقالت عائشة: رحم الله لبيداً حيث يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلفٍ كجلد الأجرب
لا ينفعون ولا يرجى خيرهم ... ويعاب قائلهم وإن لم يطرب
ويروى: وإن لم يشغب. قلت: فكيف لو أدرك زماننا هذا.
ولبيد بن ربيعة وعلقمة بن علاثة العامريان، من المؤلفة قلوبهم، وهو معدود في فحول الشعراء المجودين المطبوعين. ومما يستجاد من شعره قوله في قصيدته التي يرثي بها أخاه أربد:
أعاذل ما يدريك إلا تظنياً ... إذا رحل السفار من هو راجع
أتجزع مما أحدث الدهر للفتى ... وأي كريمٍ لم تصبه القوارع
لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع
وما المرء إلا كالشهاب وضوءه ... يحور رماداً بعد إذ هو ساطع
وما البر إلا مضمرات من التقى ... وما المال إلا معمرات ودائع
فقال له عمر بن الخطاب يوماً: يا أبا عقيل، أنشدني شيئاً من شعرك. فقال: ما كنت لأقول شعراً بعد أن علمني الله البقرة وآل عمران، فزاده عمر في عطائه خمسمائة، وكان ألفين، فلما كان في زمن معاوية قال له معاوية: هذان الفودان فما بال العلاوة؟ يعني بالفودين الألفين وبالعلاوة الخمسمائة وأراد أن يحطها فقال: أموت الآن فتبقى لك العلاوة والفودان. فرق له وترك عطاءه على حاله فمات بعد ذلك بيسير. وقد قيل: إنه مات بالكوفة أيام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان وهو أصح فبعث الوليد إلى منزله عشرين جزوراً فنحرت عنه. وقال الشعبي لعبد الملك: بل تعيش يا أمير المؤمنين ما عاش لبيد بن ربيعة وذلك أنه لما بلغ سبعاً وسبعين سنة أنشأ يقول:
باتت تشكي إلي النفس مجهشةً ... وقد حملتك سبعاً بعد سبعينا
فإن تزادي ثلاثاً تبلغي أملاً ... وفي الثلاث وفاء للثمانينا
ثم عاش حتى بلغ تسعين سنة، فأنشأ يقول:
كأني وقد جاوزت تسعين حجةً ... خلعت بها عن منكبي ردائيا
ثم عاش حتى بلغ مائة حجة وعشراً، فأنشأ يقول:
أليس في مائة قد عاشها رجل ... وفي تكامل عشر بعدها عمر
ثم عاش حتى بلغ مائة وعشرين سنة، فأنشأ يقول:

ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد
وقال مالك بن أنس: بلغني أن لبيد بن ربيعة مات وهو ابن مائة وأربعين سنة. وقيل: إنه مات وهو ابن سبع وخمسين ومائة سنة، في أول خلافة معاوية. وقال ابن عفير: مات لبيد سنة إحدى وأربعين من الهجرة يوم دخل معاوية الكوفة ونزل بالنخيلة. وروى يوسف بن عمرو وكان من كبار أصحاب ابن وهب: عن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: رويت للبيد اثني عشر ألف بيت.
لبيد بن سهل الأنصاري
لا أدري أهو من أنفسهم أو حليف لهم، جاء ذكره في التفسير عند قوله تعالى: " ومن يكسب خطيئةً أو إثماً ثم يرم به بريئاً " النساء 111. وقيل البريء هذا لبيد بن سهل: وقيل: رجل من اليهود والذي رماه ابن أبيرق، ويقال: ابن أبرق بالدرع التي سرقها ورماها في داره ورماه بسرقتها.
لبيد بن عطارد التميمي
أحد الوفد القادمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني تميم وأحد وجوههم إسلامهم في سنة تسع، ولا أعلم له خبراً غير ذكره في ذلك الوفد.
لبيد بن عقبة بن رافع
بن امرىء القيس. ويقال: لبيد بن رافع بن امرىء القيس بن زيد من بني عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، وهو والد محمد بن لبيد له صحبة ولابنه أيضاً على ما قد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب.
باب لقيط
لقيط بن أرطاة
السكوني. يروى عنه أنه قال: قتلت تسعة وتسعين من المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الرحمن بن عائذ، وحديثه عندي لا يصح لأنه يدور على مسلمة بن علي الخشني عن نصر بن علقمة عن أخيه عن عبد الرحمن بن عائذ.
لقيط بن الربيع
بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف. هذا أصح ما قيل في اسم أبي العاص بن الربيع وقيل اسمه القاسم وقبل مقسم والله أعلم وهو مشهور بكنيته وقد استوعبنا خبره في كتاب الكنى لأنه غلبت عليه كنيته.
لقيط بن عامر
العقيلي. أبو رزين. وهذا أيضاً ممن غلبت عليه كنيته. ويقال لقيط بن صبرة ابن عبد الله بن المنتفق بن عامر بن عقيل ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو وافد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قيل: إن لقيط بن عامر غير لقيط ابن صبرة وليس بشيء. روى عنه وكيع بن عدس وابنه عاصم بن لقيط.
لقيط بن عصر
البلوي، قد شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها، وقتل يوم اليمامة شهيداً، وذكر الطبري وقاله عبد الله بن عمارة وقيل فيه النعمان بن عصر فقال هشام بن محمد الكلبي: نعمان بن عصر البلوي بفتح العين وقال ابن إسحاق وأبو معشر والواقدي: نعمان بن عصر بكسر العين والنعمان فيه أكثر وأشهر وقد جاء هذا كله بعد في باب النعمان.
باب الأفراد في حرف اللام
لبى بن لبا
له صحبة كان يلبس الخز الأحمر. قال أحمد بن زهير: أخبرنا يحيى بن معين قال: حدثنا محمد بن يزيد قال: حدثنا أبو بلج: جارية بن بلج قال: رأيت لبى بن لبا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مطرف خز أحمر.
اللجلاج العامري
له صحبة، ولكن روايته عن معاذ. هو من بني عامر بن صعصعة. وذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج قال: أخبرنا همام السكوني، قال: حدثنا بشر بن إسماعيل الحلبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج العامري عن أبيه عن جده قال: أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمسين سنة. ومات اللجلاج وهو ابن مائة وعشرين سنة، قال: وما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت، آكل حسبي وأشرب حسبي.
لقمان بن شبة
بن معيط أبو حصين العبسي. قال أبو جعفر الطبري: هو أحد التسعة العبسيين الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا.
لهيب بن مالك اللهبي

ويقال لهب. روى خبراً عجيباً في الكهانة وأعلام النبوة رأيت أن أذكره لما فيه من ذلك قال لهيب: حضرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده الكهانة فقلت: بأبي وأمي نحن أول من عرف حراسة السماء، وزجر الشياطين، ومنعهم من استراق السمع عند قذف النجوم، وذلك أنا اجتمعنا إلى كاهن لنا يقال له خطر بن مالك، وكان شيخاً كبيراً قد أتت عليه مائتا سنة وثمانون سنة وكان من أعلم كهاننا فقلنا: يا خطر: هل عندكم من علم هذه النجوم التي يرمى بها، فإنا قد فزعنا لها وخفنا سوء عاقبتها، فقال:
عودوا إلى السحر ... إيتوني بسحر
أخبركم الخبر ... ألخيرٍ أم ضرر
أو لأمنٍ أو حذر
قال: فانصرفنا يومنا، فلما كان في غد في وجه السحر أتيناه فإذا هو قائم على قدميه شاخص في السماء بعينه فناديناه يا خطر فأومى إلينا أن أمسكوا فأمسكنا فانقض نجم عظيم من السماء وصرخ الكاهن رافعاً صوته:
أصابه أصابه ... خامره عقابه
عاجله عذابه ... أحرقه شهابه
زايله جوابه
يا ويله ... ما حاله
عاوده خباله ... فقطعت حباله
وغيرت أحواله
ثم أمسك طويلاً وهو يقول:
يا معشر بني قحطان ... أخبركم بالحق والبيان
أقسمت بالكعبة والأركان ... والبلد المؤمن السدان
قد منع السمع عتاة الجان ... بثاقب بكف ذي سلطان
من أجل مبعوث عظيم الشان ... يبعث بالتنزيل والقرآن
وبالهدى وفاصل الفرقان ... تبطل به عبادة الأوثان
قال: فقلت: ويحك يا خطر إنك لتذكر أمراً عظيماً فماذا ترى لقومك؟ فقال:
أرى لقومي ما أرى لنفسي ... إن تتبعوا خير نبي الإنس
برهانه مثل شعاع الشمس ... يبعث في مكة دار الحمس
بمحكم التنزيل غير اللبس
فقلنا له: يا خطر وممن هو؟ فقال: والحياة والعيش، إنه لمن قريش ما في حلمه طيش ولا في خلقه طيش يكون في جيش وأي جيش من آل قحطان وآل أيش.
فقلنا: بين لنا من أي قريش هو؟ فقال: والبيت ذي الدعائم. والركن والأحائم. إنه لمن نجل هاشم. من معشر أكارم. يبعث بالملاحم. وقتل كل ظالم.
ثم قال: هذا هو البيان. أخبرني به رئيس الجان.
ثم قال: الله أكبر. جاء الحق وظهر. وانقطع عن الجن الخبر.
ثم سكت وأغمي عليه فما أفاق إلا بعد ثلاثة فقال: لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبحان الله، لقد نطق على مثل نبوة، وإنه ليبعث يوم القيامة أمةً وحده " .
وذكر هذا الخبر أبو جعفر العقيلي في كتاب الصحابة له، فقال: أخبرنا عبد الله ابن أحمد البلوي المدني قال: أخبرني عمارة بن يزيد قال: حدثني عبيد الله بن العلاء، عن أبي الشعشاع زنباع بن الشعشاع، قال: حدثني أبي عن لهيب بن مالك الليثي، قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عنده الكهانة. وساق الحديث إلى آخره.
قال أبو عمر: إسناد هذا الحديث ضعيف ولو كان فيه حكم لم أذكره لأن رواته مجهولون وعمارة بن زيد متهم بوضع الحديث، ولكنه في معنى حسن من أعلام النبوة والأصول في مثله لا تدفعه بل تصححه وتشهد له، والحمد لله.
حرف الميم
باب مازن
مازن بن خيثمة
السكوني. بعث به معاذ بن جبل وافداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في نائرة بين السكون والسكاسك. حديثه عند إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عمرة بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة، عن جده مازن بذلك.
مازن بن الغضوبة
ويقال الغضوب الخطامي، فخذ من طي الطائي العماني، له صحبة وهو جد أحمد بن حرب وعلي بن حرب الطائي وخبره عجيب، مخرج في أعلام النبوة من أخبار الكهان. وفي خبره قال: قلت يا رسول الله، إني امرؤ من خطامة طيء، وإني لمولع بالطرب وأحب الخمر والنساء فيذهب مالي ولا أحمد حالي فادع لي الله أن يذهب ذلك عني وليس لي ولد فادع الله أن يهب لي ولداً قال: فدعا لي، فأذهب الله عني ما كنت أجد وتزوجت أربع حرائر فرزقت الولد وحفظت شطر القرآن وحججت حججاً وأنشد:
إليك رسول الله خبت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان إلى العرج

لتشفع لي يا خير من وطىء الحصى ... فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
إلي معشر جانبت في الله دينهم ... فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأً باللهو والخمر مولعاً ... شبابي إلى أن آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفاً وخشيةً ... وبالعهر إحصاناً فحصن لي فرجي
فأصبحت همي في الجهاد ونيتي ... فلله ما صومي ولله ما حجي
وحديثه في أعلام النبوة من حديث ابن الكلبي عن أبيه.
باب ماعزٍ
ماعز بن مالك
الأسلمي. معدود في المدنيين، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بإسلام قومه، وهو الذي اعترف على نفسه بالزنا تائباً منيباً وكان محصناً فرجم. روى عنه ابنه عبد الله بن ماعز حديثاً واحداً.
ماعز رجل آخر
لا أقف له على نسب، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟
باب مالك
مالك بن أحمر الجذامي
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بتبوك. وكتب له كتاباً فيما روى الوليد بن مسلم عن ابنه سعيد بن منصور بن مالك بن أحمر، عن جده مالك بن أحمر.
مالك بن أحمر اليمامي
ويقال ابن أخيمر والصحيح ابن أخيمر، روى عنه أبو رزين الباهلي مرفوعاً: " ملعون يعني الذي يدخل على أهله الرجال " . يقال حديثه مرسل، لأنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. توفي في أيام عبد الملك بن مروان.
مالك بن أزهر
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه سعيد بن أبي شمر. يعد في المصريين.
مالك بن أمية
بن عمرو السلمي. من حلفاء بني أسد بن خزيمة بدري استشهد يوم اليمامة.
مالك بن أوس
بن عبد الله الأسلمي. له صحبة فيما ذكر بعضهم وفيه نظر.
مالك بن أوس
بن الحدثان بن عوف بن ربيعة النصري. من بني نصر بن معاوية يكنى أبا سعد، زعم أحمد بن صالح المصري وكان من جلة أهل هذا الشأن أن له صحبة. وقال سلمة بن وردان: رأيت جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكرهم وذكر منهم مالك بن أوس بن الحدثان النصري. وذكر الواقدي عن شيوخه أن مالك بن أوس بن الحدثان ركب الخيل في الجاهلية وذكر ذلك غير الواقدي. وروى أنس بن عياض، عن سلمة بن وردان عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " وجبت وجبت " . وذكر الحديث. قال ابن رشدين: فسألت أحمد بن صالح عن هذا الحديث، فقال: هو صحيح قد رواه أنس بن عياض فقلت لأحمد بن صالح: لمالك بن أوس بن الحدثان صحبة؟ فقال: نعم وذكر البخاري في التاريخ الكبير، قال: قال لي عبد الرحمن بن شيبة: حدثني يونس بن يحيى عن سلمة بن وردان، قال: رأيت أنس بن مالك ومالك بن أوس بن الحدثان وسلمة بن الأكوع وعبد الرحمن بن أشيم وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيرون الشيب.
قال أبو عمر: لا أعرف له خبراً في صحبته أكثر مما ذكرت ولا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأما روايته عن عمر فأشهر من أن تذكر، وروى عن العشرة المهاجرين وعن العباس بن عبد المطلب. روى عنه محمد بن جبير بن مطعم والزهري ومحمد ابن المنكدر وجماعة، منهم: عكرمة بن خالد وأبو الزبير ومحمد بن عمرو بن حلحلة.
وتوفي مالك بن أوس بن الحدثان بالمدينة سنة اثنتين وتسعين. وقيل: سنة اثنتين وخمسين وهو ابن أربع وتسعين سنة.
مالك بن أوس بن عتيك
بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء ابن جشم بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وزعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل وهم من ساكني راتج. شهد مالك بن الأوس أحداً والخندق وما بعدها من المشاهد وقتل باليمامة شهيداً.
مالك بن إياس الأنصاري
الخزرجي قتل يوم أحد شهيداً لم يذكره ابن إسحاق.
مالك بن أيفع بن كرب
الناعطي. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان وناعط هو ربيعة بن مرثد بطن من همدان ومجالد بن سعيد المحدث من رهطهم.
مالك ابن بحينة

هو مالك بن القشب الأزدي، من الأزد والد عبد الله بن مالك بن بحينة لم أجد أحداً منهم يزيد في نسب مالك هذا شيئاً، وأجمعوا أنه أزدي وأن أمه بحينة قرشية مطلبية من بني المطلب بن عبد مناف إلا أن منهم من يقول: إن بحينة أم ابنه عبد الله بن مالك ابن بحينة. وسنذكر عبد الله بن مالك بن بحينة في بابه إن شاء الله تعالى، لأن لعبد الله بن مالك ولأبيه جميعاً صحبة وتوفي ابن بحينة في آخر خلافة معاوية.
مالك بن التيهان
بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم أبو الهيثم البلوي من بلي بن الحاف بن قضاعة ثم الأنصاري حليف بني عبد الأشهل وقالت طائفة من أهل العلم: إنه أنصاري من أنفسهم من الأوس، وهو مشهور بكنيته. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية وكان أحد الستة الذين لقوا قبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة، وهو أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فيما زعم بنو عبد الأشهل. وأما بنو النجار فزعموا أن أول من بايعه ليلة العقبة أبو أمامة أسعد بن زرارة وزعم بنو سلمة كعب بن مالك وغيره أن أول من بايع تلك الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور والله أعلم. وشهد أبو الهيثم مالك بن التيهان بدراً وأحداً والمشاهد كلها.
وتوفي في خلافة عمر بالمدينة سنة عشرين. وقيل سنة إحدى وعشرين. وقيل: بل قتل بصفين مع علي بن أبي طالب سنة سبع وثلاثين. وقيل: إنه شهد صفين مع علي ومات بعدها بيسير. وأما عبيد أخوه فقتل بصفين سنة سبع وثلاثين.
مالك بن ثابت الأنصاري
من بني النبيت، قتل يوم بئر معونة شهيداً مع أخيه سفيان بن ثابت ذكر ذلك الواقدي.
مالك بن حمرة
بن أيفع بن كرب الناعطي الهمداني. أسلم هو وعماه عمرو ومالك ابنا أيفع بن كرب الناعطي. وناعط هو ربيعة بن مرثد الهمداني وهو رهط مجالد بن سعيد المحدث ورهط عامر بن شهر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مالك بن الحويرث
بن أشيم الليثي. يختلفون في نسبته إلى ليث ولم يختلفوا أنه ليثي من بني ليث بن بكر بن عبد مناة يكنى أبا سليمان. ويقال مالك بن الحارث. وقال شعبة: مالك بن حويرثة والأول هو الصحيح. سكن البصرة، ومات بها سنة أربع وتسعين. روى عنه أبو قلابة وأبو عطية وسلمة الجرمي، وابنه عبد الله بن مالك بن الحويرث.
مالك بن الخشخاش
العنبري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب لأبيه ولأخويه قيس وعبيد ابني الخشخاش كتاب أمان. روى عنه حصين بن أبي الحر العنبري. مخرج حديثه عن البصريين وعداده فيهم.
مالك بن أبي خولي
العجلي. هكذا نسبه ابن سلام في بني عجل بن لجيم. ونسبه ابن إسحاق وغيره في جعف من مذحج. شهد بدراً هو وأخوه خولي بن أبي خولي، هكذا قال ابن هشام: إنه من بني عجل بن لجيم. وقال إبراهيم بن سعد: مالك بن أبي خولي وخولي بن أبي خولي هما جعفيان من جعف وهما ابنا عمرو بن خيثمة بن الحارث بن معاوية بن عوف بن سعد بن جعف حليفان لبني عدي بن كعب. قال أبو عمر: هذا هو الصواب لا ما قال ابن هشام. والله أعلم.
مالك بن الدخشم

بن مالك بن الدخشم بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف. شهد العقبة في قول ابن إسحاق وموسى والواقدي. وقال أبو معشر: لم يشهد مالك بن الدخشم العقبة. وذكر الواقدي أيضاً، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قال: لم يشهد مالك ابن الدخشم العقبة. قال أبو عمر: لم يختلفوا أنه شهد بدراً وما بعدها من المشاهد. وهو الذي أسر يوم بدر سهيل بن عمرو، وكان يتهم بالنفاق وهو الذي أسر فيه الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أليس يشهد أن لا إله إلا الله " فقال الرجل: بلى. ولا شهادة له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أليس يصلي " قال: بلى ولا صلاه له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولئك الذين نهاني الله عنهم " . والرجل الذي سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه هو عتبان بن مالك. وروى قتادة عن أنس بن مالك قال: ذكر مالك بن الدخشم عند النبي صلى الله عليه وسلم فسبوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي " . قال أبو عمر: لا يصح عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه. والله أعلم.
مالك بن رافع بن مالك
بن العجلان قد نسبنا أباه رافع بن مالك في بابه. شهد مالك بن رافع هذا بدراً مع أخويه: خلاد ورفاعة ابني رافع مع النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكر الواقدي. قال أبو عمر: لمالك بن رافع هذا حديث في الوضوء والصلاة.
مالك بن ربيعة بن البدن
بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج أبو أسيد الأنصاري الساعدي. صح عن ابن إسحاق ابن البدن بالباء والنون كذلك قال يونس بن بكير، وإبراهيم بن سعد عنه وكذلك رواه محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب: مالك بن ربيعة بن البدن بالنون. وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن الزهري: مالك بن ربيعة بن البدي بالياء فصحف. والله أعلم. وهو مشهور بكنيته شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومات بالمدينة سنة ستين فيما ذكر المدائني. قال: توفي أبو أسيد في العام الذي مات فيه معاوية وقيس بن سعد. وقيل: إن أبا أسيد توفي سنة ثلاثين ذكر ذلك الواقدي، وخليفة. وهذا خلاف متباين جداً. وقيل: مات وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقيل: بل كان أبو أسيد إذ مات ابن ثمان وسبعين سنة، قد ذهب بصره وهو آخر من مات من البدريين. هذا إنما يصح على قول من قال: توفي سنة ستين أو بعدها وقد نبهنا عليه في الكنى.
مالك بن ربيعة السلولي
من بني سلول بن عمرو بن صعصعة أبو مريم السلولي. هو مشهور بكنيته يقال: إنه من أصحاب الشجرة هو والد يزيد بن أبي مريم يعد في الكوفيين.
مالك بن زمعة بن قيس
بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري كان قديم الإسلام. هاجر إلى أرض الحبشة ومعه امرأته عمرة بنت السعدي العامرية هو أخو سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
مالك بن سنان بن عبيد
بن ثعلبة بن الأبجر والأبجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. قتل يوم أحد شهيداً وهو والد أبي سعيد الخدري الأنصاري، قتله عراب بن سفيان الكناني.
مالك بن صعصعة الأنصاري
المازني، من بني مازن بن النجار. روى عنه أنس بن مالك حديث الإسراء.
مالك بن عبادة الغافقي
وغافق هو ابن العاص بن عمرو بن مازن بن الأزد بن الغوث المصري أبو موسى، مصري ويقال شامي، له صحبة روى عنه أبو وداعة الحميدي حديثه في المصريين. مات سنة ثمان وخمسين.
مالك بن عبادة الهمداني
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد همدان مع مالك بن مرة وعقبة بن مرة فأسلموا.
مالك بن عبد الله الأوسي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا زنت الأمة ولم تحصن فاجلدوها، ثم إذا زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها " الحديث. كذا قال يونس، عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن شبل بن حامد عن مالك بن عبد الله الأوسي. وقد اختلف عن ابن شهاب في هذا الحديث اختلافاً كثيراً والصواب فيه عند أكثر أهل العلم بالحديث رواية يونس هذا عن ابن شهاب.
مالك بن عبد الله بن خبيري

بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن سلامان بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي الطائي. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابناه: مروان وإياس شاعرين. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع زيد الخيل فأسلم.
مالك بن عبد الله الخثعمي
كان أميراً على الجيوش في خلافة معاوية وقبل ذلك. روى عنه القاسم بن محمد وعبد الله بن سليمان البصري. قال القاسم بن محمد: كان مالك بن عبد الله الخثعمي رجلاً صالحاً. قال علي ابن أبي جميلة: ما يضرب الناقوس قط بليل وكانوا يضربونه نصف الليل إلا ومالك بن عبد الله الخثعمي قد جمع عليه ثيابه في مسجد بيته يصلي. ولمالك ابن عبد الله الخثعمي فضائل جمة عند أهل الشام يروونها يطول ذكرها. يعد في البصريين ومنهم من يجعل حديثه مرسلاً ويجعله من التابعين.
مالك بن عبد الله الخزاعي
ويقال ابن عبيد الله. ويقال مالك بن أبي عبد الله والأول أكثر. وهو معدود في الكوفيين روى عنه ابن أخيه سليمان بن بشر الخزاعي قال البخاري: يقال سليمان بن بشر ويقال سلمان بن بشر.
مالك بن عبد الله المعافري
يعد في أهل مصر حديثه عندهم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تكثر همك فإنه ما قدر يكن، وما ترزق يأتك " .
مالك بن عتاهية بن حرب
بن سعد الكندي. معدود في أهل مصر من الصحابة وفيها كان سكناه.
مالك بن عقبة
أو عقبة بن مالك هكذا جرى ذكره على الشك هو مذكور في الصحابة روى عنه بشير بن عاصم.
مالك بن عمرو
مذكور فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم.
مالك بن عمرو بن ثابت
بن عمرو الأنصاري. من بني عمرو بن عوف يكنى أبا حبة. هكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
مالك بن عمرو الرواسي
روى عنه طارق بن علقمة أظنه مالك بن عمرو الكلابي الذي روى عنه زرارة بن أبي أوفى، لأن رواساً هو ابن كلاب وقد تقدم الاختلاف في مالك ذلك.
مالك بن عمرو السلمي
حليف بني عبد شمس. شهد بدراً هو وأخوه ثقف بن عمرو ومدلج ابن عمرو وقتل مالك بن عمرو يوم اليمامة شهيداً. وقال ابن إسحاق: شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس مالك بن عمرو وأخوه مدلج بن عمرو وكثير بن عمرو.
مالك بن عمرو بن عتيك
بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار ومات يوم الجمعة اليوم الذي خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قد لبس لامته في موضع الجنائز ثم ركب دابته إلى أحد.
مالك بن عمرو العقيلي
ويقال الكلابي، ويقال مالك بن الحارث الخزاعي. ويقال مالك بن عمرو القشيري ويقال الأنصاري. وقال الثوري: مالك بن عمرو، أو عمرو بن مالك على الشك. وقال فيه هشيم: مالك بن الحارث. والاختلاف في حديثه على علي بن يزيد، هو انفرد به عن زرارة بن أبي أوفى، عن مالك هذا على حسب ما ذكرناه من الاختلاف فيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني وجبت له الجنة " . يعد في أهل البصرة وجعل البخاري مالك بن عمرو العقيلي غير مالك بن عمرو القشيري وقال أبو حاتم: هما واحد.
مالك بن عمير الحنفي
كوفي، أدرك الجاهلية. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وروى عن علي. روى عنه إسماعيل بن سميع.
مالك بن عمير السلمي
شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا والطائف، وكان شاعراً. روى عنه يزيد بن واصل السلمي. من حديثه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني رجل شاعر، فهل على شيء في الشعر؟ فقال: " لأن تمتلىء ما بين لبتك إلى عاتقك قيحاً ودماً خير من أن يمتلىء شعراً " .
مالك بن عميرة
أبو صفوان. باع من النبي صلى الله عليه وسلم رجل سراويل قبل الهجرة. قال: فأمر الوزان فأرجح لي، وأعطى الوزان أجره. وروى عنه سماك بن حرب وقد قيل فيه مالك بن عمير والأول أكثر.
مالك بن عميلة
بن السباق بن عبد الدار. شهد بدراً. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.
مالك بن عوف بن سعد

بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر ابن هوازن النصري، انهزم يوم حنين كافراً وهو كان رئيس جيش المشركين يومئذ ولحق في انهزامه بالطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أتاني مسلم لرددت إليه أهله وماله " فبلغه ذلك، فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خرج من الجعرانة، فأسلم فأعطاه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم وهو أحدهم ومعدود فيهم، وكان مالك بن عوف شاعراً واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف النصري على من أسلم من قومه ومن قبائل قيس وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاودة ثقيف ففعل وضيق عليهم وحسن إسلامه وقال حين أسلم:
ما إن رأيت ولا سمعت بما أرى ... في الناس كلهم كمثل محمد
مالك بن قدامة بن عرفجة
بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرىء القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري شهد بدراً هو وأخوه منذر بن قدامة.
مالك بن قطبة
روى عنه زياد بن علاقة.
مالك بن قهطم
ويقال قحطم بالحاء. وهو والد أبي العشراء الدارمي. واختلف في اسم أبي العشراء واسم أبيه، فقال البخاري: أبو العشراء اسمه أسامة بن مالك بن قحطم قاله أحمد بن حنبل. وقال بعضهم: اسمه عطارد بن بلز، قال: ويقال يسار بن بلز بن مسعود بن خولي بن حرملة بن قتادة، من بني موله بن عبد الله بن فقيم بن دارم. نزل البصرة. هذا كله كلام البخاري في أبي العشراء وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل يقولان: اسم أبي العشراء الدارمي أسامة بن مالك.
قال أبو عمر رحمه الله: وقد قيل في اسم في أبي العشراء بلز بن قهطم. وقيل: عطارد بن برز بتحريك الراء وتسكينها أيضاً. وقيل برز بن قهطم، وهو من بني دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وأبو العشراء لا أعرف له ولا لأبيه غير حديث ذكاة الضرورة قوله: إذا لم يوصل إلى الحلق واللبة لو طعنت في فخذها أجزاك. ولم يرو عن أبي العشراء فيما علمت غير حماد بن سلمة، وحديثه هذا في الذكاة قال به أكثر الفقهاء، في ذكاة الضرورة وجعلوها كالصيد وبعضهم يأباه. وممن أنكر معناه ولم يقل به مالك بن أنس رحمة الله عليه.
مالك بن قيس بن بجيد
بن رواس بن كلاب بن ربيعة الرواسي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنه عمرو بن مالك فأسلما. فيه وفي الذي قبله نظر.
مالك بن قيس أبو صرمة
الأنصاري، مشهور بكنيته. وقد ذكرنا الاختلاف في اسمه في باب الكنى، وهو معدود في أهل المدينة. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم " من ضار أضر الله به، ومن شاق شق الله عليه " .
مالك بن مرارة
ويقال ابن فزارة والصحيح بن مرارة قال بعضهم: الرهاوي ولا يصح الرهاوي والله أعلم. مذكور في حديث ابن مسعود الذي يرويه حميد بن عبد الرحمن الحميري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " البغي إنما هو من سفه الحق وغمط الناس " .
روى عطاء بن ميسرة عن الثقة عنده، عن مالك بن مرارة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبةٍ من خردل من كبر " حدثنا. وليس مالك بن مرارة هذا مشهور في الصحابة.
مالك بن مرة الهمداني
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان مع مالك ابن عبادة وعقبة بن عمر وأسلموا، وقد ذكر في ترجمة مالك بن عبادة.
مالك بن مسعود
بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الجموح بن ساعدة الأنصاري الساعدي. شهد بدراً، وهو ابن عم أبي أسيد الساعدي. قال موسى بن عقبة: مالك ابن مسعود هو ابن البدن. وذكره في البدريين، ولم يختلفوا أنه شهد بدراً وأحداً.
مالك بن نضلة

ويقال مالك بن عوف بن نضلة بن جريج بن حبيب بن حديد بن غنم بن كعب ابن عصمة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن الجشمي، والد أبي الأحوص الجشمي صاحب ابن مسعود. روى عنه ابنه الأحوص واسمه عوف بن مالك. من حديثه ما حدثناه أبو القاسم خلف بن القاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن معاوية العيشي قال: حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد التستري، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نضلة، قال: أبصر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوباً خلقاً، فقال: " لك مال " ؟ قلت: نعم. قال: " أنعم على نفسك كما أنعم الله عليك " . قلت: يا رسول الله، إن رجلاً مر بي فقريته فمررت به فلم يقرني أفأقريه؟ قال: " نعم " .
مالك بن نمط الهمداني
ثم الخارفي، وقيل اليامي. يكنى أبا ثور، يقال له الخارفي، وهو الوافد ذو المشعار. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً فيه إقطاع ذكر حديثه أهل الغريب وأهل الأخبار بطوله لما فيه من الغريب ورواية أهل الحديث له مختصرة. وقد رويناه عن أبي إسحاق السبيعي الهمداني قال: قدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مالك بن نمط أبو ثور وهو ذو المشعار، ومالك بن أيفع، وصمام بن مالك السلماني، وعميرة بن مالك الخارفي، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك، وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهرية الأرحبية. ومالك بن نمط يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول:
إليك جاوزن سواد الريف ... في هبوات الصيف والخريف
محطمات بحبال الليف
وذكروا له كلاماً كثيراً حسناً فصيحاً. فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً أقطعهم فيه ما سألوه. فأمر عليهم مالك بن نمط واستعمله على من أسلم من قومه وأمره بقتال ثقيف وكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه وكان مالك بن نمط شاعراً محسناً فقال:
ذكرت رسول الله في فحمة الدجى ... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد
وهن بنا خوص قلائص تعتلي ... بركبانها في لاحب متمدد
على كل فتلاء الذراعين جعدة ... تمر بنا مر الهجف الخفيدد
حلفت برب الراقصات إلى منى ... صوادر بالركبان من هضب قردد
بأن رسول الله فينا مصدق ... رسول أتى من عند ذي العرش مهتد
لما حملت من ناقة فوق رحلها ... أشد على أعدائه من محمد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه ... وأمضى لحد المشرفي المهند
مالك ابن نميلة
ونميلة أمه وهو مالك بن ثابت المزني من مزينة حليف لبني معاوية بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس. يعد في الأنصار وهو حليف لهم من مزينة شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً. لم يذكره ابن إسحاق في رواية ابن هشام وذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق.
مالك بن هبيرة
بن خالد بن مسلم الكندي. معدود في الشاميين ومنهم من يعده في المصريين. له حديث واحد في الصف على الجنازة، رواه عنه مرثد بن عبد الله اليزني وكان أميراً لمعاوية على الجيوش في غزو الروم.
مالك بن نويرة
بن حمزة اليربوعي التميمي. قال الطبري: بعث النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن نويرة على صدقة بني يربوع. وكان قد أسلم هو وأخوه متمم بن نويرة الشاعر فقتل خالد بن الوليد مالكاً يظن أنه ارتد حين وجهه أبو بكر لقتال أهل الردة. واختلف فيه هل قتله مسلماً أو مرتداً؟ وأراه والله أعلم قتله خطأ. وأما متمم فلا شك في إسلامه.
مالك بن يسار السكوني
ثم العوفي شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها " . روى عنه أبو بحرية مذكور فيمن نزل حمص.
مالك الهلالي
روى عنه ابنه عبد الله بن مالك في أصحاب الأعراف.
باب مجمع
مجمع بن جارية

بن عامر بن مجمع بن العطاف الأنصاري من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس المعدود في أهل المدينة توفي في آخر خلافة معاوية. وروى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد بن جارية. قال ابن إسحاق: كان المجمع بن جارية غلاماً حدثاً قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوه جارية ممن اتخذ مسجد الضرار. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه الزهري عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن عمه مجمع بن جارية قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الدجال، فقال: " يقتله ابن مريم بباب لد " . قال أبو عمر: هو أخو زيد بن جارية وأبوهما يعرف بحمار الدار.
مجمع بن يزيد
بن جارية ابن أخي الأول وأخو عبد الرحمن بن يزيد بن جارية أدرك النبي صلى الله عليه وسلم: وروى: " لا يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبته في جداره " . مثل حديث أبي هريرة في قصة ذكرها. حديثه بذلك عند ابن جريج. قيل: إن حديثه هذا مرسل، وإنما يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وربما رواه عن أبي هريرة.
باب محجن
محجن بن الأدرع
الأسلمي. من ولد أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. كان قديم الإسلام وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارموا وأنا مع ابن الأدرع " . سكن البصرة واختط مسجدها وعمر طويلاً، يقال: إنه مات في آخر خلافة معاوية. وروى عنه حنظلة بن علي وعبد الله بن شقيق العقيلي، ورجاء بن أبي رجاء.
محجن الديلي
من بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. معدود في أهل المدينة. روى عنه ابنه بسر بن محجن، ويقال بشر. قال أبو نعيم: والصواب بسر. وذكر الطحاوي عن أبي داود البرلسي، عن أحمد بن صالح المصري قال: سألت جماعة من ولده ومن رهطه فما اختلف علي منهم اثنان أنه بشر كما قال الثوري. قال أبو عمر: مالك يقول بسر والثوري يقول بشر والأكثر على ما قال مالك.
باب محرز
محرز بن زهر
الأسلمي له صحبة.
محرز بن زهير
الأسلمي يقال له صحبة حديثه عند كثير بن زيد عن أم ولد له. روى عنه مصعب بن الزبير عن عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن أم ولد لمحرز بن زهير: رجل من أسلم أنها كانت تسمع محرزاً مولاها يقول: " اللهم إني أعوذ بك من شر زمن الكذابين قالت: فقلت له: وما زمن الكذابين؟ قال: زمن يظهر فيه الكذب فيذهب الذي لا يريد أن يكذب فيتحدث بحديثٍ لهم فإذا هو قد دخل معهم في كذبهم. قال علي بن عمر: محرز بن زهير له صحبة.
محرز بن عامر
بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري شهد بدراً.
وتوفي صبيحة اليوم الذي غدا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فهو معدود فيمن شهد أحداً كذلك لا عقب له.
محرز القصاب
أدرك الجاهلية. ذكره البخاري عن موسى بن إسماعيل عن إسحاق بن عثمان عن جدته أم موسى أن أبا موسى الأشعري قال: لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأ أم الكتاب فلم يقرأها إلا محرز القصاب، هذا مولى بني عدي أحد بني ملكان. وكان من سبي الجاهلية فذبح وحده.
محرز بن نضلة
بن عبد الله بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد الأسدي. من بني أسد بن خزيمة يكنى أبا نضلة، حليف لبني عبد شمس وكانت بنو عبد الأشهل يذكرون أنه حليف لهم، شهد بدراً وأحداً والخندق، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة الغابة يوم السرح حين أغير على نعاج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحبه ذلك اليوم وهي غزوة ذي قرد سنة ست، فقتله مسعدة بن حكمة وكان يوم قتل ابن سبع وثلاثين أو ثمان وثلاثين سنة. يقال له الأحزم ويلقب فهيرة فقال فيه موسى بن عقبة: محرز بن وهب ولم يقل محرز بن نضلة وذكره فيمن شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس.
باب محمد
محمد بن أبي بن كعب
الأنصاري. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا معاذ روايته عن أبيه وعن عمر. روى عنه بشر بن سعيد الحضرمي والحضرمي بن لاحق وقتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين كل هذا عن الواقدي.
محمد بن أسلم
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه مرسل.
محمد بن أنس بن فضالة

الظفري الأنصاري. روى عنه ابنه يونس بن محمد قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتى بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على رأسي، وقال: " سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي " . قال: وحج بي معه وأنا ابن عشر سنين. قال يونس: فلقد عمر أبي حتى شاب شعره كله وما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
محمد بن بشر الأنصاري
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه يحيى زعم بعضهم أن حديثه مرسل.
محمد بن بشير
الأنصاري، وهو الذي شهد لخريم بن أوس مع محمد بن مسلمة عند خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهب له الشماء بنت نفيلة بعد فتح الحيرة. الحديث ذكره الدارقطني في باب خريم.
محمد بن أبي بكر الصديق
أمه أسماء بنت عميس الخثعمية. ولد عام حجة الوداع في عقب ذي القعدة بذي الحليفة أو بالشجرة في حين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجته. ذكر الواقدي قال: حدثنا عمر بن أبي عاتكة، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة سمت محمد بن أبي بكر وكنته أبا القاسم. وذكر أبو حاتم الحنظلي الرازي. قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي قال: كان محمد بن أبي بكر قد سمى ابنه القاسم، فكان يكنى بأبي القاسم وإن عائشة كانت تكنيه بها وذلك في زمان الصحابة فلا يرون بذلك بأساً ثم كان في حجر علي بن أبي طالب إذ تزوج أمه أسماء بنت عميس وكان على الرجالة يوم الجمل وشهد معه صفين ثم ولاه مصر فقتل بها قتله معاوية بن حديج صبراً، وذلك في سنة ثمان وثلاثين.
ومن خبره أن علي بن أبي طالب ولى في هذه السنة مالك بن الحارث الأشتر النخعي مصر فمات بالقلزم قبل أن يصل إليها سم في زبد وعسل، قدم بين يديه فأكل منه فمات فولى علي محمد بن أبي بكر، فسار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا، فانهزم محمد بن أبي بكر فدخل في خربة فيها حمار ميت فدخل في جوفه فأحرق في جوف الحمار. وقيل: بل قتله معاوية بن حديج في المعركة، ثم أحرق في جوف الحمار بعد. ويقال: إنه أتي عمرو بن العاص بمحمد بن أبي بكر أسيراً، فقال: هل معك عهد؟ هل معك عقد من أحد؟ قال: لا فأمر به فقتل، وكان علي بن أبي طالب يثني على محمد بن أبي بكر ويفضله، لأنه كانت له عبادة واجتهاد وكان ممن حضر قتل عثمان. وقيل: إنه شارك في دمه، وقد نفى جماعة من أهل العلم والخبر أنه شارك في دمه وأنه لما قال له عثمان: لو رآك أبوك لم يرض هذا المقام منك خرج عنه وتركه ثم دخل عليه من قتله. وقيل: إنه أشار على من كان معه فقتلوه.
وروى أسد بن موسى، قال: حدثنا محمد بن طلحة قال: حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيي وكان شهد يوم الدار إنه لم ينل محمد بن أبي بكر من دم عثمان بشيء. قال محمد بن طلحة: فقلت لكنانة: فلم قيل إنه قتله؟ قال: معاذ الله أن يكون قتله، إنما دخل عليه فقال له عثمان: يابن أخي لست بصاحبي وكلمه بكلام فخرج ولم ينل من دمه بشيء. فقلت لكنانة: فمن قتله قال: رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم.
محمد بن ثابت
بن قيس بن شماس الأنصاري. أتى به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسماه محمداً وحنكه بتمرة عجوة. روى عنه ابنه اسماعيل بن محمد حديثه عند زيد بن الحباب.
محمد بن جعفر
بن أبي طالب. ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. أمه أسماء بنت عميس حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ورؤوس إخوته حين جاء نعي أبيه جعفر سنة ثمان ودعا لهم، وقال: " أنا وليهم في الدنيا والآخرة " . وقال: " أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب " . ومحمد بن جعفر بن أبي طالب هذا هو الذي تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد موت عمر بن الخطاب. قال الواقدي: كان محمد بن جعفر بن أبي طالب ومحمد ابن
الحنفية ومحمد بن الأشعث ومحمد بن أبي حذيفة كلهم يكنى أبا القاسم واستشهد محمد بن جعفر بتستر.
محمد بن أبي جهم
بن حذيفة بن غنم العدوي. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقتل يوم الحرة وذلك سنة ثلاث وستين.
محمد بن حاطب بن الحارث

بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي. ولد بأرض الحبشة، كانت أمه أم جميل فاطمة بنت المجلل. وقيل جويرية، وقيل أسماء بنت المجلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي القرشية العامرية قد هاجرت إليها مع زوجها حاطب فولدت له هناك محمداً والحارث ابني حاطب وكان محمد بن حاطب يكنى أبا القاسم، وقيل: أبا إبراهيم. توفي في خلافة عبد الملك بن مروان سنة أربع وسبعين بمكة في العام الذي توفي فيه عبد الله بن عمر بمكة. وقيل بالكوفة وعداده في الكوفيين، وقال مصعب: كان ابن حاطب في حين قدومه من أرض الحبشة وهو صبي قد أصابته نار في إحدى يديه وأحرقته، فذهبت به أم جميل بنت المجلل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرقاه ونفث عليه.
وقال البخاري: حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب قال: أخبرني أبي عثمان، عن جده محمد بن حاطب عن أمه أم جميل أم محمد بن حاطب قالت: خرجت بك من أرض الحبشة، حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طعاماً فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك فقدمت المدينة وأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب، وهو أول من سمي بك، فمسح على رأسك، ودعا بالبركة، ثم تفل في فيك، وجعل يتفل على يدك ويقول: " أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك. شفاءً لا يغادر سقماً " . قالت: فما قمت بك من عنده حتى برئت يدك. وقال مصعب: كانت أسماء بنت عميس أرضعت محمد بن حاطب مع ابنها عبد الله بن جعفر فكانا يتواصلان على ذلك حتى ماتا. روى عنه أبو بلج وسماك بن حرب وأبو عون الثقفي.
محمد بن حبيب
المصري. ويقال النصري: والصواب المصري. روى عنه عبد الله بن السعدي مرفوعاً: " لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار " . يختلفون في حديثه هذا. وروى عنه أبو إدريس الخولاني أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الهجرة.
محمد بن أبي حذيفة
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي أبو القاسم ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية قال خليفة بن خياط: ولي علي بن أبي طالب مصر محمد بن أبي حذيفة، ثم عزله، وولى قيس بن سعد بن عبادة، ثم عزله وولى الأشتر مالك بن الحارث النخعي، فمات قبل أن يصل إليها فولى محمد بن أبي بكر فقتل بها وغلب عمرو بن العاص على مصر وكان محمد بن أبي حذيفة أشد الناس تأليباً على عثمان، وكذلك كان عمرو بن العاص مذ عزله عن مصر يعمل حيله في التأليب والطعن على عثمان، وكان عثمان قد كفل محمد بن أبي حذيفة بعد موت أبيه أبي حذيفة ولم يزل في كفالته ونفقته سنين فلما قاموا على عثمان كان محمد بن أبي حذيفة أحد من أعان عليه وألب وحرض أهل مصر فلما قتل عثمان هرب إلى الشام فوجده رشدين مولى معاوية فقتله. وقال أهل النسب: انقرض ولد أبي حذيفة وولده أبيه عتبة إلا من قبل الوليد بن عتبة فإن منهم طائفة بالشام. قال الواقدي: كان محمد ابن الحنفية ومحمد بن أبي حذيفة ومحمد بن الأشعث يكنون أبا القاسم.
محمد بن حطاب
بن الحارث بن معمر القرشي الجمحي، ابن عم محمد بن حاطب أتي به أيضاً من أرض الحبشة بعد أن ولد بها وقيل: إنه ولد قبل خروجهم إلى أرض الحبشة وهو أسن من محمد بن حاطب.
محمد بن حويطب
القرشي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عند خصيف الخزرجي.
محمد بن خثيم
قال ابن السكن: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن عمار بن ياسر.
محمد بن زيد
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أهدى إليه لحم صيد وهو محرم. روى عنه عطاء بن أبي رباح.
محمد بن صفوان
أو صفوان بن محمد. كذا يروى على الشك والأكثر يروون محمد بن صفوان يكنى أبا مرحب، وهو رجل من الأنصار، لم يحدث عنه إلا الشعبي حديثه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني صدت هذين الأرنبين، ولم أجد حديدة أذكيهما بها فدكيتهما بمروة، فآكلهما؟ قال: " كل " . ويقال: محمد بن صفوان هذا، ومحمد بن صيفي واحد لأنه لم يحدث عنهما غير الشعبي وقيل: إنهما اثنان وهو أصح عندي والله أعلم.

قال أحمد بن زهير: لا أدري من أي الأنصار هما؟ قال الواقدي: أبو مرحب محمد بن صفوان روى عنه الشعبي في الأرنب.
محمد بن صيفي بن أمية
بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. لا رواية له في صحبته نظر.
محمد بن صيفي الأنصاري
لم يرو له غير الشعبي، حديثه في صوم يوم عاشوراء ليس له غيره.
محمد بن طلحة
بن عبيد الله القرشي التيمي. المعروف بالسجاد أمه حمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش أتى به أبوه طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه وسماه محمداً وكناه بأبي القاسم. وقد قيل: كنيته أبو سليمان. والصحيح أبو القاسم. روى يزيد بن هارون عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان عن محمد بن عبد الرحمن مولى لطلحة عن عيسى بن طلحة قال: حدثتني ظئر محمد بن طلحة، قالت: لما ولد محمد بن طلحة أتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما سميتموه " ؟ قلنا: محمداً. فقال: " هذا سميي، وكنيته أبو القاسم " . ومن قال: كنيته أبو سليمان احتج بما روي عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ قال: لما ولد محمد بن طلحة أتى به أبوه طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " سمه محمداً " ، فقال: يا رسول الله كنيه أبا القاسم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أجمعهما له هو أبو سليمان " .
وروي عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: لما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة بن عبيد الله جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه محمداً وكناه أبا سليمان.
وقال أبو راشد بن حفص الزهري: أدركت أربعة من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يسمى محمداً. ويكنى أبا القاسم محمد بن علي، ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن طلحة ومحمد بن سعد بن أبي وقاص. وقتل محمد بن طلحة يوم الجمل مع أبيه وكان هواه فيما ذكروا مع علي بن أبي طالب، وكان قد نهى عن قتله في ذلك اليوم وقال: إياكم وصاحب البرنس. وروى أن علياً مر به وهو قتيل يوم الجمل فقال: هذا السجاد ورب الكعبة، هذا الذي قتله بره بأبيه يعني أن أباه أكرهه على الخروج في ذلك اليوم. وكان طلحة قد أمره أن يتقدم للقتال فتقدم، ونثل درعه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلما حمل عليه رجل، قال: نشدتك بحاميم، حتى شد عليه رجل فقتله، وأنشد يقول:
وأشعث قوامٍ بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
ضممت إليه بالقناة قميصه ... فخر صريعاً لليدين وللفم
على غير ذنبٍ غير أن ليس تابعاً ... علياً، ومن لا يتبع الحق يظلم
يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ويروي في رواية أخرى:
خرفت له بالرمح جيب قميصه ... فخر صريعاً لليدين وللفم
والبيت الرابع: يناشدني حاميم والرمح شارع.
يقال: قتله رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له كعب بن مدلج. وقيل: بل قتله شداد بن معاوية العبسي. وقيل: بل قتله الأشتر. وقيل: بل قتله عصام بن مقشعر النصري، وهو قول أكثرهم. وهو الذي يقول:
وأشعث قوامٍ بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
دلفت له بالرمح من تحت نحره ... فخر صريعاً لليدين وللفم
شككت إليه بالسنان قميصه ... فأذريته عن ظهر طرف مسوم
أقمت له في دفعه الخيل صلبه ... بمثل قدامى النسر حران لهذم
على غير شيءٍ غير أن ليس تابعاً ... علياً ومن لا يتبع الحق يظلم
يذكرني حاميم لما طعنته ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم

وروينا عن محمد بن حاطب قال: لما فرغنا من قتال يوم الجمل قام علي بن أبي طالب والحسن بن علي، وعمار بن ياسر، وصعصعة بن صوحان، والأشتر ومحمد بن أبي بكر يطوفون في القتلى، فأبصر الحسن بن علي قتيلاً مكبوباً على وجهه، فأكبه على قفاه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا فرع قريش، والله فقال له أبوه: ومن هو يا بني؟ فقال: محمد بن طلحة. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كان ما علمته لشابا صالحاً، ثم قعد كئيباً حزيناً. فقال له الحسن: يا أبت، قد كنت أنهاك عن هذا المسير، فغلبك على رأيك فلان وفلان. قال: قد كان ذلك يا بني، فوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة. روى عنه ابنه إبراهيم بن محمد بن طلحة وعبد الرحمن بن أبي ليلى. وقال سيف: ادعى قتل محمد بن طلحة جماعة منهم بن المكعبر الضبي وغفار بن المسعر البصري.
محمد بن عبد الله بن جحش
بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وهو من حلفاء بني عبد شمس. وقيل: حلفاء حرب بن أمية يكنى أبا عبد الله، كان قد هاجر مع أبيه وعميه إلى أرض الحبشة ثم هاجر من مكة إلى المدينة مع أبيه. له صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه وعماته كلهم في مواضعهم من هذا الكتاب والحمد لله.
وكان عبد الله بن جحش قد أوصى بابنه محمد هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى له مالاً بخيبر وأقطعه داراً بسوق الرقيق بالمدينة. وكان مولده قبل الهجرة بخمس سنين ذكره محمد بن عمر. روى عنه أبو كثير مولاه حديثاً حسناً في أن المؤمن لا يدخل الجنة وإن رزق الشهادة حتى يقضي دينه.
محمد بن عبد الله بن سلام
الخزرجي الأنصاري. حليف لهم، وهو من بني إسرائيل ومن ولد يوسف بن يعقوب كان أبوه من أحبار اليهود من كبار الصحابة وقد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب ولابنه محمد هذا رؤية ورواية محفوظة. روى محمد بن عبد الله هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم في أهل قباء. حديثه مخرج في التفسير المسند في قوله عز وجل: " فيه رجال يحبون أن يتطهروا " التوبة 105. ويختلف في إسناد حديثه هذا، ومنهم من يجعله مرسلاً.
محمد بن عبد الرحمن
بن أبي بكر الصديق، أبو عتيق القرشي التيمي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجده أبوه جده أبو قحافة أربعتهم وليست هذه المنقبة لغيرهم، ذكره البخاري قال: حدثني عبد الرحمن بن شيبة، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم قال: قال موسى بن عقبة: ما نعلم أحداً في الإسلام أدركوا هم وأبناؤهم النبي صلى الله عليه وسلم أربعة إلا هؤلاء الأربعة: أبو قحافة وابنه أبو بكر وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر وابنه أبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة. قال عبد الرحمن بن شيبة: واسم أبي عتيق محمد.
محمد بن عبلة
ذكره عبد الغني في المؤتلف والمختلف وقال: له صحبة.
محمد بن عمرو بن حزم
الأنصاري. ولد في سنة عشر من الهجرة بنجران وأبوه عامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: ولد قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين سماه أبوه محمداً وكناه أبا سليمان، وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سمه محمداً، وكنه أبا عبد الملك " ، ففعل، فلا تكاد تجد في آل عمرو بن حزم مولوداً يسمى محمداً إلا وكنيته أبو عبد الملك. وكان محمد بن عمرو بن حزم فقيهاً روى عنه جماعة من أهل المدينة، ويروى عن أبيه وغيره من الصحابة. وروي عنه أيضاً أنه قال: كنت أتكنى أبا القاسم عند أخوالي بني ساعدة، فنهوني فحولت كنيتي إلى أبي عبد الملك.
قتل يوم الحرة، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة وكانت الحرة سنة ثلاث وستين. ويقال: إنه قتل يوم الحرة مع محمد بن عمرو بن حزم ثلاثة عشر رجلاً من أهل بيته، يقال: إنه كان أشد الناس على عثمان المحمدون: محمد بن أبي بكر، محمد بن أبي حذيفة، ومحمد بن عمرو بن حزم.
محمد بن عمرو بن العاص

القرشي السهمي. قال العدوي: صحب النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو حدث. قال الواقدي: شهد صفين، وقاتل فيها، ولم يقاتل أخوه عبد الله. وقال الزبير مثل ذلك، وقال: لا عقب لمحمد بن عمرو بن العاص، وذكر عن الموصلي، عن عمر بن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب قال: أبلى محمد بن عمرو بن العاص بصفين، وقال في ذلك أبيات الشعر:
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوماً شاب منها الذوائب
غداة أتى أهل العراق كأنهم ... من البحر لج موجه متراكب
وجئناهم نمشي كأن صفوفنا ... سحائب جونٍ رققتها الجنائب
فقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا ... عليا فقلنا: بل نرى أن تضاربوا
فطارت إلينا بالرماح كماتهم ... وطرنا إليهم في الأكف قواضب
إذا ما أقول استهزموا عرضت لنا ... كتائب منهم وارجحنت كتائب
فلا هم يولون الظهور فيدبروا ... ونحن كما هم نلتقي ونضارب
محمد بن أبي عميرة
المزني سكن الشام، روى عنه جبير بن نفير يروي عن كبار الصحابة أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال: حدثنا محمد بن مسرور العبشاني بالقيروان، قال: حدثنا أحمد بن معتب قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن محمد بن أبي عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن عبداً خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في طاعة الله لحقره في ذلك اليوم، ولو أنه يعاد لكما يزداد من الأجر والثواب.
محمد بن كعب بن مالك
الأنصاري، من بني جشم بن الخزرج. ذكر الترمذي، عن قتيبة أنه ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وذكره ابن السكن، وقال: ذكر في بعض الروايات أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن حديث، وإسناده صالح وساقه إلى عبد الله بن كعب قال: حدثني أبو أمامة قال: كنت أنا وأبوك كعب وأخوك محمد بن كعب قعوداً ونحن نذكر الرجل يحلف على مال الآخر كاذباً فيقتطعه بيمينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: " أيما رجل حلف على مال رجل كاذباً فاقتطعه بيمينه فقد برئت منه الذمة، ووجبت له النار " فقال محمد بن كعب: وإن كان قليلاً؟ قال: فقلب سواكاً بين إصبعيه وقال: وإن كان سواك أراك.
محمد بن كعب القرظي
يكنى أبا حمزة. قال الترمذي: سمعت قتيبة يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
محمد بن مسلمة الأنصاري
الحارثي، يكنى أبا عبد الرحمن. ويقال: بل يكنى أبا عبد الله. وهو محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس حليف لبني عبد الأشهل شهد بدراً والمشاهد كلها ومات بالمدينة ولم يستوطن غيرها، وكانت وفاته بها في صفر سنة ثلاث وأربعين. وقيل: سنة ست وأربعين. وقيل: سنة سبع وأربعين وهو ابن سبع وسبعين سنة وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ أمير على المدينة.
يقال: كان أسمر شديد السمرة طويلاً أصلع ذا جثة. وكان محمد بن مسلمة من فضلاء الصحابة. وهو أحد الذين قتلوا كعب بن الأشرف، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته. وقيل: استخلفه في غزوة قرقرة الكدر، وقيل: إنه استخلفه عام تبوك. واعتزل الفتنة واتخذ سيفاً من خشب وجعله في جفن وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بذلك ولم يشهد الجمل ولا صفين، وأقام بالربذة. وقد تقدم في باب أسامة بن زيد أن الذين قعدوا في الفتنة سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وأسلمة بن زيد. وقد قيل: إنه الذي قتل مرحباً اليهودي بخيبر. وقيل: قتله الزبير. والصحيح الذي عليه أكثر أهل السير وأهل الحديث أن علياً هو الذي قتل مرحباً اليهودي بخيبر. يقال: إنه كان لمحمد بن مسلمة من الولد عشرة ذكور وست بنات.
باب محمود
محمود بن الربيع

بن سراقة الخزرجي الأنصاري، من بني عبد الأشهل. وقيل: إنه من بني الحارث بن الخزرج، وقيل: إنه من بني سالم بن عوف، يكنى أبا نعيم. وقيل: يكنى أبا محمد معدود في أهل المدينة. قال إبراهيم بن المنذر: مات سنة سبع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين.
قال أبو عمر: عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها من دلو من بئرهم، وحفظ ذلك عنه، وهو ابن أربع سنين أو خمس سنين. وحدث عنه أنس بن مالك حديث عتبان وقيل: مات محمود بن الربيع سنة ست وتسعين، قال أبو زرعة: أخبرنا أبو القاسم مسهر، وقال: محمد بن علي بن مروان: أبو مسهر ومحمد بن مصفى أنبأنا محمد بن حرب عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الربيع الأنصاري وكان يزعم أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس سنين وزعم أنه عقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه من دلو معلق في بئرهم. وروى عنه ابن شهاب ورجاء بن حيوة أبو المقدام.
محمود بن ربيعة
رجل من الأنصار مخرج حديثه عن أهل مصر وأهل خراسان في كالىء المرأة والدين الذي لا يؤدى.
محمود بن لبيد
بن رافع بن امرىء القيس بن زيد الأنصاري الأشهلي، من بني عبد الأشهل ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديث منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يحمي أحدهم سقيمه الماء " . ذكر ابن أبي شيبة أخبرنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد الأنصاري قال: كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم من قولهم فخرج وخرجنا معه حتى أمنا في المسجد فأطال القيام. وذكر الحديث.
وقد ذكر البخاري عن أبي نعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال: أسرع النبي صلى الله عليه وسلم بنا حتى انقطعت نعالنا يوم مات سعد بن معاذ. وأدخله عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند. وذكره البخاري بعد محمود بن الربيع في أول باب محمود وذكر ابن أبي حاتم أن البخاري قال له صحبة. قال: وقال إني لا أعرف له صحبة.
قال أبو عمر: قول البخاري أولى، وقد ذكرنا من الأحاديث ما يشهد له، وهو أولى بأن يذكر في الصحابة من محمود بن الربيع فإنه أسن منه. وذكره مسلم في الطبقة الثانية منهم فلم يصنع شيئاً ولا علم منه ما علم غيره. وكان محمود بن لبيد أحد العلماء وروى محمود بن لبيد عن ابن عباس قال إبراهيم بن المنذر ويحيى بن عبد الله بن بكير: ولد محمود بن لبيد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة ست وتسعين.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يحمي عباده الدنيا كما تحمون مرضاكم الطعام والشراب تخافون عليهم " .
محمود بن مسلمة
أخو محمد بن مسلمة الأنصاري قد تقدم ذكر نسبه عند ذكر أخيه. شهد محمود بن مسلمة أحداً والخندق وخيبر وقتل بخيبر أدلى عليه مرحب رحى فأصابت رأسه فهشمت البيضة رأسه وسقطت جلدة جبينه على وجهه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد الجلدة فعادت كما كانت وعصبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبه فمكث ثلاثة أيام ومات. وذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فيما زعموا، والله أعلم، يومئذ: له أجر شهيدين. روى عنه جابر بن عبد الله.
باب مخرمة
مخرمة بن شريح
الحضرمي. حليف لبني عبد شمس. استشهد يوم اليمامة ذكر الليث عن يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني السائب بن يزيد أن مخرمة بن شريح الحضرمي ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ذلك رجل لا يتوسد القرآن " .
مخرمة بن نوفل

بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري. أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف، وهو والد المسور بن مخرمة كان من مسلمة الفتح وكان له سن وعلم بأيام قريش كان يؤخذ عنه النسب وكان أحد علماء قريش، يكنى أبا صفوان. وقيل: أبا المسور بابنه المسور. وقيل: أبو الأسود وأبو صفوان أكثر. روى الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة قال: أخبرني المسور بن مخرمة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: " يا أبا صفوان " في حديث ذكره وكان نبيهاً أبياً شهد حنيناً وهو أحد المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه منهم وأحد الذين نصبوا أعلام الحرم لعمر. مات بالمدينة زمن معاوية سنة أربع وخمسين وقد بلغ مائة سنة وخمس عشرة سنة وكف بصره في زمن عثمان. يعد في أهل الحجاز.
باب مخشي
مخشي بن حمير
الأشجعي. حليف لبني سلمة من الأنصار كان من المنافقين، وسار مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك حين أرجفوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم تاب وحسنت توبته، وسمي عبد الرحمن وسأل الله أن يقتله شهيداً. لا يعلم مكانه فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر.
مخشي بن وبرة
ويقال وبرة بن مخشي ويقال: وبرة بن يحنس، وهو الأولى عندهم بالصواب، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إلى الأبناء باليمن.
باب مدرك
مدرك بن الحارث
العامري. روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي أنه حج مع أبيه في بدء الإسلام فذكر قصة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ناولت أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم القدح وهي تبكي، وهي مكشوفة النحر، فقال لها: " خمري عليك نحرك، فلن تخافي على أبيك غلبةً ولا ذلاً بعد اليوم " . ويروى: غيلة ولا ذلا. وذكر الحديث بتمامه رضي الله عنه.
مدرك بن عمارة
أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه، فقبض يده عنه لخلوق رآه فيها فلما غسله بايعه. في حديثه هذا اضطراب وفي صحبته نظر، فإن كان مدرك بن عمارة بن عقبة ابن أبي معيط فلا تصح له صحبة ولا لقاء ولا رواية. وحديثه هذا لا أصل له وإنما روي ذلك في أبيه عمارة ولا يصح ذلك أيضاً وقد أوضحت ذلك في باب الوليد بن عقبة.
مدرك بن عوف
البجلي. مختلف في صحبته واتصال حديثه. روى عنه قيس بن أبي حازم وقيس، يروي عن كبار الصحابة، ويروي مدرك هذا عن عمر بن الخطاب.
مدرك الغفاري
جد خالد بن الطفيل بن مدرك له صحبة.
باب مرة
مرة بن الحباب
بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي الأنصاري، من بلي حليف لبني عمرو ابن عوف. وقال الطبري: مرة بن الحباب ابن العجلان: شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن الكلبي: مرة بن الحباب بن عدي بن العجلان شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقاله غير ابن الكلبي أيضاً.
مرة بن سراقة
أحد النفر الذين قتلوا بحنين من المسلمين شهيداً.
مرة بن عمرو بن حبيب
القرشي الفهري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً: " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة " . روت عنه ابنته أم سعيد. يعد في أهل المدينة.
مرة بن كعب
البهزي، من بهز بن الحارث بن سليم بن منصور نزل البصرة ثم نزل بالشام. وقد قيل: إن اسم البهزي هذا كعب بن مرة. والصحيح والله أعلم مرة بن كعب. وقد قيل: إنهما اثنان وليس بشيء. وتوفي مرة بن كعب البهزي بالأردن سنة سبع وخمسين. روى في فضل عثمان. روى عنه أبو الأشعث الصنعاني، وجبير بن نفير وعبد الله بن شقيق.
مرة العامري
والد يعلى بن مرة كوفي له ولابنه يعلى بن مرة صحبة ورواية وهو مرة بن وهيب بن جابر.
باب مرارة
مرارة بن ربيعة
ويقال ابن ربيع العمري الأنصاري. من بني عمرو بن عوف شهد بدراً وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وتاب الله عليهم ونزل القرآن في شأنهم.
مرارة بن مربع
صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخو زيد بن مربع وعبد الرحمن بن مربع بن قيظي بن عمرو من بني حارثة من الأنصار، وكان أبوهم مربع بن قيظي أحد المنافقين وهو الأعمى القائل: لو كنت نبيا ما دخلت حائطي بغير إذني.
باب مرثد

مرثد بن الصلت
الجعفي. سكن البصرة وعن اهلها يخرج حديثه. روى عنه ابنه عبد الرحمن ابن مرثد بن الصلت الجعفي أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن مس الذكر، فقال: " إنه هو بضعة منك " .
مرثد بن أبي مرثد
الغنوي، اسم أبي مرثد كناز بن حصين. ويقال ابن حصن. وقد تقدم ذكره في باب الكاف، ونسبناه هناك إلى غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. شهد مرثد وأبوه أبو مرثد جميعاً بدراً كانا حليفين لحمزة بن عبد المطلب آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت وشهد مرثد بدراً وأحداً وقتل يوم الرجيع شهيداً، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على السرية التي وجهها معه إلى مكة وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
وزعم بن إسحاق أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على السرية التي بعث فيها عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وخبيب بن عدي، إلى عضل والقارة وبني لحيان وذلك في آخر سنة الهجرة وكانوا سبعة نفر منهم مرثد هذا، وهو كان الأمير عليهم فيما ذكر ابن إسحاق.
وذكر معمر، عن ابن شهاب أن أميرهم كان عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. والستة: مرثد بن أبي مرثد وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وخبيب بن عدي وخالد بن البكير وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر كان هؤلاء الستة قد بعثوا إلى عضل والقارة ليفقهوهم في الدين ويعلموهم القرآن وشرائع الإسلام فغدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلاً وقتل حينئذ مرثد ابن أبي مرثد وعاصم وخالد وقاتلوا حتى قتلوا وألقى خبيب وعبد الله وزيد بأيديهم فأسروا. وقد ذكرنا خبر كل واحد منهم في موضعه من هذا الكتاب.
من حديث مرثد الغنوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم " . رواه يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبد الله بن موسى عن القاسم أبي عبد الرحمن الشامي قال: حدثني مرثد بن أبي مرثد وكان بدرياً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم " . قال أبو عمر: هكذا في هذا الحديث بهذا الإسناد، عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: حدثني مرثد بن أبي مرثد. وهو عندي وهم وغلط، لأنه قد قتل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه لم يدركه القاسم المذكور ولا رآه فلا يجوز أن يقال فيه حدثني لأنه منقطع أرسله القاسم أبو عبد الرحمن عن مرثد بن أبي مرثد هذا إلا أن يكون رجل آخر وافق اسمه اسم ابيه وشهد أيضاً بدراً.
وقد روى عبد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد وكان يحمل الأسرى من مكة حتى يأتي بهم المدينة قال: وكان بمكة بغي يقال لها عناق وكانت صديقة له وكان وعد رجلاً أن يحمله من أسرى مكة قال: فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة في ليلة قمراء فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجانب الحائط فلما انتهت إلي عرفتني فقالت: مرثد قلت: مرثد قالت: مرحباً وأهلاً هلم فبت عندنا الليلة. قال: قلت: يا عناق إن الله حرم الزنا قالت: يا أهل الخباء، هذا الذي يحمل الأسرى. قال: فاتبعني ثمانية رجال وسلكت الخندمة حتى انتهيت إلى كهف أو غار فدخلته وجاءوا حتى قاموا على رأسي وأعماهم الله عني ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي، فحملته وكان رجلاً ثقيلاً حتى انتهيت إلى الأذخر ففككت عنه كبله، ثم جعلت أحمله حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أنكح عناقاً؟ فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئاً حتى نزلت هذه الآية: " الزاني لا ينكح إلا زانيةً أو مشركةً. " النور 3.
الآية. فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وقال: " لا تنكحها " .

أخبرنا عبد الله، حدثنا محمد حدثنا أبو داود حدثنا إبراهيم بن محمد التميمي قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه روى عن جده أن مرثد الغنوي كان يحمل الأسارى بمكة، وكان بمكة بغي يقال لها عناق، وكانت صديقته، قال: جئت النبي صلى الله عليه وسلم وقلت: يا رسول الله أنكح عناقاً؟ قال: فسكت عني ونزلت: " الزاني لا ينكح إلا زانية " . النور 3. الآية. فدعاني صلى الله عليه وسلم وقرأها علي وقال: " لا تتزوجها " .
قال: وحدثنا مسدد وأبو معمر قالا: حدثنا عبد الوارث بن حبيب قال: حدثنا عمرو بن شعيب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينكح الزاني المجلود في حد إلا مثله " . وقال أبو معمر: حدثنا حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب.
مرثد بن وداعة
أبو قتيلة الكندي. ويقال: الجعفي. ويقال: إنه من ساكني مصر. له صحبة فيما ذكر البخاري. وقال أبو حاتم الرازي: ليست له صحبة وإنما يروي عن عبد الله بن حوالة. وذكر البخاري قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا شبابة قال: حدثنا حريز سمع حميد بن يزيد الرحبي، قال: رأيت أبا قتيلة مرثد بن وداعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وربما قتل البرغوث في الصلاة. وذكره مسلم بن الحجاج في التابعين.
باب مرداس
مرداس بن عروة
له صحبة. روى عنه زياد بن علقمة.
مرداس بن مالك
الأسلمي، كان ممن بايع تحت الشجرة ثم سكن الكوفة، وهو معدود في أهلها. روي عنه حديث واحد ليس له غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يقبض الصالحون الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة التمر " ، روى عنه قيس بن أبي حازم.
مرداس بن أبي مرداس
وهو مرداس بن عقفان التميمي العنبري. له صحبة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي بالبركة. روى عنه ابنه بكر بن مرداس.
مرداس بن نهيك
الفزاري، فيه نزلت: " ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً. " النساء 93. الآية كان يرعى غنماً له فهجمت عليه سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها أسامة ابن زيد وأميرها سلمة بن الأكوع، فلقيه أسامة وألقى إليه السلام وقال: السلام عليكم أنا مؤمن فحسب أسامة أنه ألقى إليه السلام متعوذاً فقتله فأنزل الله عز وجل: " يأيها الذين آمنوا إذا
ضربتم في سبيل الله فتبينوا " النساء 93. الآية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أسامة ويحب أن يثني الناس عليه خيراً إذا بعثه بعثاً، وكان مع ذلك يسأل عنه فلما قتل هذا المسلم مرداساً لم تكتم السرية ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أعلنوه بذلك رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى أسامة فقال له: " كيف أنت ولا إله إلا الله " فقال: يا رسول الله، إنما قالها متعوذاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هلا شققت عن قلبه، فنظرت إليه " فأنزل الله هذه الآية، وأخبر أنه إنما قتله من أجل عرض الدنيا. غنيمته، وجمله فحلف أسامة ألا يقاتل رجلاً يقول: لا إله إلا الله أبداً. هذا في تفسير السدي وتفسير ابن جريج عن عكرمة وفي تفسير سعيد عن قتادة وقاله غيرهم أيضاً. ولم يختلفوا في أن المقتول يومئذ الذي القى إليه السلام وقال: إني مؤمن رجل يسمى مرداساً واختلفوا في قاتله وفي أمير تلك السرية اختلافاً كثيراً وقد ذكرنا جملته في باب محلم بن جثامة من هذا الكتاب.
باب مروان
مروان بن الحكم

بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. يكنى أبا عبد الملك. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة اثنتين من الهجرة. وقيل: عام الخندق. وقال مالك: ولد مروان بن الحكم يوم أحد. وقال غيره: ولد مروان بمكة. ويقال: ولد بالطائف، فعلى قول مالك توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين أو نحوها، ولم يره لأنه خرج إلى الطائف طفلاً لا يعقل، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد نفى أباه الحكم إليها فلم يزل بها حتى ولي عثمان بن عفان، فرده عثمان، فقدم المدينة هو وولده في خلافة عثمان، وتوفي أبوه فاستكتبه عثمان، وكتب له فاستولى عليه إلى أن قتل عثمان، ونظر إليه علي يوماً. فقال له: ويلك وويل أمة محمد منك، ومن بنيك إذا ساءت درعك وكان مروان يقال له خيط باطل، وضرب به يوم الدار على قفاه، فجرى لقبه، فلما بويع له بالإمارة قال فيه أخوه عبد الرحمن بن الحكم وكان ماجنا شاعراً محسناً، وكان لا يرى رأي مروان:
فوالله ما أدري وأني لسائل ... حليلة مضروب القفا كيف يصنع
لحا الله قوماً أمروا خيط باطل ... على الناس يعطي ما يشاء ويمنع
وقيل: إنما قال له أخوه عبد الرحمن ذلك حين ولاه معاوية أمر المدينة، وكان كثيراً ما يهجوه. ومن قوله فيه:
وهبت نصيبي فيك يا مرو كله ... لعمرو ومروان الطويل وخالد
فكل ابن أم زائد غير ناقص ... وأنت ابن أم ناقص غير زائد
وقال مالك بن الريب يهجو مروان:
لعمرك ما مروان يقضي أمورنا ... ولكنما تقضي لنا بنت جعفر
فيا ليتها كانت علينا أميرةً ... وليتك يا مروان أمسيت آخر
وكان معاوية لما صار الأمر إليه ولاه المدينة، ثم جمع له إلى المدينة مكة والطائف ثم عزله عن المدينة سنة ثمان وأربعين وولاها سعيد بن أبي العاص فأقام عليها أميراً إلى سنة أربع وخمسين ثم عزله وولى مروان، ثم عزله وولى الوليد بن عتبة، فلم يزل والياً على المدينة حتى مات معاوية وولى يزيد فلما كف الوليد بن عتبة عن الحسين وابن الزبير في شأن البيعة ليزيد وكان الوليد رحيماً حليماً سرياً عزله وولى يزيد عمرو بن سعيد الأشدق ثم عزله وصرف الويد بن عتبة ثم عزله وولى عثمان بن محمد بن أبي سفيان وعليه قامت الحرة ثم لما مات يزيد ولي ابنه أبو ليلى معاوية بن يزيد وذلك سنة أربع وستين عاش بعد أبيه يزيد أربعين ليلة ومات وهو ابن إحدى وعشرين سنة وكان موته من قرحة يقال لها السكتة وكانت أمه أم خالد بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة وقالت له: اجعل الخلافة من بعدك لأخيك فأبى وقال: لا يكون لي مرها ولكم حلوها، فوثب مروان حينئذ عليها وأنشد:
إني أرى فتنةً تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
ثم التقى هو والضحاك بن قيس بمرج راهط على أميال من دمشق فقتل الضحاك وكان مروان قد تزوج أم خالد بن يزيد ليضع منه فوقع بينه وبين خالد يوماً كلام فقال له مروان واغلظ له في القول: اسكت يا بن الرطبة. فقال له خالد: مؤتمن خائن. فندم مروان، وقال: ما أدى الأمانة إذا أؤتمن، ثم دخل خالد على أمه فقال لها: هكذا أردت يقول لي مروان على رؤوس الناس كذا وكذا فقالت له: اسكت لا ترى بعد منه شيئاً تكرهه، وسأقرب عليك ما بعد فسمته، ثم قامت إليه مع جواريها فغممته حتى مات، فكانت خلافته تسعة أشهر وقيل عشرة أشهر. ومات في صدر رمضان سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين. وقيل: ابن ثمانية وستين وقيل: ابن أربع وستين وهو معدود فيمن قتله النساء. روى عنه من الصحابة سهل بن سعد فيما ذكر صالح بن كيسان.
وعبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب، بن سهل بن سعد، عن مروان، عن زيد بن ثابت في قول الله عز وجل: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين. " النساء 94. الآية.
ورواه معمر، عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت. وممن روى عنه من االتابعين عروة بن الزبير وعلي بن الحسين. وقال عروة: كان مروان لا يتهم في الحديث ومن شعر عبد الرحمن فيه:
ألا من مبلغ مروان عني ... رسولاً والرسول من البيان
بأنك لن ترى طرداً لحر ... كإلصاق به بعض الهوان

وهل حدثت قبلي عن كريم ... معين في الحوادث أو معان
يقيم بدار مضيفة إذا لم ... يكن حيران أو خفق الجنان
فلا تقذف بي الرجوين إني ... أقل القوم من يغني مكاني
سأكفيك الذي استكفيت مني ... بأمر لا تخالجه يدان
ولو أنا بمنزلة جميعاً ... جريت وأنت مضطرب العنان
ولولا أن أم أبيك أمي ... وأن من قد هجاك فقد هجاني
لقد جاهرت بالبغضاء إني ... إلى أمر الجهارة والعلان
مروان بن قيس
الأسدي ويقال: السلمي له صحبة. روى عنه عمران بن يحيى وابنه خثيم بن مروان.
باب مسعود
مسعود بن الأسود بن حارثة
بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي. كان من السبعين الذين هاجروا من بني عدي هو وأخوه مطيع بن الأسود وأمهما العجماء بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول. كان من أصحاب الشجرة واستشهد يوم مؤتة.
مسعود بن الأسود البلوي
من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. ويقال فيه مسعود بن المسور. يعد في أهل مصر وشهد الحديبية وبايع تحت الشجرة وكان قد استأذن عمر في غزوة إلى إفريقية فقال عمر: إفريقية غادرة ومغدور بها. روى عنه علي بن رباح وغيره من المصريين. وحديثه عند ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد عن الحارث بن رباح عن مسعود بن المسور صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد بايع تحت الشجرة وأنه استأذن عمر في غزو إفريقية فقال عمر: إفريقية غادرة ومغدور بها.
مسعود بن أوس
بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. هكذا نسبه الواقدي وأبو عمارة. وأما ابن إسحاق وأبو معشر فإنهما قالا: هو مسعود بن أوس بن أصرم ابن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. قال أبو عمر: هو أبو محمد غلبت عليه كنيته وهو الذي زعم أن الوتر واجب فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد شهد بدراً وما بعدها من المشاهد ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين وذكره غيره. قيل: توفي في خلافة عمر بن الخطاب. وقال الكلبي: شهد بدراً وشهد صفين مع علي.
مسعود بن حراش
أخو ربعي بن حراش. قال البخاري: له صحبة. وقال أبو حاتم الرازي: ليست له صحبة. روى عن عمر وطلحة بن عبيد الله. روى عنه أبو بردة.
مسعود بن الحكم
بن الربيع بن عامر بن خالد بن عامر ابن زريق الأنصاري الزرقي. أمه حبيبة بنت شريق بن أبي خيثمة من هذيل، يكنى أبا هارون. ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان سرياً له قدر وجلالة بالمدينة، ويعد من أجلة التابعين وكبارهم. روى عن عمر وعثمان وعلي وهو الذي يروى عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام في الجنائز ثم جلس بعد. روى عنه نافع بن جبير بن مطعم ومحمد بن المنكدر وأبو الزناد.
مسعود بن خلدة
بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق لأنصاري الزرقي. شهد بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة شهيداً في قول محمد بن عمر وأما عبد الله بن محمد بن عمارة فإنه قال: قتل يوم خيبر شهيداً.
مسعود بن الربيع
ويقال مسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى القاري، يكنى أبا عمير من القارة وهم الهون بن خزيمة بن مدركة. أسلم قديماً بمكة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبيد بن التيهان. شهد بدراً وهو أحد حلفاء بني زهرة. قال: موسى بن عقبة وابن إسحاق: مسعود بن ربيعة. وقال أبو معشر والواقدي: مسعود بن الربيع.
مات سنة ثلاثين، وقد زاد سنه على الستين يكنى أبا عمير.
مسعود بن رخيلة
بن عائذ الأشجعي. كان قائد أشجع يوم الأحزاب مع المشركين ثم أسلم فحسن إسلامه ذكر ذلك أبو جعفر الطبري.
مسعود بن سعد
بن قيس بن خالد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي. قال الواقدي: شهد بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة شهيداً.
مسعود بن سنان
بن الأسود، حليف لبني غنم بن سلمة من الأنصار. شهد أحداً وقتل يوم اليمامة شهيداً.
مسعود بن سويد

بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي. كان أيضاً من السبعين الذين هاجروا من بني عدي واستشهد يوم مؤتة فيما زعم ابن الكلبي وحده، وهو ابن عم الذي قبله. قال العدوي: لم يذكر ذلك غير ابن الكلبي. وقال الزبير: قتل مسعود بن سويد يوم مؤتة شهيداً وليس له عقب.
مسعود بن عدي
بن حرملة اللخمي، يزعم أهله وولده أن له صحبة. روى الحديث عنه جماعة من ولده.
مسعود بن عبد سعد
هكذا قال موسى بن عقبة، وأبو معشر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري. وقال الواقدي: مسعود بن عبد مسعود. وقال ابن إسحاق: مسعود بن سعد وكلهم ينتسب في الأوس. قال ابن إسحاق: مسعود بن سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن خالد بن الأوس. شهد بدراً وقتل يوم خيبر شهيداً.
مسعود بن عبدة
بن مظهر، قال الطبري: شهد أحداً هو وابنه نيار بن مسعود مع النبي صلى الله عليه وسلم.
مسعود بن عروة
له صحبة. قتل في غزوة أبي سلمة بن عبد الأسد إلى ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد.
مسعود بن عمرو الثقفي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهية السؤال. روى عنه سعيد بن يزيد والذي انفرد بحديثه محمد بن جامع العطار متروك الحديث. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة.
مسعود بن عمرو القاري
من القارة. وكان على المغانم يوم حنين، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة. قال الكلبي: هو مسعود بن عامر بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى ابن محلم صاحب النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقال له القاري.
مسعود بن قيس
فيه نظر
مسعود بن يزيد
بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري. شهد العقبة، ولم يشهد بدراً.
مسعود غلام فروة الأسلمي
له صحبة، وفروة هو جد بريدة بن سفيان بن فروة ويقال مسعود هذا مولى أبي تميم بن حجير الأسلمي غلام فروة، وفي ذلك نظر وذكره محمد بن سعد وقال: مسعود مولى تميم بن حجير الأسلمي غلام فروة وهو كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم وقد حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في المريسيع في الخمس أخبرني ذلك محمد ابن عمر.
حدثنا عبده بن عبد الله حدثنا زيد هو ابن الحباب، قال: حدثنا أفلح بن سعيد حدثني يزيد بن سفيان بن فروة الأسلمي عن غلام لجده يقال له مسعود، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال لي أبو بكر: يا مسعود، إيت أبا تميم يعني مولاه فقل له: يلمنا على بعير، ويبعث إلينا بزاد ودليل يدلنا فجئت إلى مولاي فأخبرته فبعث معي ببعير ووطب من لبن فجعلت آخذ بهم في إخفاء الطريق. وحضرت الصلاة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وقام أبو بكر عن يمينه وقد عرفت الإسلام وأنا معهما فجئت فقمت خلفهما فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صدر أبي بكر فقمنا خلفه.
باب مسلم
مسلم بن الحارث
التميمي. له صحبة. حديثه عند الشاميين وعداده فيهم. روى عنه ابنه الحارث بن مسلم. وقد قيل: فيه الحارث بن مسلم. والصحيح مسلم بن الحارث.
مسلم بن رياح
الثقفي، روى عنه عون بن أبي جحيفة مرفوعاً في فضل الأذان حديثاً حسناً.
مسلم بن السائب
بن خباب. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وقد ذكره بعضهم في الصحابة. روى عنه ابنه محمد بن مسلم.
مسلم بن عبد الله
الأزدي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير اسم عبد الله بن قرط، قال: جاء عبد الله بن قرط الأزدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " ما اسمك " ؟ قال: شيطان بن قرط. قال: " بل أنت عبد الله بن قرط " . روى عنه بكر بن زرعة الخولاني.
مسلم بن عبد الرحمن
له صحبة. روت عنه شميسة بنت نبهان وهو مولاها.
مسلم بن عبيد الله القرشي

أيضاً وليس بوالد رائطة، ولا أدري أيضاً من أي قريش هو. واختلف فيه فقيل: مسلم بن عبيد الله وقيل: عبيد الله بن مسلم. ومن قال عبيد الله عندي أحفظ. له حديث واحد في صوم رمضان، والذي يليه وصوم كل أربعاء وخميس وكراهية صوم الدهر. وقد قيل: إن الصحبة لأبيه عبيد الله القرشي.
مسلم بن عمرو بن أبي عقرب
الأزدي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد أدركه من حلف على مملوك ليضربنه فإن كفارته أن يدعه وله مع الكفارة خير. أو قال أجر. روى عنه بكر بن وائل بن داود وبكر هذا كوفي ثقة.
مسلم بن عمير الثقفي
روى عنه مزاحم بن عبد العزيز الثقفي، حديثه في الإنباذ في الجرة الخضراء.
مسلم القرشي
والد رائطة بنت مسلم الأزدي. لا أدري من أي قريش هو. يعد في أهل مكة كان اسمه غراباً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً. روت عنه ابنته رائطة.
مسلم المصطلقي الخزاعي
حديثه عند يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدثنا يزيد بن عمرو ابن مسلم الخزاعي. قال: أخبرني أبي عن أبيه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنشد ينشد قول سويد بن عامر المصطلقي:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم ... إن المنايا بجنبي كل إنسان
واسلك طريقك تمشي غير مختشع ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني
وكل ذي صاحب يوماً مفارقه ... وكل زاد وإن أبقيته فاني
والخير والشر مقرونان في قرن ... بكل ذلك يأتيك الجديدان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أدرك هذا الإسلام لأسلم " ، فبكى أبي، فقلت: يا أبت تبكي لمشرك مات في الجاهلية فقال: يا بني، والله ما رأيت مشركاً خيراً من سويد بن عامر. وقال الزبير بن بكار: هذا الشعر لأبي قلابة الشاعر الهذلي وهو أول من قال الشعر في هذيل. قال: واسم أبي قلابة الحارث بن صعصعة بن كعب بن طلحة بن لحيان بن هذيل.
قال أبو عمر: ما رواه يعقوب الزهري أثبت من قول الزبير. والله أعلم.
باب مسلمة
مسلمة بن أسلم
بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري. قتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً.
مسلمة بن مخلد
بن الصامت بن نيار الأنصاري الساعدي. وقيل الزرقي. يكنى أبا معن. وقيل أبا مسعود. وقيل أبا معاوية. وقيل أبا معمر. ولد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين. وقيل: إنه كان ابن أربع سنين مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وروى أحمد بن حنبل: حدثني عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد، قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أربع سنين، وتوفي وأنا ابن عشر سنين. قال أحمد بن حنبل: وحدثنا وكيع، عن موسى بن علي، عن أبيه قال: سمعت مسلمة بن مخلد قال: ولدت حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدنية ومات وأنا ابن عشر سنين. ثم شهد فتح مصر وسكنها، ثم تحول إلى المدينة ثم ولاه معاوية مصر. قال الواقدي: قدم مسلمة بن مخلد والياً على مصر وإفريقية سنة خمسين، وهو أول من جمع له مصر والمغرب، لم يزل على ذلك حتى توفي معاوية، وهو أول من جعل بمصر بنيان المنار في المساجد سنة ثلاث وخمسين، وكانت ولايته على مصر وإفريقية ست عشرة سنة، ولم يعقب وكان يغزى معاوية بن حديج إلى المغرب والثغور ويقال: مات بمصر. ويقال: مات بالمدينة سنة اثنتين وستين. وقد قيل: إن مسلمة بن مخلد توفي في آخر خلافة معاوية. روى ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد، قال: كنت أرى أني أحفظ الناس للقرآن حتى صليت خلف مسلمة بن مخلد الصبح، فقرأ سورة البقرة فما أخطأ واواً ولا ألفاً.
مسلمة الفهري
والد حبيب بن مسلمة. روى عنه ابنه حبيب ابن مسلمة.
باب مسور
المسور بن مخرمة

بن نوفل القرشي الزهري. أبو عبد الرحمن قد ذكرنا نسب أبيه مخرمة ابن نوفل إلى زهرة فغنينا بذلك. أمه الشفاء بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين وقدم به أبوه المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، وهو أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم والمسور ابن ثمان سنين وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه. وحدث عن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن عوف. وكان فقيهاً من أهل الفضل والدين، لم يزل مع خاله عبد الرحمن بن عوف مقبلاً ومدبراً في أمر الشورى وبقي بالمدينة إلى أن قتل عثمان، ثم انحدر إلى مكة فلم يزل بها حتى توفي معاوية ذكره ربيعة بن يزيد فلم يزل بمكة حتى قدم الحصين بن نمير مكة لقتال ابن الزبير وذلك في عقب المحرم أو صدر صفر وحاصر مكة، وفي حصاره ومحاربته أهل مكة أصاب المسور حجر من حجارة المنجنيق وهو يصلي في الحجر فقتله، وذلك مستهل ربيع الأول سنة أربع وستين، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون وهو معدود في المكيين. توفي وهو ابن اثنتين وستين سنة. وقيل: وفاته كانت يوم جاء نعي يزيد إلى ابن الزبير وحصين بن نمير محاصر لابن الزبير، وجاء نعي يزيد إلى مكة يوم ثلاثاء عشرة ربيع الآخر سنة أربع وستين.
روى عنه عروة بن الزبير، وعلي بن الحسين وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وكان المسور لفضله ودينه وحسن رأيه تغشاه الخوارج، وتعظمه وتبجل رأيه وقد برأه الله منهم. وروى ابن القاسم عن مالك قال: بلغني أن المسور بن مخرمة دخل على مروان فجلس معه وحادثه فقال المسور لمروان في شيء سمعه: بئس ما قلت فركضه مروان برجله، فخرج المسور. ثم إن مروان نام فأتي في المنام فقيل له: ما لك وللمسور كل يعمل على شاكلته، فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً قال: فأرسل مروان إلى المسور فقال: إني زجرت عنك في المنام، وأخبره بالذي رأى. فقال المسور: لقد نهيت عنه في اليقظة والنوم وما أراك تنتهي.
المسور بن يزيد
المالكي الأسدي. له صحبة ورواية نزل الكوفة. من حديث المسور بن يزيد هذا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح فترك شيئاً لم يقرأه وقال رجل: يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا. قال: " أفلا ذكرتنيها إذن " قال: كنت أراها نسخت. حديثه عند مروان بن معاوية، عن يحيى بن كثير الأسدي الكاهلي، عنه.
باب المسيب
المسيب بن حزن
بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي. يكنى أبا سعيد والد سعيد بن المسيب الفقيه. هاجر مع أبيه حزن بن أبي وهب. كان المسيب ممن بايع تحت الشجرة. روى سفيان عن طارق بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: شهدت بيعة الرضوان تحت الشجرة معهم، ثم أنسوها من العام المقبل. روى بكير بن الأشج عن سعيد بن المسيب قال: كان المسيب رجلاً تاجراً، فدخل عليه عبد الرحمن بن سلام فقال: يا أبا سعيد في حديث ذكره. روى عنه ابنه سعيد.
المسيب بن أبي السائب
بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي. واسم أبي السائب صيفي، والمسيب هذا هو أخو السائب بن أبي السائب. قال أبو معشر: هاجر المسيب بن أبي السائب بعد مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر.
باب مطرف
مطرف بن بهصل المازني
من بني مازن بن عمرو بن تميم. خبره مذكور في قصة أعشى بني مازن له صحبة ولا أعلم له رواية.
مطرف بن مالك
أبو الريان القشيري. لا أعلم له رواية. شهد فتح تستر مع أبي موسى. روى عنه زرارة بن أوفى بن محمد بن سيرين. خبره في شهوده فتح تستر.
باب المطلب
المطلب بن أزهر
بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة أخو عبد الرحمن وطليب ابني أزهر كان المطلب وطليب من مهاجرة الحبشة وبها ماتا جميعاً، وكان خروج المطلب بن أزهر إلى الحبشة مع امرأته رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. وولدت له بأرض الحبشة عبد الله بن المطلب.
المطلب بن حنطب

بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس " . إسناده ليس بالقوي، ومن ولد المطلب بن حنطب هذا الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب كان أكرم أهل زمانه وأسخاهم، ثم زهد في آخر عمره، ومات بمنبج وفيه يقول الرايخي يرثيه:
سألوا عن الجود والمعروف ما فعلا ... فقلت إنهما ماتا مع الحكم
ماتا مع الراجل الموفي بذمته ... قبل السؤال إذا لم يوف بالذمم
المطلب بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم كان غلاماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الله بن الحارث.
المطلب بن أبي وداعة
القرشي السهمي، واسم أبي وداعة الحارث بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. أسلم يوم فتح مكة ثم نزل الكوفة ثم نزل بعد ذلك المدينة وله بها دار روى عنه أهل المدينة. قال مصعب الزبيري: أسر أبو وداعة يوم بدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تمسكوا به، فإن له ابناً كيساً بمكة " ، فخرج المطلب بن أبي وداعة سراً حتى فدى أباه بأربعة آلاف درهم، وهو أول أسير فدي، من بدر ولامته قريش في بداره ودفعه في الفداء، فقال: ما كنت لأدع أبي أسيراً فشخص الناس بعده ففدوا أسراهم بعد أن قالوا: لا تعجلوا في فدائهم، فيطمع محمد في أموالكم. روى عنه المطلب ابن السائب بن أبي وداعة وغيره، وروى عنه ابناه كثير وجعفر.
باب معاذ
معاذ بن أنس
الجهني، معدود في أهل مصر، وهو والد سهل بن معاذ وسهل بن معاذ لين الحديث إلا أن أحاديثه حسان في الرغائب والفضائل.
معاذ بن جبل
بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي ثم الجشمي يكنى أبا عبد الرحمن. وقد نسبه بعضهم في بني سلمة بن سعد بن علي. وقال ابن إسحاق: معاذ بن جبل من بني جشم بن الخزرج وإنما ادعته بنو سلمة لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس لأمه ذكر الزبير عن الأثرم عن ابن الكلبي عن أبيه قال: رهط معاذ بن جبل بنو أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد بن الخزرج. قال: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم في بني سلمة وكان آخر من بقي منهم عبد الرحمن بن معاذ بن جبل. مات بالشام في الطاعون فانقرضوا. قال الواقدي وغيره: كان معاذ بن جبل طوالاً حسن الشعر عظيم العينين أبيض براق الثنايا لم يولد له قط.
قال أبو عمر: قد قيل: إنه ولد له ولد سمي عبد الرحمن وإنه قاتل معه يوم اليرموك، وبه كان يكنى ولم يختلفوا أنه كان يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود. قال الواقدي: هذا مالا اختلاف فيه عندنا. وقال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ ابن جبل وبين جعفر بن أبي طالب شهد العقبة وبدراً والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضياً إلى الجند من اليمن، يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء والمهاجر بن أبي أمية على كندة وزياد بن لبيد على حضرموت ومعاذ بن جبل على الجند وأبي موسى الأشعري على زبيد وعدن والساحل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وجهه إلى اليمن: " بم تقضي " ؟ قال: بما في كتاب الله. قال: " فإن لم تجد " . قال: بما في سنة رسول الله. قال: " فإن لم تجد " . قال: أجتهد رأيي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله " .
قال ابن إسحاق: والذين كسروا آلهة بني سلمة معاذ بن جبل وعبد الله بن أنيس وثعلبة بن غنمة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل " .وقال صلى الله عليه وسلم: " يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء " .

حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا ابن المفسر، قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: كان معاذ رجلاً شاباً جميلاً من أفضل سادات قومه سمحاً لا يمسك فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين فأتى للنبي صلى الله عليه وسلم فطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له فأبوا ولو تركوا لأحد من أجل أحد لتركوا لمعاذ من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فباع النبي صلى الله عليه وسلم ماله كله في دينه حتى قام معاذ بغير شيء حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى طائفة من أهل اليمن ليجبره فمكث معاذ باليمن أميراً وكان أول من اتجر في مال الله هو. فمكث حتى أصاب وحتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم قال عمر لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه وخذ سائره منه، فقال أبو بكر: إنما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ولست بآخذ منه شيئاً إلا أن يعطيني، فانطلق عمر إليه إذ لم يطعه أبو بكر، فذكر ذلك لمعاذ فقال معاذ: إنما أرسلني إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليجبرني، ولست بفاعل. ثم أتى معاذ عمر، فقال: قد أطعتك وأنا فاعل ما أمرتني به فإني رأيت في المنام أني في حومة ماء قد خشيت الغرق فخلصتني منه يا عمر. فأتى معاذ أبا بكر فذكر ذلك كله له وحلف لا يكتم شيئاً فقال أبو بكر: لا آخذ منك شيئاً قد وهبته لك. فقال عمر: هذا خير حل وطاب، فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام.
وقال المدائني: مات معاذ بن جبل بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة قال: ولم يولد له قط كما قال الواقدي: وذكر أبو حاتم الرازي أنه مات وهو ابن ثمان وعشرين سنة. وحدثنا أحمد بن فتح قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري حدثنا العباس بن محمد البصري، حدثنا الحسين بن نصر عن أحمد بن صالح المصري قال: توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وقال غيره: كان سنه يوم مات ثلاثاً وثلاثين سنة.
قال أبو عمر: كان عمر قد استعمله على الشام حين مات أبو عبيدة، فمات من عامه ذلك في الطاعون فاستعمل موضعه عمرو بن العاص. وعمواس قرية بين الرملة وبيت المقدس.
حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا ابن أبي الميمون حدثنا أبو زرعة قال: حدثني محمد بن عائذ عن أبي مسهر قال: قرأت في كتاب زيد بن عبيدة توفي معاذ بن جبل وأبو عبيدة سنة تسع عشرة. قال أبو زرعة قال لي أحمد بن حنبل: كان طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وفيه مات معاذ وأبو عبيدة. وقال أبو زرعة: كان الطاعون سنة سبع عشرة وثمان عشرة وفي سنة سبع عشرة رجع عمر من سرغ بجيش المسلمين لئلا يقدمهم على الطاعون ثم عاد في العام المقبل سنة ثمان عشرة حتى أتى الجابية، فاجتمع إليه المسلمون فجند الأجناد. ومصر الأمصار، وفرض الأعطية والأرزاق، ثم قفل إلى المدينة فيما حدثني دحيم عن الوليد بن مسلم وذكر دحيم عن الوليد بن مسلم عن الموقري عن الزهري، قال: أصاب الناس الطاعون بالجابية، فقام عمرو بن العاص فقال: تفرقوا عنه، فإنما هو بمنزلة نار، فقام معاذ بن جبل فقال: لقد كنت فينا ولأنت أضل من حمار أهلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " هو رحمة لهذه الأمة، اللهم فاذكر معاذاً وآل معاذ فيمن تذكره بهذه الرحمة " . روى عن معاذ بن جبل من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك وأبو أمامة الباهلي وأبو قتادة الأنصاري، وأبو ثعلبة الخشني، وعبد الرحمن بن سمرة العبشمي وجابر بن سمرة السوائي. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن سلمان النجاد ببغداد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا هشيم عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة. روى الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: كان عبد الله بن عمر يقول: حدثنا عن العاقلين. قال: من هما؟ قال: هما معاذ بن جبل وأبو الدرداء.

وروى الشعبي عن فروة بن نوفل الأشجعي ومسروق ولفظ الحديث لفروة الأشجعي قال: كنت جالساً مع ابن مسعود، فقال: إن معاذاً كان أمةً قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين. فقلت: يا أبا عبد الرحمن: إنما قال الله تعالى: " إن إبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً " النحل 120. فأعاد قوله: إن معاذاً فلما رأيته أعاد عرفت أنه تعمد الأمر، فسكت. فقال: أتدري ما الأمة؟ وما القانت؟ قلت: الله أعلم. قال: الأمة الذي يعلم الخير ويؤتم به ويقتدي، والقانت المطيع لله، وكذلك كان معاذ بن جبل معلماً للخير مطيعاً لله ولرسوله.
معاذ بن الحارث
الأنصاري، من بني النجار. شهد الخندق. وقد قيل: إنه لم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين، ويكنى أبا حليمة. وقال الطبري: يكنى أبا الحارث يعرف بالقاري. مدني. روى عنه عمران بن أبي أنس. غلب عليه معاذ القاري. وعرف بذلك وهو الذي أقامه عمر بن الخطاب فيمن أقام في شهر رمضان ليصلي التراويح وكان ممن شهد يوم الجسر مع أبي عبيد ففر حين فروا فقال عمر: أنا لهم فئة. روى عنه نافع وسعيد المقبري وعبد الله بن الحارث البصري وقتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين قال أبو عمر: يكنى أبا الحارث وأبو حليمة أكثر.
معاذ بن زرارة
بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر الأنصاري الظفري شهد أحداً هو وابناه أبو نملة وأبو درة.
معاذ بن الصمة
بن عمرو الجموح بن حرام شهد أحداً وقتل يوم الحرة قاله العدوي.
معاذ بن عثمان
أو عثمان بن معاذ القرشي التيمي. هكذا قال ابن عيينة عن ابن قيس عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن رجل من قومه يقال له عثمان بن معاذ أو معاذ بن عثمان، من بني تيم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس مناسكهم فكان فيما قال لهم: " فارموا الجمرة بمثل حصى الخذف " .
معاذ ابن عفراء
ونسب إلى أمه عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن سواد هكذا قال ابن إسحاق. وقال ابن هشام: هو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. وقال موسى بن عقبة: معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث، شهد بدراً هو وأخوه عوف ومعوذ بنو عفراء وهم بنو الحارث بن رفاعة. وقتل عوف ومعوذ ببدر شهيدين وشهد معاذ بعد بدر أحداً والخندق والمشاهد كلها في قول بعضهم وبعضهم يقول إنه جرح يوم بدر جرحه ابن ماعض أحد بني زريق، فمات من جراحته بالمدينة، كذا ذكره خليفة. وذكر ابن إدريس عن ابن إسحاق أنه عاش إلى زمن عثمان.
وقال خليفة بن خياط: مات معاذ ابن عفراء في خلافة علي بن أبي طالب وقال الواقدي: يروى أن معاذ بن الحارث ورافع بن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل معاذ هذا في النفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في النفر الستة الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار فأسلموا لم يتقدم أحد. وقال الواقدي: وأمر الستة أثبت الأوقاويل عندنا. قال: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن الحارث ابن عفراء ومعمر بن الحارث. قال الواقدي: وتوفي معاذ بن الحارث بعد قتل عثمان أيام حرب علي ومعاوية.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يوسف بن بهلول حدثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر ورجل آخر كلاهما عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال معاذ ابن عفراء: سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه. قال: فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة، فظننت قدمه بنصف ساقه، وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه ولقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت بها حتى طرحتها. ثم عاش حتى كان زمن عثمان. هكذا ذكر ابن أبي خيثمة هذا الخبر بالإسناد المذكور عن ابن إسحاق لمعاذ ابن عفراء.

وذكره عبد الملك بن هشام عن زياد عن ابن إسحاق لمعاذ بن عمرو بن الجموح والله أعلم. وأصح من هذا كله والله أعلم ما رواه أبو خيثمة زهير بن معاوية، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: " من ينظر ما صنع أبو جهل " ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. وصح أيضاً عن ابن مسعود أنه وجده يومئذ وبه رمق فأجهز عليه وأخذ سيفه وبه أجهز عليه فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه ولمعاذ ابن عفراء عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية في النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر.
مات معاذ ابن عفراء في خلافة علي بن أبي طالب.
معاذ بن عمرو
بن الجموح بن يزيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج السلمي الخزرجي الأنصاري. شهد العقبة وبدراً هو وأبوه عمرو بن الجموح، وقتل عمرو بن الجموح يوم أحد. وأما معاذ بن عمرو بن الجموح فذكر ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق أنه هو الذي قطع رجل أبي جهل بن هشام وصرعه، قال: فضرب ابنه عكرمة بن أبي جهل يد معاذ فطرحها، ثم ضربه معوذ ابن عفراء حتى أثبته، ثم تركه وبه رمق ثم ذفف عليه عبد الله بن مسعود واحتز رأسه حين أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمس أبا جهل في القتلى.
قال ابن إسحاق: حدثني ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس وعبد الله بن أبي بكر قد حدثني بذلك أيضاً قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أحد بني سلمة: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة قال ابن هشام: الحرجة الشجر الملتف وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطير من تحت مرضخة النوى. قال: وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح بيدي فتعلقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة نهاري وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت بها حتى طرحتها. قال ابن إسحاق: ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمان عثمان. ثم قال: مر بأبي جهل وهو عقير معوذ ابن عفراء فضربه حتى أثبته فتركه وبه رمق وقاتل معوذ ابن عفراء حتى قتل يومئذ ومر عبد الله بن مسعود بأبي جهل فأجهز عليه وأخذ رأسه. هكذا ذكر ابن إسحاق هذا الخبر في السيرة من رواية ابن هشام عن زياد البكائي عن معاذ بن عمرو بن الجموح وذكره ابن إدريس عن ابن إسحاق لمعاذ ابن عفراء.
وقد ذكر ابن سنجر عن موسى بن إسماعيل، عن يوسف بن يعقوب الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: بينما أنا واقف في الصف يوم بدر فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثه أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال: يا عم، أتعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا بن أخي؟ قال: أنبئت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يقتل الأعجل منا موت. قال: فعجبت وغمزني الآخر فقال مثلها، فلم ألبث أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكم الذي تسألان عنه، فابتداره بأسيافهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: " أيكم قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال: " هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: " كلاكما قتله، وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح والآخر معاذ بن عفراء.
مات معاذ بن الجموح في خلافة عثمان رضي الله عنه.
معاذ بن عمرو
بن قيس بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عدي بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار. شهد أحداً والمشاهد، واستشهد يوم اليمامة كما قال ابن القداح، ذكره العدوي.
معاذ بن ماعض
بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي: شهد بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة في قول الواقدي. وقال غيره: إنه جرح ببدر ومات من جرحه ذلك بالمدينة، وكان فارساً أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرس أبي عياش الزرقي، إذ سقط عنها أبو عياش في خبر ذكره ابن إسحاق، وقيل: بل أعطاها أخاه عائذ بن ماعض.
معاذ بن معدان

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قطبة بن جرير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وبايعه. روى عنه عمران بن جدير. قيل: إن حديثه مرسل.
معاذ بن يزيد بن السكن
ذكره العدوي، وقال فيه: إنه قتل يوم أحد شهيداً قال: وهو أخو حواء بنت يزيد أم ثابت بن قيس بن الخطيم. وذكر أبو عمر باب زياد: المستشهد يوم أحد إنما هو زياد بن السكن لا يزيد فانظر.
معاذ بن يزيد
كان خطيباً في بني عامر يحضهم بالتمسك على الإسلام أيام الردة. ذكره أثيمة عن ابن إسحاق وكان له شأن في الشام.
معاذ التميمي
ذكره صاحب الوحدان، وذكر بسنده عن السائب بن يزيد، عن رجل من بني تميم يقال له معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم الحديبية بين درعين.
معاذ أبو زهير
الثقفي، وهو والد أبي بكر بن أبي زهير واسم أبي زهير معاذ. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار بالثناء الحسن والسيئ " .
باب معاوية
معاوية بن ثور
بن عبادة. كذا ذكره العقيلي بكسر العين عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي، قال: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيخ كبير ومعه ابن له يقال له بشر والفجيع بن عبد الله بن حندج بن البكاء والأشج وهو عبد عمرو بن كعب بن عبادة فقال معاوية للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي امسح وجه ابني. فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه أعنزاً سبعاً عفراً وترك عليه. حديثه عند الجعد بن عبد الله ابن ماعز بن مجالد بن ثور بن عبادة بن البكاء. ذكره ابن الكلبي عن أبي مسكين مولى أبي هريرة عن الجعد قال الجعد: فالسنة ربما أصابت بني البكاء ولم تصبهم، وكتب للفجيع كتاباً فهو عندهم.
معاوية بن جاهمة
السلمي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستأذنه في الجهاد، قال: " لك أم " ؟ قلت: نعم. قال: " فالزمها، فإن الجنة تحت قدميها " . روى عنه طلحة بن يزيد بن ركانة، وقد روى أن هذا الحديث لجاهمة أبيه رواه عنه ابنه معاوية بن جاهمة. ونسبه بعضهم فقال: معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي، روى عنه محمد بن طلحة وعكرمة بن روح مجهول.
معاوية بن حديج
بن جفنة بن قنبرة بن حارثة بن عبد شمس. ابن معاوية بن جعفر بن أسامة ابن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون السكوني. وقد قيل: الكندي. وقد قيل: الخولاني. وقل التجيبي. والصواب إن شاء الله تعالى السكوني. قال خليفة: يكنى أبا عبد الرحمن. وقال غيره: يكنى أبا نعيم. يعد في أهل مصر وعندهم حديثه روى عنه سويد بن قيس وعرفطة ابن عمر ومات قبل عبد الله بن عمر بيسير يقولون: إنه الذي قتل محمد بن أبي بكر بأمر عمرو بن العاص له بذلك.
قال أبو عمر: كان معاوية بن حديج قد غزا إفريقية ثلاث مرات مفترقات فيما ذكر ابن وهب وغيره، أصيبت عينه في مرة منها. وقيل: بل غزا الحبشة مع ابن أبي سرح فأصيبت عينه هناك. وروى ابن وهب عن عمرو بن الحارث بإسناده وعن عمرو بن حرملة بن عمران بإسناده أن عبد الرحمن بن ثمامة المهري قال: دخلنا على عائشة، فسألتنا كيف كان أميركم هذا وصاحبكم في غزاتكم تعني معاوية بن حديج؟ فقالوا: ما نقمنا عليه شيئاً وأثنوا عليه خيراً، قالوا: إن هلك بعير أخلف بعيراً، وإن هلك فرس أخلف فرساً وإن أبق خادم أخلف خادماً. فقالت حينئذ: أستغفر الله اللهم اغفر لي إن كنت لأبغضه من أجل أنه قتل أخي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه " . قال أهل السير: غزا معاوية بن حديج في ذلك العام فنزل جبلاً فأصابته أمطار فسمي الجبل الممطور ثم غزا معاوية في ذلك العام مرة أخرى فقتل وسبي. قال ابن لهيعة: حدثني بكر بن الأشج، عن سليمان بن يسار قال: غزونا مع معاوية بن حديج إفريقية.
معاوية بن الحكم السلمي

كان ينزل المدينة ويسكن في بني سليم. له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد حسن، في الكهانة والطيرة والخط وفي تشميت العاطس في الصلاة جاهلاً وفي عتق الجارية أحسن الناس سياقاً له يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة ومنهم من يقطعه فيجعله أحاديث وأصله حديث واحد. ومعاوية بن الحكم هذا معدود في أهل المدينة. روى عنه عطاء بن يسار. وروى كثير بن معاوية بن الحكم عن أبيه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأنزى علي بن الحكم أخي فرسه خندقاً فقصرت الفرس فدق جدار الخندق ساقه فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ساقه فما نزل حتى برأ فقال معاوية بن الحكم في قصيدة له:
فأنزاها علي فهو يهوي ... هوي الدلو مشرعةً بحبل
فعصب رجله فسما عليها ... سمو الصقر صادف يوم ظل
فقال محمد صلى عليه ... مليك الناس قولاً غير فعل
لعاً لك فاستمر بها سوياً ... وكانت بعد ذاك أصح رجل
معاوية بن حيدة
بن معاوية بن حيدة بن قشير بن كعب القشيري، معدود في أهل البصرة غزا خراسان ومات بها ومن ولده بهز بن حكيم الذي كان بالبصرة، وهو بهز بن حكيم بن معاوية ابن حيدة. روى عن معاوية ابن حيدة ابنه حكيم بن معاوية وحميد المزني والد عبد الله بن حميد المزني وروى عن بهز بن حكيم هذا جماعة من الأئمة أكبرهم الزهري فيما يقال إن صح إنه روى عنه والطبقة التي تروي عن بهز بن حكيم حماد بن زيد والثوري وحماد بن سلمة وعبد الوارث بن سعيد. وقد روى عنه أصغر من هؤلاء مثل يزيد بن هارون وبشر بن المفضل. ويستحيل عندي أن يروي عنه الزهري. وأما أبوه حكيم بن معاوية بن حيدة فقد روى عنه قوم من الجلة منهم عمرو بن دينار، وغير بعيد أن يروي الزهري عن حكيم هذا، فأما عن ابنه بهز فما أظنه. وحكيم بن معاوية روايته كلها عن أبيه معاوية بن حيدة. وسئل يحيى بن معين عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، فقال: إسناد صحيح إذا كان دون بهز ثقة.
معاوية بن أبي سفيان
واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أبا عبد الرحمن كان هو وأبوه وأخوه من مسلمة الفتح. وقد روى عن معاوية أنه قال: أسلمت يوم القضية ولقيت النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً.
قال أبو عمر: معاوية وأبوه من المؤلفة قلوبهم، ذكره في ذلك بعضهم، وهو أحد الذين كتبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وولاه عمر على الشام عند موت أخيه يزيد. وقال صالح بن الوجيه: في سنة تسع عشرة كتب عمر إلى يزيد بن أبي سفيان يأمره بغزو قيسارية فغزاها وبها بطارقة الروم فحاصرها أياماً وكان بها معاوية أخوه، فخلفه عليها وصار يزيد إلى دمشق فأقام معاوية على قيسارية حتى فتحها في شوال سنة تسع عشرة.
وتوفي يزيد في ذي الحجة من ذلك العام في دمشق، واستخلف أخاه معاوية على عمله، فكتب إليه عمر بعهده على ما كان يزيد يلي من عمل الشام، ورزقه ألف دينار في كل شهر هكذا قال صالح بن الوجيه وخالفه الوليد بن مسلم.
حدثنا خلف بن القاسم حدثنا أبو الميمون، حدثنا أبو زرعة حدثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم أن فتح بيت المقدس كان سنة ست عشرة صلحاً وأن عمر شهد فتحها في حين دخوله الشام. قال وفي سنة تسع عشرة كان فتح جلولاء، وأميرها سعد بن أبي وقاص، ثم كانت قيسارية في ذلك العام وأميرها معاوية بن أبي سفيان وذكر الدولابي عن الوليد بن حماد عن الحسن بن زياد عن أبي إسماعيل محمد بن عبد الله البصري، قال: جزع عمر على يزيد جزعاً شديداً، وكتب إلى معاوية بولايته الشام، فأقام أربع سنين، ومات، فأقره عثمان عليها اثنتي عشرة سنة إلى أن مات ثم كانت الفتنة، فحارب معاوية علياً خمس سنين.
قال أبو عمر: صوابه أربع سنين، وقال غيره: ورد البريد بموت يزيد على عمر وأبو سفيان عنده، فلما قرأ الكتاب بموت يزيد قال لأبي سفيان: أحسن الله عزاك في يزيد ورحمه ثم قال له أبو سفيان: من وليت مكانه يا أمير المؤمنين؟ قال: أخاه معاوية، قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.==

ج4. الإستيعاب في معرفة الأصحاب

 ابن عبد البر

وقال عمر إذ دخل الشام، ورأى معاوية: هذا كسرى العرب، وكان قد تلقاه معاوية في موكب عظيم فلما دنا منه قال له: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قال: مع ما يبلغني عنك من وقوف ذوي الحاجات ببابك قال: مع ما يبلغك من ذلك. قال: ولم تفعل هذا؟ قال: نحن بأرض جواسيس العدو بها كثيرة. فيجب أن نظهر من عز السلطان ما نرهبهم به فإن أمرتني فعلت وإن نهيتني انتهيت. فقال عمر لمعاوية: ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس، إن كان ما قلت حقاً إنه لرأي أريب، وإن كان باطلاً إنه لخدعة أديب قال: فمرني يا أمير المؤمنين. قال: لا آمرك ولا أنهاك. فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه قال: لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه.
وذم معاوية عند عمر يوماً، فقال: دعونا من ذم فتى قريش من يضحك في الغضب، ولا ينال ما عنده إلا على الرضا، ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه. روى جبلة بن سحيم عن ابن عمر، قال: ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية. فقيل له: فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي فقال: كانوا والله خيراً من معاوية. وكان معاوية أسود منهم. وقيل لنافع: ما بال ابن عمر بايع معاوية. ولم يبايع علياً؟ فقال: كان ابن عمر يعطي يداً في فرقة ولا يمنعها من جماعة ولم يبايع معاوية حتى اجتمعوا عليه. قال أبو عمر: كان معاوية أميراً بالشام نحو عشرين سنة، وخليفة مثل ذلك، كان من خلافة عمر أميراً نحو أربعة أعوام وخلافة عثمان كلها اثنتي عشرة سنة، وبايع له أهل الشام خاصة بالخلافة سنة ثمان أو تسع وثلاثين واجتمع الناس عليه حين بايع له الحسن بن علي وجماعة ممن معه، وذلك في ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين، فيسمى عام الجماعة. وقد قيل: إن عام الجماعة كان سنة أربعين والأول أصح. قال ابن إسحاق: كان معاوية أميراً عشرين سنة وخليفة عشرين سنة. وقال غيره: كانت خلافته تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً. وتوفي في النصف من رجب سنة ستين بدمشق ودفن بها، وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وقيل: ابن ست وثمانين. قال الوليد بن مسلم: مات معاوية في رجب سنة ستين، وكانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفاً. وقال غيره: توفي معاوية بدمشق ودفن بها يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع خمسين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوماً وكان يثمثل وهو قد احتضر:
فهل من خالدٍ إما هلكنا ... وهل بالموت يا للناس عار
وروى محمد بن عبد الله بن الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: لما ثقل معاوية كان يزيد غائباً، فكتب إليه بحاله، فلما أتاه الرسول أنشأ يقول:
جاء البريد بقرطاسٍ يحث به ... فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
قلنا لك الويل ماذا في صحيفتكم؟ ... قالوا: الخليفة أمسى مثبتاً وجعا
فمادت الأرض أو كادت تميد بنا ... كأن ثهلان من أركانه انقلعا
أودى ابن هندٍ وأودى المجد يتبعه ... كانا جميعاً فظلا يسريان معا
لا يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا ... أن يرقعوه ولا يوهون ما رقعا
أغر أبلج يستسقى الغمام به ... لو قارع الناس عن أحلامهم قرعا
قال الشافعي: البيتان الأخيران للأعشى فلما وصل إليه وجده مغموراً فأنشأ يقول:
لو عاش حي على الدنيا لعاش إما ... م الناس لا عاجز ولا وكل
الحول القلب الأريب ولن ... يدفع وقت المنية الحيل
فأفاق معاوية، وقال: يا بني إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج لحاجةٍ فاتبعته بإداوة فكساني أحد ثوبيه الذي كان على جلده فخبأته لهذا اليوم وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أظفاره وشعره ذات يوم، فأخذته وخبأته لهذا اليوم، فإذا أنا مت فاجعل ذلك القميص دون كفني مما يلي جلدي، وخذ ذلك الشعر والأظفار فاجعله في فمي وعلى عيني ومواضع السجود مني، فإن نفع شيء فذاك، وإلا فإن الله غفور رحيم.

وقال ابن بكير، عن الليث: توفي معاوية في رجب لأربع ليال بقين منه سنة ستين وقال: إنه أول من جعل ابنه ولي العهد خليفة بعده في صحته وقال الزبير: هو أول من اتخذ ديوان الخاتم وأمر بهدايا النيروز والمهرجان. واتخذ المقاصير في الجوامع. وأول من قتل مسلماً صبراً حجراً وأصحابه. وأول من أقام على رأسه حرساً. وأول من قيدت بين يديه الجنائب. وأول من اتخذ الخصيان في الإسلام. وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة رقاة. وكان يقول: أنا أول الملوك.
قال أبو عمر: روى عنه من الصحابة طائفة وجماعة من التابعين بالحجاز والشام والعراق. قال الأوزاعي: أدركت خلافة معاوية جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينتزعوا يداً من طاعةٍ ولا فارقوا جماعةً وكان زيد بن ثابت يأخذ العطاء من معاوية.
حدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبد ربه قال: رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب.
وروى ابن وهب عن مالك قال: قال معاوية: لقد يتفت الشيب كذا وكذا سنة. وله فضيلة جليلة رويت من حديث الشاميين، رواها معاوية ابن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم السماعي أنه سمع العرباض بن سارية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب " . رواه عن معاوية بن صالح أسد ابن موسى وعبد الله بن صالح وعبد الرحمن بن مهدي وبشر بن السري وغيرهم إلا أن الحارث بن زياد مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث.
وروى أبو داود الطيالسي قال: حدثنا هشام، وأبو عوانة، عن أبي حمزة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية يكتب له. فقيل: إنه يأكل. ثم بعث إليه فقيل: إنه يأكل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أشبع الله بطنه " من مسند أبي داود الطيالسي. ومن جامع معمر رواية عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال له معاوية: يا أبا قتادة تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار ما منعكم؟ قال: لم يكن معنا دواب. قال معاوية: فأين النواضح قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك، وطلب أبيك يوم بدر. قال: نعم يا أبا قتادة قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: " إنا نرى بعده أثرةً " . قال معاوية: فما أمركم عند ذلك؟ قال: أمرنا بالصبر. قال: " فاصبروا حتى تلقوه " .قال: فقال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه ذلك:
ألا أبلغ معاوية بن صخر ... أمير المؤمنين نثا كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم ... إلى يوم التغابن والخصام
وروى ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: أخبرني المسور بن مخرمة أنه وفد على معاوية قال: فلما دخلت عليه سلمت قال: فقال ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال: قلت: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال: والله لتكلمن بذات نفسك. قال: فلم أدع شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له. فقال: لا أتبرأ من الذنوب، فملك يا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك؟ قال: فقلت: بلى. قال: فما جعلك أحق أن ترجو المغفرة مني، فوالله لما ألى من الإصلاح بين الناس وإقامة الحدود والجهاد في سبيل الله والأمور العظام التي لست أحصيها ولا تحصيها أكثر مما تلي وإني لعلي دين يقبل الله فيه الحسنات ويعفو عن السيئات والله لعلى ذلك ما كنت لا أخير بين الله وبين ما سواه إلا اخترت الله على ما سواه. قال مسور: ففكرت حين قال ما قال، فعرفت أنه خصمني. قال: فكان إذا ذكر بعد ذلك دعا له بالخير.
وهذا الخبر من أصح ما يروى من حديث ابن شهاب، رواه عنه معمر وجماعة من أصحابه. روى أسد بن موسى قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا قتادة قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد إن ها هنا ناساً يشهدون على معاوية أنه من أهل النار. قال: لعنهم الله، وما يدريهم من في النار.

قال أسد: وأخبرنا محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة. قال: بلغني أن عمر بن عبد العزيز ما جلد سوطاً في خلافته إلا رجلاً شتم معاوية عنده فجلده ثلاثة أسواط. قال أسد: وأخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر عن سليمان بن موسى عن أبيه أن عمر بن الخطاب رزق معاوية على عمله الشام عشرة آلاف دينار كل سنة. قال معاوية: أعنت على علي بثلاث: كان رجلاً ربما أظهر سره، وكنت كتوماً لسري، وكان في أخبث جند وأشده خلافاً عليه وكنت في أطوع جند وأقله خلافاً علي، ولما ظفر بأصحاب الجمل لم أشك أن بعض جنده سيعد ذلك وهناً في دينه ولو ظفروا به كان وهناً في شوكته، ومع هذا فكنت أحب إلى قريش منه، لأني كنت أعطيهم وكان يمنعهم فكم سبب من قاطع إلي ونافر عنه.
معاوية بن صعصعة
التميمي. أحد وفود بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ،تسع لا أعلم له رواية هو أحد الذين نادوا من وراء الحجرات.
معاوية بن قرمل
المحاربي. مذكور في الصحابة روى عنه مودع ابن حيان المحاربي.
معاوية بن معاوية المزني
ويقال الليثي. توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم روى حديثه أنس بن مالك وأبو أمامة. واختلفت الآثار في اسم والد معاوية هذا. أخبرنا أحمد قال: حدثنا مسلمة بن القاسم، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الأصبهاني بسيراف، قال: حدثنا حذيفة بن غياث بن حسان العسكري، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا محبوب بن هلال المدني عن ابن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، مات معاوية بن معاوية المزني، أفتحب أن تصلي عليه؟ قال: " نعم " فضرب بجناحه الأرض، فلم يبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، ورفع إليه سريره، حتى نظر إليه، فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: " يا جبريل، بم نال هذه المنزلة من الله؟ قال: بحبه قل هو الله أحد، وقراءته إياها جائياً وذاهباً وقائماً وقاعداً وعلى كل حال " .
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة إملاء قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد العطار، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن عن محبوب بن هلال عن ابن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال: نزل جبريل عليه السلام فذكر مثله سواء إلا أنه قال: ستون ألف ملك.
حدثنا قاسم بن محمد، قال: حدثنا خالد بن سعد قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن منصور قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سنجر قال: حدثنا يزيد بن هارون عن العلاء بن محمد الثقفي قال: سمعت أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور، لم أرها طلعت فيما مضى فأتاه جبريل عليه السلام فقال لجبريل: " ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء وشعاع ونور، لم أرها طلعت فيما مضى " ؟ قال: ذلك أن معاوية بن معاوية الليثي مات اليوم بالمدينة. فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال: " وفيم ذلك " ؟ قال: كان يكثر قراءة " قل هو الله أحد " بالليل والنهار، وفي ممشاه وقيامه وقعوده فهل لك يا رسول الله أن أقبض الأرض لك فتصلي عليه؟ قال: " نعم " . قال: فصلى عليه ثم رجع.
وحدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك، قال: حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا يزيد بن هارون فذكره بإسناده إلى آخره.

أخبرنا أحمد بن فتح وخلف بن قاسم قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري أبو الحسن بمصر، قال: حدثنا أحمد بن عمر بن يوسف الدمشقي، قال: حدثنا نوح بن محمد بن حوى قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة الباهلي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبرائيل عليه السلام، وهو بتبوك، فقال: يا محمد اشهد جنازة معاوية بن مقرن المزني. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه ونزل جبريل في سبعين ألفاً من الملائكة فوضع جناحه الأيمن على الجبال. فتواضعت ووضع جناحه الأيسر على الأرض فتواضعت حتى نظر إلى مكة والمدينة، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة. فلما فرغ قال: " يا جبريل بم بلغ معاوية بن مقرن هذه المنزلة " قال: بقراءته " قل هو الله أحد " قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً فقال أبو عمر: أسانيد هذه الأحاديث ليست بالقوية، ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة ومعاوية بن مقرن المزني وإخوته: النعمان وسويد ومعقل وسائرهم وكانوا سبعة معروفون في الصحابة مذكورون في كبارهم. وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه بغير ما ذكرت في هذا الباب وفضل قل هو الله أحد لا ينكر وبالله التوفيق.
معاوية الليثي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يصبح الناس مجدبين: . حديثه هذا عند قتادة عن نصر بن عاصم عنه وجعل البخاري معاوية بن حيدة ومعاوية الليثي واحداً. وقال أبو حاتم الرازي: معاوية الليثي غير معاوية بن حيدة، وحديثه مطرنا بنوء كذا يضطرب في إسناده.
معاوية الهذلي
روى عنه سليم بن عامر الخبائري. يعد في الشاميين، مذكور فيمن نزل حمص وهو من حلفاء قريش.
باب معبد
معبد بن أكثم
الخزاعي، روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت النار فرأيت فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبة، واشبه من رأيت به معبد بن أكثم " . قال معبد: يا رسول الله، أتخشى علي من شبهه؟ قال: " لا، أنت مؤمن وهو كافر " هكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده في حديث جابر بن عبد الله. وأما أبو هريرة فقال: " وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون " . وقد تقدم هذا في ذكر أكثم في باب الأفراد من حرف الهمزة.
معبد بن خالد
الجهني، يكنى أبا روعة ذكره الواقدي في الصحابة، وقال الواقدي: أسلم معبد ابن خالد قديماً وهو أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم الفتح.
ومات سنة اثنتين وسبعين، وهو ابن بضع وثمانين وكان يلزم البادية. وقال أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى في الراء: أبو روعة هو معبد بن خالد الجهني له صحبة كان يلزم البادية ذكره عن الواقدي. وقال عنه: توفي سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة، وكذلك قال ابن أبي حاتم سواء في الكنية والسن والوفاة. وقالا: له صحبة. وزاد ابن أبي حاتم: وروى عن أبي بكر وعمر وقال ابن أبي حاتم: هو غير معبد بن خالد الذي هو عندهم أول من تكلم بالقدر بالبصرة وقال: لا يعرف معبد الجهني ابن من هو؟ وليس ابن خالد. وقال غيره: هو نفسه.
معبد بن زهير
بن أبي أمية
بن المغيرة ابن أي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. قتل يوم الجمل له رواية وإدراك ولا صحبة له.
معبد أبو زهير النميري
روى عنه شريح بن عبيد.
معبد بن صبيح
بصري. روى عنه الحسن البصري قصة الأعمى الذي وقع في زبية فضحك القوم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا الوضوء والصلاة. ذكره أبو كريب عن أسد بن عمرو عن أبي حنيفة عن منصور بن زاذان عن الحسن عن معبد بن صبيح قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة. وذكر الحديث بتمامه وبه يقول فقهاء العراقين من الكوفيين والبصريين وهو قول الأوزاعي وهو حديث لا يثبته أهل الحديث ولا يعرفه أهل الحجاز.
معبد بن عباد بن قشير
من بني سالم بن عوف الأنصاري السالمي أبو حميضة غلبت عليه كنيته شهد بدراً. وقال إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: أبو خميصة.
معبد بن العباس

بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، يكنى أبا العباس. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه. قتل بإفريقية شهيداً سنة خمس وثلاثين في زمن عثمان وكان غزاها مع ابن أبي سرح وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم ومعبد وعبد الرحمن وأم حبيبة: بني العباس بن عبد المطلب.
معبد بن عبد سعد
بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي شهد أحداً وشهدها معه ابنه تميم بن معبد.
معبد بن قيس بن صخر
بن حرام ويقال: معبد بن قيس بن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري شهد بدراً هو وأخوه وشهد أحداً.
معبد بن مخرمة
بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل. شهد أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
معبد بن مسعود
النهدي السلمي. قال قوم: هو أخو مجاشع ومجالد ابني مسعود وحديثه نحو حديث مجاشع. قال البخاري: له صحبة. روى عنه أبو عثمان النهدي.
معبد بن ميسرة
السلمي، فيه نظر.
معبد بن هوذة
الأنصاري جد أبي النعمان الأنصاري. له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاكتحال بالأثمد عند النوم.
معبد بن وهب
بن عبد القيس العبدي شهد بدراً، وتزوج هريرة بنت زمعة أخت سودة بنت زمعة أم المؤمنين. ويقال: إنه قاتل يوم بدر بسيفين. حديثه بذلك عند طالب بن حجير عن هوذة العصري عنه.
معبد الخزاعي
هو الذي رد أبا سفيان عن انصرافه يوم أحد وكان يومئذ مشركاً ثم أسلم بعد وخبره في ذلك حسن. ذكره ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: لما انصرف المشركون يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال ليبلغ المشركين أن بهم قوة على أتباعهم فمر به معبد الخزاعي وكانت خزاعة عيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمهم ومشركهم لا يخفون عنه شيئاً ولا يدخرون له نصيحة ومعبد يومئذ مشرك وقال: أيا محمد، أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، ولوددنا أن الله أعفاك منهم، ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد حتى لحق أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا: أصبنا أحد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم فلما رأى أبو سفيان معبداً قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقاً قد اجتمع إليه من كان تخلف عنه في يومكم وندموا على ما صنعوا فلهم من الحنق عليكم شيء. لم أر مثله قط. قالوا: ويلك ما تقول؟ فقال: والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل. قال: فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم قال: فأنا أنهاك عن ذلك فوالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتاً من شعر. قال: وماذا قلت؟ قال: قلت:
كادت تهد من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل
وذكر الأبيات في المغازي وتمام الحديث.
باب معتب
معتب بن بشير
ويقال: معتب بن قشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري شهد بدراً وأحداً وكان قد شهد العقبة. يقال: إنه الذي قال: " لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا " آل عمران.
معتب ابن الحمراء الخزاعي

أبو عوف. وهو معتب بن عوف ابن عمر بن عامر بن الفضل ابن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو السلولي وقيل الخزاعي حليف لبني مخزوم يكنى أبا عوف. شهد بدراً ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبو معشر في البدريين ويعرف بابن حمراء وكان من مهاجرة الحبشة. قال موسى بن عقبة وأبو معشر: معتب ابن حمراء ذكر فيمن شهد بدراً من بني كعب حلفاء بني مخزوم وقيل: إنه مات وهو ابن ثمان وسبعين وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معتب بن عوف وبين ثعلبة بن حاطب الأنصاري. وقيل: إنه توفي في سنة سبع وخمسين قاله الطبري، وفي ذلك نظر.
معتب بن عبيد بن إياس
البلوي الأنصاري، حليف لهم ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدراً من بني ظفر من الأنصار. وقال فيه محمد بن سعد عن عبد الله بن محمد ابن عمار: مغيث وقد ذكرناه في باب مغيث.
معتب بن أبي لهب
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي. له صحبة أسلم عام الفتح وشهد حنيناً مسلماً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه عتبة، وفقئت عين معتب يوم حنين واسم أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب وأم معتب هي أم جميل ابنة حرب بن أمية وهي حمالة الحطب امرأة أبي لهب. ومن ولده القاسم بن العباس بن محمد بن معتب بن أبي لهب. روى عنه ابن أبي ذئب وابنه عباس بن القاسم، قتل يوم قديد.
باب معقل
معقل بن سنان الأشجعي
يكنى أبا عبد الرحمن وقيل: أبا يزيد. وقيل: يكنى أبا محمد وقيل: أبا سنان وهو معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشج. شهد فتح مكة ونزل الكوفة ثم أتى المدينة وكان فاضلاً تقياً شاباً قتل يوم الحرة وقتله مسلم بن عقبة صبراً. وقال محمد بن إسحاق: نوفل بن مساحق هو الذي قتل يوم الحرة معقل بن سنان ومحمد بن أبي جهم بن حذيفة العدوى جميعاً صبراً.
قال أبو عمر: وممن قتل يوم الحرة صبراً فيما ذكر ابن إسحاق والواقدي ووثيمة وغيرهم: الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وأبو بكر بن عبد الله بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وأبو بكر ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأبو بكر بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب ويعقوب بن طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن زيد بن عاصم ومعقل بن سنان ومحمد بن أبي الجهم، وابنا زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزيد بن عبد الله بن زمعة كل هؤلاء ضربت عنق كل واحد منهم صبراً بأمر مسلم بن عقبة لعبد الله، وانتهى القتل يومئذ فيما ذكروا نيفاً على ثلاثمائة، كلهم من أبناء المهاجرين والأنصار، وفيهم جماعة ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ قتلى قريش يومئذ نحواً من مائة، وقتلى الأنصار والحلفاء والموالى نحواً من المائتين ونجى الله أبا سعيد وجابراً وسهل بن سعد. وفي معقل بن سنان قال القائل:
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان
وروى عن معقل بن سنان هذا من الكوفيين علقمة، ومسروق، والشعبي. وروى عنه الحسن البصري وطائفة من البصريين.
معقل بن مقرن المزني
أخو النعمان بن مقرن يكنى أبا عمرة. وقد ذكرته في باب النعمان وغيره من أخوته، كانوا سبعة إخوة كلهم هاجر، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وليس ذلك لأحدٍ من العرب سواهم قاله الواقدي: ومحمد بن عبد الله بن نمير وسمى الواقدي منهم خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر غيرهم السبعة كلهم.
معقل بن المنذر
بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري. شهد العقبة وبدراً مع أخيه زيد بن المنذر.
معقل بن أبي الهيثم
الأسدي. يقال له معقل ابن أم معقل ومعقل ابن أبي معقل وكله واحد. يعد في أهل المدينة مات في عهد معاوية. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة " . وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن استقبال القبلتين لبول أو غائط.
معقل بن يسار بن عبد الله

بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر المزني يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبا يسار ذكر السراج أخبرنا هارون بن عبد الله، حدثنا علي بن عاصم عن خالد الحذاء عن الحكم بن عبد الله بن الأعرج عن معقل بن يسار، قال: إني لرافع غصناً من أغصان الشجرة بيدي على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه على ألا نفر. وقيل: يكنى أبا علي سكن البصرة وابتنى بها داراً وإليه ينسب نهر معقل الذي بالبصرة. شهد بيعة الحديبية وتوفي بالبصرة في آخر خلافة معاوية وقد قيل: إنه توفي في أيام يزيد بن معاوية. روى عنه عمرو بن ميمون الأودي وأبو عثمان النهدي والحسن وجماعة من أهل البصرة.
باب معمر
معمر بن الحارث بن قيس
بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي. كان من مهاجرة الحبشة مع أخيه بشر بن الحارث. وقد ذكرت إخوته في باب تميم، وكان ابن الكلبي يقول فيه: معمر بن الحارث.
معمر بن الحارث
بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح أخو القشي الجمحي. أخو حاطب وحطاب، أمهم قتيلة بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون أسلم معمر قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم قالوا: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معمر ابن الحارث ومعاد ابن عفراء وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها وتوفي في خلافة عمر.
معمر بن أبي سرح
بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم ومات في سنة ثلاثين. وقد ذكره الواقدي فيمن شهد بدراً من بني فهر، ونسبه كما ذكرنا وقال: يكنى أبا سعيد، وكذلك قال أبو معشر: معمر ابن أبي سرح. وقال موسى بن عقبة وابن إسحاق وابن الكلبي: عمرو بن أبي سرح وقد ذكرناه في باب عمرو.
معمر بن عبد الله بن نضلة
قال علي بن المديني: هو معمر بن عبد الله ابن نافع بن نضلة. قال أبو عمر: ينسبونه معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف ابن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي. ويقال فيه: معمر بن أبي معمر كان شيخاً من شيوخ بني عدي وأسلم قديماً وتأخرت هجرته إلى المدينة لأنه كان هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة وعاش عمراً طويلاً فهو معدود في أهل المدينة. روى عنه سعيد بن المسيب وبسر بن سعيد حديث سعيد عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحتكر إلا خاطىء " . وكان معمر وسعيد يحتكران الزيت، فدل على أنه أراد بالحكرة الحنطة وما يكون قوتاً في الأغلب. والله أعلم. وحديث بسر عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الطعام بالطعام مثلا بمثلٍ " .
معمر بن عثمان بن عمرو
بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن أسلم يوم الفتح، وابنه عبد الله بن معمر له صحبة أيضاً.
تم القسم الثالث ويليه الرابع والأخير.
//باب معن
معن بن حاجز
كان هو وأخوه طريفة بن حاجز مع خالد بن الوليد مسلمين في الردة، وقد تقدم خبر أخيه طريفة.
معن بن عدي
بن الجد بن عجلان بن ضبيعة البلوي. من بلي بن الحاف بن قضاعة. حليف لبني عمرو بن عمرو الأنصاري، والجد يكنى أبا عدي فهو معن بن عدي بن أبي عدي، شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق وسائر المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيداً في خلافة أبي بكر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين زيد بن الخطاب فقتلا جميعاً يومئذ هو أخو عاصم بن عدي.
أنبأنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا سعيد بن هاشم حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال: بكى الناس على رسول صلى الله عليه وسلم حين مات فقالوا: والله لوددنا أنا متنا قبله، نخشى أن نفتن بعده فقال معن بن عدي: لكني والله ما أحب أن أموت قبله لأصدقه ميتاً كما صدقته حياً. فقتل معن في قتال مسيلمة يوم اليمامة.

أنبأنا وهب بن محمد بن محمود أبو حزم المفتي بجامع قرطبة، حدثنا قاسم ابن أصبغ حدثنا محمد بن أحمد بن زهير حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن يعقوب، من ولد عباد بن تميم بن أوس الداري، حدثنا سعد بن هاشم ابن صالح المخزومي ومسكنه بالفيوم، حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب، عن سالم عن أبيه قال: بكى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات، وقالوا: والله لو وددنا أنا متنا قبله إنا نخشى أن نفتن بعده فقال معن بن عدي: لكني والله ما أحب أن أموت قبله لأصدقه ميتاً كما صدقته حياً فقتل في قتال مسيلمة يوم اليمامة.
معن بن زيد
بن الأخنس بن خباب السلمي. صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجده يكنى أبا زيد، ويقال: إنه شهد مع أبيه وجده بدراً ولا يعرف رجل شهد بدراً مع أبيه وجده غيره ولا يعرف في البدريين ولا يصح وإنما الصحيح حديث أبي الجويرية عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي.
باب معوذ
معوذ ابن عفراء
وهي أمه، وهو معوذ بن الحارث بن رفاعة ابن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار شهد بدراً مع إخوته معاذ وعوف بني عفراء وأمهم عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن النجار ومعوذ ابن عفراء هذا هو الذي قتل أبا جهل بن هشام يوم بدر ثم قاتل حتى قتل يومئذ ببدر شهيداً، قتله أبو مسافع.
معوذ بن عمرو
بن الجموح بن زيد بن حرام. الأنصاري السلمي شهد بدراً مع أخيه معاذ. هكذا قال موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي ولم يذكره ابن إسحاق في أكثر الروايات عنه فيمن شهد بدراً أو شهد أحداً.
باب مغيث
مغيث زوج بريرة
كان عبداً لبعض بني مطيع وأعتقت بريرة تحته، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت نفسها وكان مغيث هذا في حين عتقها واختيارها عبداً فيما يقول الحجازيون. وقال الكوفيون: كان يومئذ حراً. والأول أصح والله أعلم.
مغيث بن عبيد
بن إياس البلوي، حليف الأنصار قتل بمر الظهران يوم الرجيع شهيداً هو أخو عبد الله بن طارق لأمه، هكذا قال فيه عبد الله بن محمد بن عمار: مغيث. وقال فيه موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق والواقدي: مغيث بن عمير وقال ابن إسحاق: مغيث بن عبيد حليف لبني ظفر من الأنصار وعداده فيهم هكذا ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق.
مغيث بن عمرو
الأسلمي. ويقال معتب. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم: " اللهم رب السماوات وما أظللن " . الحديث. قال الطبري: معتب بن عمرو ساكن العين. وغيره يقول: معتب بفتح العين.
مغيث الغنوي
له صحبة وله حديث مع أبي هريرة في حلب الناقة.
باب المغيرة
المغيرة بن الأخنس
بن شريق الثقفي. حليف لبني زهرة وقتل يوم الدار مع عثمان وله يوم الدار أخبار كثيرة منها أنه قال لعثمان حين أحرقوا بابه والله لا قال الناس عنا إنا خذلناك، وخرج بسيفه وهو يقول:
لما تهدمت الأبواب واحترقت ... يممت منهن باباً غير محترق
حقاً أقول لعبد الله آمره ... إن لم تقاتل لدى عثمان فانطلق
والله أتركه ما دام بي رمق ... حتى يزايل بين الرأس والعنق
هو الإمام فلست اليوم خاذله ... إن الفرار على اليوم كالسرق
وحمل على الناس فضربه رجل على ساقه فقطعها، ثم قتله، فقال رجل من بني زهرة لطلحة بن عبيد الله قتل المغيرة بن الأخنس فقال: قتل سيد حلفاء قريش وذكر المدائني عن علي بن مجاهد عن فطر بن خليفة قال: بلغني أن الذي قتل المغيرة بن الأخنس تقطع جذاماً بالمدينة.

وقال قتادة: لما أقبل أهل مصر إلى المدينة في شأن عثمان رأى رجل منهم في المنام كأن قائلاً يقول له: بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار وهو لا يعرف المغيرة رأى ذلك ثلاث ليال فجعل يحدث بذلك أصحابه فلما كان يوم الدار خرج المغيرة يقاتل والرجل ينظر إليه فخرج إليه رجل فقتله ثم آخر فقتله حتى قتل ثلاثة والرجل ينظر إليه ويقول ما رأيت كاليوم أما لهذا أحد يخرج إليه فلما قتل الثلاثة وثب إليه الرجل فحذفه بسيفه فأصاب رجله ثم ضربه حتى قتله ثم قال: من هذا؟ قالوا: هو المغيرة بن الأخنس. فقال: ألا أراني صاحب الرؤيا المبشر بالنار! فلم يزل يبشر حتى هلك.
المغيرة بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي. أخو أبي سفيان بن الحارث ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم له صحبة. وقد قيل: إن أبا سفيان بن الحارث اسمه المغيرة ولا يصح. والصحيح أنه أخوه والله أعلم.
المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو سفيان بن الحارث، غلبت عليه كنيته. قال بعضهم: اسمه المغيرة وقال آخرون: بل له أخ يسمى المغيرة قد ذكرنا أبا سفيان هذا وطرفاً من أخباره في باب الكنى لأنه ممن غلبت عليه كنيته.
المغيرة بن أبي ذئب
واسم أبي ذئب هشام بن شعبة بن عبد الله بن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب جد محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب الفقيه المدني. ولد عام الفتح. وروى عن عمر بن الخطاب وروى عنه ابن أبي ذئب.
المغيرة بن شعبة
بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب ابن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف الثقفي يكنى أبا عبد الله وقيل أبا عيسى وأمه امرأة من بني نصر بن معاوية. أسلم عام الخندق وقدم مهاجراً وقيل إن أول مشاهده الحديبية روى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لابنه عبد الرحمن، وكان اكتنى أبا عيسى إني أبو عيسى. فقال: قد اكتنى بها المغيرة بن شعبة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: للمغيرة أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك. وكان المغيرة رجلاً طوالاً ذا هيبة أعور أصيبت عينه يوم اليرموك.
وتوفي سنة خمسين من الهجرة بالكوفة ووقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال:
إن تحت الأحجار حزماً وجودا ... وخصيماً ألد معلاق
حية في الوجار أربد لا ين ... فع منه السليم نفث الراقي
ثم قال أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت شديد الأخوة لمن آخيت.
روى مجالد عن الشعبي قال: دهاة العرب أربعة معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد.
فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير وحكى الرياشي، عن الأصمعي، قال: كان معاوية يقول أنا للإناة وعمرو للبديهة وزياد للصغير والكبير والمغيرة للأمر العظيم. قال أبو عمر: يقولون: إن قيس بن سعد بن عبادة لم يكن في الدهاء بدون هؤلاء مع كرم كان فيه وفضل.
حدثنا سعيد بن مسور قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن علي حدثنا محمد بن قاسم حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا سحنون عن ابن نافع قال: أحصن المغيرة ابن شعبة ثلاثمائة امرأة في الإسلام. قال ابن وضاح: غير ابن نافع يقول: ألف امرأة. ولما شهد على المغيرة عند عمر عزله عن البصرة وولاه الكوفة فلم يزل عليها إلى أن قتل عمر فأقره عليه عثمان ثم عزله عثمان فلم يزل كذلك واعتزل صفين فلما كان حين الحكمين لحق بمعاوية، فلما قتل علي وصالح معاوية الحسن ودخل الكوفة، ولاه عليها وتوفي سنة خمسين. وقيل: سنة إحدى وخمسين بالكوفة أميراً عليها لمعاوية، واستخلف عليها عند موته ابنة عروة. وقيل: بل استخلف جريراً فولى معاوية حينئذ الكوفة زياداً مع البصرة وجمع له العراقين وتوفي المغيرة بن شعبة بالكوفة في داره بها في التاريخ المذكور.

ولما قتل عثمان وبايع الناس علياً دخل عليه المغيرة بن شعبة فقال: يا أمير المؤمنين إن لك عندي نصيحة قال: وما هي؟ قال: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة والزبير بن العوام على البصرة وابعث معاوية بعهده على الشام حتى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. قال علي: أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما وأما معاوية فلا، والله لا أراني الله مستعملاً له ولا مستعيناً به ما دام على حاله ولكني أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون فإن أبي حاكمته إلى الله وانصرف عنه المغيرة مغضباً لما لم يقبل عنه نصيحته. فلما كان الغد أتاه فقال: يا أمير المؤمنين نظرت فيما قلت بالأمس وما جاوبتني به فرأيت أنك وفقت للخير فاطلب الحق ثم خرج عنه فلقيه الحسن وهو خارج، فقال لأبيه: ما قال لك هذا الأعور قال: أتاني أمس بكذا وأتاني اليوم بكذا قال: نصح لك والله أمس وخدعك اليوم فقال له علي: إن أقررت معاوية على ما في يده كنت متخذ المضلين عضداً. وقال المغيرة في ذلك:
نصحت علياً في ابن هند نصيحة ... فرد فلا يسمع له الدهر ثانية
وقلت له أرسل إليه بعهده ... على الشام حتى يستقر معاوية
ويعلم أهل الشام أن قد ملكته ... فأم ابن هند عند ذلك هاوية
فلم يقبل النصح الذي جئته به ... وكانت له تلك النصيحة كافية
المغيرة بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة. وقيل: إنه لم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين هو الذي تلقى عبد الرحمن ابن ملجم المرادي إذ ضرب علي بن أبي طالب على هامته بسيفه، فصرعه، فلما هم الناس به حمل عليهم بسيفه فأفرجوا له فتلقاه المغيرة بن نوفل هذا بقطيفة فرمى بها عليه واحتمله وضرب به الأرض وقعد على صدره، وانتزع سيفه وكان أيداً، ثم حمل ابن ملجم وحبس حتى مات علي فقتل ابن ملجم لا رحمه الله، ورحم علياً والمغيرة وكان المغيرة بن نوفل قاضياً في خلافة عثمان وشهد مع علي يكنى أبا يحيى بابنه يحيى بن المغيرة من أمامة بنت أبي العاص بن الربيع تزوجها بعد علي بن أبي طالب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: إن حديثه مرسل عنه لم يسمع منه وقد روى عن أبي بن كعب، وكعب الأحبار.
باب المنذر
المنذر بن أبي أسيد
الساعدي. ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سماه منذراً ذكر ذلك البخاري في الصحيح والتاريخ بسنده.
المنذر بن ساوي
العبدي. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من البحرين في وفد إياس بن عبد القيس حين أسلموا، ذكره ابن قانع وسيف بن عمرو وابن اسحاق والواقدي وأبو عمر في الدرر.
المنذر بن سعد
بن المنذر أبو حميد الساعدي. غلبت عليه كنيته. واختلف في اسمه. وقد ذكرناه في باب العين من كتابنا هذا لأنه أصح ما قيل في اسمه عبد الرحمن بن سعد بن المنذر.
المنذر بن عائذ
بن المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر المصري العبدي. من عبد القيس، يعرف بالأشج. وذكروا أنه سيدهم، وقائدهم إلى الإسلام وابن ساداتهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أشج " . وكان أول يوم سمي فيه الأشج من ولده عثمان بن الهيثم بن جهم بن عبس بن حسان بن المنذر العبدي المحدث.
المنذر بن عباد
الأنصاري الساعدي. قتل يوم الطائف. وقيل: هو المنذر بن عبد الله بن قوال بن وقش بن ثعلبة في قول ابن إسحاق. وأما الواقدي فقال: هو المنذر بن عبد بن قوال بن قيس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة قتل يوم الطائف شهيداً.
المنذر بن عبد الله
الأنصاري الساعدي. استشهد يوم الطائف هو المنذر بن عباد فيما أظن. والله أعلم.
المنذر بن عدي
بن المنذر بن عدي بن حجر بن وهب بن ربيعة ابن معاوية الأكبر ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبري.
المنذر بن عرفجة
بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم الأنصاري الأوسي شهد بدراً.
المنذر بن عمرو الدارمي

وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولده أبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن سعيد بن قيس ابن عبد الله بن المنذر بن الدارمي المحدث. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. حدث عنه البخاري وأبو داود وجماعة ذكره السراج في تاريخه.
المنذر بن عمرو بن خنيس
بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد ابن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الساعدي. وهو المعروف بالمعنق للموت. وبعضهم يقول: أعنق ليموت. شهد العقبة وبدراً وأحداً وكان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد النقباء الاثني عشر، وكان يكتب في الجاهلية بالعربية وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طليب بن عمير في قول محمد بن عمر الواقدي. وأما ابن إسحاق فقال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي ذر الغفاري وكان محمد ابن عمر ينكر ذلك ويقول: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قبل بدر وأبو ذر يومئذ غائب عن المدينة، ولم يشهد بدراً ولا أحداً ولا الخندق، وإنما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وقد قطعت بدر المواخاة.
قال أبو عمر: وكان على الميسرة يوم أحد وقتل بعد أحد بأربعة أشهر أو نحوها وذلك سنة أربع في أولها - يوم بئر معونة شهيداً، وكان هو أمير تلك السرية وذلك أن أبا براء عامر بن جعفر الذي قال له " ملاعب الأسنة " قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه، فقال: لو بعثت إلى أهل نجد لاستجابوا لك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخاف عليهم أهل نجد " . فقال: أنا جار لهم فابعثهم. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين رجلاً عليهم المنذر بن عمرو هذا ومنهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعامر بن فهيرة فلما نزلوا بئر معونة وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم بعثوا حرام بن ملحان إلى عامر بن الطفيل بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينظر فيه وقتل حرام بن ملحان، ثم استصرخ على أصحابه بني عامر فلم يجيبوه وقالوا: لن نخفر أبا براء يعنون ملاعب الأسنة لأنه عقد لهم جواراً، فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم عصية، ورعلاً، وذكوان والقارة، فأجابوه وخرجوا معه حتى غشوا القوم وأحاطوا بهم فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن يزيد فإنهم تركوه وبه رمق فعاش حتى قتل يوم الخندق هكذا قال أهل السير ابن اسحاق وغيره.
المنذر بن قدامة الأنصاري
من بني غنم بن السلم بن مالك بن الأوس ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين.
المنذر بن قيس
بن عمرو بن عبيد الله بن مالك بن عدي بن علي من بني غنم بن عدي بن النجار شهد أحداً وما بعدها واستشهد مع ابنه سليط يوم الجسر قاله العدوي.
المنذر بن محمد بن عقبة
بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى ابن كلفة بن عوف بن عمر بن عوف بن مالك بن الأوس. شهد بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة.
المنذر بن يزيد
بن عامر بن حديدة وأخوه عبد الرحمن أدركا الصحابة ولهما شيء قاله العدوي.
باب منقذ
منقذ بن زيد
بن الحارث ذكره بعض من ألف في الصحابة ولا أعرفه.
منقذ بن عمرو المازني
الأنصاري، مدني له صحبة هو جد محمد بن يحيى بن حبان كان قد أصابته ضربة في رأسه فتغير لسانه وعقله، فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعته بالخيار ثلاث ليال وذلك لأنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيوع. وقد قيل إن الذي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيار هو ابنه حبان بن منقذ وأما ابن إسحاق فروى عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان أن جده منقذ بن عمرو أصابته آفة في رأسه فكسرت لسانه ونازعت عقله وكان لا يدع التجارة ولا يزال يغبن فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إذا بعت فقل لا خلابة وأنت في كل سلعة تبيعها بالخيار ثلاث ليال " . وعاش ثلاثين ومائة سنة وكان في زمن عثمان حين كثر الناس يبتاع في السوق فيغبن فيصير إلى أهله فيلومونه فيرده ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لي الخيار ثلاثاً حتى يمر الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: صدق. ذكره البخاري في التاريخ عن عياش بن الوليد عن عبد الأعلى عن ابن إسحاق.
منقذ بن لبابة الأسدي

من بني أسد بن خزيمة ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غنم بن دودان بن أسد.
باب المهاجر
المهاجر بن أمية
بن المغيرة القرشي المخزومي، أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها وأمها وكان اسمه الوليد، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه وقال لأم سلمة: " هو المهاجر " . وكانت قالت له: قدم أخي الوليد مهاجراً فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو المهاجر " . فعرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسم الوليد فقالت: هو المهاجر يا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبر فيه طول وفيه عيب اسم الوليد، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجر بن أبي أمية إلى الحارث بن عبد كلال الحميري ملك اليمن، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً على صدقات كندة والصدف، ثم ولاه أبو بكر اليمن وهو الذي افتتح حصن النجير بحضرموت مع زياد من لبيد الأنصاري وهما بعثا بالأشعث بن قيس أسيراً فمن عليه أبو بكر أو حقن دمه وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا الشافعي في نسب قريش في بني مخزوم المهاجر بن أبي أمية شهد فتح حصن النجير.
المهاجر بن خالد
بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي. كان غلاماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه عبد الرحمن بن خالد وكانا مختلفين. كان عبد الرحمن مع معاوية وكان المهاجر مع علي بن أبي طالب محباً فيه وفي ذريته، وشهد معه الجمل وصفين وكان له ابن يسمى خالد ابن المهاجر ولما قتل اليهودي ابن أثال طبيب معاوية عمه عبد الرحمن بن الوليد كان عروة بن الزبير يعيره بترك ثأره، فخرج خالد ونافع مولاه من المدينة حتى أتيا دمشق فرصدا الطبيب ليلاً عند مسجد دمشق وكان يسمر عند معاوية فلما انتهى إليهما ومعه قوم من حشم معاوية حملا عليهم فانفرجوا وضرب خالد بن المهاجر اليهودي الطبيب فقتله في خبر طويل ذكره جماعة من أهل العلم بالأخبار منهم عمر بن شبة وغيره، ثم انصرف خالد بن المهاجر إلى المدينة وهو يقول لعروة بن الزبير:
قضى لابن سيف الله بالحق سيفه ... وعري من حمل الذحول رواحله
فإن كان حقاً فهو حق أصابه ... وإن كان ظناً فهو بالظن فاعله
سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد ... وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله
يريد أن ابن الزبير لم ينتصر منهم لأبيه فيقتل ابن جرموز قاتله.
قال أبو عمر: قالوا: إن المهاجر بن خالد بن الوليد فقئت عينة يوم الجمل وقتل يوم صفين وهو مع علي.
المهاجر بن زياد
الحارثي، أخو الربيع بن زياد لا أعلم له رواية وفي صحبته نظر. قتل المهاجر بن زياد هذا بمناذر سنة تسع عشرة.
المهاجر مولى أم سلمة
قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه بكير مولى عمير أو عمرة جد يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولى لهم يعد مهاجر هذا في أهل مصر لا أدري أهو الذي روى في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان أم لا!.
المهاجر بن قنفذ
بن عمير بن جدعان بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، جد محمد بن زيد بن المهاجر يقال: إن اسم المهاجر هذا عمرو وإن اسم قنفذ خلف وإن مهاجراً وقنفذا لقبان فهو عمرو بن خلف بن عمير وإنما قيل له المهاجر، لأنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا المهاجر حقاً " . وقد قيل: إن المهاجر ابن قنفذ أسلم يوم فتح مكة وسكن البصرة ومات بها روى عنه أبو ساسان حصين بن المنذر.
المهاجر رجل من الصحابة
روى أن نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.
باب الأفراد في حرف الميم
مبرح بن شهاب بن الحارث
بن ربيعة بن سعد الرعيني. أحد وفد بني رعين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان علي ميسرة عمرو بن العاص يوم دخل مصر وخطته بجيزة الفسطاط ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين له.
مبرح بن شهاب الحارثي
له صحبة ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر من الصحابة قال: وله خطة معروفة بالجيزة جيزة مصر هذا الاسم والذي قبله قد تقدما بزيادات.
مبشر بن الحارث

بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري شهد أحداً مع أخويه: بشر وبشير وقد ذكرنا خبر بشر في بابه وذكرنا خبر أخيه بشير ولم نذكر بشيراً لأنه ارتد ومات كافراً.
مبشر بن عبد المنذر
بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. شهد بدراً مع أخيه أبي لبابة ابن عبد المنذر وقتل مبشر يومئذ ببدر شهيداً. وقيل: قتل بخيبر قال العدوي: شهد بدراً وأحداً وقتل يومئذ لا عقب له.
متمم بن نويرة
بن حمزة بن اليربوعي التميمي الشاعر. قال الطبري: مالك بن نويرة بن حمزة التميمي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على صدقة بني يربوع وكان قد أسلم هو وأخوه متمم. قال أبو عمر: أما مالك فقتله خالد بن الوليد واختلف فيه هل قتله مرتداً أو مسلماً وأما متمم فلم يختلف في إسلامه وكان شاعراً محسناً ليس لأحد في المراثي كأشعاره التي يرثي بها أخاه مالكاً.
مثعب السلمي
ويقال المحاربي. روى في الصوم والفطر في السفر مثل حديث حميد عن أنس وكان يسمى حمزة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا مثعب " . قال: فكان أحب الأسماء إلي أن أدعى به. وروى عنه أنه قال: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم مثعباً، وقال: كنت أغزو معه روى عنه أشعث بن أبي الشعثاء.
المثنى بن حارثة
الشيباني كان إسلامه وقدومه في وفد قومه على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع. وقد قيل: سنة عشر وبعثه أبو بكر رضي الله عنه سنة إحدى عشرة في صدر خلافته إلى العراق قبل مسير خالد بن الوليد إليها وكان المثني شجاعاً شهماً بطلاً ميمون النقيبة حسن الرأي والإمارة أبلى في حروب العراق بلاء لم يبلغه أحد وكتب عمر بن الخطاب في سنة ثلاث عشرة حين ولى الخلافة وبعث أبا عبيد بن مسعود في ألف من المسلمين إلى العراق، وكتب إلى المثنى بن حارثة أن يتلقى أبا عبيد بن مسعود فاستقبله المثنى في ثلاثمائة من بكر بن وائل ومائتين من طيء وأربعمائة من بني ذبيان وبني أسد وذلك في سنة ثلاث من ملك يزدجرد، فالتقوا مع الفرس واستشهد أبو عبيد برك عليه الفيل وسلم المثنى بن حارثة قال ابن سراج: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن عدي الهاشمي يقول: قتل المثنى ابن حارثة الشيباني سنة أربع عشرة قبل القادسية فلما حلت زوجته سلمى بنت جعفر بن ثقيف تزوجها سعد بن أبي وقاص ومن حديث الأصمعي - عن سلمة بن بلال عن أبي رجاء العطاردي، قال: كتب أبو بكر الصديق إلى المثنى بن حارثة إني قد وليت خالد بن الوليد فكن معه وكان المثنى بسواد الكوفة فخرج إلى خالد فتلقاه بالنباج وقدم معه البصرة وذكر قصة طويلة.
وذكر عمر بن شبة - عن شيوخه من أهل الأخبار - أن المثنى بن حارثة كان يغير على أهل فارس بالسواد فبلغ أبا بكر والمسلمين خبره فقال عمر: من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه؟ فقال له قيس بن عاصم: أما إنه غير خامل الذكر ولا مجهول النسب ولا قليل العدد ولا ذليل الغارة ذلك المثنى بن حارثة الشيباني ثم إن المثنى قدم على أبي بكر فقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابعثني على قومي فإن فيهم إسلاماً أقاتل بهم أهل فارس وأكفيك أهل ناحيتي من العدو ففعل ذلك أبو بكر فقدم المثنى العراق، فقاتل وأغار على أهل فارس ونواحي السواد حولاً مجرماً، ثم بعث أخاه مسعود بن حارثة إلى أبي بكر يسأله المدد ويقول له: إن أمددتني وسمعت بذلك العرب أسرعوا إلي وأذل الله المشركين مع أني أخبرك يا خليفة رسول الله أن الأعاجم تخافنا وتتقينا فقال له عمر: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابعث خالد بن الوليد مدداً للمثنى ابن حارثة يكون قريباً من أهل الشام فإن استغنى عنه أهل الشام ألح على أهل العراق حتى يفتح الله عليه فهذا الذي هاج أبا بكر على أن يبعث خالد بن الوليد إلى العراق.
مجاشع بن مسعود

بن ثعلبة بن وهب السلمي. من بني يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، روى عنه أبو عثمان النهدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه على الهجرة فقال: قد مضت الهجرة لأهلها ولكن على الإسلام والجهاد والخير. وروى عنه أيضاً عبد الملك بن عمير ويقال: إن ابن عباس حكى عنه حكاية وقتل مجاشع يوم الجمل قبل الاجتماع الأكبر وذلك أن حكيم بن جبلة خرج في حين قدوم طلحة والزبير البصرة فلقي عبد الله بن الزبير في خيل فيهم مجاشع بن مسعود فقتل حكيم بن جبلة وحينئذ قتل مجاشع هذا قول خليفة بن خياط. وقال غيره: قتل يوم الجمل وهو معدود في قتلى يوم الجمل وروى عاصم بن كليب عن أبيه قال: حاصرنا توج وعلينا مجاشع بن مسعود ففتحناها.
مجاعة بن مرارة
بن سلمى الحنفي اليمامي. كان رئيساً من رؤساء بني حنيفة وله أخبار في الردة مع خالد بن الوليد وهو الذي صالح خالد بن الوليد يوم اليمامة في قصة يطول ذكرها. ومن خبره مع خالد أنه كان جالساً معه، فرأى خالد أصحاب مسيلمة قد انتضوا سيوفهم، فقال يا مجاعة فشل قومك. قال: لا ولكنها اليمانية لا تلين متونها حتى تشرق الشمس. قال خالد: لشد ما تحب قومك! قال: لأنهم حظي من ولد آدم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقطع مجاعة أرضاً باليمامة وكتب له كتاباً فقال قائلهم:
ومجاع اليمامة قد أتانا ... يخبرنا بما قال الرسول
فأعطينا المقادة واستقمنا ... وكان المرء يسمع ما يقول
روى عنه ابنه سراج بن مجاعة ولم يرو عنه غيره.
مجالد بن مسعود
السلمي، أخو مجاشع بن مسعود له صحبة ولا أعلم له رواية كان إسلامه بعد إسلام أخيه بعد الفتح وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن مجالد بن مسعود قتل يوم الجمل وأنه روى عنه أبو عثمان النهدي، ولم يقل في مجاشع: إنه قتل يوم الجمل فوهم. قال أبو عمر: أما مجاشع فلا شك أنه قتل يوم الجمل ولا تبعد رواية أبي عثمان عنهما. كان مجاشع ومجالد ابنا مسعود ممن وفد على النبي ستة تسع وقبراهما بالبصرة معروفان قبر مجاشع وقبر مجالد.
مجدي الضمري
غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات حديثه عند محمد بن سليمان بن مسمول عن المفرج بن عطاء بن مجدي عن أبيه عن جده.
مجدي بن قيس
الأشعري، أخو أبي موسى. هاجر مع إخوته ذكره أبو عمر في باب أخيه أبي رهم بن قيس من الكنى.
المجذر بن ذياد
ويقال: ذياد والكسر أكثر ابن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة - عمارة بالفتح والتشديد في بلي - البلوي حليف للأنصار. وقيل له المجذر لأنه كان غليظ الخلق والمجذر الغليظ واسمه عبد الله ابن ذياد وهو الذي قتل سويد بن الصامت في الجاهلية فهيج قتله وقعة بعاث ثم أسلم المجذر وشهد بدراً وهو الذي قتل أبا البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي يوم بدر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال يوم بدر: " من لقي أبا البختري فلا يقتله " . وقال مثل ذلك للعباس وإنما قال ذلك في أبي البختري فيما ذكروا لأنه لم يبلغه عنه شيء يكرهه. وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم وبني المطلب فلقيه المجذر بن ذياد فقال له: يا أبا البختري قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلك ومع أبي البختري زميل له خرج معه من مكة وهو جبارة بن مليحة رجل من بني ليث قال: وزميلي فقال المجذر: لا والله ما نحن بتاركي زميلك ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك. قال: فقال أبو البختري: لا والله إذاً لأموتن أنا وهو جميعاً، لا يتحدث عني قريش بمكة أني تركت زميلي حرصاً على الحياة. فقال له المجذر: إن لم تسلمه قاتلتك فأبى إلا القتال فلما نازله جعل أبو البختري يرتجز:
لن يسلم ابن حرة زميله ... ولا يفارق جزعاً أكيله
حتى يموت أو يرى سبيله
وارتجز المجذر "
أنا المجذر وأصلي من بلي ... أطعن بالحربة حتى تنثني
ولا يرى مجذراً يفري الفري

فاقتتلا فقتله المجذر ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به فأبى إلا القتال فقاتلته فقتلته وقتل المجذر بن ذياد يوم أحد شهيداً، قتله الحارث أبن سويد بن الصامت ثم لحق بمكة كافراً ثم أتى مسلماً بعد الفتح، فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بالمجذر وكان الحرث بن سويد يطلب غرة المجذر ليقتله بأبيه، فشهدا جميعاً أحداً، فلما كان من جولة الناس ما كان أتاه الحارث بن سويد من خلفه فضرب عنقه وقتله غيلة فأتى جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقتل المجذر غيلة وأمره أن يقتله به وذلك بعد قدومه المدينة من مكة. وقد ذكر ابن إسحاق خبره على نحو هذا المعنى بخلاف شيء منه. وقيل اسم المجذر عبد الله بن ذياد وسنذكره في العبادلة إن شاء الله تعالى.
مجزز المدلجي
هو القائف من بني مدلج هو الذي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله في أسامة وأبيه زيد بن حارثة - إذ رأى أقدامهما ولم يك يعرفهما وكانا نائمين في المسجد قد تغطيا ولم يبد منهما غير أقدامهما فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض فاستحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ودخل على عائشة تبرق أسارير وجهه سروراً بقوله ذلك، وهو أصل عند فقهاء الحجاز في القافة. قال موسى بن هارون: سمعت مصعباً الزبيري يقول: إنما سمي مجززاً لأنه كان إذا أخذ أسيراً جز ناصيته ولم يكن اسمه مجززاً، هكذا قال: ولم يذكر اسمه.
محرز بن حارثة
بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف استخلفه عتاب بن أسيد على مكة في سفرة سافرها ثم ولاه عمر بن الخطاب مكة في أول ولايته ثم عزله وولى قنفذ بن عمير التيمي. وقتل محرز بن حارثة بن ربيعة يوم الجمل. يعد من المكيين وبنوه بمكة.
محلم بن جثامة
أخو الصعب بن جثامة بن قيس الليثي. حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم حدثنا ابن وضاح وأنبأنا عبد الوارث حدثنا قاسم وأحمد ابن زهير قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد ابن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى إضم فلقينا عامر بن الأضبط فحيانا بتحية الإسلام فحمل عليه محلم بن جثامة وقتله وسلبه فلما قدمنا جئنا بسلبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه، فنزلت: " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا " . النساء 93. الآية. وفي حديث آخر لابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر ذكره الطبري أن محلم ابن جثامة مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فدفنوه فلفظته الأرض مرة بعد أخرى فأمر به فألقى بين جبلين وجعلت عليه حجارة وقال مثل ذلك أيضاً قتادة. وروي أنه مات بعد سبعة أيام فدفنوه فلفظته الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الأرض لتقبل أو تجن من هو شر منه ولكن الله أراد أن يريكم آية في قتل المؤمن " . وقد قيل إن هذا ليس محلم بن جثامة فإن محلم بن جثامة نزل حمص بأخرة ومات بها في إمارة ابن الزبير والاختلاف في المراد بهذه الآية كثير مضطرب فيه جداً قيل: نزلت في المقداد وقيل: نزلت في أسامة بن زيد وقيل في محلم بن جثامة وقال ابن عباس: نزلت في سرية ولم يسم أحداً وقيل نزلت في غالب الليثي وقيل: نزلت في رجل من بني ليث يقال له فليت كان على السرية وقيل: نزلت في أبي الدرداء وهذا اضطراب شديد جداً ومعلوم أن قتله كان خطأ لا عمداً لأن قاتله لم يصدقه في قوله. والله أعلم.
محمية بن جزء
بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد الأصغر الزبيدي. حليف لبني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي كان من مهاجرة الحبشة وتأخر إيابه منها أول مشاهده المريسيع واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأخماس وأمره أن يصدق عن قوم بني هاشم في مهور نسائهم منهم الفضل بن العباس.
محيصة بن مسعود

بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج الأنصاري الحارثي، يكنى أبا سعد يعد في أهل المدينة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام وشهد أحداً والخندق وما بعدها من المشاهد وهو أخو حويصة ابن مسعود على يده أسلم أخوه حويصة بن مسعود وكان حويصة بن مسعود أكبر منه وكان محيصة أنجب وأفضل وله خبر عجيب في المغازي ذكره ابن إسحاق عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس في قصة قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره وسعيه ويحرض العرب عليه وهو رجل من بني نبهان من طي فلما قتل كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ظفر ثم به من رجال يهود فاقتلوه " . فوثب محيصة بن مسعود على ابن سبينة رجل من تجار يهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم وكان أسن من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول: أي عدو الله قتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله! قال محيصة:
فقلت له. والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. قال: آلله لو أمرك بقتلي لقتلتني قال: نعم قلت: والله لو أمرني بقتلك لقتلتك. قال: والله إن ديناً بلغ بك هذا لعجب، فأسلم حويصة وكان ذلك أول إسلامه فقال محيصة:
يلوم ابن أمي لو أمرت بقتله ... لطبقت ذفراه بأبيض قاضب
حسام كلون الملح أخلص صقله ... متى ما أصوبه فليس بكاذب
وما سرني أني قتلتك طائعاً ... وأن لنا ما بين بصرى ومأرب
روى محيصة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كسب الحجام. حديثه عند الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير الأنصاري عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن محيصة بن مسعود الأنصاري أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن خراجه فقال: " لا تقربه " . فردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " اعلف به الناضح اجعله في كرشه " .
مخارق بن عبد الله
والد قابوس بن قابوس يعد في الكوفيين. وفيه اختلاف لأن من أهل الحديث طائفة تروى حديثاً عن قابوس بن مخارق عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أم الفضل جاءت بالحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبال على ثوبه فأرادت غسله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما يغسل من بول الجارية وينضح من بول الغلام " . ومنهم من يروي هذا الخبر عن قابوس عن أم الفضل لا يذكر فيه مخارقاً. رواه قابوس عن سماك بن حرب واختلف فيه على سماك اختلافاً كثيراً لا يثبت معه وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أيضاً.
ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه فقال: أرأيت إن أتاني رجل يريد أخذ مالي لم يرو عنه غير ابنه والله أعلم.
مخاشن الحميري
حليف الأنصار. قتل يوم اليمامة شهيداً.
المختار بن أبي عبيد
بن مسعود الثقفي أبو إسحاق. كان أبوه من أجلة الصحابة ويأتي ذكره في باب الكنى من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ولد المختار عام الهجرة وليست له صحبة ولا رواية وأخباره أخبار غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل: سويد بن غفلة والشعبي وغيرهما وذلك مذ طلب الإمارة إلى أن قتله مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وسبعين وكان قبل ذلك معدود في أهل الفضل والخير يرائي بذلك كله ويكتم الفسق فظهر منه ما كان يضمر والله أعلم إلى أن فارق بن الزبير وطلب الإمارة، وكان المختار يتزين بطلب دم الحسين رضوان الله عليه إلا أنه كان بينه وبين الشعبي ما يوجب ألا يقبل قول بعضهم في بعض. والمختار معدود في أهل الفضل والدين إلى طلب الإمارة وادعى أنه رسول محمد ابن الحنفية في طلب دم الحسين.
مخرمة بن عدي
وفد مع جماعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن أسر زيد بن حارثة من جذام بعد إسلامهم. ذكره ابن إسحاق.
محرش الكعبي

ويقال محرش. قال علي المدايني: زعموا أن مخرشاً الصواب - يعني بالخاء المنقوطة - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد ابن عثمان حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا علي المديني حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن مزاحم عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد عن محرش الكعبي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً وذكر الحديث قال علي: زعموا أنه مخرش وأنه الصواب. قال علي: مزاحم هذا هو مزاحم بن أبي مزاحم روى عنه ابن جريج وابن صفوان وليس هو مزاحم بن زفر. وقال أبو حفص الفلاس: لقيت شيخاً بمكة اسمه سالم فاكتريت منه بعيراً إلى منى فسمعني أحدث بهذا الحديث فقال: هو جدي وهو محرش بن عبد الله الكعبي ثم ذكر الحديث وكيف مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ممن سمعته؟ فقال: حدثنيه أبي وأهلنا.
قال أبو عمر: أكثر أهل الحديث يقولون محرش وينسبونه محرش بن سويد بن عبد الله بن مرة الكعبي الخزاعي، وهو معدود في أهل مكة روى عنه حديث واحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة، ثم أصبح بمكة كبايت قال: ورأيت ظهره كأنه سبيكة فضة هذا نصف وإنما الحديث في كتاب الحميدي بخط الأصيلي بإسناده عن محرش كأنه سبيكة فضة.
مخرقة العبدي
ويقال مخرمة والصحيح مخرفة - بالفاء اشترى منه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل سراويل. حديثه عند سماك بن حرب عن سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزاً من هجر فاشترى منا النبي صلى الله عليه وسلم سراويل وثم وزان يزن بالأجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " زن وأرجح " .
مخلد الغفاري
مذكور في الصحابة. روى عنه الحسن بن محمد. قال البخاري: له صحبة. وقال أبو حاتم الرازي: ليس له صحبة.
مخمر بن معاوية
البهزي. عم معاوية ابن حكيم البهزي، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا شؤم وقد يكون اليمن في الفرس والمرأة والدار " .
مخنف بن سليم
الغامدي. وقيل: العبدي وليس بشيء إلا أن يكون حليفاً، يعد في الكوفيين وقد عده بعضهم في البصريين وهو مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد. ولاه علي بن أبي طالب أصبهان وكان على راية الأزد يوم صفين، وكان له أخوان الصقعب وعبد الله، قتل يوم الجمل ومن ولده مخنف بن سليم أبو مخنف صاحب الأخبار واسم أبي مخنف صاحب الأخبار لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم، لا أحفظ لمخنف بن سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديث الأضحى والعتيرة، روى عنه أبو رملة، ويقال أبو رميلة، وابنه حبيب بن مخنف
مخول بن يزيد
بن أبي يزيد البهزي. من بهز بن الحارث بن سليم روى عنه ابنه القاسم بن مخول. أحاديثه تدور على محمد بن سليمان بن مسمول المكي قال البخاري: وقال عيسى بن موسى: حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول أخو بني يزيد بن مخول البهزي قال: قلت يا رسول الله أوصني قال: " أقم الصلاة " . الحديث كذا وقع يزيد بن مخول، ولم يذكر في باب يزيد وذكره القاسم في بابه.
مخيس بن حكيم
العذري. حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء قال: حدثنا ابني قال: كتب إلي أبو الطاهر السدوسي يخبرني أن أباه أخبره قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عقبة قال: حدثني يعقوب بن جبير ابن سباق بن زيد بن يعلي بن بي عمرة بن حزام العذري، قال: سمعت أبا هلال مبين بن قطبة يحدث قال: سمعت مخرمة بن حكيم العذري يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر قصة أكيدر دومة الجندل وفي آخره ودعا له.
مدرك أو مدلوك
أبو سفيان الفزاري
مولى لهم. أسلم مع مواليه حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه فلم يشب منه موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مدعم العبد الأسود

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عبداً لرفاعة بن زيد بن وهب الجذامي الضبي، فأهداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف هل أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مات عبداً وخبره مشهور بخيبر، وهو الذي غل الشملة يوم خيبر وجاء في الحديث: " إن الشملة لتشتعل عليه ناراً " . وقتل بخيبر أصابه سهم غرب فقتله حديثه عند مالك وغيره وقد قيل: إن العبد الأسود غير مدعم وكلاهما قتل بخيبر. والله أعلم.
مدلاج بن عمرو
السلمي. أحد حلفاء بني عبد شمس. ويقال مدلج بن عمرو. شهد بدراً هو وأخواه: مالك بن عمرو وثقف بن عمرو، وشهد مدلاج سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توفي سنة خمسين. ومن أهل الحديث من يقول فيه مدلج.
مرحب أو أبو مرحب
يعد في الكوفيين من الصحابة روى عنه الشعبي، هكذا قال على الشك قال: حدثني مرحب أو أبو مرحب قال: كأني أنظر إليهم في قبر النبي صلى الله عليه وسلم أربعة: علي والفضل وعبد الرحمن ابن عوف وأسامة بن زيد أو عباس هكذا قال زهير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي مرحب وقال الثوري: عن إسماعيل عن الشعبي عن أبي مرحب ولم يشك وهكذا قال ابن عينية: عن إسماعيل عن الشعبي عن أبي مرحب ولم يشك واختلفوا على إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي في اسمه كما ترى وليس يوجد أن عبد الرحمن بن عوف كان معهم إلا من هذا الوجه. وأما ابن شهاب فروى عن ابن المسيب قال: إنما دفنه الذين غسلوه وكانوا أربعة علي والفضل والعباس وصالح شقران قال: ولحدوا له ونصبوا عليه اللبن نصباً.
وروى صالح مولى التوءمة، عن ابن عباس مثل حديث ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب. وقد قيل: إنه نزل معهم في القبر خولى بن أوس الأنصاري وكان ابن شهاب يفتي بأن يدخل القبر كم شئت وهو قول الفقهاء.
مرزوق الصيقل
مولى الأنصار. له صحبة صقل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم أن قبيعته كانت فضة. في إسناد حديثه لين روى عنه أبو الحكم الصيقل الحمصي حدثنا أبو عمر، حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا بكر، حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا سعيد بن سابق بن الأزرق، حدثنا محمد بن حمير، عن الحكم بن أبي الحكم قال: سمعت مرزوقاً يقول صقلت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو الفقار... الحديث كذا قال الحكم بن أبي الحكم.
مران بن مالك
هكذا قال ابن إسحاق. وقال ابن شهاب مروان بن مالك ذكراه فيمن أوصى له رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفر الداريين من خيبر.
المرزبان بن النعمان
بن امرئ القيس بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبري.
مري بن سنان
بن ثعلبة، شهد أحداً والمشاهد بعدها - قاله العدوي: وابنه ثابت بن مري وقد علقناه في باب من هذا الكتاب. وذكر العدوي والواقدي أن مري بن سنان ربيب سمرة بن جندب.
مزرد بن ضرار
المري أخو الشماخ الشاعر، واسمه يزيد، واسم أخيه الشماخ، معقل قدم مزرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده:
تعلم رسول الله أنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي عسل
تعلم رسول الله لم أر مثلهم ... أحن على الأدنى وأحرم للفضل
وأنمار رهطه، وكان يهجوهم، وزعموا أنه كان يهجو أضيافه.
مزيدة العبدي
من عبد القيس هو جد هود العصري العبدي، روى أن قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت فضة. وإسناده ليس بالقوي ولمزيدة العبدي أيضاً حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد رايات الأنصار وجعلها صفراً. روى عنه ابن ابنه هود بن عبد الله بن مزيدة.
مسافع بن عياض
بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي. له صحبة ولا أحفظ له رواية. قال الزبيري والعدوي جميعاً: يزيد بعضهما على بعض في الشعر قالا: كان مسافع بن عياض شاعراً محسناً فتعرض لهجاء حسان بن ثابت ففيه يقول حسان بن ثابت:
يا آل تيم ألا تنهون جاهلكم ... قبل القذاف بصم كالجلاميد
فنهنهوه فإني غير تارككم ... إن عاد ما اهتز ماء في ثرى عود
لو كنت من هاشم أو من بني أسد ... أو عبد شمس أو أصحاب اللوا الصيد

أو من بني نوفل أو ولد مطلب ... لله درك لم تهمم بتهديدي
أو من بني زهرة الأبطال قد عرفوا ... أو من بني جمح الخضر الجلاعيد
أو في الذؤابة من تيم إذا انتسبوا ... أو من بني الحارث البيض الأماجيد
لولا الرسول فإني لست عاصيه ... حتى يغيبني في الرمس ملحودي
وصاحب الغار إني سوف أحفظه ... وطلحة بن عبيد الله ذو الجود
أنشدها العدوي:
يا آل تيم أما تنهوا سفيهكم ... قبل القذاف بأمثال الجلاميد
وفيها:
أوفي الذؤبة من قوم أولي حسب ... ولم تصبح اليوم نكساً مائل العود
ويروى مائل الجيد. ويروى: نكساً ثاني الجيد وللزبير:
لكن سأصرفها عنكم فأعدلها ... لطلحة بن عبيد الله ذي الجود
المستورد بن شداد
بن عمرو الفهري القرشي. سكن الكوفة ثم سكن مصر روى عنه أهل الكوفة وأهل مصر روى ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلل أصابع رجليه في وضوئه. قال ابن وهب: فحدثت مالكاً بحديث المستورد هذا فقال: ما سمعنا به قال ابن وهب: ثم كان مالك يعمل به إلى أن مات يقال: إنه كان غلاماً يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه سمع منه ووعى عنه روى عنه من الكوفيين قيس بن أبي حازم ومن المصريين علي بن رباح وأبو عبد الرحمن الحبلي وجريج بن أبي عمرو وروى عنه حارثة بن وهب وعبد الرحمن بن جبير.
مسروق بن وائل الحضرمي
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد حضر موت فأسلموا.
مسطح بن أثاثة
بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي. يكنى أبا عباد. وقيل: أبا عبد الله وأمه سلمى بنت صخر بن عامر ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وهي ابنة خالة أبي بكر الصديق وقيل: أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها رائطة بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق شهد بدراً ثم خاض في الإفك على عائشة رضي الله عنها، فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن جلد في ذلك وكان أبو بكر ينفق عليه فأقسم ألا ينفق عليه فنزلت: " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة " . النور 22. الآية ويقال: مسطح لقب واسمه عوف بن أثاثة.
توفي سنة أربع وثلاثين وهو ابن ست وخمسين سنة وقد قيل: شهد مسطح صفين وتوفي سنة سبع وثلاثين وقد ذكرناه في باب من اسمعه عوف من العين في هذا الكتاب والحمد لله.
مشرح
وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه بأخيه لأمه، يقال له مطر بن هلال بن عروة ومعهم الأشج وكان اسمه منذر بن عائذ. فذكر الحديث عنه.
مشرح الأشعري
له صحبة لم يرو عنه غير ابنته. من حديثه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قص أظفاره وجمعها ثم دفنها حديثه عند محمد بن سليمان بن مسمول المكي، عن عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه عن ميل بنت مسرح عن أبيها هكذا ذكره الدارقطني مسرح وقال غيره: مشرح.
مصعب بن عمير
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري يكنى أبا عبد الله. كان من جلة الصحابة وفضلائهم وهاجر إلى أرض الحبشة في أول من هاجر إليها ثم شهد بدراً ولم يشهد بدراً من بني عبد الدار إلا رجلان مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة ويقال: ابن حريملة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث مصعب بن عمير إلى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين، وكان يدعى القارىء المقرىء. ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة.

قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم ثم أتانا بعده عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكباً، ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم علينا مع أبي بكر. وقتل مصعب بن عمير يوم أحد شهيداً قتله ابن قميئة الليثي فيما قال ابن اسحاق وهو يومئذ: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " . الأحزاب 23. الآية أسلم بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
ذكر الواقدي عن إبراهيم بن محمد العبدي عن أبيه قال: كان مصعب ابن عمير فتى مكة شباباً وجمالاً وتيهاً وكان أبواه يحبانه وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وكان أعطر أهل مكة يلبس الحضرمي من النعال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ويقول: ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير فبلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم فدخل فأسلم وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه فكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً، فبصر به عثمان بن طلحة يصلي فأخبر به قومه وأمه فأخذوه حبسوه فلم يزل محبوساً إلى أن خرج إلى أرض الحبشة.
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن بكير التمار، حدثنا أبو داود، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب قال: قتل مصعب بن عمير يوم أحد ولم يكن له إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من الإذحر " . ولم يختلف أهل السير أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم أحد كانت بيد مصعب بن عمير فلما قتل يوم أحد أخذها علي بن أبي طالب كناه الهيثم بن عدي أبا عبد الله.
مطر بن عكامس
السلمي من بني سليم بن منصور معدود في الكوفيين له حديث واحد ليس له غيره. لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة " . وقد روى هذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي المليح عن أبي عروة الهذلي. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى ابن معين. مطر بن عكامس لقي النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أعلمه روى عنه غير هذا الحديث.
مطر بن هلال
العنزي. كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس. يقول أبو عمر: حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عبد الرحمن مطر بن عبد الرحمن العنزي قال: حدثتني امرأة من عبد العنز يقال لها: أم أبان بنت الواضع عن جدها الزارع ابن عامر أنه خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه بن مجنون ليدعو له النبي صلى الله عليه وسلم ليذهب ما به رواه ابن أبي خيثمة بإسناده عن الزارع.
مطيع بن الأسود

حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي، كان اسمه العاص فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعاً، وقال لعمر بن الخطاب إن ابن عمك العاص ليس بعاص ولكنه مطيع روى عنه ابنه عبد الله بن مطيع وروى في تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه مطيعاً خبر رواه أهل المدينة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر وقال للناس: " اجلسوا " . فدخل العاص بن الأسود فسمع قوله اجلسوا فجلس فلما نزل النبي صلى الله عليه وسلم جاء العاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عاص مالي لم أرك في الصلاة " ؟. فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله دخلت فسمعتك تقول: " اجلسوا " . فجلست حيث انتهى إلى السمع فقال: " لست بالعاصي ولكنك مطيع " . فسمي مطيعاً من يومئذ. قالوا لم يدرك من العصاة من قريش الإسلام أحد غير مطيع ابن الأسود هذا أسلم يوم فتح مكة وهو من المؤلفة قلوبهم وأوصى إلى الزبير بن العوام ومات في خلافة عثمان رضي الله عنه. من حديثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يقتل قرشي صبراً بعد اليوم " . يعني بعد فتح مكة وقال العدوي: وهو أحد السبعين الذين هاجروا من بني عدي وهو والد عبد الله بن مطيع وسليمان بن مطيع وله بنون كثير فأما سليمان فقتل يوم الجمل مع عائشة وأما عبد الله بن مطيع فهو الذي كان أمير الناس يوم الحرة قال بعضهم: أمره جميع أهل المدينة على أنفسهم حين أخرجوا بني أمية عن المدينة. وقال الواقدي: إنما كان أميراً على قريش دون غيرهم.
مظهر بن رافع
أخو ظهير بن رافع لأبيه وأمه، وهما عما رافع بن خديج لهما صحبة. روى عنهما ابن أخيهما رافع بن خديج شهد أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدرك خلافة عمر بن الخطاب. قال الواقدي: حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: أقبل مظهر بن رافع الحارثي بأعلاج من الشام ليعملوا له في أرضه فلما نزل خيبر أقام بها ثلاثاً فحرضت يهود الأعلاج على قتل مظهر ودسوا لهم بسكينين أو ثلاثاً، فلما خرج من خيبر وثبوا عليه فبعجوا بطنه فقتلوه ثم انصرفوا إلى خيبر فزودتهم يهود وقوتهم حتى لحقوا بالشام وجاء عمر بن الخطاب الخبر بذلك. فقال: إني خارج إلى خيبر وقاسم ما كان لها من الأموال وحاد لها وحدودها ومجلى اليهود منها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: :أقركم ما أقركم الله " . وقد أذن الله في إجلائهم ففعل ذلك بهم.
معرض بن علاط
السلمي، أخو الحجاج بن علاط السلمي. قتل يوم الجمل لا أعلم له رواية هكذا ذكره جماعة من أهل السير والأخبار وكذلك ذكره ابن المبارك عن جرير بن حازم وكذلك ذكر الطبري، عن شيوخه عن جرير قال: قتل المعرض بن علاط يوم الجمل فقال أخوه الحجاج بن علاط:
ولم أر يوماً كان أكثر ساعياً ... بكف شمال فارقتها يمينها
وذكر الدولابي عن أشياخه عن علي بن مجاهد عن ابن إسحاق أن معرض بن حجاج بن علاط السلمي يوم أصيب يوم الجمل فبكاه أخوه نصر ابن الحجاج بن علاط فقال:
لقد فزعت نفسي لذكرى معرضاً ... وعيناي جادت بالدموع شؤونها
فأصبحت من فيض القوارع مرتوي ... وفارق نفسي حبها وأمينها
وكنت كأني منه في فرع طلحة ... تلفع دوني شوكها وغصونها
هكذا قال ابن إسحاق والله أعلم. وذكره الدارقطني فقال: معرض بن الحجاج بن علاط أمه أم شيبة بنت أبي طلحة قتل يوم الجمل فقال فيه أخوه نصر بن الحجاج بن علاط:
لقد فزعت نفسي لذكرى معرضاً ... وعيني جادت بالدموع شؤونها
وللحجاج بن علاط أشعار منها ما يمدح به علي بن أبي طالب.
معيقيب بن أبي فاطمة
مولى سعيد بن العاص هكذا ذكره موسى ابن عقبة عن ابن شهاب، قال: ويزعمون أنه من دوس وقال غيره: هو دوسي حليف لآل سعيد بن العاص أسلم معيقيب قديماً بمكة وهاجر منها إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية وأقام بها حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة. قيل: إنه قدم عليه في السفينتين وهو بخيبر وقيل: قدم عليه قبل
ذلك وكان على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله أبو بكر وعمر على بيت المال، وكان قد نزل به داء الجذام فعولج منه بأمر عمر بن الخطاب بالحنظل فتوقف أمره.

وتوفي آخر خلافة عثمان. وقيل: بل توفي سنة أربعين في آخر خلافة علي وهو قليل الحديث وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للأعقاب من النار " . وروى عنه حديث آخر مرفوع في مسح الحصى. وروى عنه ابن ابنه إياس بن الحارث بن معيقيب، حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا بكر بن عبد الرحمن، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة عن أبي راشد مولى معيقيب، قال: قلت لمعيقيب مالي لا أسمعك تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم غيرك فقال: أما والله إني لمن أقدمهم صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكن كثرة الصمت خير من كثرة الكلمة.
مغفل بن عبد غنم
ويقال: ابن عبد نهم بن عفيف بن أسحم. وكان ابن الكلبي يقول في أسحم سحيم بن ربيعة بن عدي المزني ومزينة هم ولد عثمان ابن عمرو بن أد بن طابخة، نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة. وهو والد عبد الله بن مغفل مات بطريق مكة قبل أن يدخلها، وذلك سنة ثمان من الهجرة عام الفتح وقبل الفتح بقليل. ذكر ذلك الطبري ومغفل هذا هو أخو عبد الله ذي البجادين المزني.
المقداد بن الأسود
نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري، لأنه كان تبناه وحالفه في الجاهلية فقيل المقداد ابن الأسود وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ثمامة ابن مطرود بن عمرو بن سعد البهرواي من بهراء بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة، وقيل: بل هو كندي من كندة.
نسبه الدارقطني إلى سعد، وزاد ابن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد ابن أبي أهون بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء، عن أبي سعد اليشكري عن ابن حبيب عن هشام بن الكلبي وقال ابن إسحاق: سعد بن زهير بالزاي بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هزل بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقال ابن هشام: ويقال هزل بن فائش بن در ودهير بن ثور آخرها.
وقال أحمد بن صالح المصري: المقداد حضرمي وحالف أبوه كندة فنسب إليها. وحالف هو بني زهرة فقيل الزهري لمخالفته الأسود بن عبد يغوث الزهري وتبناه الأسود فقيل: المقداد بن الأسود بالتبني وأبوه الذي ولده عمرو بن ثعلبة فهو المقداد بن عمرو.
قال أبو عمر: قد قيل إنه كان عبداً حبشياً للأسود بن عبد يغوث فتبناه قبل إسلامه واستلحقه والأول أصح وأكثر ولا يصح قول من قال فيه: إنه كان عبداً والصحيح أنه بهرواي من بهراء يكنى أبا معبد وقيل أبا الأسود كان قديم الإسلام ولم يقدر على الهجرة ظاهراً فأتى مع المشركين من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا بالمسلمين فانحازا إليهم، وذلك في السرية التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث إلى ثنية المرة فلقوا جمعاً من قريش عليهم عكرمة بن أبي جهل فلم يكن بينهم قتال غير أن سعد بن أبي وقاص رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في سبيل الله وهرب عتبة بن غزوان والمقداد بن الأسود يومئذ إلى المسلمين، وشهد المقداد في ذلك العام بدراً ثم شهد المشاهد كلها.
قال ابن أبي شيبة: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أول من أظهر الإسلام سبعة فذكر منهم المقداد.
وكان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وروى فطر بن خليفة عن كثير بن إسماعيل، عن عبد الله بن مليل عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء ووزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر حمزة وجعفر وأبو بكر وعمر وعلي والحسن والحسين وعبد الله بن مسعود وسلمان وعمار وحذيفة وأبو ذر والمقداد وبلال " .
وشهد المقداد فتح مصر ومات في أرضه بالجرف فحمل الى المدينة ودفن بها وصلى عليه عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين. وروى عنه من كبار التابعين طارق بن شهاب وعبيد الله بن عدي بن الخيار وعبد الرحمن ابن أبي ليلى ومثلهم وروى طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال: لقد شهدت من المقداد مشهداً لأن أكون صاحبه أحب إلي مما طلعت عليه الشمس

وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر المشركين فقال: يا رسول الله إنا والله لا نقول لك كما قال أصحاب موسى لموسى: " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون " . المائدة 24. ولكننا نقاتل من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك. قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرق وجهه لذلك وسره وأعجبه.
وتوفي المقداد وهو ابن سبعين سنة.
وروى سليمان وعبد الله ابنا بريدة عن أبيهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي وأخبرني أنه يحبهم " . فقيل: يا رسول الله من هم؟ قال: " علي والمقداد وسلمان وأبو ذر " .
وروى حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقرأ ويرفع صوته بالقرآن فقال: " أواب " . وسمع آخر يرفع صوته فقال: " مراء " . فنظر فإذا الأول المقداد بن عمرو. وذكر أحمد بن حنبل حدثنا الأسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سليمان ابن ميسرة عن طارق عن المقداد قال: لما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة في كل بيت. قال: فكنت في العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا إلا شاة نتجزى لبنها.
المقدام بن معد يكرب
بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن عبد الله بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عفير الكندي. أبو كريمة. وقيل: أبو صالح وقيل: أبو يحيى وهو أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كندة. يعد في أهل الشام وبالشام مات سنة سبع وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة روى عنه سليم بن عامر الخبائري وخالد بن معدان والشعبي وأبو عامر الهوزني أبو عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي وحبيب بن عبيد وراشد بن سعد وجماعة من التابعين بالشام. مذكور فيمن نزل حمص. عاش إلى خلافة عبد الملك ويقال: إلى خلافة ابنه الوليد قاله ابن عيسى.
مقنع
رجل مذكور في الصحابة. شهد القادسية. قال أبو حاتم الرازي: له صحبة هو المقنع بن الحسين وقد ذكرناه فيمن تقدم.
مكنف الحارثي
روى عنه عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى محيصة بن مسعود ثلاثين وسقاً من شعير وثلاثين وسقاً من تمر يعد في أهل المدينة.
ملحان بن شبل البكري
هو والد عبد الملك بن ملحان ويقال: إنه والد قتادة بن ملحان القيسي يختلفون فيه. له حديث واحد في صيام الأيام البيض حديثه عند شعبة عن أنس بن سيرين واختلف على شعبة في ذلك وعلى أنس بن سيرين أيضاً فقال أبو الوليد الطيالسي وغيره، عن شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن ملحان عن أبيه، وقال يزيد بن هارون، عن شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن منهال عن أبيه قال: يحيى بن معين هذا خطأ والصواب عبد الملك بن ملحان عن أبيه، كما قال الطيالسي وغيره، وقد روى هذا الحديث همام عن أنس بن سيرين، قال: حدثني عبد الملك ابن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث شعبة في الأيام البيض، وهو أيضاً خطأ والصواب ما قال شعبة. والله أعلم وليس همام ممن يعارض به شعبة.
الملفع بن الحصين
بن يزيد بن شبيل، التميمي السعدي ويقال فيه المنقع بن الحصين بن يزيد بن شبل بالنون والقاف والله أعلم هل هو الملفع، باللام والفاء أو المنقع بالنون والقاف. وقال أبو حاتم الرازي: المنقع له صحبة حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن أحمد حدثنا أحمد بن زهير فذكر له حديثاً في النهي عن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً بإسناد ليس بالثابت، والأحاديث الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم لغيره والحمد لله. له حديث واحد وليس بإسناده بالقوي شهد القادسية ثم قدم البصرة واختط بها داراً، حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد ابن زهير حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا سيف بن هارون البرجمي قال: حدثنا عصمة بن بشير البرجمي قال: حدثنا الفزع قال سيف: أظنه شهد القادسية عن المنفع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة إبلنا فقال: " اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي " . قال المنقع: فلم أحدث بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً نطق به كتاب الله عز وجل أو جرت به سنة.
مليل بن وبرة

بن خالد بن العجلان الأنصاري من بني عوف بن الخزرج شهد بدراً وأحداً.
منبه والد يعلي بن منبه
اختلف في حديثه. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم بعمرة وعليه جبة وهو متخلق بالخلوق فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتزع الجبة ويغسل أثر الخلوق.
منتشر والد محمد بن المنتشر
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه محمد بن المنتشر هو جد إبراهيم بن محمد بن المنتشر. قال: ابن أبي حاتم قلت لأبي: رأى المنتشر النبي صلى الله عليه وسلم؟. قال: لا أدري وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر: لا تصح عندي للمنتشر هذا صحبة ولا رواية. وحديثه مرسل. وهو المنتشر بن الأجدع أخو مسروق ابن الأجدع فيما ذكر الدارقطني وذكر من روى عن ابنه محمد وعن ابن ابنه إبراهيم.
منجاب بن راشد
الناجي. أخو الحريث بن راشد ذكره سيف والمدايني فيمن استعمل على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به هو وأخو الحريث بن راشد وكانا عثمانيين وهربا من علي حين حكم الحكمين.
المنيذر الإفريقي
روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي قال: حدثني المنذر وكان يسكن إفريقية وكان صاحباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيناً فأنا الزعيم له فلآخذن بيده فلأدخلنه الجنة " . حديثه عند رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن منيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسكن إفريقية.
منفعة
رجل مذكور في الصحابة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه كليب بن منفعة.
المنكدر بن عبد الله
بن الهدير القرشي التيمي. والد محمد بن المنكدر وإخوته روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديثه مرسل عندهم، ولا يثبت له صحبة ولكنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المنهال
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في صيام الأيام البيض - قاله يزيد بن هارون عن شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن منهال عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ عند أهل العلم بالحديث والصواب عندهم فيه ملحان وقد ذكرناه.
منيب الأزدي
أبو أيوب. له صحبة وهو معدود في أهل الشام حديثه عند ابن ابنه منيب بن مدرك بن منيب عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو يقول: " قولوا لا إله إلا الله تفلحوا... " . الحديث
مهجع بن صالح
مولى عمر بن الخطاب شهد بدراً وكان أول قتيل من المسلمين بين الصفين، أتاه سهم غرب فقتله. قال ابن إسحاق: هو من اليمن وقال ابن هشام: هو من عك أصابه سباء فمن عليه عمر بن الخطاب.
مهران مولى النبي
صلى الله عليه وسلم. وقيل: كيسان وقيل: طهمان وقيل: ذكوان بالذال وقيل: هرمز وقد ذكرنا الاختلاف فيه فيما تقدم من كتابنا هذا وقال الواقدي: اسمه سفينة أنبأنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا أبي حدثنا وكيع حدثنا سفيان حدثنا عطاء بن السائب قال: أتيت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بشيء من الصدقة فردتها وقالت: حدثني مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ومولى القوم منهم " .
موسى بن الحارث
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، هاجر إلى أرض الحبشة فيما ذكره الطبري وذكره في موضع آخر فقال: إنه مات مع أختيه عائشة وزينب في طريقه إلى أرض الحبشة من ماء شربوه وذكره أيضاً فيمن ولد بأرض الحبشة وله أخت ثالثة فاطمة بنت الحارث ولدت بأرض الحبشة شربت من الماء الذي مات به إخوتها فماتوا وهي مذكورة في الفواطيم من كتاب النساء وأمهم رائطة بنت الحارث بن جبلة هلكت أيضاً من ذلك الماء معهم.
موله بن كثيف

الضبابي الكلبي العامري. من بني عامر بن صعصعة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة فأسلم وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان فصيحاً يدعى ذا اللسانين من فصاحته روى عنه ابنه عبد العزيز ابن موله وهذا هو الذي روى قصة عامر بن الطفيل: غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية. قال الزبير بن بكار: حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز ابن موله بن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية وهو الضباب بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة قالت: حدثني أبي عن أبيه موله أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو ابن عشرين سنة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح يمينه وساق إبله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصدقها بنت لبون ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مونس بن فضالة
بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري. هو أخو أنس بن فضالة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيناً إلى المشركين في حين إقبالهم إلى أحد، وقد ذكرنا الخبر بذلك في باب أخيه أنس لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهما معاً يتجسسان له خبر قريش حين قصدوا لأحد وشهدا معه جميعاً أحداً.
ميثم
رجل من الصحابة لا أعرف له نسباً. روى عنه عبد الله بن الحارث حديثه عن زيد بن أبي أنيسة. عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن رجل من الصحابة يقال له ميثم، قال: بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى الجمعة.
ميسرة الفجر
له صحبة، نزل البصرة حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبياً؟. قال: " كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد " . روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي.
ميمون بن سنباذ
العقيلي. رجل من أهل اليمن نزل البصرة يكنى أبا المغيرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " قوام أمتي بشرارها " . ليس إسناد حديثه بالقائم وقد أنكر بعضهم أن تكون له صحبة.
ميناء والد الحكم
بن ميناء. هو مولى لأبي عامر الراهب شهد تبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ذلك مصعب الزبيري: وابنه الحكم ابن ميناء يروي عن ابن عمر وأبي هريرة.
حرف النون
باب نافع
نافع بن بديل بن ورقاء
الخزاعي، كان هو وأبوه وإخوته من فضلاء الصحابة وجلتهم. وقال محمد بن إسحاق: قتل نافع بن بديل يوم بئر معونة مع المنذر بن عمرو وعامر بن فهيرة وقال عبد الله بن رواحة:
رحم الله نافع بن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابرا صادق اللقاء إذا ما ... أكثر القوم قال قول السداد
نافع بن الحارث
الثقفي أخو أبي بكرة سيأتي القول في نسبه عند ذكر أخيه أبي بكرة نفيع إن شاء الله تعالى.
روى من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نازلاً بالطائف، فنادى مناديه من خرج إلينا من عبيدهم فهو حر فخرج إليه نافع ونفيع يعني أبا بكرة وأخاه فأعتقهما ونافع هذا أحد الشهود على المغيرة وكانوا أربعة أبو بكرة، وأخوه وزياد، وشبل بن معبد إلا أن زياداً لم يقطع الشهادة فسلم زياد. من الجد.
نافع مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة متكبر ولا شيخ زان ولا منان بعلمه " . روى عنه خالد بن أمية.
نافع بن صبرة
مخرج حديثه عن أهل المدينة بمثل حديث أبي هريرة في كفارة ما يكون في المجلس من اللغط.
نافع أبو طيبة الحجام
حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه أجره صاعاً من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عن خراجه.
نافع بن ظريب
بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي. أسلم يوم الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم. ولا أعلم له رواية قال العدوي: هو الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب.
نافع بن عتبة
بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن وهب القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص وأخو هاشم المرقال. كان قد شهد أحداً مع أبيه كافراً وعتبة أبوه هو الذي كسر رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومات عتبة كافراً قبل الفتح وأوصى إلى سعد أخيه ثم أسلم نافع يوم فتح مكة. روى عنه جابر بن سمرة.

نافع بن عبد الحارث
بن حبالة بن عمير الخزاعي له صحبة ورواية. استعمله عمر بن الخطاب على مكة وفيهم سادة قريش، فخرج نافع إلى عمر واستخلف مولاه عبد الرحمن بن أبزى فقال له عمر: استخلفت على آل الله مولاك فعزله وولى خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي وكان نافع ابن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم.
وقد قيل: إن نافع بن عبد الحارث أسلم يوم الفتح وأقام بمكة ولم يهاجر وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنئ " . وأنكر الواقدي أن يكون لنافع بن عبد الحارث صحبة. وقال: حديثه هذا عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
نافع بن علقمة
يقال: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل: إن حديثه مرسل.
نافع بن غيلان
بن سلمة الثقفي. استشهد مع خالد بن الوليد بدومة الجندل فرثاه أبوه وجزع عليه جزعاً شديداً فمن قوله فيه:
ما بال عيني لا تغمض ساعة ... إلا اعترتني عبرة تغشاني
في أبيات كثيرة يرثيه بها منها قوله:
يا نافعاً من للفوارس أحجمت ... عن شدة مذكورة وطعان
لو أستطيع جعلت مني نافعاً ... بين اللهاة وبين عقد لساني
نافع بن كيسان
والد أيوب بن نافع. يعد في الشاميين لم يرو عنه غير ابنه أيوب بن نافع. حديثه في الخمر: " يشربها أمتي يسمونها بغير اسمها... " ؟ الحديث روى عنه حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند باب دمشق الشرقي " . يختلف في هذا الحديث ويضطرب في إسناده.
نافع الرواسي
جد علقمة. روى عنه حميد بن عبد الرحمن أبو عوف الرواسي فيه نظر.
باب نبيط
نبيط بن جابر الأنصاري
من بني مالك النجار زوجه النبي صلى الله عليه وسلم الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة فولدت له عبد الملك، وكان أبوها أبو أمامة قد أوصى بها وبأخواتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبقي نبيط زماناً بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل: إن لهذا أيضاً ابناً يسمى سلمة روى عنه.
نبيط بن شريط
بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع خطبته في حجة الوداع وكان رديف أبيه يومئذ. معدود في أهل الكوفة روى عنه أبو مالك الأشجعي. ونعيم بن أبي هند وهو والد ابن نبيط المحدث.
أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عثمان حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا علي بن المديني قال نبيط بن شريك بن أنس الأشجعي: قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع خطبته في حجة الوداع وهو أبو سلمة ابن نبيط.
باب نبيه
نبيه بن حذيفة بن غانم
بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، له صحبة وهو أخو أبي جهم بن حذيفة ولا أعلم له ولا لأحد من إخوته رواية.
نبيه ابن صؤاب
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر.
نبيه بن عثمان
بن ربيعة بن وهب بن حذافة بن جمح، كان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، هذا قول الواقدي وقال ابن إسحاق: الذي هاجر إلى أرض الحبشة أبوه عثمان بن ربيعة ولم يذكر موسى بن عقبة ولا أبو معشر واحداً منهما فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
نبيه مولى النبي
صلى الله عليه وسلم لا أعرفه بأكثر من أن بعضهم ذكره في موالي النبي صلى الله عليه وسلم. وأن النبي صلى الله عليه وسلم اشتراه وأعتقه. وقد قيل في نبيه هذا مولى النبي صلى الله عليه وسلم النبيه بالألف واللام وضم النون وقيل: النبيه بفتح النون.
نبيه الجهني
حديثه عند ابن لهيعة، عن أبي الزبير عن جابر أن نبيها الجهني أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتعاطى السيف مسلولاً حتى يغمد... الحديث على ما ذكرنا في باب الباء لأن طائفة من رواة بن لهيعة يقولون فيه: بنة الجهني. وقال ابن معين: إنما هو نبيه الجهني كذلك هو في كتبهم كلهم، هذا لفظ ابن معين فيما ذكر عنه عباس الدوري.

قال أبو عمر: ابن وهب يقول فيه عن ابن لهيعة: نبيه وهو أثبت من غيره في ابن لهيعة إن شاء الله تعالى وذكر ابن السكن في كتابه في الصحابة في باب الياء، فقال فيه ينة - بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها وذكر حديث ابن لهيعة هذا عن ابن صاعد عن محمد بن عبد الله المقري عن أبيه عن ابن لهيعة بإسناده.
باب نصر
نصر بن الحارث
بن عبيد بن رزاح بن كعب الأنصاري الظفري وكعب هو ظفر، شهد بدراً. ويقال: ابن عبد رزاح بن ظفر يكنى أبا الحارث، وكان أبوه الحارث ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا أسماه أكثر أهل السير نصر بن الحارث وقال ابن سعد: روى عن محمد بن إسحاق أنه قال: نمير بن الحارث. قال ابن سعد: وهذا غلط من قبل من رواه عنه.
نصر بن حزن
هكذا قال شعبة، عن أبي إسحاق في حديث ذكره. وقال غير شعبة: عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن عن النبي صلى الله عليه وسلم في رعي الأنبياء الغنم في حديث ذكره وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
نصر بن دهر
بن الأخرم بن مالك الأسلمي يعد في أهل الحجاز، روى حديثه محمد بن إسحاق في قصة رجم ماعز وله أحاديث انفرد بها عنه ابنه الهيثم.
نصر بن وهب
الخزاعي روى عنه أبو المليح الهذلي. عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث معاذ في الإيمان قوله: " ما حق الله على الناس " . الحديث.
باب نضلة
نضلة بن طريف
بن نهصل الحرمازي ثم المازني. روى قصة الأعشى أعشى بني مازن مع امرأته وقدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنشاده الرجز الذي ذكرناه في باب الأعشى من كتابنا هذا وهو خبر مضطرب الإسناد ولكنه روي من وجوه كثيرة.
نضلة بن عبيد
بن الحارث أبو برزة الأسلمي. غلبت عليه كنيته. واختلف في اسمه فقيل نضلة بن عبيد بن الحارث. وقيل: نضلة ابن عبد الله بن الحارث وقيل: عبد الله بن نضلة وقيل: سلمة بن عبيد. والصحيح ما قدمنا ذكره. قال أحمد بن زهير: سمعت أبي ويحيى بن معين يقولان: اسم أبي برزة نضلة بن عبيد أسلم أبو برزة قديماً وشهد فتح مكة ثم تحول إلى البصرة وولده بها ثم غزا خراسان ومات بها في أيام يزيد بن معاوية أو في آخر خلافة معاوية قال الأزرق بن قيس: رأيت أبا برزة الأسلمي رجلاً مربوعاً آدم وروي عن أبي برزة أنه قال: أنا قتلت ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة. روى عنه أبو العالية وأبو المنهال وأبو الوضيء والحسن البصري وجماعة غيرهم.
نضلة بن عمرو
الغفاري، له صحبة كان يسكن البادية ناحية العرج. روى عنه ابنه معن بن نضلة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء " . لم يرو عنه غير ابنه معن بن نضلة وروى هذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة.
نضلة الأنصاري
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه سعيد بن المسيب.
باب النعمان
النعمان بن أشيم
أبو هند الأشجعي، والد نعيم بن أبي هند هو مشهور بكنيته، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وروى عنه حدث عنه ابنه نعيم.
النعمان بن بازية
اللهبي. كان عريف الأزد وصاحب رايتهم. سكن الشام ذكره ابن أبي حاتم وقال: له صحبة ذكر ابن عيسى في الحمصيين أعني النعمان بن بازية فقال: يقال النعمان بن الرازية بتشديد الياء حدث عنه صالح بن شريح السكوني وأبو مريم الغساني قال: كنت فيمن تقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجندل ثم غزوت معه الثانية فلما كانت الثالثة كنت ممن يحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال البخاري: النعمان بن دارية اللهبي كان عريف الأزد وصاحب رايتهم سمع النبي صلى الله عليه وسلم روى عن صالح بن شريح نقلته من خط محمد بن يحيى القاضي الثقة المأمون.
النعمان بن بشير
بن سعد بن ثعلبة الأنصاري، من بني كعب بن الحارث ابن الخزرج وأمه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثمان سنين. وقيل: بست سنين والأول أصح إن شاء الله تعالى، لأن الأكثر يقولون إنه ولد هو وعبد الله بن الزبير عام اثنين من الهجرة في ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهراً من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة.

وذكر الطبري قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد ابن سعد قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي: قال: حدثنا مصعب بن ثابت عن الأسود قال: ذكر النعمان بن بشير عند عبد الله بن الزبير فقال: هو أسن مني بستة أشهر.
قال أبو الأسود: ولد عبد الله بن الزبير على رأس عشرين شهراً من مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وولد النعمان على رأس أربعة عشر في ربيع الآخر، وهو أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة يكنى أبا عبد الله لا يصحح بعض أهل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عندي صحيح، لأن الشعبي يقول عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين أو ثلاثة. وقد حدثني عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا الحسن بن علي الأشناني ببغداد قدم علينا ونحن بها من الشام حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا بقية بن الوليد حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلابي وحمزة بن حبيب عن النعمان بن بشير.
وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عثمان بن كثير بن دينار عن محمد ابن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي عن أبيه، عن النعمان بن بشير واللفظ لحديث عثمان بن كثير قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنب من الطائف فقال لي: " خذ هذا العنقود فأبلغه أمك " . قال " فأكلته قبل أن أبلغه إياها فلما كان بعد ليال قال: " ما فعل العنقود؟ هل بلغت " . قلت: لا فسماني غدراً.
وفي حديث بقية: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني وقال لي: " يا غدر " .
وفي حديث بقية أيضاً: إنه أعطاني قطفين من عنب فقال لي: كل هذا وبلغ هذا إلى أمك فأكلتهما ثم سأل أمه وذكر الخبر بمعنى ما ذكرنا.
وكان النعمان أميراً على الكوفة لمعاوية سبعة أشهر ثم أميراً على حمص لمعاوية ثم ليزيد فلما مات يزيد صار زبيرياً، فخالفه أهل حمص فأخرجوه منها واتبعوه وقتلوه وذلك بعد وقعة مرج راهط، وكان كريماً جواداً شاعراً يروى أن أعشى همدان تعرض ليزيد بن معاوية فحرمه، فمر بالنعمان بن بشير الأنصاري وهو على حمص فقال له: ما عندي ما أعطيك ولكن معي عشرون ألفاً من أهل اليمن فإن شئت سألتهم لك فقال: قد شئت فصعد النعمان المنبر واجتمع إليه أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر أعشى همدان فقال: إن أخاكم أعشى همدان قد أصابته حاجة ونزلت به جائحة وقد عمد إليكم فما ترون؟. قالوا: دينار دينار. فقال: لا ولكن بين اثنين دينار فقالوا: قد رضينا. فقال: إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم. قالوا: نعم فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم فقبضها الأعشى وأنشأ يقول:
لم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان الندى ابن بشير
إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن ... كعدل إلى الأقوام حبل غرور
فلولا أخو الأنصار كنت كنازل ... ثوى ما ثوى لم ينقلب بنقير
متى أكفر النعمان لم أك شاكراً ... ولا خير فيمن لم يكن بشكور
والنعمان بن بشير هو القائل فيما زعم أهل الأخبار ورواة الأشعار:
وإني لأعطي المال من ليس سائلاً ... وأدرك للمولى المعاند بالظلم
وإني متى ما يلقني صارماً له ... فما بيننا عند الشدائد من صرم
فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ... ولكنما المولى شريكك في العدم
إذا مت ذو القربى إليك برحمه ... وغشك واستغنى فليس بذي رحم
ومن ذاك للمولى الذي يستخفه ... أذاك ومن يرمي العدو الذي ترمي

وذكر المدائني عن يعقوب بن داود الثقفي، ومسلمة بن محارب وغيرهما قالوا: لما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط وذلك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين في أيام مروان - أراد النعمان بن بشير أن يهرب من حمص وكان عاملاً عليها فخاف ودعا لابن الزبير فطلبه أهل حمص فقتلوه، واحتزوا رأسه فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه في حجري فأنا أحق به. وكانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان فقال لامرأته ميسون أم يزيد: اذهبي فانظري إليها فأتتها فنظرت ثم رجعت فقالت: ما رأيت مثلها ثم قالت: لقد رأيتها ورأيت خالاً تحت سرتها ليوضعن رأس زوجها في حجرها فتزوجها حبيب بن سلمة ثم طلقها فتزوجها النعمان بن بشير فلما قتل وضعوا رأسه في حجرها.
قال المسعودي: كان النعمان بن بشير والياً على حمص قد خطب لابن الزبير ممالئاً للضحاك بن قيس فلما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزبيرية وقتل الضحاك - خرج عن حمص هارباً فسار ليلة متحيراً لا يدري أين يأخذ فاتبعه خالد بن عدي الكلابي فيمن خف معه من أهل حمص فلحقه وقتله وبعث برأسه إلى مروان. وقال الحسن بن عثمان: وفي سنة أربع وستين قتلت خيل مروان النعمان بن بشير الأنصاري وهو هارب من حمص.
وقال علي بن المديني: قتل النعمان بن بشير بحمص غيلة قتله أهل حمص وهو وال لابن الزبير. وقال أبو بكر بن عيسى: قتل النعمان بقرية من قرى حمص يقال لها: بيران روى عن النعمان بن بشير من التابعين حميد بن عبد الرحمن ابن عوف والشعبي وأبو إسحاق الهمداني وسماك بن حرب وابنه محمد بن النعمان.
النعمان بن أبي خزمة
أو خزمة بن النعمان - بن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة الأنصاري الأوسي، من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدراً وأحداً.
النعمان بن الزارع
عريف الأزد، لا أعرفه بأكثر من هذا. روي عنه أنه قال: يا رسول الله كنا نعتاف في الجاهلية... الحديث.
النعمان بن سنان
مولى لبني سلمة ثم لبني عبيد بن عدي بن غنم من الأنصار، شهد بدراً وأحداً.
النعمان بن عبد عمرو
بن مسعود بن الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، شهد بدراً مع أخيه الضحاك بن عبد عمرو وقتل النعمان بن عبد عمرو يوم أحد شهيداً.
النعمان بن العجلان
الزرقي الأنصاري. هو الذي خلف على خولة بنت قيس الأنصارية بعد قتل حمزة بن عبد المطلب عنها، وكان النعمان بن العجلان لسان الأنصار وشاعرهم. ويقال: إنه كان رجلاً أحمر قصيراً تزدريه العين. وكان سيداً وهو القائل:
فقل لقريش نحن أصحاب مكة ... ويوم حنين والفوارس في بدر
وأصحاب أحد والنضير وخيبر ... ونحن رجعنا من قريظة بالذكر
ويوم بأرض الشام إذ قيل جعفر ... وزيد وعبد الله في علق يجري
وفي كل يوم ينكر الكلب أهله ... نطاعن فيه بالمثقفة السمر
ونضرب في يوم العجاجة أرؤساً ... ببيض كأمثال البروق على الكفر
نصرنا وآوينا النبي ولم نخف ... صروف الليالي والعظيم من الأمر
وقلنا لقوم هاجروا مرحباً بكم ... وأهلاً وسهلاً قد أمنتم من الفقر
نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور على الشطر
ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه ... وكنا أناساً نذهب العسر باليسر
وكان خطاء ما أتينا وأنتم ... صواباً كأنا لا نريش ولا نبري
وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم ... عتيق ابن عثمان حلال أبا بكر
وأهل أبو بكر لها خير قائم ... وإن علياً كان أخلق للأمر
وكانا هوانا في علي وإنه ... لأهل لها من حيث ندري ولا ندري
وهذا بحمد الله يشفي من العمى ... ويفتح آذاناً ثقلن من الوقر
نجيء رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدهر
فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها ... ولكن هذا الخير أجمع للصبر
ولم نرض إلا بالرضا لربما ... ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر
النعمان بن عدي

بن نضلة - ويقال ابن نضيلة - بن عبد العزى بن حرثان ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي كان من مهاجرة الحبشة هاجر إليها هو وأبوه عدي بن نضيلة أو نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارث في الإسلام، وكان عدي أبوه أول مورث في الإسلام، ثم ولي عمر النعمان هذا ميسان ولم يول عمر بن الخطاب رجلاً من قومه عدوياً غيره، وأراد امرأته على الخروج معه الى ميسان فأبت عليه فأنشد النعمان أبياتاً كثيرة وكتب بها إليها وهي:
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قرية ... وصناجة تحدو على كل ميسم
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدم
فبلغ ذلك عمر فكتب إليه.
بسم الله الرحمن الرحيم: " حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول " . غافر 1. الآية.
أما بعد فقد بلغني قولك:
لعل أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدم
وايم الله لقد ساءني ذلك وعزله، فلما قدم عليه سأله فقال: والله ما كان من هذا شيء وما كان إلا فضل شعر وجدته وما شربتها قط. فقال: أظن ذلك ولكن لا تعمل لي على عمل أبداً.
فنزل البصرة: فلم يزل يغزو مع المسلمين حتى مات وهو فصيح يستشهد أهل اللغة بقوله: " ندمان " . في معنى نديم.
النعمان بن عصر
بن الربيع بن الحارث بن أديم البلوي. وقيل: هو النعمان ابن عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة البلوي حليف للأنصار لبني معاوية ابن مالك بن عمرو بن عوف، شهد بدراً والمشاهد كلها وقتل يوم اليمامة شهيداً، قال موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبو معشر والواقدي نعمان بن عصر بكسر العين وسكون الصاد. وقال هشام: بن محمد الكلبي نعمان بن عصر بالفتح. وقال عبد الله بن محمد بن عمار: هو لقيط بن عصر شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها وقتل يوم اليمامة ذكر ذلك كله الطبري.
النعمان بن عمرو
بن رفاعة بن سواد. ويقال رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. شهد بدراً يقال له نعيمان شهد العقبة الآخرة وهو من السبعين فيها في قول ابن إسحاق، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الواقدي: بقي نعيمان حتى توفي في خلافة معاوية. قال أبو عمر: أظنه صاحب أبي بكر وسويبط رضي الله عنهم وأظن أنه الذي جلد في الخمر أكثر من خمس مرار.
النعمان بن قوقل
ويقال النعمان بن ثعلبة وثعلبة يدعى قوقلاً من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن صليت الخمس وأحللت الحلال وحرمت الحرام لأدخل الجنة؟ قال: " نعم " . رواه عنه جابر ورواه عنه أبو صالح ولم يسمعه منه وقال موسى بن عقبة: النعمان بن ثعلبة - وهو قوقل - وهو صاحب القول يوم أحد ذكره في البدريين وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه النعمان بن قوقل. كوفي له صحبة روى عنه بلال بن يحيى. قال أبو عمر: في هذا وفي الذي بعده نظر أحسبهما واحداً.
النعمان بن قيس
الحضرمي. له صحبة. روى عنه إياد بل لقيط السكوني.
النعمان بن مالك
بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج، وثعلبة بن دعد هو الذي يسمى قوقلاً وكان له عز فكان يقال للخائف إذا جاء قوقل حيث شئت فأنت آمن، فقيل لبني غنم وبني سالم قواقلة ولذلك يدعون في الديوان بنو قوقل.
شهد النعمان بدراً وأحداً، وقتل يوم أحد شهيداً قتله صفوان بن أمية في قول محمد بن عمر وأما عبد الله بن محمد بن عمارة فإنه قال الذي شهد بدراً وقتل يوم أحد النعمان الأعرج ابن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة ابن غنم والذي يدعى قوقلاً هو النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم لم يشهد بدراً.

قال أبو عمر: ذكر السدي أن النعمان بن مالك الأنصاري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حين خروجه إلى أحد ومشاورته عبد الله بن أبي بن سلول ولم يشاوره قبلها فقال النعمان بن مالك: والله يا رسول الله لأدخلن الجنة. فقال له: " بم " . فقال: بأني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأني لا أفر من الزحف قال: " صدقت " . فقتل يومئذ.
النعمان بن مقرن
بن عائذ المزني. ويقال النعمان بن عمرو بن مقرن. يكنى أبا عمرو وقيل: يكنى أبا حكيم وينسبونه النعمان بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن حبيشة بن كعب بن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان وهو مزينة بن عمرو بن أد بن طابخة المزني كان صاحب لواء مزينة يوم الفتح. قال مصعب: هاجر النعمان بن مقرن ومعه سبعة إخوة له أخبرناه سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف قال: عجل شيخ فلطم خادماً له، فقال له سويد بن مقرن: أعجز عليك إلا حر وجهها لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ما لنا خادم إلا واحدة فلطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا محمد بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حصين عن هلال بن يساف عن سويد بن مقرن مثله وقال فيه: لقد رأيتني سابع سبعة من إخوتي مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي عن النعمان بن مقرن أنه قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة. ثم سكن البصرة وتحول عنها إلى الكوفة فوجهه سعد إلى تستر فصالح أهل زندورد. وقدم المدينة بفتح القادسية وورد حينئذ على عمر اجتماع أهل أصبهان وهمذان والري وأذربيجان ونهاوند، فأقلقه ذلك وشاور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له علي بن أبي طالب: ابعث إلى أهل الكوفة فيسير ثلثاهم ويبقى ثلثهم على ذراريهم وابعث إلى أهل البصرة. قال: فمن استعمل عليهم أشر علي فقال: أنت أفضلنا رأياً وأعلمنا فقال: لأستعملن عليهم رجلاً يكون لها فخرج إلى المسجد فوجد النعمان بن مقرن يصلي فيه فسرحه وأمره وكتب إلى أهل الكوفة بذلك.
وقد روي أنه كتب إلى النعمان بن مقرن يستعمله ليسير بثلثي أهل الكوفة وأهل البصرة وقال: إن قتل النعمان فحذيفة وإن قتل حذيفة فجرير فخرج النعمان ومعه حذيفة والزبير والمغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس وعبد الله بن عمر كلهم تحت رايته وهو أمير الجيش ففتح الله عليه أصبهان فلما أتى نهاوند قال النعمان: يا معشر المسلمين شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر، اللهم ارزق النعمان شهادة بنصر المسلمين وافتح عليهم فأمن المسلمون وقال لهم: إني أهز اللواء ثلاث مرات فإذا هززت الثالثة فاحملوا ولا يلوي أحد على أحد، وإن قتل النعمان فلا يلوي عليه أحد فلما هز اللواء الثالثة حمل وحمل معه الناس فكان أول صريع وأخذ الراية حذيفة ففتح الله عليهم. وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين وكان قتل النعمان بن مقرن يوم جمعة ولما جاء نعيه عمر بن الخطاب خرج فنعاه إلى الناس على المنبر ووضع يده على رأسه يبكي.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن علي بن سعيد، حدثنا يحيى بن معين حدثنا غندر عن شعبة عن حصين قال، قال: عبد الله بن مسعود: إن للإيمان بيوتاً وللنفاق بيوتاً وإن بيت بني مقرن من بيوت الايمان.
قال أبو عمر: روى عن النعمان بن مقرن من الصحابة معقل بن يسار وطائفة من التابعين، منهم محمد بن سيرين وأبو خالد الوالبي.
باب نعيم
نعيم بن أوس
الداري أخو تميم بن أوس يقال: إنه قدم مع أخيه تميم وابن عمهما أبي هند على النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعهم ما سألوه وقد أبي ذلك قوم فقالوا: لم يقدم نعيم مع أخيه تميم على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يذكر في الصحابة.
نعيم بن عبد الله

النحام، القرشي العدوي. هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي وإنما سمي النحام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فيها " . والنحمة السعلة وقيل النحمة النحنحة الممدودة آخرها. فسمي بذلك النحام. كان نعيم النحام قديم الإسلام يقال: إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل إسلام عمر بن الخطاب وكان يكتم إسلامه ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم فقالوا: أقم عندنا على أي دين شئت وأقم في ربعك واكفنا ما أنت كاف من أمر أراملنا، فوالله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعاً دونك، وزعموا
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين قدم عليه: " قومك يا نعيم كانوا خيراً لك من قومي لي " . قال: بل قومك خير يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قومي أخرجوني وأقرك قومك " . وزاد الزبير في هذا الخبر فقال نعيم: يا رسول الله قومك أخرجوك إلى الهجرة وقومي حبسوني عنها. وكانت هجرة نعيم عام خيبر وقيل بل هاجر في أيام الحديبية وقيل: إنه أقام بمكة حتى كان قبل الفتح.
واختلف في وقت وفاته فقيل: قتل بأجنادين شهيداً سنة ثلاث عشرة في آخر خلافة أبي بكر وقيل قتل يوم اليرموك شهيداً في رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر وقال الواقدي: كان نعيم قد هاجر أيام الحديبية فشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ما بعد ذلك من المشاهد وقتل يوم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة يروي عنه نافع ومحمد بن إبراهيم التيمي وما أظنهما سمعا منه.
نعيم بن مسعود
بن عامر الأشجعي، هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق، وهو الذي خذل المشركين وبني قريظة حتى صرف الله المشركين بعد أن أرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها. خبره في تخذيل بني قريظة والمشركين في السير خبر عجيب وقيل إنه الذي نزلت فيه: " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم " . آل عمران 173. الآية. يعني نعيم بن مسعود وحده. كني عنه وحده بالناس في قول طائفة من أهل التفسير. قال بعض أهل المعاني: إنما قيل ذلك لأن كل واحد من الناس يقوم مقام الآخر في مثل ذلك. وقد قيل في تأويل الآية غير ذلك.
سكن نعيم بن مسعود المدينة، ومات في خلافة عثمان وروى عنه ابنه سلمة ابن نعيم. وقيل: بل قتل بن مسعود في الجمل الأول قبل قدوم علي مع مجاشع ابن مسعود السلمي وحكيم بن جبلة، ونعيم بن مسعود الأشجعي. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي ابن ذي اللحية.
نعيم بن مقرن
أخو النعمان خلف أخاه النعمان حين قتل بنهاوند وكانت على يديه فتوح كثيرة، وهو وأخوه من جلة الصحابة وكانوا من وجوه مزينة وكان عمر بن الخطاب يعرف لنعيم والنعمان موضعهما.
نعيم بن هزال
الأسلمي، من بني مالك بن أفصى سكن المدينة روى عنه المدنيون قصة رجم ماعز الأسلمي. وقد قيل: إنه لا صحبة لنعيم هذا وإنما الصحبة لأبيه هزال وهو أولى بالصواب والله أعلم.
نعيم بن همار
ويقال: ابن حمار وابن هبار وابن هدار وابن خمار وابن همام. كل هذا قد قيل فيه وهو غطفاني معدود في أهل الشام. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً فيما يحكيه عن ربه تعالى إنه قال: " ابن آدم صل لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره " . اختلف في هذا الخبر اختلافاً كثيراً كاختلافهم في اسم أبيه فمنهم من يجعله عن نعيم عن عقبة بن عامر وحدث مكحول عن نعيم، ولم يسمع منه كثير بن مرة وقيس الجذامي وقد روى عن نعيم بن همار هذا أبو إدريس الخولاني يعد في الشاميين. قال أحمد بن حنبل: فيما روى عنه حنبل بن إسحاق اختلفوا في نسبه فقال عبد الرحمن بن مهدي نعيم بن هيار. وقال الخياط: نعيم بن همار. وقال الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز: نعيم بن حمار. وقال الغلابي، عن يحيى ابن معين اختلف الناس في نعيم بن همار فقالوا: هبار وقالوا: حمار وأهل الشام يقولون همار، وهم أعلم به. وقال غير ابن معين وأحمد كل ما وصفنا والحمد لله.
باب نفير
نفير بن مجيب الثمالي

شامي، كان من قدماء الصحابة روى عنه الحجاج بن عبد الله الثمالي - وله صحبة أيضاً - حديثاً مرفوعاً في صفة جهنم أعاذنا الله منها وأجارنا من عذابها: " إن فيها سبعين ألف واد " . وهو حديث منكر لا يصح وقال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان: إنما هو سفيان ابن مجيب ولم يقله غيرهما والله أعلم بالصواب.
نفير بن المغلس
بن نفير الحضرمي ويقال: نفير بن مالك بن عامر الحضرمي وهو والد جبير بن نفير يكنى أبا جبير ويقال أبا خمير - بالخاء المعجمة والميم. قال خالد بن عيسى في تاريخ أهل حمص له صحبة و هو معدود في الشاميين روى عنه ابنه جبير بن نفير أحاديث منها في صفة الوضوء ومنها في قصة الدجال حديث طويل. وابنه جبير بن نفير جاهلي إسلامي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وهو معدود في كبار التابعين بالشام أيضاً، وقد ذكرناه.
باب نمير
نمير بن أوس
الأشجعي، ويقال الأشعري. ذكره في الصحابة من لم يعن النظر روى عنه ابنه الوليد بن نمير ولا يصح له عندي صحبة وإنما روايته عن أبي الدرداء، وأم الدرداء وكان قاضي دمشق.
نمير بن خرشة
بن ربيعة الثقفي حليف لهم، من بني الحارث بن كعب كان أحد الذين قدموا مع عبد ياليل بإسلام ثقيف.
نمير بن أبي نمير
الخزاعي. ويقال الأزدي. يكنى أبا مالك بابنه مالك ابن نمير سكن البصرة، ولم يرو حديثه غير عصام بن قدامة، عن مالك ابن نمير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجلوس بالصلاة.
باب نهيك
نهيك بن أوس
بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، من القواقل، شهد أحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو ابن أخي خزيمة بن خزمة ذكره الطبري وغيره.
نهيك بن صريم
اليشكري. ويقال السكوني معدود في أهل الشام، له حديث واحد روى عن أبي إدريس الخولاني عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليقاتلن المشركين - أو قال الكفار - حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر بالأردن... " . الحديث.
نهيك بن عاصم
بن المنتفق. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني المنتفق مع أبي رزين لقيط بن عامر وهو مذكور في حديث أبي رزين العقيلي الحديث الطويل.
باب نوفل
نوفل بن ثعلبة
بن عبد الله بن نضلة بن مالك بن العجلان بن مالك ابن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري السالمي. ثم الخزرجي، شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً.
نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي يكنى أبا الحارث، كان أسن من إخوته ومن سائر من أسلم من بني هاشم، كلهم كان أسن من العباس وحمزة أسر يوم بدر وفداه العباس ثم أسلم وهاجر أيام الخندق وقيل: بل هو الذي فدى نفسه برماح وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس. وكانا شريكين في الجاهلية متفاوضين في المال متحابين وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وشهد حنيناً والطائف وكان ممن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعان يوم حنين رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة آلاف رمح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كأني أنظر إلى رماحك أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين " . وقيل: إنه أسلم يوم فدى نفسه قال محمد بن سعد: حدثنا علي بن عيسى النوفلي عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: لما أسر نوفل بن الحارث ببدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افد نفسك " . قال: ما لي شيء أفتدي به. قال: " افد نفسك برماحك التي بجدة " . قال: والله ما علم أحد أن لي بجدة رماحاً غيري بعد الله أشهد أنك رسول الله، ففدى نفسه بها وكانت
ألف رمح وتوفي بالمدينة في داره بها سنة خمس عشرة في خلافة عمر وصلى عليه عمر بعد أن مشى معه إلى البقيع ووقف على قبره حتى دفن.
نوفل بن فروة الأشجعي
له صحبة نزل الكوفة لم يرو عنه غير بنيه: فروة وعبد الرحمن، وسحيم بني نوفل حديثه في: " قل يا أيها الكافرون " . سورة الكافرون 1. مختلف فيه مضطرب الإسناد لا يثبت.

نوفل بن معاوية بن عمرو الديلي، ويقال نوفل بن معاوية بن عروة الديلي. ويقال: الكناني وهو من بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ثم أحد بني نفاثة بن عدي بن الديل. وقيل: إنه عمر في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة وقيل: بل كان منتهى عمره مائة سنة أول مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وكان أسلم قبل، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه إلى المدينة ونزل بها في بني الديل وحج مع أبي بكر سنة تسع ومع النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر، ولم يزل ساكناً بالمدينة حتى توفي بها في زمن يزيد بن معاوية روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن مطيع بن الأسود وعراك بن مالك.
باب نيار
نيار بن ظالم
بن عبس الأنصاري. من بني النجار شهد أحداً - قاله الطبري.
ينار بن مسعود
بن عبدة بن مظهر، شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه مسعود قاله الطبري.
نيار بن مكرم
الأسلمي. له صحبة ورواية. هو أحد الذين دفنوا عثمان بن عفان وهم: حكيم بن حزام وجبير بن مطعم وأبو جهم ابن حذيفة ونيار بن مكرم وقال مالك بن أنس: إن جده مالك بن عامر كان خامسهم. وروى نيار بن مكرم عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله عز وجل: " ألم غلبت الروم... " . إلى قوله " يفرح المؤمنون بنصر الله... " . الروم 2. الحديث بطوله. روى عنه عروة بن الزبير وابنه عبد الله بن نيار والله أعلم.
باب الأفراد في حرف النون
النابغة الجعدي
ذكرناه في باب النون لأنه غلب عليه النابغة واختلف في اسمه، فقيل: قيس بن عبد الله بن عمر وقيل: حبان ابن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقيل: اسمه حبان بن قيس بن عبد الله ابن وحوح بن عدس بن ربيعة بن جعدة وإنما قيل له: النابغة فيما يقولون لأنه قال الشعر في الجاهلية ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه بعد فقاله: فسمي النابغة قالوا: وكان قديماً شاعراً محسناً طويل البقاء في الجاهلية والإسلام وهو عندهم أسن من النابغة الذبياني وأكبر واستدلوا على أنه أكبر من النابغة الذبياني لأن النابغة الذبياني كان مع النعمان في عصره وكان النعمان بن المنذر بعد المنذر بن محرق وقد أدرك النابغة الجعدي المنذر بن محرق ونادمه، ولكن النابغة الذيباني مات قبله. وعمر الجعدي بعده عمراً طويلاً ذكره عمر بن شبة عن أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة وأنه أنشد عمر بن الخطاب:
لقيت أناساً فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا
فقال له عمر: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين سنة قال ابن قتيبة: عمر النابغة الجعدي مائتين وعشرين سنة ومات بأصبهان. وهذا أيضاً لا يدفع لأنه قال في الشعر السيني الذي أنشده عمر أنه أفنى ثلاثة قرون كل قرن من القرون ستين سنة. فهذه مائة وثمانون سنة ثم عمر إلى زمن ابن الزبير وإلى أن هاجى أوس بن مغراء ثم ليلى الأخيلية وكان يذكر في الجاهلية دين إبراهيم والحنيفية، ويصوم ويستغفر فيما ذكروا وقال في الجاهلية كلمته التي أولها:
الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
وفيها ضروب من دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار وصفه بعض ذلك على نحو شعر أمية بن أبي الصلت. وقد قيل: إن هذا الشعر لأمية ولكنه قد صححه يونس بن حبيب وحماد الرواية ومحمد بن سلام وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة الجعدي.
قال أبو عمر: وفد النابغة على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وأنشده ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول ما أنشده قوله في قصيدته الرائية:
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتاباً كالمجرة نيرا
قرأت على أبي الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن أن قاسم بن أصبغ حدثهم، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا العباس بن الفضل حدثنا محمد بن عبد الشمس قال: حدثني الحسن بن عبيد الله، قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته قولي:

وإنا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحاً ولا مستنكراً أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
وفي رواية عبد الله بن جراد:
علونا على طر العباد تكرما ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
وفي سائر الروايات كما ذكرنا، إلا أن منهم من يقولون: مجدنا وجدودنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إلى أين يا أبا ليلى " .؟ قال: فقلت: إلى الجنة. قال: " نعم إن شاء الله تعالى " . فلما أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفضفض الله فاك " . قال: وكان من أحسن الناس ثغراً. وكان إذا سقطت له سن نبتت أخرى وفي رواية عبد الله بن جراد لهذا الخبر قال: فنظرت إليه كأن فاه البرد المنهل يتلألأ ويبرق، ما سقطت له سن ولا تفلتت لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجدت لا يفضض الله فاك " . قال: وعاش النابغة بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتت عليه مائة واثنتا عشرة سنة فقال في ذلك:
أتيت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذلك واثنتان
وقد أبقت صروف الدهر مني ... كما أبقت من الذكر اليماني
ألا زعمت بنو سعد بأني ... وما كذبوا كبير السن فاني
قال أبو عمر: قد روينا هذا الخبر من وجوه كثيرة عن النابغة الجعدي من طريق يعلي بن الأشدق وغيره، وليس في شيء منها من الأبيات ما في هذه الرواية وهذه أتمها وأحسنها سياقة، إلا أن رواية يعلي بن الأشدق وعبد الله ابن جراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أجدت لا يفضض الله فاك " . وليس في هذه الرواية " أجدت " . وما أظن النابغة إلا وقد أنشد الشعر كله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قصيدة طويلة نحو مائتي بيت أولها:
خليلي غضا ساعة وتهجرا ... ولو ما على ما أحدث الدهر أو ذرا
وقد ذكرت منها ما أنشده أبو عبد الله بن محمد بن عبد السلام الخشني عن أبي الفضل الرياشي رحمة الله عليهما، في آخر باب النابغة هذا من هذا الكتاب وهو من أحسن ما قيل من الشعر في الفخر بالشجاعة سباطة ونقاوة وجزالة وحلاوة، وفي هذا الشعر مما أنشده رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتاباً كالمجرة نيرا
وجاهدت حتى ما أحس ومن معي ... سبيلاً إذا ما لاح ثم تحورا
أقيم على التقوى وأرضى بفعلها ... وكنت من النار المخوفة أحذرا
وأسلم وحسن إسلامه وكان يرد على الخلفاء ورد على عمر ثم على عثمان وله أخبار حسان.
وقال عمر بن شبة: كان النابغة الجعدي شاعراً مغلباً إلا أنه كان إذا هاجى غلب هاجى أوس بن مغراء وليلى الأخيلية وكعب بن جعيل فغلبوه وهو أشعر منهم مراراً ليس فيهم من يقرب منه وكذلك قال فيه ابن سلام وغيره. وذكر الهيثم بن عدي قال: رعت بنو عامر بالبصرة في الزروع فبعث أبو موسى الأشعري في طلبهم فتصارخوا يا آل عامر! فخرج النابغة الجعدي ومعه عصبة له فأتى به أبو موسى فقال له: ما أخرجك؟ قال: سمعت داعية قومي قال فضربه به أسواطاً. فقال النابغة في ذلك:
رأيت البكر بكر بني ثمود ... وأنت أراك بكر الأشعرينا
فإن تك لابن عفان أميناً ... فلم يبعث بك البر الأمينا
فيا قبر النبي وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تسمعونا
ألا صلى إلهكم عليكم ... ولا صلى على الأمراء فينا
فأما خبره مع ابن الزبير فأخبرني عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا القاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا زبير بن بكار حدثني هارون ابن أبي بكر حدثني يحيى بن إبراهيم البهزي حدثنا سليمان بن محمد عن يحيى ابن عروة عن أبيه عن عمه عبد الله بن عروة بن الزبير قال: أقحمت السنة نابغة بني جعدة فدخل على عبد الله بن الزبير في المسجد الحرام فأنشده:

حكيت لنا الصديق لما وليتنا ... وعثمان والفاروق فارتاح معدم
وسويت بين الناس في الحق فاستووا ... فعاد صباحاً حالك الليل مظلم
أتاك أبو ليلى تجوب به الدجى ... دجى الليل جواب الفلاة عرمرم
لتجبر منه جانباً دعدعت به ... صروف الليالي والزمان المصمصم
قال: فقال له ابن الزبير: أمسك عليك يا أبا ليلى فإن الشعر أهون وسائلك عندنا. أما صفوة ما لنا فإن بني أسد شغلتنا عنك وأما صفوته فلآل الزبير ولكن لك في مال الله حقان: حق لرؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحق لشركتك أهل الإسلام في فيهم ثم أدخله دار النعم. فأعطاه قلائص سبعاً وفرساً وخيلاً، وأوقر له الركاب براً وتمراً وثياباً فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحب صرفاً، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى لقد بلغ منه الجهد فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما وليت قريش فعدلت واسترحمت فرحمت وحدثت فصدقت ووعدت خيراً فأنجزت فأنا والنبيون فراط القادمين ألا " . وذكر كلمة معناها أنهم تحت النبيين بدرجة في الجنة.
قال الزبير: كتب يحيى بن معين هذا الحديث عن أخي وذكر أبو الفرج الأصبهاني هذا الحديث فقال: حدثني به محمد بن جرير الطبري من حفظه عن أحمد بن زهير بإسناده ومما يستحسن ويستجاد للنابغة الجعدي:
فتى كملت خيراته غير أنه ... جواد فلا يبقى من المال باقيا
فتى تم فيه ما يسر صديقه ... على أن فيه ما يسوء الأعاديا
وأنشدني أبو عثمان سعد بن نصر، قال: أنشدنا أبو محمد قاسم بن أصبغ اليماني قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الخشني، قال: هذا ما أنشدنا أبو العقيل الرياشي من قصيدة النابغة الجعدي:
تذكرت والذكرى تهيج للفتى ... ومن حاجة المحزون أن يتذكرا
نداماي عند المنذر بن محرق ... أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا
تقضى زمان الوصل بيني وبينها ... ولم ينقض الشوق الذي كان أكثرا
وإني لأستشفي برؤية جارها ... إذا ما لقائيها علي تعذرا
وألقي على جيرانها مسحة الهوى ... وإن لم يكونوا لي قبيلاً ومعشرا
ترديت ثوب الذل يوم لقيتها ... وكان ردائي نخوة وتجبرا
حسبنا زماناً كل بيضاء شحمة ... ليالي إذ نغزو جذاما وحميرا
إلى أن لقينا الحي بكر بن وائل ... ثمانين ألفاً دارعين وحسرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسرا
سقيانهم كأساً سقونا بمثلها ... ولكننا كنا على الموت أصبرا
بنفسي وأهلي عصبة سلمية ... يعدون للهيجا عناجيج ضمرا
وقالوا لنا أحيوا لنا من قتلتم ... لقد جئتم إداً من الأمر منكرا
ولسنا نرد الروح في جسم ميت ... وكنا نسيل الروح ممن تنشرا
نميت ولا نحيي كذلك صنعنا ... إذا البطل الحامي إلى الموت أهجرا
ملكنا فلم نكشف قناعاً لحرة ... ولم نستلب إلا الحديد المسمرا
ولو أننا شئنا سوى ذاك أصبحت ... كرائمهم فينا تباع وتشترى
ولكن أحساباً نمتنا إلى العلا ... وآباء صدق أن يروم المحقرا
وإنا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحاً ولا مستنكراً أن تعقرا
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلوا كتاباً كالمجرة نيرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمى صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن اصبغ حدثنا أحمد بن زهير قال: وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء حسان بن ثابت، وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة، وعدي بن حاتم الطائي وعباس بن مرداس السلمي وأبو سفيان بن الحارث بن المطلب وحميد بن ثور الهلالي وأبو الطفيل عامر بن وائلة وأيمن بن خريم الأسدي وأعشى بني مازن والأسود بن سريع.
قال أبو عمر: قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء المحسنين ممن لم يذكره احمد بن زهير في الشعراء الرواة الحارث - بن هشام وعمرو ابن شاس وضرار بن الأزور وخفاف بن ندبة وكل هؤلاء شاعر له صحبة، ورواية ولم يذكر أحمد بن زهير لبيد بن ربيعة ولا ضرار بن الخطاب ولا ابن الزبعري لأنهم ليست لهم رواية وكذلك أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار وأخوه مزرد بن ضرار.
قال محمد بن سلام: النابغة الجعدي والشماخ بن ضرار ولبيد بن ربيعة وأبو ذؤيب الهذلي طبقة قال: وكان الشماخ أشد متوناً من لبيد ولبيد أحسن منه منطقاً.
نابل الحبشي
والد أيمن بن نابل ذكروه فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ولم أر له خبراً يدل لقاء ولا رؤية.
ناجية بن جندب
الأسلمي. صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمرو بن واثلة بن سهم ابن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى معدود في أهل الحجاز، بل في أهل المدينة قال ابن عفير: ناجية كان اسمه ذكوان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية إذ نجا من قريش. قال أبو عمر: مات في خلافة معاوية بالمدينة ويقال ناجية بن عمر، وناجية بن عمير، وقد قيل: جندب بن ناجية في بعض الروايات في حديثه في البدن وهو حديث واحد والصواب فيه ناجية بن جندب بن عمير وهو الذي تدلى في البئر يوم الحديبية على ما مضى في باب خالد بن عبادة الغفاري. قال ابن إسحاق: وقد زعم لهم بعض أهل العلم أن البراء بن عازب كان يقول: أنا الذي نزلت في البئر بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم أن رجلاً من أسلم حدثه أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن عمير بن يعمر بن دارم قال: وزعمت له أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها وناجية في القليب يميح على الناس فقالت:
يا أيها المائح دلوي دونكا ... إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيراً ويمجدونكا
وقال ناجية - وهو في القليب يميح على الناس:
قد علمت جارية يمانيه ... أني أنا المائح واسمي ناجيه
وروى عن ناجية هذا عروة بن الزبير أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع بما عطب من الهدي... الحديث نحو حديث ذؤيب الخزاعي.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهب بن خالد قال: حدثنا هشام ابن عروة عن أبيه عن ناجية صاحب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصنع بما عطب من الهدي؟ فأمره أن ينحر كل بدنة عطبت، ثم يلقى نعلها في دمها ويخلى بينها وبين الناس يأكلونها وروى عنه أيضاً زاهر الأسلمي.
ناجية الطفاوي
ذكره صاحب الوحدان. وذكر بسنده عن البراء بن عبد الله الغنوي عن واصل: أدركت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له ناجية الطفاوي وهو يكتب المصاحف وذكر باقي الحديث.
نبيشة الخير
هو نبيشة بن عمرو بن عوف بن عبد الله وقيل: نبيشة الخير بن عبد الله بن عتاب بن الحارث بن حصين بن نابغة بن لحيان بن هذيل ابن مدركة بن الياس بن مضر. وهو ابن عم سلمة بن المحبق الهذلي من هذيل بن مدركة، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيشة. ويقال: نبيشة بن عبد الله روى عنه أبو المليح الهذلي وغيره.
نحات بن ثعلبة
بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة البلوي. حليف الأنصار شهد بدراً وقد اختلف فيه فقيل بحاث وقد ذكرناه في الباء.
نذير أبو مريم

الغساني جد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم. قال أبو حاتم الرازي: سألت بعض الشاميين عن اسم أبي مريم الغساني الشامي فقال: نذير. روى بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن أبيه عن جده أبي مريم قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورميت بيد يديه. فأعجبه ذلك مني ودعا لي.
النزال بن سبرة
الهلالي، من بني هلال بن عامر بن صعصعة ذكروه فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، ولا أعلم له رواية إلا عن علي وابن مسعود وهو معروف في كبار التابعين وفضلائهم. روى عنه الشعبي والضحاك وعبد الملك بن ميسرة وإسماعيل بن رجاء.
النضر بن سفيان
الهذلي، روى عن عمر قال الواقدي: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نضرة بن أكثم
الخزاعي. ويقال الأنصاري. حديثه عند يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن أبي نعيم عن سعيد بن المسيب عن نضرة بن أكثم، أنه تزوج امرأة فلما جامعها وجدها حبلى، فرفع شأنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى أن لها صداقها وأن ما في بطنها عبد له، وجلدت مائة وفرق بينهما. وروى ابن جريج عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: نضرة قال: تزوجت امرأة بكراً في سترها فدخلت عليها فإذا هي حبلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لها الصداق بما استحللت من فرجها، والولد عبد لك، فإذا ولدت فاجلدها " .
النضير بن الحارث
بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدي، كان من المهاجرين. وقيل: بل كان من مسلمة الفتح والأول أكثر وأصح. يكنى أبا الحارث وأبوه الحارث بن علقمة يعرف بالرهين. ومن ولده محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث يروى عنه ابن جريج وابن عيينة وكان للنضير من الولد علي ونافع والمرتفع وكان النضير بن الحارث يكثر الشكر لله على ما من به عليه من الإسلام ولم يمت على ما مات عليه أخوه وآباؤه وأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بمائة بعير فأتاه رجل من بني الديل يبشره بذلك وقال له: اخدمني منها، فقال النضير: ما أريد أخذها لأني أحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعطني ذلك إلا تألفاً على الاسلام وما أريد أن أرتشي على الإسلام ثم قال: والله ما طلبتها ولا سألتها وهي عطية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها وأعطى الديلي منها عشرة ثم خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس معه في مجلسه، وسأله عن فرض الصلاة وتوقيتها. قال: فوالله لقد كان أحب إلي من نفسي، وقلت له: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: " الجهاد والنفقة في سبيل الله " .
وهاجر النضير إلى المدينة ولم يزل بها حتى خرج إلى الشام غازياً، وحضر اليرموك وقتل بها شهيداً وذلك في رجب سنة خمس عشرة وكان يعد من حكماء قريش.
وأما النضر بن الحارث أخوه فقتله علي بن أبي طالب يوم بدر كافراً، قتله بالصفراء صبراً بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
نعيمان بن عمرو
بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار شهد بدراً. وكان من قدماء الصحابة وكبرائهم وكانت فيه دعابة زائدة وله أخبار ظريفة في دعابته منها خبره مع سويبط بن حرملة.

أنبأنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا روح حدثنا زمعة بن صالح، سمعت ابن شهاب يحدث عن عبد الله ابن وهب بن زمعة عن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجراً إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكلاهما بدري وكان سويبط على الزاد فجاءه نعيمان فقال: أطعمني فقال: لا حتى يجيء أبو بكر وكان نعيمان رجلاً مضحاكاً مزاحاً فقال: لأغيظنك فذهب إلى ناس جلبوا ظهراً فقال: ابتاعوا مني غلاماً عربياً فارهاً وهو ذو لسان ولعله يقول: أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوه لا تفسدوا علي غلامي. فقالوا: بل نبتاعه منك بعشرة قلائص فأقبل بها يسوقها وأقبل بالقوم حتى عقلها ثم قال: دونكم هو هذا فجاء القوم فقالوا: قد اشتريناك فقال سويبط: هو كاذب أنا رجل حر قالوا: قد أخبرنا خبرك فطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به وجاء أبو بكر فأخبر فذهب هو وأصحاب له فردوا القلائص وأخذوه فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ذلك حولاً.
وروى عنها قالت: خرج أبو بكر الصديق قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعام في تجارة إلى بصرى، ومعه نعيمان بن عمرو الأنصاري وسليط بن حرملة، وهما ممن شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان سليط بن حرملة على الزاد وكان نعيمان بن عمرو مزاحاً فقال لسليط: أطعمني فقال: لا أطعمك حتى يأتي أبو بكر فقال نعيمان: أنه سليط لأغيظنك فمروا بقوم فقال نعيمان لهم: تشترون مني عبداً، قالوا: نعم قال: إنه عبد له كلام وهو قائل لكم لست بعبد وأنا ابن عمه فإن كان إذا قال لكم هذا تركتموه فلا تشتروه ولا تفسدوا علي عبدي قالوا: لا بل نشتريه ولا ننظر إلى قوله فاشتروه منه بعشر قلائص ثم جاءوا ليأخذوه فامتنع منهم فوضعوا في عنقه عمامة فقال لهم: إنه يتهزأ ولست بعبده فقالوا: قد أخبرنا خبرك ولم يسمعوا كلامه فجاء أبو بكر فأخبر خبره فاتبع القوم فأخبرهم أنه يمزح ورد عليهم القلائص وأخذ سليطاً منهم. فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره الخبر فضحك من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً. قال الزبير: وأكثر.
قال أبو عمر: هكذا في خبر الزبير هذا سليط بن حرملة وهذا خطأ إنما هو سويبط بن حرملة من بني عبد الدار بدري ثم قال بعد: سليط بن عمرو فأخطأ أيضاً.
وبالإسناد عن الزبير قال: حدثني مصعب عن جدي عبد الله بن مصعب عن ربيعة بن عثمان قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وأناخ ناقته بفنائه فقال: بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لنعيمان بن عمرو الأنصاري وكان يقال له: النعيمان لو نحرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا إلى اللحم ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها قال: فنحرها النعيمان ثم خرج الأعرابي فرأى راحلته فصاح واعقراه يا محمد، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من فعل هذا " ؟. قالوا: النعيمان. فاتبعه يسأل عنه فوجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قد اختفى في خندق وجعل عليه الجريد والسعف فأشار إليه رجل ورفع صوته يقول: ما رأيته يا رسول الله وأشار بإصبعه حيث هو فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تغير وجهه بالسعف الذي سقط عليه فقال له: ما حملك على ما صنعت قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهه ويضحك. قال " ثم غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الزبير: وحدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال: كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري شيخاً كبيراً بالمدينة أعمى وكان قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة فقام يوماً في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس فأتاه نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد النجاري فتنحى به ناحية من المسجد ثم قال: اجلس ها هنا فأجلسه يبول وتركه فبال وصاح به الناس فلما فرغ قال: من جاء بي؟ ويحكم في هذا الموضع قالوا له: النعيمان بن عمرو. قال: فعل الله به وفعل أما إن لله علي إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت فمكث ما شاء الله حتى نسي ذلك مخرمة. ثم أتاه يوماً وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد وكان عثمان إذا صلى لم يلتفت فقال له: هل لك في نعيمان قال: نعم أين هو دلني عليه. فأتى به حتى أوقفه على عثمان فقال: دونك هذا هو فجمع مخرمة يديه بعصاه فضرب عثمان فشجه فقيل له: إنما ضربت أمير المؤمنين عثمان فسمعت بذلك بنو زهرة فاجتمعوا في ذلك فقال عثمان دعوا نعيمان لعن الله نعيمان فقد شهد بدراً.
قال الزبير: وحدثني يحيى بن محمد قال: حدثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير حدثنا أبو طوالة الأنصاري عن محمد ابن عمرو بن حزم عن أبيه قال: كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب فلما كثر ذلك منه قال له رجل: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله " . قال: وكان لا يدخل في المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ثم جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذا هدية لك فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه من نعيمان جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعط هذا ثمن هذا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو لم تهده لي " . فيقول يا رسول الله لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكله فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه.
قال أبو عمر: كان نعيمان رجلاً صالحاً على ما كان فيه من دعابة وكان له ابن قد انهمك في شرب الخمر فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات فلعنه رجل كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " . وفي جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه في الخمر أربع مرات نسخ لقوله عليه السلام: " فإن شربها الرابعة فاقتلوه " . يقال إنه مات في زمن معاوية ويقال: بل ابنه الذي مات في زمن معاوية.
نفيع أبو بكرة
ويقال: نفيع بن مسروح ويقال: نفيع بن الحارث ابن كلدة وكان أبو بكرة من عبيد الحارث بن كلدة بن عمرو الثقفي فاستلحقه وهو ممن غلبت عليه كنيته وأمه سمية أمة للحارث بن كلدة وهي أم زياد بن أبي سفيان.
قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول أبو بكرة نفيع بن مسروح قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن الحسن بن صالح عن أبيه عن الشعبي قال: أرادوا أبا بكرة على الدعوة فأبى وقال لبنيه: عند الموت أبى مسروح الحبشي قال: وسمعت أحمد بن حنبل يقول أبو بكرة نفيع بن الحارث والأكثر يقولون: نفيع بن الحارث كما قال أحمد وقال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول: أملي على هوذة بن خليفة نسبه فلما بلغ إلى أبي بكرة قلت: ابن من؟ قال: لا تزد دعه.
وذكره أحمد بن زهير في موالي النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخبرنا الحسن بن حماد قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن الحكم عن مقاسم عن ابن عباس قال: خرج غلامان يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقهما أحدهما أبو بكرة، فكانا من مواليه.
قال: وأخبرنا عثمان قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا علي ابن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: أتيت عبد الله بن عمرو في فئة فقال لي: من أنت؟ فقلت: عبد الرحمن بن أبي بكرة، قلنا: أما تذكر الرجل الذي وثب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من سور الطائف فرحب بي ويقال: إن أبا بكرة تدلى من حصن الطائف ببكرة ونزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكناه رسول الله أبا بكرة.

سكن أبو بكرة البصرة، ومات بها في سنة إحدى وخمسين وكان ممن اعتزل يوم الجمل لم يقاتل مع واحد من الفريقين، وكان أحد فضلاء الصحابة قال الحسن: لم يسكن البصرة أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمران بن حصين، وأبي بكرة ولة عقب كثير ولهم وجاهة وسؤدد بالبصرة وكان ممن شهد على المغيرة بن شعبة فلم يتم تلك الشهادة، فجلده عمر، ثم سأله الانصراف عن ذلك فلم يفعل وأبى فلم يقبل له شهادة وقد ذكرناه في باب الكنى بأكثر من هذا.
نفيع بن المعلي
بن لوذان، أخو رافع وهلال وعبيد أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قاله العدوي وأبو عبيد.
نقادة الأسدي
ويقال نقادة بن عبد الله وقيل: نقادة بن خلف وقيل: نقادة بن سعد وقيل: نقادة بن مالك هو معدود في أهل الحجاز سكن البادية روى عنه زيد بن أسلم وابنه سعد بن نقادة.
النمر بن تولب
العكلي الشاعر ينسبونه النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة وعوف هو عكل. يقال: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ومدحه بشعر أوله:
إنا أتيناك وقد طال السفر ... نقود خيلاً ضمراً فيها ضرر
نطعمها اللحم إذا عز الشجر ... والخيل في إطعامها اللحم عسر
وفيها يقول:
يا قوم إني رجل عندي خبر ... الله من آياته هذا القمر
والشمس والشعرى وآيات أخر
وروى قرة بن خالد وسعيد الجريري عن أبي العلاء بن الشخير، قال: كنا بالربذة فجاء أعرابي بكتاب وصحيفة فقال: اقرءوا ما فيها فإذا فيها: " هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير بن أقيش إنكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم خمس ما غنمتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنتم آمنون بأمان الله عز وجل " . قلنا: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم قلنا: حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر " . وقال الجريري: وحر الصدر. قلنا: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أراكم تتهمونني فأخذ الصحيفة ومضى فسألنا عنه فقيل: هو النمر بن تولب قال الأصمعي كان النمر بن تولب العكلي أحد المخضرمين من الشعراء وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس وقال أبو عبيدة النمر بن تولب عكلي وكان شاعر الرباب في الجاهلية ولم يمدح أحداً ولا هجا وأدرك الإسلام وهو كبير. وقال محمد بن سلام: كان النمر بن تولب جواداً لا يكاد يمسك شيئاً وكان فصيحاً جرياً على النطق وهو الذي يقول:
لا تغضبن على امرئ في ماله ... وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الذي يعطي الرغائب فارغب
كذا رواها محمد بن سلام وغيره يروي: ومتى تصبك. وهو القائل:
أعذني رب من حصر وعي ... ومن نفس أعالجها علاجا
ويستحسن للنمر بن تولب قوله:
تدارك ما قبل الشباب وبعده ... حوادث أيام تمر وأغفل
يود الفتى طول السلامة والغنى ... فكيف يرى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتدال وصحة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
نميلة بن عبد الله
الليثي نسبه ابن الكلبي، وقال: له صحبة. قال ابن الكلبي: نميلة بن عبد الله بن فقيم بن حزن بن سيار بن عبد الله بن عبد بن كليب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث صحب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن إسحاق: نميلة بن عبد الله قتل مقيس بن حبابة يعني يوم الفتح قال: وكان رجلاً من قومه ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق.
نهير بن الهيثم
من بني نابي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري. شهد العقبة ولم يشهد بدراً.
النواس بن سمعان

بن خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة الكلابي. معدود في الشاميين، يقال: إن أباه سمعان بن خالد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه نعليه فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه أخته. فلما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم تعوذت منه فتركها وهي الكلابية، روى عن النواس بن سمعان جبير بن نفير ونفير بن عبد الله وجماعة.
نوح بن مخلد
الضبيعي، جد أبي جمرة الضبيعي. وروى عنه أبو جمرة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال له: " ممن أنت " ؟ قال: من ضبيعة بن ربيعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير ربيعة عبد القيس ثم الحي الذي أنت منهم " . قال: ثم أبضع معي في حلتين من اليمن.
حرف الهاء
باب هانئ
هانئ بن فراس
الأسلمي كان ممن شهد بيعة الشجرة روى عنه مجزأة بن زاهر.
هانئ بن أبي مالك
الكندي أبو مالك هو جد خالد بن يزيد بن أبي مالك روى عنه يزيد بن أبي مالك يعد في الشاميين وقال أبو حاتم الرازي هانئ الشامي أبو مالك جد يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك له صحبة.
هانئ بن نيار
البلوي بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هشيم بن كاهل بن ذهل بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة حليف للأنصار أبو بردة بن نيار غلبت عليه كنيته شهد العقبة وبدراً وسائر المشاهد وهو خال البراء بن عازب يقال إنه مات سنة خمس وأربعين وقيل بل مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين لا عقب له روى عنه البراء بن عازب وجماعة من التابعين.
هانئ بن يزيد
بن نهيك ويقال هانئ بن كعب المذحجي ويقال الحارثي ويقال الضبي وهو هانئ بن يزيد بن دريد بن سفيان بن الضباب وهو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب الضبابي المذحجي الحارثي وهو والد شريح بن هانئ كان يكنى في الجاهلية أبا الحكم لأنه كان يحكم بينهم فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي شريح إذ وفد عليه وهو مشهور بكنيته شهد المشاهد كلها. روى عنه ابنه شريح بن هانئ حديثه عن ابن ابنه المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن جده وكان ابنه شريح من جلة التابعين ومن كبار أصحاب علي رضي الله عنه وممن شهد معه مشاهده كلها.
باب هبار
هبار بن الأسود
بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي وهو الذي عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفهاء من قريش حين بعث بها أبو العاص زوجها إلى المدينة فأهوى إليها هبار هذا ونخس بها فألقت ذا بطنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن وجدتم هباراً فأحرقوه بالنار " . ثم قال: " اقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار " . فلم يوجد ثم أسلم بعد الفتح وحسن إسلامه وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر الزبير أنه لما أسلم وقدم مهاجراً جعلوا يسبونه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " سب من سبك " . فانتهوا عنه.
هبار بن سفيان
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي كان من مهاجرة الحبشة قيل إنه قتل يوم مؤتة وقال الحسن بن عثمان وقاله الواقدي أيضاً إنه استشهد يوم أجنادين وهو عندي أشبه لأنه لم يذكره ابن عقبة فيمن قتل يوم مؤتة شهيداً.
هبار بن صيفي
مذكور في الصحابة وفيه نظر.
باب هرم
هرم بن حيان العبدي
من صغار الصحابة ذكره خليفة عن الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: وجه عثمان بن أبي العاص هرم بن حيان العبدي إلى قلعة بجرة ويقال لها قلعة الشيوخ فافتتحها عنوة وسبى أهلها وذلك في سنة ست وعشرين وقال أبو عبيدة: وفي سنة ثمان عشرة حاصر هرم بن حيان أهل أبرشهر فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها من شدة الجوع والحصار فقال: الآن أصالح العرب فصالح هرم بن حيان على أن خلى له المدينة قال ومنها نزل الناس الكوفة وبني سعد مسجد جامعها وقال أبو عبيدة كان الأمير في وقعة صهاب هرم بن حيان العبدي وقال غيره: بل كان الأمير يومئذ الحكم ابن أبي العاص.
هرم بن عبد الله
الأنصاري من بني عمرو بن عوف هو أحد البكائين الذين نزلت فيهم: " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً " . التوبة:92. الآية.
باب هزال

هزال صاحب الشجرة
لا أعرفه بأكثر من هذا حديثه عند أهل البصرة روى عنه معاوية بن قرة قال: حدثني هزال صاحب الشجرة قال إنكم تأتون ذنوباً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
هزال بن مرة
الأشجعي ذكره ابن الأزرق في الصحابة.
هزال الأسلمي
وهو هزال بن ذياب بن يزيد بن كليب بن عامر بن خزيمة بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن دعمي روى عنه ابنه ومحمد بن المنكدر حديثاً واحداً ما أظن له غيره قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا هزال لو سترته بردائك " . وبعضهم يقول إن بين ابن المنكدر وبين هزال هذا نعيم بن هزال.
باب هشام
هشام بن أبي حذيفة
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي كان من مهاجرة الحبشة في قول ابن إسحاق والواقدي إلا أن الواقدي كان يقول هاشم بن أبي حذيفة ويقول هشام وهم ممن قاله ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
هشام بن حكيم
بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي أسلم يوم الفتح ومات قبل أبيه وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ذكر مالك أن عمر بن الخطاب كان يقول إذا بلغه أمر ينكره أما ما بقيت أنا وهشام بن حكيم فلا يكون ذلك. وروى ابن وهب عن مالك عن ابن شهاب قال كان هشام بن حكيم في نفر من أهل الشام يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ليس لأحد عليهم إمارة. قال مالك: كانوا يمشون في الأرض بالإصلاح والنصيحة يحتسبون، قال: وسمعت مالكاً يقول كان هشام بن حكيم كالسائح لم يتخذ أهلاً ولا ولداً.
هشام بن صبابة
الليثي أخو مقيس بن صبابة قتل في غزوة ذي قرد مسلماً وذلك سنة ست من الهجرة أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت وهو يرى أنه من العدو فقتله خطأ.
هشام بن العاص بن وائل
بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي أخو عمرو بن العاص كان قديم الإسلام. أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فحبسه أبوه وقومه بمكة حتى قدم بعد الخندق على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وشهد ما بعد ذلك من المشاهد وكان أصغر سناً من أخيه عمرو وكان فاضلاً خيراً. سئل عمرو بن العاص من أفضل؟ أنت أو أخوك هشام فقال أحدثكم عني وعنه أمه بنت هشام بن المغيرة وأمي سبية وكانت أحب إلى أبيه مني وتعرفون فراسة الوالد في ولده واستبقنا إلى الله عز وجل فسبقني أمسك على الستر حتى تطهرت وتحنطت ثم أمسكت عليه حتى فعل مثل ذلك ثم عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركني.
وقتل هشام بن العاص بالشام يوم أجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة وروى ابن المبارك عن أهل الشام أنه استشهد يوم اليرموك. وقال الواقدي: أخبرنا عبد الملك ابن وهب عن جعفر بن يعيش عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة حدثني من حضر أن هشام بن العاص ضرب رجلاً من غسان فأبدى منحره فكرت غسان على هشام فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه فلقد وطئته الخيل حتى كر عليه عمرو فجمع لحمه فدفنه قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان فجعلت الروم تقاتل عليه وقد تقدموه وعبروه فتقدم هشام ابن العاص يقاتلهم حتى قتل ووقع علي تلك الثلمة فسدها. فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل فقال عمرو بن العاص: أيها الناس إن الله قد استشهده ورفع روحه وإنما هي جثة فأوطئوه الخيل ثم أوطأه هو ثم تبعه الناس حتى قطعوه فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى العسكر كر إليه عمرو فجعل يجمع لحمه وأعضاؤه وعظامه ثم حمله في نطع فواراه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام " . رواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هشام بن العاص بن هشام

بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي هو الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وكشف عن ظهره ووضع يده على خاتم النبوة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فأزالها ثم ضرب في صدره ثلاثاً وقال اللهم اذهب عنه الغل والحسد ثلاثاً وكان الأوقص وهو محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص يقول نحن أقل أصحابنا حسداً وقتل العاص بن هشام أبوه كافراً يوم بدر قتله عمر بن الخطاب وكان خاله.
هشام بن عامر
بن أمية الحسحاس بن مالك بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار الأنصاري كان يسمى في الجاهلية شهابا فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه هشاما واستشهد أبوه عامر يوم أحد وسكن هشام البصرة ومات بها
هشام بن عمرو
بن ربيعة بن الحارث بن حبيب لا أعرفه بأكثر من أنه معدود عندهم في المؤلفة قلوبهم ومن عد هذا ومثله بلغهم أربعين رجلا كلهم مذكورون في كتابنا هذا
هشام بن الوليد
بن المغيرة أخو خالد بن الوليد من المؤلفة قلوبهم وفي ذلك نظر.
هشام مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو الزبير يقول إنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن امرأتي لا تمنع يد لامس. وأما الحديث في ذلك فهو ما رواه أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير وأخبرنا عبد الله ابن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى قال حدثنا أبو اسماعيل بن علي بن اسماعيل الخطمي قال حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قالا حدثنا محمد بن أسعد أخبرنا سليمان بن عبيد الله الرقي حدثنا محمد بن أيوب الرقي عن سفيان عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن امرأتي لا تمنع يد لامس قال: " طلقها " . قال إنها تعجبني قال: " فاستمتع بها " .
باب هلال
هلال بن أمية الأنصاري
الواقفي من بني واقف شهد بدراً وهو أحد الثلاثة الذي تخلفوا عن غزوة تبوك فنزل فيهم القرآن قوله عز وجل: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا " . التوبة: 118. الآية وهو الذي قذف امرأته بشريك ابن السحماء روى ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: الثلاثة الذين خلفوا كعب بن مالك أحد بني سلمة ومرارة بن الربيع وهو أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية وهو من بني واقف.
هلال بن الحارث
أبو الحمل غلبت عليه كنيته. وقد ذكرته في الكنى يعد في الشاميين.
هلال بن الحمراء
حديثه عند أبي إسحاق السبيعي عن أبي داود القاص عن أبي الحمراء قال أقمت بالمدينة شهراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزل فاطمة وعلي كل غداة فيقول: " الصلاة الصلاة " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " . الأحزاب: 33.
هلال بن أبي خولي
واسم أبي خولي عمرو بن زهير بن خيثمة الجعفي كان حليفاً للخطاب بن نفيل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً من حلفاء بني عدي بن كعب وذكر ابن إسحاق أن المعروف مالك ابن أبي خولي وخولي بن أبي خولي جميعاً في البدريين لا غير. وقال هشام بن محمد: شهد خولى بدراً وشهدها معه أخواه هلال وعبيد الله. هكذا قال. ولم يذكر مالك بن أبي خولي.
هلال بن سعد
أحد بني سمعان جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية عسل فقبلها منه ثم أتاه بمثلها فقال: هي صدقة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضم الى أموال الصدقات. احتج بحديثه هذا من رأى الزكاة في العسل وحديثه هذا منقطع الإسناد من رواية ابن جريح عن صالح بن دينار ذكره ابن المبارك عن ابن جريج.
هلال بن علفة
قتل يوم القادسية شهيداً لا أعلم له رواية وقال حميد بن هلال أول من عبر دجلة يومئذ هلال بن علفة وقال الشعبي: أول من أقحم فرسه دجلة سعد. ويقال أول من عبرها يومئذ رجل من بني عبد القيس.
هلال بن المعلى
بن لوذان بن حارثة من بني جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي شهد بدراً مع أخيه رافع بن المعلى.
هلال بن وكيع
بن بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله ابن دارم التميمي قتل يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنهما.
هلال الأسلمي

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم يجوز الجذع من الضأن ضحية.
باب هند
هند بن حارثة
بن هند الأسلمي ويقال ابن حارثة بن سعيد بن عبد الله ابن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى حجازي روى عنه ابنه حبيب بن هند لم يرو عنه غيره فيما علمت. وشهد هند بن حارثة بيعة الرضوان مع إخوة له سبعة وهم هند وأسماء وخراش وذؤيب وفضالة وسلمة ومالك وحمران ولم يشهدها إخوة في عددهم غيرهم. ولزم منهم النبي صلى الله عليه وسلم اثنان: أسماء وهند قال أبو هريرة ما كنت أرى أسماء وهند ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه وكانا من أهل الصفة. ومات هند بن حارثة بالمدينة في خلافة معاوية وهند هذا والد يحيى بن هند الذي روى عنه عبد الرحمن ابن حرملة.
هند بن أبي هالة
الأسيدي التميمي ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم خديجة بنت خويلد خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي هالة. واختلف في اسم أبي هالة فقيل نماش بن زرارة وقيل نباش بن زرارة بن وقدان ابن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدار بن قصي. وقيل زرارة بن نباش. وقال الزبير: أبو هالة مالك بن نباش ابن زرارة من بني نباش بن زرارة بن عدس الداري هكذا قال الداري وليس بشيء قال أبو عمر: أكثر أهل النسب يخالفون الزبير في اسم أبي هالة وينسبونه على نحو ما قدمنا ذكره. وقال الزبير أيضاً: قتل هند بن أبي هالة مع علي بن أبي طالب يوم الجمل وقتل ابنه هند بن هند مع مصعب بن الزبير يوم المختار. قال الزبير: وقد قيل إن هند بن هند مات بالبصرة في الطاعون فازدحم الناس على جنازته وتركوا جنائزهم وقالوا ابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونادت امرأة واهند ابن هنداه فمال الناس إليه هكذا قال الزبير وغيره يقول إن هند ابن أبي هالة هو الذي مات بالبصرة مجتازاً إذ مر بها فلم يقم سوق البصرة يومئذ وقالوا مات أخو فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والصحيح ما قاله الزبير في ذلك والله أعلم بأن هند بن أبي هالة قتل يوم الجمل وأن ابنه هند بن هند بن أبي هالة هو الذي مات بالبصرة في الطاعون. أخبرني خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي حدثنا أبو بكر الوجيهي. حدثنا جعفر بن حدان قال حدثني أبي عن محمد بن الحجاج عن رجل من بني تميم قال رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة وعليه حلة خضراء من غير قميص فمات في الطاعون فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم فصاحت امرأة واهند ابن هنداه وابن ربيب رسول الله فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم وهذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى وكان هند بن أبي هالة فصيحاً بليغاً وصافاً وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن. وقد شرح أبو عبيدة وابن قتيبة وصفه ذلك لما فيه من الفصاحة وفوائد اللغة. وقد روى عنه أهل البصرة حديثاً واحداً. حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا ابن السكن قال حدثني جبير بن محمد بن عيسى الواسطي بمصر قال: حدثنا حسان بن عبد الله الواسطي حدثنا السري بن يحيى عن مالك ابن دينار. قال: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم أبي مروان بن الحكم فجعل يغمزه فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اللهم اجعل به وزغاً " . فرجف مكانه والوزغ الارتعاش.
باب الأفراد في حرف الهاء
هاشم بن عتبة

بن أبي وقاص القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص بكى أبا عمرو وقد تقدم ذكر نسبه إلى زهرة في باب عمه سعد قال خليفة بن خياط في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري وقال الهيثم ابن عدي مثله قال أبو عمر أسلم هاشم بن عتبة يوم الفتح يعرف بالمر قال وكان من الفضلاء الخيار وكان من الأبطال البهم فقئت عينه يوم اليرموك ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد كتب اليه بذلك فشهد القادسية وأبلى فيها بلاء حسناً وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد وكان سبب الفتح على المسلمين وكان بهمة من البهم فاصلاً خيراً وهو الذي افتتح جلولاء فعقد له سعد لواءً، ووجهه وفتح الله عليه جلولاء ولم يشهدها سعد وقد قيل إن سعداً شهدها. وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح وبلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف وكانت جلولاء سنة سبع عشرة. وقال قتادة: سنة تسع عشرة وهاشم بن عتبة هو الذي امتحن مع سعيد بن العاص زمن عثمان إذ شهد في رؤية الهلال وأفطر وحده فأقصه عثمان من سعيد على يد سعد بن أبي وقاص في خبر فيه طول ثم شهد هاشم مع علي الجمل وشهد صفين وأبلى فيها بلاءً حسناً مذكوراً وبيده كانت راية علي على الرجالة يوم صفين ويومئذ قتل وهو القائل يومئذ:
أعور يبغي أهله محلا ... قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا
وقطعت رجله يومئذ فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ويقول:
الفحل يحمي شوله معقولا
وقاتل حتى قتل وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن وائلة:
يا هاشم الخير جزيت الجنة ... قاتلت في الله عدو السنة
أفلح بما فزت به من منه
وكانت صفين سنة سبع وثلاثين أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا قبيصة عن يونس عن ابن إسحاق عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يظهر المسلمون على جزيرة العرب ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على الأعور الدجال " .
هالة بن أبي هالة
التميمي أخو هند بن أبي هالة الأسيدي التميمي حليف بني عبد الدار بن قصي له صحبة روى عنه ابنه هند.
هبيب بن مغفل
الغفاري كان بالحبشة ثم أسلم وهاجر وشهد فتح مصر ثم سكنها وحديثه عندهم ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإزار: " من وطئه خيلاء وطئه في النار " . روى عنه أبو تميم الجيشاني.
هبيرة بن سبل
بن العجلان بن عتاب الثقفي وهو أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح أمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكان إسلامه بالحديبية واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة إذ سار إلى الطائف فيما ذكر الطبري.
هبيل بن وبرة
الأنصاري من بني عوف بن الخزرج أخو عصمة بن وبرة وقيل هما ابنا حصين بن وبرة وذكره إبراهيم بن المنذر قال: حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه فيمن شهد بدراً هبيل وعصمة ابنا وبرة من بني عوف بن الخزرج.
هداج الحنفي
أدرك الجاهلية روى عنه ابنه عبد الله بن هداج عن النبي صلى الله عليه وسلم في تصفير اللحية وتحميرها ليس إسناده قوياً.
هدار الكناني
له صحبة رضي الله عنه.
الهرماس بن زياد
الباهلي يكنى أبا حدير سكن البصرة وطال عمره روى عنه عكرمة بن عمار وغيره. روينا عن عكرمة بن عمار قال: حدثني الهرماس بن زياد الباهلي قال أبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا صبي صغير قد أردفني أبي وراءه على جمل فرأيته يخطب على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى قال: ومددت يدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام ليبايعني فلم يبايعني.
هرمي بن عبد الله
أحد بني واقف، كذا ذكره ابن إسحاق في البكائين لا هرم.
هريم بن عبد الله
بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي قتل يوم اليمامة شهيداً مع أخيه جنادة. روى عنه أبو تميم الحبشاني.
هلب الطائي

والد قبيصة بن هلب يقال: إن اسمه يزيد بن عدي ابن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أخرم الطائي وإن هلباً لقب. وقيل بل هو هلب بن يزيد بن قنافة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرع فمسح على رأسه فنبت شعره وهو كوفي. روى عنه ابنه قبيصة بن هلب أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم واضعاً يده اليمنى على اليسرى في الصلاة قال: ورأيته ينصرف عن يمينه وعن شماله في الصلاة وهو حديث صحيح.
همام بن الحارث
بن ضمرة شهد بدراً رضي الله عنه لا أعلم له رواية.
هنيدة بن خالد
الخزاعي له صحبة روى عنه ابو إسحاق السبيعي. قاله الطبري.
حرف الواو
باب واقد
واقد بن الحارث
الأنصاري له صحبة وهو القائل عند ابن عباس: أما كلام الناس فكلام خائف وأما العمل منهم فعمل آمن.
واقد بن عبد الله
التميمي اليربوعي الحنظلي من ولد يربوع بن مالك ابن زيد مناة بن تميم حليف بني عدي بن كعب وينسبونه واقد بن عبد الله ابن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم كان حليفاً للخطاب بن نفيل أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين بشر ابن البراء بن معرور وهو الذي قتل عمرو بن الحضرمي في أول يوم من رجب وكان واقد التميمي مع عبد الله بن جحش حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نخلة فلقي عمرو بن الحضرمي خارجاً نحو العراق فقتله واقد التميمي فبعث المشركون أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم تعظمون الشهر الحرام وتزعمون أن القتال فيه لا يصلح فما بال صاحبكم قتل صاحبنا؟ فأنزل الله عز وجل: " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه " . البقرة: 217. الآية. واقد هذا أول قاتل من المسلمين وعمرو بن الحضرمي أول قتيل من المشركين في الإسلام وشهد واقد بن عبد الله بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب وكان حليفاً للخطاب بن نفيل وفي قتل واقد اليربوعي هذا عمرو بن الحضرمي قال عمر بن الخطاب:
سقينا من ابن الحضرمي رماحنا ... بنخلة لما أوقد الحرب واقد
واقد مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم. روى عنه راذان قوله صلى الله عليه وسلم: " من أطاع الله فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصى الله فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن " .
باب وبرة
وبرة بن يحنس
يقال ابن محصن الخزاعي له صحبة وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داذويه الإصطخري وفيروز الديلمي وجشيش الديلمي باليمن ليقتلوا الأسود العنسي الذي ادعى النبوة. ذكر سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن ابن عباس قال قاتل النبي صلى الله عليه وسلم الأسود ومسيلمة وطليحة بالرسل ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن القيام بأمر الله والذب عن دينه يعني كانت هذه الحكاية في مرضه الذي مات فيه.
وبرة بن مشهر الحنفي
ويقال وبر بن مشهر الحنفي له صحبة كان أرسله مسيلمة الكذاب في جماعة منهم ابن النواحة الى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم من بينهم.
باب الوليد
الوليد بن جابر
بن ظالم البحتري من بني بحتر بن عتود وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً فهو عندهم. ومن بني بحتر بن عتود أبو عبادة الوليد بن عبيد الشاعر البحتري. هو بحتر بن عتود بن عنيز بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث من طيء.
الوليد بن عبادة
بن الصامت. له صحبة قاله هشام بن عمار عن حنظلة عن أبي حرزة يعقوب بن مجاهد عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: كنت أخرج مع أبي وكانت له صحبة. فذكر الحديث. وقد سمع عبادة بن الوليد من أبي اليسر كعب بن عمرو وذكر محمد بن سعد أن الوليد ابن عبادة ولد آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الهيثم بن عدي توفي في آخر خلافة عبد الملك بالشام.
الوليد بن عبد شمس
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. قتل يوم اليمامة شهيداً تحت لواء ابن عمه خالد بن الوليد وكان قد أسلم يوم الفتح.
الوليد بن عقبة

بن أبي معيط واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وقد قيل: إن ذكوان كان عبداً لأمية فاستلحقه والأول أكثر وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان فالوليد بن عقبة أخو عثمان لأمه. يكنى أبا وهب أسلم يوم الفتح هو وأخوه خالد بن عقبة وأظنه يومئذ كان قد ناهز الاحتلام. قال الوليد: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالبركة قال فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق فلم يسمح على رأسي ولم
يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني فلم يمسحني من أجل الخلوق وهذا الحديث رواه جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن أبي موسى الهمذاني ويقال الهمذاني كذلك ذكره البخاري على الشك عن الوليد بن عقبة وقالوا وأبو موسى هذا مجهول والحديث منكر مضطرب لا يصح ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبياً يوم الفتح. ويدل أيضاً على فساد ما رواه أبو موسى المجهول أن الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة فكانت هجرتها في الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة وقد ذكرنا الخبر بذلك في باب أم كلثوم ومن كان غلاماً مخلقاً يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا وذلك واضح والحمد لله رب العالمين.
ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عز وجل: " إن جاءكم فاسق بنبأ " . الحجرات:6. نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقاً. فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم ولم يعرف ما عندهم فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ " . الحجرات:6. الآية وروي عن مجاهد وقتادة مثل ما ذكرنا حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر بمصر حدثنا أحمد بن علي حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن هلال الوزان عن أبي ليلى في قوله عز وجل: " إن جاءكم فاسق بنبأ " . الحجرات:6. الآية. قال: نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ومن حديث الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب والوليد ابن عقبة في قصة ذكرها: " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون " . السجدة: 18. ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون فقال سعد أراكم والله ستجعلونها ملكاً.
وروى جعفر بن سليمان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال لما قدم الوليد بن عقبة أميراً على الكوفة أتاه ابن مسعود فقال له ما جاء بك قال جئت أميراً فقال ابن مسعود ما أدري أصلحت بعدنا أم فسد الناس وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله غفر الله لنا وله فلقد كان من رجال قريش ظرفاً وحلماً وشجاعة وأدباً وكان من الشعراء المطبوعين وكان الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون كان الوليد بن عقبة فاسقاً شريب الخمر وكان شاعراً كريماً تجاوز الله عنا وعنه.
قال أبو عمر: أخباره في شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي كثيرة يسمج بنا ذكرها هنا ونذكر منها طرفاً: ذكر عمر بن شبة قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال صلى الوليد ابن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت اليهم فقال: أزيدكم فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم.
قال: وحدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن الأجلح عن الشعبي في حديث الوليد بن عقبة حين شهدوا عليه فقال الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالغدر
نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم سكراً وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ... لقرنت بين الشفع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجري
وقال أيضاً:

تكلم في الصلاة وزاد فيها ... علانية وجاهر بالنفاق
ومج الخمر في سنن المصلى ... ونادى والجميع إلى افتراق
أزيدكم على أن تحمدوني ... فمالكم وما لي من خلاق
وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعاً مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار قال مصعب: كان الوليد بن عقبة من رجال قريش وشعرائها وكان له خلق ومروءة استعمله ثمان على الكوفة إذ عزل عنها سعداً فحمدوه وقتاً ثم رفعوا عليه فعزله نهم وولى سعيد بن العاص الكوفة وقال بعض شعرائهم:
فررت من الوليد إلى سعيد ... كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا
يلينا من قريش كل عام ... أمير محدث أو مستشار
لنا نار نخوفها فنخشى ... وليس لهم ولا يخشون نار
وقد روى فيما ذكر الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة بغياً وحسداً وشهدوا عليه زوراً أنه تقيأ الخمر وذكر القصة وفيها إن عثمان قال له: يا أخي اصبر فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث ولا له عند أهل العلم أصل.
والصحيح عندهم في ذلك ما رواه عبد العزيز بن المختار وسعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حصين بن المنذر بن أبي ساسان أنه ركب إلى عثمان فأخبره بقصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعاً ثم قال: أزيدكم فقال أحدهما: رأيته يشربها وقال الآخر: رأيته يتقيأها فقال عثمان إنه لم يتقيأها حتى شربها وقال لعلي: أقم عليه الحد فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد فأخذ السوط وجلده وعثمان يعد حتى بلغ أربعين فقال علي أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة.
وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن علي قال: جلد علي الوليد بن عقبة في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان قال أبو عمر أضاف الجلد إلى علي لأنه أمر به على الوجه الذي تقدم في الخمر. قال أبو عمر لم يرو الوليد بن عقبة سنة يحتاج فيها إليه.
وروى ابن إسحاق عن حارثة بن مضرب عن الوليد بن عقبة قال ما كانت نبوة إلا كان بعدها ملك. وسكن الوليد بن عقبة بالمدينة ثم نزل الكوفة وبنى بها داراً فلما قتل عثمان نزل البصرة ثم خرج إلى الرقة فنزلها واعتزل علياً ومعاوية ومات بها وبالرقة قبره وعقبه في ضيعة له وكان معاوية لا يرضاه وهو الذي حرضه على قتال علي فرب حريص محروم وهو القائل لمعاوية يحرضه ويغريه بعلي:
فوالله ما هند بأمك إن مضى النه ... ار ولم يثأر بعثمان ثائر
أيقتل عبد القوم سيد أهله ... ولم يقتلوه ليت أمك عاقر
وإنا متى نقتلهم لا يقد بهم ... مقيد وقد دارت عليه الدوائر
وهو القائل أيضاً:
ألا يا لليلي لا تغور نجومه ... إذا غار نجم لاح نجم يراقبه
بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
بني هاشم لا تعجلونا فإنه ... سواء علينا قاتلوه وسالبه
فإنا وإياكم وما كان بيننا ... كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه
بني هاشم كيف التعاقد بيننا ... وعند علي سيفه وحرائبه
لعمرك لا أنسى ابن أروى وقتله ... وهل ينسين الماء ما عاش شاربه
هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه
فأجابه الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
فلا تسألونا بالسلاح فإنه ... أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه
وإني لمجتاب إليكم بجحفل ... يصم السميع جرسه وجلائبه
وشبهته كسرى وما كان مثله ... شبيها بكسرى هديه وضرائبه
الوليد بن عمارة
بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن أخي خالد بن الوليد قتل هو وأبوه أبو عبيدة بن عمارة مع خالد ابن الوليد بالبطاح.
الوليد بن قيس

روى عنه وهب بن عقبة أنه قال كان بي مرض فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت.
الوليد بن الوليد
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو خالد بن الوليد أسر يوم بدر كافراً أسره عبد الله بن جحش ويقال أسره سليط بن قيس المازني الأنصاري فقدم في فدائه أخواه: خالد وهشام فتمنع عبد الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف درهم فجعل خالد يزيد لا يبلغ ذلك فقال هشام لخالد إنه ليس بابن أمك والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت. ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن جحش: " لا تقبل في فدائه إلا شكة أبيه الوليد " . وكانت الشكة درعاً فضفاضة وسيفاً وبيضة فأبى خالد ذلك وأطاع لذلك هشام بن الوليد لأنه أخوه لأبيه وأمه فأقيمت الشكة بمائة دينار فطاعا بذلك وسلماها إلى عبد الله بن جحش. فلما افتكاه أسلم فقيل له هلا أسلمت قبل أن تفتدي وأنت مع المسلمين فقال كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار فحبسوه بمكة. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة ثم أفلت من إسارهم ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد عمرة القضية، وكتب إلى أخيه خالد فوقع الإسلام في قلب خالد وكان سبب هجرته ذكر ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن الوليد بن الوليد كان يروع في منامه مثل حديث مالك سواء في قصة خالد بن الوليد أنه كان يروع في منامه الحديث إلى قوله تعالى: " وأن يحضرون " . المؤمنون: 98. وقالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبكي الوليد ابن الوليد بن المغيرة:
يا عين فابكي للوليد ... بن الوليد بن المغيرة
قد كان غيثاً في السني ... ين ورحمة فينا وميرة
ضخم الدسيعة ماجداً ... يسمو إلى طلب الوتيرة
مثل الوليد بن الولي ... د أبي الوليد كفى العشيرة
وقد قيل إن الوليد أفلت من قريش بمكة فخرج على رجليه فطلبوه فلم يدركوه شدا ونكبت إصبع من أصابعه فجعل يقول:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
فمات ببئر أبي عنبة على ميل من المدينة رضي الله عنه وقال مصعب والصحيح أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضية وكتب إلى أخيه خالد وكان خالد خرج من مكة فاراً لئلا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة كراهة الإسلام وأهله فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد فقال: لو أتانا لأكرمناه ومثله سقط عليه الإسلام في عقله فكتب بذلك الوليد إلى أخيه خالد فوقع الإسلام في قلب خالد وكان سبب هجرته.
باب وهب
وهب بن الأسود
القرشي الزهري هو ابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر زيد بن أسلم.
وهب بن حذافة
الغفاري ويقال المزني له صحبة يعد في أهل المدينة روى عنه واسع ابن حبان.
وهب بن خنبش
الطائي حديثه عند الشعبي وقال داود الأودي عن الشعبي هو هرم بن خنبش. ومن قال وهب أكثر وأحفظ وقول داود هرم خطأ والصواب وهب بن خنبش لا هرم بن خنبش.
وهب بن زمعة
أخو عبد الله بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي من مسلمة الفتح له خبر في حجة الوداع لا أحفظ له رواية وأخوه قد روى أحاديث ثلاثة.
وهب بن أبي سرح
بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن حارث ابن فهر بن مالك القرشي الفهري شهد بدراً مع أخيه عمرو وذكر موسى بن عقبة وهب بن أبي سرح فيمن شهد بدراً من بني فهر.
وهب بن سعد
بن أبي أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي هو أخو عبد الله بن سعد بن أبي سرح شهد أحداً والخندق والحديبية وخيبر وقتل يوم مؤتة شهيداً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين سويد بن عمرو فقتلا يوم مؤتة جميعاً.
وهب بن السماع
العوفي خبره في أعلام النبوة من حديث ابن عباس في طريقه ضعف.
وهب أبو جحيفة

السوائي هو مشهور بكنيته لم يختلفوا في اسمه واختلفوا في اسم أبيه فقال بعضهم: وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة بن جندب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة. وقيل: وهب ابن جابر وقيل وهب بن وهب توفي في إمارة بشر بن مروان بالكوفة وقد ذكرناه في الكنى. وروى زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت هذه منه وهي بيضاء وأشار إلى عنفقته فقيل له: مثل من كنت يومئذ قال: أبري النبل وأريشها.
وهب بن عمير
بن وهب بن خلف بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أسر يوم بدر كافراً ثم قدم أبوه بالمدينة فأطلق له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه وهب بن عمير فأسلم وكان له قدر وشرف وهو الذي بسط له رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه إذ جاءه يطلب الأمان لصفوان بن أمية ومات بالشام مجاهداً. وذكر الواقدي قال حدثني محمد بن أبي حميد عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: لما قدم عمير بن وهب يعني مكة بعد أن أسلم نزل في أهله ولم يقف بصفوان بن أمية فأظهر الإسلام ودعا اليه فبلغ ذلك صفوان فقال: قد عرفت حين لم يبدأ بي قبل منزله أنه قد ارتكس وصبأ ولا أكلمه أبداً ولا أنفعه ولا عياله بنافعة فوقف عمير عليه وهو في الحجر وناداه فأعرض عنه. فقال عمير: أنت سيد من ساداتنا أرأيت الذي كنا عليه من عبادة حجر والذبح له أهذا دين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فلم يجبه صفوان بكلمة.
وهب بن قابوس
المزني قدم من جبل مزينة مع ابن أخيه الحارث ابن عقبة بن قابوس بغنم لهما إلى المدينة فوجداها خلوا فسألا أين الناس فقيل بأحد يقاتلون المشركين فأسلما ثم خرجا وأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقاتلا المشركين قتالاً شديداً حتى قتلا بأحد.
وهب بن قيس
الثقفي حديثه عند أميمة بنت رقيقة عن أمها هناك جرى ذكره لا أعرفه بغير ذلك هذا أخو سفيان بن قيس بن أبان الطائي الثقفي.
باب الأفراد في حرف الواو
وائل بن حجر
بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي يكنى أبا هنيدة كان قيلاً من أقيال حضرموت وكان أبوه من ملوكهم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال: إنه بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه وقال يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة من حضرموت طائعاً راغباً في الله وفي رسوله وهو بقية أبناء الملوك فلما دخل عليه رحب به وأدناه من نفسه وقرب مجلسه وبسط له رداءه فأجلسه عليه مع نفسه على مقعده وقال: اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على أقيال من حضرموت وكتب معه ثلاثة كتب منها كتاب إلى المهاجر بن أبي أمية وكتاب إلى الأقيال والعباهلة وأقطعه أرضاً وأرسل
معه معاوية بن أبي سفيان فخرج معاوية راجلاً معه ووائل بن حجر على ناقته راكباً فشكا اليه معاوية حر الرمضاء فقال له: انتعل ظل الناقة فقال معاوية وما يغني ذلك عني لو جعلتني ردفك. فقال له وائل: اسكت فلست من أرداف الملوك وعاش وائل بن حجر حتى ولي معاوية الخلافة فدخل عليه وائل بن حجر فعرفه معاوية وأذكره بذلك ورحب به وأجازه لوفوده عليه فأبى من قبول جائزته وحبائه وأراد أن يرزقه فأبى من ذلك وقال يأخذه من هو أولى به مني فأنا في غنى عنه.
وكان وائل بن حجر زاجراً حسن الزجر وخرج يوماً من عند زياد بالكوفة وأميرها المغيرة فرأى غراباً ينعق فرجع إلى زياد فقال له يا أبا المغيرة هذا غراب يرحلك من ها هنا إلى خير فقدم رسول معاوية من يومه إلى زياد سر إلى البصرة والياً.
روى وائل بن حجر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه كليب بن شهاب وابناه: علقمة وعبد الجبار بن وائل بن حجر ولم يسمع عبد الجبار من أبيه فيما يقولون بيهما وائل بن علقمة.
وابصة بن معبد
بن مالك بن عبيد الأسدي من بني أسد بن خزيمة يكنى أبا شداد ويقال أبا قرصافة سكن الكوفة ثم تحول إلى الرقة ومات بها وله أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً رآه يصلي خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة.
واثلة بن الأسقع

بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة الليثي وقيل إنه واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر والأول أصح وأكثر إن شاء الله تعالى. أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى تبوك ويقال إنه خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين وكان من أهل الصفة. يقال: إنه نزل البصرة وله بها دار ثم سكن الشام وكان منزله على ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية يقال بها البلاط وشهد المغازي بدمشق وحمص ثم تحول إلى بيت المقدس ومات بها وهو ابن مائة سنة قيل بل توفي بدمشق في آخر خلافه عبد الملك سنة خمس أو ست وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة يكنى أبا الأسقع وقيل يكنى أبا محمد وقال ابن معين كنيته أبو قرصافة وهو قول الواقدي سكن الشام روى عنه الشاميون مكحول وعبد الله بن عامر اليحصبي وشداد بن عمارة وروى عنه أبو المليح بن أسامة الهذلي.
وحشي بن حرب
الحبشي من سودان مكة مولى لطعيمة بن عدي. ويقال: هو مولى جبير بن مطعم بن عدي كذا قال ابن إسحاق وأكثرهم قال يكنى أبا دسمة وهو الذي قتل حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكان يومئذ وحشي كافراً استخفى له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه وكان يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ واستشهد حمزة حينئذ ثم أسلم وحشي بعد أخذ الطائف وشهد اليمامة ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها حمزة وزعم أنه أصابه وقتله. وكان يقول: قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس حكى ذلك جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن وحشي. وفي خبره ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوحشي حين أسلم: " غيب وجهك عني يا وحشي لا أراك " . وذكر ابن إسحاق عن سليمان بن يسار أنه قال سمعت ابن عمر يقول: سمعت قائلاً يقول يوم اليمامة قتله العبد الأسود. وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب مات وحشي بن حرب في الخمر فيما زعموا.
قال أبو عمر: رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عن ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه حرب بن وحشي عن أبيه وحشي وهو إسناد ليس بالقوي يأتي بمناكير وقد ظن بعض أهل الحديث أن هذا الإسناد: وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده ليس هو وحشي هذا فغلط والله أعلم. وزعم محمد بن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بن حرب الذي يروي عنه ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب غير أبي دسمة قاتل حمزة وأن ذلك كان يسكن دمشق وهذا الذي روى عنه ولده سكن حمص وليس كما قال والذي سكن حمص هو الذي قتل حمزة ولا يصح وحشي بن حرب غيره.
والدليل على ذلك ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ. قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن مهران، قال: حدثنا محمد بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص وبها وحشي فقلنا لو أتيناه فسألناه عن قتله حمزة كيف قتله؟ فأقبلنا نحوه فلقينا رجلاً ونحن نسأل عنه فقال إنه رجل قد غلبت عليه الخمر فإن تجداه صاحياً تجداه رجلاً عربياً يحدثكما ما شئتما من حديث وإن تجداه على غير ذلك فانصرفا عنه فأقبلنا حتى انتهينا إليه وذكر تمام الخبر.
وفي هذا ما يدل على أن وحشياً قاتل حمزة سكن حمص وهو الذي يحدث عنه ولده. وهو إسناد ضعيف لا يحتج به. وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد والله أعلم.
وحوح بن الأسلت
واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك الأوسي الأنصاري أخو أبي قيس بن الأسلت الشاعر ولم يسلم أبو قيس بن الأسلت. ذكر الزبير عن عمه مصعب عن عبد الله بن محمد بن عمارة قال كانت لوحوح صحبة وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد، وله يقول أبو قيس أخوه حين خرج إلى مكة مع أبي عامر:
أرى وحوحاً ولى علي بأمره ... كأني امرؤ من حضرموت غريب
كأني امرؤ ولى ولا ود بيننا ... وأنت حبيب في الفؤاد قريب
وإن بني العلات قوم وإنني ... أخوك فلا يكذبك عنك كذوب
أخوك إذا تأتيك يوماً عظيمة ... تحملها والنائبات تنوب

في أبيات ذكرها. وذكروا أن أبا قيس بن الأسلت أقبل يريد النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عبد الله بن أبي: خفت والله سيوف بني الخزرج، فقال: لا جرم والله لا أسلم العام فمات في الحول.
وداعة بن أبي زيد
الأنصاري ذكره الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة مع علي قال وقتل أبوه أبو زيد شهيداً يوم أحد.
ودقة بن إياس
بن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان الأنصاري شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيداً.
وديعة بن عمرو
بن جراد بن يربوع الجهني حليف لبني سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري شهد بدراً وأحداً.
ورد بن خالد
كان على ميمنة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح.
وردان بن مخرم
بن مخرمة بن قرط بن جناب العنبري التميمي من بني العنبر بن عمرو بن تميم. قال الطبري: له ولأخيه حيدة بن مخرم صحبة وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما ودعا لهما.
وقاص بن مجزز
المدلجي. ذكر غير واحد من أهل العلم أنه قتل في غزوة ذي قرد مع محرز بن نضلة قاله ابن هشام، وأما ابن إسحاق فإنه قال: لم يقتل من المسلمين يومئذ غير محرز بن نضلة.
وهبان بن صيفي
الغفاري ويقال أهبان قد تقدم ذكره في باب الألف من هذا الكتاب، هو من ولد حرام بن غفار نزل البصرة وله بها دار بحضرة باب الأصبهاني سمع من النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت الفتنة فاتخذ سيفاً من خشب " . ولم يقاتل مع علي لهذا الحديث فلما حضره الموت قال: كفنوني في ثوبين قالت ابنته عديسة فزدنا ثوباً ثالثاً قميصاً ودفناه فأصبح ذلك القميص على المشجب موضوعاً. وروى خبره هذا ثقات أهل البصرة منهم معتمر بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري عن المعلى بن جابر قال حدثتني عديسة بنت وهبان الغفاري بذلك كله.
حرف الياء
باب يحيى
يحيى بن أسيد
بن حضير الأنصاري ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في سن من يحفظ. ولا أعلم له رواية وبه كان يكنى أبوه أسيد بن حضير.
يحيى بن حكيم
بن حزام القرشي الأسدي أسلم هو وأبوه وإخوته هشام وعبد الله وخالد يوم الفتح صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم.
يحيى بن خلاد
بن رافع الكندي سكن الكوفة روى عنه ابنه علي بن يحيى أحاديث عند إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى ابن خلاد عن أبيه عن جده وبهذا الإسناد أنه أتي به النبي صلى الله عليه وسلم يوم ولد فحنكه بتمرة وقال: لأسمينه باسم لم يسم به بعد يحيى ابن زكريا فسماه يحيى.
يحيى بن نقير
أبو زهير النميري الحمصي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجراد وقد ذكرناه في الكنى.
باب يزيد
يزيد بن الأخنس
السلمي شامي له صحبة يقال إنه شهد بدراً هو وأبوه وابنه معن ولا أعرفهم في البدريين. وإنما هم فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم معن ويزيد والأخنس روى عنه كثير بن مرة وسليم بن عامر.
يزيد بن أسد
بن كرز بن عامر القسري. جد خالد بن عبد الله القسري، يقال: إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " يا يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك " . وهذا الحديث يرويه خالد بن عبد الله القسري عن أبيه عن جده. وحكى يحيى ابن معين عن أهل خالد القسري أنهم كانوا ينكرون أن يكون لجد خالد صحبة قال يحيى بن معين. ولو كان جدهم لقي النبي صلى الله عليه وسلم لعرفوا ذلك ولم ينكروه. هذا قول يحيى بن معين. وخالفه الناس وعدوه في الصحابة لحديث هشيم وغيره عن سيار أبي الحكم قال: سمعت خالد بن عبد الله القسري يحدث عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك " .
يزيد بن الأسود
الجرشي أبو الأسود أدرك الجاهلية عداده في الشاميين. وروى أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة ابن حلبس قال: قلت ليزيد بن الأسود كم أتى عليك؟ قال أدركت الأصنام تعبد في قرية قومي.
يزيد بن الأسود

الخزاعي ويقال السوائي ويقال العامري وروى عنه ابنه جابر بن يزيد وهو معدود في الكوفيين. روى شريك عن يعلى ابن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود السوائي عن أبيه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فجاء رجلان فجلسا في أخريات الناس فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل عليهما بوجهه فقال: " إيتوني بهما " . فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال: " ما منعكما من الصلاة " . قالا صلينا في الرحال فقال: " إذا دخلتم والقوم في الصلاة فصلوا معهم فإن صلاتكم معهم نافلة " . فقال أحدهما استغفر لي يا رسول الله فقال: " غفر الله لك " . قال: ثم أخذت بيده فوضعتها على صدري فما وجدت كفاً أبرد ولا أطيب من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم. لهي أبرد من الثلج وأطيب من ريح المسك.
يزيد بن أسيد
بن ساعدة شهد أحداً مع أبيه أسيد بن ساعدة وعمه أبي حثمة الأنصاري.
يزيد بن أسير
الضبعي ويقال ابن بشير. وقال بعضهم فيه: أسير بن يزيد له خبر واحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم ذي قار: " هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم " .
يزيد بن أمية
أبو سنان الديلي ولد عام أحد في حين الوقعة روى عنه نافع مولى ابن عمر.
يزيد بن أوس
حليف لبني عبد الدار بن قصي. أسلم يوم فتح مكة وقتل يوم اليمامة شهيداً.
يزيد بن برذع
بن يزيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري شهد أحداً رضي الله عنه. قال العدوي في نسبه: سواد بن كعب بن الخزرج شهد أحداً وما بعدها ولا عقب له قال وقال ابن القداح: قتل يوم الحرة.
يزيد بن ثابت
بن الضحاك أخو زيد بن ثابت شقيقه وقد نسبنا زيداً في موضعه فأغنى ذلك عن نسب أخيه يزيد ها هنا يقال: إن يزيد بن ثابت شهد بدراً وقيل بل شهد أحداً وقتل يوم اليمامة شهيداً وذكر موسى ابن عقبة عن ابن شهاب أنه رمى يوم اليمامة بسهم فمات بالطريق راجعاً وروى عنه وأخوه زيد بن ثابت وروى عنه خارجة بن زيد ولا أحسبه سمع منه. قال البخاري: قال عثمان بن حكيم: أخذ بيدي خارجة بن زيد فأجلسني على قبر وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت إنما كره ذلك لمن أحدث عليه، وخرج النسائي وابن السكن حديث خارجة بن زيد عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على القبر قال ابن السكن وهذا رواه هشيم عن عثمان بن حكيم عن خارجة. وقال ابن السكن أيضاً: لم يرو يزيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث وكان أكبر من أخيه زيد. شهد بدراً ورواه قاسم بن مالك عن عثمان بن خارجة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن عمه.
يزيد بن ثعلبة
بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة البلوي حليف لبني سالم بن عوف بن الخزرج شهد بيعة العقبة الثانية يكنى أبا عبد الرحمن ذكره ابن إسحاق وقال الطبري: يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو ابن عمارة بن مالك من بني فزارة من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة شهد العقبتين جميعاً كذا قال الطبري خزمة بفتح الزاي فيما ذكر الدارقطني. وقال ابن إسحاق وابن الكلبي: خزمة بسكون الزاي وهو الصواب قال أبو عمر ليس في الأنصار خزمة بالتحريك ترى ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى وعمارة بفتح العين وتشديد الميم في بلي.
يزيد بن جارية
والد عبد الرحمن بن يزيد بن جارية شهد خطبة الوداع وروى منها ألفاظاً منها: " أرقاؤكم أرقاؤكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون " . الحديث يختلف في هذا الحديث فقد جعله ابن أبي خيثمة ليزيد ابن ركانة وجعله الأزرق ليزيد بن جارية وكذلك ذكره الأزدي الموصلي ليزيد بن جارية.
يزيد بن الحارث
بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب ابن الحارث بن الخزرج الأنصاري شهد بدراً وقتل يومئذ شهيداً وهو الذي يقال له ابن قسحم وقد قيل: إن يزيد هذا هو الذي قيل له قسحم قتله طعيمة ابن عدي. وقال موسى بن عقبة يزيد بن الحارث هو يزيد بن قسحم ذكره في البدريين آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يزيد بن الحارث هذا وبين ذي الشمالين.
يزيد بن حاطب

بن عمرو بن أمية بن رافع الأنصاري الأشهلي وقد قيل إنه من بني ظفر ومن نسبه في بني ظفر يقول: يزيد بن حاطب ابن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر واسم ظفر كعب ابن الخزرج قتل يوم أحد شهيداً.
يزيد بن حرام
بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي شهد بيعة العقبة.
يزيد بن حمزة
بن عوف قدم به أبوه حمزة بن عوف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعاه ومسح برأس يزيد ودعا له.
يزيد بن حوثرة
الأنصاري قال ابن الكلبي شهد أحداً وشهد صفين مع علي.
يزيد بن رقيش
بن رياب بن يعمر الأسدي من بني أسد بن خزيمة شهد بدراً ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما ومن قال فيه: أربد ابن رقيش فليس بشيء.
يزيد بن ركانة
بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي له صحبة ورواية ولأبيه ركانة صحبة ورواية. روى عن يزيد بن ركانة ابناه علي وعبد الرحمن وفي ابنه عبد الرحمن بن يزيد بن ركانة نظر. وروى عن يزيد بن ركانة أيضا أبو جعفر محمد بن علي.
يزيد بن زمعة
بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أمه قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه هو وأخوه عبد الله بن زمعة وقتل يزيد بن زمعة يوم حنين جمح به فرسه فقتل وكان من أشراف قريش ووجوههم وإليه كانت في الجاهلية المشورة وذلك أن قريشاً لم يجتمعوا على أمر إلا عرضوه عليه فإن وافق رأيهم رأيه سكت وإلا شغب فيه وكان له أعواناً حتى يرجع عنه ذكر الزبير. وقال: قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف. كذا قال الزبير يوم الطائف وقال ابن إسحاق: استشهد يوم حنين من قريش من بني أسد بن عبد العزى يزيد بن زمعة بن الأسود ابن المطلب ابن أسد.
يزيد بن أبي سفيان
بن حرب ابن أمية ابن عبد شمس ابن عبد مناف كان أفضل بني أبي سفيان. كان يقال له يزيد الخير أسلم يوم فتح مكة وشهد حنيناً وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال واستعمله أبو بكر الصديق وأوصاه وخرج يشيعه راجلاً.
قال ابن إسحاق لما قفل أبو بكر من الحج يعني سنة اثنتي عشرة بعث عمرو بن العاص ويزيد ابن أبي سفيان وأبا عبيد ابن الجراح وشرحبيل ابن حسنة إلى فلسطين وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء وكتب إلى خالد بن الوليد فسار إلى الشام فأغار على غسان بمرج راهط ثم سار فنزل على قناة بصرى وقدم عليه يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة فصالحت بصرى فكانت أول مدائن الشام فتحت ثم ساروا قبل فلسطين فالتقوا بالروم بأجنادين بين الرملة وبيت جبرين والأمراء كل على حدة. ومن الناس من يزعم أن عمرو بن العاص كان عليهم جميعاً فهزم الله المشركين وكان الفتح بأجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة فلما استخلف عمر ولى أبو عبيدة وفتح الله الشامات وولى يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها ثم لما مات أبو عبيدة استخلف معاذ بن جبل ومات معاذ فاستخلف يزيد بن أبي سفيان ومات يزيد فاستخلف أخاه معاوية وكان موت هؤلاء كلهم في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي قال حدثنا محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان أبي حسان قال أخبرني الوليد بن مسلم قال مات يزيد بن أبي سفيان سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيسارية.
يزيد بن سعيد
بن ثمامة الكندي. هو أبو السائب بن يزيد ابن أخت النمر حليف بني عبد شمس ويقال حليف أبي سفيان بن حرب أسلم يوم فتح مكة وسكن المدينة وهو حجازي. روى عنه ابنه السائب بن يزيد وقد تقدم ذكر السائب بن يزيد في كتابنا هذا وذكر الاختلاف في نسبه وحلفه.
يزيد بن السكن بن رافع
بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل هو أبو أسماء بنت يزيد بن السكن التي تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قتل يوم أحد شهيداً وقتل معه ابنه عامر بن يزيد رضي الله عنهما.
يزيد بن السكن الأنصاري

مدني روى عنه محمود بن عمرو بن يزيد ابن السكن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين. هو أخو زياد بن السكن فيما أحسب.
يزيد بن سلمة الضمري
سكن البصرة روى عنه ابنه عبد الحميد ابن يزيد ذكروه في الصحابة وفيه نظر.
يزيد بن سلمة بن يزيد
بن مشجعة بن مجمع بن مالك الجعفي كوفي روى عنه علقمة بن وائل.
يزيد بن سنان
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تحلفوا بالكعبة " .
يزيد بن سيف
ويقال ابن يوسف اليربوعي التميمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إن العريف يدفع في النار دفعاً " . حديثه عند ولده.
يزيد بن شجرة
الرهاوي شامي من مذحج. روى عنه مجاهد بن جبر له حديث واحد في فضل الجهاد مضطرب الإسناد ذكره خليفة بن خياط قال: بعث معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي سنة تسع وثلاثين ليقيم الحج للناس، فنازعه قثم بن العباس فسفر بينهما أبو سعيد الخدري وغيره فاصطلحوا على أن يقيم الحج شيبة بن عثمان ويصلي بالناس، وقتل يزيد بن شجرة في غزاة غزاها سنة خمس وخمسين شهيداً وقيل بل قتل في غزاة غزاها سنة ثمان وخمسين شهيداً.
يزيد بن شريح
له صحبة روى في الميسر.
يزيد بن شيبان
له صحبة. روى قصة ابن مربع في المناسك والمشاعر: " إنكم على إرث من إرث إبراهيم " .
يزيد بن طعمة
الأنصاري. ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة.
يزيد بن عامر
بن الأسود بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة السوائي حجازي يكنى أبا حاجر شهد حنيناً. روى عنه السائب بن يزيد وسعيد بن يسار.
يزيد بن عباية
الباهلي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقتي فصدقني ومسح رأسي. حديثه عند ولده.
يزيد بن عبد الله
البجلي. روى عنه ابنه حميد بن يزيد في فضل جرير بن عبد الله البجلي. مخرج حديثه عن ولده.
يزيد بن عبد المدان
ويزيد بن محجل الحارثيان. من بلحارث بن كعب. قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بلحارث مع خالد ابن الوليد رضي الله عنه فأسلموا وذلك في سنة عشر.
يزيد بن عمرو
التميمي. ويقال النميري. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع قيس بن عاصم وأصحابه. روى عنه عائذ بن ربيعة. أخبرنا خلف بن قاسم وعلي بن إبراهيم قالا: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر الدولابي محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثني قيس بن حفص قال: حدثنا دلهم بن دهيم العجلي عن عائذ بن ربيعة قال: حدثني قرة بن دعموص وقيس بن عاصم وأبو زهير بن أسيد بن جعونة ويزيد بن عمرو والحارث بن شريح قالوا: وفدنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: ما تعهد إلينا؟ فقال: " تقيمون الصلاة وتؤتون الزكاة وتحجون البيت وتصومون رمضان فإن فيه ليلة خير من ألف شهر " . وذكر الحديث.
يزيد بن قتادة
روى عنه حسان بن بلال في صحبته نظر.
يزيد بن قنافة
ويقال يزيد بن عدي بن قنافة وهو هلب والد قبيصة ابن هلب وقد تقدم ذكره في باب الهاء.
يزيد بن قيس
بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري به كان يكنى أبوه قيس بن الخطيم الشاعر شهد أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشاهد بعدها وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً قال قال العدوي وجرح يومئذ اثنتي عشرة جراحة وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يعني يوم أحد جاسراً فكان يقول: " يا جاسر أقبل يا جاسر أدبر " . قاله الطبري.
يزيد بن كعب البهزي
ويقال: إنه البهزي الذي روى عنه عمير بن سلمة الضمري. حديثه في حمار الوحش العقير بالروحاء الذي يرويه يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة كذا قال أبو جعفر العقيلي وغيره إن البهزي المذكور في ذلك الحديث اسمه يزيد ابن كعب. قال العقيلي: وأخبرنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم قال سمعت داود ابن رشيد يقول: اسم البهزي يزيد بن كعب.
يزيد بن مالك

بن عبد الله بن سلمة أبو سبرة الجعفي هو مشهور بكنيته وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابناه عزيز وسبرة وهو جد خيثمة ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي وقد ذكرناه في الكنى سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيزاً هذا عبد الرحمن هو والد خيثمة.
يزيد بن المزين
بن قيس بن عدي بن أمية بن خدارة هكذا قال الواقدي يزيد بن المزين وقال ابن إسحاق وموسى بن عقبة وعبد الله بن محمد بن عمارة هو زيد بن المزين وهو الصواب وقد ذكرناه في باب زيد.
يزيد بن معبد
القيسي الربعي يمامي. روى عنه ابنه معبد ابن يزيد.
يزيد بن المنذر
بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري شهد العقبة ثم بدراً وأحداً وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب.
يزيد بن نعامة
الضبي ويقال السوائي له أحاديث منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا آخى الرجل أخاً فليسأله عن اسمه واسم أبيه فإنه أوصل وأثبت في المودة " . روى عنه سعيد بن سليمان الربعي وكان يزيد بن نعامة شهد حنيناً مشركاً ثم أسلم بعد.
يزيد بن نويرة
بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ابن الحارث الأنصاري الحارثي شهد أحداً وقتل يوم النهروان شهيداً مع علي.
يزيد والد حجاج
روى عنه ابنه حجاج عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة وإذا طلبتم الخير فاطلبوه عند حسان الوجوه " . يدور حديثه هذا على هشام بن زياد أبي المقدام.
يزيد والد حكيم بن يزيد
الكرخي. روى عنه ابنه حكيم بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوا عباد الله يصب بعضهم من بعض فإذا استنصح أحدكم أخوه فلينصح له " . حديثه عند عطاء بن السائب عن حكيم بن يزيد عن أبيه هكذا رواه حماد بن سلمة عن عطاء وخالفه جرير فقال: عن عطاء ابن السائب عن حكيم بن أبي يزيد. وصوب ابن أبي خيثمة قول جرير. والله أعلم.
يزيد والد عبد الله
بن يزيد الخطمي. روى: " إنما الرقوب التي لا يعيش لها ولد " . الحديث وفيه نظر لأني أخشى أن يكون هذا الحديث من حديث بريدة الأسلمي ولعبد الله بن يزيد الخطمي صحبة وقد ذكرناه. وقال الدارقطني: عبد الله بن يزيد له صحبة وأبوه صحابي أيضاً.
باب يسار
يسار بن بلال
بن أحيحة بن الجلاح بن جحجبي بن كلفة الأنصاري من ولد الأوس. له صحبة ورواية وهو مشهور بكنيته وهو أبو ليلى والد عبد الرحمن بن أبي ليلى وجد الفقيه الكوفي القاضي محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف في اسم أبي ليلى وفي نسبه أيضاً، فرهطه ينسبونه إلى أحيحة بن الجلاح. وغيرهم يقول إنه من مولى بني عمرو بن عوف قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي ليلى يسار. وقيل: بل اسم أبي ليلى داود بن بلال. وقال ابن نمير والبخاري: اسمه يسار بن نمير ومولى بني عمرو بن عوف وفي القاضي ابن أبي ليلى يقول الشاعر:
وتزعم أنك ابن الجلاح ... وهيهات دعواك من أصلكا
يسار مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قيل: كان نوبياً وهو الراعي الذي قتله العرنيون الذين استاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأتي بهم فقتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم
وألقاهم في الحرة حتى ماتوا وذلك في سنة ست من الهجرة وكان العرنيون قد قطعوا يديه ورجليه وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات وأدخل المدينة ميتاً وهربوا بالسرح فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأدركوا وفعل بهم ما ذكر في حديث أنس وغيره.
يسار بن سبع
أبو غادية الجهني. ويقال المزني قال العقيلي: وهو أصح قال أبو عمر هو مشهور بكنيته. واختلف في اسمه واسم أبيه قيل: اسمه مسلم. وقيل: اسمه يسار بن سبع. وقيل يسار بن أريهر. يقال: إنه قاتل عمار. سكن واسط وكان يفرط في حب عثمان وقد ذكرناه في الكنى بأكثر من هذا.
يسار بن سويد

الجهني ويقال: يسار بن عبد الله هو والد مسلم ابن يسار يعد في أهل البصرة. وله أحاديث عند عبد الله بن مسلم ابن يسار عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم منها في المسح على الخفين وفي الصرف.
يسار بن عبد
ويقال يسار بن عمرو وابن عبد أشهر وأكثر وهو أبو عزة الهذلي. مشهور بكنيته روى عنه أبو المليح الهذلي.
يسار مولى أبي الهيثم
بن التيهان قتل يوم أحد شهيداً.
يسار مولى فضالة
بن هلال، سمع هو ومولاه فضالة بن هلال من النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكر علي بن عمر.
يسار أبو فكيهة
قال ابن إسحاق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في المجلس يجلس إليه المستضعفون من أصحابه: حباب وعمار وأبو فكيهة يسار. مولى صفوان بن أمية بن حرب ذكره ابن إسحاق في المغازي.
يسار الحبشي
كان مملوكاً لعامر اليهودي يرعى عليه غنماً. هذا قول الواقدي وأما ابن إسحاق فقال: اسم هذا الأسود أسلم. وقد ذكرناه في باب الألف.
باب يسير
يسير بن عمرو
الكندي ويقال الشيباني كوفي له صحبة. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: يسير بن عمرو جاهلي. وبعضهم يقول فيه أسير بن عمرو ويقال: يسير بن جابر هو يسير بن عمرو بن جابر. قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين وعاش إلى زمن الحجاج. روى عنه أبو عمرو الشيباني وقد تقدم ذكره في باب أسير من الألف في أول هذا الكتاب بأكثر من هذا، لأنه بالألف أكثر وأشهر روى ابن فضيل وأبو معاوية عن الشيباني عن أسير بن عمرو وكان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ابن إحدى عشرة سنة وروى عباس الدوري عن أبي نعيم قال حدثنا عمرو بن قيس بن يسير بن عمرو قال: أخبرني أبي عن يسير بن عمرو قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين قال عباس: وسمعت يحيى بن معين يقول: أبو الخيار الذي روى عن ابن مسعود اسمه أسير بن عمرو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان في زمانه ابن عشر سنين.
قال أبو عمر: وقد روى يسير بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أحدهما في تلقيح النخل والآخر في الحجم شفاء ذكرهما الدارقطني عن البغوي عن عثمان بن أبي شيبة عن معاوية عن ابن فضيل عن سليمان الشيباني عن يسير بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وقال علي بن المديني: أهل البصرة يقولون: أسير ابن جابر ويروون عنه عن عمر حديث أويس القرني. وأهل الكوفة يسمونه يسير بن عمرو وبعضهم يقولون أسير بن عمرو روى عنه من أهل البصرة زرارة بن أوفى ومحمد بن سيرين وأبو نضرة ورافع بن سحبان وأبو عمران الجوني وحميد بن هلال. وروى عنه من أهل الكوفة أبو إسحاق الشيباني والمسيب بن رافع وابنه قيس بن يسير.
يسير الأنصاري
حديثه عند أبي عوانة، عن داود بن عبد الله عن حميد بن الرحمن قال دخلت على يسير رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية فقال إنهم يقولون: إن يزيد ليس بخير أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنا أقول ذلك ولكن لأن يجمع الله أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن يفترق قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يأتيك في الجماعة إلا خير " .
باب يعقوب
يعقوب بن أوس
قاله خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن يعقوب بن أوس رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الخطأ شبه العمد الحديث وهذا لا يصح ولا يعرف في الصحابة يعقوب هذا عندهم. والصواب في هذا الحديث والله أعلم ما رواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يعقوب السدوسي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم.
يعقوب بن الحصين
روى عنه مجاهد حديثاً واحداً من حديث عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن يعقوب بن الحصين قال: كأني أنظر إلى خدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وهو يسلم عن يمينه وعن شماله ويجهر بالتسليم.
باب يعلى
يعلى بن أمية

التميمي ويقال يعلى ابن منية ينسب حيناً إلى أبيه وحيناً إلى أمه وهو يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي أبو صفوان وأكثرهم يقولون يكنى أبا خالد أسلم يوم الفتح وشهد حنيناً والطائف وتبوك. اختلف في نسب أمه منية بنت جابر فقيل منية بنت جابر ومن قال في عتبة بن غزوان بن الحارث بن جابر يقول: هي منية بنت الحارث ابن جابر بن وهيب أو وهب بن شبيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور وهي عمة عتبة بن غزوان هذا قول المدايني ومصعب وابنه عبد الله بن مصعب وقد قيل منية بنت غزوان أخت عتبة ابن غزوان وروى عنه ابنه صفوان بن يعلى وروى عنه عبد الله بن ثابت وخالد بن دريك قال يعقوب بن شيبة سمعت عبد الله بن مسلمة وعلي بن المديني يقولان وقد ذكرا يعلى بن أمية فقالا: أمه منية وأبوه أمية. قال علي: وهو رجل من بني تميم حليف لقريش بني نوفل بن عبد مناف وقال يعقوب بن شيبة: منية أمه وهي منية بنت غزوان أخت عتبة ابن غزوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: أهل الحديث وأصحاب التواريخ يقولون منية بنت غزوان أخت عتبة بنت غزوان ويقولون هي أم يعلى بن أمية وقال الطبري هي منية بنت جابر عمة عتبة بن غزوان وأم يعلى بن أمية وقال الزبير بن بكار هي جد يعلى بن أمية أم أبيه قيل له يعلى ابن منية نسب إلى جدته ولم يصب الزبير في ذلك والله أعلم.
قال أبو عمر: ذكر المدائني عن مسلمة بن محارب عن عوف الأعرابي قال: استعمل أبو بكر الصديق يعلى بن أمية على بلاد حلوان في الردة ثم عمل لعمر على بعض اليمن فحمى لنفسه حمى فبلغ ذلك عمر فأمره أن يمشي على رجليه إلى المدينة فمشى خمسة أيام أو ستة إلى صعدة وبلغه موت عمر فركب فقدم المدينة على عثمان فاستعمله على صنعاء ثم قدم وافداً على عثمان فمر علي على باب عثمان فرأى بغلته جوفاء عظيمة فقال: لمن هذه البغلة؟ فقالوا: هي ليعلى. قال: ليعلى والله وكان عظيم الشأن عند عثمان وله يقول الشاعر:
إذا ما دعا يعلى وزيد بن ثابت ... لأمر ينوب الناس أو لخطوب
وذكر المدايني عن ابن جعونة عن محمد بن يزيد بن طلحة قال: كان يعلى ابن أمية على الجند فبلغه قتل عثمان فأقبل لينصره فسقط عن بعيره في الطريق فانكسرت فخده فقدم مكة بعد انقضاء الحج فخرج إلى المسجد وهو كسير على سرير واستشرف إليه الناس واجتمعوا فقال: من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه وذكر عن مسلمة عن عوف قال: أعان يعلى بن أمية الزبير بأربعمائة ألف وحمل سبعين رجلاً من قريش وحمل عائشة على جمل يقال له عسكر كان اشتراه بمائتي دينار.
قال أبو عمر: كان يعلى بن أمية سخياً معروفاً بالسخاء وقتل يعلى بن أمية سنة ثمان وثلاثين بصفين مع علي بعد أن شهد الجمل مع عائشة وهو صاحب الجمل أعطاه عائشة وكان الجمل يسمى عسكراً ويقال: إنه تزوج بنت الزبير وبنت أبي لهب.
يعلى بن جارية
الثقفي. حليف لبني زهرة بن كلاب قتل يوم اليمامة شهيداً هكذا قال أبو معشر وقال ابن إسحاق: حي بن جارية.
يعلى بن حمزة
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي. قال مصعب: ولم يعقب أحد من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه وماتوا كلهم عن غير عقب فلم يبق لحمزة عقب.
يعلى بن مرة
بن وهب بن جابر الثقفي ويقال العامري. اسم أمه سيابة فربما نسب إليها فقيل يعلى ابن سيابة يكنى أبا المرازم شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية وخيبر والفتح وحنيناً والطائف. روى عنه ابنه عبد الله بن يعلى والمنهال بن عمرو وغيرهما. يعد في الكوفيين وقد قيل: إنه بصري وإن له داراً بالبصرة.
يعلى العامري
قال بعضهم: هو يعلى بن مرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحداً فيه فضيلة للحسنين رضي الله عنهما.
باب يعيش
يعيش بن طخفة

الغفاري. شامي حديثه عند ابن لهيعة قال: سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يحدث عن يعيش بن طخفة الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بناقة فقال: " من يحلبها " . فقام رجل فقال: أنا. فقال: " ما اسمك " . قال: مرة. قال: " اقعد " . ثم قام آخر فقال: " ما اسمك " . فقال: جمرة. قال: " اقعد " . قال يعيش: ثم قمت فقال: ما اسمك قلت: يعيش. قال: " احلب " .
يعيش الجهني
ذو الغرة. وقد تقدم ذكره في الذال في الأذواء حديثه عند ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن يعيش الجهني في الوضوء من لحوم الإبل.
باب الأفراد في حرف الياء
ياسر بن عامر
بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين ويقال ابن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس ابن مالك بن أدد بن زيد العنسي المذحجي حليف لبني مخزوم. ومنهم من يقول ياسر بن مالك فيسقط عامراً. ويقول أيضاً: عامر بن عنس فيسقط ياماً. والصحيح ما ذكرناه إن شاء الله تعالى. يكنى أبا عمار بابنه عمار ابن ياسر. كان قد قدم من اليمن وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية فولدت له عماراً فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالإسلام فأسلم ياسر وابنه عمار وسمية وعبد الله أخو عمار بن ياسر وكان إسلامهم قديماً في أول الإسلام وكانوا ممن يعذب في الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم وهم يعذبون فيقول: " صبراً يا آل ياسر اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت " .
ومن حديث ابن شهاب عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله فقال لهم: " صبراً يا آل ياسر إن موعدكم الجنة " .
يامين بن عمير
بن كعب بن عمرو بن جحاش من بني النضير أسلم على ماله فأحرزه وحسن إسلامه وهو من كبار الصحابة.
يربوع الجهني
قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من جهينة فنزلنا مسجده فدخلنا إليه وهو قاعد والناس حوله فقال: " مرحباً مرحباً بجهينة جهينة شوس في اللقاء مقاديم في الوغاء " .
يزداد والد عيسى
بن يزداد هو رجل يماني يقال له صحبة وأكثرهم لا يعرفونه وقد قيل: حديثه مرسل والحديث رواه عنه ابنه عيسى بن يزداد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا بال أحدكم فلنثر ذكره ثلاث نترات " . لم يرو عنه غير عيسى ابنه وهو حديث يدور على زمعة بن صالح قال البخاري: ليس حديثه بالقائم. وقال يحيى بن معين: لا يعرف عيسى هذا ولا أبوه وهو تحامل منه.
يعمر السعدي
والد أبي خزامة حديثه عند ابن شهاب سمع أبا خزامة ابن يعمر عن أبيه أنه قال: يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها هل ترد من قدر الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن ذلك من قدر الله " .
يوسف بن عبد الله
بن سلام وقد تقدم ذكر نسبه عند ذكر أبيه في بابه من هذا الكتاب ولا يختلفون أنه من بني إسرائيل من ولد يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أدرك يوسف هذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير أجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ومسح على رأسه وسماه يوسف. قال الواقدي: كنيته أبو يعقوب. قال أبو عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى أبو نعيم قال أخبرنا يحيى بن أبي الهيثم العطار قال حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام قال: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف وأقعدني في حجره ومسح على رأسي.
قال أبو عمر: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه محمد بن المنكدر وغيره. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز شعير ووضع عليها تمرة وقال: " هذه إدام هذه " . ثم أكلها.
يونس بن شداد
الأزدي حديثه عند أهل البصرة من رواية قتادة عن أبي قلابة عن أبي الشعثاء عن يونس بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم أيام التشريق.

كملت الأسماء بآخر الحروف والحمد لله رب العالمين على عونه وصلى الله على سيدنا محمد خاتم أنبيائه وسلم تسليماً كثيراً آمين آمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عونك يا كريم عونك يا كريم عونك يا كريم حسبنا الله ونعم الوكيل.
كتاب الكنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنفرد بالبقاء. الحي الدائم الذي لا يحول ولا يفنى. محيي الأموات ومميت الأحياء. ومحصيهم عدداً لا يشرك في حكمه أحداً وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم.
هذا كتاب ذكرت فيه من عرف من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بكنيته واشتهر بها ولم يوقف على اسمه أو وقف على اسمه ولكن غلبت عليه كنيته فلم يعرف إلا بكنيته ممن اختلف في اسمه أو اتفق عليه وجعلته كتاباً مفرداً وصلت به كتابي في الصحابة إذ هو جزء منه وآخر أبوابه وخاتمة فائدته وجريت فيه على شرط الإيجاز والاختصار ومجانبة التطويل والتكرار على حسب ما شرطنا في سائر الكتاب والله عز وجل الموفق للصواب وجعلته أيضاً على حروف المعجم ليكون أقرب على من أراد حفظه وعلمه وبالله عز وجل عوني وهو حسبي ونعم الوكيل لا شريك له.
باب الألف
آبي اللحم الغفاري
اسمه عبد الله بن عبد الملك على اختلاف في ذلك قد ذكرناه في العبادلة كان ممن شهد خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر خليفة عن الواقدي أنه كان ينزل الصفراء على ثلاثة أميال من المدينة وذكره في العبادلة أتم لأن هذه ليست له بكنية ولكنه صارت له كالكنية قيل: إنما قيل له آبي اللحم لأنه كان لا يأكل اللحم في الجاهلية وقيل: كان لا يأكل ما ذبح للأصنام.
أبو أبي ابن أم حرام
ربيب عبادة بن الصامت اسمه عبد الله قيل عبد الله بن أبي. وقيل عبد الله بن كعب. وقيل عبد الله بن عمرو بن قيس ابن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار.
وأمه أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم كان قديم الإسلام ممن صلى القبلتين يعد في الشاميين ذكره أبو احمد الحافظ قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن عمير قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن هارون الفريابي قال: حدثنا عمرو بن بكر بن تميم السكسكي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أبا أبي بن كعب ابن أم حرام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالسنا والسنوت. فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام " . قالوا: يا رسول الله وما السام؟ قال: " الموت " . قال: قلت لعمرو بن بكر: ما السنوت؟ قال: أما في هذا الحديث فالعسل. وأما في غريب كلام العرب فهو رب عكة السمن يخرج خططاً سوداء على السمن. قال الشاعر:
هم السمن بالسنوت لا الشر فيهم ... وهم يمنعون الجار أن يتفردا
قلت لعمرو: فما معنى لا الشر فيهم؟ قال: لا غش فيهم قلت فما معنى أن يتفردا؟ قال لا يستذل جارهم.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة الهمذاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف قال: حدثنا عمرو بن بكر وشداد بن عبد الرحمن من ولد شداد بن أوس قالا: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أبا أبي ابن أم حرام وكان صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام " . قالوا: يا رسول الله ما السام قال: " الموت " . قال عمرو بن بكر: قال ابن أبي عبلة: السنوت: الشبت: قال: وقال آخرون: بل هو العسل يكون في وعاء السمن وأنشد قول الشاعر:
هم السمن بالسنوت لا الشر فيهم ... وهم يمنعون الجار أن يتفردا
أبو أحمد بن جحش
الأعمى اسمه عبد بن جحش بن رياب بن يعمر ابن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر الأسدي.

أمه وأم أخيه عبد الله بن جحش بن رياب المجدع في الله أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل اسمه ثمامة ولا يصح. والصحيح في اسمه عبد وكان أبو أحمد هذا شاعراً. قال محمد بن إسحاق: كان أول من خرج إلى المدينة مهاجراً من مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رياب الأسدي حليف لبني أمية بن عبد شمس احتمل بأهله وبأخيه أبي أحمد بن جحش الشاعر الأعمى وكانت عند أبي أحمد الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب وتوفي أبو أحمد بن جحش بعد زينب بنت جحش أخته زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وفاتها سنة عشرين.
وقال يحيى بن معين: اسم أبي أحمد بن جحش عبد الله بن جحش بن قيس فلم يصنع شيئاً. والصحيح ما ذكرناه عبد بن جحش وأخواه عبد الله ابن جحش وعبيد الله بن جحش. مات عبيد الله بأرض الحبشة نصرانياً، وكانت تحته أم حبيبة بنت أبي سفيان وأخواتهم زينب بنت جحش وحمنة بنت جحش وأم حبيبة بنت جحش ولجميعهم صحبة.
أبو أخزم بن عتيك
بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول. قال الزبير: ومبذول هو عامر بن مالك بن النجار شهد أحداً وما بعدها من المشاهد واستشهد يوم جسر أبي عبيد.
أبو الأخنس بن حذافة
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أخو خنيس بن حذافة وعبد الله بن حذافة في صحبته نظر ولا يوقف له على اسم وقد مضى ذكر أخويه في مواضعهما.
أبو إدريس الخولاني
ولد في عام حنين. يعد في كبار التابعين كان قاضياً بدمشق بعد فضالة بن عبيد لمعاوية وابنه إلى أيام عبد الملك بن مروان مات في آخرها قاضياً. واسمه عائذ الله بن عبد الله بن عمر روى عن أبي إدريس أنه قال: ولدت عام حنين أو قال يوم حنين إذ هزم الله هوازن. وروى أبو اليمان الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عياش عن الوليد بن أبي السائب عن مكحول أنه كان إذا ذكر أبا إدريس الخولاني قال: ما رأيت مثله وكان مولده يوم حنين سمع عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وحذيفة ابن اليمان وأبا الدرداء وعبد الله بن مسعود وأبا ثعلبة الخشني. واختلف في سماعه من معاذ والصحيح أنه أدركه وروى عنه وسمع منه وقد يحتمل أن تكون رواية من روى عنه: فاتني معاذ أي فاتني في معنى كذا أو خبر كذا لأن أبا حازم وغيره روى عنه أنه رأى معاذ بن جبل وسمع منه ومن أدرك أبا عبيدة فقد أدرك معاذا لأنه مات قبله في طاعون عمواس وقد سئل الوليد بن مسلم وكان من العلماء بأخبار أهل الشام هل لقي أبو إدريس الخولاني معاذ بن جبل؟ فقال: نعم أدرك معاذ بن جبل وأبا عبيدة بن الجراح وهو ابن عشر سنين لأنه ولد عام حنين: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ذلك قال أبو عمر: روى عنه ربيعة بن يزيد وبشر بن عبد الله وابن شهاب الزهري ويونس بن ميسرة بن حلبس وغيرهم.
أبو أذينة
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " خير نسائكم الولود الودود المواتية المواسية " . روى عنه علي بن رباح اللخمي حديثه عند أهل مصر.
أبو أرطأة الأحمسي
الحصين بن ربيعة بن عامر بن الأزور والأزور اسمه مالك الشاعر له صحبة جرى ذكره في حديث جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ألا تريحونني من ذي الخلصة " . قال وكان بيتاً يعبد في الجاهلية يقال له الكعبة اليمانية. فقلت يا رسول الله إني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري فقال: " اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً " . قال: فنفرت إليه في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال فأتاها فحرقها وكسرها ثم بعث رجلاً من أحمس يقال له أبو أرطأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره فقال: والذي أنزل عليك الكتاب ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب قال: فبرك النبي صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات وقد ذكرناه في باب حصين.
أبو أروى الدوسي
حجازي كان ينزل ذا الحليفة روى عنه أبو سلمة ابن عبد الرحمن وأبو واقد المزني صالح بن محمد بن زائدة: مات في آخر خلافة معاوية وكان عثمانياً.
أبو الأزهر الأنماري

شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أخذ مضجعه قال: " بسم الله وضعت جنبي اللهم اغفر لي ذنبي وأخسىء شيطاني وثقل ميزاني وفك رهاني " . هكذا قال أبو مسهر عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه قال أبو داود: رواه أبو همام الأهوازي عن ثور بن يزيد عن خالد عن أبي الأزهر الأنماري وقال ربيعة بن يزيد الدمشقي. حدثني واثلة بن الأسقع وأبو الأزهر صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من طلب علماً فأدركه كتب له كفلان من الأجر ومن طلب علماً فلم يدركه كتب له كفل من الأجر " .
أبو الأزور ضرار
بن الأزور مذكور في باب اسمه.
أبو الأزور من وجوه الصحابة قصته في باب أبي جندل كان هو وأبو جندل وضرار بن الخطاب قد تأولوا في الخمر تأويلاً. وخبرهم مذكور في باب أبي جندل من هذا الكتاب واستشهد أبو الأزور بالشام مع أبي عبيدة وخبره عند ابن جريج من رواية حجاج وعبد الرزاق عنه.
أبو اسرائيل
رجل من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نذر ألا يتكلم وأن يقف صائماً للشمس ولا يستظل فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد ويستظل ويتكلم ويتم صومه. حديثه عند ابن عباس وعند جابر بن عبد الله ورواه طاووس عن أبي اسرائيل. رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مالك عن حميد بن قيس وثور بن زيد مرسلاً بمعناه وقيل: اسمه يسير والله أعلم بالصواب.
أبو الأسود سندر
ويقال عبد الله بن سندر ولا يصح سندر وإنما هو ابن سندر له صحبة حديثه عند أهل مصر مرفوعاً في أسلم وغفار وتجيب يرويه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن ابن سندر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب أجابت الله ورسوله " . قال أبو الخير: فقلت له: يا أبا الأسود أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر تجيب؟ قال: نعم. قلت: وأحدث الناس عنك بهذا قال: نعم.
أبو الأسود البهزي
ذكره محمد بن سعد الباوردي. وحديثه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى الغار فدميت إصبع من رجله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت " .
أبو أسيد ثابت الأنصاري
وقيل عبد الله بن ثابت كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة " . إسناده مضطرب فيه لا يصح. وقد قيل أبو أسيد بالضم والصواب بالفتح إن شاء الله تعالى.
أبو أسيد الساعدي
اسمه مالك بن ربيعة وقيل هلال بن ربيعة والأكثر يقولون مالك بن ربيعة بن البدن. وكذلك قال محمد بن فليح عن موسى بن عقبة وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى ابن عقبة: ابن البدي ويقال ابن البدن اختلف في كسر الدال وفتحها ابن عمرو ابن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج شهد بدراً يعد في الحجازيين وروى عقيل عن ابن شهاب قال قال أبو حازم عن سهل ابن سعد قال لي أبو أسيد الساعدي بعد ما ذهب بصره: يا بن أخي لو كنت أنت وأنا ببدر ثم أطلق الله لي بصري لأريتك الشعب الذي خرجت علينا منه الملائكة غير شك ولا تمار. قال ابن أبي حاتم لا أعلم للزهري عن أبي حازم غير هذا.
وكان رضي الله عنه قصيراً كثير شعر الرأس لا يغير شعر لحيته وقيل بل كان يصفرها وقد تقدم ذكره في باب الميم.
واختلف في وقت وفاته اختلافاً متبايناً فقيل توفي سنة ثلاثين وهذا عندي وهم والله أعلم وقيل بل توفي سنة ستين قاله المدايني. وقيل توفي سنة خمس وستين يقال له عقب بالمدينة وببغداد وهو آخر من مات من البدريين وقيل مات وهو ابن ثمان وسبعين.

وقد ذكر أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى قال أبو أسيد بن علي بن مالك الأنصاري له صحبة وقد ذكر له خبراً عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة وبعث أبا أسيد بن علي بن مالك الأنصاري إلى امرأة من بني عامر بن صعصعة فخطبها عليه ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم رآها فأنكحها إياه أبو أسيد قبل أن يراها النبي صلى الله عليه وسلم. فجعل أبا أسيد هذا غير أبي أسيد الساعدي فأوهم وأتى بالخطأ وإنما هو أسيد الساعدي الذي خطب على رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسب ما ذكرناه في كتاب النساء.
أبو أسيرة بن الحارث
بن علقمة ذكره الواقدي فيمن قتل يوم أحد وقال فيه أبو هبيرة مرة وأبو أسيرة أخرى. وقال غيره: أبو أسيرة هو أخو أبي هبيرة وقد ذكرنا أبا هبيرة في باب الهاء من الكنى ولله الحمد. وذكر الواقدي أن خالد بن الوليد قتل أبا أسيرة يوم أحد شهيداً وكان خالد بن الوليد يومئذ على خيل المشركين وقد قيل إن أبا أسيرة غلط فيه الواقدي وهو أبو هبيرة والله أعلم.
أبو الأعور بن الحارث
بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري. شهد بدراً وأحداً وكذا قال ابن إسحاق أبو الأعور بن الحارث وقال: اسمه كعب بن الحارث وتابعه قوم. وقال ابن عمارة: اسم أبي الأعور الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب وإنما كعب عم أبي الأعور فسماه به من لا يعرف النسب وهو خطأ وبه قال ابن هشام ويقال أبو الأعور الحارث بن ظالم والصواب ما قال به ابن إسحاق وكذلك قال موسى بن عقبة أبو الأعور بن الحارث.
أبو الأعور الجرمي
روى عنه جبير بن نفير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا الأعور في حديث ذكره.
أبو الأعور السلمي
اسمه عمرو بن سفيان بن قائف بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. وقال بعضهم فيه: سفيان بن عمرو والأول أكثر وقد قيل فيه الثقفي وليس بشيء. يعد في الصحابة وقال أبو حاتم الرازي: لا تصح له صحبة ولا رواية وشهد حنيناً كافراً ثم أسلم بعد هو ومالك بن عوف النصري وحدث بقصة هزيمة هوازن بحنين ثم كان هو وعمرو بن العاص مع معاوية بصفين وكان من أشد من عنده على علي وكان علي يذكره في القنوت في صلاة الغداة يقول: اللهم عليك به مع قوم يدعو عليهم في قنوته.
أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار الأنصاري الخزرجي أمه سعاد بنت رافع من بني الحارث بن الخزرج عقبي شهد العقبة الأولى والثانية وهو أحد النقباء ليلة العقبة وكان أول من قدم بالإسلام المدينة هو وذكوان بن عبد قيس فيما ذكر الواقدي. قال: ومات في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة قبل بدر في وقت بنيان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده. وقيل: بل مات قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والقول الأول أصح. ودفن بالبقيع وهو أول من دفن بالبقيع فيما تقول الأنصار وأما المهاجرون فيقولون أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون. ولما مات أبو أمامة جاءت بنو النجار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: قد مات نقيبنا فنقب علينا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا نقيبكم " . روى ابن جريج عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد أبا أمامة أسعد بن زرارة وكان رأس النقباء ليلة العقبة أخذته الشوكة بالمدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بئس الميت هذا لليهود " . يقولون ألا دفع عن صاحبه ولا أملك له ولا لنفسي شيئاً فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكوى من الشوكة طوق عنقه بالكي فلم يلبث إلا يسيراً حتى مات وقد ذكرنا هذا الخبر من وجوه في كتاب التمهيد والحمد لله.
أبو أمامة بن ثعلبة

الحارثي الأنصاري اسمه إياس بن ثعلبة من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج. وقيل اسمه ثعلبة وقيل سهل ولا يصح فيه غير إياس بن ثعلبة له عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث: أحدها " من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه: والثاني " البذاذة من الإيمان " والثالث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أمه بعد أن دفنت. وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار ولم يشهد بدراً وكان قد أجمع على الخروج إليها مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت أمه مريضة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمقام على أمه فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر وقد توفيت فصلى عليها.
ذكر عمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثني عبد الله بن المنيب المدني عن جده عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه أبي أمامة بن ثعلبة قال: لما هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى بدر أجمع الخروج معه فقال له خاله أبو بردة بن نيار: أقم على أمك قال بل أنت فأقم على أختك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أبا أمامة بالمقام على أمه وخرج أبو بردة فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توفيت فصلى عليها.
أبو أمامة بن سهل
بن حنيف بن وهب الأنصاري من بني عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس اسمه أسعد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة أبي أمه وكناه بكنيته ودعا له وبرك عليه توفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة وهو ابن نيف وتسعين سنة. روى الليث بن سعد عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو أمامة بن سهل ابن حنيف وكان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر يعد في كبار التابعين.
أبو أمامة الباهلي
اسمه صدى بن عجلان لم يختلفوا في ذلك واختلفوا في نسبه إلى باهلة وهو مالك بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بزيادة رجل في نسبه ونقصان آخر فلم أر لذكره وجهاً وجعله بعضهم من بني سهم في باهلة وخالفه غيرهم في ذلك ولم يختلفوا أنه من باهلة وقد ذكرنا باهلة وما قيل فيها في كتاب قبائل الرواة. سكن أبو أمامة الباهلي مصر ثم انتقل منها إلى حمص فسكنها ومات بها وكان من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر حديثه عند الشاميين توفي سنة إحدى وثمانين وقيل سنة ست وثمانين وهو آخر من مات بالشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول بعضهم.
أبو أمامة الفزاري
وقيل هو أبو أمية غير منسوب ذكره الحاكم أبو أحمد في باب أبي أمية وذكر له هذا الحديث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم ولم يصنع أبو احمد الحاكم شيئاً والله أعلم. حديثه عند شريك عن أبي جعفر الفراء أنه سمع أبا أمية. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو أمية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني فزارة.
أبو أميمة الجشمي
ذكره بعض من ألف في الصحابة وذكر له حديثاً في الصيام من حديث الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن عصام بن يحيى عنه مرفوعاً مثل حديث القشيري: :إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة " . وهذا حديث مضطرب الإسناد ولا يعرف أبو أميمة هذا. ومنهم من يقول فيه أبو تميمة ولا يصح أيضاً. ومنهم من يقول فيه أبو أمية ولا يصح شيء من ذلك من جهة الإسناد.
أبو أمية الجمحي
قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال له: " إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر " . لا أعرفه بغير هذا ذكره بعضهم في الصحابة وفيه نظر. وفي الصحابة من بني جمح من يكنى أبا أمية صفوان بن أمية وعمير بن وهب كلاهما يكنى أبا أمية.
أبو أمية الضمري
ذكره العقيلي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن موسى بن إسماعيل عن أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أمية الضمري أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تنتظر الغداء " ؟. فقال إني صائم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة " .
قال أبو عمر المحفوظ في هذا حديث أنس بن مالك القشيري من حديث أبي قلابة وغيره وهو حديث كثير الاضطراب ولا يصح من جهة الاسناد والله أعلم وعمرو بن أمية الضمري يكنى أبا أمية وأبو قلابة روى عن أبي المهاجر عنه " .

أبو أمية الفزاري
رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم روى عنه أبو جعفر الفراء. يعد في الكوفيين حديثه عند أبي نعيم عن شريك عن أبي جعفر الفراء قال: سمعت أبا أمية قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم. وقد قيل فيه أبو أمية غير منسوب. ذكره الحاكم أبو أحمد في باب أبي آمنة، وذكر له هذا الحديث ولم يصنع أبو أحمد الحاكم شيئاً والله أعلم. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو أمية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني فزارة.
أبو أمية المخزومي
حديثه عند حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن المنذر مولى أبي ذر عن أبي أمية المخزومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسارق اعترف ولم يوجد عنده متاع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما إخالك سرقت " . الحديث. ذكره العقيلي في الصحابة. وذكره الحاكم فقال أبو أمية المخزومي وذكر له هذا الخبر: " ما إخالك سرقت " مرتين. قال: بلى فأمر به فقطع فقال قل استغفر الله وأتوب إليه فقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم تب عليه " . وهذا الخبر قد روي بنحو هذا عن رجل من الأنصار.
أبو أوس بن أوس
أخبرنا حكم بن محمد حدثنا أحمد بن إسماعيل الدولابي حدثنا ليث الشامي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن أبي أوس بن أوس قال: رأيت أبي يمسح على نعليه فأنكرت عليه ذلك فقلت تمسح على النعلين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عليهما أوس بن حذيفة وأوس ابنه مذكوران في الصحابة ذكره أبو عمر.
أبو أوس تميم بن حجر
الأسلمي. ويقال أبو تميم أوس بن حجر الأسلمي كان ينزل الخذوات بناحية العرج والخذوات بلاد أسلم وأسلم هو: ابن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر له صحبة ذكره الواقدي.
أبو أوفى
والد عبد الله بن أبي أوفى ووالد زيد بن أبي أوفى. قيل اسمه علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فصلى على آله حديثه عند الكوفيين.
أبو إياس الديلي
ويقال الكناني وهو من كنانة من بني الديل رهط أبي الأسود الديلي وهو من أشرافهم وعمه سارية بن زنيم الذي قال فيه عمر بن الخطاب يا سارية الجبل الجبل وكان أبو إياس شاعراً وهو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
تعلم رسول الله أنك قادر ... على كل حاب من تهام ومنجد
وهي أبيات كثيرة منها قوله فيها:
وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد
وله ابن شاعر يقال له أنس بن أبي إياس استخلفه الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان حين حضرته الوفاة فعزله زياد وولى خليد بن عبد الله الحنفي فقال أنس:
ألا من مبلغ عني زياداً ... مغلغلة يخب بها البريد
أتعزلني وتطعمها خليداً ... لقد لاقت حنيفة ما تريد
أبو أيمن
مولى عمرو بن الجموح قتل يوم أحد شهيداً وقد قيل إن أبا ايمن هذا أحد بني عمرو بن الجموح فإنه شهد أحداً مع خالد بن عمرو ابن الجموح فقتلوا هنالك.
أبو أيوب الأنصاري
اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين في خلافة معاوية تحت راية يزيد. وقيل إن يزيد أمر بالخيل فجعلت تدبر وتقبل على قبره حتى عفا أثر قبره روي هذا عن مجاهد وقد قيل إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب لقد كان لكم الليلة شأن عظيم فقالوا هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاماً وقد دفناه حيث رأيتم والله لئن نبش لأضرب لكم ناقوس أبداً في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.

وروي هذا المعنى أيضاً عن مجاهد قال مجاهد كانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا. قال شعبة: سألت الحكم أشهد أبو أيوب صفين مع علي قال لا ولكنه شهد النهروان وغيره يقول: شهد صفين مع علي وقد تقدم في باب اسمه من خبره ما هو أكثر من هذا. وقال ابن القاسم عن مالك: بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون وقال ابن الكلبي وابن إسحاق شهد أبو أيوب مع علي الجمل وصفين وكان على مقدمته يوم النهروان ولأبي أيوب عقب وروى أيوب عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن أبا أيوب شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً ثم لم يتخلف عن غزوة غزاها في كل عام إلى أن مات بأرض الروم رضي الله عنه فلما ولى معاوية يزيد على الجيش الذي بعثه إلى القسطنطينية جعل أبو أيوب يقول وما علي أن أمر علينا شاب فمرض في غزوته تلك فدخل عليه يزيد يعوده وقال أوصني: قال: إذا مت فكفوني ثم مر الناس فليركبوا ثم يسيروا في أرض العدو حتى إذا لم تجدوا مساغاً فادفنوني. قال ففعلوا ذلك. قال وكان أبو أيوب يقول: قال الله عز وجل: " انفروا خفافاً وثقالاً " . التوبة: 42. فلا أجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً.
وروى قرة بن خالد عن أبي يزيد المدني قال كان أبو أيوب والمقداد ابن الأسود يقولان: أمرنا أن ننفر على كل حال ويتأولان انفروا خفافاً وثقالاً.
أبو واثلة راشد السلمي
له صحبة يعد في أهل الحجاز.
باب الباء
أبو البداح بن عاصم
بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي من قضاعة ثم الأنصاري حليف لبني عمرو بن عوف. اختلف فيه فقيل الصحبة لأبيه وهو من التابعين. وقيل أبو البداح له صحبة وهو الذي توفي عن سبيعة الأسلمية إذ خطبها أبو السنابل بن بعكك ذكره ابن جريج وغيره وهو الصحيح في أن له صحبة والأكثر يذكرونه في الصحابة وقيل أبو البداح لقب وكنيته أبو عمرو.
أبو بردة بن قيس
الأشعري أخو أبي موسى الأشعري اسمه عامر ابن قيس بن سليم بن حضار بن حرب قد تقدم ذكر نسبه في باب اسم أخيه حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون " .
حدثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا أبو بكر بن محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى قال خرجنا من اليمن في بضع وخمسين رجلاً من قومنا إما قال: اثنين وخمسين أو ثلاثة وخمسين ونحن ثلاثة إخوة: أبو موسى وأبو رهم وأبو بردة فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي بأرض الحبشة وعنده جعفر بن أبي طالب وأصحابه فأقبلنا جميعاً في سفينتنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر وذكر تمام الخبر.
أبو بردة بن نيار
اسمه هانيء بن نيار هذا قول أهل الحديث وقيل هانئ بن عمرو. هذا قول ابن إسحاق. وقيل بل اسمه الحارث بن عمرو وذكره هشيم عن الأشعث عن عدي بن ثابت عن البراء قال: مر بي خالي وهو الحارث بن عمرو وهو أبو بردة بن نيار. وقيل: مالك بن هبيرة قاله إبراهيم بن عبد الله الخزاعي. ولم يختلفوا أنه من بلي وينسبونه: هاني ابن عمرو بن نيار والأكثر يقولون: هاني بن نيار بن عبيد بن كلاب بن غنم بن هبيرة بن ذهل بن هاني بن بلي بن عمرو بن حلوان بن الحاف بن قضاعة البلوي حليف الأنصار لبني حارثة منهم كان رضي الله عنه عقبياً بدرياً.
وشهد أبو بردة بن نيار العقبة الثانية مع السبعين في قول موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي وقال أبو معشر: شهد بدراً وأحداً وسائر المشاهد وكانت معه راية بني حارثة في غزوة الفتح. قال الواقدي: توفي في أول خلافة معاوية بعد شهوده مع علي حروبه كلها قال الواقدي انخذل عبد الله بن أبي بن سلول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين خروجه إلى أحد بثلاثمائة وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة وكان المشركون ثلاثة آلاف والخيل مائتا فارس والظعن خمس عشرة امرأة وكان في المشركين سبعمائة دارع وكان في المسلمين مائة دارع ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان: فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرس لأبي بردة بن نيار الحارثي يعني حليفا لهم.
أبو بردة الظفري

الأنصاري وظفر هو كعب بن مالك بن الأوس حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: " يخرج في الكاهنين رجل يدرس القرآن درساً لا يدرسه أحد بعده " . ذكره ابن وهب عن أبي صخر عن عبيد الله بن مغيث بن أبي بردة الظفري عن أبيه عن جده قال أبو عمر: يقولون إنه محمد بن كعب القرظي والكاهنان قريظة والنضير.
أبو بردة الأنصاري
روى عنه جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " . حديثه هذا عند بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن أبي بردة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن زهير: لا أدري هذا هو الظفري أو غيره. وقال غيره: هذا الحديث رواه جابر عن أبي بردة بن نيار وذكره في باب أبي بردة بن نيار.
أبو برزة الأسلمي
اختلف في اسمه واسم أبيه وأصح ما في ذلك قول من قال: اسمه نضلة بن عبيد وهو قول أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال غيرهما: أبو برزة نضلة بن عبد الله ويقال نضلة بن عائذ وينسب نضلة بن عبيد بن الحارث ابن جبال بن دعبل بن ربيعة بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي نزل البصرة وله بها دار وأتى خراسان فنزل مرو ومات بالبصرة بعد ولاية ابن زياد وقبل موت معاوية سنة ستين. وقيل: بل مات سنة أربع وستين.
أبو بشير الأنصاري
قيل: المازني الأنصاري وقيل الساعدي الأنصاري وقيل الأنصاري الحازمي لا يوقف له على اسم صحيح ولا سماه من يوثق به ويعتمد عليه وقد قيل اسمه قيس بن عبيد من بني النجار ولا يصح والله أعلم. ومن قال ذلك نسبه فقال قيس بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن الجعد من بني مازن ابن النجار له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عباد ابن تميم وعمارة بن غزية وضمرة بن سعيد وسعيد بن نافع فرواية عباد ابن تميم عنه من حديث مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاري أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً مولاه قال عبد الله بن أبي بكر: حسبت أنه قال والناس في مقيلهم: " لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت " .
وحديث سعيد بن نافع عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس حتى ترتفع.
وحديث عمارة بن غزية عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها يعني المدينة.
وروت عنه ابنته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الحمى من فيح جهنم " . كل هذا عندي لرجل واحد. ومنهم من يجعل هذه الأحاديث لرجلين ومنهم يجعلها لثلاثة والصحيح أنه رجل واحد ليس في الصحابة أبو بشير غيره. وقال خليفة: مات أبو بشير بعد الحرة وكان قد عمر طويلاً وقيل مات سنة أربعين والأول أصح لأنه أدرك الحرة وما أعلم فيهم من يكنى أبا بشير بعد إلا الحارث بن خزيمة بن عدي الأنصاري فإنه يكنى أبا بشير فيما ذكر الواقدي وفي الصحابة من يكنى أبا بشير البراء بن معرور وعباد بن بشر.
أبو بصرة الغفاري
اختلف في اسمه فقيل جميل بن بصرة وقيل حميل وكل ذلك مضبوط محفوظ عنهم وأصح ذلك جميل وهو جميل. ابن بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار روى عنه أبو هريرة أخبرنا خلف ابن قاسم حدثنا أبو الحسن الطوسي حدثنا محمد بن سليمان حدثنا محمد ابن إسماعيل أخبرني سعيد بن أبي مريم. حدثنا محمد بن جعفر أخبرني زيد ابن أسلم عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: أتيت الطور فلقيت جميل بن بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر الحديث.
وقال يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن سعيد بن سعيد المقبري أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة وهو مقبل من الطور فذكر الحديث. وقال علي بن المديني: اسم أبي بصرة الغفاري جميل بن بصرة قاله لي بعض ولده روى عنه أبو تميم الجيشاني مرفوعاً في المحافظة على صلاة العصر وأنه لا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم سكن أبو بصرة الحجاز ثم تحول إلى مصر ويقال إن عزة التي يشبب بها كثير عزة هي بنت ابنه والله أعلم.
أبو بصير

اختلف في اسمه ونسبه فقيل عبيد بن أسيد بن جارية. وذكر خليفة عن أبي معشر قال: اسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد ابن عبد الله بن سلمة بن عبد الله غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف بن منبه ابن بكر بن هوازن حليف لبني زهرة وقال ابن إسحاق: أبو بصير عتبة ابن أسيد بن جارية. قال ابن شهاب: هو رجل من قريش. وقال ابن هشام " هو ثقفي وأظن أن ابن شهاب نسبه إلى حلفه بني زهرة وله قصة في المغازي عجيبة ذكرها ابن إسحاق وغيره وقد رواها معمر عن ابن شهاب ذكر عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب في قصة القضية عام الحديبية قال: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلت قريش في طلبه رجلين فقالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم العهد الذي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلما فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجلين فخرجا حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا جيداً يا فلان فاستله الآخر وقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال له أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال له النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه: " لقد رأى هذا ذعراً " . فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا رسول الله قد والله وفت ذمتك وقد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد فلما سمع ذلك علم أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وانفلت منهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم إلا أرسل إليهم فمن أتاك منهم فهو آمن.
وذكر موسى بن عقبة هذا الخبر في أبي بصير بأتم ألفاظ وأكمل سياقه قال وكان أبو بصير يصلي لأصحابه وكان يكثر من قول الله العلي الأكبر من ينصر الله فسوف ينصره فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمهم ، واجتمع إلى أبي جندل حين سمع بقدومه ناس من بني غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب حتى بلغوا ثلاثمائة وهم مسلمون فأقاموا مع أبي جندل وأبي بصير لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها.
وذكر مرور أبي العاص بن الربيع بهم وقصته قال وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم فقدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جندل وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقرؤه فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجداً.
وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى.
أبو بصيرة
ذكره سيف بن عمر فيمن شهد قتال اليمامة من الأنصار وذكر له هناك خبراً.
أبو بكر الصديق
هو عبد الله بن أبي قحافة، واسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي التيمي.
لم يختلفوا في اسمه ولا اسم أبيه وكذلك لم يختلفوا أن لقبه " عتيق " وقد اختلف في المعنى الذي قيل له من أجله عتيق على ما قد ذكرناه في باب اسمه من " العبادلة " من هذا الكتاب وأمه أم الخير واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابنة عمه وقد ذكرنا من مناقبه وعيون أخباره فب باب اسمه ما فيه اكتفاء وشفاء والحمد لله، روى الحبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: " من أكبر أنا أو أنت " . فقال له: أنت أكبر وأكرم وخير مني وأنا أسن منك وهذا الخبر لا يعرف إلا بهذا الإسناد وأحسبه وهماً لأن جمهور أهل العلم بالأخبار والسير والآثار يقولون: إن أبا بكر استوفى بمدة خلافته سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
أبو بكرة الثقفي

اسمه نفيع بن مسروح وقيل نفيع بن الحارث ابن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن عبدة بن عوف بن قسي وهو ثقيف وأم أبي بكرة سمية جارية الحارث بن كلدة وقد ذكرنا خبرها في باب زياد لأنها أمهما وكان أبو بكرة يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأبى أن ينتسب وكان قد نزل يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف فأسلم في غلمان من غلمان أهل الطائف فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عد في مواليه.
قال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول: أملي علي هوذة بن خليفة البكراوي نسبه الى أبي بكرة فلما بلغ الى أبي بكرة قلت ابن من؟ قال: دع لا تزده. وكان أبو بكرة يقول أنا من إخوانكم في الدين وأنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أبى الناس إلا أن ينتسبوني فأنا نفيع ابن مسروح. وكان من فضلاء الصحابة وهو الذي شهد على المغيرة بن شعبة فبت الشهادة وجلده عمر حد القذف إذ لم تتم الشهادة ثم قال له عمر تب تقبل شهادتك. فقال له: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي. قال: أجل. قال: لا جرم إني لا أشهد بين اثنين أبداً ما بقيت في الدنيا.
روى ابن عيينة ومحمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد ابن المسيب قال: شهد على المغيرة ثلاثة ونكل زياد فجلد عمر الثلاثة ثم استتابهم فتاب اثنان فجازت شهادتهما وأبى أبو بكرة أن يتوب. وكان مثل النصل من العبادة حتى مات. قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي بكرة لأنه تعلق ببكرة من حصن الطائف فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أولاده أشرافاً بالبصرة بالولايات والعلم وله عقب كثير.
وتوفي أبو بكرة بالبصرة سنة إحدى وقيل سنة اثنين وخمسين وأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي فصلى عليه. قال الحسن البصري: لم ينزل البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة.
أبو بهسة
حدثنا الحكم حدثنا ابن المهندس حدثنا الدولابي حدثنا أبو بشر حدثنا محمد بن عوف حدثنا المقري حدثنا كهمس بن الحسن، عن يسار ابن منصور رجل من فزارة حدثنا أبي عن ابن أبي بهسة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن أدخل يدي في قميصه فجعلت أدنو منه، ثم قلت: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال: " الملح والماء " . ذكره الدولابي في الكنى من الصحابة.
باب التاء
أبو تميم الجيشاني
حدثنا الحكم حدثنا ابن المهندس حدثنا الدولابي، حدثنا محمد بن حميد أبو قرة الرعيني، حدثنا محمد بن الربيع بن طارق، عن ابن لهيعة، عن أبي تميم الجيشاني، قال: تعلمت القرآن من معاذ بن جبل حين قدم علينا اليمن ذكره الدولابي.
أبو تميمة
ذكره العقيلي في كتابه في الصحابة قال حدثنا أبو يحيى ابن أبي مرة قال حدثنا غالب بن عبيد الله الحريري عن أبي عبيد الله، قال: سمعت أبا تميمة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يتخذوا الأمانة مغنماً والزكاة مغرماً والخلافة ملكاً والزيارة فاحشة ويؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم " . قيل: وما الزيارة فاحشة؟. قال: " الرجل يصنع طعاماً لأخيه يدعوه فيكون في صنيعته النساء الخبائث " . وهذا الحديث لا يصح إسناده ولا يعرف في الصحابة أبو تميمة.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن بكر بن عبد الله المزني قالوا لأبي تميمة: كيف أنت يا أبا تميمة؟. قال بين نعمتين: ذنب مستور وثناء من الناس. وهذا أبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي بصري تابعي يروي عن أبي هريرة وأبي موسى ويروي عنه قتادة وبكر المزني وقد ذكر بعض من ألف في الصحابة أبا تميمة الهجيمي فغلط والله الموفق.
باب الثاء
أبو ثابت بن عبد
بن عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم ابن حارثة الحارثي الأنصاري شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم. يقولون إنه جد علي بن ثابت وفي ذلك نظر.
أبو ثروان
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عنترة أبو وكيع.
أبو ثعلبة الأشجعي

قال البخاري له صحبة حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه من مات له ولد " . الحديث.
أبو ثعلبة الأنصاري
له صحبة ورواية حديثه عند حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن مالك بن أبي ثعلبة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في وادي مهزور أن الماء يحبس إلى الكعبين ثم يرسل لا يمنع إلا على الأسفل.
أبو ثعلبة الثقفي
حديثه عند إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن جعفر بن عمرو بن أمية عن إبراهيم بن عمر قال: سمعت كردم بن قيس يقول: خرجت مع ابن عم لي يقال له أبو ثعلبة في يوم حار وعلي حذاء ولا حذاء عليه فقال: أعطني نعليك. فقلت: لا إلا أن تزوجني ابنتك. فقال: أعطني فقد زوجتكها فلما انصرفنا بعث إلي بالنعلين. وقال: لا زوجة لك عندنا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " دعها فلا خير لك فيها " . قلت يا رسول الله إني نذرت لأنحرن ذوداً من ذودي بمكان كذا وكذا فقال: " على عيد من أعياد الجاهلية أو على قطيعة رحم أو ما لا تملك " . قلت: لا، فقال: " أوف بنذرك " . ثم قال: " لا نذر في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك ابن آدم " .
أبو ثعلبة الخشني
اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً فقيل اسمه جرهم. وقيل جرثوم وقيل ابن ناشب وقيل ابن ناشم. وقيل ابن لاشر. وقيل: اسمه عمرو بن جرثوم وقيل اسمه لاشر بن جرهم. وقيل الأسود بن جرهم. وقيل جرثومة ولم يختلفوا في صحبته ونسبه إلى خشين وهو وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة غلبت على أبي ثعلبة هذا كنيته وكان ممن بايع تحت الشجرة ثم نزل الشام ومات في خلافة معاوية وقد قيل: إنه توفي سنة خمس وسبعين في ولاية عبد الملك بن مروان.
وقال ابن الكلبي: أبو ثعلبة لاشر بن جرهم بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وضرب له بسهم يوم خيبر وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فأسلموا، وأخوه عمرو بن جرهم أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما من ولد ليوان بن مرة بن خشين بن النمر بن وبرة ثم نسبه كما ذكرنا.
أبو ثور الفهمي
له صحبة لا يعرف اسمه واسم أبيه حديثه عند أهل مصر يرويه ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بثوب من معافر فقال أبو سفيان: لعن الله هذا الثوب ولعن من عمله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم " .
باب الجيم
أبو جبيرة بن الحصين
بن النعمان بن سنان بن عبد بن كعب ابن عبد الأشهل مذكور في الصحابة.
أبو جبيرة بن الضحاك
بن خليفة الأنصاري الأشهلي أخو ثابت ابن الضحاك ولد بعد الهجرة قال بعضهم له صحبة وقال بعضهم ليست له صحبة وهو كوفي روى عنه قيس بن أبي حازم والشعبي وابنه محمود ابن أبي جبيرة.
أبو جبيرة الكندي
شامي روى حديثاً في الوضوء روى عنه جبير بن نفير مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة قال أبو بكر أحمد ابن محمد بن عيسى أبو جبيرة الكندي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته التي كان زوجها وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء.
أبو جحيفة السوائي
وهب بن عبد الله ويقال: وهب بن وهب وهو وهب الخير السوائي هو من ولد حرثان بن سواءة بن عامر بن صعصعة وكان لعامر بن صعصعة خمسة بنين أعقب منهم أربعة سواءة بن عامر وهلال بن عامر ونمير بن عامر وربيعة بن عامر وعمرو بن عامر ولم يعقب عمرو وقد ذكرنا قبائل قيس وشعوبها في كتاب " الإنباه عن قبائل الرواة " .
نزل أبو جحيفة الكوفة وابتنى بها داراً وكان من صغار الصحابة ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم ولكنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه وكان علي قد جعله على بيت المال بالكوفة وشهد معه مشاهده كلها.

حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد حدثنا أحمد ابن إسحاق بن واضح حدثنا سعيد بن أسد بن موسى حدثنا علي بن ثابت الجزري عن الوليد بن عمرو بن ساج عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال أكلت ثريدة بر بلحم وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشأ فقال: " تكفف. أو احبس عليك جشاءك أبا جحيفة فإن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة " . قال: فما أكل أبو جحيفة وملأ بطنه حتى فارق الدنيا كان إذا تعشى لا يتغدى وإذا تغدى لا يتعشى.
أبو جري الهجيمي
ثم التميمي اختلف في اسمه فقيل جابر بن سليم وقيل سليم بن جابر وقد ذكرناه في الأسماء عداده في أهل البصرة وحديثه عندهم.
أبو الجعد الأشجعي
والد سالم بن أبي الجعد اسمه رافع مولى أشجع ابن ريث بن غطفان كوفي يقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك البغوي في كتابه في الصحابة وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عمر: معظم روايته عن علي وعبد الله.
أبو الجعد الضمري
من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن عدي ابن كنانة اختلف في اسمه فقيل: اسمه أدرع وقيل جنادة وقيل عمرو ابن بكر له صحبة ورواية وله دار في بني ضمرة بالمدينة. روى عنه عبيدة ابن سفيان الحضرمي.
أبو جمعة
يقال: الأنصاري ويقال: الكناني اختلف في اسمه فقيل: حبيب بن سباع وقيل جنيد بن سباع وقيل: حبيب بن وهب وقيل: حبيب بن فديك وقيل: القاري من القارة وقيل: الكناني يعد في الشاميين. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قلنا يا رسول الله هل أحد خير منا؟ قال: " نعم قوم يجيئون بعدكم يجدون كتاباً بين لوحين يؤمنون ويصدقون " .
أبو الجمل
قال عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول أبو الجمل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث وكان يكون بحمص قال يحيى وقد رأيت بها غلاماً من ولده.
أبو جميلة
سنين رجل من بني سليم من أنفسهم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه عام الفتح. يعد في أهل الحجاز روى عنه ابن شهاب وقد ذكرنا خبره في " كتاب الاستذكار " .
أبو جندل
بن سهيل بن عمرو القرشي العامري. قد تقدم ذكر نسبه إلى عامر بن لؤي بن غالب بن فهر في باب أبيه سهيل وفي باب أخيه عبد الله ابن سهيل بن عمرو وقال الزبير: اسم أبي جندل بن سهيل بن عمرو ابن العاص بن سهيل بن عمرو أسلم بمكة فطرحه أبوه في حديد فلما كان يوم الحديبية جاء يرسف في الحديد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبوه سهيل قد كتب في كتاب الصلح: إن من جاءك منا ترده علينا فخلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك وذكر كلام عمر. قال: ثم إنه أفلت بعد ذلك أبو جندل فلحق بأبي بصير الثقفي وكان معه في سبعين رجلاً من المسلمين يقطعون على من مر بهم من عير قريش وتجارتهم فكتبوا فيهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضمهم إليه فضمهم إليه قال وقال أبو جندل وهو مع أبي بصير:
أبلغ قريشاً من أبي جندل ... أني بذي المروة بالساحل
في معشر تخفق أيمانهم ... بالبيض فيها والقنى الذابل
يأبون أن تبقى لهم رفقة ... من بعد إسلامهم الواصل
أو يجعل الله لهم مخرجاً ... والحق لا يغلب بالباطل
فيسلم المرء بإسلامه ... أو يقتل المرء ولم يأتل
وقد غلطت طائفة ألفت في الصحابة في أبي جندل هذا فقالوا اسمه عبد الله بن سهيل وإنه الذي أتى مع أبيه سهيل إلى بدر فانحاز من المشركين إلى المسلمين وأسلم وشهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا غلط فاحش وعبد الله بن سهيل ليس بأبي جندل ولكنه أخوه كان قد أسلم بمكة قبل بدر ثم شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكرنا من خبره في بابه. واستشهد باليمامة في خلافة أبي بكر وأبو جندل لم يشهد بدراً ولا شيئاً من المشاهد قبل الفتح. قال موسى بن عقبة: لم يزل أبو جندل وأبوه مجاهدين بالشام حتى ماتا يعني في خلافة عمر.

وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج، قال: أخبرت أن أبا عبيدة بالشام أبا جندل بن سهيل بن عمرو وضرار بن الخطاب وأبا الأزور وهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شربوا الخمر فقال أبو جندل: " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات " . المائدة:93. الآية فكتب أبو عبيدة إلى عمر إن أبا جندل خصمني بهذه الآية. فكتب عمر: إن الذي زين لأبي جندل الخطيئة زين له الخصومة فاحددهم. فقال أبو الأزور: أتحدوننا؟ قال أبو عبيدة: نعم قال: فدعونا نلقي العدو غداً فإن قتلنا فذاك وإن رجعنا إليكم فحدونا فلقي أبو جندل وضرار وأبو الأزور العدو فاستشهد أبو الأزور وحد الآخران فقال أبو جندل: هلكت. فكتب بذلك أبو عبيدة إلى عمر، فكتب عمر إلى أبي جندل وترك أبا عبيدة: إن الذي زين لك الخطيئة حظر عليك التوبة " حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب " . غافر:3. الآية.
أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب القرشي العدوي. قيل اسمه عامر بن حذيفة وقيل عبيد الله ابن حذيفة أسلم عام الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان مقدماً في قريش معظماً وكانت فيه وفي بنيه شدة وعزامة.
قال الزبير: كان أبو جهم بن حذيفة من مشيخة قريش عالماً بالنسب وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ منهم علم النسب. وقد ذكرتهم في باب عقيل قال: وقال عمي: كان أبو جهم بن حذيفة من المعمرين من قريش حضر بناء الكعبة مرتين مرة في الجاهلية حين بنتها قريش ومرة حين بناها ابن الزبير وهو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان بن عفان وهم حكيم بن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة هكذا ذكر الزبير عن عمه أن أبا جهم بن حذيفة شهد بنيان الكعبة في زمن ابن الزبير وغيره يقول إنه توفي في آخر خلافة معاوية والزبير وعمه أعلم بأخبار قريش. وأبو جهم بن حذيفة هذا هو الذي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم فشغلته في الصلاة فردها عليه هذا معنى رواية أئمة أهل الحديث.
وذكر الزبير قال: حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه عن جده قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم بن حذيفة ثم إنه أرسل إلى أبي جهم في تلك الخميصة وبعث إليه التي لبسها هو ولبس التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أبو جهم لبسات. قال: وبلغنا أن أبا جهم بن حذيفة أدرك بنيان الكعبة حين بناها ابن الزبير وعمل فيها ثم قال: قد عملت في الكعبة مرتين مرة في الجاهلية بقوة غلام يافع وفي الإسلام بقوة شيخ فان.
أبو الجهيم
ويقال أبو الجهم بن الحارث بن الصمة الأنصاري أبوه من كبار الصحابة وقد نسبناه في بابه من هذا الكتاب. روى عن أبي جهيم هذا عمير مولى ابن عباس في التيمم في الحضر على الجدار. حديثه هذا عند جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن زهير الأعرج عن عمير مولى ابن عباس، سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة حتى دخلنا على أبي الجهيم ابن الحارث بن الصمة الأنصاري فقال لنا أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد رسول الله صلى عليه وسلم عليه شيئاً حتى أتى على جدار فسلم عليه. فمسح بوجهه ويديه ثم رد السلام عليه لا أعلم روى عنه غير عمير مولى ابن عباس. وهذا الحديث رواه الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة واختلف على الليث في بعض ألفاظه وفي أبي الجهيم فمنهم من يقول: أبو الجهيم ومنهم من يقول أبو الجهم بن الحارث بن الصمة. ومنهم من يذكر المرفقين في التيمم ومنهم من لا يذكرهما.
أبو جهيم
عبد الله بن جهيم الأنصاري. روى عنه بسر بن سعيد مولى الحضرميين عن النبي صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي إنه لو علم ما عليه في المرور بين يديه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه " . رواه مالك بن أنس عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد عن أبي جهيم الأنصاري ولم يسمه. ورواه ابن عيينة عن أبي النضر عن بسر ابن سعيد عن أبي جهيم عبد الله بن جهيم فسماه.

وذكر وكيع، عن سفيان الثوري، عن سالم أبي النضر عن بسر ابن سعيد عن عبد الله بن جهيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم أحدكم ما عليه في المرور بين يدي أخيه وهو يصلي يعني من الإثم لوقف أربعين " . فلم يذكر كنيته وهو أشهر بكنيته على ما قال مالك.
يقال: أبو جهم هذا هو أخت ابن أبي بن كعب ولست أقف على نسبه في الأنصار.
باب الحاء
أبو حاتم المزني
له صحبة يعد في أهل المدينة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .
أبو الحارث الأنصاري
ذكره موسى بن عقبة في البدريين ونسبه فقال: أبو الحارث بن قيس بن خلدة بن مخلد الأنصاري الزرقي.
أبو حازم والد قيس
بن أبي حازم الأحمسي كوفي اختلف في اسمه فقيل عوف بن الحارث وقيل: عبد عوف بن الحارث. وقيل: حصين ابن عوف. وقال خليفة: اسم أبي حازم والد قيس: عوف بن عبد عوف ابن خنيس بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كليب بن عمرو بن لؤي ابن رهم بن معاوية بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث الأحمسي له صحبة هكذا نسبه خليفة وابن السكن وخالفا الواقدي في بعض الأسماء.
روى شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقمت في الشمس فأومى بيده إلى الظل. وقد غلط بعض من ألف في الصحابة فذكر فيهم أبا حازم الأنصاري لحديث رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم مولى الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث: " لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن " . وهذا أبو حازم التمار اسمه دينار مولى أبي رهم الغفاري يروي عن البياضي وأبي هريرة وابن حديدة وهو من صغار التابعين لا كبارهم لا يشتبه ولا يشك أنه لا صحبة له على من له أدنى علم بهذا الشأن وحديثه هذا إنما يرويه عن البياضي كذلك. قال مالك وغيره: والبياضي هذا اسمه فروة بن عمرو بن ودقة بن عبيد بن عامر بن بياضة هذا وبياضة فخذ من الأنصار من الخزرج وقد مضى ذكره ونسبه الى إلخزرج فيما تقدم من هذا الكتاب في بابه منه مجوداً هناك. والحمد لله.
أبو حاطب
عمرو بن شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، أخو سهيل بن عمرو هاجر إلى أرض الحبشة فيما قال ابن إسحاق.
أبو حبة بن غزية
الأنصاري المازني النجاري. قال الطبري: اسمه زيد ابن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار شهد أحداً وقتل يوم اليمامة شهيداً. وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة من الأنصار من بني مالك بن النجار أبو حبة بن غزية بن عمرو الأنصاري. وقال أبو معشر: وممن قتل يوم اليمامة من بني مازن بن النجار من الأنصار أبو حبة بن غزية وقال سيف: وممن قتل يوم اليمامة أبو حبة بن غزية بن عمرو.
وقال أبو عمر: هذا من الخزرج ولم يشهد بدراً والذي قبله من الأوس بدري ولأبي حبة بن غزية أخوان: ضمرة بن غزية وتميم ابن عزية وابنه سعيد بن أبي حبة قتل يوم الحرة هو والد ضمرة بن سعيد شيخ مالك. قال البخاري: قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر أبو حبة بن غزية بن عمرو.
قال أبو عمر: قد قيل هذا أيضاً أبو حنة بالنون وليس بشيء وإنما هو أبو حبة بالباء وليس بالبدري.
أبو حبة الأنصاري
البدري. ويقال أبو حية بالياء وأبو حنة بالنون وصوابه أبو حبة بالباء بواحدة وقيل: اسمه عامر. وقيل مالك ذكره الواقدي في موضعين من كتابه فقيل في تسمية من شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف أبو حنة وقال في موضع آخر: أبو حنة بن عمرو بن ثابت اسمه مالك هكذا قال في الموضعين بالنون.

وقال غيره: اسمه ثابت بن النعمان، وقال الواقدي: ليس فيمن شهد بدراً أحد يقال له أبو حبة وإنما هو أبو حنة واسمه مالك بن عمرو بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف وذكر إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قال أبو حبة بالباء من بني ثعلبة بن عمرو شهد بدراً وقتل يوم أحد وهو أخو سعد بن خيثمة لأمه وكذلك قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق أبو حبة بالباء شهد بدراً. وقال ابن نمير: أبو حبة البدري عامر بن عبد عمرو ويقال: عامر بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأكبر بن مالك بن الأوس.
وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة وهو أخو سعد بن خيثمة لأمه قاله ابن إسحاق وذكره في البدريين. وذكر موسى ابن عقبة عن ابن شهاب قال وشهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو حنة بن عمرو بن ثابت، هكذا قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: أبو حنة بالنون فيما ذكر ابن أبي خيثمة، عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة وذكر الواقدي وابن نمير وجمهور أهل الحديث أبو حبة بالباء.
ونسبه ابن هشام فقال: هو أخو أبي الصباح بن ثابت بن النعمان بن أمية ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، إلا أنه قال فيه مرة أبو حنة بالنون ومرة أبو حبة بالباء وكل ذلك عن ابن إسحاق في البدريين وذكره فيمن استشهد يوم أحد فقال فيه أبو حبة بالباء في النسخة الصحيحة ونسبه إلى بني عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن عوف قال ابن إسحاق هو أخو سعد بن خيثمة لأمه.
أبو حبيب
مذكور في الصحابة لا أعرفه ذكر ابن الكلبي أنه أبو حبيب بن زيد بن الحباب بن أنس بن زيد بن عبيد وفي عبيد هذا يجتمع مع أبي بن كعب وهو بدري.
أبو حثمة بن حذيفة
بن غانم القرشي العدوي والد سليمان بن أبي حثمة زوج الشفاء بنت عبد الله العدوية، وأخو أبي جهم بن حذيفة وقد مضى ذكر نسبه إلى عدي بن كعب في باب أخيه أبي جهم ولهما أخوان أيضاً مورق بن حذيفة بن غانم ونبيه بن حذيفة بن غانم كلهم له رؤية ولا أعلم لهم رواية.
أبو حثمة الأنصاري
والد سهل بن أبي حثمة اسمه عبد الله بن ساعدة ويقال: عامر بن ساعدة. ويقال عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي. كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وشهد معه المشاهد بعدها. وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم خارصاً إلى خيبر وضرب له بخيبر سهمه وسهم فرسه وكان أبو بكر وعمر وعثمان يبعثونه خارصاً توفي في آخر خلافة معاوية.
أبو الحجاج الثمالي
عبد بن عبد ويقال عبد الله بن عبد له صحبة يعد في الشاميين وقيل اسمه عبد الله بن عائذ الأزدي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الرحمن بن عائذ الأزدي حديثه عند بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك الطائي عن عبد الرحمن بن عائذ الازدي عن أبي الحجاج الثمالي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول القبر للميت حين يوضع فيه ويحك ابن آدم ما غرك بي ألم تعلم أني بيت الفتنة وبيت الظلمة وبيت الوحدة وبيت الدود ما غرك بي إذ كنت تمر بي فداداً " . قال: فإن كان صالحاً أجاب عنه مجيب القبر، فيقول: أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، قال: فيقول القبر فإني إذا أعود عليه خضراً ويعود جسده عليه نوراً ويصعد روحه إلى رب العالمين قال ابن عائذ: فقلت: يا أبا الحجاج ما الفداد؟ قال: الذي يقدم رجلاً ويؤخر أخرى كمشيتك يا بن أخي أحياناً وهو يومئذ يلبس ويتهيأ. وقد ذكرنا اسمه في العبادلة.
أبو حدرد الأسلمي
من ولد أسلم بن أفصى اختلف في اسمه فقيل سلامة بن عمير بن سلامة بن سعد بن مساب بن عبس بن هوازن بن أسلم، كذا قال خليفة. وقال إبراهيم المنذر مساب بن الحارث بن عبس بن هوازن ابن أسلم وقال أحمد بن حنبل: حدثت عن ابن إسحاق أن اسمه عبد. وقال علي بن المدايني: اسمه عبيد وقال يحيى بن معين اسمه عبد له صحبة يعد في أهل الحجاز. روى عنه عبد الله بن أبي حدرد وروى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وأبو يحيى الأسلمي.
أبو حدرد
آخر له صحبة في قول بعضهم اسمه الحكم بن حزن وقيل اسم هذا البراء فالله أعلم.
أبو حذيفة بن عتبة

بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي كان من فضلاء الصحابة من المهاجرين الأولين، جمع الله له الشرف والفضل صلى القبلتين وهاجر الهجرتين جميعاً وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم للدعاء فيها إلى الإسلام هاجر مع امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى أرض الحبشة وولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية والمشاهد كلها وقتل يوم اليمامة شهيداً وهو ابن ثلاث أو أربع وخمسين سنة. يقال: اسمه هشيم وقيل مهشم وقيل هاشم وكان رجلاً طوالاً حسن الوجه أحول أثعل والأثعل الذي له سن زائدة تدخلها من صلبها الأخرى وفيه تقول أخته هند بنت عتبة حين دعا أباه إلى البزار يوم بدر:
فما شكرت أبا رباك من صغر ... حتى شببت شباباً غير محجون
الأحول الأثعل المشؤوم طائره ... أبو حذيفة شر الناس في الدين
بل كان من خير الناس في الدين وكانت هي إذ قالت هذا الشعر من شر الناس في الدين.
أبو حسن المازني
بن عبد عمرو وقيل اسمه كنيته لا اسم له غير ذلك وقيل اسمه تميم بن عبد عمرو وقبل تميم بن عمرو وهو جد يحيى ابن عمارة والد عمرو بن يحيى شيخ مالك بن أنس رحمهم الله مدني له صحبة يقال إنه ممن شهد العقبة وبدراً حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الرجل أحق بمجلسه إذا قام عنه ثم انصرف إليه " . وقال لرجل قعد في مجلس رجل آخر: " استأخر عن مجلس الرجل فكل إنسان بمجلسه أحق " . رواه عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني. وأبو حسن هذا هو القائل لزيد بن ثابت حين قال يوم الدار: يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله عز وجل مرتين فقال له أبو حسن: لا والله لا نطيعك فنكون كما قال الله تعالى: " أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا " . الأحزاب: 67. ويقال بل قال له ذلك النعمان الزرقي.
أبو الحسين السلمي
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بذهب من معدنه ذكر الطبري وقد تقدم أبو الحسين هذا.
أبو الحصين السلمي
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بذهب من معدنه ذكره الطبري.
أبو حكيم الأنصاري
هو عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك ابن غنم بن عدي بن النجار شهد بدراً.
أبو الحمراء مولى آل عفراء
ويقال مولى الحارث بن رفاعة قال ابن إسحاق زعموا أنه شهد بدراً وقال غيره شهد بدراً وأحداً.
أبو الحمراء مولى النبي
صلى الله عليه وسلم قيل اسمه هلال بن الحارث ويقال هلال بن ظفر. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمر ببيت فاطمة وعلي عليهما السلام فيقول: " السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " .
أبو حميد الساعدي
الأنصاري. اختلف في اسمه فقيل المنذر بن سعد ابن المنذر وقيل عبد الرحمن بن سعد بن المنذر وقيل عبد الرحمن بن عمرو ابن سعد بن المنذر وقيل عبد الرحمن بن سعد بن مالك وقيل عبد الرحمن ابن عمرو بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة وأمه أمامة بنت ثعلبة بن جبل بن أمية بن عمرو بن حارثة بن عمرو بن الخزرج يعد في أهل المدينة توفي في آخر خلافة معاوية روى عنه من الصحابة جابر ابن عبد الله وروى عنه من التابعين عروة بن الزبير والعباس بن سهل ابن سعد ومحمد بن عمرو بن عطاء وخارجة بن زيد بن ثابت وجماعة من تابعي أهل المدينة.
أبو حميضة معبد بن عباد
السالمي الأنصاري من بني سالم بن عوف شهد بدراً كذا قال فيه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق أبو حميضة وغيره يقول فيه أبو خميضة. وكذلك قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
باب الخاء
أبو خالد الحارث بن قيس
بن خالد بن مخلد شهد بدراً وأحداً وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد العقبة ثم شهد اليمامة مع خالد بن الوليد فأصابه يومئذ جرح فاندمل ثم انتفض في خلافة عمر ابن الخطاب فمات فهو يعد فيمن شهد اليمامة وقد ذكرناه في الأسماء.
أبو خالد القرشي

المخزومي والد خالد بن أبي خالد روى عنه ابنه خالد بن أبي خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطاعون مثل حديث أسامة وغيره سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك.
أبو خالد
ذكره البخاري قال: قال وكيع عن الأعمش عن مالك ابن الحارث عن أبي خالد: وكانت له صحبة. قال وفدنا إلى عمر ففضل أهل الشام.
أبو خداش الشرعبي
حبان بن زيد شامي. لا تصح له صحبة ذكره بعضهم في الصحابة لحديث رواه عن ابن محيريز عن أبي خداش السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: " الناس شركاء في أسفارهم في ثلاث الماء والكلأ والنار " . هذا الحديث رواه معاذ بن معاذ العنبري ويزيد بن هارون وثور بن يزيد عن حريز بن عثمان عن أبي خداش وسماه بعضهم حبان بن زيد الشرعبي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوات فسمعته يقول: " المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلأ والنار " . وهذا هو الصحيح قول من قال: أبو خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا قول من قال عن أبي خداش رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روى أبو خداش هذا عن عبد الله بن عمرو ابن العاص.
وقال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس: سألت يحيى بن سعيد عن حديث ثور بن يزيد عن حريز عن أبي خداش فقال: قال لي معاذ: سمعته من حريز فاسأله عنه فلم أدعه حتى حدثني به فقال: حدثنا ثور بن يزيد عن حريز ابن عثمان عن أبي خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ثلاث غزوات فسمعته يقول: " المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلأ والنار " .
قال أبو حفص: وسألت عنه معاذ يعني ابن معاذ العنبري فحدثني به قال: حدثني حريز بن عثمان قال: حدثنا حبان بن زيد الشرعبي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: غزوت. قال أبو حفص: ثم قدم علينا يزيد بن هارون فحدثنا به قال حدثنا حبان بن زيد الشرعبي. وهذا الحديث أخبرناه خلف بن القاسم قال حدثنا ابن أبي العقب قال أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن ثور بن يزيد عن حريز ابن عثمان عن أبي خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلأ والنار " .
أبو خراش السلمي
ويقال الأسلمي له صحبة قال مسلم بن الحجاج اسمه حدرد. وقاله غيره أيضاً. روى عنه عمران بن أبي أنس أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من هجر أخاه سنة كان كسفك دمه " . حديثه عند أهل مصر.
أبو خراش الهذلي
الشاعر اسمه خويلد بن مرة القردي من بني قرد ابن عمرو بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل. مات في زمن عمر بن الخطاب من نهش حية وله في ذلك خبر عجيب وكان ممن يعدو على قدميه فيسبق الخيل وقد حدث عنه عمران بن عبد الرحمن بن فضالة بن عبيد وكان في الجاهلية من فتاك العرب ثم أسلم فحسن إسلامه وهو القائل:
رموني وقالوا يا خويلد لا ترع ... فقلت وأنكرت الوجوه: هم هم
وكان جميل بن معمر الجمحي قد قتل أخاه زهيراً المعروف بالعجوة يوم فتح مكة مسلماً وقيل: بل كان زهير ابن عمه.
وذكر ابن هشام قال: حدثني أبو عبيدة قال: أسر زهير العجوة الهذلي يوم حنين وكتف فرآه جميل بن معمر فقال: أنت الماشي لنا بالمعايب فضرب عنقه فقال أبو خراش يرثيه وكان ابن عمه كذا قال أبو عبيدة، فالأول قول محمد بن يزيد قال وكان يومئذ جميل بن معمر كافراً ثم أسلم بعد وكان أتاه من ورائه وهو موثق فضربه. وقد قيل إنه قتله يوم حنين مأسوراً وجميل يومئذ مسلم ففي ذلك يقول أبو خراش:
فجع أضيافي جميل بن معمر ... بذي مفخر تأوي إليه الأرامل
طويل نجاد السيف ليس بجيدر ... إذا اهتز واسترخت عليه الحمائل
إلى بيته يأوي الغريب إذا شتا ... ومهتلك بالي الدريسين عائل
تكاد يداه تسلمان رداءه ... من الجود لما استقبلته الشمائل

فاقسم لو لاقيته غير موثق ... لآبك بالجزع الضباع النواهل
وإنك لو واجهته ولقيته ... فنازلته أو كنت ممن ينازل
لكنت جميلاً أسوأ الناس صرعة ... ولكن أقران الظهور مقاتل
فليس كعهد الدار يا أم مالك ... ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل
وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ... سوى الحق شيئاً فاستراح العواذل
قوله: أحاطت بالرقاب السلاسل يقول جاء الإسلام فمنع من طلب الآثار إلا بحقها وقد قيل: إن هذا الشعر في أخيه عروة بن مرة يرثيه به.
وقال محمد بن يزيد: مما يستحسن لأبي خراش الهذلي وهو أحد حكماء العرب قوله يذكر أخاه عروة:
تقول أراه بعد عروة لاهياً ... وذلك رزء ما علمت جليل
فلا تحسبي أني تناسيت عهده ... ولكن صبري يا أميم جميل
زاد أبو الحسن الأخفش في هذه الأبيات بعد البيتين المذكورين:
ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء: مالك وعقيل
أبى الصبر أني لا يزال يهيجني ... مبيت لنا فيما مضى ومقيل
وأتى إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
قال أبو الحسن: مالك وعقيل اللذان ذكرهما نديما جذيمة الأبرش ولهما قصة وخبر فيه طول وهما اللذان يعنيهما متمم بن نويرة في مرثية يرثي فيه أخاه مالكاً حيث يقول:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
ولأبي خراش الهذلي في المراثي أشعار حسان فمن شعر له فيها:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض
على أنها تدمي الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
فوالله لا أنسى قتيلاً رزئته ... بجانب قوسي ما مشيت على الأرض
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... على أنه قد سل عن ماجد محض
قال أبو عمر: لم يبق عربي بعد حنين والطائف إلا أسلم منهم من قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من لم يقدم عليه وقنع بما أتاه به وافد قومه من الدين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن مالك قال: قال خالد بن صفوان: ما قالت العرب بيتاً أجود من قول أبي خراش:
على أنها تدمي الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
وقال حدثنا الحسن بن محمد بن محمد بن مقلة البغدادي بمصر قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا عبد الرحمن حدثنا ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: أسلم أبو خراش وحسن إسلامه ثم أتاه نفر من أهل اليمن قدموا حجاجاً والماء منهم غير بعيد فقال يا بني عمي: ما أمسى عندنا ماء ولكن هذه برمة وشاة فردوا الماء وكلوا شاتكم ثم دعوا برمتنا وقربتنا على الماء حتى نأخذها فقالوا لا والله ما نحن سائرين في ليلتنا هذه وما نحن ببارحين حيث أمسينا. فلما رأى ذلك أبو خراش أخذ قربة وسعى نحو الماء تحت الليل استقى ثم أقبل صادراً فنهشته حية قبل أن يصل إليهم فأقبل مسرعاً حتى أعطاهم الماء. وقال: اطبخوا شاتكم وكلوا ولم يعلمهم ما أصابه فباتوا على شاتهم يأكلون حتى أصبحوا وأصبح أبو خراش وهو في الموتى فلم يبرحوا حتى دفنوه وقال وهو يموت في شعر له:
لقد أهلكت حية بطن واد ... على الإخوان ساقاً ذات فضل
فما تركت عدواً بين بصرى ... إلى صنعاء يطلبه بذحل
فبلغ خبره عمر بن الخطاب فغضب غضباً شديداً وقال لولا أن تكون سنة لأمرت ألا يضاف يمان أبداً ولكتبت بذلك إلى الآفاق ثم كتب إلى عامله باليمن بأن يأخذ النفر الذين نزلوا على أبي خراش الهذلي فيلزمهم ديته ويؤذيهم بعد ذلك بعقوبة يمسهم بها جزاء لفعلهم.
أبو خزامة

اسمه رفاعة بن عرابة. ويقال: ابن عرادة العذري من بني عذرة بن سعد بن زيد بن ليث. بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ويقال فيه الجهني وهو بالجهني أشهر وجهينة أخو عذرة كان يسكن الحباب وهي أرض عذرة له صحبة عداده في أهل الحجاز روى عنه عطاء بن يسار. وقد ذكر بعضهم في الصحابة آخر أبا خزامة بحديث أخطأ فيه رواية عن ابن شهاب والصواب ما رواه يونس بن يزيد وابن عيينة وعبد الرحمن ابن إسحاق. عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه قال: يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها وتقي نتقيها وأدوية نتداوى بها أترد من قدر الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي من قدر الله " . وقال غيرهم فيه عن الزهري عن أبي خزامة بن يعمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأبو خزامة هذا من التابعين لا من الصحابة على أن حديثه هذا مختلف فيه جداً.
أبو خزيمة بن أوس
بن زيد بن أصرم بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار شهد بدراً وما بعدها من المشاهد. وتوفي في خلافة عثمان بن عفان وهو أخو مسعود بن أوس بن أبي محمد وقال ابن شهاب عن عبيد ابن السباق عن زيد بن ثابت: وجدت آخر التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري وهو هذا ليس بينه وبين الحارث بن خزيمة أبي خزيمة إلا اجتماعهما في الأنصار: أحدهما أوسي والآخر خزرجي.
أبو الخطاب
له صحبة ولا يوقف له على اسم روى عنه حديث واحد في الوتر. يعد في الكوفيين. روى عنه ثوير بن أبي فاختة.
أبو خلاد
رجل من الصحابة لا أقف له على اسم ولا نسب حديثه عند يحيى بن سعيد بن أبان القرشي عن أبي فروة عن أبي خلاد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم المؤمن قد أعطي زهداً في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة " . هكذا رواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن يحيى بن سعيد ابن أبان.
وذكره البخاري في الكنى المجردة فقال قال أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص أخو عنبسة: سمعت أبا فروة الجزري عن أبي مريم عن أبي خلاد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وهذا أصح.
أبو خميصة
اسمه معبد بن عباد بن قشير الأنصاري من بني سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج. كان من كبار الأنصار. شهد بدراً. وقيل فيه أبو حمضة وقال فيه أبو معشر أبو عصيمة فلم يصب.
أبو خنيس الغفاري
قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة تهامة حتى إذا كنا بعسفان جاءه أصحابه فقالوا: يا رسول الله أجهدنا الجوع فأذن لنا في الظهر أن نأكله. فقال له عمر: لو دعوت لهم في أزوادهم بالبركة فذكر حديثاً حسناً في أعلام النبوة حديثه هذا عند أبي بكر بن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر شيخ مالك عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن أبي ربيعة أنه سمع أبا خنيس الغفاري يقول: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث.
أبو خيثمة الأنصاري
السالمي. اسمه عبد الله بن خيثمة وقيل مالك ابن قيس أحد بني سالم من الخزرج. شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الى أيام يزيد بن معاوية ولا أعلم في الصحابة من يكنى أبا خيثمة غيره إلا عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي والد خيثمة بن عبد الرحمن صاحب ابن مسعود فإنه يكنى أبا خيثمة بابنه خيثمة وقد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب.

ومن خبر أبي خيثمة هذا ما ذكره ابن إسحاق في غزوة تبوك قال ثم إن أبا خيثمة بعد أن سار رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً دخل على أهله فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائط قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيه ماء وهيأت له طعاماً فلما نظر أبو خيثمة إلى ذلك قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام وامرأة حسناء مقيم في ماله ما هذا بالنصف والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق النبي صلى الله عليه وسلم فهيئا لي زاداً. ففعلتا. ثم قدم ناضحه فارتحله ثم خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى أدركه حين نزل بتبوك وقد كان عمير بن وهب الجمحي أدرك أبا خيثمة في الطريق يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فترافقا حتى إذا دنوا من تبوك قال أبو خيثمة لعمير بن وهب: إن لي ذنباً فلا عليك أن تتخلف عني حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل حتى إذا دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بتبوك فقال الناس هذا راكب في الطريق مقبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كن أبا خيثمة " . فقالوا يا رسول الله هو والله أبو خيثمة. فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولى لك يا أبا خيثمة " . ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له خبراً.
وذكر الواقدي قال: قال هلال بن أمية الواقفي حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك كان أبو خيثمة تخلف معنا وكان يسمى عبد الله خيثمة.
أبو خيرة الصباحي
العبدي. من ولد صباح بن لكيز بن أفصى ابن عبد القيس. بن أفصى بن دعمي بن هذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار له صحبة ذكره خليفة فقال: ومن عبد القيس أبو خيرة الصباحي كان في وفد عبد القيس. روى اللهم اغفر لعبد القيس. وقال: زودنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأراك نستاك به. روى داود بن المساور عن مقاتل بن همام عن أبي خيرة الصباحي قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا أربعين راكباً قال: فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت. قال: ثم أمر لنا بأراك فقال: " استاكوا بهذا " . قلنا يا رسول الله إن عندنا العسب ونحن نجتزئ به. قال: فرفع يديه وقال: " اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين " ؟
باب الدال
أبو داود الأنصاري
المازني. اختلف في اسمه فقيل عمرو وقيل عمير ابن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار شهد بدراً وأحداً وهو الذي قتل أبا البختري العاص بن هشام بن الحارث ابن أسد بن عبد العزى بن قصي. وأخذ سيفه. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لقي أبا البختري فلا يقتله " . شكر له قيامه في شأن الصحيفة. وقد قيل إن الذي قتله أبا البختري المجذر بن ذياد البلوي. وقال آخرون: قتله أبو اليسر السلمي. روى عن أبي داود هذا أنه قال: إني لأتبع رجلاً من المشركين يوم بدر لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن غيري قتله. ذكره ابن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار عن رجال من بني مازن بن النجار عن أبي داود المازني.
أبو دجانة الأنصاري
الساعدي اسمه سماك بن خرشة. ويقال: سماك ابن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بهمة من البهم الأبطال دافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو ومصعب بن عمير فكثرت فيه الجراحات وقتل مصعب بن عمير يومئذ واستشهد أبو دجانة يوم اليمامة وهو ممن اشترك في قتل مسيلمة يومئذ مع عبد الله بن زيد بن عاصم ووحشي بن حرب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بين أبي دجانة وبين عتبة بن غزوان وقد مضى ذكره في باب السين من الأسماء وأبو دجانة هو الذي قتل بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فيما ذكر موسى بن عقبة.
أبو الدحداح
ويقال أبو الدحداحة فلان ابن الدحداحة مذكور في الصحابة لا أقف له على اسم ولا نسب أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم.

ذكر ابن إدريس وغيره عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى ابن حبان عن عمه واسع بن حبان قال: هلك أبو الدحداح وكان أتياً فيهم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي فقال له: " هل كان له فيكم نسب " . قال: لا. فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر. وقد قيل: إن أبا الدحداح هذا اسمه ثابت بن الدحداح. ويقال: الدحداحة وقد ذكرناه في باب اسمه باب الثاء.
وروى عقيل عن ابن شهاب أن يتيماً خاصم أبا لبابة في نخلة فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة فبكى الغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة أعطه نخلتك فقال لا فقال: " أعطه إياها ولك بها عذق في الجنة " . فقال لا. فسمع بذلك أبو الدحداح فقال لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه قال نعم فجاء أبو الدحداحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق في الجنة؟ قال: نعم ثم قتل أبو الدحداحة شهيداً يوم أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رب عذق مذلل لأبي الدحداحة في الجنة " . ولما نزلت: " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً " . البقرة: 245. كان أبو الدحداح نازلاً في حائط له هو وأهله فجاء إلى امرأته فقال: اخرجي يا أم الدحداح فقد أقرضته الله عز وجل فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين.
أبو الدرداء
اسمه عويمر فقيل: عويمر ابن عامر بن مالك بن زيد بن قيس وقيل عويمر بن قيس بن زيد بن أمية. وقيل عويمر بن عبد الله بن زيد ابن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج من بلحارث بن الخزرج وقيل اسم أبي الدرداء عامر بن مالك وعويمر لقب.
وأمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة تأخر إسلامه قليلاً وكان آخر أهل داره إسلاماً وحسن إسلامه وكان فقيهاً عاقلاً حكيماً آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي. روى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: عويمر حكيم أمتي شهد ما بعد أحد من المشاهد واختلف في شهوده أحداً. قال الواقدي: توفي سنة اثنتين وثلاثين بدمشق في خلافة عثمان.
وقال غيره: توفي سنة إحدى وثلاثين بالشام وقيل: توفي سنة أربع وثلاثين وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقال أهل الأخبار: إنه تخوفي بعد صفين. والصحيح أنه مات في خلافة عثمان وإنما ولى القضاء لمعاوية في خلافة عثمان. روى منصور بن المعتمر عن أبي الضحى عن مسروق قال: شافهت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة. عمر وعلي وعبد الله ابن مسعود ومعاذ وأبي الدرداء وزيد بن ثابت.
روى مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم.
وروى الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير ابن نفير عن عوف بن مالك أنه رأى في المنام قبة أدم في مرج أخضر وحول القبة غنم ربوض تجتر وتبعر العجوة قال: فقلت: لمن هذه القبة؟ قيل: هذه لعبد الرحمن بن عوف فانتظرناه حتى خرج فقال: يا عوف هذا الذي أعطانا الله بالقرآن ولو أشرفت على هذه الثنية لرأيت بها ما لم تر عينك ولم تسمع أذنك ولم يخطر على قلبك مثله أعده الله لأبي الدرداء إنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والصدر.
وذكر عبد الله بن وهب قال: أخبرني حيي بن عبد الله عن عبد الرحمن الحجري قال قال أبو ذر لأبي الدرداء: ما حملت ورقاء ولا أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء.
وروى سفيان بن عيينة عن ابن أبي مليكة قال: سمعت يزيد بن معاوية يقول إن أبا الدرداء من الفقهاء العلماء الذين يشفون من الداء.
حدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا أبو الميمون قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: إن عمر أمر أبا الدرداء على القضاء بدمشق قال: وكان القاضي يكون خليفة الأمير إذا غاب. والصحيح أنه مات في خلافة عثمان وإنما ولي القضاء لمعاوية في خلافة عثمان.
وروى أبو إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة. قال، لما حضرت معاذ بن جبل الوفاة قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا فقال: التمسوا العلم عند عويمر أبي الدرداء فإنه من الذين أوتوا العلم.
وروى سفيان عن ثور عن خالد بن معدان قال: كان عبد الله بن عمرو يقول: حدثونا عن العالمين العاملين: معاذ وأبي الدرداء.

وروى من حديث ابن عيينة وحديث إسماعيل بن عياش أيضاً أنه قيل لأبي الدرداء: مالك لا تقول الشعر. وكل لبيب من الأنصار قال الشعر؟؟؟. فقال: وأنا قد قلت شعراً فقيل وما هو فقال:
يريد المرء أن يؤتى مناه ... ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى الله أفضل ما استفادا
قيل: إنه استقضاه عمر بن الخطاب وقيل بل استقضاه معاوية وتوفي في خلافة عثمان قبل قتل عثمان بسنتين. وقد تقدم من خبره في باب اسمه ما فيه كفاية.
أبو درة البلوي
له صحبة ذكره أبو سعيد بن يونس فيمن شهد فتح مصر من الصحابة. وقال علي بن الحسن بن قديد: رأيت على باب داره هذه دار أبي درة البلوي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم.
باب الذال
أبو ذؤيب الهذلي
الشاعر. كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولا خلاف أنه جاهلي إسلامي. قيل اسمه خويلد بن خالد ابن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذيل. وقال ابن الكلبي: هو خويلد بن محرث من بني مازن بن سويد ابن تميم بن سعد بن هذيل.
ذكر محمد بن إسحاق بن يسار قال: حدثني أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب الشاعر حدثه قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حزناً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهو يقول:
خطب أجل أناخ بالإسلام ... بين النخيل ومعقد الآطام
قبض النبي محمد فعيوننا ... تذري الدموع عليه بالتسجام
قال أبو ذؤيب: فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب. وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت. فلما أصبحت طلبت شيئاً أزجر به فعن شيهم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها فزجرت ذلك فقلت الشيهم شيء مهم والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغاية فزجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك، فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام. فقلت: مه. قالوا: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت إلى المسجد فوجدته خالياً، فأتيت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجاً، وقيل هو مسجى وقد خلا به أهله فقلت: أين الناس؟ فقيل: في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار. فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالماً جماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم: حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخصام والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه. ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه. قال أبو ذؤيب: فشهدت الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه صلى الله عليه وسلم ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي صلى الله عليه وسلم:
لما رأيت الناس في عسلاتهم ... ما بين ملحود له ومضرح
متبادرين لشرجع بأكفهم ... نص الرقاب لفقد أبيض أروح
فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت ... جار الهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتزعزعت آطام بطن الأبطح
وتزعزعت أجبال يثرب كلها ... ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته ... بمصابه وزجرت سعد الأذبح
وزجرت أن نعب المشحج سانحاً ... متفائلاً فيه بفأل الأقبح

قال: ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام بها وتوفي أبو ذؤيب في خلافة عثمان بن عفان بطريق مكة قريبا منها ودفنه ابن الزبير. وغزا أبو ذؤيب مع عبد الله بن الزبير إفريقية ومدحه. وقيل: إنه مات في غزوة إفريقية بمصر منصرفاً بالفتح مع ابن الزبير فدفنه ابن الزبير ونفذ بالفتح وحده. وقيل: إن أبا ذؤيب مات غازياً بأرض الروم ودفن هناك وإنه لا يعلم لأحد من المسلمين قبر وراء قبره. وكان عمر ندبه إلى الجهاد فلم يزل مجاهداً حتى مات بأرض الروم قدس الله روحه. ودفنه هناك ابنه أبو عبيد وعند موته قال له:
أبا عبيد رفع الكتاب ... واقترب الموعد والحساب
في أبيات. قال محمد بن سلام: قال أبو عمرو: وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس فقال حياً أم رجلاً؟ قالوا حياً. قال: هذيل أشعر الناس حياً. قال محمد بن سلام وأقول إن أشعر هذيل أبو ذؤيب. وقال عمر بن شبة: تقدم أبو ذؤيب على جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فيها بنيه. وقال الأصمعي: أبرع بيت قالته العرب بيت أبو ذؤيب:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وهذا البيت من شعره المفضل الذي يرثي فيه بنيه وكانوا خمسة أصيبوا في عام واحد وفيه حكم وشواهد وله حيث يقول:
أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أمامة ما لجسمك شاحباً ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعاً ... إلا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها أن ما بجسمي أنه ... أودى بني من البلاد فودعوا
أودى بني فأعقبوني حسرة ... بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
فالعين بعدهم كأن حداقها ... كحلت بشوك فهي عورى تدمع
سبقوا هواي وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب ... وإخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
حتى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشقر كل يوم تقرع
والدهر لا يبقى على حدثانه ... جون السحاب له جدائد أربع
أبو ذباب
والد عبد الله بن أبي ذباب له في إسلامه خبر ظريف حسن وكان شاعراً.
أبو ذر الغفاري
ويقال: أبو الذر والأول أكثر وأشهر واختلف في اسمه اختلافاً كثيراً فقيل: جندب بن جنادة وهو أكثر وأصح ما قيل فيه إن شاء الله تعالى وقيل: برير بن عبد الله وبرير بن جنادة وبرير بن عشرقة وقيل: برير بن جندب وقيل: جندب بن عبد الله وقيل: جندب بن السكن والمشهور جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار وقيل: جندب بن سفيان بن جنادة بن عبيد بن الواقفة بن الحرام بن غفار ابن مليل بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار الغفاري وأمه رملة بنت الوقيعة من بني غفار بن مليل أيضاً.
كان من كبار الصحابة قديم الإسلام. يقال: أسلم بعد أربعة فكان خامساً ثم انصرف إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وله في إسلامه خبر حسن يروى من حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن الصامت عنه.

فأما حديث ابن عباس فأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا المثنى بن سعيد عن أبي جمرة عن ابن عباس قال: لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه أنيس: اركب إلى هذا الوادي واعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني. فانطلق الأخ حتى قدم مكة وسمع من قوله ثم رجع الى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكة بمكارم الأخلاق وسمعت منه كلاماً ما هو بالشعر فقال: ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي بن أبي طالب فقال: كأن الرجل غريب. قال نعم. قال: انطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أسأله قال فلما أصبحت من الغد رجعت إلى المسجد فبقيت يومي حتى أمسيت وسرت الى مضجعي فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله فأقامه وذهب به ومعه وما يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك فأقامه علي معه ثم قال له: ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت ففعل فأخبره علي رضي الله عنه أنه نبي وأن ما جاء به حق وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي قال: فانطلقت أقفوه حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت معه وحييت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام فقلت: السلام عليك يا رسول الله فكنت أول من حياه بتحية الإسلام. فقال: " وعليك السلام من أنت؟ " قلت رجل من بني غفار. فعرض علي الإسلام فأسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارجع إلى قومك فأخبرهم واكتم أمرك عن أهل مكة فإني أخشاهم عليك " . فقلت: والذي نفسي بيده لأصوتن بها بين ظهرانيهم.
فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فثار القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه وقال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجارتكم إلى الشام عليهم وأنقذه منهم ثم عاد من الغد إلى مثلها وثاروا إليه فضربوه فأكب عليه العباس فأنقذه ثم لحق بقومه فكان هذا أول إسلام أبي ذر رضي الله تعالى عنه.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني الليث ابن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، قال: قدم أبو ذر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فأسلم ثم رجع إلى قومه فكان يسخر بآلهتهم ثم إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهم في اسمه فقال: " أنت أبو نملة " . فقال: أنا أبو ذر. قال: " نعم أبو ذر " . وقد تقدم في باب جندب من خبره ما لم يقع هنا.
وتوفي أبو ذر رضي الله عنه بالربذة سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين وصلى عليه ابن مسعود ثم مات رضي الله عنه بعده في ذلك العام وقد قيل: توفي سنة أربع وعشرين والأول أصح إن شاء الله تعالى. وقال علي رضي الله عنه: وعى أبو ذر علماً عجز الناس عنه ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئاً منه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أبو ذر في أمتي على زهد عيسى ابن مريم " .
وقال أبو ذر: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علماً.
حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا حماد بن سلمة حدثنا علي بن زيد بن جدعان عن بلال بن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر " . وقد ذكرنا من أخباره في باب الجيم من الأسماء ما هو أتم من هذا والحمد لله تعالى.

ذكر سيف بن عمر عن القعقاع بن الصلت عن رجل من كليب بن الحلحال عن الحلحال بن دري الضبي، قال: خرجنا حجاجاً مع ابن مسعود سنة أربع وعشرين ونحن أربعة عشر راكباً حتى أتينا على الربذة فشهدنا أبا ذر فغسلناه وكفناه ودفناه هناك.
أبو ذرة
اسمه الحارث بن معاذ بن زرارة الأنصاري الظفري هو أخو أبي نملة الأنصاري شهد هو وأخوه أبو نملة مع أبيهما معاذ أحداً ذكره الطبري.
باب الراء
أبو راشد عبد الرحمن
بن راشد الأزدي له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه في الجاهلية عبد العزى أبو معاوية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت عبد الرحمن أبو راشد " .
أبو رافع الصائغ
اسمه نفيع. لا أعرف لمن ولاؤه ولا أقف على نسبه وهو مشهور من علماء التابعين. وأدرك الجاهلية روى عنه ثابت البناني وخلاس بن عمرة الهجري يعد في البصريين. أعظم روايته عن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما وفي رواية ثابت البناني عنه أنه قال: أطيب شيء أكلته في الجاهلية فذكر عضواً من سبع.
أبو رافع مولى النبي
صلى الله عليه وسلم، اختلف في اسمه فقيل: إبراهيم. وقيل أسلم. وقيل هرمز وقيل: ثابت كان قبطياً واختلف فيمن كان له قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: كان للعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم العباس بشر أبو رافع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه فأعتقه. وقيل كان لسعيد بن العاص أبي أحيحة. وقد تقدم ذكره في باب أسلم لأنه أشهر أسمائه بما فيه كفاية ولم أر لإعادة ذلك وجهاً.
وتوفي أبو رافع في خلافة عثمان بن عفان وقيل في خلافة علي رضي الله عنه وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
أبو رجاء العطاردي
البصري اسمه عمران اختلف في اسم أبيه فقيل عمران بن تميم وقيل عمران بن ملحان وقيل عمران بن عبد الله أدرك الجاهلية وكان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر عمراً طويلاً وقد ذكرنا من خبره في باب اسمه ما فيه كفاية. وقال الفرزدق حين مات أبو رجاء العطاردي:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد عاش قبل البعث بعث محمد
أبو الرداد الليثي
له صحبة كان يسكن المدينة ذكره الواقدي في الصحابة روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن حديثه عند الزهري.
أبو رزين والد عبد الله
بن أبي رزين لم يرو عنه غير ابنه وهما مجهولان حديثه في الصيد يتوارى.
أبو رزين العقيلي
اسمه لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق ابن عامر بن عقيل عداده في أهل الطائف. روى عنه وكيع بن عدس ويقال ابن حدس.
أبو رفاعة العدوي
من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة أخي مزينة. نسبه خليفة فقال: أبو رفاعة اسمه عبد الله بن الحارث بن أسد بن عدي بن جندل بن عامر بن مالك بن تميم بن الدؤل بن جبل بن عدي بن عبد مناة ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.
قال أبو عمر: كان من فضلاء الصحابة اختلف في اسمه فقيل: تميم ابن أسيد: وقيل ابن أسد وقيل عبد الله بن الحارث. يعد في أهل البصرة قتل بكابل سنة أربع وأربعين روى عنه صلة بن أشيم وحميد بن هلال. قال الدارقطني: تميم بن أسيد بالفتح وقال غيره بالضم والله أعلم.
أبو رمثة البلوي
له صحبة سكن مصر ومات بإفريقية وأمرهم إذا دفنوه أن يسووا قبره حديثه عند أهل مصر.
أبو رمثة التيمي
من تيم الرباب ويقال: النميمي من ولد امرئ القيس ابن زيد مناة بن تميم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هذا منك " . قال: ابني قال: " أما ابنك لا تجني عليه ولا يجني عليك " . اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً فقيل حبيب بن حيان. وقيل: حيان بن وهب. وقيل: رفاعة بن يثربي. وقيل عمارة بن يثربي ابن عوف. وقيل يثربي بن عوف. عداده في الكوفيين روى عنه إياد ابن لقيط.
أبو الرمداء

ويقال: أبو الربداء البلوي. مولى لهم وأكثر أهل الحديث يقولون: أبو الرمداء بالميم. وأهل مصر يقولون أبو الربداء بالباء. ذكر ابن عفير أبا الربداء البلوي مولى لامرأة من بلي يقال لها: الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوي. ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى غنماً لمولاته فيها شاتان فاستسقاه فحلب له شاتيه ثم راح وقد حفلتا فذكر ذلك لمولاته فقالت: أنت حر فاكتنى بأبي الربداء.
قال أبو عمر: حديثه عند ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن أبي سليمان مولى أم سلمة أم المؤمنين أنه حدثه أن أبي الرمداء البلوي حدثه أن رجلاً منهم شرب فآتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ثم شرب الثانية فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ثم أتي به الثالثة والرابعة فأمر به فحمل على العجل وقال أبو حاتم: إنما هو العجل يعني به الأنطاع. وقال ابن قديد: من ولد أبي الرمداء وجوه بمصر.
أبو رهم بن قيس
الأشعري أخو أبو موسى الأشعري وهاجر إلى المدينة في البحر مع إخوته وكانوا أربعة: أبو موسى وأبو بردة وعامر وأبو رهم ومجدي فقيل: أبو رهم اسمه مجدي بنو قيس بن سليم بن حضار ابن حرب بن عامر بن غنم بن عدي بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر ابن أدد بن زيد قدموا مكة في البحر ثم قدموا المدينة في البحر مع جعفر ابن أبي طالب من الحبشة حين افتتح خيبر فأسهم لهم مع من شهدها.
أبو رهم بن مطعم
الشاعر الأرحبي وأرحب في همدان هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن مائة وخمسين سنة. وقال:
وقبلك ما فارقت بالجوف أرحبا
في أبيات له ذكره ابن الكلبي.
أبو رهم السمعي
ويقال السماعي، فلا يصح ذكره في الصحابة لأنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه من كبار التابعين. روى عنه خالد ابن معدان واسمه أحزاب بن أسيد الظهري.
أبو رهم الغفاري
اسمه كلثوم بن الحصين. ويقال: ابن حصن ابن خلف بن عبيد وقيل عبيد بن خلف. وقيل ابن خالد بن ثور بن غفار. ويقال: كلثوم بن الحصين بن خالد بن المعيسر بن بدر بن أحمس بن غفار ابن سليل أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وشهد أحداً فرمي بسهم في نحره فسمى المنحور ويروى أنه جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق عليه فبرأ وكان له منزل بين غفار والصفراء وهي أرض كنانة واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين: مرة في عمرة القضاء وكان ممن بايع قبل ذلك تحت الشجرة ثم استخلفه أيضاً على المدينة عام الفتح فلم يزل عليها حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف.
أبو الروم بن عمير
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. أخو مصعب بن عمير القرشي العبدري. أمه أمة رومية كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع أخيه مصعب بن عمير. قال محمد بن عمر. كان أبو الروم قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية وشهد أحداً. قال: وحدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: ليس أبو الروم ممن هاجر الى أرض الحبشة ولو كان منهم لشهد بدراً مع من شهدها ممن رجع من أرض الحبشة قبل بدر ولكنه قد شهد أحداً.
قال أبو عمر: قد هاجر إلى أرض الحبشة وقدم المدينة ولم يقدر له شهودها وممن لم يقدر له شهود بدر جماعة وقتل أبو الروم يوم اليرموك شهيداً في خلافة عمر.
أبو رويحة الخثعمي
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق. وكان بلال يقول: أبو رويحة أخي. قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت أخوه " . وهو أخوك وروى عن أبي رويحة أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقد لي لواء وقال: اخرج فناد من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن. ويقال اسم أبي رويحة هذا عبد الله بن عبد الرحمن. عداده في الشاميين.
أبو ريحانة الأنصاري
ويقال: الأزدي. ويقال الدوسي ويقال: مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه شمعون. ويقال: سمعون والأول أكثر عداده في الشاميين وقد ذكرناه في باب اسمه في السين.
باب الزاي
أبو زبيب الأنصاري

مدني روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من سمع النداء يعني يوم الجمعة " . فلم يجب كتب من المنافقين فيه نظر.
أبو زرعة مولى المقداد
بن الأسود اسمه عبد الرحمن لا تصح له صحبة ولا رواية. حديثه مرسل. قال البخاري: حديثه منقطع.
أبو الزعراء
قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمعته يقول: " غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال أئمة مضلون " . رواه عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش القتباني عن عبد الله بن جنادة المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي الزعراء.
أبو زغبة الشاعر
ذكره الطبري فيمن شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: واسمه عامر بن كعب بن عمرو بن حديج.
أبو زمعة البلوي
ذكروه في الصحابة فيمن بايع تحت الشجرة ولا أعلم له خبراً إلا أنه توفي بإفريقية في غزوة معاوية بن حديج الأولى فأمرهم أن يسووا قبره فدفنوه بالموضع المعروف بالبلوية اليوم بالقيروان. قيل اسمه عبيد الله والله أعلم.
أبو زهير بن أسيد
بن جعونة بن الحارث النميري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع قيس بن عاصم. روى عنه عائذ بن ربيعة.
أبو زهير الأنماري
وقيل النميري. وقيل التميمي. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وفيه: " إذا دعا أحدكم فليختم بآمين فإن آمين في الدعاء مثل الطابع على الصحيفة " . وليس إسناد حديثه بالقائم يقال اسمه فلان ابن شرحبيل.
أبو زهير الثقفي
الطائفي والد أبي بكر بن أبي زهير اختلف في اسمه فقيل معاذ وقيل عمار بن حميد. يعد في الحجازيين وقيل بل يعد في الكوفيين روى عنه ابنه أبو بكر ويروى عنه ابنه إسماعيل بن أبي خالد وأمية بن صفوان بن أمية قال عمرو بن علي أبو زهير الثقفي اسمه معاذ وهو والد أبي بكر بن أبي زهير.
أبو زهير الثقفي آخر. ذكره جماعة في الصحابة وجعلوه غير الأول فقالوا أبو زهير بن معاذ بن رباح الثقفي له صحبة وقد ذكره البخاري قال: قال عبد العظيم: سمعت أبي عن عمته سارية بنت مقسم عن ميمونة بنت كردم وكانت تحت أبي زهير بن معاذ بن رباح الثقفي وكان بين أبي زهير وبين طلحة بن عبيد الله صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قرابة من قبل النساء أظنه الذي قبله والله أعلم من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا سميتم فعبدوا " .
أبو زهير النميري
قيل اسمه يحيى بن نفير روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم " .
أبو زيد الأنصاري
سعد بن عبيد الله بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد ابن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. يقال: إنه أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالته طائفة منهم محمد بن نمير وقد يجوز أن يكونا جميعاً جمعا القرآن.
وروى قتادة عن أنس، قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر ومنا الذي حمته الدبر عاصم ابن ثابت ومنا الذي اهتز لموته العرش سعد بن معاذ ومنا الذي من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت فقالت الخزرج: أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد ابن ثابت وأبو زيد وهذا كله قول الواقدي.
وروى الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال خطبنا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقال له سعد بن عبيد قال: إنا لاقوا العدو غداً إن شاء الله تعالى وإنا مستشهدون فلا تغسلن عنا دماً ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا.
قال الواقدي: سعد بن عبيد بن النعمان هو أبو زيد الذي كان يقال له سعد القاري يكنى أبا عمير بابنه عمير بن سعد وعمير ابنه كان والياً لعمر على بعض الشام قال وقتل أبو زيد سعد بن عبيد يوم القادسية مع سعد بن أبي وقاص وهو ابن أربع وستين هذا كله من قول الواقدي وغيره يصحح أنهما جميعاً جمعا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو زيد عمرو بن أخطب

الأنصاري. قيل إنه من ولد عدي ابن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر أخو الأوس والخزرج ومن قال هذا نسبه عمرو بن أخطب بن رفاعة بن محمود بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن أحمر بن عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأنصاري. ويقال: هو من بني الحارث بني الخزرج. له صحبة ورواية وهو جد عزرة بن ثابت المحدث وكان عزرة هذا يقول: حدي هو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح ذلك. وكان عمرو بن أخطب أبو زيد هذا قد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات ومسح على رأسه ودعا له بالجمال فيقال: إنه بلغ مائة سنة ونيفاً وما في رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض.
أبو زيد الأنصاري
اسمه قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. شهد بدراً قال الواقدي: هو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول أنس بن مالك لأنه قال فيه أحد عمومتي. قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب قتل أبو زيد قيس بن السكن يوم جسر أبي عبيد على رأس خمس عشرة سنة.
أبو زيد الأنصاري. جد أبي زيد النحوي صاحب الغريب هو من بني الحارث بن الخزرج له صحبة قال ابن نمير وغيره. أبو زيد ثلاثة: أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو زيد جد عزرة بن ثابت وأبو زيد جد أبي زيد صاحب النحو من بني الحارث ابن الخزرج.
قال أبو عمر: بل هم ستة كلهم قد غلبت عليه كنيته قد ذكرتهم والحمد لله ويكنى أبا زيد من الصحابة أسامة بن زيد وقطبة بن عمر وعامر بن حديدة وثابت بن الضحاك.
أبو زيد الأنصاري آخر. قال عباس: سمعت يحيى بن معين وسئل عن أبي زيد الذي يقال إنه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو؟ فقال ثابت بن زيد.
قال أبو عمر: ولا أعلمه قاله غيره، والله أعلم.
أبو زيد، رجل من الأنصار غير هؤلاء. قيل اسمه أوس. وقيل معاذ وفيه نظر وقد قيل إنه الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ببغداد قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: قال لي علي بن المديني: أبو زيد الذي جمع القرآن اسمه أوس.
أبو زيد الجرمي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر " . حديثه هذا يدور على عبيد بن إسحاق عن مسكين بن دينار عن مجاهد عن أبي زيد الجرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أبو زينب
الذي شهد على الوليد بن عقبة هو زهير بن الحارث بن عوف بن كاسر الحجر. من ذكره في الصحابة فقد أخطأ ليس له شيء يدل على ذلك والله أعلم.
باب السين
أبو السائب الأنصاري
ذكره أبو منصور محمد بن سعد الباوردي له صحبة.
أبو السائب
ذكور في الصحابة لا أعرفه أيضاً.
أبو سبرة بن أبي رهم
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري. هاجر الهجرتين جميعاً وكانت معه في الهجرة الثانية في قول ابن إسحاق والواقدي زوجته أم كلثوم بنت سهيل بن عمر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش. وشهد أبو سبرة بدراً وأحداً وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه برة بنت عبد المطلب فهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه وقد اختلف في هجرته إلى الحبشة ولم يختلف في أنه شهد بدراً ذكره ابن عقبة وابن إسحاق في البدريين. وقال الزبير: لا نعلم أحداً من أهل بدر رجع إلى مكة فنزلها غير أبي سبرة فإنه قد رجع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنزلها وولده ينكرون ذلك. وتوفي أبو سبرة في خلافة عثمان بن عفان.
أبو سبرة الجعفي
اسمه يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذؤيب بن سلمة ابن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي، والد سبرة بن أبي سبرة وعبد الرحمن ابن أبي سبرة له صحبة وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابناه عزيز وسبرة، فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيزاً عبد الرحمن. وروى عنه ابناه في القراءة في الوتر وفي الأسماء حديثاً مرفوعاً هو جد خيثمة بن عبد الرحمن.
أبو السبع الزرقي

الأنصاري له صحبة قتل يوم أحد شهيداً اسمه ذكوان ابن عبد قيس.
أبو سروعة عقبة
بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي حجازي له صحبة. روى عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي مليكة قد ذكرناه في باب اسمه عقبة على ما ذكره جماعة أهل الحديث. وأما أهل النسب الزبير وعمه مصعب والعدوي فإنهم قالوا أبو سروعة بن الحارث هذا هو عتبة بن الحارث وقد ذكروا أنه أسلم عام الفتح وله صحبة.
أبو سريحة الغفاري
اسمه حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأغوس ابن الوقيعة بن حرام بن غفار بن مليل الغفاري. هكذا نسبه خليفة. وقال ابن الكلبي: هو حذيفة بن أسيد بن الأغوز بن واقعة بن حرام بن غفار فقال خليفة: الأغوس بالغين المنقوطة والسين وقال ابن الكلبي مثله، إلا أنه جعل
مكان السين زاياً وقال مكان وقيعة واقعة وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان. يعد في الكوفيين. روى عنه أبو الطفيل والشعبي.
أبو سعاد الجهني
قيل: إنه عقبة بن عامر الجهني وفي ذلك نظر. روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب ومعاوية بن عبد الله بن بدر ولعقبة بن عامر كنى كثيرة نحو خمس ليس هو عندي بأبي سعاد هذا والله أعلم. روى عن أبي سعاد الجهني معاذ بن عبد الله.
أبو سعاد
نزل حمص من الصحابة روى حريز بن عثمان عن ابن أبي عوف قال: مر أبو الدرداء بأبي سعاد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسبح وذكر الخبر.
أبو سعد بن أبي فضالة
الحارثي الأنصاري له صحبة يعد في أهل المدينة حديثه عند عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن فضالة الأنصاري وكان من الصحابة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه " . وقال: " من عمل عملاً لغيري فليلتمس ثوابه منه أنا أغنى الشركاء عن الشرك " .
أبو سعد بن وهب
القرظي ينسب إلى قريظة والصحيح أن أبا سعد هذا من بني النضير قال ابن إسحاق: ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان: يامين بن عمير بن كعب بن عمرو بن جحاش وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاها ويقال له النضيري ينسب إلى النضير نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فأسلم ذكره محمد بن سعد عن الواقدي وذكر الواقدي أيضاً عن بكر بن عبد الله النضيري عن حسين بن عبد الله النضيري عن أسامة بن أبي سعد بن وهب النضيري عن أبيه قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي في سيل مهزور أن يحبس الأعلى على الأسفل حتى يبلغ الماء الكعبين ثم يرسل.
أبو سعد الأنصاري
الزرقي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له " . حديثه عند ابن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد عن أبي سعد وقد قيل: إنه الذي روى عنه عبد الله ابن مرة وروى عنه يونس بن ميسرة في الضحايا في الكبش الأدغم. وقد قيل في ذلك أبو سعيد وأما هذا فأبو سعد عند أبي حاتم وغيره.
أبو السعدان
غير منسوب ولا سمي. شامي وروى عنه مكحول الدمشقي حديثاً واحداً مرفوعاً في الهجرة.
أبو سعيد بن المعلى
قيل اسمه رافع بن المعلى بن لوذان بن المعلى وقيل الحارث بن المعلى. وقيل أوس بن المعلى. وقيل: أبو سعيد بن أوس بن المعلى. ومن قال هو رافع بن المعلى فقد أخطأ لأن رافع بن المعلى قتل ببدر وأصح ما قيل والله أعلم في اسمه الحارث بن نفيع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة من بني زريق الأنصاري الزرقي أمه أميمة بنت قرط بن خنساء من بني سلمة. له صحبة يعد في أهل الحجاز. روى عنه حفص بن عاصم وعبيد بن حنين.
توفي سنة أربع وسبعين وهو ابن أربع وستين سنة.
قال أبو عمر: لا يعرف في الصحابة إلا بحديثين أحدهما عند شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عنه قال: كنت أصلي فناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آته حتى قضيت صلاتي ثم أتيته فقال: " ما منعك أن تجيبني " . قلت: كنت أصلي، قال: ألم يقل الله: " استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " . الأنفال: 24. ثم قال " ألا أعلمك سورة " . الحديث نحو حديث أبي بن كعب.

والثاني عند الليث بن سعد عن خالد عن سعيد عن مروان بن عثمان عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنا نغدو إلى السوق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمر على المسجد فنصلي فيه فمررنا يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت: لقد حدث أمر فجلست فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: " قد نرى تقلب وجهك في السماء " . البقرة: 144. حتى فرغ من الآية فقلت لصاحبي. تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلى فتوارينا بعماد فصليناهما ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس الظهر يومئذ.
وقد روى هذا المعنى عن غير أبي سعيد بن المعلى قال أبو حاتم الرازي مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى الزرقي الأنصاري أبو عثمان روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعبيد بن حنين روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وسعيد بن أبي هلال ومحمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف وخالد بن زيد الاسكندراني سكن مصر مولى بني جمح يروى عن سعيد بن أبي هلال وأبي الزبير ثقة. روى عنه الليث وابن لهيعة والمفضل بن فضالة وثم أبو سعيد بن المعلى تابعي يروى عن علي وأبي هريرة يروى عنه سلمة بن وردان.
أبو سعيد
له صحبة روى عنه الحارث بن يمجد الأشعري. حديثه في الشاميين عند الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا الحارث بن يمجد الأشعري عن رجل يكنى أبا سعيد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا رسول الله أفي أول أمتك أكون أم آخرها. قال: " في أولها وتلحقوني أفناداً يلي بعضكم بعضاً " .
أبو سعيد الخدري
اسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبحر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخدري. وأمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بن النجار. وخدرة وخدارة أخوان بطنان من الأنصار فأبو مسعود الأنصاري من خدارة وأبو سعيد من خدرة وهما ابنا عوف بن الحارث بن الخزرج وكان يقال لسنان جد أبي سعيد الخدري الشهيد وقتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري لأمه.
كان أبو سعيد من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء وأخباره تشهد له بتصحيح هذه الجملة.
روينا عن أبي سعيد أنه قال: عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول: يا رسول الله إنه عبل العظام والنبي صلى الله عليه وسلم يصعد في بصره ويصوبه ثم قال: وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق قال الواقدي: وهو ابن خمس عشرة سنة ومات سنة أربع وسبعين.
أبو سعيد الخير
ويقال: أبو سعد الخير الأنماري له صحبة قيل اسمه عامر بن سعد شامي وقيل: عمرو بن سعد. روى عنه عبادة بن نسي وقيس بن حجر وفراس الشعباني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " توضأوا مما مست النار وغلت به المراجل " .
من حديثه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً مع كل ألف سبعون ألفاً " . الحديث وفي رواية أخرى عنه " سبعون ألفاً يعم ذلك مهاجرينا ويوفي ذلك بطائفة من أعرابنا " .
أبو سعيد الزرقي
الأنصاري ويقال أبو سعد وهو الأشبه عندي والله أعلم. ذكره خليفة فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة بعد أن ذكر أبا سعيد بن المعلى وقال: لا يوقف له على اسم ولم ينسبه بأكثر مما ترى.
وقال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن العزل فقال: " ما يقدر في الرحم يكن " . وقال غير خليفة أبو سعيد الزرقي مشهور بكنيته. واختلف في اسمه فقيل سعد بن عمارة. وقيل عمارة بن سعد. روى عنه عبد الله ابن مرة. وقيل في أبي سعيد الزرقي هذا عامر بن مسعود وليس بشيء ومن حديث أبي سعيد الزرقي فيما حدث به سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة ابن حلبس أنه حدثهم قال: خرجت مع أبي سعيد الزرقي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شراء ضحايا فأشار إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع ولا المتضع في جسمه فقال: اشتر لي هذا كأنه شبهه بكبش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والأدغم الأسود الرأس.
أبو سعيد المقبري

اسمه كيسان مولى لبني ليث ذكره الواقدي فيمن كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منزله عند المقابر فقالوا له: المقبري لذلك وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وقد روى عن عمر.
أبو سعيد أو سعد الأنصاري
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أحدهما أنه قال: " البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة في الأعمار " . روى عنه أبو مليكة فيه وفي الذي قبله نظر.
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية. وأمه غزية بنت قيس بن طريف من ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. قال قوم منهم إبراهيم بن المنذر: اسمه المغيرة. وقال آخرون: بل اسمه كنيته والمغيرة والمغيرة أخوه.
ويقال: إن الذين كانوا يشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين. وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله:
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... مغلغلة فقد برح الخفاء
هجوت محمد فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
وقد ذكرنا الأبيات في باب حسان والشعر محفوظ ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال: إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه. وكان إسلامه يوم الفتح قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لقيه هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأبواء فأسلما. وقيل: بل لقيه هو وعبد الله بن أبي أمية بين السقيا والعرج فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقالت له أم سلمة: لا يكن ابن عمك وأخي ابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث. إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف عليه السلام: " تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين " . يوسف: 91. فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولاً منه ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " . يوسف: 92. وقبل منهما وأسلما وأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما سلف منه:
لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكالمظلم الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أهدى فأهتدي
هداني هاد غير نفسي ودلني ... على الله من طردته كل مطرد
أصد وأنأى جاهداً عن محمد ... وأدعى وإن لم أنتسب من محمد
قال ابن إسحاق: فذكروا أنه حين أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: " من طردته كل مطرد " . ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: " أنت طردتني كل مطرد " .
وشهد أبو سفيان حنيناً وأبلى فيها بلاء حسناً وكان ممن ثبت ولم يفر يومئذ ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انصرف الناس اليه وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وشهد له بالجنة وكان يقول: " أرجو أن تكون خلفاً من حمزة " . وهو معدود في فضلاء الصحابة روى عفان عن وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبو سفيان بن الحارث من شباب أهل الجنة أو سيد فتيان أهل الجنة " .
ويروى عنه أنه لما حضرته الوفاة: قال لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت. وذكر ابن إسحاق أن أبا سفيان بن الحارث بكى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ورثاه فقال:
أرقت فبات ليلي لا يزول ... وليل أخي المصيبة فيه طول
فأسعدني البكاء وذاك فيما ... أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلت ... عشية قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل
وذاك أحق ما سالت عليه ... نفوس الناس أو كادت تسيل
نبي كان يجلو الشك عنا ... بما يوحى إليه وما يقول
ويهدينا فلا نخشى ضلالاً ... علينا والرسول لنا دليل
أفاطم إن جزعت فذاك عذر ... وإن لم تجزعي ذاك السبيل
فقبر أبيك سيد كل قبر ... وفيه سيد الناس الرسول
وأبو سفيان بن الحارث هو الذي يقول أيضاً:
لقد علمت قريش غير فخر ... بأنا نحن أجودهم حصانا
وأكثرهم دروعاً سابغات ... وأمضاهم إذا طعنوا سنانا
وأدفعهم لدى الضراء عنهم ... وأبينهم إذا نطقوا لسانا
وروى أبو حبة البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أبو سفيان خير أهلي أو من خير أهلي " .
وقال ابن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل الصيد في جوف الفرا " : إنه أبو سفيان بن الحارث بن عمه هذا.
وقد قيل: إن ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم في أبي سفيان بن حرب وهو الأكثر والله أعلم.
قال عروة: وكان سبب موته أنه حج فلما حلق الحلاق رأسه قطع ثؤلولاً كان في رأسه فلم يزل مريضاً منه حتى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة سنة عشرين. ودفن في دار عقيل بن أبي طالب وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقيل بل مات أبو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة وكان هو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام وكانت وفاة بن الحارث على ما ذكرنا في بابه سنة خمس عشرة.
أبو سفيان بن الحارث بن قيس
بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري قتل يوم أحد شهيداً. وقيل: " بل قتل يوم خيبر شهيداً " .
أبو سفيان بن حويطب
بن عبد العزى القرشي العامري قتل يوم الجمل أسلم مع أبيه يوم الفتح وأبوه من أسن الصحابة وقد ذكرناه.
أبو سفيان صخر بن حرب
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي هو والد معاوية ويزيد وعتبة وإخوتهم ولد قبل الفيل بعشر سنين وكان من أشراف قريش في الجاهلية وكان تاجراً يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم وكان يخرج أحياناً بنفسه فكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب وكان لا يحبسها إلا رئيس فإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس.
ويقال: كان أفضل قريش في الجاهلية رأياً ثلاثة عتبة وأبو جهل وأبو سفيان فلما أتى الله بالإسلام أدبروا في الرأي وكان أبو سفيان صديق العباس ونديمه في الجاهلية.
أسلم أبو سفيان يوم الفتح وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً وأعطاه من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية.

واختلف في حسن إسلامه فطائفة ترى أنه لما أسلم حسن إسلامه وذكروا عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: رأيت أبا سفيان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل ويقول يا نصر الله اقترب وروى أن أبا سفيان ابن حرب كان يقف على الكراديس يوم اليرموك فيقول للناس الله الله فإنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام وإنهم ذادة الروم وأنصار المشركين اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك وطائفة ترى أنه كان كهفاً للمنافقين منذ أسلم وكان في الجاهلية ينسب إلى الزندقة. وفي حديث ابن عباس عن أبيه أنه لما أتى به العباس وقد أردفه خلفه يوم الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله أن يؤمنه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ويحك يا أبا سفيان أما آن لك أن تعلم أن لا اله إلا الله " . فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وكرمك والله لقد ظننت أنه لو كان مع الله إلهاً غيره لقد أغنى عني شيئاً. فقال: " ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله " . فقال: بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك أما هذه ففي النفس منها شيء فقال له العباس: ويلك اشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك فشهد وأسلم ثم سأل له العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمن من دخل داره، وقال: إنه رجل يحب الفخر والذكر فأسعفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وقال: " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الكعبة فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه على نفسه فهو آمن " .
وفي خبر ابن الزبير أنه رآه يوم اليرموك قال: فكانت الروم إذا ظهرت قال أبو سفيان إيه بني الأصفر فإذا كشفهم المسلمون قال أبو سفيان:
وبنو الأصفر الملوك ملوك الر ... وم لم يبق منهم مذكور
فحدث به ابن الزبير أباه لما فتح الله على المسلمين فقال الزبير: قاتله الله يأبى إلا نفاقاً أولسنا خيراً له من بني الأصفر وذكر ابن المبارك عن مالك ابن مغول عن أبي أبجر قال: لما بويع لأبي بكر الصديق جاء أبو سفيان إلى علي فقال: أغلبكم على هذا الأمر أقل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلاً ورجالاً إن شئت. فقال علي: ما زلت عدواً للإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئاً إنا رأينا أبا بكر لها أهلاً وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عن ابن المبارك.
وروي عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة اليه فقال قد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار فصاح به عثمان قم عني فعل الله بك وفعل وله أخبار من نحو هذا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها وفي بعضها ما يدل على أنه لم يكن إسلامه سالماً، ولكن حديث سعيد ابن المسيب يدل على صحة إسلامه والله أعلم.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا رجل واحد يقول يا نصر الله اقترب والمسلمون يقتتلون هم والروم فذهبت أنظر فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد.
وكانت له كنية أخرى: أبو حنظلة بابنه حنظلة المقتول يوم بدر كافراً وشهد أبو سفيان حنيناً مسلماً وفقئت عينه يوم الطائف فلم يزل أعور حتى فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك أصابها حجر فشدخها فعمى.
ومات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه ابنه معاوية وقيل بل صلى عليه عثمان بموضع الجنائز ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة وقيل ابن بضع وتسعين سنة وكان ربعة دحداحاً ذا هامة عظيمة.
أبو سفيان والد عبد الله
بن أبي سفيان حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة " . إسناده مدني أخشى أن يكون مرسلاً فالله أعلم.
أبو سفيان مدلوك
ذهب مع مولاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معه ومسح النبي صلى الله عليه وسلم برأسه ودعا له بالبركة فكان مقدم رأسه ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أسود وسائره أبيض.
أبو سكينة
شامي لا أعرف له نسباً ولا اسماً روى عنه بلال بن سعد الواعظ ذكروه من الصحابة ولا دليل على ذلك.

من حديث أبي سكينة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا ملك أحدكم شقصاً من رقبة فليعتقها فإن الله يعتق بكل عضو منها عضواً منه من النار " . حديثه عند يزيد بن ربيعة عن بلال بن سعد. وقد قيل إن حديثه هذا مرسل ولا صحبة له.
أبو سلالة الأسلمي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيكون عليكم أئمة يملكون رقابكم ويحدثونكم فيكذبوكم " . حديثه عند حكام بن أسلم الرازي، عن عنبسة بن سعيد قاضي الري عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي سلالة الأسلمي.
أبو سلام الهاشمي
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه له صحبة ذكره خليفة في تسمية الصحابة من موالي بني هاشم بن عبد مناف حدثنا سعيد قال: حدثنا قاسم حدثنا محمد حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثني أبو عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من عبد يقول حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة " .
قال أبو عمر: هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث وكذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده فجعله عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك قال في أبي سلام أبو سلامة فقد أخطأ أيضاً وبالله التوفيق.
أبو سلامة الثقفي
ذكر في الصحابة قيل اسمه عروة.
أبو سلامة السلامي
وأبو سلامة الحبيبي من ولد حبيب لم يعرف ابن معين هذا النسب إلى السلمي وهما عندي واحد واسمه خداش قال أبو عمر: أبو سلامة السلامي لا يوجد ذكره إلا في حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أوصى امرأ بأمه ثلاث مرات وأوصى امرأ بأبيه " . الحديث قد ذكرناه في باب خداش في حرف الخاء في الأسماء أوضحناه هناك والحمد لله.
أبو سلمة بن عبد الأسد
بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي اسمه عبد الله بن عبد الأسد. وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم كان ممن هاجر بامرأته أم سلمة بنت أبي أمية الى أرض الحبشة ثم شهد بدراً بعد أن هاجر الهجرتين وجرح يوم أحد جرحاً اندمل ثم انتقض فمات منه وذلك لثلاث مضين لجمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته أم سلمة رضي الله عنهما وقد مضى في باب اسمه كثير من خبره.
أبو سلمة
رجل من الصحابة حديثه عند موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن يزيد بن مسلم المنقري قال: حدثنا معاوية بن قرة قال قال لي كهمس الهلالي: ألا أحدثك بشيء سمعته من عمر؟ قلت: بلى قال: بينا أنا عند عمر إذ جاءته امرأة تشكو زوجها تقول إنه قل خيره وكثر شره. قال: " ومن زوجك " . قال: أحسبها قالت أبو سلمة. قال ذاك رجل صدق وإن له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو سلمى راعي رسول الله
صلى الله عليه وسلم قيل اسمه حريث من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: " بخ بخ كلمات ما أثقلهن في الميزان " . الحديث روى عنه أبو سلام الأسود الحبشي. قال: رأيته في مسجد الكوفة يعد أبو سلمى هذا في الشاميين لأن حديثه هذا شامي وبعضهم يعده في الكوفيين وقد اختلف في حديثه هذا على أبي سلام الأسود.
أبو سلمى مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا أدري أهو راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره أم هو غيره.
أبو سلمى آخر
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه إلا شيئاً واحداً قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة " إذا الشمس كورت " . وروى عنه السري بن يحيى. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول قلت لحسان بن عبد الله لقي السري بن يحيى هذا الشيخ قال: نعم.
أبو سليط الأنصاري

اسمه أسيرة بن عمرو بن قيس بن مالك بن عدي ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري. وقيل: اسمه أسير هو والد عبد الله بن أبي سليط وقد قيل في اسمه سبرة بن عمرو وقيل أسيد ابن عمرو وقيل أسير بن عمرو والأول أصح. أمه آمنة بنت عجرة أخت كعب بن عجرة البلوي. وكان أبوه عمرو يكنى أبا خارجة مشهور بكنيته أيضاً شهد أبو سليط بدراً وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عبد الله بن أبي سليط عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية. يعد في أهل المدينة.
أبو السمح مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم. ويقال له خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل اسمه إياد. وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في بول الجارية والغلام عند يحيى بن الوليد عن محل بن خليفة يقال: إنه ضل ولا يدري أين مات.
أبو السنابل بن بعكك
بن الحجاج بن الحارث بن السباق ابن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري. أمه عمرة بنت أوس من بني عذرة ابن سعد هذيم قيل: اسمه حبة بن بعكك من مسلمة الفتح كان شاعراً ومات بمكة روى عنه الأسود بن يزيد قصته مع سبيعة الأسلمية.
أبو سنان الأسدي
اسمه وهب بن عبد الله ويقال عبد الله بن وهب. ويقال: عامر ولا يصح. ويقال: بل اسمه وهب بن محصن بن حرثان ابن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة فإن يكن وهب بن محصن بن حرثان فهو أخو عكاشة بن محصن وأصح ما قيل فيه والله أعلم أنه أخو عكاشة بن محصن وابنه سنان بن أبي سنان ابن أخي عكاشة بن محصن وهم حلفاء بني هبد شمس شهد أبو سنان بدراً وهو أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة وهو أسن من أخيه عكاشة قال بعضهم بنحو عشرين سنة وعلى هذا قطع الواقدي وقال توفي وهو ابن أربعين سنة في سنة خمس من الهجرة وقال غيره توفي أبو سنان والنبي صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة ودفن في مقبرة بني قريظة اليوم.
ذكر الحلواني عن أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب الأسدي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علام تبايع " ؟ قال: على ما في نفسك فبايعه وتتابع الناس فبايعوه وكذا قال موسى بن عقبة أبو سنان بن وهب. وقال الواقدي: أول من بايع بيعة الرضوان سنان بن أبي سنان بايعه قبل أبيه.
ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا هناد بن السري حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن عامر قال: أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي.
وحدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب.
قال: وحدثنا محمد بن الصباح وعبيد الله بن سعيد قالا: حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي قال: أول الناس بايع يوم الحديبية أبو سنان؟ انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند الشجرة وقد دعا الناس إلى البيعة فقال: يا محمد ابسط يدك أبايعك. قال: " علام تبايع " . قال أبايع على ما في نفسك.
أبو سنان الأشجعي
مذكور في حديث ابن مسعود. شهد هو والجراح الأشجعي أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق بما أفتى به ابن مسعود.
أبو سهل
في الصحابة لا أعرفه.
أبو سود بن أبي وكيع
التميمي جد وكيع بن دينار بن أبي سود سماه ابن قانع في معجمه حسان بن قيس بن أبي سود بن كلب بن عدي بن غدانة ابن يربوع بن حنظلة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في اليمين الفاجرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اليمين التي يقتطع بها الرجل مال أخيه تعقم الرحم " . رواه ابن المبارك عن معمر عن رجل من بني تميم عن أبي سود وكذلك رواه عبد الرزاق. وقال ابن دريد: كان أبو سود جد وكيع بن حسان بن أبي سود مجوسياً وهذا غير بعيد فإن ديارهم كانت ديار الفرس والمجوس بها كثير ومن قضى الله له بالإسلام أسلم.
أبو سويد
ويقال أبو سوية الأنصاري. ويقال الجهني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على المتسحرين. روى عنه عبادة بن نسي. وقال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف له: أبو سوية الأنصاري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن قال أبو سويد فقد صحف.

أبو سيارة المتعي
ثم القيسي شامي. قيل اسمع عميرة بن الأعلم وقيل: عمير بن الأعلم. ذكره في الصحابة جماعة ممن ألف في الصحابة ورووا في حديثه عن سليمان بن موسى عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله إن لي نخلاً وعسلاً.. الحديث. روى عنه سليمان بن موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه في زكاة العسل أنه أمر أن يؤخذ منه العشر. وهو حديث مرسل لا يصح أن يحتج به إلا من قال بالمراسيل لأن سليمان ابن موسى يقولون إنه لم يدرك أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثناه عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا محمد بن عمرو حدثنا مصعب بن ماهان حدثنا سفيان عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن أبي سيارة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يؤخذ العشر من العسل وكان يحميه.
أبو سيف القين
ظئر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو البراء بن أوس وقد تقدم ذكره.
باب الشين
أبو شاه الكلبي
رجل من أهل اليمن حضر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو شاه: اكتبها لي يا رسول الله يعني الخطبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اكتبوا لأبي شاة " . من رواية أبي هريرة.
أبو شداد الذماري
العماني، سكن عمان وذكر أنه أتاهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة أديم. قيل له: من كان عامل عمان يومئذ؟ قال: أسوار من أساورة كسرى. ذكره البخاري عن موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد العزيز بن زياد أبو حمزة الخبطي قال: حدثنا أبو شداد رجل من أهل عمان. وذكر أبو حاتم الرازي قال: أبو شداد رجل من أهل ذمار. قال: جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة أديم: " من محمد رسول الله إلى أهل عمان من حديث أبي سلمة المنقري عن عبد العزيز ابن زياد الخبطي قال حدثنا أبو شداد " .
أبو شداد عقل
متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع منه قاله معن بن عيسى عن معاوية بن صالح عن أبي شداد وكان قد عقل متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع منه.
أبو شريح هانئ
بن يزيد الحارثي كان يكنى أبا الحكم فلما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع طائفة من قومه فسمعهم يكنونه أبا الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " إن الله هو الحكم. وإليه الحكم فلم تكنى بأبي الحكم " . فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء حكمت بينهم فرضي كلا الفريقين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أحسن هذا فما لك من الولد " . قال: ثلاثة شريح وعبد الله ومسلم قال: " من أكبرهم؟ " . قال شريح قال: " فأنت أبو شريح " . ودعا له ولولده. وهو والد شريح بن هانئ صاحب علي بن أبي طالب يعد في الكوفيين.
أبو شريح الأنصاري
له صحبة ذكروه في الصحابة ولا أعرفه بغير كنيته وذكره هذا.
أبو شريح الكعبي
الخزاعي اسمه خويلد بن عمرو وقيل عمرو بن خويلد وقيل كعب بن عمرو. وقيل: هانئ بن عمرو وأصحها خويلد بن عمرو. أسلم قبل فتح مكة وكان يحمل أحد ألوية بني كعب بن خزاعة يوم فتح مكة وقد ذكرناه في باب الخاء ونسبناه هناك وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وستين عداده في أهل الحجاز وروى عنه عطاء بن يزيد الليثي وأبو سعيد المقبري وسفيان بن أبي العوجاء. وقال مصعب: سمعت الواقدي يقول كان أبو شريح الخزاعي من عقلاء أهل المدينة. فكان يقول: إذا رأيتموني أبلغ من أنكحته أو نكحت إليه إلى السلطان فاعلموا أني مجنون فاكووني وإذا رأيتموني أمنع جاري أن يضع خشبته في حائطي فاعلموا أني مجنون فاكووني ومن وجد لأبي شريح سمناً أو لبناً أو جداية فهو له حل فليأكله ويشربه.
أبو شعيب الأنصاري
مذكور في حديث أبي مسعود البدري أنه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً وقال له: يا رسول الله إيت وخمسة معك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتأذن في السادس " . حديثه عند الأعمش عن أبي وائل من رواية الثقات عن الأعمش.
أبو شقرة التميمي
روى عنه مخلد بن عقبة فيه نظر.
أبو الشموس

البلوي له صحبة شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك. وروى عنه حديثاً أنه أمر الذين استقوا من بئر الحجر حجر ثمود أن يلقوا ما عجنوا وعملوا به حديثه عن زياد بن نصر من أهل وادي القرى عن سليم بن مطير عن أبيه عنه.
أبو شميلة
رجل من الصحابة مذكور في حديث عند محمد بن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس أنه أتي بأبي شميلة وهو سكران فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فضرب بها وجهه ثم قال: " اضربوه " . فضربوه بالثياب والنعال وبأيديهم والمتيخ. حدث به ابن الأعرابي قال: حدثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق فذكره المتيخ العصا الخفيفة وقيل الجريدة الرطبة.
أبو شهم
قيل اسمه يزيد بن أبي شيبة له صحبة ورواية معدود في الكوفيين من الصحابة بايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. وهو روى عنه قيس بن أبي حازم قال: مرت بي امرأة في بعض أزقة المدينة فأخذت بكشحها وجبذت خاصرتها فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الناس فأتيته فمددت بيدي لأبايعه فقبض يده عني وقال: ألست صاحب الجبذة بالأمس فقلت: يا رسول الله بايعني فوالله لا أعود بعدها أبداً فبايعني صلى الله عليه وسلم.
أبو شيبة الخدري
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة " . مات بأرض الروم. حديثه عند يونس بن الحارث الطائفي عن أبي شيبة. ومنهم من يقول فيه: عن يونس بن الحارث حدثني مشرس عن أبيه عن أبي شيبة حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا يزيد بن عبد الصمد قال: حدثنا ابن عائذ حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا أبو داود سليمان بن موسى الكوفي عن يونس بن الحارث الثقفي قال: سمعت مشرساً يحدث عن أبيه قال: توفي أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على حصار القسطنطينية فدفناه مكانه سئل أبو زرعة عن أبي شيبة الخدري فقال: له صحبة ولا يعرف اسمه.
أبو شيخ بن أبي
بن أبي ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة ابن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. شهد بدراً وقتل يوم بئر معونة شهيداً وكذا قال ابن إسحاق أبو شيخ بن أبي بن ثابت. وقال ابن هشام: أبو شيخ اسمه أبي بن ثابت فعلى قول ابن إسحاق هو ابن أخي حسان بن ثابت وعلى قول ابن هشام هو أخو حسان بن ثابت.
أبو شيخ المحاربي
له حديث واحد عند أهل الكوفة وليس إسناده بشيء ولا يصح.
باب الصاد
أبو الصباح الأنصاري
الأكثر يقولون فيه أنه الضياح. بالضاد المنقوطة وقد ذكرناه فيما بعد.
أبو صخر العقيلي
رجل من بني عقيل له صحبة ورواية. قيل: اسمه عبد الله بن قدامة. روى عنه عبد الله بن شقيق حديثاً حسناً في أعلام النبوة وشهادة اليهودي له وهو يجود بالموت بأنه موجود صفته في التوراة.
أبو صرمة الأنصاري
المازني من بني مازن بن النجار وقيل بل هو من بني عدي بن النجار والأول أكثر وأشهر. اختلف في اسمه فقيل مالك بن قيس وقيل لبابة بن قيس وقيل قيس بن مالك بن أبي أنس. وقيل مالك بن أسعد وهو مشهور بكنيته. ولم يختلف في شهوده بدراً وما بعدها من المشاهد من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من ضار ضار الله به ومن شاق شاق الله عليه " . وروى عنه محمد بن كعب القرظي ومحمد ابن قيس وابن محيريز ولؤلؤة وكان شاعراً محسناً وهو القائل:
لنا صرم يدول الحق فيها ... وأخلاق يسود بها الفقير
ونصح للعشيرة حيث كانت ... إذا ملئت من الغش الصدور
وحلم لا يسوغ الجهل فيه ... وإطعام إذا قحط الصبير
بذات يد على ما كان فيها ... نجود به قليل أو كثير
أبو صعير
والد ثعلبة بن أبي صعير اختلف فيه على ابن شهاب وتصحيحه عند النعمان بن راشد عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صدقة الفطر " صاع من بر بين كل اثنين أو صاع من شعير أو صاع من تمر عن كل واحد " . الحديث.
أبو صفرة ظالم بن سراق

ويقال ابن سارق الأزدي العتكي البصري. يقال ظالم ابن سراق بن صبيح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث ابن العتيك بن الأسد كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفد عليه ووفد على عمر بن الخطاب في عشرة من ولده.
ذكر عبد الرزاق قال: سمعت جعفر بن سليمان يقول: وفد أبو صفرة على عمر بن الخطاب ومعه عشرة من ولده المهلب أصغرهم فجعل عمر ينظر اليه ويتوسم ثم قال لأبي صفرة: هذا سيد ولدك وهو يومئذ أصغرهم.
قال أبو عمر: المهلب بن أبي صفرة من التابعين روى عن سمرة ابن جندب وعبد الله بن عمر. وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وسماك ابن حرب وعمر بن سيف وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وهو ثقة ليس به بأس وأما من عابه بالكذب فلا وجه له لأن صاحب الحرب يحتاج إلى المعاريض والحيلة فمن لم يعرفها عدها كذباً وكان شجاعاً ذا رأي في الحرب خطيباً وهو الذي حمى البصرة من الأزارقة الخوارج والصفرية بعد أن أجلى أكثر أهلها عنها إلا من لم يكن له قوة على النهوض حتى قيل بصرة المهلب. وكانت وفاة المهلب بقرية من قرى مرو الروذ في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين. وقيل سنة اثنتين وثمانين وله يومئذ ست وسبعون سنة.
وأما أبوه أبو صفرة فكان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدى إليه صدقات ولم يره ولم يفد عليه. ثم وفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل إنه وفد على أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع بنيه.
أبو صفوان مالك بن عميرة
ويقال: سويد بن قيس وقيل إنه ربيعة ابن نزار حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة رجل سراويل فأرجح لي. وروى عنه سماك بن حرب. واختلف فيه عليه برواية شعبة عنه كما وصفنا. وقال مالك بن عميرة: أبو صفوان وروى الثوري عن سماك عن سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزاً من هجر فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى مني رجل سراويل وقال: لوزان يزن بالأجر زن وأرجح.
أبو صفية مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين. روى عنه سعيد بن عامر عن يونس بن عبيد أنه سمعه يقول لأمه ماذا رأيت أبا صفية يصنع؟ قالت: رأيت أبا صفية وكان من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بالنوى روى عبد الواحد بن زياد عن يونس ابن عبيد عن أمه وقالت بالحصى.
باب الضاد
أبو ضمرة بن العيص
كان من المستضعفين بمكة، فلما نزلت: " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " . النساء: 75. الآية قال: ذكرنا مع النساء والولدان فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه الموت بالتنعيم. فنزلت: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت " . النساء: 99. الآية رواه إسرائيل عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عنه هكذا قال فيه ابن أبي حاتم أبو ضمرة بن العيص وذكره في الكنى المجردة فيمن لا يعرف له اسم كما ذكرناه ها هنا وقد تقدم في هذا الكتاب عن غيره أنه ضمرة ابن العيص لا أبو ضمرة بن العيص.
أبو ضمضم
غير منسوب. روى عنه الحسن بن أبي الحسن وقتادة أنه قال: اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك. وروى من حديث ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا تحبون أن تكونوا كأبي ضمضم " . وذكر أبو يحيى الساجي قال: أخبرنا السري بن عاصم حدثنا أبو النضر هاشم بن قاسم عن محمد بن عبد الله العمي عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تحبون أن تكونوا كأبي ضمضم؟ " . قالوا يا رسول الله ومن أبو ضمضم؟ قال: " إن أبا ضمضم كان إذا أصبح قال: اللهم إني تصدقت بعرضي على من ظلمني " .
روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً من المسلمين قال: اللهم إنه ليس لي مال أتصدق به وإني قد جعلت عرضي صدقة لله عز وجل لمن أصاب منه شيئاً من المسلمين. قال: فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد غفر له أظنه أبا ضمضم المذكور فالله أعلم.
أبو ضميرة مولى رسول الله

صلى الله عليه وسلم كان ممن أفاه الله عز وجل عليه. قيل اسم أبي ضميرة سعد الحميري قاله البخاري من آل ذي يزن. وكذلك قال أبو حاتم إلا أنه قال: سعيد الحميري: وقيل: اسم أبي ضميرة روح بن سندر وقيل: روح بن شيرزاد والأول أصح إن شاء الله تعالى. وهو جد حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة مخرج حديثه عن ولده وهو إسناد لا تقوم به حجة. عداده وعداد ولده في أهل المدينة وكان من العرب فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً يوصي به هو بيد ولده وقدم حسين بن عبد الله بن ضميرة بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيصاء بأبي ضميرة وولده على المهدي فوضعه المهدي على عينيه ووصله بمال كثير قيل ثلاثمائة دينار.
أبو الضياح
قيل اسمه النعمان وقيل عمير بن ثابت بن النعمان ابن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وقتل يوم خيبر شهيداً ضربه رجل منهم بالسيف فأطن قحف رأسه.
ذكر إبراهيم بن سعد ويونس بن بكير جميعاً عن ابن إسحاق فيمن قتل بخيبر من بني عمرو بن عوف أبو الضياح بن ثابت بن النعمان بن أمية ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف. وقال الطبري أبو الضياح النعمان ابن ثابت بن النعمان بن أمية بن البرك شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وقتل بخيبر.
باب الطاء
أبو طريف الهذلي
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يعد في أهل الحجاز. روى عنه الوليد بن عبد الله بن أبي سميرة قيل اسمه سنان بن سلمة حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب أنه كان يصليها بهم في حين حصاره الطائف ولو رمى إنسان لأبصر مواقع نبله.
أبو الطفيل عامر
بن واثلة الكناني. وقيل عمرو بن واثلة قاله معمر والأول أكثر وأشهر وهو عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش بن جري ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة الليثي المكي ولد عام أحد وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين. نزل الكوفة وصحب علياً في مشاهده كلها فلما قتل علي رضي الله عنه انصرف إلى مكة فأقام بها حتى مات سنة مائة. ويقال: إنه أقام بالكوفة ومات بها والأول أصح والله أعلم ويقال: إنه آخر من مات ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى حماد بن يزيد عن سعيد الجريري عن أبي الطفيل قال: ما على وجه الأرض رجل اليوم رأى النبي صلى الله عليه وسلم غيري. حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا عبد الأعلى عن الجريري قال: حدثني أبو الطفيل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق على وجه الأرض أحد رآه غيري.
وأخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عثمان حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا علي بن المديني عن سليم بن أخضر عن الجريري سمعه يقول: كنت أطوف بالبيت مع أبي الطفيل فيحدثني وأحدثه فقال لي: ما بقي على وجه الأرض عين تطوف ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم غيري. قال علي: آخر من بقي ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ويقال الكناني قال علي: ومات بمكة رضي الله عنه.
وقال أبو عمر: كان أبو الطفيل شاعراً محسناً وهو القائل:
أيدعونني شيخاً وقد عشت حقبة ... وهن من الأزواج نحوي نوازع
وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... علي ولكن شيبتني الوقائع
وقد ذكره ابن أبي خيثمة في شعراء الصحابة وكان فاضلاً عاقلاً حاضر الجواب فصيحاً وكان متشيعاً في علي ويفضله ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر ويترحم على عثمان قدم أبو الطفيل يوماً على معاوية فقال له كيف وجدك على خليلك أبي الحسن قال كوجد أم موسى على موسى وأشكو إلى الله التقصير وقال له معاوية: كنت فيمن حصر عثمان قال: لا ولكني كنت فيمن حضر. قال: فما منعك من نصره؟ قال وأنت فما منعك من نصره إذ تربصت به ريب المنون وكنت مع أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد فقال له معاوية: أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له؟ قال: بلى ولكنك كما قال أخو جعفي:
لا ألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادا
أبو طلحة الأنصاري

اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري الخزرجي. شهد العقبة ثم شهد بدراً وما بعدها من المشاهد أمه عبادة بنت مالك بن عدي ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار قال: موسى بن عقبة عن ابن شهاب: وممن شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طلحة زيد بن سهل. وروى معن بن عيسى عن رجل من ولد أبي طلحة قال: وكان اسم أبي طلحة زيد بن سهل وهو الذي يقول:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكل يوم في سلاحي صيد
وكان آدم مربوعاً وكان من الرماة المذكورين من الصحابة وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل " . وقيل إنه قتل يوم حنين عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم. وكان لا يخضب. كانت تحته أم سليم بنت ملحان وعقبه منها.
حدثنا خلف بن قاسم قال: كتب إلي تميم بن أحمد بن تميم بن نعيم أبو الحسن البويطي من بويط صعيد مصر وتحت خاتمه يقول: حدثنا أبو علي الحسين بن الفرج الغزي حدثنا يوسف بن عدي حدثنا ابن المبارك حدثنا حماد ابن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: من قتل كافراً فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا ابن أبي عمر حدثنا الخشني قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب ويقول:
نفسي لنفسك الفداء ... ووجهي لوجهك الوفاء
ثم ينشر كنانته بين يديه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل " .
وروى حميد عن أنس. قال: كان أبو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلف أبي طلحة ليرى مواقع النبل. قال: وكان أبو طلحة يتطاول بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: نحري دون نحرك: واختلف في وقت وفاته فقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين وقيل توفي سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عفان.
وروى حماد بن سلمة عن ثابت البناني وعلي بن زيد عن أنس أن أبا طلحة سرد الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة وأنه ركب البحر فمات فدفن في جزيرة. وقال المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين.
أبو طليق
وقال فيه بعضهم أبو طلق والأول أكثر. سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " عمرة في رمضان تعدل حجة " . روى عنه طلق ابن حبيب. حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم حدثنا محمد قال: حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن المختار بن فلفل عن طلق بن حبيب عن أبي طليق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يعدل الحج؟ قال: " عمرة في رمضان " . يعد في أهل الحجاز. وامرأته أم طليق روت هذا الحديث أيضاً ورويا جميعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج من سبيل الله ومن حمل على جمل حاجاً فقد حمل في سبيل الله والنفقة في الحج مخلوفة هذا معنى حديثهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أبو طويل شطب الممدود
وقد ذكرناه في باب الشين.
أبو طيبة الحجام
مولى بني حارثة كان يحجم النبي صلى الله عليه وسلم قيل اسمه دينار وقيل نافع. وقيل ميسرة والله أعلم روى عنه أنس بن مالك في الحجامة وروى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " النفقة في الحناء مثل النفقة في الحج الدرهم بسبعمائة " .
باب الظاء
أبو ظبية
صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بخ بخ خمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله والمؤمن يموت له الولد الصالح " . اختلف في إسناده على أبي سلام الحبشي فمنهم من يرويه عنه عن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يرويه عنه عن أبي ظبية صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب العين
أبو عاتكة الأزدي

ذكره الباوردي. من حديثه أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو راشد الأزدي فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أنعم صباحاً. فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رداءه وأقعده عليه، وقال: " إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه " . وأعطاه قدحاً. وكان رداء النبي صلى الله عليه وسلم عندنا والقدح وبه كانوا يحنطون موتاهم.
أبو العاص بن الربيع
بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته زينب أكبر بناته كان يعرف بجرو البطحاء هو وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء. وقيل بل كان ذلك أبوه وعمه اختلف في اسمه فقيل لقيط وقيل مهشم وقيل هشيم والأكثر لقيط وأمه هالة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة لأبيها وأمها وكان أبو العاص بن الربيع ممن شهد بدراً مع كفار قريش وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فدائه أخوه عمرو بن الربيع بمال دفعته اليه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قلادة لها كانت خديجة أمها قد أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا الذي لها فافعلوا " . فقالوا: نعم. وكان أبو العاص ابن الربيع مواخياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصافياً وكان قد أبى أن يطلق زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مشى إليه مشركو قريش في ذلك فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم مصاهرته وأثنى عليه بذلك خيراً وهاجرت زينب مسلمة رضي الله عنها وتركته على شركه فلم يزل كذلك مقيماً على الشرك حتى كان قبل الفتح فخرج بتجارة إلى الشام ومعه أموال من أموال قريش فلما انصرف قافلاً لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة رضي الله عنه وكان أبو العاص في جماعة عير وكان زيد في نحو سبعين ومائة راكب فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال وأسروا ناساً منهم وأفلتهم أبو العاص هرباً.
وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيداً في تلك السرية قاصداً للعير التي كان فيها أبو العاص فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص في الليل حتى دخل على زينب رضي الله عنها فاستجار بها فأجارته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح وكبر وكبر الناس معه صرخت زينب رضي الله عنها أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال: " هل سمعتم ما سمعت " . فقالوا: نعم. قال: " أما والذي نفسي بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم " . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال: " أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له " . فقالت: إنه جاء في طلب ماله. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث في تلك السرية فاجتمعوا إليه فقال لهم: " إن هذا الرجل منا بحيث علمتم وقد أصبتم له مالاً وهو مما أفاء الله عز وجل عليكم وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه ماله الذي له وإن أبيتم فأنتم أحق به " . قالوا: يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه ماله ما فقد منه شيئاً فاحتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله الذي كان أبضع معه ثم قال: " يا معشر قريش هل لأحد منكم مال لم يأخذه " . قالوا: جزاك الله خيراً فقد وجدناك وفياً كريماً. قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله والله ما منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم فلما أداها الله عز وجل إليكم أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً وحسن إسلامه ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته عليه.
هذا كله خبر ابن إسحاق ومنه شيء عن غيره.
وذكر موسى بن عقبة خبر أبي العاص بن الربيع وأخذ أبي بصير وأبي جندل له في حين مكثهم بالساحل يقطعون على عير قريش وفي ذلك الخبر ما يخالف بعض ما ذكر ابن إسحاق وقد أشرنا إلى خبر موسى بن عقبة في باب أبي بصير.
قال ابن إسحاق: حدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، قال: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب على النكاح الأول ولم يحدث شيئاً بعد ست سنين.

قال أبو عمر: قد روى من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها عليه بنكاح جديد وهو قول الشعبي وطائفة من أهل السير وقد أوضحنا معنى ذلك في كتاب التمهيد والحمد لله تعالى.
قال إبراهيم بن المنذر: وتوفي أبو العاص بن الربيع ويسمى جرو البطحاء في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.
أبو عامر الأشعري
عم أبي موسى الأشعري اسمه عبيد بن سليم ابن حضار بن حرب من ولد الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبأ قد تقدم نسبه إلى الأشعر في باب أبي موسى. وقال علي بن المديني: اسم أبي عامر الأشعري عم أبي موسى عبيد بن وهب فلم يصنع شيئاً.
قال أبو عمر: كان أبو عامر هذا من كبار الصحابة قتل يوم حنين أميراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب أوطاس فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله رفع يديه يدعو له أن يجعله الله فوق كثير من خلقه من حديث بريد بن أبي بردة عن أبي موسى في خبر فيه طول.
أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا حمزة بن محمد قال: حدثنا أحمد ابن شعيب قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال: حدثنا أبو أسامة عن يزيد بن أبي بردة عن أبيه قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي ابن الصمة فقتل وهزم الله أصحابه ورمي أبو عامر في ركبته رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت: من رماك يا عم؟ وذكر تمام الخبر.
وذكر الوليد بن مسلم قال: حدثني يحيى بن عبد العزيز الأزدي أن عبد الله ابن نعيم القيسي حدثه عن الضحاك عن عبد الله بن عريب الأشعري عن أبي موسى الأشعري قال: لما هزم الله هوازن يوم حنين عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي عامر لواء على خيل الطلب فطلبهم وأنا فيمن طلبهم معه فأدرك أبو عامر بن دريد بن الصمة فعدل اليه ابن دريد فقتل أبا عامر وأخذ اللواء فشددت على ابن دريد بن الصمة فقتلته، وأخذت اللواء وانصرفت بالناس فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمل اللواء قال: " أبا موسى، قتل أبو عامر " . قلت: نعم. قال: فرفع يديه يدعو لأبي عامر يقول: " اللهم عبيدك أبو عامر اجعله فوق الأكثرين يوم القيامة " .
وقد قيل في هذا الخبر: إن دريد بن الصمة قتل أبا عامر وقتله أبو موسى الأشعري وذلك غلط وإنما كان ابن دريد لا دريد فقد ذكرنا قاتل دريد يوم حنين في غير هذا الموضع وقد قيل إن أبا عامر قتل يومئذ تسعة مبارزة وإن العاشر ضربه فأثبته فحمل وبه رمق ثم قاتلهم أبو موسى فقتل قاتله. ورواية الوليد بن مسلم عندي أثبت والله أعلم. وقال الواقدي: في سنة ثمان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عامر الأشعري في خيل الطلب فقتل رضي الله عنه وقام مقامه أبو موسى الأشعري فقتل قاتله.
أبو عامر الأشعري
أخو أبو موسى الأشعري. قد اختلف في اسمه فقيل هانئ بن قيس. وقيل عبد الرحمن بن قيس، وقيل عبيد بن قيس. وقيل عباد بن قيس إسلامه مع أخيه وسائر إخوته.
أبو عامر الأشعري آخر ليس بعم أبي موسى. اختلف في اسمه فقيل عبيد بن وهب وقيل عبد الله بن وهب وقيل عبد الله بن هانئ. وقيل عبد الله بن عمار وهو والد عامر بن أبي عامر الأشعري. له صحبة ورواية من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم الحي الأزد والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون هم مني وأنا منهم " . وقال خليفة بن خياط في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبائل اليمن: أبو عامر الأشعري اسمه عبد الله بن هانئ. ويقال ابن وهب ويقال عبيد بن وهب. توفي في خلافة عبد الملك بن مروان.
أبو عبادة الأنصاري
اسمه سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر ابن زريق الأنصاري الزرقي شهد بدراً وأحداً.
أبو عبد الله الصنابجي

اسمه عبد الرحمن بن عسيلة وقد تقدم ذكره في باب اسمه ولا يصح له صحبة فاته رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس ليال. وكان من الفضلاء ذكر ابن المبارك عن عبد الله بن عون عن رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع قال: كنا عند عبادة بن الصامت فاشتكى فأقبل الصنابجي فقال عبادة: من سره أن ينظر إلى رجل كأنما رقى به فوق سبع سموات فعمل ما عمل على ما رأى فلينظر إلى هذا. فلما انتهى الصنابجي قال عبادة: لئن سئلت لأشهدن لك ولئن شفعت لأشفعن لك ولئن قدرت لأنفعنك.
أبو عبد الله القيني
له صحبة مصري. روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي قصة سرق وبيعه في الدين الذي استهلكه ليس حديثه بالقوي.
أبو عبد الله
ذكره الباوردي من حديثه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " رمضان شهر مبارك فيه يفتح الله باب الجنة ويغلق فيه باب الجحيم ويصفد فيه الشياطين وينادي مناد: يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر " .
أبو عبد الله آخر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه يحيى البكائي كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: خذوا عنه ذكره البخاري.
أبو عبد الرحمن الأنصاري
هو يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم ابن عمرو بن عمارة من بلي حليف لبني سالم بن عوف بن الخزرج شهد بدراً وأحداً.
أبو عبد الرحمن الجهني
له صحبة عداده في أهل مصر روى عنه أبو الخير اليزني حديثين: أحدهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنا راكب غداً إن شاء الله إلى اليهود فلا تبدؤوهم بالسلام وإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم " .
والآخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى لمن آمن بي واتبعني ولم يرني " . كلاهما عند محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني.
أبو عبد الرحمن حاضن عائشة
رضي الله عنها ذكره الباوردي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب واحد نصفه على النبي صلى الله عليه وسلم ونصفه على عائشة.
أبو عبد الرحمن الفهري
القرشي. من بني فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة له صحبة ورواية. قال الواقدي: اسمه عبد وقال غيره: اسمه يزيد بن أنس وقيل إنه كرز بن ثعلبة شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً، ووصف الحرب يومئذ وفي حديثه فولى المسلمون يومئذ مدبرين كما قال الله تبارك وتعالى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله " . ثم قال: " يا معشر المهاجرين أنا عبد الله ورسوله وانقحم عن فرسه فأخذ كفاً من تراب.
قال أبو عبد الرحمن: فحدثني من كان أقرب إليه مني أنه ضرب به وجوههم وقال: شاهت الوجوه فهزمهم الله عز وجل. ذكره حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن أبي همام عبد الله بن يسار عن أبي عبد الرحمن الفهري قال يعلى: فحدثني أبناؤهم عن آبائهم قال: فما بقي أحد إلا امتلأت عيناه وفوه تراباً. قال: وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على طست الحديد وهو الذي قال له ابن عباس: يا أبا عبد الرحمن تحفظ الموضع الذي كان يقوم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة؟ قال: نعم عند الشقة الثالثة تجاه الكعبة مما يلي بني شيبة. فقال له ابن عباس: أثبته. قال: نعم قد أثبته.
أبو عبس بن جبر
اسمه عبد الرحمن بن جبر ويقال ابن جابر ابن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي. شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معدود في كبار الصحابة من الأنصار. مات سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع ونزل في قبره أبو بردة بن نيار وقتادة بن النعمان ومحمد بن مسلة وسلمة بن سلامة ابن وقش. قيل إنه شهد بدراً وهو ابن ثمان وأربعين سنة أو نحوها. روى عنه عباية بن رافع بن خديج قيل إن أبا عبس بن جبر كان يكتب بالعربية قبل الإسلام وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف.
أبو عبيدة الديلي
وأبو عقيل جد عدي بن عدي وأبو عبيد الله حرب بن عبيد الله.
قيل لكل واحد منهم صحبة ولا أحفظ لواحد من هؤلاء خبراً.
أبو عبيد مولى رسول الله

صلى الله عليه وسلم ويقال خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أقف على اسمه وله رواية من حديثه أنه كان يطبخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: " ناولني الذراع " . وكان يعجبه لحم الذراع... الحديث رواه قتادة عن شهر بن حوشب عنه يذكر في الصحابة.
أبو عبيد بن مسعود
بن عمرو الثقفي. لا أعلم له رواية شيء قتل هو وابته جبر بن أبي عبيد في صدر خلافة عمر يوم الجسر.
وأما المختار ابنه فقد مضى ذكره في موضعه في حرف الميم.
وأبو عبيد هذا هو والد صفية بنت أبي عبيد وصاحب يوم الجسر المعروف بجسر أبي عبيد وذلك أنه لما ولى عمر بن الخطاب الخلافة عزل خالد بن الوليد عن العراق والأعنة وولى أبا عبيد بن مسعود الثقفي وذلك سنة ثلاث عشرة فلقي أبو عبيد جابان بين الحيرة والقادسية ففض جمعه وقتل أصحابه وأسره ففدى جابان نفسه منه ثم جمع يزدجرد جموعاً عظيمة ووجهم نحو أبي عبيد فالتقوا بعد أن عبر أبو عبيد الجسر في المضيق فاقتتلوا قتالاً شديداً، وضرب أبو عبيد مشفر الفيل وضرب أبو محجن عرقوبه وقتل أبو عبيد وذلك في آخر شهر رمضان أو أول شوال من سنة ثلاث عشرة واستشهد يومئذ من المسلمين ألف وثمانمائة وقد قيل أربعة آلاف ما بين قتيل وغريق. وقد قيل: إن الفيل برك يومئذ على أبي عبيد فقتله بعد نكاية كانت منه في المشركين وذلك في سنة ثلاث من ملك يزدجرد وكان الذي بعث إليهم يزدجرد مردانشاه بن بهمن في أربعة آلاف دارع وكان المثنى بن حارثة يومئذ مع أبي عبيد.
حدثنا أحمد عن أبيه عن عبد الله عن بقي قال: حدثنا أبو بكر بن شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن قيس بن أبي حازم قال: كان أبو عبيد ابن مسعود عبر الفرات إلى مهران فقطعوا الجسر خلفه فقتلوه وأصحابه. قال: وأوصى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورثاه أبو محجن الثقفي.
أبو عبيدة بن الجراح
قيل اسمه عامر بن الجراح، وقيل: عبد الله ابن عامر بن الجراح والصحيح أن اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال ابن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري. شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وما بعدها من المشاهد كلها وذكر ابن إسحاق والواقدي أنه هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة ولم يذكر ذلك ابن عقبة ولا غيره.
وهو الذي انتزع من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقتي الدرع يوم أحد فسقطت ثنيتاه وكان لذلك أثرم وكان نحيفاً معروق الوجه طوالاً أجنأ وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وكان من كبار الصحابة وفضلائهم وأهل السابقة منهم رضوان الله عليهم أجمعين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " . وقال أبو بكر الصديق يوم السقيفة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين يعني عمر وأبا عبيدة. وقال عمر إذ دخل عليه الشام وهو أميرها: كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة. وله فضائل جمة.
توفي رضي الله عنه وهو ابن ثمان وخمسين سنة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن من الشام وبها قبره، وصلى عليه معاذ بن جبل ونزل في قبره معاذ وعمرو بن العاص والضحاك بن قيس وذكر المدائني عن العجلاني عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان قال: مات في طاعون عمواس ستة وعشرون ألفاً. ويقال: مات فيه من آل صخر عشرون فتى ومن آل الوليد بن المغيرة عشرون فتى. وقيل: بل من ولد خالد بن الوليد.
حدثنا احمد بن قاسم بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن معاوية حدثنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير حدثنا شعبة حدثنا أبو إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران: " لأبعثن عليكم رجلاً أميناً حق أمين " . فاستشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح.
وروى عفان وغيره عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أبي عبيدة بن الجراح وقال: هذا أمين هذه الأمة.
أبو عبيدة بن عمرو
بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مالك بن النجار. قتل يوم بئر معونة شهيداً.

أبو عبيدة رجل له رواية. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مولاه رجل من الأزد، فقال له: " ما اسمه " ؟. فقال: قيوم. فقال: " بل هو عبد القيوم أبو عبيدة " . وكان مولاه اسمه عبد العزى أبو مغوية. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت عبد الرحمن أبو راشد " . وقد ذكرناه في بابه.
أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن
بن أبي بكر بن أبي قحافة. رأى النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه عبد الرحمن وجده أبو بكر وجد أبيه أبو قحافة ولا يعلم أربعة رأوا النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة غيرهم. وهو والد عبد الله بن أبي عتيق الذي غلبت عليه الدعابة ورواية أبي عتيق هذا أكثرها عن عائشة رضي الله عنها.
أبو عثمان بن سنة الخزاعي
سمع منه ابن شهاب قال قوم: له صحبة وأبى ذلك آخرون وفيه نظر.
أبو عثمان الأنصاري
قال: دق علي النبي صلى الله عليه وسلم الباب وقد ألممت بالمرأة روى حديثه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي سلمة عنه ذكره الباوردي وقال في حديث عبد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب وأبو عثمان بن عمرو ومولى بني حارثة.
أبو عثمان النهدي
اسمه عبد الرحمن بن مل ويقال ابن ملي ابن عمرو بن عدي بن وهب بن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك ابن نهد بن زيد بن ثابت بن ليث بن سواد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة النهدي. أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدى إليه صدقات ولم يره. غزا في عهد عمر القادسية وجلولاء وتستر. وهو معدود في كبار التابعين بالبصرة.
روى عن عمر وابن مسعود وأبي موسى.
ذكر عمرو بن علي قال: ثنا معتمر قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: أدركت الجاهلية، فما سمعت صوتاً صنج ولا بربط ولا مزمار أحسن من صوت أبي موسى بالقرآن إن كان ليصلي بنا صلاة الصبح فنود لو قرأ بالبقرة من حسن صوته. قال أبو حفص: فحدثت به يحيى بن سعيد فاستحسنه واستعاد فيه غير مرة، وهو قد مضى في باب اسمه من خبره أكثر من هذا " .
أبو عذرة
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الله بن شداد من حديث حماد بن سلمة. ذكره يزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي جميعاً. عن حماد بن سلمة عن عبد الله بن شداد عن أبي عذرة، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى الرجال والنساء عن الحمامات ثم رخص للرجال مع الميازر.
أبو عرس
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له ابنتان فأطعمهما الحديث من وجه مجهول ضعيف.
أبو العريان المحاربي
روى عنه محمد بن سيرين مثل حديثه عن أبي هريرة في يوم ذي اليدين. وقيل: إنه أبو هريرة وأبو العريان غلط لم يقله إلا خالد وحده. وقيل: إنه أبو العريان الهيثم بن الأسود النخعي الذي روى عنه طارق بن شهاب الأحمسي. وعبد الملك بن عمير يعد في الكوفيين وبعضهم جعله من البصريين روى سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير، قال عاد عمرو بن حريث أبا العريان فقال: كيف تجدك يا أبا العريان؟. قال: أجدني قد ابيض مني ما كنت أحب أن يسود واسود مني ما كنت أحب أن يبيض ولان مني ما كنت أحب أن يشتد واشتد مني ما كنت أحب أن يلين:
اسمع أنبئك بآيات الكبر ... تقارب الخطو وسوء في البصر
وقلة الطعم إذا الزاد حضر ... وكثرة النسيان فيما يدكر
وقلة النوم اذا الليل اعتكر ... نوم العشاء وسعال في السحر
وتركي الحسناء في قيل الظهر ... والناس يبلون كما تبلى الشجر
قال أبو عمر: لا يبعد أبو العريان أن يكون صاحباً لسنه ولرواية كبار التابعين عنه مع رواية عمرو بن حريث. وهو معدود في الصحابة.
أبو عريض
ذكره أبو حاتم الرازي عن محمد بن دينار الخراساني عن عبد الله بن المطلب عن محمد بن جابر الحنفي عن أبي مالك الأشجعي عن أبي عريض. وكان خليل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل خيبر. قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة راحلة فذكر حديثاً منكراً لا يصح.
أبو عزة الهذلي

اسمه يسار بن عبد وقيل: يسار بن عبد الله وقيل يسار بن عمرو من بني لحيان بن هذيل له صحبة: نزل البصرة وعداده في أهلها روى عنه أبو المليح ويقال: إن أبا عزة هذا هو مطر بن عكامس لأن حديثهما واحد وقيل غيره وهو الأكثر والحديث الذي يرويه أبو عزة الهذلي هذا ويرويه مطر بن عكامس ليس له غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له إليها حاجة " .
أبو عزيز بن جندب
بن النعمان مذكور في الصحابة لا أعرفه.
أبو عزيز بن عمير
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ابن كلاب القرشي العبدري. هو أخو مصعب بن عمير وأخو أبي الروم بن عمير. أمه وأم مصعب وهند بني عمير أم خناس بنت مالك من بني لؤي وهند بنت عمير هي أم شيبة بن عثمان. قيل: اسم أبي عزيز هذا زرارة له صحبة. وسماع من النبي صلى الله عليه وسلم ورواية. حدث عنه نبيه بن وهب يعد في أهل المدينة. وزعم الزبير أنه قتل يوم أحد كافراً وذلك غلط والله أعلم ولعل المقتول بأحد كافراً أخ لهم قتل كافراً يوم أحد وأما مصعب بن عمير فقتل بأحد مسلماً وأبو يزيد بن عمير أخوهم كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره وقال خليفة بن خياط في تسمية الصحابة من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب أبو عزيز بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
أبو عسيب
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم له صحبة ورواية أسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين: أحدهما في الحمى والطاعون. روى عنه مسلم بن عبيد أبو نصيرة وقال القاسم بن حمزة: رأيت أبا عسيب خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب لحيته ورأسه. قيل: اسم أبي عسيب أحمر.
أبو عسيم
حديثه عند حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أبي عسيم قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: " ادخلوا من هذا الباب أرسالاً أرسالاً ثم صلوا عليه واخرجوا من الباب الآخر " . قال: فلما وضعوه في لحده قال المغيرة بن شعبة إنه قد بقي من قبل قدميه شيء لم يصلح قالوا: فادخل فأصلحه فدخل فمس قدمي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أهيلوا علي التراب فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف قدميه ثم خرج فقال: أنا أحدثكم عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو عطية الوادعي
مذكور في الصحابة حديثه عند إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن أبي عطية أن رجلاً توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: يا رسول الله لا تصل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل منكم من أحد رآه على شيء من أعمال الخير " ؟. فقال رجل: حرس معنا يا رسول الله ليلة كذا وكذا فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى إلى قبره فجعل يحثو عليه التراب ويقول: " إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار وأنا أشهد أنك من أهل الجنة " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: " إنك لا تسأل عن أعمال الناس وإنما تسأل عن الغيبة " .
وقيل إن اسم أبي عطية مالك بن عامر.
أبو عقبة الفارسي
من أبناء فارس. ذكره خليفة في موالي بني هاشم من الصحابة وقال إبراهيم بن عبد الله الخزاعي. هو مولى جبير بن عتيك وذكر عنه أنه قال: شهدت أحداً مع مولاي جبير بن عتيك فضربت رجلاً وقلت خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل قلت خذها وأنا الغلام الأنصاري " . قيل: اسمه رشيد.
أبو عقرب البكري

ويقال: الكناني من بني بكر بن عبد مناة ابن كنانة ويقال من بني ليث بن بكر. له صحبة ورواية. وهو والد أبي نوفل ابن أبي عقرب. اختلف في اسمه فقال خليفة: اسمه خويلد بن بجير. قال ويقال: عويج بن خويلد بن بجيز بن عمرو. وقيل: خويلد بن خالد. ويقال: ابن خالد بن عمرو بن حماس بن عويج بن بكر بن خويلد. وقيل اسم أبي عقرب معاوية بن خويلد بن خالد بن بجيز بن عمرو بن حماس بن عويج بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة هكذا قال الأزدي الموصلي، وما أظنه صنع شيئاً وإنما معاوية اسم أبي نوفل ابنه والله أعلم. قال خليفة عداده في أهل البصرة. من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الواقدي: عداده في أهل مكة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه أبو نوفل بن ابي عقرب واسم أبي نوفل معاوية.
أبو عقيل صاحب الصاع
الذي لمزه المنافقون اسمه حثجاث سماه قتادة وقال ابن إسحاق: أبو عقيل صاحب الصاع أحد بني أنيف الأراشي حليف بني عمرو بن عوف. أتى رضي الله عنه بصاع تمر فأفرغه في الصدقة فتضاحك به المنافقون وقالوا: إن الله لغني عن صاع أبي عقيل.
قال أبو عمر: قاله مجاهد وقتادة وعطية العوفي. وروى عن ابن عباس والربيع بن أنس وغيرهم في قوله عز وجل: " الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات " . التوبة: 80. الآية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حض على الصدقة يوما فأتى عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله أربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار وأتى عاصم بن عدي بمائة وسق تمر فلمزهما المنافقون وقالوا: هذا رياء فنزلت: " الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم " . التوبة: 80.
وأبو عقيل جاء بصاع تمر فقال: مالي غير صاعين نقلت فيهما الماء على ظهري حبست إحدهما لعيالي، وجئت بالآخر فقال المنافقون: إن الله لغني عن صاع هذا.
أبو عقيل البلوي
الأنصاري. حليف بني ثعلبة بن عمرو بن عوف قال الطبري: هو من ولد عبيلة بن قسميل بن فزار بن بلي كان اسمه عبد العزى فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
أبو عقيل البلوي الأنصاري
من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة حليف بني جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف وكان اسمه في الجاهلية عبد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدو الأوثان. شهد بدراً وأحداً وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشهد يوم اليمامة. اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة يقال له عبد الرحمن عدو الأوثان غلبت عليه كنية أبو عقيل كان كاتباً وقد ذكرناه في باب عبد الرحمن والحمد لله تعالى.
أبو عقيل الجعدي
روى عنه أسلم مولى عمر قال شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شربة سويق وأعطاني آخرها.
أبو العكر ابن أم شريك. التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم اسمه سلم بن سمي.
أبو العلاء مولى محمد
بن عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي قال خليفة بن خياط: وممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني أسد بن خزيمة محمد بن عبد الله بن جحش ومولاه أبو العلاء.
أبو علي الخيبري
التميمي، قال أبو الوليد القرضي عبد الله بن يوسف الأزدي قال: حدثنا القائدي أبو زكريا يحيى بن مالك بن عائذ قال: أملى علي أبو الطيب أحمد بن سليمان البغدادي قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حسين الأصبهاني بصيداء وقال إن لي مائة وأربعين، وقال: لي جماعة من شيوخ صيداء أنه قدم عليه من أكثر من أربعين سنة وكان يقول أن له مائة سنة وكان شيخاً صالحاً يسكن دار السبيل بقرب الجامع، قال لنا أبو يعقوب: زاملت أبا نصر محمد بن عبد القاهر التميمي السمرقندي إلى مكة، قال لي أبو علي: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي أربعون سنة فأسلمت على يديه وعلمني من فاتحة الكتاب إلى إذا زلزلت الأرض ثم سلمني إلى علي رضي الله عنه وقال له: " يا أبا الحسن احتفظ بهذا الخبيري " . فلم أزل معه حتى قتل فلما كان عند موته أخذ بيدي فوضعها في كف الحسين وقال له: " احتفظ بهذا الخبيري " . فلم أزل معه حتى قتل فلم أقدر أن أقيم في موضع فأتيت بلد السند فأقمت بها.

قال إسحاق: حدثنا أبو نصر حدثنا أبو علي الخيبري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فضل ذرية عبد المطلب على الناس كفضلي على أمتي " ، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صالح المؤمنين علي بن أبي طالب " . قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ظهير يوم معين: وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مواضع الحرم في الأرض ثلاث أماكن حرم الله من دخله كان آمناً، والمدينة حرمي والكوفة حرم علي بن أبي طالب " . قال: ولما أسلمت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمني من فاتحة الكتاب إلى إذا زلزلت الأرض مسح رأسي بيده وقال: " اللهم بارك في حياته " . قال عبد الله: هذه النسخة منكرة لا أصول لها نقلت من خط ابن الفلاس رحمه الله وذكر أنه وجد بخط أبي الوليد القرضي رحمه الله هذا الفصل والحمد لله على نعمه حمد الشاكرين.
أبو علي بن عبد الله
بن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر ابن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري: قتل يوم اليمامة شهيداً لا أعلم له رواية وكان من مسلمة الفتح ويقال فيه علي بن عبد الله.
أبو عمرو بن حفص
بن المغيرة ويقال: أبو عمرو بن حفص بن عمرو ابن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي قيل: اسمه عبد الحميد وقيل: اسمه أحمد وقيل: بل اسمه كنيته بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب حين بعث علياً أميراً إلى اليمن فطلق امرأته هناك فاطمة بنت قيس الفهرية وبعث إليها بطلاقها ثم مات هناك. روى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن فاطمة بنت قيس الفهرية أنها كانت تحت أبي عمرو بن حفص فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً على اليمن خرج معه وأرسل إليها بتطليقة هي بقية طلاقها.
قال أبو عمر: قد اختلف في صفة طلاقه إياها على ما ذكرناه في كتاب التمهيد وأبو عمرو هذا هو الذي كلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وواجهه في عزل خالد بن الوليد. ذكر النسائي قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: حدثنا وهب بن زمعة قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد قال: سمعت الحارث بن يزيد يحدث عن علي بن رباح عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية في حديث ذكره: وأعتذر إليكم من خالد بن الوليد فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا اليسار وذا الشرف فنزعته وأثبت أبا عبيدة بن الجراح فقال: أبو عمرو بن حفص بن المغيرة والله لقد نزعت غلاماً أو قال عاملاً استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وغمدت سيفاً سله الله ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم فقال عمر: أما إنك قريب القرابة حديث السن تغضب لابن عمك.
قال إبراهيم بن يعقوب: سألت أبا هشام المخزومي وكان علامة بأسمائهم عن اسم أبي عمرو هذا فقال: اسمه أحمد وذكر البخاري هذا الخبر في التاريخ عن عبدان عن المبارك بإسناده نحوه وأخرجه فيمن لا يعرف اسمه من الكنى المجردة عن الأسماء.
أبو عمرو الشيباني
سعد بن إياس أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ولم يره قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمة وهو معدود في التابعين روى عن عبد الله بن مسعود وحذيفة وأبي مسعود وغيرهم.
أبو عمرة الأنصاري
مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى قتيبة بن سعيد عن الدراوردي عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ابن حزم الأنصاري عن أيوب بن بشير. قال: اشتكى رجل منا يقال له أبو عمرة فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداه فقال: يا أبا عمرة، فقال أهله: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " دعوهن فلو استطاع أجابني " . فصرخ النساء يبكين فأسكتهن الرجال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوهن فإذا وجب فلا تبكين باكية " . ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وجعله غيره والد عبد الرحمن بن أبي عمرة وذكر له هذا الحديث وليس فيه بيان موته يومئذ فإن كان قد مات يومئذ فليس بوالد عبد الرحمن بن أبي عمرة.
أبو عمرة الأنصاري النجاري

اختلف في اسمه فقيل: عمرو بن محصن وقيل: ثعلبة بن عمرو بن محصن وقيل: بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو ابن عتيك بن عمرو بن مبذول واسمه عامر بن مالك بن النجار وهو الصواب إن شاء الله تعالى وهو والد عبد الرحمن بن أبي عمرة له صحبة روى عنه ابنه عبد الرحمن وقتل مع علي بن أبي طالب بصفين قال إبراهيم بن المنذر أبو عمرة الأنصاري من بني مالك بن النجار قتل مع علي بصفين وهو والد عبد الرحمن بن أبي عمرة واسمه بشير بن عمرو بن محصن وقال غيره اسمه رشيد بن مالك فإن كان اسمه بشير بن عمرو بن محصن فهو والله أعلم أخو أبي عبيدة الأنصاري المقتول ببئر معونة على أنهم قد اختلفوا في رفع نسبهما إلى مالك بن النجار.
أبو عمير بن أبي طلحة
الأنصاري، واسم أبي طلحة زيد بن سهل هو أخو أنس بن مالك لأمه أمهما أم سليم وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا عمير ما فعل النغير " . مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم روى أبو التياح وغيره عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ من الأم يقال له أبو عمير فطيم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءنا قال: " أبا عمير ما فعل النغير " . لنغر كان يلعب به.
وروى أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: كان لأبي طلحة ابن يشتكي فخرج أبو طلحة في بعض حاجاته وقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل الصبي قالت أم سليم: هو أسكن ما كان وقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ قالت: وارزء الصبي فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره وذكر تمام الخبر.
قال أبو عمر: كان لأنس بن مالك ابن يكنى أبا عمير يسمى عبد الله عمر بعده طويلاً روى عنه جعفر بن إياس أبو بشر اليشكري وهو الذي يروي عن عمومة له من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهذا مدخل في الصحابة وإنما هو من صغار التابعين.
أبو عتبة الخولاني
قيل: إنه ممن صلى القبلتين قديم الإسلام وقيل إنه ممن أسلم قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصحبه وإنه صحب معاذ بن جبل وسكن الشام روى عنه محمد بن زياد الألهاني وبكر بن زرعة وشريح بن مسروق روى بقية بن الوليد عن بكر بن رفاعة الخولاني قال: حدثني شريح بن مسروق عن أبي عتبة الخولاني أنه قال: ما فتق في الإسلام فتق فسد ولكن الله لا يزال يغرس في الإسلام قوماً يعملون بطاعة الله عز وجل قال: كان أبو عتبة من أصحاب معاذ أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم حي.
وروى الجراح بن مليح، عن بكر بن زرعة قال: سمعت أبا عنبة الخولاني وكان قد صلى القبلتين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته " .
روينا عن أبي عنبة أنه قال: لقد رأيتني وأنا قد أسبلت شعري في الجاهلية حتى أجزه لصنم لنا فأخره الله حتى جززته في الإسلام وخولان هم ولد عمرو ابن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد وذكر الغلابي عن يحيى بن معين في حديث أبي عنبة أنه صلى القبلتين وقال: أهل الشام ينكرون أن تكون له صحبة.
قال أبو عمر: قد اختلف أهل الشام في صحبة أبي عنبة أخبرنا خلف ابن قاسم حدثنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا علي بن عياش حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني قال سمعت أبا عنبة الخولاني يقول لقد رأيتني فتلت سبل شعري لأجزه لصنم لنا فأخر الله تبارك وتعالى ذلك حتى جززته في الإسلام.
قال أبو زرعة: وحدثني حيوة بن شريح عن بقية عن محمد بن زياد قال: أسلم أبو عنبة والنبي صلى الله عليه وسلم حي ولم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أصحاب معاذ.
وأخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أحمد ابن حنبل حدثنا أبو المغيرة حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثني شرحبيل ابن مسلم الخولاني قال: رأيت سبعة نفر خمسة قد سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم واثنين قد أكلا الدم في الجاهلية ولم يصحبا النبي صلى الله عليه وسلم فأما اللذان لم يصحبا النبي صلى الله عليه وسلم فأبو عنبة الخولاني وأبو فالج الأنماري.
أبو عوسجة

رأى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عند سليمان بن قرم ابن عوسجة عن أبيه أنه قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يمسح على خفيه.
أبو عياش الزرقي
اختلف في اسمه فقيل: اسمه زيد بن الصامت وقيل: عبيد بن زيد بن الصامت أخو بني زريق قاله ابن إسحاق. وقال خليفة: اسمه عبيد بن معاوية بن الصامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق ابن عبد بن حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج الأنصاري الزرقي وأمه أيضاً من بني زريق اسمها خولة بنت زيد بن النعمان بن خلدة بن عامر ابن زريق وأكثر أهل الحديث يقولون اسم أبي عياش الزرقي زيد بن الصامت ومنهم من يقول اسمه زيد بن النعمان وهو والد النعمان بن أبي عياش له صحبة معروفة ومشاهده كمشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه مجاهد وأبو صالح السمان وعاش إلى زمن معاوية ومات بعد الأربعين وقيل بعد الخمسين.
أبو عيسى الحارثي
الأنصاري مدني شهد بدراً روى عنه محمد ابن كعب القرظي وصالح مولى التوأمة ذكره ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة أن عثمان بن عفان عاد أبا عيسى وكان بدرياً ومات في خلافة عثمان ذكره البخاري.
باب الغين
أبو الغادية الجهني
وجهينة في قضاعة اختلف في اسمه فقيل: يسار ابن سبع وقيل: يسار بن أزهر وقيل: اسمه مسلم سكن الشام ونزل في واسط يعد في الشاميين أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام روى عنه أنه قال: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أيفع أرد على أهلي الغنم وله سماع من النبي صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " . وكان محباً في عثمان وهو قاتل عمار بن ياسر وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب وكان يصف قتله إذا سئل عنه لا يباليه وفي قصته عجب عند أهل العلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا أنه سمعه منه ثم قتل عماراً وروى عنه كلثوم ابن جبر.
أبو غادية المزني من حديث أهل الشام وليس هذا صاحب عمار لأن ذلك جهني قاله الباوردي: حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستكون بعدي فتن شداد غلاظ خير الناس فيها مسلمو أهل البوادي الذين لا يبدون من دماء الناس ولا أموالهم شيئاً " .
أبو غزية الأنصاري
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول في خرجة خرج منها: " لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي " . من حديث يزيد بن ربيعة الصنعاني عن غزية عن أبي غزية الأنصاري عن ابنه.
أبو غطيف
له صحبة وهو الحارث بن غطيف فيما قال يحيى بن معين. وغيره يقول هو غطيف بن الحارث.
أبو الغوث بن الحارث
رجل من العرج استفتى النبي صلى الله عليه وسلم عن حجة كانت على أبيه. مات ولم يحج فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حج عن أبيك " . حديثه عند الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عنه.
باب الفاء
أبو فاطمة الليثي
ويقال: الأزدي ويقال: الدوسي له صحبة قيل: اسمه عبد الله وفي ذلك نظر سكن الشام وسكن مصر أيضاً واختط بها داراً روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابنه إياس ابن أبي فاطمة وكثير الأعرج وقد قيل إن أبا فاطمة الأزدي شامي وإن أبا فاطمة الليثي مصري وإنهما اثنان مذكوران في الصحابة وذكره خليفة ابن خياط في تسمية من نزل الشام من الصحابة وقال: من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل ليبتلي العبد " . " وأكثروا من السجود " . هكذا قال خليفة وهما حديثان فأما حديث السجود فحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج، قال: سمعت أبا فاطمة يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " " يا أبا فاطمة أكثر من السجود فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة " .

حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا مصعب بن المقدام قال: حدثنا محمد بن إبراهيم عن مسلم بن عقيل قال: دخلت على عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة الدوسي فحدثني عن أبيه عن جده قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فقال: " من يحب أن يصح فلا يسقم " . فابتدرناها فقلنا: نحن يا رسول الله وعرفناها في وجهه. فقال: " أتحبون أن تكونوا كالحمر الضالة " . قالوا: لا يا رسول الله قال: " ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات فوالذي نفس أبي القاسم بيده إن الله ليبتلي المؤمن بالبلاء فما يبتليه إلا لكرامته عليه لأن الله قد أنزل عبده منزلة لم يبلغها بشيء من عمله دون أن ينزل به من البلاء فيبلغه تلك المنزلة " .
أبو فالج الأنماري
حمصي أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وقدم حمص أول ما فتحت وصحب معاذ بن جبل وكان يصفر لحيته ويحفي شاربه. روى عنه محمد بن زياد الألهاني ومروان بن رؤبة التغلبي وقال شرحبيل بن مسلم: أدركت ممن أكل الدم في الجاهلية ولم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم أبا عنبة الخولاني وأبا فالج الأنماري.
أبو فراس الأسلمي
له صحبة قيل إنه ربيعة بن كعب الأسلمي ولا خلاف أن ربيعة بن كعب يكنى أبا فراس فمن جعلهما اثنين قال أبو فراس الأسلمي من أهل البصرة روى عنه أبو عمران الجوني وأبو فراس ربيعة بن كعب الأسلمي حجازي كان خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم وكان من أهل الصفة فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على بريد من المدينة فلم يزل بها حتى مات بعد الحرة سنة ثلاث وستين روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء وأبو سلمة بن عبد الرحمن والأغلب أنهما اثنان والله أعلم.
أبو فروة حدير
السلمي. له صحبة عداده في أهل الشام. روى عنه عثمان بن أبي العاتكة وبشير مولى معاوية والعلاء بن الحارث ذكر ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي عمرو الأزدي عن بشير مولى معاوية قال: سمعت عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم حدير أبو فروة يقولون إذا رأوا الهلال: اللهم اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإسلام وبالأمن والإيمان والمعافاة والرزق الحسن. ووقع في كتاب البخاري في هذا الخبر عن بشير مولى معاوية: سمع عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم فروة في رؤية الهلال. وهذا خطأ وتصحيف ليس فيه إشكال والصواب ما كتبناه وبالله توفيقنا.
أبو فروة مولى عبد الرحمن
بن هشام. كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الواقدي عنه أنه قال قسم أبو بكر قسماً فقسم لي كما قسم لمولاي.
أبو فريعة السلمي
له صحبة شهد حنيناً ولا أعلم له رواية.
أبو فسيلة
ذكره الدولابي بإسناد له عن عباد بن كثير الشامي عن امرأة منهم يقال لها فسيلة أنها سمعت أباها يقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال: " لا ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم " .
أبو فضالة الأنصاري
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتل مع علي بصفين وكانت صفين سنة سبع وثلاثين روى عنه ابنه فضالة ابن أبي فضالة ذكر البخاري حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا محمد ابن راشد حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري وقتل أبو فضالة مع علي بصفين وكان من أهل بدر.
وذكر ابن أبي خيثمة خبره، حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا عارم بن الفضل قال: حدثنا محمد بن راشد الخزاعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة أن علياً قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه. يعني من لحيته من دم هامته. قال فضالة: فصحبه أبي إلى صفين وفي صفين قتل فيمن قتل وكان أبو فضالة من أهل بدر.

قال أبو عمر: قد سمع فضالة بن أبي فضالة هذا الخبر من علي رضي الله عنه أخبرنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري قال حدثنا أحمد ابن محمد بن الحجاج قال حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص، قالا: حدثنا أسد بن موسى قال: حدثنا محمد بن راشد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن أبي فضالة قال: خرجت مع أبي إلى علي بن أبي طالب بينبع عائداً له وكان مريضاً ثقيلاً يخاف عليه. فقال له أبي: ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت لم يلك إلا أعراب جهينة فاحتمل الى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك وكان أبو فضالة ممن شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له علي: إني لست ميتاً من وجعي هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه. يعني لحيته من هامته قال: وسار أبو فضالة مع علي إلى صفين فقتل بصفين.
أبو فكيهة
مولى لبني عبد الدار يقال: إنه من الأزد أسلم بمكة وكان يعذب ليرجع عن دينه فيأبى وكان قوم من بني عبد الدار يخرجونه نصف النهار في حر شديد في قيد من حديد ولا يلبس ثياباً ويبطح في الرمضاء، ثم يؤتى بالصخرة فتوضع على ظهره حتى لا يعقل فلم يزل كذلك حتى هاجر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة فخرج معهم في الهجرة الثانية. قال ابن إسحاق: أبو فكيهة اسمه يسار مولى صفوان بن أمية ابن محرث.
أبو الفيل
له صحبة ورواية حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا ماعزاً بعد أن رجم " . روى عنه عبد الله بن جبير. كوفي. قال البخاري: لا تصح لأبي الفيل صحبة. ذكره البخاري في باب عبد الله.
باب القاف
أبو القاسم مولى أبي بكر
الصديق، له صحبة شهد فتح خيبر من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في أكل الثوم مثل حديث أبي هريرة.
أبو القاسم
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سمع منه بكر ابن سوادة، لا أدري أهو هذا أم هو أبو القاسم مولى زينب بنت جحش أو غيرهما.
أبو قتادة الأنصاري
فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعرف بذلك اختلف في اسمه فقيل: الحارث بن ربعي بن بلدمة وقيل: النعمان بن ربعي وقيل: النعمان بن عمر بن بلدمة وقيل عمرو بن ربعي ابن بلدمة وقيل: بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي وأمه كبشة بنت مطهر بن حرام بن سواد ابن غنم بن كعب بن سلمة اختلف في شهوده بدراً فقال بعضهم: كان بدرياً ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد كلها.
وذكر الواقدي، قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن أبي قتادة قال: أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قرد فنظر إلي، فقال: " اللهم بارك في شعره وبشره " . وقال: " أفلح وجهك " . قلت ووجهك يا رسول الله. قال: " قتلت مسعدة " . قلت: نعم. قال: " فما هذا الذي بوجهك " . قلت: سهم رميت به يا رسول الله. قال: " ادن " . فدنوت منه فبصق عليه فما ضرب علي قط ولا قاح.
وروى من حديث محمد بن المنكدر، ومرسل عطاء ومرسل عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي قتادة: " من اتخذ شعراً فليحسن إليه أو ليحلقه " . وقال له: " أكرم جمتك وأحسن إليها " وكان يرجلها غبا. واختلف في وقت وفاته فقيل مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وقيل بل مات في خلافة علي بالكوفة وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه علي وكبر عليه سبعاً روى من وجوه عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري وعن الشعبي أنهما قالا: صلى علي على أبي قتادة وكبر عليه سبعاً قال الشعبي: وكان بدرياً.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أخبرني محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: حدثنا هشيم حدثنا إسماعيل بن أبي خالد وزكريا عن الشعبي أن علياً كبر على أبي قتادة ستاً وكان بدرياً هكذا قال. ستاً ورواه زياد بن أيوب وغيره عن هشيم عن زكريا عن الشعبي أن علياً كبر على أبي قتادة سبعاً وكان بدرياً وقال الحسن بن عثمان ومات أبو قتادة سنة أربعين وشهد أبو قتادة مع علي مشاهده كلها في خلافته.
أبو قحافة والد أبي بكر

الصديق رضي الله عنهما. اسمه عثمان بن عامر ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي له صحبة. أسلم يوم الفتح ومات في المحرم سنة أربع عشرة في خلافة عمر وهو ابن سبع وتسعين سنة. وفي حديث جابر قال: إني بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة البيضاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " غيروا هذا بشيء وجنبوه السواد " . وفي باب اسمه زيادة في خبره.
أبو قدامة
قال العدوي: أبو قدامة بن الحارث من بني عبد مناة أو من بني عبد شهد أحداً وكان له أثر حسن وبقي حتى قتل بصفين مع علي بن أبي طالب وقد انقرض عقبه. قال: فيقال هو أبو قدامة بن سهل ابن الحارث بن جعدة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف وهو سالم.
أبو قراد السلمي
له صحبة روى عنه عبد الرحمن بن الحارث حديثه عند أبي جعفر الخطمي واسم أبي جعفر الخطمي عمير بن يزيد.
أبو قرصافة الكناني
اسمه جندرة بن خيشنة بن نفير من بني كنانة له صحبة ونسبه بعضهم فقال: أبو قرصافة جندرة بن خيشنة ابن مرة بن وائلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن النضر بن كنانة صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: اسمه قيس بن سهل ولا يصح. سكن أبو قرصافة فلسطين وقيل: كان يسكن أرض تهامة.
أبو قعيس
عم عائشة من الرضاعة، اسمه وائل بن أفلح وقد ذكرناه في صدر هذا الكتاب باختلاف فيه أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، قال: حدثنا حمزة بن محمد حدثنا خالد بن النضر قال: حدثنا عمر بن علي قال أبو قعيس: وائل بن أفلح وذكر الدارقطني قال: حدثنا جعفر بن محمد الواسطي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي قال: حدثنا أبو موسى قال: أبو قعيس وائل بن أفلح عم عائشة من الرضاعة سمعه من عثمان بن عمرو عن ابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة.
أبو القمراء
أخبرنا عبد الله إجازة، حدثنا أبو عمرو الداني إجازة حدثنا عبد الوهاب بن أحمد الخشاب حدثنا أحمد بن محمد الأعرابي حدثنا عبد الله بن الحسين حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا شريك عن أبي القمراء قال: كنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقاً نتحدث إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره ونظر إلى الحلق ثم جلس إلى أصحاب القرآن، وقال: " بهذا المجلس أمرت " . قال ابن الأعرابي: لم يرو شريك عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الرجل.
أبو قيس صيفي
بن الأسلت الأنصاري، أحد بني وائل بن زيد هرب إلى مكة فكان فيها مع قريش إلى عام الفتح، خبره عند ابن إسحاق وغيره، وقد ذكرناه في باب الصاد وذكر الزبير بن بكار قال: أبو قيس بن الأسلت الشاعر اسمه الحارث، ويقال: عبد الله قال واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس وفيما ذكر ابن إسحاق والزبير نظر لأن أبا قيس بن الأسلت يقولون: إنه لم يسلم والله أعلم. وذكر سنيد، عن حجاج، عن ابن جريج عن عكرمة في قوله تعالى: " ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف " . النساء 22. الآية. قال: نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم من الأوس توفي عنها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله لا أنا ورثت ولا أنا تركت فأنكح فنزلت هذه الآية فيها.
قال: وحدثنا هشيم، قال: حدثنا أشعث بن سوار عن عدي ابن ثابت قال: لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه قيس امرأة أبيه فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أبا قيس قد هلك وإن ابنه قيساً بن خيار الحي خطبني إلى نفسي فقلت: " ما كنت أعدك إلا ولداً " . قالت: وما أنا بالتي أسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء. فسكت عنها فنزلت الآية: " ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف " . النساء 22.
أبو قيس

قيل مالك بن الحارث. وقيل: بل اسم أبي قيس صرمة بن أبي أنس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار هذا قول ابن إسحاق. وقال قتادة: أبو قيس مالك بن صفرة والصحيح ما تقدم من قول ابن إسحاق وقال ابن إسحاق: كان رجلاً قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة وهم بالنصرانية، ثم أمسك عنها ودخل بيتاً له فاتخذه مسجداً لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب. وقال: أعبد رب إبراهيم فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم فحسن إسلامه، وهو شيخ كبير وكان قوالاً بالحق معظماً لله في الجاهلية ثم حسن إسلامه وكان يقول في الجاهلية أشعاراً حساناً يعظم الله تعالى فيها وهو الذي يقول:
يقول أبو قيس وأصبح ناصحاً ... ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا
أوصيكم بالله والبر والتقى ... وأعراضكم والبر بالله أول
وإن قومكم سادوا فلا تحسدوهم ... وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا
وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكم ... فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا
وإن يأت غرم قادح فارفقوهم ... وما حملوكم في الملمات فاحملوا
وإن أنتم أملقتم فتعففوا ... وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا
وله أشعار حسان فيها حكم ووصايا وعلم ذكر بعضها ابن إسحاق في السير منها قوله:
سبحوا الله شرق كل صباح ... طلعت شمسه وكل هلال
عالم السر والبيان لدينا ... ليس ما قال ربنا بضلال
وفيها يقول:
يا بني الأرحام لا تقطعوها ... وصلوها قصيرة من طوال
واتقوا الله في ضعاف اليتامى ... ربما يستحل غير الحلال
واعلموا أن لليتيم ولياً ... عالماً يهتدي بغير السؤال
ثم مال اليتيم لا تأكلوه ... إن مال اليتيم يرعاه وال
يا بني النجوم لا تخذلوها ... إن خذل النجوم ذو عقال
يا بني الأيام لا تأمنوها ... واحذروا مكرها ومكر الليالي
واجمعوا أمركم على البر والتق ... وى وترك الخنا وأخذ الحلال
وقد ذكرنا له في باب اسمه أبياتاً حسنة من شعره في مدة مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ونزوله المدينة.
أبو قيس بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي وهو من ولد سعد بن سهم لا من ولد سعيد بن سهم وكان قيس ابن عدي سيد قريش في الجاهلية غير مدافع وكان أبو قيس هذا من مهاجرة الحبشة ثم قدم منها فشهد أحداً وما بعدها من المشاهد قال ابن إسحاق: أبو قيس بن الحارث بن قيس اسمه عبد الله وقد روى عن ابن إسحاق أنه أخوه وكان أبوه الحارث بن قيس أحد المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين وجده قيس بن عدي وهو جد ابن الزبعري أيضاً كان في زمانه من أجل رجال في قريش وهو الذي جمع الأحلاف على بني عبد مناف والأحلاف عدي ومخزوم وسهم وجمح قتل أبو قيس بن الحارث يوم اليمامة شهيداً ولا أعلم له رواية.
أبو قيس الجهني
شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يلزم البادية، مات في آخر خلافة معاوية ذكره الواقدي.
أبو القين الحضرمي
له رواية. روى عنه سعيد بن جمهان أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه شيء من تمر. في حديث ذكره وقيل أبو القين هو نصر بن دهر.
باب الكاف
أبو كاهل الأحمسي
ويقال البجلي. واختلف في اسمه، فقيل: قيس بن عائذ. وقيل: عبد الله بن مالك له صحبة ورواية كان إمام حيه يعد في الكوفيين مات في زمن الحجاج وذكر في الصحابة أبو كاهل، ولم يسم ولم ينسب ذكر له حديث منكر طويل فلم أذكره.
أبو كبشة

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عقبة وابن إسحاق. قال ابن هشام: هو من فارس وقال: غيره هو من مولدي أرض دوس وقد قيل من مولدي مكة ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه واسمه سليم توفي سنة ثلاث عشرة في اليوم الذي استخلف فيه عمر بن الخطاب. وقد قيل إن أبا كبشة هذا توفي سنة ثلاث وعشرين في العام الذي ولد فيه عروة بن الزبير.
واختلف في السبب الذي كانت كفار قريش من أجله تقول للنبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة فقيل: إنه كان له جد من قبل أمه وهو أبو قيلة وقيلة أم وهب بن عبد مناف بن زهرة وهو من بني غبشان من خزاعة، يدعى أبا كبشة كان يعبد الشعري، ولم يكن أحد من العرب يعبد الشعرى غيره خالف العرب في ذلك فلما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما كانت العرب عليه قالوا: هذا ابن أبي كبشة. وقد قيل: بل نسب إلى جد أبي أمه آمنة بنت وهب الزهرية كان يدعى أبا كبشة وقيل إن عمرو بن زيد بن لبيد النجاري من بني النجار وهو والد سلمى أم عبد المطلب كان يدعى أبا كبشة فنسب إليه. وقيل: إن أباه من الرضاعة الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي زوج حليمة السعدية كان يدعى أبا كبشة فنسبوه إليه.
أبو كبشة الأنماري
أنمار مذحج، له صحبة اختلف في اسمه. فقيل عمر بن سعد. وقيل عمرو بن سعد. وقيل سعد بن عمرو. روى عنه سالم بن أبي الجعد وعمرو بن رؤبة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن رؤبة عن أبي كبشة الأنماري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خيركم خيركم لأهله " . قال خليفة بن خياط: ومن أنمار مذحج أبو كبشة الأنماري سكن الشام اسمه عمر بن سعد.
أبو كلاب بن أبي صعصعة
الأنصاري المازني. وقتل هو وأخوه جابر بن صعصعة يوم مؤتة وهما أخوا الحارث وقيس بن أبي صعصعة.
أبو كليب
ذكره بعضهم في الصحابة لا أعرفه.
باب اللام
أبو لاس الخزاعي
ويقال: الحارثي. قيل: اسمه عبد الله. وقيل: اسمه زياد له صحبة يعد في أهل المدينة روى عنه عمر بن الحكم ابن ثوبان.
أبو لبابة مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم مذكور في مواليه صلى الله عليه وسلم.
أبو لبابة بن عبد المنذر
الأنصاري. قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب. اسمه بشير بن عبد المنذر وكذلك قال ابن هشام وخليفة. وقال أحمد بن زهير سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: أبو لبابة اسمه رفاعة بن عبد المنذر وقال ابن إسحاق: اسمه رفاعة بن المنذر بن زبير ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس كان نقيباً شهد العقبة وشهد بدراً قال ابن إسحاق وزعم قوم أن أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فرجعهما وأمر أبا لبابة على المدنية وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر. قال ابن هشام: ردهما من الروحاء.
قال أبو عمر: قد استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لبابة على المدينة أيضاً حين خرج إلى غزوة السويق وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً وما بعدها من المشاهد وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح.
مات أبو لبابة في خلافة علي رضي الله عنهما روى ابن وهب عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر أن أبا لبابة ارتبط بسلسلة ربوض والربوض الثقيلة بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما يكاد يسمع وكاد أن يذهب بصره وكانت ابنته تحله اذا حضرت الصلاة أو أراد أن يذهب لحاجة وإذا فرغ أعادته إلى الرباط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو جاءني لاستغفرت له " .

قال أبو عمر: اختلف في الحال التي أوجبت فعل أبي لبابة هذا بنفسه وأحسن ما قيل في ذلك ما رواه معمر عن الزهري قال: كان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية وقال: والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى يتوب الله علي أو أموت. فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا يشرب شراباً حتى خر مغشياً عليه ثم تاب الله عليه فقيل له قد تاب الله عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده ثم قال أبو لبابة: يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله قال: " يجزئك يا أبا لبابة الثلث " .
وروى عن ابن عباس من وجوه في قول الله تعالى: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً " . التوبة 103. الآية. أنها نزلت في أبي لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانية أو تسعة سواه تخلفوا عن غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا وربطوا أنفسهم بالسواري فكان عملهم الصالح توبتهم وعملهم السيء تخلفهم عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: قد قيل إن الذنب الذي أتاه أبو لبابة كان إشارته إلى حلفائه من بني قريظة أنه الذبح إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ وأشار إلى حلقه فنزلت فيه: " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم " . الأنفال 27. ثم تاب الله عليه فقال: يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي وأنخلع من مالي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجزئك من ذلك الثلث " .
أبو لبابة الأسلمي
لا يوقف له على اسم له صحبة حديثه عند الكوفيين.
أبو لبيبة الأنصاري
الأشهلي. من بني عبد الأشهل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره وكيع وابن أبي فديك قالا: أخبرنا الحسين بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من استحل بدرهم في النكاح فقد استحل " . وله أحاديث بغير هذا الإسناد ليست بالقوية لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن.
أبو لفيظ
ذكره بعضهم في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعرفه.
أبو ليلى عبد الرحمن
بن كعب بن عمرو الأنصاري المازني له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن شهد أحداً وما بعدها مات في آخر خلافة عمر أو أول خلافة عثمان فيما ذكره الواقدي وهو أخو عبد الله بن كعب الأنصاري المازني.
أبو ليلى النابغة الجعدي
الشاعر. واسمه قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة له صحبة. روينا عنه من وجوه أنه قال أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إلى أين يا أبا ليلى " . فقلت إلى الجنة فقال: " إن شاء الله " . فلما بلغت:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في أمر إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحسنت يا أبا ليلى لا يفضض الله فاك " . قال فأتى عليه أكثر من مائة سنة وكان أحسن الناس ثغراً.
قال أبو عمر: قد عاش نحو مائتي سنة فيما ذكر عمر بن شبة وابن قتيبة وقد ذكرناه عيون أخباره في باب النون من هذا الكتاب يقال إن مولده قبل مولد النابغة الذيباني وعاش حتى مدح ابن الزبير وهو خليفة دخل عليه المسجد الحرام فأنشده:
حكيت لنا الصديق لما وليتنا ... وعثمان والفاروق فأتاح معدم
وسويت بين الناس في الحق فاستووا ... فعاد صباحاً حالك الليل مظلم
أتاك أبو ليلى يجوب به الدجى ... دجى الليل جواب الفلاة عثمثم
لتجبر منه جانباً زعزعت به ... صروف الليالي والزمان المصمم
وقد ذكرت هذا الخبر بتمامه وغيره من أخباره وذكرت الاختلاف في اسمه ونسبه الى جعدة في باب اسمه من هذا الكتاب.
أبو ليلى الأشعري

له صحبة من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " تمسكوا بطاعة أئمتكم " . مدار حديثه هذا على محمد بن سعيد المصلوب وهو متروك عن سليمان بن حبيب عن عامر عنه ولا يصح.
أبو ليلى الأنصاري
والد عبد الرحمن بن أبي ليلى اختلف في اسمه فقيل: يسار بن نمير وقيل: أوس بن خولى وقيل: داود بن بليل بن بلال بن أحيحة وقيل: يسار بن بلال بن أحيحة بن الجلاح وقيل: بلال بن بليل وقال ابن الكلبي: أبو ليلى الأنصاري اسمه داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه أحداً وما بعدها من المشاهد ثم انتقل إلى الكوفة وله بها دار في جهينة يلقب بالأيسر روى عنه ابنه عبد الرحمن وشهد هو وابنه عبد الرحمن مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشاهده كلها.
أبو ليلى الغفاري
لا يوقف له على اسم من حديثه ما رواه إسحاق بن بشر عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة هو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين " . وإسحاق بن بشر ممن لا يحتج بنقله إذا انفرد لضعفه ونكارة حديثه.
باب الميم
أبو مالك الأشعري
ويقال: الأشجعي قيل اسمه عمرو بن الحارث ابن هانئ روى عنه عطاء بن يسار وسعيد بن أبي هلال ولم يسمع منه سعيد بن أبي هلال ورواية عطاء بن يسار عنه محفوظة من حديث عبيد الله ابن عمر الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض " .
وذكر البخاري، أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أربع يبقين في أمتي من أمر الجاهلية " . الحديث هكذا ذكره البخاري بهذا الإسناد قال فيه أبو مالك الأشجعي، وزهير كثير الخطأ والله أعلم.
وأما أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق بن أشيم الكوفي فليس لهذا ذكر في الصحابة وإنما هو تابعي يروي عن أنس وابن أبي أوفى ونبيط بن شريط الأشجعي ويروى عن أبيه أيضاً روى له مسلم مشهور في علماء التابعين بتفسير القرآن والرواية روى عنه أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي وأبو سعد البقال وروى عنه الثوري وطبقته.
أبو مالك الأشعري
له صحبة ورواية اختلف في اسمه فقيل كعب بن مالك وقيل كعب بن عاصم. وقيل: اسمه عبيد وقيل: اسمه عمرو يعد في الشاميين روى عنه عبد الرحمن بن غنم وربما روى شهر بن حوشب عنه وعن عبد الرحمن بن غنم عنه وروى عنه أبو سلام.
أبو مالك النخعي
الدمشقي، قيل: إن له صحبة حديثه عند معاوية ابن صالح عن عبد الله بن دينار البهراني الحمصي عن أبي مالك النخعي عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسخط لأبويه. والمرأة تصلي بغير خمار. والذي يؤم قوماً وهم له كارهون لا تقبل لواحد منهم صلاة. والصحيح أن حديثه مرسل ولا صحبة له.
أبو مالك سليك بن الأعز
مذكور في الصحابة.
أبو محجن الثقفي
اختلف في اسمه فقيل: اسمه مالك بن حبيب وقيل: عبد الله بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة ابن عوف بن قسي وهو ثقيف الثقفي. وقيل: اسمه كنيته. أسلم حين أسلمت ثقيف وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه حدث عنه أبو سعد البقال قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي ثلاث: إيمان النجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة " .

وكان أبو محجن هذا من الشجعان الأبطال في الجاهلية والإسلام من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم، وكان شاعراً مطبوعاً كريماً إلا أنه كان منهمكاً في الشراب لا يكاد يقلع عنه ولا يردعه حد ولا لوم لائم، وكان أبو بكر الصديق يستعين به وجلده عمر بن الخطاب في الخمر مراراً، ونفاه إلى جزيرة في البحر وبعث معه رجلاً فهرب منه ولحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية، وهو محارب للفرس وكان قد هم بقتل الرجل الذي بعثه معه عمر فأحس الرجل بذلك فخرج فاراً فلحق بعمر فأخبره خبره فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص بحبس أبي محجن فحبسه فلما كان يوم قس الناطف بالقادسية والتحم القتال سأل أبو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد، وعاهدها أنه إن سلم عاد إلى حاله من القيد والسجن وإن استشهد فلا تبعة عليه فخلت سبيله وأعطته الفرس فقاتل أيام القادسية وأبلى فيها بلاءً حسناً ثم عاد إلى محبسه.
وكانت القادسية أيام مشهورة منها يوم " قس " الناطف ومنها يوم أرماث ويوم أغوات ويوم الكتائب وغيرها وكانت قصة أبي محجن في يوم منها ويومئذ قال:
كفى حزناً أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدوداً علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني قد تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحداً لا أخا ليا
وقد شف جسمي أنني كل شارق ... أعالج كبلاً مصمتاً قد برانيا
فلله دري يوم أترك موثقاً ... ويذهل عني أسرتي ورجاليا
حبسنا عن الحرب العوان وقد بدت ... وأعمال غيري يوم ذاك العواليا
فلله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألا أزور الحوانيا
حدثنا خلف بن سعد حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال: بلغني أن عمر بن الخطاب حد أبا محجن بن حبيب بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات.
وقال قبيصة بن ذؤيب: ضرب عمر بن الخطاب أبا محجن الثقفي في الخمر ثماني مرات وذكر ذلك عبد الرزاق في باب من حد من الصحابة في الخمر قال: وأخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين فأرسل الى أم ولد سعد أو إلى امرأة سعد يقول لها: إن أبا محجن يقول لك إن خليت سبيله وحملته على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحاً ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل وأنشأ يقول:
كفى أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدوداً علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني قد تصم المناديا
فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد فحلت عنه قيوده وحمل على فرس كان في الدار وأعطى سلاحاً ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق صلبه فنظر إليه سعد فجعل منه يتعجب ويقول: من ذلك الفارس فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى هزمهم الله ورد السلاح وجعل رجليه في القيود كما كان فجاء سعد فقالت له امرأته أو أم ولده: كيف كان قتالكم فجعل يخبرها ويقول: لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلاً على فرس أبلق لولا أني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن فقالت: والله إنه لأبو محجن كان من أمره كذا وكذا فقصت عليه قصته فدعا به وحل قيوده وقال: والله لا نجلدك على الخمر أبداً. قال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها أبداً كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم. قال: فلم يشربها بعد ذلك.
وروى ابن الأعرابي عن المفضل الضبي قال: قال أبو محجن في تركه الخمر:
رأيت الخمر صالحة وفيها ... خصال تهلك الرجل الحليما
فلا والله أشربها حياتي ... ولا أشفي بها أبداً سقيما
وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بن عاصم.
ومن رواية أهل الأخبار أن ابناً لأبي محجن الثقفي دخل على معاوية فقال له معاوية: أبوك الذي يقول:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفني بالفلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها

فقال له ابن أبي محجن: لو شئت ذكرت أحسن من هذا من شعره فقال وما ذاك قال قوله:
لا تسأل الناس عن مالي وكثرته ... وسائل الناس عن حزمي وعن خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم ... إذا تطيش يد الرعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولاً عساكره ... وأكتم السر فيه ضربة العنق
أعطي السنان غداة الروع حصته ... وحامل الرمح أرويه من العلق
وزاد بعضهم في هذه الأبيات:
وأطعن الطعنة النجلاء لو علموا ... وأحفظ السر فيه ضربة العنق
عف المطالب عما لست نائله ... وإن ظلمت شديد الحقد والحنق
وقد أجود وما مالي بذي فنع ... وقد أكر وراء المحجر الفرق
والقوم أعلم أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديدة الشفق
قد يعسر المرء حيناً وهو ذو كرم ... وقد يثوب سوام العاجز الحمق
سيكثر المال يوماً بعد قلته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
فقال له معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد وأجزل جائزته. وقال إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك. وزعم هيثم بن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان أو قال في نواحي جرجان، وقد نبتت عليه ثلاثة أصول كرم وقد طالت وأنمرت وهي معروشة على قبره، ومكتوب على القبر: هذا قبر أبي محجن الثقفي. قال: فجعلت أتعجب وأذكر قوله إذا مت فادفني إلى جنب كرمة وذكر البيت.
حدثنا أحمد بن عبد الله: قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الله بن يونس قال: حدثنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لما كان يوم القادسية أتي سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر فأمر به إلى القيد وكان سعد به جراحة فلم يخرج يومئذ على الناس واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة ورفع سعد فوق العذيب لينظر الى الناس فلما التقى الناس قال أبو محجن:
كفى حزناً أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدوداً علي وثاقيا
فقال لابنة خصفة امرأة سعد: ويحك حليني ولك عهد الله علي إن سلمني الله أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد وإن قتلت استرحتم مني فحلته فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ثم أخذ الرمح ثم انطلق حتى أتى الناس فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم فجعل الناس يقولون: هذا ملك وسعد ينظر فجعل سعد يقول: الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن وأبو محجن في القيد فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد فأخبرت ابنه حصفة سعداً بالذي كان من أمره، فقال: والله ما أبلى أحد من المسلمين ما أبلى في هذا اليوم، لا أضرب رجلاً أبلى في المسلمين ما أبلى. قال: فخلى سبيله. قال أبو محجن: قد كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها فأما إذ بهرجتني فوالله لا أشربها أبداً.
أبو محذورة المؤذن القرشي الجمحي، اختلف في اسمه فقيل سمرة ابن معير. وقيل: اسمه معير بن محيريز. وقيل أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح هكذا نسبه خليفة وقال أبو اليقظان: قتل أوس بن معير يوم بدر كافراً واسم أبي محذورة سلمان ويقال: سمرة ابن معير ويقال: سلمان بن معير وقد ضبطه بعضهم معين والأكثر يقولون: معير وقال الطبري وغيره: كان لأبي محذورة أخ لأبيه وأمه يسمى أنسياً وقتل يوم بدر كافراً. وقال محمد بن سعد: سمعت من ينسب أبا محذورة فيقول اسمه سمرة بن معير بن لوذان بن وهب بن سعد بن جمح وكان له أخ لأبيه وأمه اسمه أويس وقال ابن معين اسم أبي محذورة سمرة بن معير وكذلك قال البخاري: وقال الزبير أبو محذورة اسمه أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح قال الزبير: عريج وربيعة ولوذان إخوة بنو سعد بن جمح ومن قال غير هذا فقد أخطأ قال وأخوة أنيس بن معير قتل كافراً وأمهما من خزاعة وقد انقرض عقبهما وورث الأذان بمكة إخوتهم من بني سلامان بن ربيعة بن جمح.

قال أبو عمر: اتفق الزبير وعمه مصعب ومحمد بن إسحاق المسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس وهؤلاء أعلم بطريق أنساب قريش. ومن قال في اسم أبي محذورة سلمة فقد أخطأ. وكان أبو محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة أمره بالأذان بها منصرفه من حنين وكان سمعه يحكي الأذان فأمر أن يؤتى به فأسلم يومئذ وأمره بالأذان فأذن بين يديه فأمره فانصرف إلى مكة وأقره على الأذان بها فلم يزل يؤذن بها هو وولده ثم عبد الله بن محيريز ابن عمه وولده فلما انقطع ولد ابن محيريز صار الأذان بها إلى ولد ربيعة بن سعد بن جمح.
وأبو محذورة وابن محيريز من ولد لوذان بن سعد بن جمح قال الزبير: كان أبو محذورة أحسن الناس أذاناً وأنداهم صوتاً. قال له عمر يوماً وسمعه يؤذن: كدت أن ينشق مريطاؤك. قال: وأنشدني عمي مصعب لبعض شعراء قريش في أذان أبي محذورة:
أما ورب الكعبة المستورة ... وما تلا محمد من سوره
والنغمات من أبي محذورة ... لأفعلن فعلة مذكوره
قال الطبري: توفي أبو محذورة بمكة تسع وخمسين وقيل سنة تسع وسبعين ولم يهاجر ولم يزل مقيماً بمكة حتى توفي. أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا روح قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة وبهذا الإسناد أيضاً عن ابن جريج قال أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره عن أبي محذورة دخل حديث بعضهما في بعض أن أبا محذورة قال: خرجت في نفر عشرة فكنا في بعض الطريق حين قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عنده فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون فصرخنا نحكيه ونستهزىء به فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه فقال: أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا فأرسلهم وحبسني ثم قال: قم فأذن بالصلاة فقمت ولا شيء أكره إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مما يأمرني به، فقمت بين يديه فألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه، فقال: قل الله أكبر الله أكبر فذكر الأذان ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصيتي ثم من بين ثديي ثم على كبدي حتى بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرتي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بارك الله فيك وبارك الله عليك " . فقلت يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة. قال: " قد أمرتك به " . وذهب كل شيء كان في نفسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهة وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر تمام الخبر.
أبو محرز بن زاهر
وأبو مجيبة الباهلي. وأبو المنتفق وأبو مرحب مذكورون في الصحابة لا أعرف لهم خبراً، ولم أرو لهم أثراً.
أبو محمد البدري
الأنصاري الذي زعم أن الوتر واجب فقال: عبادة كذب أبو محمد قيل أنه مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار بدري ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين. يعد في الشاميين.
أبو مخشي الطائي
هو سويد بن مخشي وهو أشهر بكنيته شهد بدراً لا أعلم له رواية.
أبو مذكور

رجل من الأنصار مذكور عنه في الصحابة رضي الله عنهم، أعتق غلاماً له على دبر ولم يكن له مال غيره، فباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يروي حديثه جابر بن عبد الله. روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله أن رجلاً من الأنصار يكنى أبا مذكور أعتق غلاماً له عن دبر ولم يكن له مال غيره يقال له يعقوب، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يشتريه مني فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم فدفع النبي صلى الله عليه وسلم ثمنه إليه وقال: " إذا كان أحدكم فقيراً فليبدأ بنفسه فإذا كان فضل فبعياله، فإن كان فضل فبقرابته، فإن كان فضل فها هنا وها هنا " . وأشار عن يمينه وشماله. رواه شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر عن رجل من قومه. ورواه محمد بن إسحاق عن أبي نجيح عن مجاهد عن جابر نحوه.
أبو مراوح الغفاري
مدني، يعد فيمن ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن سماهم وبارك عليهم. روايته عن أبي ذر وحمزة بن عمر والأسلمي، وهو من كبار التابعين روى عنه عروة بن الزبير.
أبو مرثد الغنوي
من بني غني بن أعصر بن سعد بن قيس. عيلان ابن مضر، اسمه كناز بن حصن. ويقال: كناز بن حصين بن يربوع بن عمرو ابن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف. وقيل: الحصين بن يربوع بن طريف ابن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني ابن أعصر بن سعد بن قيس. وقد قيل: اسم أبي مرثد حصن بن كناز والأول
أشهر وأكثر. وقيل: ابن خلان أو جلان بن غني الغنوي. حليف حمزة ابن عبد المطلب وكان تربة. وابنه مرثد بن أبي مرثد حليف حمزة أيضاً شهد جميعاً بدراً وقتل مرثد يوم الرجيع في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسب ما ذكرناه في بابه.
وأما أبو مرثد فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبادة ابن الصامت، وشهد أبو مرثد سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر وهو ابن ست وستين سنة وكان فيما قيل رجلاً طويلاً كثير الشعر وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو مرثد الغنوي وابنه مرثد بن أبي مرثد وابنه أنيس بن مرثد بن أبي مرثد. يعد أبو مرثد في الشاميين روى عنه واثلة بن الأسقع.
قال الواقدي: فيمن شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي وابنه مرثد بن أبي مرثد حليفاً حمزة بن عبد المطلب من غني.
أبو مرحب
اسمه سويد بن قيس.
أبو مرة بن عروة
بن مسعود الثقفي. قيل: إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صحبة له وأبوه من كبار الصحابة.
أبو مريم السلولي
من بني مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازن يعرفون بأمهم سلول وهي بنت ذهل بن شيبان، اسمه مالك ابن ربيعة، وهو والد يزيد بن أبي مريم بصري له صحبة. قال علي بن المديني: له عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو عشرة أحاديث.
أبو مريم الغساني
جد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي مريم بابنة ولدت له فيما ذكروا عن أبي بكر ابن عبد الله بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنه ولد لي في هذه الليلة جارية قال: " والليلة أنزلت علي سورة مريم فسمها مريم " . فكان يكنى بأبي مريم وروى بقية عن أبي بكر ابن أبي مريم عن أبيه عن جده، قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فرميت بين يديه بالجندل فأعجبه ذلك مني ودعا لي. روى عنه القاسم ابن مخيمرة وقال أبو حاتم الرازي: سألت بعض ولد أبي مريم هذا عن اسمه، فقال اسمه نذير يعد في الشاميين.
أبو مريم الكندي
ويقال الأزدي حديثه عند إسماعيل بن عياش عن صفوان بن مالك عن حجر بن مالك عن أبي مريم الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم في العنب أنه أتي به فقال: " هذا وأشباهه كانوا أمة من الأمم فعصوا الله فأفك بخلقهم فجعلهم خشاشًا من خشاش الأرض " . قيل: إنه غير أبي مريم الغساني. وقيل إنه هو وحديثه هذا ليس بالقوي.
أبو مسعود الأنصاري

عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة ويقال: يسيرة. ومن قال بالنون فقد صحف ابن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف ابن الحارث بن الخزرج وخدرة وخدارة أخوان يعرف بالبدري، لأنه سكن أو نزل ماء ببدر وشهد العقبة ولم يشهد بدراً عند جمهور أهل العلم بالسير. وقد قيل إنه شهد بدراً. والأول أصح. قال خليفة: قيل له بدري لأنه سكن ماء بدر وسكن الكوفة وابتنى بها داراً وذكر عمرو بن علي سمعت أبا داود يقول: سمعت شعبة يقول: سمعت الحكم يقول: كان أبو مسعود بدرياً ومن هنا والله أعلم ذكره البخاري في البدريين.
قال شعبة: وسمعت سعد بن إبراهيم يقول لم يكن أبو مسعود بدرياً وروى إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري قال: كنت أضرب غلاماً لي فسمعت خلفي صوتاً اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود مرتين أن الله أقدر عليك منك عليه فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث اختلف في وقت وفاته. فقيل توفي إحدى أو اثنتين وأربعين ومنهم من يقول مات بعد الستين.
أبو مسلم
ذكروه في الصحابة لا أعرف له نسبا؟ً. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول لرجل قال له دلني على عمل يدخلني الجنة. قال له: " بر والدتك وكن قريباً منها فإن لم تكن حية فأطعم الطعام وأطب الكلام " .
أبو مسلم الخولاني
العابد. أدرك الجاهلية وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم المدينة حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستخلف أبو بكر فهو معدود في كبار التابعين عداده في الشاميين اسمه عبد الله بن ثوب وقيل: عبد الله بن عوف والأول أكثر وأشهر كان فاضلاً ناسكاً عابداً وله كرامات وفضائل روى عنه أبو إدريس الخولاني وجماعة من تابعي أهل الشام.
ومن نوادر أخباره وكراماته ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم ابن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا إسماعيل بن عياش قال: أخبرنا شرحبيل بن مسلم الخولاني أن الأسود ابن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فلما جاءه قال له: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع قال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم قال أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع قال: أتشهد أن محمداً رسول الله قال: نعم فردد ذلك عليه كل ذلك يقول له مثل ذلك قال فأمر بنار عظيمة فأججت ثم ألقي فيها أبو مسلم فلم تضره شيئاً قال: فقيل له: انفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك. قال فأمره بالرحيل فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ودخل المسجد وقام يصلي إلى سارية فبصر به عمر بن الخطاب فقام إليه فقال ممن الرجل قال: من أهل اليمن قال: ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار؟. قال: ذلك عبد الله بن ثوب قال: أنشدك بالله أنت هو؟ قال: اللهم نعم. قال: فأعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله عليه السلام. قال إسماعيل بن عياش فأنا أدركت رجلاً من الأمداد الذين يمدون من اليمن من خولان. يقولون للأمداد من عنس صاحبكم الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره.
قال أبو عمر: أما صدر هذا الخبر فمعروف مثله لحبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري أخي عبد الله بن زيد مع مسيلمة فقتله مسيلمة وقطعه عضواً عضواً ويروى مثل آخر لرجل مذكور في الصحابة من خولان وكان اسمه ذؤيباً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وإسماعيل بن عياش ليس بحجة في غير الشاميين وهو فيما حدث به عن الشاميين أهل بلده لا بأس به.
أبو معبد الخزاعي
زوج أم معبد الخزاعية. له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: إن حديثه إنما سمعه من أم معبد في قصتها حين مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمتها ونزل عليها وعرض لها معه في شاتها ما هو مذكور في ذلك الحديث.

توفي أبو معبد قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسكن قديداً قاله البخاري وغيره وقد روى حديث أم معبد جماعة بتمامه وكماله عن أم معبد وعن أبي معبد زوجها وعن حبيش بن خالد أخيها كلهم يرويه بمعنى واحد ومنه ألفاظ مختلفة قليلة بمعنى متقارب.
أبو معتب بن عمرو
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً في الدعاء إذا أشرف المسافر على القرية. رواه محمد بن إسحاق عمن لا يتهم، عن عطاء بن مروان عن أبيه، عنه إسناده ليس بالقائم.
أبو معقل بن نهيك
بن أساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وابنه عبد الله بن أبي معقل شهدا جميعاً أحداً أظنه الذي روى عنه أبو بكر ابن عبد الرحمن.
أبو معقل الأنصاري
روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام واختلف عليه في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الحج من سبيل الله وعمرة في رمضان تعدل حجة " . ومن حديث أبي معقل أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تستقبل القبلتان بغائط أو بول.
أبو المعلى بن لوذان
الأنصاري، له صحبة، لا يوقف له على اسم عند أكثرهم وقد قيل: اسمه زيد بن المعلى. حديثه عند عبد الملك بن عمير عن بعض بني أبي المعلى رجل من الأنصار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. هكذا رواه عبيد الله بن عمر الرقي عن عبد الملك بن عمير وقد حدثنا سعيد ابن سينا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن قاسم حدثنا أبو صالح القاسم بن الليث حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي المعلى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوماً فقال: " إن رجلاً خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا " . فذكر الحديث بنحو حديث مالك عن أبي النضر.
أبو معن
ذكره بعضهم في الصحابة وهو غلط وإنما هو معن بن يزيد أبو يزيد والصواب في حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " لك ما نويت يا معن " .
أبو مليكة الذماري
قيل له صحبة عداده في الشاميين. روى عنه راشد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يستكمل العبد الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
أبو مليكة القرشي التيمي. اسمه زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة جد ابن أبي مليكة المحدث له صحبة. يعد في أهل الحجاز من حديثه ما ذكره عمرو بن علي عن أبي عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أبيه عن جده عن أبي بكر الصديق أن رجلاً عض يد رجل فسقطت سنه فأبطلها أبو بكر الصديق.
أبو مليكة الكندي
مصري له صحبة فيه وفي الذي قبله نظر.
أبو مليل بن الأزعر
بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الضبعي شهد بدراً وأحداً ذكره ابن إسحاق وغيره.
أبو مليل سليك بن الأغر
مذكور في الصحابة.
أبو المنذر الأنصاري
اسمه يزيد بن عامر بن جديدة بن عمرو بن سواد ابن غنم بن كعب بن سلمة، شهد بدراً ذكره موسى بن عقبة.
أبو المنذر الجهني
روى عنه زيد بن وهب أنه قال: قلت: يا رسول الله ما أفضل الكلام؟ قال: " يا أبا المنذر قل لا إله إلا الله " . فذكر حديثاً حسناً في فضل الذكر.
أبو منصور الفارسي
له صحبة عند من ذكره في الصحابة يعد في أهل مصر كانت فيه حدة فذكر له ذلك فقال: ما أحب أنها أخطأتني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الحدة تعتري خيار أمتي " . حديثه هذا عند الليث بن سعد عن دويد بن نافع عنه وقد قيل في حديثه إنه مرسل وإنه ليست له صحبة.
أبو منفعة
مذكور في الصحابة حديثه في بر الوالدين وصلة الرحم حق واجب ورحم موصولة.
أبو منفعة الأنماري
اسمه نصر بن الحارث له صحبة ذكره أحمد بن محمد ابن عيسى في تاريخ الحمصيين.
أبو منيب
رجل من الصحابة روى عنه مسلم بن زياد قال: رأيت جماعة من الصحابة يلبسون العمائم ويرخونها خلفهم وثيابهم إلى الكعبين منهم أبو منيب، وفضالة بن عبيد وأنس بن مالك.
أبو موسى الأشعري

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ابن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وفي نسبه هذا بعض الاختلاف وقد ذكرناه في باب اسمه وذكرنا هناك عيوناً من أخباره.
وأمه امرأة من عك، كانت قد أسلمت وماتت بالمدينة وذكرت طائفة منهم الواقدي أنا أبا موسى قدم مكة فخالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة ثم اسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر. قال الواقدي: وأخبرنا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم وكان علامة نسابة. قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة وليس له حلف في قريش ولكنه أسلم قديماً بمكة ثم رجع إلى بلاد قومه فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين: جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ووافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفينتين، وإنما الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه قدومهم.
قال أبو عمر: إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه نزل أرض الحبشة في حين إقباله مع سائر قومه، رمت الريح سفينتهم إلى أرض الحبشة، فبقوا بها ثم خرجوا مع جعفر وأصحابه هؤلاء في سفينة وهؤلاء في سفينة فكان قدومهم معاً من أرض الحبشة فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فقيل: إنه قسم لجعفر وأصحابه وقسم للأشعريين لأنه قيل: إنه قسم لأهل السفينتين وقد روى أنه لم يقسم لهم ثم ولى عمر بن الخطاب أبا موسى البصرة إذ عزل عنها المغيرة في وقت الشهادة عليه وذلك سنة عشرين فافتتح أبو موسى الأهواز ولم يزل على البصرة إلى صدر من خلافة عثمان ثم لما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان ثم كان منه بصفين وفي التحكيم ما كان وكان منحرفاً عن علي لأنه عزله ولم يستعمله وغلبه أهل اليمن في إرساله في التحكيم فلم يجزه، وكان لحذيفة قبل ذلك فيه كلام ثم انفتل أبو موسى إلى مكة ومات بها وقيل إنه مات بالكوفة في داره بجانب المسجد، وقيل سنة اثنتين وأربعين وقيل: سنة أربع وأربعين. وقيل: سنة خمسين وقيل: سنة اثنتين وخمسين. ذكره محمد بن سعد عن الواقدي عن خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم. قال: مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين قال محمد بن سعد: وسمعت بعض أهل العلم يقول: إنه مات قبل ذلك بعشر سنين اثنتين وأربعين.
أبو موسى الحكمي
له حديث في القدر ذكره البخاري في الكنى من تاريخه وذكره الحاكم في كتابه.
أبو موسى الغافقي
حديثه عند أهل مصر وعداده فيهم. روى الليث عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون عن رجل من غافق عن أبي موسى الغافقي قال: آخر ما عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سترجعون بعدي إلى قوم يحبون الحديث عني فعليكم بكتاب الله ومن حفظ شيئاً فليحدث به ومن قال علي ما لم أقل فيتبوأ مقعده من النار " .
أبو مويهبة مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم. كان من مولدي مزينة اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه، يقال: إنه شهد المريسيع. روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص وعبيد بن جبير، لا يوقف على اسمه. حديثه حسن في استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع واختياره لقاء ربه عز وجل.
باب النون
أبو نائلة سلكان بن سلامة
بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. ويقال سلكان لقب له واسمه سعد. شهد أحداً وكان ممن قتل كعب بن الأشرف وكان أخاه من الرضاعة وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شاعراً.
أبو نبقة
اسمه علقمة بن المطلب. ذكره بعضهم في الصحابة وهو عندي مجهول والله أعلم.
أبو نجيح العبسي

له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم في النكاح من حديث يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن رجل عنه ذكره البخاري في الكنى المجردة وهو عندهم عمرو بن عبسة، والحديث بهذا الإسناد محفوظ لعمرو بن عبسة من رواية المصريين ولا أدري ما هذا لأن عمرو ابن عبسة سلمي.
أبو نخيلة البجلي
له صحبة روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة، عداده في الكوفيين. وقد قيل: ليست له صحبة والأول أكثر روى الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي نخيلة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه رمي بسهم، فقيل له: ادع الله. فقال اللهم انقص من الوجع
ولا تنقص من الأجر. قيل له: ادع الله. قال: اللهم اجعلني من المقربين واجعل أمي من الحور العين. قال علي بن المديني: قيل فيه أبو نخيلة والمعروف أبو نحيلة وله رواية عن جرير بن عبد الله البجلي. قال علي: وكانت له صحبة.
أبو نضرة
أحد الذين شهدوا فتح خيبر وجرى له هناك ذكر لا أعرفه إلا بذلك.
أبو نضير بن التيهان
بن مالك أخو أبي الهيثم بن التيهان، شهد أحداًص مع النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبري.
أبو نملة الأنصاري
اسمه عمار بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن غنم بن عدي ابن الحارث بن مرة بن ظفر بن الخزرج الأنصاري الظفري. شهد بدراً مع أبيه وشهد أحداً والخندق والمشاهد كلها وقتل له ابنان يوم الحرة عبد الله ومحمد وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان حديثه عند ابن شهاب في أهل الكتاب عن ابنه نملة بن أبي نملة عن أبيه وقيل: إن أبا نملة شهد أحداً ولم يشهد بدراً.
أبو نهيك الأنصاري
الأشهلي. من بني عبد الأشهل لا أعرف له خبراً ولا رواية إلا أنه بعثه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد مع سلمة ابن سلامة بن وقش يأمره أن يقتل من بني حنيفة كل من أنبت فوجداه قد صالح مجاعة بن مرارة.
باب الهاء
أبو هاشم بن عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي. خال معاوية وأخو أبي حذيفة لأبيه وأخو مصعب بن عمير لأمه أمهما أم خناس بنت مالك القرشية العامرية. قيل: اسمه شيبة. وقيل: هشيم. وقيل: مهشم. أسلم يوم الفتح وسكن الشام وتوفي في خلافة عثمان وكان فاضلاً وكان أبو هريرة إذا ذكر أبا هاشم قال: ذاك الرجل الصالح.
حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده فبكى فقال له معاوية ما يبكيك يا خال؟ أوجع تجده أم حرص على الدنيا؟ قال: كلا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلي فقال: " يا أبا هاشم إنها لعلك تدركك أموال يؤتاها أقوام فإنما يكفيك من الدنيا خادم ومركب في سبيل الله " . وأراني قد جمعت قال أبو بكر ابن أبي شيبة: وأخبرنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم قال: دخل معاوية على خاله فذكر مثل حديث أبي معاوية عن الأعمش.
أبو هانئ
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه، ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان حديثه عند عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه عن جده أبي هانئ.
أبو هبيرة بن الحارث
بن علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك واسم ثقف بن مالك كعب بن مالك بن مبذول. ومبذول اسمه عامر بن مالك ابن النجار الأنصاري قتل يوم أحد شهيداً وأبو هبيرة اسمه كنيته هو أخو أبي أسيرة والله أعلم.
أبو هريرة الدوسي
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوس هو ابن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث. قال خلفية بن خياط: أبو هريرة هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم أبن دوس.

قال أبو عمر: اختلفوا في اسم أبي هريرة واسم أبيه اختلافاً كثيراً لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام فقال خليفة: ويقال: اسم أبي هريرة عبد الله بن عامر ويقال: برير بن عشرقة. ويقال: سكين بن دومة. وقال أحمد بن زهير سمعت أبي يقول اسم أبي هريرة عبد الله ابن عبد شمس ويقال: عامر وقال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اسم أبي هريرة عبد الله بن عبد شمس ويقال: عبد نهم بن عامر ويقال: عبد غنم ويقال: سكين وذكر محمد بن يحيى الذهلي عن أحمد بن حنبل مثله سواء وقال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي هريرة عبد شمس، وقال أبو نعيم: اسم أبي هريرة عبد شمس، وروى سفيان بن حصين عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة قال: اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم. وقال أبو حفص الفلاس: أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم. وقال ابن الجارود: اسم أبي هريرة كردوس وروى الفضل بن موسى السيناني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد من دوس وذكر أبو حاتم الرازي عن الأوسي عن ابن لهيعة قال: اسم أبي هريرة كردوس بن عامر.
وذكر البخاري عن ابن أبي الأسود قال: اسم أبي هريرة عبد شمس. ويقال عبد نهم أو عبد عمرو.
قال أبو عمر: محال أن يكون اسمه في الإسلام عبد شمس أو عبد عمرو أو عبد غنم أو عبد نهم وهذا إن كان شيء منه فإنما كان في الجاهلية وأما في الإسلام فاسمه عبد الله أو عبد الرحمن والله أعلم على أنه اختلف في ذلك أيضاً اختلافاً كثيراً.
قال الهيثم بن عدي: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله وهو من الأزد من دوس.
وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، قال: حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الاسلام عبد الرحمن وإنما كنيت بأبي هريرة لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي فقيل لي: ما هذه؟ قلت هرة قيل فأنت أبو هريرة.
وقد روينا عنه أنه قال: كنت أحمل هرة يوماً في كمي فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " ما هذه؟ " فقلت: هرة فقال: " يا أبا هريرة " . وهذا أشبه عندي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كناه بذلك والله أعلم.
وروى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر وعلى هذه اعتمدت طائفة ألفت في الأسماء والكنى.
وذكر البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس قال كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله.
قال أبو عمر: ويقال أيضاً في اسم أبي هريرة عمرو بن عبد العزى وعمرو ابن عبد غنم وعبد الله بن عبد العزى وعبد الرحمن بن عمرو ويزيد ابن عبيد الله ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه إلا أن عبد الله أو عبد الرحمن هو الذي سكن إليه القلب في اسمه في الإسلام والله أعلم وكنيته أولى به على ما كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما في الجاهلية فرواية الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه في عبد شمس صحيحة ويشهد له ما ذكر ابن إسحاق ورواية سفيان بن حصين عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة فصالحة وقد يمكن أن يكون له في الجاهلية اسمان عبد شمس وعبد عمرو.
وأما في الإسلام فعبد الله أو عبد الرحمن. وقال أبو أحمد الحاكم: أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر ذكر ذلك في كتابه في الكنى، وقد غلبت عليه كنيته فهو كمن لا اسم له غيرها. وأولى المواضع بذكره الكنى وبالله التوفيق.
أسلم أبو هريرة عام خيبر. وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم راضياً بشبع بطنه فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور معه حيث دار وكان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحضر مالاً يحضر سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث، وقال له: يا رسول الله إني قد سمعت منك حديثاً كثيراً وأنا أخشى أن أنسى فقال: " ابسط رداءك " . قال فبسطته فغرف بيده فيه ثم قال: " ضمه " . فضممته فما نسيت شيئاً بعده.

وقال البخاري: روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل من بين صاحب وتابع وممن روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وعائشة رضي الله عنهم. استعمله عمر بن الخطاب على البحرين ثم عزله ثم أراده على ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته.
حدثنا أبو شاكر، أخبرنا أبو محمد الأصيلي، أخبرنا أبو علي الصواف ببغداد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن من أفضلهم.
قال خليفة بن خياط: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين.
وقال الهيثم ابن عدي: توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين. وقال الواقدي: توفي سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين وكذلك قال ابن نمير إنه توفي سنة تسع وخمسين. وقال غيره: مات بالعقيق وصلى عليه الوليد بن عقبة بن أبي سفيان وكان أميراً يومئذ على المدينة ومروان بن الحكم معزول.
أبو هند الحجام
قيل: اسمه عبد الله ويقال: اسمه يسار ذكره ابن وهب في موطأه في حجامة المحرم وقال ابن مندة: سالم بن أبي سالم الحجام يقال له أبو هند. وقيل اسم أبي هند سنان روى عنه أبو الجحاف. قال ابن إسحاق: هو مولى فروة بن عمرو البياضي تخلف أبو هند عن بدر ثم شهد سائر المشاهد وكان يحجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أبو هند امرؤ من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا وأنكحوا إليه يا بني بياضة " .
أبو هند الأشجعي
والد نعيم بن أبي هند، له صحبة اختلف في اسمه فقيل: النعمان بن أشيم وقيل رافع بن أشيم. يعد في الكوفيين وقال خليفة ابن خياط: أبو هند والد نعيم بن أبي هند اسمه رافع. ويقال النعمان بن الأشيم مولى أشجع. قال نعيم كان أبي قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
أبو هند الأنصاري
مذكور في حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مثل حديث أبي حميد الساعدي إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من لبن ليس بمخمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لولا خمرته ولو بعود تعرضه " .
أبو هند الداري
من بني الدار هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم وهو مالك بن عدي بن عمرو بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد واسم أبي هند برير. ويقال: بر بن عبد الله بن برير بن عميت بن ربيعة بن ذراع بن عدي بن الدار وهو ابن عم تميم الداري وليس بأخيه شقيقه ولكنه أخوه لأمه وابن عمه يجتمع معه نسبه في ذراع بن عدي بن الدار قدم أبو هند وابنا عمه تميم ونعيم ابنا أوس على النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يقطعهم أرضاً بالشام فكتب لهم بها. فلما كان زمن أبي بكر أتوا بذلك الكتاب فكتب لهم إلى أبي عبيدة بن الجراح بإنفاذ ذلك الكتاب وقد قيل إن أبا هند الداري أخو تميم الداري والصحيح ما ذكرنا وبالله التوفيق يعد في أهل الشام مخرج حديثه عن ولده.
أبو الهيثم مالك بن التيهان
والتيهان اسمه مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري حليف بني عبد الأشهل كان أحد النقباء ليلة العقبة ثم شهد بدراً واختلف في وقت وفاته فذكر خليفة عن الأصمعي قال: سألت قومه فقالوا مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا لم يتابع عليه قائله وقيل وإنه توفي سنة عشرين أو إحدى وعشرين وقيل إنه أدرك صفين وشهدها مع علي وهو الأكثر وقيل إنه قتل بها والله أعلم.
باب الواو
أبو واقد الليثي
من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن. كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. اختلف في اسمه فقيل: الحارث ابن عوف. وقيل عوف بن الحارث. وقيل الحارث بن مالك بن أسيد بن جابر ابن عوثرة بن عبد مناة بن أشجع بن عامر بن ليث. قيل إنه شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان قديم الإسلام وكان معه لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وقيل: إنه من مسلمة الفتح والأول أصح وأكثر يعد في أهل المدينة وجاور بمكة سنة ومات بها فدفن في مقبرة المهاجرين سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وسبعين سنة وقيل: ابن خمس وثمانين سنة.
أبو وائل شقيق بن سلمة

صاحب ابن مسعود، جاهلي قد تقدم ذكره في باب اسمه في الشين، فلم أر إعادة ذاك.
وتقدم ذكر أبي لاس الخزاعي في باب اللام.
أبو وداعة السهمي
القرشي، اسمه الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد ابن سهم. أسلم هو وابنه المطلب بن أبي وداعة يوم فتح مكة وقد تقدم ذكره في باب اسمه وتقدم ذكر ابنه في باب اسمه.
أبو الورد المازني
قيل: إن اسم أبي الورد حرب له صحبة سكن مصر وله عندهم حديث واحد، قوله: " إياكم والسرية التي إن لقيت فرت وإن غنمت غلت " . ويروى هذا القول أيضاً عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه هذا عند ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة عنه. وقال ابن الكلبي: أبو الورد بن قيس بن فهر الأنصاري شهد مع علي صفين.
أبو وهب الجشمي
له صحبة حديثه عند محمد بن مهاجر الأنصاري عن عقيل بن شبيب. عن أبي وهب وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة وارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار وعليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل " . وروى الأوزاعي عن عمرو بن شعيب قال: قدم أبو وهب الجيشاني على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه فسألوه عن السراب وذكر الحديث. ذكره سنيد عن محمد بن كثير عن الأوزاعي لا أدري أهو الجشمي أم لا. وقال فيه الجيشاني كما ترى. والصواب عندهم الجشمي وهو الذي له صحبة وحديثه المذكور عند أهل اليمامة.
وأما أبو وهب الجيشاني فرجل من التابعين من أهل مصر يروي عن الضحاك ابن فيروز الديلمي. روى عنه يزيد بن أبي حبيب وجيشان في اليمن.
باب الياء
أبو يزيد النميري
له صحبة روى عنه أيوب السختياني، قال: سمعت أبا يزيد يقول أممت قومي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين.
أبو يزيد آخر. فيه وفي الذي قبله نظر يقال له: الكرخي ذكره ابن أبي خيثمة وغيره في الصحابة لما رواه وهيب بن خالد وجرير بن حازم وإسماعيل بن علية عن عطاء بن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " دعوا عباد الله يصيب بعضهم من بعض وإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له " . وهذا الحديث قد رواه أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض " . الحديث مثله.
والذي أقول: إن الثلاثة قد حفظوا، ووهم أبو عوانة والله أعلم، وقد وهم فيه أيضاً حماد بن سلمة فرواه عن عطاء بن السائب عن حكيم بن يزيد عن أبيه وإنما هذا ابن أبي يزيد عن أبيه.
أبو اليسر
كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غزية بن سواد بن غنم ابن كعب بن سلمة. ويقال: كعب بن عمرو بن مالك بن عمرو بن عباد بن عمرو ابن تميم بن شداد بن عثمان بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. أمه نسيبة بنت الأزهر بن مري بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة. شهد بدراً بعد العقبة فهو عقبي بدري وهو الذي أسر العباس بن عبد المطلب يوم بدر وكان رجلاً قصيراً والعباس رجلاً طويلاً ضخماً جميلاً. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد أعانك عليه ملك كريم " . وهو الذي انتزع راية المشركين وكانت بيد أبي عزيز بن عمير يوم بدر ثم شهد صفين مع علي رضي الله عنه. يعد في أهل المدينة وبها كانت وفاته. سنة خمس وخمسين.
أبو اليسع
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما الذي يدخلني الجنة؟. الحديث عند عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح ابن أسامة عنه.
أبو اليقظان

مذكور في الصحابة وفيمن سكن مصر منهم. روى عنه أبو عشانة أنه قال له: يا أبا عشانة أبشر فوالله لأنتم أشد حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تروه من كثير ممن قد رآه. ومن حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن أبي عشانة أنه سمع أبا اليقظان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أبشروا فوالله لأنتم أشد حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تروه من عامة من رآه. قال ابن أبي حاتم: أخرج أبو زرعة في المسند لأبي اليقظان هذا الحديث الواحد في مسند المصريين.
تم كتاب الكنى بحمد الله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم أفضل التسليم. ويتلوه إن شاء الله تعالى كتاب النساء وكناهن ومنه العون لا رب غيره ولا معبود سواه لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.
كتاب النساء وكناهن
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري رحمه الله.
الحمد لله الذي أنشأ الإنسان إنشاء من آدم وحواء. وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين. وعلى آله وصحبه أجمعين وهذا كتاب أفردته أيضاً بذكر النساء الرواة وغيرهن ممن أتى في الروايات ذكرهن ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وحفظ عنه منهن، وجعلته أيضاً على حروف المعجم ليقرب تناوله وقدمت في كل باب من الحروف ما وافق اسمها من أزواجه صلى الله عليه وسلم، كل منهن في بابها من الحروف ثم نتبع الباب بسائر الصواحب من النساء، حتى نأتي على ما تضمنته الأبواب فيهن من الأسماء ثم نردفه أيضاً بالمشهورات منهن بالكنى وبالله عز وجل توفيقنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب الألف
أثيمة المخزومية
تعد في أهل المدينة وهي جدة عطاف بن خالد وهو روى عنها.
أروى بنت عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها أبو جعفر العقيلي في الصحابة. وذكر أيضاً عاتكة بنت عبد المطلب وأبى غيره من ذلك. وهما مختلف في إسلامهما. فأما محمد بن إسحاق ومن قال بقوله فذكر أنه لم يسلم من عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صفية. وغيره يقول: إن أروى وصفية أسلمتا جميعاً من عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر محمد بن عمر الواقدي، قال أخبرنا موسى بن محمد ابن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه، قال: لما أسلم طليب بن عمير ودخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال لها: قد أسلمت وتبعت محمداً صلى الله عليه وسلم وذكر الخبر. وفيه أنه قال لها ما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت أنتظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن قال فقلت فإني أسألك بالله إلا أتيته وسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله قالت فأني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم كانت بعد تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره.
وذكر المدايني، عن عيسى بن يزيد عن داود بن الحصين قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن عثمان يحدث عن أبيه قال: قال عثمان دخلت على خالتي أعودها أروى بنت عبد المطلب فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إليه وقد ظهر من شأنه يومئذ شيء فأقبل علي فقال: مالك يا عثمان؟ قلت: أعجب منك ومن مكانك فينا وما يقال عليك قال عثمان: فقال: لا إله إلا الله فالله يعلم لقد اقشعررت ثم قال: " وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " . الذاريات 23. ثم قام فخرج فخرجت خلفه وأدركته فأسلمت.
وذكر أبو جعفر العقيلي، قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط عن عاتكة بنت عبد المطلب قالت: رأيت راكباً أخذ صخرة من أبي قبيس فرمى بها إلى الركن، فتفلقت الصخرة فما بقيت دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دار بني زهرة وذكر الحديث.
قال أبو عمر: كان لعبد المطلب ست بنات عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن:

أم حكيم بنت عبد المطلب، يقال لها: البيضاء ويقال إنها توأمة عبد الله بن عبد المطلب. وقد اختلف في ذلك ولم يختلف في أنها شقيقة عبد الله وأبي طالب والزبير بني عبد المطلب وكانت أم حكيم هذه عند كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف فولدت له عامراً وبنات له وهي القائلة: إني لحصان فما أكلم وصناع فما أعلم.
وعاتكة بنت عبد المطلب. كانت عند أبي أمية بن المغيرة المخزومي فولدت له عبد الله وزهيراً وقريبة.
وبرة بنت عبد المطلب كانت عند أبي رهم بن عبد العزى العامري ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وقد قيل إن عبد الأسد كان عليها قبل أبي رهم.
وأميمة بنت عبد المطلب كانت عند جحش بن رئاب أخي بني غنم ابن دودان بن أسد بن خزيمة وهي أم عبد الله وعبيد الله وأبي أحمد وزينب وأم حبيبة وحمنة بني جحش بن رئاب.
وأروى بنت عبد المطلب كانت تحت عمير بن وهب بن أبي كبير بن عبد بن قصي فولدت له طليباً ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي فولدت له أروى فهؤلاء خمس من الست.
ونذكر صفية في باب الصاد من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وقد اختلف في أم أروى بنت عبد المطلب فقيل: أمها فاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عمران بن مخزوم فلو صح هذا كانت شقيقة عبد الله والزبير وأبي طالب وعبد الكعبة وأم حكيم وأميمة وعاتكة وبرة. وقيل: بل أمها صفية بنت جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة فلو صح هذا كانت شقيقة الحارث بن عبد المطلب وقد ذكرنا أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهاتهم عند ذكر حمزة بن عبد المطلب. وأهل النسب لا يعرفون لعبد المطلب بنتاً إلا من المخزومية إلا صفية وحدها فإنها من الزهرية.
أسماء بنت أبي بكر
الصديق، وقد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها، فلا وجه لإعادته ها هنا أمها قيلة ويقال قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. ويقال: بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن جابر بن مالك بن حسيل بن عامر بن لؤي كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزبير بن العوام وكان إسلامها قديماً بمكة وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير فوضعته بقباء. وقد ذكرنا خبر مولده وسائر أخباره في بابه من هذا الكتاب.
وتوفيت أسماء بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي، وكانت قد ذهب بصرها، وكانت تسمى ذات النطاقين وإنما قيل لها ذلك لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم سفرة حين أراد الهجرة إلى المدينة فعسر عليها ما تشدها به فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه وانتطقت النصف الثاني فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات النطاقين. هكذا ذكر ابن إسحاق وغيره وقال الزبير في هذا الخبر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: " أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة " . فقيل لها ذات النطاقين.
وقد حدثني عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: قالت أسماء للحجاج: كيف تعيره بذات النطاقين يعني ابنها؟ أجل قد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه.
قال أبو عمر: لما بلغ ابن الزبير أن الحجاج يعيره بابن ذات النطاقين أنشد قول الهذلي متمثلاً:
وعيرها الواشون أني أحبها ... وتلك شكاة نازح عنك عارها
فإن أعتذر منها فإني مكذب ... وإن تعتذر يردد عليك اعتذارها
قال ابن إسحاق: إن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد إسلام سبعة عشر إنساناً واختلف في مكث أسماء بعد ابنها عبد الله فقيل عاشت بعده عشر ليال وقيل عشرين يوماً وقيل بضعاً وعشرين يوماً حتى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة وماتت وقد بلغت مائة سنة.
أسماء بنت سلمة

ويقال سلامة بن مخرمة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم الدارمية التميمية كانت من المهاجرات هاجرت مع زوجها عياش بن أبي ربيعة إلى أرض الحبشة، وولدت له بها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ثم هاجرت إلى المدنية وتكنى أم الجلاس. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنها ابنها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأما أم عياش ابن أبي ربيعة فهي أم أبي جهل والحارث ابني هشام بن المغيرة وهي أيضاً أم عبد الله بن أبي ربيعة أخي عياش بن أبي ربيعة وأمها أسماء بنت مخرمة ابن جندل وهي عمة أسماء بنت سلمة زوجة عياش بن أبي ربيعة هذه المذكورة وما أظن تلك أسلمت قال ابن إسحاق: أسلم عياش بن أبي ربيعة وامرأته أسماء بنت سلامة بن مخرمة التميمية.
أسماء بنت شكل
ذكرها مسلم في الصحيح فقال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي الأحوص عن إبراهيم بن المهاجر عن صفية بنت شيبة عن عائشة. قالت: دخلت أسماء بنت شكل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من الحيض؟ وساق الحديث. لا أعلم أسماء هذه إحدى من تقدم أم غيرهن قاله أبو علي.
أسماء بنت الصلت
السلمية. اختلف فيها وفي اسمها. فقال أحمد بن صالح المصري: أسماء بنت الصلت السلمية من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عن قتادة نحوه. وقال ابن إسحاق: سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها. وقال علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسن الجرجاني النسابة: هي وسناء بنت الصلت بن حبيب بن جارية ابن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فماتت قبل أن تصل اليه.
وقال أبو عمر: قول من قال سناء بنت الصلت أولى بالصواب إن شاء الله تعالى وفي سبب فراقها اختلاف أيضاً، ولا يثبت فيها شيء من جهة الإسناد.
أسماء بنت عمرو
بن عدي بن ناني بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة أم منيع الأنصارية من المبايعات بيعة العقبة.
أسماء بنت عميس
بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن أقبل، وهو جماعة خثعم بن أنمار على الاختلاف في أنمار هذا وقيل أسماء بنت عميس بن مالك بن النعمان ابن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن زيد بشر بن وهب الله الخثعمية من خثعم. وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن كنانة وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخت أخواتها فأسماء وأختها سلمى وأختها سلامة الخثعميات هن أخوات ميمونة لأم. وهن تسع وقيل عشر أخوات لأم وست لأب وأم قد ذكرناهن جملة في باب لبابة أم الفضل زوجة العباس وذكرنا كل واحدة منهن في بابها بما يحسن ذكرها والحمد لله تعالى.
كانت أسماء بنت عميس من المهاجرات إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له هناك محمداً أو عبد الله وعوناً ثم هاجرت إلى المدينة فلما قتل جعفر بن أبي طالب تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى بن علي بن أبي طالب لا خلاف في ذلك.
وزعم ابن الكلبي أن عون بن علي بن أبي طالب أمه أسماء بنت عميس الخثعمية ولم يقل هذا أحد غيره فيما علمت وقيل: كانت أسماء بنت عميس الخثعمية تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له ابنة تسمى أمة الله وقيل أمامة ثم خلف عليها بعده شداد بن الهاد الليثي ثم العتواري حليف بني هاشم فولدت له عبد الله وعبد الرحمن ابني شداد ثم خلف عليها بعد شداد جعفر بن أبي طالب وقيل: إن التي كانت حمزة وشداد سلمى بنت عميس لا أسماء أختها روى عن أسماء بنت عميس من الصحابة عمر بن الخطاب وأبو موسى الأشعري وابنها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
أسماء بنت مرثد
الحارثية. روى عنها حديثها في الاستحاضة جابر بن عبد الله من حديث حرام بن عثمان المدني عن ابني جابر: محمد وعبد الرحمن عن أبيهما جابر بن عبد الله ولا يصح لأنه انفرد به حرام بن عثمان وهو متروك عند جميعهم. قال الشافعي: الحديث عن حرام بن عثمان حرام.

أسماء بنت النعمان
بن الجون بن شرحبيل وقيل أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل بن النعمان بن كندة أجمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها. واختلفوا في قصة فراقه لها فقال بعضهم: لما دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت وأبت أن تجيء. هذا
قول قتادة وأبي عبيدة. قال قتادة وهي أسماء بنت النعمان من بني الجون. وزعم بعضهم أنها قالت له: أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ وقد أعاذك الله مني فطلقها.
قال قتادة: وهذا باطل إنما قال هذا لامرأة جميلة تزوجها من بني سليم فخاف نساؤه أن تغلبهن على النبي صلى الله عليه وسلم فقلن لها: إنه يعجبه أن تقولي له: أعوذ بالله منك فقالت لما دخلت عليه: أعوذ بالله منك. قال: قد " عذت بمعاذ " . وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا بالله منه.
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل: ونكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة وهي الشقية التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى قومها وأن يفارقها ففعل وردها مع رجل من الأنصار يقال له أبو أسيد الساعدي.
وقال آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: إنه يحب إذا دنا منك أن تقولي له: أعوذ بالله منك. فلما دنا منها قالت: إني أعوذ بالله منك. فقال: " قد عذت بمعاذ " . فطلقها ثم سرحها إلى قومها وكانت تسمي نفسها الشقية.
وقال الجرجاني النسابة صاحب كتاب الموفق: أسماء بنت النعمان الكندية هي التي قالت لها نساء النبي صلى الله عليه وسلم: إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه. فلما دخل عليها قالت: أعوذ بالله منك، فصرف وجهه عنها وقال: " الحقي بأهلك " . فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي ثم خلف عليها قيس بن مكشوح المرادي.
وقال آخرون: التي تعوذت بالله من النبي صلى الله عليه وسلم هي من سبي بني العنبر يوم ذات الشقوق، وكانت جميلة، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذها فقالت له هذا.
وقال آخرون: بل كان بأسماء وضح كوضح العامية، ففعل بها مثل ما فعل بالعامرية. وذكر ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب، قال: وفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت بني الجون من أجل بياض كان بها.
قال أبو عمر: الاختلاف في الكندية كثيراً جداً، منهم من يقول: هي أسماء بنت النعمان، ومنهم من يقول: هي أميمة بنت النعمان ومنهم من يقول: أمامة بنت النعمان واختلافهم في سبب فراقها على ما رأيت، والاضطراب فيها وفي صواحبها اللواتي لم يجتمع عليهن من أزواجه صلى الله عليه وسلم اضطراب عظيم على ما ذكرنا كثيراً منه في صدر هذا الكتاب والحمد لله.
أسماء بنت زيد
بن السكن الأنصارية، أحد نساء بني عبد الأشهل هي من المبايعات، وهي ابنه عمة معاذ بن جبل تكنى أم سلمة وقيل أم عامر مدنية. كانت من ذوات العقل والدين روي عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات قواعد بيوت ومواضع شهوات الرجال وحاملات أولادهم وإن الرجال فضلوا بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه إلى أصحابه فقال: " هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه " . فقالوا: بلى والله يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انصرفي يا أسماء وأعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال " . فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنها محمود بن محمد وشهر بن حوشب وإسحاق بن راشد وغيرهم.
أسيرة الأنصارية
روت عنها حميضة بنت ياسر.
أمامة بنت الحارث

بن حزن الهلالية. أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. كذا قال بعض الرواة فأوهم وصحف ولا أعلم لميمونة أختاً من أب ولا من أم اسمها أمامة وإنما أخواتها من أبيها: لبابة الكبرى زوج العباس ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة وثلاث أخوات سواهما مذكورات في هذا الكتاب في أبوابهن. ولهن ثلاث أخوات من أمهن تمام يأتي تسع ذكرهن إن شاء الله تعالى كلهن في مواضعهن من هذا الكتاب.
أمامة بنت أبي العاص
بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها وكان ربما حملها على عنقه في الصلاة.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع فقال: " لأدفعنها إلى أحب أهلي إلي " . فقال النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها وتزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة زوجها منه الزبير بن العوام وكان أبوها أبو العاص قد أوصى بها إليه فلما قتل علي بن أبي طالب وآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية:
أشاب ذوائبي وأذل ركني ... أمامة حين فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها إليه ... فما استيأست رفعت رنينا
وكان علي بن أبي طالب قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع زوجته بعده لأنه خاف أن يتزوجها معاوية فتزوجها المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يكنى وهلكت عند المغيرة وقد قيل: إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة وكذلك قال الزبير إنها لم تلد للمغيرة بن نوفل. قال: وليس لزينب عقب.
وذكر عمر بن شبة، قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي عن أبيه أنه حدثه عن أهله أن علياً لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت أبي العاص: إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي يعني معاوية فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيراً فلما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه ويبذل لها مائة ألف دينار فلما خطبها أرسلت إلى المغيرة بن نوفل إن هذا قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل فأقبل وخطبها من الحسن بن علي فزوجها منه روى هشيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي، قال: كانت أمامة عند علي فذكر معنى ما تقدم سواه.
أمة الله بنت أبي بكر
الثقفية في الصحابة. روى عنها عطاء بن أبي ميمونة تعد في أهل البصرة.
أمة بنت أبي الحكم
الغفارية ويقال أمية. روى عنها ابنها سليمان بن سحيم حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في القدر.
أمة بنت خالد بن سعيد
بن العاص بن أمية بن عبد شمس تكنى أم خالد مشهورة بكنيتها ولدت بأرض الحبشة مع أخيها سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص. أمها أميمة ويقال هميمة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن خزاعة تزوج أمة بنت خالد الزبير بن العوام ولدت له عمرو ابن الزبير وخالد بن الزبير وبخالد ابنها من الزبير كانت تكنى أم خالد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر روى عنها موسى وإبراهيم ابنا عقبة.
أميمة بنت خلف
بن أسعد بن عامر الخزاعية. زوج خالد بن سعيد ابن العاص بن أمية هاجرت معه إلى أرض الحبشة وولدت له هناك سعيد بن خالد وأمة بنت خالد ويقال في أميمة هميمة بنت خلف بن أسعد بن عامر الخزاعية وقد قال فيها بعض الناس أمينة فصحف والله أعلم.
أميمة بنت رقيقة
أمها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى أخت خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي أميمة بنت عبد بن بجاد بن عمير ابن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة روى عن أميمة بنت رقيقة محمد ابن المنكدر وابنتها حكيمة بنت أميمة.
أميمة بنت النجار

الأنصارية حديثها عند ابن جريج عن حكيمة بنت أبي حكيم عن أمها أميمة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كان لهن عصائب فيها الروس والزعفران فيغطين بها أسافل رؤوسهن قبل أن يحرمن ثم يحرمن كذلك جعل العقيلي هذا الحديث لأميمة بنت النجار الأنصارية وأنا أظنه لأميمة بنت رقيقة بدليل حديث حجاج عن ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة عن أمها قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان يبول فيه. ذكره أبو داود عن محمد بن عيسى عن حجاج.
أميمة مولاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم. روى عنها جبير بن نفير الحضرمي حديثها عند أهل الشام.
أنيسة بنت خبيب
بن أساف الأنصاري عمة خبيب بن عبد الرحمن ابن خبيب بن أساف. تعد في أهل البصرة حديثها عند شعبة عن خبيب عن عمته أنيسة. واختلف فيه على شعبة فمنهم من يقول فيه: إن ابن أم مكتوم ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال. ومنهم من يقول فيه كما روى ابن عمر إن بلالاً ينادي بليل وهو المحفوظ والصواب إن شاء الله.
أنيسة بنت عدي
امرأة من بلي يقال: لها صحبة يروى عنها سعيد ابن عثمان البلوي وهي جدته وهي أم عبد الله بن سلمة العجلاني المقتول بأحد.
أنيسة النخعية
ذكرت قدوم معاذ بن جبل عليهم باليمن رسولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال لنا معاذ: أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم صلوا خمساً وصوموا شهر رمضان وحجوا البيت من استطاع إليه سبيلاً. قالت: وهو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة.
باب الباء
بجيدة
فيما ذكر ابن ابي خيثمة عن أبيه عن يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن بجيدة عن أمه بجيدة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اجعل في يد السائل ولو ظلفاً محرقاً " . هكذا قال بالإسناد المذكور بجيدة وإنما هي أم بجيد يقال اسمها حواء. وسنذكرها في باب الحاء وفي باب الباء من الكنى. وقد ذكر ابن أبي خيثمة عن ابن الأصبهاني عن أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد الأنصاري عن جدته، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا نساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة " .
وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى ولا وجه لقول من قال فيها بجيدة.
بحينة بنت الحارث
أقطع لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقاً. ذكرها ابن هشام عن ابن إسحاق.
بديلة بنت مسلم
بن عميرة بن سلمى الحارثية من الأنصار، حديثها في تحويل القبلة مدنية.
برة بنت أبي تجراة
العبدرية. من حلفائهم، مكية، ذكر الزبير أن بني أبي تجراة قوم من كندة قدموا بمكة. روت عنها صفية أم منصور ابن عبد الرحمن. من حديثها في أعلام النبوة وفي الإبعاد عند حاجة الإنسان.
برة بنت عامر
بن الحارث بن السباق بن عبد الدار بن قصي القرشية العبدرية. كانت تحت أبي إسرائيل من بني الحارث وهو الذي جاء في قصة الحديث في النذر فولدت له اسرائيل بن أبي إسرائيل. قتل يوم الجمل وكانت برة بنت عامر من المهاجرات.
بركة بنت ثعلبة
بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان. وهي أم أيمن غلبت عليها كنيتها كنيت بابنها أيمن بن عبيد وهي بعد أم أسامة بن زيد. تزوجها زيد بن حارثة بعد عبيد الحبشي، فولدت له أسامة، يقال لها مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم الظباء هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة جميعاً.
ذكر المفضل بن غسان الغلابي عن الواقدي قال: كانت أم أيمن اسمها بركة وكانت لعبد الله بن عبد المطلب وصارت للنبي صلى الله عليه وسلم ميراثاً وهي أم أسامة بن زيد.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: أم أيمن اسمها بركة، وكانت لأم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أم أيمن أمي بعد أمي " . قال: وسمعت مصعب بن عبد الله يقول: أم أيمن أم أسامة بن زيد.

قال أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور أم أيمن بركة هذه وكان أبو بكر وعمر يزورانها في منزلها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها.
روى سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس، قال: قال أبو بكر لعمر بن الخطاب: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها.
أخبرنا أحمد بن قاسم، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أميمة أمها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت سريره فبال فيه ليلة فوضع تحت سريره فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: " البول الذي كان في هذا القدح ما فعل " ؟. فقالت: شربته يا رسول الله.
قال أبو عمر: أظن بركة هذه هي أم أيمن المذكورة والله أعلم، إنما هذه بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب هاجرت مع زوجها قيس بن عبد الأسد إلى أرض الحبشة، ذكرها ابن هشام عن ابن إسحاق وقد ذكرها أبو عمر في باب قيس. وذكرها موسى بن عقبة في مغازيه.
بركة بنت يسار
مولاة أبي سفيان بن حرب بن أمية هاجرت إلى الحبشة مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي، رجل من بني أسد بن خزيمة حليف لبني أمية وبني عبد شمس.
بروع بنت واشق
الأشجعية. مات عنها زوجها هلال بن مرة الأشجعي ولم يفرض لها صداقاً. فقضى لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل صداق نسائها. روى حديثها أبو سنان معقل بن سنان وجراح الأشجعيان وناس من أشجع وشهدوا بذلك عند ابن مسعود رواه عنهم ابن عقبة بن مسعود.
بريرة مولاة عائشة
بنت أبي بكر الصديق، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها ثم باعوها من عائشة وجاء الحديث في شأنها بأن الولاء لمن أعتق. وعتقت تحت زوج، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سنة. واختلف في زوجها هل كان عبداً أو حراً ففي نقل أهل المدينة أنه كان عبداً يسمى مغيثاً وفي نقل أهل العراق أنه كان حراً وقد أوضحنا ذلك في كتاب التمهيد.
روى عبد الخالق بن زيد بن واقد قال: حدثني أبي أن عبد الملك بن مروان حدثه قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أن ألي هذا الأمر فكانت تقول لي: يا عبد الملك إني أرى فيك خصالاً وإنك لخليق أن تلي هذا الأمر فاحذر الدماء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها بملء محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق " .
قال أبو عمر: زيد بن واقد هذا ثقة من ثقات الشاميين لقي واثلة بن الأسقع.
بسرة بنت صفوان
بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، أمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وهي ابنة أخي ورقة بن نوفل، وأخت عقبة بن أبي معيط لأمه، كانت بسرة بنت صفوان عند المغيرة بن أبي العاص فولدت له معاوية وعائشة فكانت عائشة تحت مروان بن الحكم وهي أم عبد الملك بن مروان. وقال الزبير: وطائفة من أهل العلم بالنسب إن بسرة بنت صفوان هي أم معاوية بن المغيرة بن أبي العاص وجدة عائشة بنت معاوية وهي أم عبد الملك بن مروان وقال ابن البرقي: قد قيل إن بسرة بنت صفوان من كنانة.
قال أبو عمر: ليس قول من قال إنها من كنانة بشيء. والصواب أنها من بني أسد بن عبد العزى من قريش وعمها ورقة بن نوفل. روى عنها من الصحابة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط. وروى عنها مروان بن الحكم حديث مس الذكر وهي من المبايعات.
البغوم بنت المعدل
الكنانية. أسلمت يوم الفتح وهي امرأة صفوان ابن أمية، قاله الواقدي.
بقيرة امرأة القعقاع
بن أبي حدرد الأسلمي. وقال ابن أبي خيثمة: لا أدري أسلمية هي أم لا؟ وقال غيره: هي هلالية. روى عنها محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يا هؤلاء إذا سمعتم بجيش قد خسف به فقد أظلت الساعة " . تعد في أهل المدينة.
بهية
امرأة تروي عن عائشة. روى عنها أبو عقيل يحيى بن المتوكل وينسب إليها. قال أبو عقيل: قالت بهية: سمتني عائشة أم المؤمنين بهية. وقد خرج عنها أبو داود السجستاني في مصنفه.

بهية ويقال بهيمة بنت بسر
أخت عبد الله بن بسر المازني تعرف بالصماء.
حدثني خلف بن قاسم حدثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عمر الدمشقي بدمشق. قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي أنه سمع محمد بن القاسم الطائي يقول: أخت عبد الله بن بسر اسمها بهية. قال أبو زرعة: وقال لي دحيم: أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم بسر وابناه: عبد الله وعطية وابنته أختهما الصماء.
قال أبو عمر: ذكر الدارقطني أن الصماء بنت بسر أخت عبد الله بن بسر اسمها بهيمة بزيادة ميم. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صيام السبت إلا في فريضة. روى عنها أخوها عبد الله بن بسر وقال حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا يحيى بن صالح أنه سمع محمد بن القاسم الطائي يقول: إن أخت عبد الله بن بسر اسمها بهية، فهي الصماء.
بهية بنت عبد الله
البكرية، من بكر بن وائل وفدت مع أبيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فبايع الرجال وصافحهم وبايع النساء ولم يصافحهن ونظر إلي فدعا لي ومسح رأسي ودعا لي ولولدي. فولد لها ستون ولداً. أربعون رجلاً وعشرون امرأة.
باب التاء
تماضر بنت عمرو
بن الشريد السلمية. هي الخنساء الشاعرة وسنذكرها في باب الخاء لأنه أغلب عليه.
تملك الشيبية
العبدرية، من بني شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة. حديثها في وجوب السعي بين الصفا والمروة. روت عنها صفية بنت شيبة تعد في أهل مكة.
تميمة بنت وهب
لا أعلم لها غير قصتها مع رفاعة بن سموأل؟ حديث العسيلة من رواية مالك في الموطأ.
باب الثاء
ثبيتة بنت الضحاك
بن خليفة. ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت أبي جبيرة بن الضحاك بن خليفة وثابت بن الضحاك بن خليفة الأنصاري الأشهلي، هكذا هو عند أكثرهم بالثاء. قال علي بن المديني: إنما هي نبيتة بالنون ولم يقلها غيره فيما أعلم روى إسماعيل بن إسحاق قال: قال علي بن المديني: أبو جبيرة بن الضحاك بن خليفة الأنصاري وثابت بن
الضحاك بن خليفة أخو أبي جبيرة وثبيته بنت الضحاك بن خليفة أختهما هي التي كان محمد بن سلمة يطاردها لينظر إليها حين أراد نكاحها.
قال أبو عمر: روى محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة قال: كنت جالساً عند محمد بن سلمة وهو على إجار له يطارد ثبيتة بنت الضحاك فجعل ينظر إليها فقلت: سبحان الله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها " .
ثبيتة بنت يسار
بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ابن عوف الأنصارية كانت من المهاجرات الأول ومن فضلاء النساء الصحابيات وهي زوج أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وهي مولاة سالم بن معقل الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة أعتقته سائبة فوالى سالم أبا حذيفة وقتل سالم مولى أبي حذيفة يوم اليمامة هو وأبو حذيفة.
قال أبو عمر: اختلف في اسم مولاة سالم الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة، فقال مصعب: ثبيتة كما وصفنا. وقال أبو طوالة: عمرة بنت يعار الأنصارية وقال ابن إسحاق في راوية الأموي عنه: اسمها سلمى هذه بنت تعار. وقال غيره عن ابن إسحاق: سالم مولى امرأة من الأنصار.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن الأصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: سالم بن معقل مولى سلمى بنت تعار بالتاء. قال إبراهيم بن المنذر وإنما هو يعار بالياء.
باب الجيم
جبلة بنت المصفح
أدركت النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنها فضيل بن مرزوق.
جدامة بنت جندل
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر من نساء بني غنم بن دودان. يذكرها أبو عمر في الدور وذكر الطبري في " ذيل المذيل " أن جدامة بنت جندل هي بنت وهب فإن المحدثين هم الذين قالوا فيها هي بنت وهب فانظره.
جدامة بنت وهب

الأسدية. أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم فهاجرت مع قومها إلى المدينة وكانت تحت أنيس بن قتادة ابن ربيعة من بني عمرو بن عوف روت عنها عائشة حديث الغيلة.
جرباء بنت قسامة
بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك أخت حنظلة بن قسامة وعمة زينب بنت حنظلة. ذكرها أبو عمر مدرجاً ذكرها وذكر أخيها حنظلة في باب زينب بنت حنظلة في حرف الحاء من كتاب النساء من هذا الديوان، ولم يذكر الجرباء هذه في حرف الجيم وحنظلة في حرف الحاء فاستدركنا الجرباء ها هنا واستدرك ابن فتحون حنظلة في بابه. قال أبو عمر: في باب زينب وكانت زينب بنت حنظلة قدمت وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جعدة بنت عبد بن ثعلبة
بن غنم بن مالك بن النجار أخت عفراء وأم حارثة بن النعمان والحارث بن الحباب بن الأرقم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى منزل جعدة وكان يأكل عندها قاله العدوي وابن القداح.
جمانة بنت أبي طالب
ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها من خيبر ثلاثين وسقاً ولم يكن ليعطيها إلا وهي مسلمة وذكرها أبو عمر في باب أختها أم هانئ في أولاد فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب وإخوته.
جمرة بنت عبد الله
الحنظلية التميمية. أتت النبي صلى الله عليه وسلم بإبل من الصدقة، فمسح على رأسها، ودعا لها روى عنها عطوان بن مشكان يختلف في حديثها ولا يصح من جهة الإسناد.
جمرة بنت قحافة الكندية
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنها شبيب بن غرقدة روت عنها ابنتها أم كلثوم إن صح حديثها ذلك فإنه لا يعبأ بإسناده.
جميل بنت يسار
أخت معقل سماها الكلبي في تفسيره، فهي التي عضلها أخوها معقل وكان زوجها أبو البداح بن عاصم هكذا قال عبد الغني جميل بالتصغير.
جميلة بنت أبي بن سلول
امرأة ثابت بن قيس بن شماس وهي التي خالعته وردت عليه حديقته. هكذا روى البصريون، وخالفهم أهل المدينة فقالوا إنها حبيبة بنت سهل الأنصارية.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن الحسين بن واقد عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن جميلة بنت أبي بن سلول أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس فنشزت عليه فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا جميلة ما كرهت من ثابت " ؟ فقالت والله ما كرهت منه شيئاً إلا دمامته فقال لها: أتردين عليه الحديقة " ؟ قالت: نعم. ففرق بينهما.
قال أبو عمر: كناها ابن المسيب أم جميل، وكانت قبل ثابت بن قيس تحت حنظلة بن أبي عامر الغسيل ثم تزوجها بعد ثابت بن قيس مالك بن الدخشم ثم تزوجها بعده خبيب بن أساف الأنصاري.
جميلة بنت أوس المزنية
لها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا حديث أبيها أوس في بابه.
جميلة بنت ثابت
بن أبي الأفلح الأنصارية أخت عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح امرأة عمر بن الخطاب. تكنى أم عاصم بابنها عاصم بن عمر بن الخطاب كان اسمها عاصية، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة. تزوجها عمر بن الخطاب في سنة سبع من الهجرة فولدت له عاصم بن عمر بن الخطاب ثم طلقها عمر بن الخطاب فتزوجها يزيد بن حارية فولدت له عبد الرحمن بن يزيد بن جارية فعبد الرحمن بن يزيد بن جارية أخو عاصم ابن عمر بن الخطاب لأمه وهي التي أتى فيها الحديث في الموطأ وغيره أن عمر ركب الى قباء فوجد ابنه عاصماً يلعب مع الصبيان فحمله بين يديه فأدركته جدته الشموس بنت أبي عامر فنازعته إياه حتى انتهى إلى أبي بكر الصديق فقال له أبو بكر: خل بينها وبينه فما راجعه وسلمه إليها.
جميلة بنت سعد
بن الربيع الأنصاري. أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنه روى عنها ثابت بن عبيد الأنصاري أن أباها وعمها قتلا يوم أحد فدفنا في قبر واحد.
جميلة بنت عمر

بن الخطاب على ما روى حماد بن سلمة، عن نافع عن ابن عمر أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة من رواية ابن أبي شيبة عن الحسن بن موسى عن حماد وروى حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كانت أم عاصي تسمى عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة.
ذكره ابن أبي شيبة في مسنده.
جمينة بنت عبد العزى
بن قطن، من بني المصطلق من خزاعة كانت من المبايعات وهي زوج عبد الرحمن بن عوام أخي الزبير بن العوام أم بنيه لا أعلم لها رواية.
جهدمة امرأة بشير
بن الخصاصية وهي من بني شيبان. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة.
جويرية بنت الحارث
بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من التاريخ. وقيل في سنة ست ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة وكانت قبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي وكانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له، فكاتبته على نفسها وكانت امرأة جميلة، قالت عائشة: كانت جويرية عليها حلاوة وملاحة لا يكاد يراها أحد إلا وقعت في نفسه قالت: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه على كتابتها قلت فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب الحجرة فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي وجئت أستعينك فقال لها: " هل لك في خير من ذلك " . قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: " أقضي كتابتك وأتزوجك " . قالت: نعم قال قد فعلت وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما في أيديهم من سبايا بني المصطلق قالت عائشة فلا نعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.
وروى الليث عن عقيل عن ابن شهاب، قال: سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار أحد بني المصطلق يوم المريسيع فحجبها وقسم لها وقال أبو عبيدة: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية في سنة خمس من التاريخ.
قال أبو عمر كان اسمها برة فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها جويرية هكذا رواه شعبة ومسعر وابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس. وروى إسرائيل عن محمد بن عبد الرحمن قال: سمعت كريباً يحدث عن ابن عباس قال: كان اسم ميمونة برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة حفظت جويرية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروت عنه وتوفيت في ربيع الأول سنة ست وخمسين.
جويرية بنت المجلل
تكنى أم جميل وهي مشهورة بكنيتها واختلف في اسمها وهي زوج حاطب بن الحارث الجمحي، وسنذكرها في بابها من الكنى بما ينبغي إن شاء الله تعالى.
باب الحاء
حبيبة بنت أبي أمامة
أسعد بن زرارة. تزوجها سهل بن حنيف فولدت له أبا أمامة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد وكناه أبا أمامة وأختها الفارعة امرأة نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار.
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، حدثنا أحمد بن علي الجوزجاني حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا عبد الله بن إدريس حدثنا محمد بن عمارة الأنصاري المدني عن زينب بنت نبيط امرأة أنس ابن مالك قالت: أوصى أبو أمامة بأمي وخالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث فحلاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الرعاث قالت زينب: فأدركت بعض ذلك الحلي عند أهلي.
حبيبة، ويقال لها
حبيبة بنت أبي تجراة
الشيبية العبدرية. مكية، حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي " . مثل حديث تملك الشيبية روت عنها صفية بنت شيبة. روى الشافعي ومعاذ ابن هانئ وطائفة عن عبد الله بن المؤمل قال:

حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني صفية بنت شيبة عن امرأة يقال لها حبيبة بنت أبي تجراة قالت: دخلنا دار أبي حسين في نسوة من قريش والنبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت حتى إن ثوبه ليدور به وهو يقول لأصحابه: " اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي " . هذا لفظ حديث معاذ بن هانئ وإسناده. ذكره الطحاوي عن إبراهيم بن مرزوق عن معاذ وقد ذكرنا الاضطراب على عبد الله بن المؤمل في اسناد هذا الحديث في كتاب التمهيد.
حبيبة بنت جحش
قاله قوم وزعموا أنها تكنى أم حبيبة والأشهر أنها أم حبيبة مشهورة بكنيتها وسنذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
حبيبة ويقال مليكة والصواب
حبيبة بنت خارجة
بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بن الخزرج زوجة أبي بكر الصديق هي بنت خارجة التي قال فيها أبو بكر في مرضه الذي مات منه، إن ذا بطن بنت خارجة قد ألقي في خلدي أنها جارية فكانت كذلك جارية ولدت بعد موته فسمتها عائشة أم كلثوم، ثم تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له زكريا وعائشة ابني طلحة هذا قول أهل النسب.
وروى ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: خطب عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت أبي بكر إلى عائشة فأطمعته وقالت أين المذهب بها عنك؟ فلما ذهبت قالت الجارية تزوجيني عمر وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه والله لئن فعلت لأخرجن إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصيحن به، إنما أريد فتى من قريش يصب علي الدنيا صباً قال: فأرسلت عائشة إلى عمرو ابن العاص فأخبرته الخبر فقال عمرو وأنا أكفيك فقال: يا أمير المؤمنين لو جمعت إليك امرأة فقال عسى أن يكون ذلك في أيامك هذه قال ومن ذكر أمير المؤمنين قال أم كلثوم بنت أبي بكر قال: مالك ولجارية تنعى إليك أباها بكرة وعشياً قال عمر: أعائشة أمرتك بذلك؟ قال: نعم فتركها. قال: فتزوجها طلحة بن عبيد الله. وقال علي: لقد تزوجها أفتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: أما أمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير فتزوجها بعد أبي بكر الصديق خبيب بن أساف وله معها قصة في جارية لها قذفته بها اختلفت الرواية في حكم عمر فيها.
حبيبة ابنة أبي سفيان
قاله أبان بن صمحة سمع محمد بن سيرين يقول حدثتني حبيبة بنت أبي سفيان وقد ذكرها ابن عيينة، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد. ولم يرو عنها غير محمد بن سيرين ولا يعرف لأبي سفيان ابنة يقال لها حبيبة والذي أظنه حبيبة بنت أم حبيبة ابنة أبي سفيان وقد ذكرها ابن عيينة في حديثه عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش قالت استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوم محمراً وجهه وهو يقول: " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب " . الحديث قال الحميدي: قال سفيان أحفظ من الزهري في هذا الحديث أربع نسوة كلهن قد رأين النبي صلى الله عليه وسلم اثنتان من أزواجه: أم حبيبة وزينب بنت جحش وثنتان ربيبتاه: زينب بنت أم سلمة وحبيبة بنت أم حبيبة وحبيبة أبوها عبيد الله بن جحش مات بأرض الحبشة، وهذا كله قول ابن عيينة وقد ذكرنا الاختلاف على الزهري وعلى ابن عيينة عنه أيضاً في ذكر حبيبة في هذا الحديث مجوداً في كتاب التمهيد وذكر موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى أرض الحبشة حبيبة بنت عبيد الله بن جحش. قال: ثم تنصر هنالك أبوها ومات نصرانياً.
حبيبة بنت سهل الأنصارية
التي اختلعت من ثابت بن قيس فيما روى أهل المدينة. روت عنها عمرة وجائز أن تكون حبيبة هذه وجميلة بنت أبي ابن سلول اختلعتا من ثابت بن قيس بن شماس.
حبيبة ابنة شريق
ويقال ابنة أبي شريق الأنصارية هي جدة عيسى بن مسعود بن الحكم وهو يروى عنها.
حبيبة بنت عبيد الله
بن جحش بن رياب، وأمها أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم وبها كانت تكنى. هاجرت مع أبيها إلى أرض الحبشة فتنصر أبوها هنالك ومات نصرانياً وقدمت مع أمها على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة.
حذافة بنت الحارث السعدية

أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وهي بنت حليمة السعدية. قال ابن إسحاق: يقال لها الشيماء غلب عليها ذلك، فلا تعرف في قومها إلا به. وذكروا أن الشيماء كانت تحضن النبي صلى الله عليه وسلم مع أمها إذ كان عندهم.
حريملة بنت عبد الأسود
ماتت بأرض الحبشة هكذا ذكره الطبري.
حزمة بنت قيس الفهرية
أخت فاطمة بنت قيس الفهرية، تزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فولدت له. حديثها عند الزهري عن عبد الله بن عبيد الله.
حسانة المزنية
كان اسمها جثامة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أنت حسانة المزنية " . كانت صديقة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها ويقول: " حسن العهد من الإيمان " .
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا محمد بن يونس حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا صالح بن رستم حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة، قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: " من أنت " . قالت: أنا جثامة المزنية قال: " بل أنت حسانة المزنية، كيف حالكم كيف كنتم بعدنا " . قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، قال: " إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان " .
قال أبو عمر: هذه الرواية أولى بالصواب من رواية من روى ذلك في الحولاء بنت تويت والله أعلم، فالحديث عند أبي عاصم واختلف عليه فيه، وروى ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أهديت إليه هدية قال: " اذهبوا ببعضها إلى فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة وإنها كانت تحب خديجة " .
حسنة أم شرحبيل
بن حسنة هاجرت الى النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجها سفيان بن معمر الجمحي ذكرها أبو عمر في باب زوجها.
حفصة بنت عمر بن الخطاب
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قد تقدم ذكر نسبها في ذكر أبيها، وهي أخت عبد الله بن عمر لأبيه وأمه وأمهما زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. كانت حفصة من المهاجرات وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي السهمي. فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرجع إليه أبو بكر كلمة، فغضب من ذلك عمر ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان: ما أريد أن أتزوج اليوم فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة " . ثم خطبها إلى عمر فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له: لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها. وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أكثرهم في سنة ثلاث من الهجرة. وقال أبو عبيدة: تزوجها سنة اثنتين من التاريخ.
وقال أبو عمر: طلقها تطليقة ثم ارتجعها وذلك أن جبرائيل عليه السلام قال: " راجع حفصة فإنها قوامة صوامة وإنها زوجتك في الجنة " .
وروى موسى بن علي بن رباح، عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فحثا على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا فنزل جبريل من الغد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " إن الله يأمرك أن تراجع حفصة بنت عمر رحمة لعمر " .
وأوصى عمر بعد موته إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها وبمال وقفته بالغابة.
وتوفيت في حين بايع الحسن بن علي عليهما السلام لمعاوية وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وكذلك قال أبو معشر وقال غيره: توفيت حفصة سنة خمس وأربعين وذكر الدولابي عن أحمد بن محمد بن أيوب أن حفصة توفيت سنة سبع وعشرين.
حقة بنت عمرو
كانت قد صلت القبلتين روى عنها أبو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر في الإحرام.
حكيمة بنت غيلان الثقفية

امرأة يعلى بن مرة روت عن زوجها يعلى بن مرة ما أدري أسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً أم لا.
حليمة السعدية
هي حليمة بنت أبي ذؤيب وأبو ذؤيب هو عبد الله ابن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن حفصة بن غيلان بن مضر، أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه، ورأت له برهاناً وعلماً جليلاً، تركنا ذكره لشهرته. روى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: جاءت حليمة ابنة عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها عبد الله ابن جعفر.
حمامة
ذكرها أبو عمر في جملة من اشتراه أبو بكر من المعذبين في الله فأعتقهم.
حمنة بنت جحش
بن رياب الأسدية، من بني أسد بن خزيمة أخت زينب بنت جحش كان عند مصعب بن عمير وقتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمداً وعمران ابني طلحة بن عبيد الله وكانت حمنة ممن خاض في الإفك على عائشة وجلدت في ذلك مع من جلد فيه عند من صحح جلدهم وكانت تستحاض هي وأختها أم حبيبة بنت جحش روى عنها ابنها عمران بن طلحة بن عبيد الله.
حواء بنت زيد بن السكن
الأنصارية من بني عبد الأشهل مدنية، جدة عمرو بن معاذ الأشهلي. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعته يقول: " ردوا السائل ولو بظلف محرق " . روى عنها عمرو بن معاذ المذكور.
حواء بنت يزيد بن سنان
بن كرز بن زعوراء الأنصارية، قال مصعب: أسلمت وكانت تكتم من زوجها قيس بن الخطيم الشاعر إسلامها فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف في قريش عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجتنب زوجته حواء بنت يزيد وأوصاه بها خيراً وقال له: إنها قد أسلمت ففعل قيس وحفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " وفى الأديعج " . وقد أنكرت هذه القصة على مصعب وقال منكروها: إن صاحبها قيس بن شماس وأما قيس بن الخطيم فقتل قبل الهجرة والقول عندنا قول مصعب وقيس ابن شماس أسن من قيس بن الخطيم ولم يدرك الإسلام إنما أدركه ابنه ثابت بن قيس.
حواء الأنصارية
جدة ابن بجيد، كانت من المبايعات، من حديثها ما حدثنا به يعيش بن سعيد حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم، حدثنا أبو يعقوب الجنيني عن هشام بن سعد عن يزيد بن أسلم عن ابن بجيد عن جدته حواء وكانت من المبايعات قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أسفروا بالصبح فإنه كلما أسفرتم أعظم للأجر " .
وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا سعيد بن منصور حدثنا حفص بن ميسرة الصنعاني حدثنا زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأنصاري عن جدته حواء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ردوا السائل ولو بظلف محرق " . وروى المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد الأنصاري عن جدته قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا نساء المؤمنات لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو فرسن شاة " . وقد ذكرنا الاضطراب في هذا الإسناد في كتاب التميهد ومنهم من يجعل حواء هذه هي التي قبلها. والله أعلم.
الحولاء بنت تويت

ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت من المجتهدات في العبادة وفيها جاء الحديث أنها كانت لا تنام الليل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يمل حتى تملوا اكلفوا من العمل ما لكم به طاقة " . وروى أبو عاصم الضحاك بن مخلد قال: حدثنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: استأذنت الحولاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها وأقبل عليها وقال: كيف أنت فقلت يا رسول الله أتقبل على هذه هذا الإقبال؟ فقال: " إنها كانت تأتينا في زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان " . هكذا رواه محمد بن موسى الشامي عن أبي عاصم بإسناده المذكور استأذنت الحولاء ولم يقل بنت تويت ولا نسبها وقد غلط في ذلك محمد بن موسى الشامي والله أعلم لأنه قد روى هذا الحديث عن أبي عاصم بخلاف ما رواه محمد بن موسى الشامي ونذكره في هذا الباب عند ذكر حسانة المزنية.
الحويصلة بنت قطبة
بن حوي. قال أبو عمر في باب قطبة أبيها: إنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أبايعك على نفسي وعلى الحويصلة.
باب الخاء
خالدة بنت الأسود
بن عبد يغوث ذكرها بقي بن مخلد في تفسير آل عمران في قوله تعالى: " يخرج الحي من الميت " . آل عمران 27. وذكره بسنده عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فرأى عندها امرأة تصلي في المسجد وكانت متعبدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة من هذه؟ " قالت إحدى خالاتك. قال: " إن خالاتي بهذه البلاد الغرائب فأي خالاتي هذه؟ " . قالت: هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث قال: " سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت " . إن صح هذا الحديث فإنما كانت خالته لأن الأسود ابن عبد يغوث بن وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم فخالدة بنت الأسود بنت بن خال بن عبد مناف بن زهرة والد خالدة هذه هو ابن أخي آمنة بنت وهب النبي صلى الله عليه وسلم فهي من خالاته ولم أعرف من ذكرها غير بقي بن مخلد.
خالدة بنت أنس الساعدية
أم بني حزم، حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية.
خالدة أو خلدة بنت الحارث
عمة عبد الله بن سلام، ذكر ذلك ابن إسحاق فيما اقتصه عبد الله بن سلام في إسلامه وإسلام أهل بيته. قال: وأسلمت عمتي خالدة.
خديجة بنت خويلد
بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم. قال الزبير: كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم والأصم اسمه جندب بن هرم بن رواحة ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي.
كانت خديجة تحت أبي هالة بن زرارة بن نباش بن عدي بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميمي هكذا نسبه الزبير.
وأما الجرجاني النسابة فقال: كانت خديحة قبل عند أبي هالة هند بن النباش ابن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم فولدت له هند ثم اتفقا فقالا: ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق ابن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: كانت خديجة تحت عتيق ابن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ثم خلف عليها بعده أبو هالة هند بن زرارة بن النباش هكذا قال قتادة: والقول الأول الأصح إن شاء الله تعالى.
ولم يختلفوا أنه ولد له صلى الله عليه وسلم منها ولده كلهم حاشا إبراهيم. زوجه إياها عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وقال عمرو بن أسد: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد هذا الفحل لا يقدع أنفه.
وكانت إذ تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت أربعين سنة. فأقامت معه صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين سنة وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ تزوج خديجة ابن إحدى وعشرين سنة وقيل ابن خمس وعشرين سنة، وهو الأكثر وقيل ابن ثلاثين سنة وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام وهاجرن فهن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم.

وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم هذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم وقال معمر عن ابن شهاب: زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولداً يسمى الطاهر. وقال بعضهم: ما نعلمها ولدت له إلا القاسم وولدت له بناته الأربع ورقية والقاسم والطاهر وقال عقيل عن ابن شهاب: ولدت له خديجة فاطمة وزينب وأم كلثوم وكانت زينب أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: ولدت له خديجة غلامين وأربع بنات القاسم وبه كان يكنى وعاش حتى مشى وعبد الله مات صغيراً ومن النساء فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم.
وقال الزبير: ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وكان يقال له: الطيب ويقال له: الطاهر ولد بعد النبوة ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الأول فالأول ثم مات القاسم بمكة وهو أول ميت مات من ولده ثم مات عبد الله أيضاً بمكة وقال ابن إسحاق: ولدت له خديجة زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وقاسماً وبه كان يكنى والطاهر والطيب فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا بمكة في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم وقال مصعب الزبيري: ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وبه كان يكنى وعبد الله وهو الطيب والطاهر لأنه ولد بعد الوحي وزينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة أمهم كلهم خديجة ففي قول مصعب وهو قول الزبير وأكثر أهل النسب أن عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطيب وهو الطاهر له ثلاثة أسماء.
وقال علي بن عبد العزيز الجرجاني النسابة: أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر أولاده ثم زينب قال: وقال ابن الكلبي: زينب ثم القاسم ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله وكان يقال له الطيب والطاهر قال: وهذا هو الصحيح وغيره تخليط.
وقال أبو عمر: لا يختلفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج في الجاهلية غير خديجة ولا تزوج عليها أحداً من نسائه حتى ماتت ولم تلد له من المهارى غيرها، وهي أول من آمن بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا قول قتادة والزهري وعبد الله بن محمد بن عقيل وابن إسحاق وجماعة، قالوا: خديجة أول من آمن بالله من الرجال والنساء ولم يستثنوا أحداً.
وذكر ابن أبي خيثمة في أول كتاب المكيين قال: وكان أول من آمن بالله ورسوله فيما قال محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب وقتادة بن دعامة السدوسي ومحمد بن إسحاق وأبو رافع وابن عباس فذكر الأسانيد عن الزهري وابن عقيل وقتادة وابن إسحاق خديجة بنت خويلد ثم قال: حدثنا الحسن بن حماد حدثنا علي بن هاشم ابن البريد عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وكذا يقول ابن عباس.
حدثنا أبي قال: حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب أول من آمن بالله من الناس بعد خديجة وقال ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله وصدق محمداً صلى الله عليه وسلم فيما جاء به عن ربه وآزره على أمره فكان لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه من رد عليه وتكذيب له إلا فرج الله عنه بها تثبته وتصدقه وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه.
قال: وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم أنه بلغه عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك تعني جبرائيل عليه السلام فلما جاءه جبرائيل عليه السلام قال: يا خديجة هذا جبرائيل قد جاءني فقالت له: قم يا بن عم فاقعد على فخدي اليمنى ففعل فقالت: هل تراه قال: نعم قالت فتحول إلى اليسرى ففعل فقالت: هل تراه قال: نعم قالت: فاجلس في حجري ففعل فقالت هل تراه قال: نعم فألقت خمارها وحسرت عن صدرها فقالت: هل تراه فقال: لا قالت أبشر فإنه والله ملك وليس بشيطان.

وروي من وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا خديجة إن جبرئيل عليه السلام يقرئك السلام وبعضهم يروي هذا الخبر أن جبرئيل قال: يا محمد اقرأ على خديجة من ربها السلام فقال: النبي صلى الله عليه وسلم يا خديجة هذا جبرئيل يقرئك السلام من ربك فقالت خديجة: الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام.
أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال: حدثنا زهير بن العلاء العبدي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: أول من آمن بالله ورسوله خديجة بنت خويلد زوجته.
قال زهير: وأنبأنا هشام بن عروة عن أبيه قال: أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء خديجة بنت خويلد.
قرأت على أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أبو قلابة عبد الله بن محمد الرقاشي حدثنا بدل بن المحبر حدثنا عبد السلام قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وابنة مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وذكر أبو داود حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود يعني ابن الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون " .
قال أبو داود: حدثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا تميم بن الجعد حدثنا أبو جعفر الرازي عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم " .
وأخبرنا قاسم بن محمد حدثنا خالد بن سعد حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا ابن إسحاق حدثنا عارم حدثنا داود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط ثم قال: " أتدرون ما هذا " ؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل نساء أهل الجنة أربع خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون " .
وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران فآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم " . هكذا ذكره أبو داود عن محمد بن يحيى بن فارس عن عبد الرزاق وقال فيه غيره عن عبد الرزاق عن معمر بإسناده: " أفضل نساء العالمين أربع " . وذكر مثله.
وذكر الزبير عن محمد بن حسين عن الدراوردي، عن موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية " . هكذا رواه الزبير.
وذكر أبو داود قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة بنت محمد وخديجة وآسية امرأة فرعون " . وهذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث ومتنه وإنما رواية الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة لا عن موسى بن عقبة.
حدثني عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة وما بي أن أكون أدركتها ولكن ذلك لكثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إياها وإن كان ليذبح الشاة فيتتبع بذلك صدائق خديجة يهديها لهن.
قال: وحدثنا أبي حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نسائها خديجة وخير نسائها مريم " .

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن خليفة بن عبد الجبار حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي بمكة حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد قال: حدثنا أبي عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك الله خيراً منها فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: " لا والله ما أبدلني الله خيراً منها آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء " . قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداً.
وروى علي بن المديني قال: أخبرني حماد بن أسامة عن مجالد عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة: قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ذات يوم فتناولتها فقلت عجوز كذا وكذا قد أبدلك الله بها خيراً منها قال: " ما أبدلني الله خيراً منها لقد آمنت بي حين كفر بي الناس وصدقتني حين كذبني الناس وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ورزقني الله ولدها وحرمني ولد غيرها " . فقلت والله لا أعاتبك فيها بعد اليوم.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن حدثنا محمد بن عثمان الصيدلاني ببغداد حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا علي بن المديني فذكره.
حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد " . ورواه عن هشام بهذا الإسناد جماعة منهم ابن جريج وأبو معاوية.
واختلف في وقت وفاتها فقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل بأربع سنين. وكانت وفاتها قبل تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة. وقال قتادة: توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين.
قال أبو عمر: قول قتادة عندنا أصبح لما حدثنا بن فتح قال حدثنا محمد ابن عبد الله بن زكريا النيسابوري بمصر قال: حدثنا عمي قال: حدثنا الميموني قال: حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام ابن عروة عن أبيه قال: توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين أو نحو ذلك وروى يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة قال: ابن شهاب وذلك بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أعوام.
قال ابن إسحاق: وتوفي أبو طالب وخديجة قبل مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين قال: فلما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة ثم رجع من الطائف إلى مكة.
وحدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثنا عبد الله بن معاوية عن هشام ابن عروة أن عروة بن الزبير كتب إلى عبد الملك بن مروان أما بعد فإنك كتبت إلي تسألني عن خديجة بنت خويلد متى توفيت وإنها توفيت قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بثلاث سنين.
قال أبو عمر: يقال إنها كانت وفاتها بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام وقيل إنها كانت يوم توفيت بنت خمس وستين سنة توفيت في شهر رمضان ودفنت في الحجون ذكره محمد بن عمر وغيره.
خزيمة بنت جهم
بن قيس العبدرية. من بني عبد الدار بن قصي هاجرت مع أبيها وأمها خولة أم حرملة إلى أرض الحبشة روى عنها أبو السفر سعيد بن محمد ذكرها ابن السكن في الصحابيات وليس في حديثها دليل على صحبتها ولا على رؤيتها.
خليدة بنت قعنب
الضبية. كانت من المبايعات حديثها في السوارين ذكره ابن أبي خيثمة عن إبراهيم بن عرعرة عن حميد بن حماد السعدي عن عمته ثعلبة بنت الحوار سمعت خالتها خليدة بنت قعنب الضبية أنها كانت في النسوة اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
خنساء بنت خدام

بن وديعة الأنصارية. وهي من الأوس أنكحها أبوها وهي كارهة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاحها. واختلفت الأحاديث في حالها في ذلك الوقت ففي نقل مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابن زيد بن جارية عن خنساء أنها كانت ثيباً وذكر ابن المبارك عن الثوري عن عبد الرحمن ابن القاسم عن عبد الله بن يزيد بن وديعة عن خنساء بنت خدام أنها كانت يومئذ بكراً والصحيح نقل مالك في ذلك إن شاء الله تعالى.
وروى محمد بن إسحاق عن حجاج بن السائب عن أبيه عن جدته خنساء بنت خدام بن خالد قال: وكانت أيما من رجل فزوجها أبوها رجلاً من بني عوف وإنها خطبت إلى أبي لبابة بن عبد المنذر فارتفع شأنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها أن يلحقها بهواها فتزوجت أبا لبابة بن عبد المنذر رواه عبد الرحيم بن سليمان وغيره عن ابن إسحاق.
خنساء بنت عمرو
بن الشريد الشاعرة السلمية. وهو الشريد بن رباح ابن ثعلبة بن عصمة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستنشدها فيعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: " هيه يا خناس " . أو يومي بيده. قالوا: وكانت الخنساء في أول أمرها تقول البيتين والثلاثة حتى قتل أخوها لأبيها وأمها معاوية بن عمرو قتله هاشم وزيد المريان وصخر أخوها لأبيها وكان أحبهما إليها لأنه كان حليماً جواداً محبوباً في العشيرة وكان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها قريباً من حول ثم مات فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر وأجادت فمن قولها في صخر أخيها:
أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل العماد عظيم الرما ... د ساد عشيرته أمردا
ومن قولها أيضاً في صخر أخيها:
أشم أبلج يأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها وقالوا اسم الخنساء تماضر.
ذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي عن عبد الرحمن ابن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه قال: حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنوا رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غبرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " . آل عمران 200. فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت ناراً على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة فخرج بنوها قابلين لنصحها عازمين على قولها فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وأنشأ أولهم يقول:
يا إخوتي إن العجوز الناصحة ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
مقالة ذات بيان واضحة ... فباكروا الحرب الضروس الكالحه
وإنما تلقون عند الصائحة ... من آل ساسان الكلاب النابحه
قد أيقنوا منكم بوقع الجائحة ... وأنتم بين حياة صالحه
أو ميتة تورث غنماً رابحه
وتقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله ثم حمل الثاني وهو يقول:
إن العجوز ذات حزم وجلد ... والنظر الأوفق والرأي السدد
وقد أمرتنا بالسداد والرشد ... نصيحة منها وبرا بالولد
فباكروا الحرب حماة في العدد ... إما لفوز بارد على الكبد
أو ميتة تورثكم عز الأبد ... في جنة الفردوس والعيش الرغد
فقاتل حتى استشهد رحمه الله ثم حمل الثالث وهو يقول:

والله لا نعصي العجوز حرفاً ... قد أمرتنا حدباً وعطفا
نصحاً وبراً صادقاً ولطفاً ... فبادروا الحرب الضروس زحفا
حتى تلفوا آل كسرى لفاً ... أو تكشفوهم عن حماكم كشفا
إنا نرى التقصير منكم ضعفاً ... والقتل فيكم نجدة وزلفى
فقاتل حتى استشهد رحمه الله. ثم حمل الرابع وهو يقول:
لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمر وذي السناء الأقدم
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ... ماض على الهول خضم خضرم
إما لفوز عاجل ومغنم ... أو لوفاة في السبيل الأكرم
فقاتل حتى قتل رضي الله عنه وعن إخوته.
فبلغها الخبر فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قبض رضي الله عنه.
خولة بنت الأسود
بن حذافة تكنى أم حرملة، هاجرت مع زوجها جهيم بن قيس إلى أرض الحبشة، هكذا قال موسى بن عقبة وقال ابن إسحاق أم حرملة بنت الأسود هاجرت مع زوجها جهيم بن قيس.
خولة بنت ثامر الأنصارية. روى عنها النعمان بن أبي عياش الزرقي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الدنيا خضرة حلوة وإن رجالاً سيخوضون في مال الله وبغير الحق لهم النار يوم القيامة " . قيل هي ابنة قيس بن فهد وثامر لقب.
خولة بنت ثعلبة
ويقال خويلة. وخولة أكثر وقيل خولة بنت حكيم وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف. وأما عروة ومحمد بن كعب وعكرمة فقالوا: خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت فظاهر منها وفيها نزلت: " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " . المجادلة 1. إلى آخر القصة في الظهار وقيل إن التي نزلت فيها هذه الآية جميلة امرأة أوس بن الصامت وقيل: بل هي خولة بنت دليج ولا يثبت شيء من ذلك والله أعلم والذي قدمنا أثبت وأصح إن شاء الله تعالى.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا احمد بن زهير قال: سمعت أبي يقول خولة بنت ثعلبة زوج أوس بن الصامت وهي المجادلة.
وروينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس فمر بعجوز فاستوقفته فوقف فجعل يحدثها وتحدثه فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز فقال: ويلك تدري من هي. هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " . المجادلة 1. والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها.
وروى عن خولة هذه يوسف بن عبد الله بن سلام وقال فيها خويلة وكذلك قال فيها معمر خويلة. وقد روى خليد بن دعلج عن قتادة قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق فسلم عليها عمر فردت عليه السلام وقالت هيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد. ومن خاف الموت خشي عليه الفوت.
فقال الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها أما تعرفها فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات فعمر والله أحق أن يسمع لها.
هكذا في هذا الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت وهو وهم وخليد ضعيف سيء الحفظ وإنما هي امرأة أوس بن الصامت على الاختلاف في اسم أبيها.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا احمد بن زهير حدثني أبي حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني معمر بن عبد الله عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة بنت ثعلبة قالت: في وفي أوس بن الصامت أنزل الله سبحانه صدر سورة المجادلة.
خولة ويقال خويلة.
خولة بنت حكيم =

ج5. الإستيعاب في معرفة الأصحاب ابن عبد البر

بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال السلمية امرأة عثمان بن مظعون تكنى أم شريك وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم في قول بعضهم، وكانت امرأة صالحة فاضلة روى عنها سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في التعوذ بكلمات الله عند النزول في السفر. وروى عنها سعيد بن المسيب ومحمد بن يحيى ابن حبان وعمر بن عبد العزيز: وحديث سعد عنها من حديث سعيد بن المسيب عنه ومن حديث بسر بن سعيد عنه اختلف فيه ابن عجلان والحارث بن يعقوب وهي التي قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن فتح الله عليك الطائف فأعطني حلي بادية ابنة غيلان بن سلمة أو حلي الفارعة ابنة عقيل وكانت من أجل نساء ثقيف فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خولة؟ " . فذكرت ذلك لعمر فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أما أذن لك في ثقيف قال: " لا " .
خولة أم صبية الجهنية
حديثها أنها اختلفت يدها ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد. قيل: اسمها بنت قيس الجهنية وسنذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
خولة بنت عبد الله
الأنصارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الناس دثار والأنصار شعار " . في إسناد حديثها مقال.
خولة بنت قيس
بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية، تكنى أم محمد وهي امرأة حمزة ابن عبد المطلب. وقد قيل إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر وقد قيل إن ثامر لقب لقيس بن قهد والأول أصح إن شاء الله تعالى خلف عليها بعد حمزة بن عبد المطلب رجل من الأنصار من بني زريق روى عن خولة هذه عبيد أبو الوليد سنوطي أن النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر هو وحمزة بن عبد المطلب الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ورب متخوض في مال الله له النار يوم القيامة " .
خولة بنت المنذر
بن زيد بن أسيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. أرضعت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله العدوي.
وقد ذكرها أبو عمر في الكنى ولم يذكر لها اسماً.
خولة بنت يسار
قالت قلت: يا رسول الله إني أحيض وليس لي إلا ثوب واحد. قال: " اغسلي ثوبك ثم صلي فيه " . قلت يا رسول الله يبقى أثر الدم. قال: " لا يضرك " . روى عنها أبو سلمة وأخشى أن تكون خولة بنت اليمان لأن إسناد حديثهما واحد وإنما هو علي بن ثابت عن الوازع ابن نافع عن أبي سلمة بالحديث الذي ذكرنا في اسم خولة بنت اليمان وبالذي ذكرناها هنا إلا أن من دون على بن ثابت يختلف في الحديثين وفي ذلك نظر.
خولة بنت اليمان
أخت حذيفة بن اليمان. روى عنها أبو سلمة بن عبد الرحمن قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا خير في جماعة النساء إلا عند ميت فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن " .
خولة خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم جدة حفص بن سعيد روى حديثها حفص هذا عن أمه عنها في تفسير قول الله عز وجل: " والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى " . الضحى 1، 2. وليس إسناد حديثها في ذلك مما يحتج به.
خولة الثعلبية
وهي خولة بنت الهذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث ابن حبيب حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر الجرجاني النسابة فهلكت في الطريق قبل وصولها إليه.
خيرة بنت أبي حدرد
أم الدرداء يأتي ذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
خيرة امرأة كعب بن مالك
الأنصارية الشاعرة. ويقال حيرة بالحاء المهملة حديثها عند الليث بن سعد من رواية ابن وهب وغيره بإسناد ضعيف لا تقوم به الحجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلا بإذن زوجها " .
باب الدال
دجاجة بنت أسماء بنت الصلت
أم عبد الله بن عامر مذكورة في باب ابنها عبد الله بن عامر مدرجاً.
درة بنت أبي سلمة

بن عبد الأسد القرشية المخزومية، ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم بنت امرأته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي معروفة عند أهل العلم بالسير والخبر والحديث في بنات أم سلمة ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، وعبد الوارث بن سفيان قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا أبو النضر حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أن أم حبيبة قالت: يا رسول الله إنا تحدثنا أنك ناكح درة بنت أبي سلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعلى أم سلمة لو أني لم أنكح أم سلمة لم تحل لي إن أباها أخي من الرضاعة " .
درة بنت أبي لهب
بن عبد المطلب بن هاشم القرشية كانت عند الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له عتبة ووليداً وأبا مسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الناس خير؟ فقال: " أتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم لرحمه " .
وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أبو بكر محمد ابن أبي العوام حدثنا عبد الله بن عمرو الحمال، وأخبرنا قاسم بن محمد حدثنا خالد بن سعد حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا محمد بن عبد الله بن سنجر حدثنا الهيثم بن جميل قالا: حدثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب قالت: قلت يا رسول الله أي الناس أفضل قال: " أتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم " .
ومن حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن درة بنت أبي لهب قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤذى حي بميت " .
باب الراء
ربداء بنت عمرو
بن عمارة بن عطية البلوية. روى أبو عمر محمد بن يوسف الكندي قال: حدثني علي بن قديد عن عبيد الله بن سعيد قال: كان ياسر أبو الربداء عبداً لامرأة من بلي يقال لها الربداء بنت عمرو ابن عمارة بن عطية البلوية، فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى غنماً لمولاته وله فيها شاتان فاستسقاه فحلبت له شاتيه ثم راح وقد حفلتا فذكر ذلك لمولاته فقالت: أنت حر فتكنى بأبي الربداء.
الربيع بنت معوذ
ابن عفراء الأنصارية. قد مضى ذكر نسبها عند ذكر أبيها وأعمامها لها صحبة ورواية. روى عنها أهل المدينة وكانت ربما غزت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول الربيع بنت معوذ بن عفراء من المبايعات تحت الشجرة.
ذكر الزبير عن عمه مصعب عن الواقدي، قال: كانت أسماء بنت مخرمة تبيع العطر بالمدينة وهي أم عياش وعبد الله ابني أبي ربيعة المخزومي فدخلت أسماء هذه على الربيع بنت معوذ ابن عفراء ومعها عطرها في نسوه، فسألتها فانتسبت الربيع بنت معوذ فقالت لها أسماء: أنت ابنة قاتل سيده تعني أبا جهل قالت: الربيع فقلت: بل أنا ابنة قاتل عبده قالت حرام علي أن أبيعك من عطري شيئاً. قلت: وحرام علي أن أشتري منه شيئاً فما وجدت لعطر نتناً غير عطرك ثم قمت. وإنما قلت ذلك في عطرها لأغيظها.
قال موسى بن هارون الحمال: الربيع بنت معوذ بن عفراء قد صبحت النبي صلى الله عليه وسلم ولها قدر عظيم.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاها يوم عرسها فقعد على موضع فراشها. وروي عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وآخر من عنب فناولها النبي صلى الله عليه وسلم حلياً أو ذهباً وقال: " تحلي بهذا " .
وروي عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ عندها وأنها سكبت عليه الماء لوضوئه وأن ابن عباس أتاها فسألها عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ابن عمر أتاها فسألها عن قضاء عثمان حين اختلعت من زوجها.
روى عنها من التابيعن سليمان بن يسار، وعباد بن الوليد وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ونافع وخالد بن ذكوان وعبد الله بن محمد بن عقيل وقال أبو عبيدة بن محمد: قلت للربيع صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: رأيت الشمس طالعة.
الربيع بنت النضر

الأنصارية. هي أم حارثة بن سراقة المستشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حديثها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله أخبرني عن حارثة فإن كان من أهل الجنة صبرت وإن كان غير ذلك فسترى ما أصنع. فقال: " يا أم حارثة إنها جنان كثيرة وإن حارثة منها في الفردوس الأعلى " .
رجاء الغنوية
امرأة من الصحابة سكنت البصرة ولها حديث واحد روى عنها محمد بن سيرين.
رزينة خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم. حديثها عنه صلى الله عليه وسلم في فضل يوم عاشوراء عند أهل البصرة.
رفيدة امرأة من أسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمتها في مسجده ليعوده من قريب، وكانت امرأة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين ذكره ابن إسحاق.
رقيقة بنت صيفي
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. ولدت لنوفل ابن أهيب بن عبد مناف بن قصي بن زهرة مخرمة وصفوان وآسية. ذكرها أبو سعيد فيمن أسلم من النساء وبايع.
رقيقة بنت وهب
الثقفية. أسلمت في حين خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف من مكة بعد موت أبي طالب وخديجة. حديثها عند عبد ربه بن الحكم عن ابنة رقيقة عن أمها رقيقة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث حسن في إسلامها يأمرها فيه بأن تترك عبادة الطواغيت وأن توليهم ظهرها إذا صلت.
رقية بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمها خديجة بنت خويلد وقد تقدم ذكرها زعم الزبير وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإياه صحح الجرجاني النسابة، وقال غيرهم: أكبر بناته زينب ثم رقية.
قال أبو عمر: لا أعلم خلافاً أن زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم واختلف فيمن بعدها منهن ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي قال: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثلاثين سنة وولدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وقال مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بن أبي لهب وكانت أختها أم كلثوم تحت عتبة بن أبي لهب فلما نزلت: " تبت يدا أبي لهب " . قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد. وقال أبو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد. ففارقاهما.
قال ابن شهاب: فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة وهاجرت معه إلى أرض الحبشة وولدت له هناك ابنا فسماه عبد الله فكان يكنى به.
وقال مصعب: كان عثمان يكنى في الجاهلية أبا عبد الله فلما كان الإسلام وولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله واكتنى به فلبغ الغلام ست سنين فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات.
وقال غيره: توفي عبد الله بن عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة وهو ابن ست سنين وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرته أبوه عثمان رضي الله عنهما.
وقال قتادة: تزوج عثمان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفيت عنده ولم تلد منه وهذا غلط من قتادة ولم يقله غيره وأظنه أراد أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن عثمان تزوجها بعد رقية فتوفيت عنده ولم تلد منه هذا قول ابن شهاب وجمهور أهل هذا الشأن ولم يختلفوا أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية وهذا يشهد لصحة قول من قال إن رقية أكبر من أم كلثوم.
وفي الحديث الصحيح، عن سعيد بن المسيب، قال: تأيم عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأيمت حفصة من زوجها فمر عمر بعثمان فقال له: هل لك في حفصة وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل لك في خير من ذلك أتزوج أنا حفصة وأزوج عثمان خيراً منها أم كلثوم هذا معنى الحديث. وقد ذكرناه بإسناده في التمهيد وهو أوضح شيء فيهما قصدناه والحمد لله.

وأما وفاة رقية فالصحيح في ذلك أن عثمان تخلف عليها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مريضة في حين خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وتوفيت يوم وقعة بدر ودفنت يوم جاء زيد بن حارثة بشيراً بما فتح الله عليهم ببدر وقد روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل القبر رجل قارف أهله " . فلم يدخل عثمان وهذا الحديث خطأ من حماد بن سلمة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشهد دفن رقية ابنته ولا كان ذلك القول منه في رقية وإنما كان ذلك القول منه في أم كلثوم.
ذكر البخاري، قال: حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن عثمان حدثنا هلال بن علي عن أنس بن مالك قال: شهدنا دفن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان فقال: " هل منكم من أحد لم يقارف الليلة؟ " . فقال أبو طلحة: أنا. فقال: " انزل في قبرها " . فنزل في قبرها وهذا هو الصحيح من حديث أنس، لا قول من ذكر فيه رقية. ولفظ حديث حماد بن سلمة أيضاً في ذلك منكر مع ما فيه من الوهم في ذكر رقية.
وروى ابن المبارك وابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد أصابتها الحصبة فماتت وجاء يزيد بن حارثة بشيراً بوقعة بدر وعثمان على قبر رقية.
وذكر محمد بن إسحاق السراج، حدثنا الحسن بن حماد حدثنا عبيدة عن هشام ابن عروة عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر وكان تخلف عثمان على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هم يدفنونها سمع عثمان تكبيراً فقال يا أسامة ما هذا التكبير فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيراً بقتل أهل بدر من المشركين.
قال أبو عمر: لا خلاف بين أهل السير أن عثمان بن عفان إنما تخلف عن بدر على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه ضرب له بسهمه وأجره وكانت بدر في رمضان من السنة الثانية من الهجرة.
وقد روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قدوم أهل بدر المدينة فلم يقم موسى المعنى وجاء فيه بالمقاربة وليس موسى بن عقبة في ابن شهاب حجة إذا خالفه غيره والصحيح ما رواه يونس عن ابن شهاب على ما قدمناه وبالله توفيقنا.
في نسخة ابن شافع الحافظ في الأصل عند آخر ترجمة رقية رضي الله عنها هذه حديث: " دفن البنات من المكرمات " . وليس هذا موضعه لو صح لكن قد كتبه فكتبته.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن ابن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عوف الطائي ويزيد بن عبد الصمد أبو القاسم الدمشقي قالا: حدثنا عبد الله بن ذكوان حدثنا عراك بن خالد بن زيد بن صفيح المزي عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما عزي رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: " الحمد لله دفن البنات من المكرمات " .
رملة بنت أبي سفيان
صخر بن حرب بن أمية، أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اختلف في اسمها فقيل رملة وقيل هند والمشهور رملة وهو الصحيح عند جمهور أهل العلم بالنسب والسير والحديث والخبر وكذلك قال الزبير: وروى ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة زوجها إياه عثمان بن عفان بأرض الحبشة قال: وأمها صفية بنت أبي العاص عمة عثمان.
وروي عن سعيد، عن قتادة أن النجاشي زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بأرض الحبشة وأصدق عنه بمائتي دينار ذكره الزبير عن محمد بن الحسين عن سفيان بن عيينة عن سعيد عن قتادة.

وذكر الزبير، عن محمد بن حسن، عن أبي ضمرة أنس بن عياض عن أبي بكر بن عثمان قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب واسمها رملة واسم أبيها صخر زوجها إياه عثمان ابن عفان وهي بنت عمته أمها ابنة أبي العاص زوجها إياه النجاشي وجهزها إليه وأصدقها أربعمائة دينار وأولم عليها عثمان بن عفان لحماً وثريداً وبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحبيل بن حسنة فجاء بها.
قال أبو عمر: هكذا في كتاب الزبير في هذا الحديث مرة زوجها إياه عثمان بن عفان وبرة قال: زوجها إياه النجاشي وهذا تناقض في الظاهر ويحتمل أن يكون النجاشي هو الخاطب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والعاقد عثمان بن عفان وقيل: بل خطبها النجاشي وأمهرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم وعقد عليها خالد بن سعيد بن العاص وقيل: عثمان وكذلك اختلف في موضع نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها كما اختلف فيمن عقد عليها فقيل إن نكاحها كان بالمدينة بعد رجوعها من أرض الحبشة وقيل بل تزوجها وهي بأرض الحبشة وهذا هو الأكثر والأصح إن شاء الله تعالى وقيل عقد عليها النجاشي وقيل عثمان بن عفان وقيل خالد بن سعيد.
وكانت أم حبيبة تحت عبيد الله بن جحش الأسدي أسد خزيمة خرج بها مهاجراً من مكة إلى أرض الحبشة مع المهاجرين ثم افتتن وتنصر ومات نصرانياً وأبت أم حبيبة أن تتنصر وثبتها الله على الإسلام والهجرة حتى قدمت المدينة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه إياها عثمان بن عفان. هذا قول يروى عن قتادة وكذلك روى الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة بالمدينة.
وقال ابن المبارك، عن معمر عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة إنها كانت عند عبيد الله بن جحش، وكان رحل إلى النجاشي فمات وإن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بأم حبيبة وهي بأرض الحبشة زوجه إياها النجاشي وأمهرها أربعة آلاف درهم فبعث بها مع شرحبيل بن حسنة وجهزها من عنده وما بعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم بشيء وكان مهور سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم وكذلك قال مصعب والزبير: إن النجاشي زوجه إياها خلاف قول قتادة إن عثمان زوجه إياها بالمدينة وهو الصحيح إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر الزبير في ذلك أخباراً كثيرة كلها يشهد لتزويج النجاشي إياها بأرض الحبشة إلا أنه ذكر الاختلاف فيمن زوجها وعقد عليها فقال قوم: عثمان وقال آخرون: خالد بن سعيد بن العاص وقال قوم: بل النجاشي عقد عليها فإنه أسلم وكان وليها هناك وإنما لم يل أبوها أبو سفيان ابن حرب نكاحها لأنه كان يومئذ مشركاً محارباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روي أنه قيل له وهو يحارب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن محمداً قد نكح ابنتك فقال: ذلك الفحل لا يقدع أنفه.
وقال أبو عبيدة: معمر بن المثنى تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة في سنة ست من التاريخ وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين. وفي هذه السنة بعد موت أم حبيبة ادعى معاوية زياداً وقيل بل كان ذلك قبل موت أم حبيبة والله أعلم.
وروي عن علي بن الحسين، قال: قدمت منزلي في دار علي بن أبي طالب فحفرنا في ناحية منه فأخرجنا منه حجراً فإذا فيه مكتوب هذا قبر رملة بنت صخر فأعدناه مكانه.
رملة بنت شيبة
بن ربيعة. كانت من المهاجرات هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان وفي ذلك تقول لها هند بنت عتبة:
لحي الرحمن صائبة بوج ... ومكة عند أطراف الحجون
تدين لمعشر قتلوا أباها ... أقتل أبيك جاءك باليقين
رملة بنت أبي عوف
بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. هلك زوجها المطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبيد بن الحارث بن زهرة بأرض الحبشة إذ كان المطلب وزوجه رملة هاجراً إلى أرض الحبشة وولدت له هناك عبد الله بن المطلب فكان يقال: إنه أول رجل ورث أباه في الإسلام قاله ابن إسحاق وقد جرى ذكر رملة هذه في باب المطلب من هذا الكتاب.
رميثة بنت عمرو
بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف. جدة عاصم ابن عمر بن قتادة وهي أم حكيم والد القعقاع بن حكيم روى عنها عاصم ابن عمر بن قتادة.
الرميصاء أو الغميصاء

روى النسائي قال: حدثنا علي بن حجر حدثنا هشيم حدثنا يحيى بن أبي إسحاق حدثنا سليمان بن يسار عن عبد الله ابن عباس أن الغميصاء أو الرميصاء أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها فذكر حديث العسيلة.
روضة وصيفة
كانت مولاةً لامرأة من أهل المدينة، أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
ريحانة سرية رسول الله
صلى الله عليه وسلم هي ريحانة بنت شمعون ابن زيد بن خنافة من بني قريظة. وقيل: من بني النضير. والأكثر أنها من بني قريظة ماتت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، يقال: إن وفاتها كانت سنة عشر مرجعه من حجة الوداع.
ريطة بنت الحارث
بن جبلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة زوجة الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة. هاجرت مع زوجها إلى أرض الحبشة وولدت له هناك موسى وأخواته عائشة وزينب وفاطمة بني الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ثم خرجوا من أرض الحبشة إلى المدينة فلما وردوا ماء من مياه الطريق شربوا منه فلم يروحوا عنه حتى توفيت ريطة وبنوها المذكورون إلا فاطمة بنت الحارث.
ريطة بنت سفيان
الخزاعية، زوجة قدامة بن مظعون. حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها شهدت بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم وابنتها معها عائشة بنت قدامة بن مظعون.
ريطة بنت عبد الله
بن معاوية الثقفية. قيل إنها زينب امرأة ابن مسعود وإن ريطة لقب لها وقيل: بل ريطة زوجة أخرى له وقد قيل ليست امرأة ابن مسعود حديثها مثل حديث زينب الثقفية في الصدقة على زوجها وولدها قاله هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله وقال بعضهم: عبيد الله ابن عبد الله الثقفي عن أخته ريطة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث حماد بن سلمة ووهيب، عن هشام.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله عن ريطة امرأة عبد الله بن مسعود أم ولده أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ليس لي ولا لولدي ولا لزوجي مال وقد شغلوني فلا أتصدق فهل فيهم أجر قال: " لك أجر ما أنفقت عليهم فأنفقي عليهم " . وكذلك رواه ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة وهو نحو حديث الأعمش عن شقيق، عن زينب امرأة ابن مسعود وزينب الأنصارية مرفوعاً.
باب الزاي
زنيرة مولاة أبي بكر الصديق
هي أحد السبعة الذين كانوا يعذبون في الله فاشتراهم أبو بكر وأعتقهم، وكانت مولاة لبني عبد الدار فلما أسلمت عميت فقال المشركون: أعمتها اللات والعزى لكفرها باللات والعزى. فرد الله عليها بصرها. روى ذلك هشام بن عروة عن أبيه من رواية ابن إسحاق وغيره عن هشام.
زينب بنت جحش
زوج النبي صلى الله عليه وسلم. هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبيرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة، هذا قول قتادة وقال أبو عبيدة: إنه تزوجها في سنة ثلاث من التاريخ ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بن حارثة وأنها التي ذكر الله تعالى قصتها في القرآن بقوله عز وجل: " فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها " . الأحزاب 37. فلما طلقها زيد وانقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعم عليها خبزاً ولحماً ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: " ما اسمك " . قالت: برة، فسماها زينب. ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في ذلك المنافقون وقالوا: حرم محمد نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه فأنزل الله عز وجل: " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " . الأحزاب 40. إلى آخر الآية وقال الله تعالى: " ادعوهم لآبائهم " . الأحزاب 5. الآية فدعي من يومئذ زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد.

قالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تساميني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش. وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: إن آبائكن أنكحوكن، وإن الله أنكحني إياه من فوق سبع سماوات وغضب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولها في صفية بنت حيي، تلك اليهودية فهجرها لذلك ذا الحجة والمحرم وبعض الصفر ثم أتاها بعد وعاد إلى ما كان عليه معها، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعده ولحوقاً به صلى الله عليه وسلم.
روى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: صليت مع عمر على أم المؤمنين زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا المسعودي عن القاسم قال: كانت زينب بنت جحش أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقاً به.
وذكر مسلم بن الحجاج، حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى الشيباني حدثنا طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لنسائه: " أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً " . قالت: فكن يتطاولن أطول يداً قالت: فكانت أطولنا يداً زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق.
وروينا من وجوه عن عائشة أنها قالت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيت امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة.
وذكر موسى بن طارق أبو قرة، عن زمعة بن صالح، عن يعقوب عن عطاء عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها ذكرت زينب بنت جحش فقالت: ولم تكن امرأة خيراً منها في الدين وأتقى لله تعالى وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبذلاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به إلى الله عز وجل.
حدثنا عبيد الله بن محمد بن أسد، حدثنا محمد بن مسرور الغسال، حدثنا أحمد بن مغيث، حدثنا الحسين بن الحسن، حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن حارثة: اذكرها علي قال زيد: فانطلقت فقلت لها أبشري يا زينب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل يذكرك فقالت ما أنا بصانعة شيئاً حتى أوامر ربي، ثم قامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن.
وروى حجاج بن منهال، حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: " إن زينب بنت جحش أواهة " . فقال رجل يا رسول الله ما الأواه؟ قال: " الخاشع المتضرع وإن إبراهيم لحليم أواه منيب " .
وتوفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب، وفي هذا العام افتتحت مصر وقيل بل توفيت سنة إحدى وعشرين وفيها افتتحت الإسكندرية.
زينب بنت الحارث
بن خالد بن صخر القرشية التيمية، ولدت بأرض الحبشة مع أختها عائشة وفاطمة وماتت في الطريق في منصرفها منها وقبرها هناك.
زينب بنت حميد
أم عبد الله بن هشام، ذهبت بابنها عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير ليبايعه، فمسح على رأسه حديثها عند زهرة بن معبد أبي عقيل عن جده عبد الله بن هشام.
زينب بنت حنظلة
بن قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان من طي، ولطريف بن مالك يقول امرؤ القيس:
لعمري لنعم المرء يعشو لضوئه ... طريف بن مال ليلة الريح والخصر
كانت زينب بنت حنظلة تحت أسامة بن زيد بن حارثة فطلقها، فلما حلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يتزوج زينب بنت حنظلة وأنا أمهره " . فزوجها نعيم بن عبد الله النحام. وكانت زينب بنت حنظلة قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زينب بنت خزيمة

أم المساكين زوج النبي صلى الله عليه وسلم. هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال ابن عامر بن صعصعة العامرية، ولم يختلفوا في نسبها، كانت تدعى أم المساكين في الجاهلية، وكانت تحت عبد الله بن جحش قتل عنها يوم أحد، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث ولم تلبث عنده إلا يسيراً شهرين أو ثلاثة، وتوفيت في حياته.
وقال قتادة: كانت زينب بنت خزيمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند الطفيل بن الحارث والقول الأول قول ابن شهاب.
وقال أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني النسابة: كانت زينب بنت خزيمة عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. قال: وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها ولم أر ذلك لغيره والله أعلم.
زينب بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم. كانت أكبر بناته رضي الله عنهن قال محمد بن إسحاق السراج: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي يقول: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وماتت في سنة ثمان من الهجرة.
قال أبو عمر: كانت زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم لا خلاف أعلمه في ذلك إلا ما لا يصح ولا يلتفت إليه وإنما الاختلاف بين زينب والقاسم أيهما ولد له صلى الله عليه وسلم أولاً، فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: أول من ولد له القاسم ثم زينب وقال ابن الكلبي: زينب ثم القاسم.
قال أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محباً فيها أسلمت وهاجرت حين أبى زوجها أبو العاص بن الربيع أن يسلم وقد ذكرنا خبر أبي العاص في بابه ولدت من أبي العاص غلاماً يقال له: علي وجارية اسمها أمامة وقد تقدم ذكرها في باب الألف من هذا الكتاب.
وتوفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثمان من الهجرة، وكان سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد لها هبار بن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فيما ذكروا، فسقطت على صخرة فأسقطت وأهراقت الدماء، فلم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت سنة ثمان من الهجرة وكان زوجها محباً فيها.
قال محمد بن سعد: أنشدني هشام بن الكلبي، عن معروف بن خربوذ، قال: قال أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام:
ذكرت زينب لما وركت إرما ... فقلت سقياً لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صالحة ... وكل بعل سيثني بالذي علما
زينب بنت أبي سلمة
بن عبد الأسد المخزومية، ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، كان اسم زينب برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ذكره محمد بن عمرو بن عطاء عنها وعن زينب بنت جحش أيضاً. حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير بن حرب حدثنا أحمد بن جناب حدثنا عيسى بن يونس عن الوليد بن كثير حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء حدثتني زينب بنت أم سلمة قالت: كان اسمي برة فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينب، قالت: ودخلت عليه زينب بنت جحش واسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب. ولدتها أمها بأرض الحبشة وقدمت بها وحفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويروى أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل فنضح في وجهها، قال: فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعجزت.
وكانت زينب بنت أبي سلمة عبد الله بن زمعة بن الأسود الأسدي، فولدت له وكانت من أفقه نساء أهل زمانها.
وروى ابن المبارك عن جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن يقول لما كان يوم الحرة قتل أهل المدينة، فكان فيمن قتل ابنا زينب ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملا ووضعا بين يديها مقتولين، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون والله إن المصيبة علي فيهما لكبيرة وهي علي في هذا أكبر منها في هذا، أما هذا فجلس في بيته فكف يده فدخل عليه وقتل مظلوماً وأنا أرجو له الجنة وأما هذا فبسط يده فقاتل حتى قتل فلا أدري على ما هو في ذلك، فالمصيبة به علي أعظم منها في هذا قال جرير: وهما ابنا عبد الله بن زمعة ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.

زينب بنت عبد الله
الثقفية، امرأة عبد الله بن مسعود وهي زينب بنت عبد الله بن معاوية بن عتاب بن الأسعد بن غاضرة بن حطيط بن قسي، وهو ثقيف فهي ابنة أبي معاوية الثقفي وروى عنها بسر بن سعيد وابن أخيها فرواية بسر بن سعيد عنها من حديث ابن عجلان وغيره، عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيباً " .
وحديث ابن أخيها عنها، حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن شقيق عن عمرو بن الحارث بن المصطلق عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله ابن مسعود عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: انطلقت فإذا على الباب امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي اسمها زينب قالت: فخرج علينا بلال فقلنا له: سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيجزئ عنا من الصدقة النفقة على أزواجنا وأيتام في حجورنا قالت: فدخل بلال فقال: يا رسول الله على الباب زينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أي الزيانب " ؟. فقال: زينب امرأة عبد الله بن مسعود وزينب امرأة من الأنصار تسألانك عن النفقة على أزواجهما وأيتام في حجورهما. أيجزئ ذلك عنهما من الصدقة؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة " .
زينب بنت قيس
بن مخرمة القرشية المطلبية. كانت قد صلت القبلتين جميعاً وهي مولاة السدي المفسر أعتقت أباه وروى أسباط بن نصر عن أبيه، قال: كاتبتني زينب بنت قيس بن مخرمة من بني المطلب بن عبد مناف على عشرة آلاف فتركت لي ألفاً وكانت قد صلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زينب بنت كعب
بن عجرة. وكانت عند أبي سعيد الخدري قالت: اشتكى الناس علياً فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيباً فسمعته يقول: " أيها الناس لا تشكوا علياً فوالله إنه لأخشى في ذات الله من أن يشتكى به " . ذكره ابن إسحاق.
زينب بنت مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، أخت عثمان ابن مظعون وزوجة عمر بن الخطاب، هي أم عبد الله وحفصة وعبد الرحمن الأكبر بني عمر بن الخطاب وذكر الزبير أنها كانت من المهاجرات، وأخشى أن يكون وهما لأنه قد قيل إنها ماتت مسلمة بمكة قبل الهجرة، وحفصة ابنتها من المهاجرات.
زينب بنت نبيط
بن جابر الأنصارية، مدنية، روي عنها حديث واحد وقيل إنه مرسل وفيه نظر. قال ابن السكن: إنها أدركت زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم تحفظ عنه شيئاً.
وزينب بنت نبيط هذه امرأة أنس بن مالك، وأمها الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان أمها وخالتاها: حبيبة وكبشة في حجر النبي صلى الله عليه وسلم بوصية أبي أمامة إليه بهن. وحديثها أن النبي صلى الله عليه وسلم حلى أمها وخالتيها وبناته على اسم أمها الفارعة، وقد قال أبو الفضل عبد الله بن واصل في كتاب الوحدان: إن زينب بنت شريط امرأة أنس بن مالك، ووهم، وإنما هو نبيط لا شريط.
زينب الأسدية
مكية، حديثها عند مجاهد عنها أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبي مات وترك جارية فولدت غلاماً وإنا كنا نتهمها، فقال: ائتوني به فأتوه به فنظر إليه، فقال: أما الميراث فله وأما أنت فاحتجبي منه.
زينب الأنصارية
امرأة أبي مسعود الأنصاري. روى علقمة عن عبد الله أن زينب الأنصارية امرأة أبي مسعود وزينب الثقفية، أتتا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسألانه عن النفقة على أزواجهما. الحديث. وهو أيضاً مذكور من حديث الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله عن زينب امرأة عبد الله، قالت: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي اسمها زينب، فذكر الحديث في النفقة على أزواجهما وأيتام في حجورهما. فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم لكما أجران أجر الصدقة وأجر القرابة " .
زينب التميمية
حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره أن يفضل الذكور من البنين على الإناث في العطية.
باب السين
سبيعة بنت الحارث

الأسلمية، وكانت امرأة سعد بن خولة، فتوفي عنها بمكة، فقال لها أبو السنابل بن بعكك: إن أجلك أربعة أشهر وعشر، وقد كانت وضعت بعد وفاة زوجها بليال قيل خمس وعشرون ليلة وقيل أقل من ذلك فلما قال لها أبو السنابل: ذلك أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال لها: " قد حللت فانكحي من شئت " . وبعضهم يروي: " إذا أتاك من ترضين فتزوجي " . روى عنها فقهاء أهل المدينة وفقهاء أهل الكوفة من التابعين حديثها هذا. وروى عنها عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة " . وزعم العقيلي أن سبيعة التي روى عنها عبد الله بن عمر هي غير الأولى ولا يصح ذلك عندي.
سبيعة بنت حبيب
الضبعية بصرية وروى عنها ثابت البناني حديثها في المتحابين.
سخبرة بنت تميم
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر الى المدينة من نساء بني غنم بن دودان قاله ابن هشام عنه.
سخيلة بنت عبيدة
زوج عمرو بن أمية الضمري. جاء ذكرها أن عمرو ابن أمية اشترى مرطاً فكساه امرأته فسئل عنه فقال: تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة وكانت امرأته وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصدقة: " الصدقة على الأهل صدقة " .
سديسة الأنصارية
قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما رأى الشيطان عمر إلا خر لوجهه " . روى عنها سالم. تعد في أهل المدينة.
سراء بنت نبهان
الغنوية. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع. روى عنها ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين الغنوي وساكنة بنت الجعد.
سعدة بنت قمامة
روي عنها أنها كانت تؤم النساء وتقوم في وسطهن على حسب ما روي عن أم سلمة يقال: إنها أدركت النبي صلى الله عليه وسلم.
سعدى بنت عمرو
المرية. قيل: إنها امرأة طلحة بن عبيد الله أم يحيى ابن طلحة حديثها عند أهل الكوفة في فضل لا إله إلا الله.
سلامة بنت الحر
الأسدية، ويقال الأزدية. ويقال الفزارية. أخت خرشة بن الحر روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، منها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يكون في ثقيف كذاب ومبير " . ومنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يأتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون من يصلي لهم " . حديثها عند نساء من أهل الكوفة من حديث وكيع روت أم داود الوابشية قالت: سمعت سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر تقول: كنت أرعى غنماً لي وذلك في بدء الإسلام فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " بم تشهدين " ؟. قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فتبسم وضحك.
سلامة بنت معقل
الأنصارية، حديثها عند محمد بن إسحاق عن الخطاب ابن صالح عن أمه عنها.
سلامة الضيبية
روت عنها أم داود الوابشية. حديثها عند عبد الله ابن داود الخريبي.
سلمى بنت عميس الخثعمية، أخت أسماء بنت عميس، لها صحبة وقد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أختها أسماء. وقد ذكرنا أخواتها لأم ولأم وأب في غير موضع من كتابنا هذا منها في باب أم الفضل زوج العباس وباب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فهي إحدى الأخوات التي قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأخوات مؤمنات " . كانت تحت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. فولدت له أمة الله بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شداد بن أسامة بن الهاد الليثي، فولدت له عبد الله وعبد الرحمن وقد قيل إن التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس ثم خلف عليها بعده شداد بن أوس، ثم بعد شداد جعفر والأصح عدي والله أعلم أن أسماء بنت عميس كانت تحت جعفر وأن سلمى أختها كانت تحت حمزة رضي الله عنهم.
سلمى بنت قيس
بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار، تكنى أم المنذر، وهي أخت سليط بن قيس وسليط ممن شهد بدراً، وهي إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه، كانت ممن صلى القبلتين، وبايعت بيعة الرضوان روت عنها أم سليط بن أيوب بن الحكم.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول سلمى بنت قيس من بني عدي بن النجار من المبايعات بيعة الرضوان.

قال أحمد بن زهير: وحدثنا أبي حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني سليط بن أيوب بن الحكم بن سليم عن أمه عن سلمى بنت قيس وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قد صلت معه القبلتين، وكانت إحدى نساء بني عدي ابن النجار، قالت: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته في نساء من الأنصار فشرط علينا ألا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف ولا نغش أزواجنا. قالت: فبايعناه ورجعنا.
سلمى خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب، يقال لها مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم بنيه. روى عنها عبيد الله بن أبي رافع وسلمى هذه هي التي قبلت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قابلة بني فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي غسلت فاطمة مع زوجها علي، ومع أسماء بنت عميس، وشهدت سلمى هذه خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم. ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، حدثنا عبد الله بن محمد الكرماني، حدثنا عبدة بن سليمان، عن حارثة بن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته وكانت خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالهجرة، وقال: " إن امرأة عذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض " .
سلمى الأودية
حديثها عند أهل الكوفة ليس بصحيح.
سمراء بنت قيس
الأنصارية، مدنية روى عنها أبو أمامة بن سهل ابن حنيف.
سمراء بنت نهيك
الأسدية. أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرت، وكانت تمر في الأسواق، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتضرب الناس على ذلك بسوط كان معها. روى عنها أبو بلج جارية بن بلج.
سمية أم عمار بن ياسر
كانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم فزوجها من حليفه ياسر بن عامر بن مالك العنسي، والد عمار بن ياسر فولدت له عماراً فأعتقه أبو حذيفة وأبوه من عنس وقد ذكرنا عماراً في بابه. وكانت سمية ممن عذبت في الله وصبرت على الأذى في ذات الله. وكانت من المبايعات الخيرات الفاضلات رحمها الله. قال ابن قتيبة: خلف عليها بعد ياسر الأزرق وكان غلاماً رومياً للحارث بن كلدة فولدت له سلمة ابن الأزرق فهو أخو عمار لأمه وهذا غلط من ابن قتيبة فاحش وإنما خلف الأزرق على سمية أم زياد زوجة مولاه الحارث بن كلدة منها لأنه كانت مولى لهما فسلمة بن الأزرق أخو زياد لأمه لا أخو عمار وليس بين سمية أم عمار وسمية أم زياد نسب ولا سبب وسمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام، وجأها أبو جهل بحربة في قبلها فقتلها وماتت قبل الهجرة رضي الله عنها.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد حدثنا معن بن يحيى حدثنا يحيى بن بكير وحميد بن علي البجلي قالا: حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو صخر عن أبي معاوية البجلي، عن أبي رزين عن عبد الله بن مسعود عنه قال: إن أبا جهل طعن بحربة في فخد سمية أم عمار حتى بلغت فرجها فماتت، فقال عمار: يا رسول الله بلغ منا أو بلغ منها العذاب كل مبلغ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صبراً أبا اليقظان اللهم لا تعذب أحداً من آل ياسر بالنار " .
وروى سفيان، وشعبة وجرير عن منصور عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وصهيب وخباب وعمار وسمية أم عمار فغلط ابن قتيبة غلطاً فاحشاً وبالله التوفيق.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن يونس حدثنا بقي بن مخلد، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار.

فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه وأما أبو بكر فمنعه قومه وأخذ الآخرون فألبسوا أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا، فجاء إلى كل واحد قومه بأنطاع الأدم فيها الماء، فألقوهم فيها ثم حملوا بجوانبه إلا بلال فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشم سمية ويرفث ثم طعنها في قبلها فقتلها، فهي أول شهيد استشهد في الإسلام، وذكر تمام الخبر في بلال. ومن روى هذا الحديث عن منصور عن مجاهد قال: إن أبا جهل طعن سمية في قبلها فقتلها ومنهم من قال: طعنها في فخدها فسري الرمح إلى فرجها فماتت شهيدة.
سناء بنت أسماء بن الصلت
السلمية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فماتت قبل أن يدخل بها فيما ذكر معمر بن المثنى، عن حفص بن النضر وعبد القاهر بن السري السلميين، قالا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية فماتت قبل أن يدخل بها. وقال ابن إسحاق: سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها قبل أن يدخل بها.
سهلة ابنة سهيل
بن عمرو القرشية العامرية قد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها، وهي امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم الرخصة في رضاع الكبير. روى عنها القاسم بن محمد. وهي زوجة عبد الرحمن بن عوف خلف عليها بعد أبي حذيفة قال الزبير: سهلة بنت سهيل أمها فاطمة بنت عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن
حسل ولدت سهلة بنت سهيل لأبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة محمد بن أبي حذيفة وولدت لعبد الله بن الأسود من بني مالك بن حسل سليط بن عبد الله ابن الأسود وولدت الشماخ بن سعيد بن قائف بكير بن الشماخ. وولدت لعبد الرحمن بن عوف سالم بن عبد الرحمن بن عوف.
سهلة بنت عاصم
بن عدي الأنصاري العجلاني، زوجة عبد الرحمن بن عوف أيضاً وقد ذكرناها عند ذكر أبيها في باب اسمه تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسهم لها يوم خيبر.
سهيمة بنت عمير
المزنية زوج ركانة بن عبد يزيد، طلقها زوجها ألبتة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: " والله ما أردت إلا واحدة " . الحديث من حديث الشافعي، عن عمه عبد الله بن السائب عن نافع بن عجير عن عبد يزيد أن ركانة أخبر بذلك قال البخاري: حدثنا علي حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن نافع بن عجير قال: وكان ثقة سمع عبد الله بن الحارث بن عويمر المزني، قال كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمتي سهيمة بنت عمير قضاء ما قضي به في امرأة غيرها.
سوادة بنت مسرح
الكندية. حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقت وضع فاطمة ابنها الحسن عليهما السلام.
السوداء الأسدية
قال بعضهم: هي السوداء ابنة عاصم حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخضاب.
سودة بنت زمعة
بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل ويقال حسيل بن عامر بن لؤي وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد موت خديجة وقبل العقد على عائشة هذا قول قتادة وأبي عبيدة وكذلك روى عقيل عن ابن شهاب وأنه تزوج سودة قبل عائشة. وقال عبد الله بن محمد بن عقيل: تزوجها بعد عائشة وكذلك قال يونس: عن ابن شهاب ولا خلاف أنه لم يتزوجها إلا بعد موت خديجة، وكانت قبل ذلك تحت ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، من بني عامر بن لؤي، وكانت امرأة ثقيلة ثبطة، وأسنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم بطلاقها فقالت: لا تطلقني وأنت في حل من شأني، فإنما أود أن أحشر في زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها مع سائر من توفي عنهن من أزواجه رضي الله عنهن.
وفي سودة نزلت: " وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير " . النساء 127.

حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم حدثنا احمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما من الناس أحد أحب إلي من أن أكون في مسلاخه من سودة بنت زمعة إلا أن بها حدة قال أحمد بن زهير: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
سودة بنت مسرح
روي عنها حديث واحد بإسناد مجهول، أنها كانت قابلة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الحسن فلفته في خرقة صفراء فنزعها عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفه في خرقة بيضاء وتفل في فيه وسماه الحسن.
سيرين أخت مارية
القبطية، أهداهما جميعاً المقوقس صاحب مصر والإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مأبور الخصي، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية لنفسه، ووهب سيرين لحسان بن ثابت وهي أم عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. روى عنها ابنها عبد الرحمن بن حسان قالت: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في قبر ابنه إبراهيم فأمر بها فسدت وقال: " إنها لا تضر ولا تنفع ولكن تقر عين الحي وإن العبد إذا عمل شيئاً أحب الله منه أن يتقنه " .
باب الشين
جاء بعد حرف السين
شراف بنت خليفة
الكلبية أخت دحية بن خليفة الكلبي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلكت قبل دخوله بها.
الشفاء أم سليمان
بن أبي حثمة هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس ابن خلف بن صداد وقال ضرار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية من المبايعات قال أحمد بن صالح المصري: اسمها ليلى وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها في بيتها وكانت قد اتخذت له فراشاً وإزاراً ينام فيه فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منهم مروان وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتاب " .
وأقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم داراً عند الحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئاً من أمر السوق. وروى عنها أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وعثمان بن سليمان بن أبي حثمة.
وذكر بقي بن مخلد عن إبراهيم بن عبد الله بن عثمان عن محمد بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة سمعت أبي عن أبيه عن الشفاء أنها كانت ترقي في الجاهلية وأنها لما هاجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج فقدمت عليه فقالت: يا رسول الله إني كنت أرقي برقى الجاهلية وقد أردت أن أعرضها عليك قال: " أعرضيها علي " . فعرضتها عليه فكانت منها النملة فقال: " ارقي بها وعلميها حفصة: بسم الله صلو صلب جبر تعوذاً من أفواهها فلا تضر أحداً اللهم اكشف البأس رب الناس " . فكانت ترقي بها على عود كركم سبع مرات وتضعه مكاناً نظيفاً ثم تدلكه على حجر بخل خمر ثقيف وتطليه على النملة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه عن سفيان عن القعقاع عن إبراهيم النخعي قال: رقية العقرب شجة قرنية ملحة بحر قفط. حدثنا وكيع عن سفيان عن مغيرة عن إبراهيم عن الأسود قال: عرضتها على عائشة فقالت: هذه مواثيق.
الشفاء بنت عبد الرحمن
الأنصارية مدنية روى عنها أبو سلمة بن عبد الرحمن.
الشفاء بنت عوف بن عبد عوف
أخت عبد الرحمن بن عوف هاجرت مع أختها عاتكة هي أم المسور بن مخرمة كذا قال الزبير. وقد قيل: إن الشفاء أمه.
الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث
بن زهرة قال الزبير في هذه: أم عبد الرحمن بن عوف وأم أخيه أسود بن عوف. قال الزبير: وقد هاجرت مع أختها لأمها الضيزية بنت أبي قيس بن عبد مناف. قال أبو عمر: على ما ذكر الزبير عبد عوف جد عبد الرحمن أو أبيه وعوف جده أبو أمه أخوان ابنا عبد الحارث بن زهرة وكأن أباه عوفاً سمي باسم عمه عوف بن عبد الحارث بن زهرة فانظر في ذلك.
الشموس

بنت النعمان الأنصارية، مدنية روى عنها عبيد بن وديعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجده كان جبرئيل عليه السلام يؤم له الكعبة ويقيم له قبلة المسجد.
الشيماء
أو الشماء السعدية، أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، اسمها حذافة وقد ذكرتها في الحاء. أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن وأخذوها فيمن أخذوا من السبي فقالت لهم: أنا أخت صاحبكم. فلما قدموا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له: يا محمد أنا أختك وعرفته بعلامة عرفها فرحب بها وبسط لها رداءه فأجلسها عليه، ودمعت عيناه، وقال: " إن أحببت فأقيمي عندي فأقيمي مكرمة محببة، وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك " . فقالت: بل أرجع إلى قومي فأسلمت فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعبد وجارية وأعطاها نعما وشاء.
باب الصاد
صفية بنت بجير
الهذلية. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشرب من ماء زمزم.
صفية بنت حيي
بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير ابن النحام بن تحوم من بني اسرائيل من سبط هارون بن عمران. وأمها برة بنت سموأل.
قال أبو عبيدة: كانت صفية بنت حيي عند سلام بن مشكم وكان شاعراً ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وهو شاعر فقتل يوم خيبر وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى صفية بنت حيي بسبعة أرؤس وخالفه عبد العزيز بن صهيب وغيره عن أنس فقال فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع سبي خيبر جاءه دحية فقال: أعطني جارية من السبي. فقال اذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حيي فقيل يا رسول الله إنها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " خذ جارية من السبي غيرها " . قال ابن شهاب: كانت مما أفاء الله عليه فحجبها وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها وكانت إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
قال أبو عمر: استصفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت في سهمه ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها. لا يختلفون في ذلك وهو خصوص عند أكثر الفقهاء له صلى الله عليه وسلم إذ كان حكمه في النساء مخالفا لحكم أمته.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية وهي تبكي، فقال لها: " ما يبكيك " ؟. قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه قال: " ألا قلت لهن كيف تكن خيراً مني وأبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم " . وكانت صفية حليمة عاقلة فاضلة.
وروينا أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت: إن صفية تحب السبت وتصل اليهود. فبعث إليها عمر فسألها فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به يوم الجمعة. وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً وأنا أصلها. قال: ثم قالت للجارية: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي فأنت حرة.
توفيت صفية في شهر رمضان في زمن معاوية سنة خمسين.
صفية بنت الخطاب
أخت عمر بن الخطاب هي زوجة قدامة بن مظعون أتى ذكرها في باب زوجها فينظر إسلامها.
صفية بنت شيبة
بن عثمان من بني عبد الدار بن قصي روى عنها عبيد الله بن أبي نور وميمون بن مهران.
صفية بنت عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة. وهي شقيقة حمزة والمقوم وحجل بني عبد المطلب. كانت صفية في الجاهلية تحت الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس ثم هلك عنها وتزوجها العوام بن خويلد بن أسد فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة وعاشت زماناً طويلاً وتوفيت في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون سنة ودفنت بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة وقد قيل إن العوام كان عليها قبل وليس بشيء.
صفية بنت أبي عبيد
الثقفية زوج عبد الله بن عمر لها رواية روى عنها نافع مولى بن عمر.
صفية بنت محمية
بن جزى الزبيدي زوج الفضل بن العباس تنظر في باب الفضل من كتاب ابن السكن في الصحابة.
صفية خادم النبي

صلى الله عليه وسلم روت عنها أمة الله بنت رزينة في الكسوف مرفوعاً.
صفية امرأة من الصحابة
حديثها عند أهل الكوفة روى عنها مسلم بن صفوان.
صفية امرأة. روى عنها إسحاق بن عبد الله بن الحارث أنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقربت إليه كتفاً، وأكل منها، وصلى ولم يتوضأ.
الصماء بنت بسر
المازنية أخت عبد الله بسر روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصيام يوم السبت. حديثها شامي. قيل: اسمها بهية وقد ذكرناها في حرف الباء.
صميتة الليثية
امرأة من بني ليث بن بكر كانت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنها عبيد الله بن عبد الله في فضل المدينة.
باب الضاد
ضباعة بنت الحارث
الأنصارية. أخت أم عطية الأنصارية روت عنها أم عطية في ترك الوضوء مما مست النار.
ضباعة بنت الزبير
بن عبد المطلب بن هاشم. تزوجها المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة يعرف بالمقداد بن الأسود لتبنيه له فولدت له عبد الله وكريمة فقتل عبد الله يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنها. لضباعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها الاشتراط في الحج. روى عنها الأعرج وعروة بن الزبير.
ضباعة بنت عامر
بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة. خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها سلمة ابن هشام فقال: حتى استأمرها فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم. إنها كبرت فأتاها فقالت: وفي النبي تستأمرني ارجع فزوجه فرجع فسكت النبي صلى الله عليه وسلم من تاريخ ابن خيثمة.
الضيزية بنت أبي قيس
بن عبد مناف هاجرت مع أختها الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث ذكرها أبو عمر في باب الشفاء.
باب الطاء
طليحة بنت عبد الله
التي كانت تحت رشيد الثقفي فطلقها ونكحت في عدتها ذكر الليث عن ابن شهاب أنها ابنة عبيد الله.
باب الظاء
ليس في باب الظاء من الأسماء شيء وفيه كنى نذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
باب العين
عاتكة بنت أسيد
بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس لها صحبة ولا أعلمها روت شيئاً. قال الزبير: حدثني محمد سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغدي علي. قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه فأعطانيه قالت: فقلت تربت يداك يا عمر أنا قبلها إسلاماً وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وجاءتك من قبل نفسها. فقال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك.
عاتكة بنت خالد
بن منقذ بن ربيعة أم معبد الخزاعية. ويقال: عاتكة بنت خالد بن خليف وهي التي نزل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيمتها حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجراً وذلك الموضع يدعى إلى اليوم بخيمة أم معبد.
وذكر أبو جعفر العقيلي قال: حدثنا عمر بن محمد بن نصر الكاغدي قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن يونس اليمامي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سعيد الحنفي اليمامي قال: حدثنا حزام بن هشام بن حبيش بن خالد عن أبيه عن جده حبيش بن خالد عن أخته أم معبد واسمها عاتكة بنت خالد قالت: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وخرج منها يريد المدينة ومعه أبو بكر ومولى لأبي بكر يقال له: عامر بن فهيرة وعبد الله بن أريقط الليثي دليلهم فمروا بنا فدخلوا خيمتي وأنا محتبية بفناء خيمتي أسقي وأطعم المارين... فذكر الحديث وقد روى حديث أم معبد هذا بكماله عنها في رواية القيلي هذه. وروى عن أبي معبد زوجها وعن حبيش ابن خالد أخيها بمعنى واحد والألفاظ متقاربة وسنذكرها في بابها في الكنى إن شاء الله تعالى.
عاتكة بنت زيد
بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية، أخت سعيد بن زيد أمها أم كريز بنت عبد الله بن عمار بن مالك الحضرمي، كانت من المهاجرات تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع فأولع بها وشغلته عن مغازيه فأمره أبوه بطلاقها لذلك فقال:

يقولون طلقها وخيم مكانها ... مقيماً تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيت جميعهم ... على كثرة مني لإحدى العظائم
أراني وأهلي كالعجول تروحت ... إلى بوها قبل العشار الروائم
فعزم عليه أبوه حتى طلقها ثم تبعتها نفسه فهجم عليه أبو بكر وهو يقول:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق
أعاتك قلبي كل يوم وليلة ... إليك بما تخفي النفوس معلق
ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير جرم تطلق
لها خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سويٌ في الحياء ومصدق
فرق له أبوه فأمره فارتجعها.
فقال حين ارتجعها:
أعاتك قد طلقت في غير ريبة ... وروجعت للأمر الذي هو كائن
كذلك أمر الله غاد ورائح ... على الناس فيه ألفة وتباين
وما زال قلبي للتفرق طائراً ... وقلبي لما قد قرب الله ساكن
ليهنك أني لا أرى فيه سخطة ... وأنك قد تمت عليك المحاسن
وأنك ممن زين الله وجهه ... وليس لوجه زانه الله شائن
ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمى بسهم فمات منه بعد بالمدينة فقالت عاتكة ترثيه:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فلله عيناً من رأى مثله فتىً ... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فتزوجها زيد بن الخطاب على اختلاف في ذلك فقتل عنها يوم اليمامة شهيداً ثم تزوجها عمر بن الخطاب في سنة اثنتي عشرة من الهجرة فأولم عليها ودعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب، فقال له: يا أمير المؤمنين دعني أكلم عاتكة. قال: نعم فأخذ علي بجانب الخدر ثم قال: يا عدية نفسها أين قولك:
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فبكت. فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن كل النساء يفعلن هذا.
ثم قتل عنها عمر فقالت تبكيه:
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي على الإمام النجيب
فجعتني المنون بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتثويب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب
ومما رثت به عمر رضي الله عنه قولها:
منع الرقاد فعاد عيني عائد ... مما تضمن قلبي المعمود
قد كان يسهرني حذارك مرة ... فاليوم حق لعيني التسهيد
أبكي أمير المؤمنين ودونه ... للزائرين صفائح وصعيد
ثم تزوجها الزبير بن العوام وقد ذكرنا قصتها في الخروج إلى المسجد معه ومع عمر قبله في " كتاب التمهيد " في باب يحيى بن سعيد عن عمرة. فلما قتل الزبير بن العوام عنها قالت أيضاً ترثيه:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يا بن فقع القردد
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله ... ممن مضى ممن يروح ويغتدي
والله ربك إن قتلت لمسلماً ... حلت عليك عقوبة المتعمد
وكان الزبير شرط ألا يمنعها من المسجد وكانت امرأة خليقة، فكانت إذا تهيأت إلى الخروج للصلاة قال لها: والله إنك لتخرجين وإني لكاره فتقول: فامنعني فأجلس فيقول كيف وقد شرطت لك ألا أفعل، فاحتال فجلس لها على الطريق في الغلس فلما مرت وضع يده على كفلها فاسترجعت، ثم انصرفت إلى منزلها فلما حان الوقت الذي كانت تخرج فيه إلى المسجد لم تخرج فقال لها الزبير: مالك لا تخرجين إلى الصلاة قالت: فسد الناس والله لا أخرج من منزلي فعلم أنها ستفي بما قالت. فقال: لا روع يا بنة عمر وأخبرها الخبر فقتل عنها يوم الجمل.

ثم خطبها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد انقضاء عدتها من الزبير، فأرسلت إليه إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتل وكان عبد الله بن الزبير إذ قتل أبوه قد أرسل إلى عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: يرحمك الله أنت امرأة من بني عدي ونحن قوم من بني أسد وإن دخلت في أموالنا أفسدتها علينا وأضررت بنا فقالت: رأيك يا أبا بكر ما كنت لتبعث إلي بشيء إلا قبلته فبعث إليها بثمانين ألف درهم فقبلتها وصالحت عليها. وتزوجها الحسن بن علي فتوفى عنها وهو آخر من ذكر من أزواجها والله أعلم.
عاتكة بنت عبد المطلب
بن هاشم اختلف في إسلامها والأكثر يأبون ذلك وقد جرى ذكرها مع أروى بنت عبد المطلب في أول هذا الكتاب ولم يختلف في إسلام صفية.
عاتكة بنت عوف
بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب أخت عبد الرحمن بن عوف وأم المسور بن مخرمة هاجرت هي وأختها الشفاء فهي من المهاجرات.
عاتكة بنت نعيم
الأنصارية. حديثها عند ابن عقبة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن حميد، عن نافع عن زينب بنت أبي سلمة عن عاتكة ابنة نعيم أخت عبد الله بن نعيم أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابنتها توفي زوجها فحدت عليه فرمدت رمداً شديداً وقد خشيت على بصرها أتكتحل؟ فقال: " لا إنما هي أربعة أشهر وعشر وقد كانت المرأة منكن تحد سنة ثم تخرج فترمي بالبعرة على رأس الحول " .
العالية بنت ظبيان
بن عمرو بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب الكلابية. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبلغه أن بها برصاً فطلقها ولم يدخل بها، وقيل إنها التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعوذت منه حين أدخلت عليه فقال لها: " لقد عذت بمعاذ " . فطلقها وأمر أسامة بن زيد فمتعها بثلاثة أثواب، هكذا روى عبيد بن القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وقال أبو عبيدة: إنما ذلك لأسماء بنت النعمان بن الجون، وقال قتادة: إنما قال ذلك من امرأة من بني سليم، والاختلاف فيها كثير على ما ذكرناه في باب اسمها وغيره، وكانت عنده ما شاء الله ثم طلقها وقل من ذكرها.
عائشة بنت أبي بكر
الصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقدم ذكر أبيها في بابه وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين هذا قول أبي عبيدة وقال غيره: بثلاث سنين وهي بنت ست سنين وقيل: بنت سبع وابتني بها بالمدينة وهي ابنة تسع لا أعلمهم اختلفوا في ذلك وكانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري عائشة في المنام في سرقة من حرير فتوفيت خديجة فقال: إن يكن هذا من عند الله يمضه فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين فيما ذكر الزبير وكان موت خديجة قبل مخرجه إلى المدينة مهاجراً بثلاث سنين هذا أولى ما قيل في ذلك وأصحه إن شاء الله تعالى وقد قيل في موت خديجة إنه كان قبل الهجرة بخمس سنين وقيل بأربع على ما ذكرناه في بابها
وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن محمد بن الحسن عن أسامة ابن حفص عن يونس عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين وأعرس بها في المدينة في شوال على رأس ثمانية عشر شهراً من مهاجره إلى المدينة.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا احمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد متوفى خديجة وقبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو ثلاث وأنا بنت ست أو سبع قال أحمد بن زهير: هذا يقضي لقول أبي عبيدة بالصواب إن خديجة توفيت قبل الهجرة بخمس سنين قال: ويقال بأربع قبل تزويج عائشة.
قال أبو عمر: كان نكاحه صلى الله عليه وسلم عائشة في شوال وابتناؤه بها في شوال وكانت تحب أن تدخل النساء من أهلها وأحبتها في شوال على أزواجهن وتقول: هل كان في نسائه عنده أحظى مني وقد نكحني وابتنى بي في شوال وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة وكان مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين.

روى أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين وقبض عني وأنا ابنة ثمان عشرة سنة.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن علي، حدثنا يحيى بن سفيان حدثنا أبو معاوية فذكره.
قال أبو عمر: لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها: " اكتنى بابنك عبد الله بن الزبير " . يعني ابن أختها. وكان مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثتني الصادقة ابنة الصديق البرية المبرأة بكذا وكذا ذكره الشعبي عن مسروق وقال أبو الضحى عن مسروق: رأيت مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً في العامة وقال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.
وذكر الزبير، قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: ما رأيت أحداً أروى لشعر من عروة فقيل له ما أرواك يا أبا عبد الله قال: وما روايتي من رواية عائشة ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعراً. قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وروى أهل البصرة عن أبي عثمان النهدي عن عمرو بن العاص سمعه يقول: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: " عائشة " . قلت فمن الرجال؟ قال: أبوها " .
ومن حديث أبي موسى الأشعري وحديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " . وفيها يقول حسان بن ثابت:
حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
عقيلة أصل من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طهر الله خيمها ... وطهرها من كل بغي وباطل
فإن كان ما قد قيل عني قلته ... فلا رفعت صوتي إلي أناملي
وإن الذي قد قيل ليس بلائط ... بها الدهر بل قول امرئ متماحل
فكيف وودى ما حييت ونصرتي ... لآل رسول الله زين المحافل
رأيتك وليغفر لك الله حرة ... من المحصنات غير ذات الغوائل
قال أبو عمر: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجلدوا الحد ثمانين فيما ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر. وقال قوم إن حسان بن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض في الإفك والقذف ويزعمون أنه القائل:
لقد ذاق عبد الله ما كان أهله ... وحمنة إذا قالوا هجيراً ومسطح
وعبد الله هو عبد الله بن أبي بن سلول.
وآخرون يصححون جلد حسان بن ثابت ويجعلونه من جملة أهل الإفك في عائشة وأنشد ابن إسحاق هذا البيت على خلاف ما مضى في أبيات ذكرها فقال قائل من المسلمين:
لقد ذاق حسان الذي كان أهله ... وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
وهذا عندي أصح لأن عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد.
وقد روي أن حسان بن ثابت استأذن على عائشة بعدما كف بصره فأذنت له فدخل عليها فأكرمته فلما خرج من عندها قيل لها: أهذا من القوم قالت أليس يقول:
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
هذا البيت يغفر له كل ذنب.
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين وذكره المدايني عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه.
وقال خليفة بن خياط، وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان أمرت أن تدفن ليلاً فدفنت بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله ابن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر فالله أعلم ذكر ذلك صالح بن الوجيه والزبير وجماعة من أهل السير والخبر.

حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد وضاح قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، يقتل حولها قتلى كثير، وتنجو بعد ما كادت " . وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم وعصام بن قدامة ثقة وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج لذكره.
عائشة بنت الحارث
بن خالد بن صخر القرشية التيمية ولدت هي وأختاها فاطمة وزينب بأرض الحبشة. وقيل إنهن متن في إقبالهن من أرض الحبشة من ماء شربنه في الطريق وقد قيل: إن فاطمة نجت منهن وحدها.
عائشة بنت قدامة
بن مظعون القرشية الجمحية هي وأمها ريطة ابنة أبي سفيان من المبايعات تعد في أهل المدينة.
عزة بنت الحارث
أخت ميمونة ولبابة لم أر أحدا ذكرها في الصحابة وأظنها لم تدرك الإسلام.
عزة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية بن عبد شمس أخت أم حبيبة رضي الله عنهن ذكرها يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب في حديث أم حبيبة في الرضاع خرج حديثها مسلم.
عزة بنت كامل
روي عنها حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس إسناده بالقائم.
عزة الأشجعية
حديثها عند الأشعث بن سوار عن منصور عن أبي حازم الأشجعي عن مولاته عزة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويلكن من الأحمرين الذهب والزعفران " .
عقيلة ابنة عبيد
بن الحارث العتوارية كانت من المهاجرات والمبايعات مدنية حديثها عند موسى بن عبيدة.
علية بنت شريح
الحضرمي هي أم السائب بن يزيد بن أخت نمر. وهي أخت مخرمة بن شريح الذي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ذلك رجل لا يتوسد القرآن " .
عمرة بنت الحارث
بن أبي ضرار الخزاعية روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الدنيا خضرة حلوة " . الحديث هي أخت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنها ابن أخيها محمد بن الحارث.
عمرة بنت حزم
الأنصارية روى عنها جابر بن عبد الله رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الوضوء مما مست النار.
عمرة بنت رواحة
أخت عبد الله بن رواحة زوجة بشير بن سعد الأنصاري، وأم النعمان بن بشير رضي الله عنهم، لما ولدت النعمان بن بشير حملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بتمرة فمضغها، ثم ألقاها في فيه فحنكه بها فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يكثر ماله وولده فقال: أما ترضين أن يعيش كما عاش خاله حميداً وقتل شهيداً ودخل الجنة. من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وجب الخروج على كل ذات نطاق " .
عمرة بنت مسعود
بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو ابن مالك بن النجار أم سعد بن عبادة وكانت من المبايعات توفيت في سنة خمس من الهجرة.
عمرة بنت يزيد
بن الجون الكلابية. وقيل: عمرة بنت يزيد بن عبيد ابن رواس بن كلاب الكلابية وهذا أصح تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه أن بها برصاً فطلقها ولم يدخل بها. وقيل: إنها التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعوذت منه حين أدخلت عليه فقال لها: " لقد عذت بمعاذ " . فطلقها، وأمر أسامة بن زيد فمتعها بثلاثة أثواب هكذا روى عبد الله بن القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وقال أبو عبيدة: إنما ذلك لأسماء بنت النعمان بن الجون وقال قتادة: إنما قال ذلك في امرأة من بني سليم فالاختلاف فيها كثير على ما ذكرناه في باب أسماء وغيره.
عمرة بنت يعار الأنصارية
زوجة أبي حذيفة مولاة سالم واختلف في اسمها وقد ذكرناها في باب الباء.
عميرة بنت سهل
بن رافع الأنصارية. صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون وكان قد خرج بابنته هذه عميرة وبصاع من تمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتاها قال له يا رسول الله إن لي إليك حاجة. فقال: " وما هي " قال: ابنتي هذه تدعو الله لي ولها وتمسح رأسها فإنه ليس لي ولد غيرها. قالت: عميرة فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه علي قالت فأقسم بالله لكان برد كف رسول الله صلى الله عليه وسلم على كبدي بعد.
باب الغين

غزيلة
ويقال غزية، أم شريك الأنصارية من بني النجار والصواب غزيلة إن شاء الله تعالى روى عنها جابر بن عبد الله أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليفرن الناس من الدجال في الجبال " . قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: " هم قليل " . هي غير أم شريك العامرية وإحداهما التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها نظر وسيأتي ذكر أم شريك في الكنى إن شاء الله تعالى. وقد اختلف في التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم اختلافاً كثيراً والله أعلم.
باب الفاء
فاختة بنت أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم، أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف واختلف في اسمها فقيل: هند وقيل: فاختة وهو الأكثر وسنذكرها في الكنى بأتم من هذا إن شاء الله تعالى يقولون: كان إسلام أم هانئ يوم الفتح.
فاختة بنت الوليد
بن المغيرة. أسلمت قبل زوجها صفوان بن أمية بشهر، قاله داود بن الحصين.
الفارعة بنت أبي أمامة
أسعد بن زرارة الأنصاري. كان أبو أمامة أبوها أوصى بها وبأختيها حبيبة وكبشة بنات أبي أمامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار.
الفارعة بنت أبي الصلت
أخت أمية بن أبي الصلت الثقفي. قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح الطائف وكانت ذات لب وعفاف وجمال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجب بها، وقال لها يوماً: " هل تحفظين من شعر أخيك شيئاً " . فأخبرته خبره وما رأت منه وقصت قصته في شق جوفه وإخراج قلبه ثم صرفه مكانه وهو نائم وأنشدت له الشعر الذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكف عيني والدمع سابقها
نحو ثلاثة عشر بيتاً منها قوله:
ما رغب النفس في الحياة وإن ... تحيا قليلاً فالموت سائقها
يوشك من فر من منيته ... يوماً على غرة يوافقها
من لم يمت غبطة يمت هرماً ... للموت كأس والمرء ذائقها
وفي الخبر لما حضرت وفاته قال عند المعاينة:
إن تعف يا ربي تعف جما ... وأي عبد لك لا ألما
ثم قال:
كل عيش وإن تطاول دهراً ... صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا
ثم مات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا فارعة كان مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " . وذكر الخبر بتمامه محمد بن إسحاق عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب واختصرته واقتصرت منه على النكت التي يجب الوقوف عليها حدثنيه بتمامه أبو القاسم خلف بن قاسم قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي قال: حدثنا روح بن الفرج القطان قال: حدثنا وثيمة بن موسى، قال: حدثنا سلمة ابن الفضل عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن شهاب عن سعيد بن المسيب قال: قدمت الفارعة بنت أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بتمامه.
الفارعة بنت عبد الرحمن
الخثعمية تذكر في الصحابة روى عنها السري بن عبد الرحمن.
فاضلة الأنصارية
زوج عبد الله بن أنيس الجهني، قالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحثنا على الصداقة حديثها عند أهل المدينة.
فاطمة بنت أسد بن هاشم
بن عبد مناف، أم علي بن أبي طالب وإخوته قيل إنها ماتت قبل الهجرة وليس بشيء والصواب أنها هاجرت إلى المدينة وبها ماتت.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو محمد إسماعيل بن علي الحطيمي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن الشعبي قال: أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها.
قال الزبير: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي هاشمياً. قال: وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله وماتت بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وشهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عمر: روى سعدان بن الوليد السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها.
فاطمة بنت الأسود
بن عبد الأسد المخزومية. هي التي قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدها لأنها سرقت حلياً، وتكلمت قريش فيها إلى أسامة بن زيد ليشفع فيها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام. فشفع فيها أسامة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أسامة لا تشفع في حد فإنه إذا انتهى إلي لم يكن فيه مترك، ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " . روى حديثها وسماها حبيب بن أبي ثابت.
فاطمة بنت الحارث
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة القرشية التيمية. ولدت هي وأختاها زينب وعائشة بأرض الحبشة. وقد قيل: إن أخاهن موسى ولد بأرض الحبشة أيضاً. وقدمت فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من أرض الحبشة، وكانت قد نجت من الماء الذي شربه إخوتها فماتوا في انصرافهم من أرض الحبشة بالطريق.
فاطمة بنت أبي حبيش
بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية. هي التي استحيضت فشكت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: " إنما ذلك عرق وليس بالحيضة " . الحديث روى عنها عروة بن الزبير وسمع منها حديثها في الاستحاضة فيما روى الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن الأشج عن المنذر بن المغيرة عن عروة بن الزبير أن فاطمة بنت أبي حبيش حدثته ورواه مالك وجماعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت أبي حبيش وهو الصواب.
فاطمة بنت الخطاب
بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدوية. أخت عمر بن الخطاب زوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أسلمت قديماً وقيل: أسلمت قبل زوجها وقيل مع زوجها وذلك قبل إسلام عمر أخيها رضي الله عنها وخبرها في إسلام عمر خبر عجيب.
فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين على أبيها وعليها السلام، كانت هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف في الصغرى منها وقد قيل: إن رقية أصغر منها وليس ذلك عندي بصحيح وقد ذكرنا في باب رقية ما تبين به صحة ما ذهبنا اليه في ذلك ومضى في باب زينب وباب خديجة من ذلك ما فيه كفاية.
وقد اضطرب مصعب والزبير في بنات النبي صلى الله عليه وسلم، أيتهن أكبر وأصغر اضطراباً يوجب ألا يلتفت إليه في ذلك والذي تسكن إليه النفس على ما تواترت به الأخبار في ترتيب بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء والله أعلم.
قال ابن السراج: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي يقول: ولدت فاطمة رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وأنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة علي بن أبي طالب بعد وقعة أحد وقيل إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفاً وكانت سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.
وذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، قال: قال علي لأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم: اكفي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخدمة خارجاً وسقاية الماء الحاج. وتكفيك العمل في البيت العجن والخبز والطحن قال أبو عمر: فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب ولم يتزوج علي عليها غيرها حتى ماتت.
واختلف في مهره إياها، فروي أنه أمهرها درعه وأنه لم يكن له في ذلك الوقت صفراء ولا بيضاء. وقيل: إن علياً تزوج فاطمة رضي الله عنها على أربعمائة وثمانين فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثها في الطيب وزعم أصحابنا أن الدرع قدمها علي من أجل الدخول بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه في ذلك.

وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير. قال محمد بن علي: بستة أشهر. وقد روي عن ابن شهاب مثله وروي عنه بثلاثة أشهر، وقال عمرو ابن دينار: توفيت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر. وقال ابن بريدة: عاشت فاطمة بعد أبيها سبعين يوماً.
روى الشعبي، عن مسروق عن عائشة قالت: حدثتني فاطمة قالت: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي ونعم السلف أنا لك " . قالت: فبكيت ثم قال: " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين " . فضحكت.
وروى عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران " .
وذكر ابن السراج، قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا علي بن هاشم عن كثير الدواء عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد فاطمة وهي مريضة فقال لها: كيف تجدينك يا بنية قالت: إني لوجعة وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله قال: " يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين " . قالت: يا أبت فأين مريم بنت عمران؟ قال: " تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة " .
قال: وأخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن سنان أبي فروة عن عقبة بن يريم عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من غزو أو سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه وذكر تمام الحديث.
وذكر الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيدة نساء أهل الجنة مريم، ثم فاطمة بنت محمد، ثم آسية امرأة فرعون " .
أخبرنا قاسم بن محمد، قال: حدثنا مخلد بن سعد قال: حدثنا أحمد بن عمرو قال: حدثنا ابن سنجر قال: حدثنا عارم قال: حدثنا داود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط ثم قال: " أتدرون ما هذا " . قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون " .
وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا بدل بن المحبر قال حدثنا عبد السلام قال سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم " . وفي باب خديجة نظير هذا وشبهه من وجوه وقد ذكرناها بطرقها هناك فأغنى عن إعادتها ها هنا.
وذكر السراج قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر أنه أخبره عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون " .
قال: وحدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عثمان بن عمر عن اسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما كانت تصنع هي به صلى الله عليه وسلم.
قال: وحدثنا محمد بن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عبادة عن أبيه عن عائشة، قالت: ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا خلف بن قاسم، حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا الحسن بن يزيد الطحان، حدثنا عبد السلام بن حرب عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير قال: دخلت على عائشة، فسألت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: " فاطمة " . قلت: فمن الرجال؟ قالت: " زوجها إن كان ما علمته صواماً قواماً " .

قال: وأخبرني إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا شاذان عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي بن أبي طالب.
قال: وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن موسى عن عون ابن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر وعن عمار بن المهاجر عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها. فقالت أسماء: يا بنت رسول الله ألا أريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجال فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحداً. فلما توفيت جاءت عائشة تدخل، فقالت أسماء: لا تدخلي فشكت إلى أبي بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جعلت لها مثل هودج العروس فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت: أمرتني ألا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت، وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها قال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف فغسلها علي وأسماء.
قال أبو عمر: فاطمة رضي الله عنها أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها صنع ذلك بها أيضاً.
وماتت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أول أهله لحوقاً به، وصلى عليها علي بن أبي طالب. وهو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس ولم يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنيه غيرها وقيل توفيت فاطمة بعده بخمس وسبعين ليلة وقيل بستة أشهر إلا ليلتين وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان، وغسلها زوجها علي رضي الله عنه وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلاً. وقد قيل إنه صلى عليها العباس بن عبد المطلب ودخل قبرها هو وعلي والفضل.
واختلف في وقت وفاتها، فقال محمد بن علي أبو جعفر: توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
وروي عنه أيضاً أنها لبثت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر وقيل: بل ماتت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بمائة يوم.
وقال الواقدي: حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قال: وأخبرنا ابن جريج عن الزهري عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر. قال محمد بن عمر: وهو أشبه عندنا. قال: وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
وذكر عن جعفر بن محمد قال: كانت كنية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أبيها وقال عبد الله بن الحارث وعمر بن دينار: توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر وقال ابن بريدة: عاشت بعده سبعين يوماً وقال المدائني: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي ابنة تسع وعشرين سنة ولدت قبل النبوة بخمس سنين صلى عليها العباس رضي الله عنه.
واختلف في سنها وقت وفاتها فذكر الزبير بن بكار أن عبد الله بن الحسن ابن الحسن دخل على هشام بن عبد الملك وعنده الكلبي، فقال هشام لعبد الله ابن الحسن: يا أبا محمد كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن؟ فقال: ثلاثين سنة فقال هشام بن الكلبي: كم بلغت من السن؟ فقال خمس وثلاثين سنة فقال؟ هشام لعبد الله بن الحسن يا أبا محمد اسمع الكلبي يقول ما تسمع، وقد عني بهذا الشأن فقال عبد الله بن الحسن: يا أمير المؤمنين سلني عن أمي وسل الكلبي عن أمه.
فاطمة بنت الضحاك

بن سفيان الكلابي. قال ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين نزلت آية التخبير، فاختارت الدنيا ففارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت بعد ذلك تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية التي اخترت الدنيا هكذا قال وهذا عندنا غير صحيح لأن ابن شهاب يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خير أزواجه بدأ بها، فاختارت الله ورسوله قالت: وتتابع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كلهن على ذلك. وقال قتادة: وعكرمة كان عنده حين خيرهن تسع نسوة وهن اللاتي توفي عنهن.
وقد قال جماعة: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف في المستعيذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلافاً كثيراً ولا يصح فيها شيء.
وقد قيل: إن الضحاك بن سفيان عرض عليه فاطمة ابنته وقال إنها لم تصدع قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا حاجة لي بها " . قيل إنه تزوجها سنة ثمان والله أعلم.
فاطمة بنت عبد الله
أم عثمان بن أبي العاص الثقفي، شهدت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعته أمه آمنة. وكان ذلك ليلاً قالت: فما شيء أنظر اليه من البيت إلا نور وإني لأنظر إلى النجوم تدنو مني حتى إني لأقول لتقعن علي.
فاطمة بنت عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف خالة معاوية ابن أبي سفيان. روت عنها أم محمد بن عجلان وهي مولاتها.
فاطمة بنت عمرو
بن حرام عمة جابر بن عبد الله. ذكرها في حديث محمد بن المنكدر، عن جابر قال: أصيب أبي يوم أحد فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي وجعلوا ينهونني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني. قال: وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه " .
فاطمة ابنة قيس
بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشية الفهرية، أخت الضحاك بن قيس يقال: إنها كانت أكبر منه بعشر سنين، كانت من المهاجرات الأول وكانت ذات جمال وعقل وكمال وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى عند قتل عمر بن الخطاب وخطبوا خطبهم المأثورة.
قال الزبير: وكانت امرأة نجوداً والنجود النبيلة وكانت عند أبي عمرو ابن حفص بن المغيرة فطلقها فخطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة، فاستشارت النبي صلى الله عليه وسلم فيهما، فأشار عليها بأسامة بن زيد فتزوجته وفي طلاقها ونكاحها بعد سنن كثيرة مستعملة. روى عنها جماعة منهم الشعبي والنخعي وأبو سلمة.
فاطمة ابنة الوليد
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. كانت زوج سالم مولى أبي حذيفة، زوجها منه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ابن عبد مناف. قال ابن شهاب: كانت ابنة أخيه، وكانت من المهاجرات الأول. قال: فهي يومئذ من أفضل أيامى قريش ثم تزوجها بعده الحارث بن هشام فيما ذكر إسحاق بن أبي فروة وليس ممن يحتج به هكذا ذكر العقيلي في نسبها. وذكر في ذلك حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن إبراهيم ابن العباس بن الحارث، عن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت الوليد أم أبي بكر أنها كانت في الشام تلبس الجباب من ثياب الخز ثم تأتزر، فقيل لها: أما يغنيك هذا عن الإزار؟ فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالإزار، وهذا الحديث حدثناه عبد الوارث بن سفيان. قال: حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا مالك بن إسماعيل أبو غسان حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ولم ينسبها ابن أبي خيثمة ونسبها العقيلي، وغيره يخالفه فيها فيقول: هي فاطمة بنت الوليد ابن المغيرة المخزومي.
فاطمة بنت الوليد
بن المغيرة المخزومي. أخت خالد بن الوليد أسلمت يوم فتح مكة، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهي زوج الحارث بن هشام المخزومي. يقال: إنه تزوجها بعده عمر بن الخطاب. وفي ذلك نظر.
فاطمة بنت اليمان

أخت حذيفة بن اليمان واليمان اسمه حسيل. وقد تقدم ذكره في بابه. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " . ولها أحاديث. روى عنها ابن أخيها أبو عبيدة بن حذيفة وروي عنها حديث في كراهية تحلي النساء بالذهب، إن صح فهو منسوخ وقد أوضحنا هذا المعنى في " التمهيد " . رواه منصور عن ربعي بن حراش عن امرأته عن أخت لحذيفة بن اليمان. قال: ولحذيفة أخوات قد أدركن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا معشر النساء أليس لكن في الفضة ما تحلين به أما إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهباً تظهره إلا عذبت به " .
فريعة بنت مالك
بن سنان أخت أبي سعيد الخدري، كان يقال لها الفارعة، شهدت بيعة الرضوان وأمها حبيبة بنت عبد الله بن أبي بن سلول. روت عن الفريعة هذه زينب بنت كعب بن عجرة حديثها في سكنى المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى يبلغ الكتاب أجله استعمله أكثر فقهاء الأمصار.
فريعة بنت معوذ
بن عفراء، لها صحبة وكانت مجابة الدعوة حديثها في الرخصة في الغناء وضرب الدف في العرس من حديث أهل البصرة، هي أخت الربيع بن معوذ.
باب القاف
قتيلة ابنة صيفي
الجهنية. ويقال الأنصارية. كانت من المهاجرات الأول روى عنها عبد الله بن يسار.
قتيلة بن قيس
بن معد يكرب الكندية. أخت الأشعث بن قيس الكندي. ويقال: قيلة وليس بشيء. والصواب قتيلة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر ثم اشتكى في النصف من صفر، ثم قبض يوم الاثنين ليومين مضيا من ربيع الأول من سنة إحدى عشرة ولم تكن قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها وقال بعضهم: كان تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين وزعم آخرون أيضاً أنه تزوجها في مرضه.
وقال منهم قائلون: إنه صلى الله عليه وسلم أوصى أن تخير فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين، وإن شاءت فلتنكح من شاءت، فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت فبلغ أبا بكر، فقال: لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما، فقال له عمر: ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل بها ولا ضرب عليها الحجاب.
وقال الجرجاني: زوجها أخوها منه صلى الله عليه وسلم فمات عليه الصلاة والسلام قبل خروجها من اليمن، فخلف عليه عكرمة بن أبي جهل وقال بعضهم: ما أوصى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، ولكنها ارتدت حين ارتد أخوها فاحتج عمر على أبي بكر بأنها ليست من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بارتدادها ولم تلد لعكرمة بن أبي جهل وفيها اختلاف كثير جداً.
قتيلة بنت النضر
بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار. قال الزبير: كانت تحت عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له علياً والوليد ومحمداً وأم الحكم. قال أبو عمر: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها يوم بدرٍ صبراً.
حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا الدولابي قال: حدثنا يزيد بن سنان أبو خالد قال: حدثنا عبد الله بن خالد ابن نمير أبو بكر قال: حدثنا أبو محصن عن سفيان بن حصين عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صبراً النضر بن الحارث من بني عبد الدار، وقتل طعيمة بن عدي من بني نوفل وقتل عقبة بن أبي معيط من بني أمية. قال الواقدي: أسلمت قتيلة يوم الفتح.
قال أبو عمر: كانت شاعرة محسنة، ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر كتبت اليه قتيلة ابنة النضر بن الحارث في أبيها وذلك قبل إسلامها:
؟؟؟يا راكباً إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ به ميتاً فإن تحية ... ما إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليه وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تخنق
هل يسمعن النضر إن ناديته ... بل كيف تسمع ميتاً لا ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشقق
صبراً يقاد إلى المنية متعباً ... رسف المقيد وهو عان موثق
أمحمد ولدتك صنو نجيبة ... من قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق
النضر أقرب من أسرت قرابة ... وأحقهم إن كان عتق يعتق
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بكى حتى أخضلت الدموع لحيته، وقال: " لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه " . ذكر هذا الخبر عبد الله بن إدريس في حديثه وذكر الزبير وقال: فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم لها حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: " يا أبا بكر لو كنت سمعت شعرها ما قتلت أباها " .
قال الزبير: وسمعت بعض أهل العلم يغمز أبياتها هذه، ويذكر أنها مصنوعة وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنقه وعنق عقبة بن أبي معيط صبراً يوم بدر.
قسرة بنت رواس
الكندية. قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا قسرة اذكري الله عند الخطيئة يذكرك عندها بالمغفرة وأطيعي زوجك يكفك من شر الدنيا والآخرة. وبري والديك يكثر خير بيتك " .
قيلة بنت مخرمة
الغنوية. قيل العنزية وقيل التميمية. روت عنها صفية ودحيبة ابنتا عليبة.
حدثنا عبد الله بن حسان الحديث الطويل الفصيح فهي ربيبتهما، وقيل جدة أبيهما، وقد شرح حديثها أهل العلم بالحديث فهو حديث حسن.
قيلة الأنمارية
وقال ابن خيثمة الأنصارية، أخت بني أنمار حديثها في البيوع عند عبد الله بن عثمان بن خيثم عنها.
قيلة الخزاعية
فهي أم سباع بن عبد العزى بن عمرو بن نضلة بن عباس ابن سليمان بن خزاعة، ومن خلفاء بني زهرة فيها وفي التي قبلها نظر.
باب الكاف
كبشة بنت حكيم الثقفية
جدة أم الحكم بنت يحيى بن عقبة رأت النبي صلى الله عليه وسلم لها صحبة.
كبشة بنت رافع
بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، وهو خدرة ابن عوف بن الحارث بن الخزرج. هي أم سعد بن معاذ لها صحبة. روى سعد ابن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: لما خرج بجنازة سعد بن معاذ جعلت أمه تبكي فقال لها عمر انظري ما تقولين يا أم سعد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعها يا عمر كل باكية مكثرة إلا أم سعد ما قالت من خير فلن تكذب " .
كبشة الأنصارية
تعرف بالبرصاء، وهي جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة وهو الراوي عنها. قال أحمد بن زهير سمعت أبي يقول كبشة هذه من بني مالك بن النجار لها صحبة.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب قال: حدثنا أبي وأخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسماعيل ابن محمد الصفار قال: حدثنا إسماعيل ابن إسحاق قال: حدثنا علي بن المديني قالا: حدثنا سفيان قال: حدثنا يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته يقال لها كبشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من فم قربة معلقة قالت: فقطعت فمها فرفعته.
كبيرة بنت سفيان
ويقال: ابنة أبي سفيان الثقفية ليس حديثها بالقائم لأنه يدور على محمد بن سليمان بن مسمول أو هو مجهول.
كعيبة بنت سعيد
الأسلمية، شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل فيما رواه الواقدي.
باب اللام
لبابة بنت الحارث
بن حزن الهلالية، من بني هلال بن عامر بن صعصعة ينسبونها لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة. هي أم الفضل أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وزوجة العباس بن عبد المطلب، وأم أكثر بنيه. يقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل عندها. وروت عنه أحاديث كثيرة، وكانت من المنجبات ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأة مثلهم وهم: الفضل وبه كانت تكنى ويكنى زوجها العباس أيضاً أبو الفضل وعبد الله الفقيه وعبيد الله الفقيه ومعبد وقثم وعبد الرحمن وأم حبيبة سابعة وفي أم الفضل هذه يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
ما ولدت نجيبة من فحل ... بجبل نعلمه وسهل
كستة من بطن أم الفضل ... أكرم بها من كهلة وكهل
عم النبي المصطفى ذي الفضل ... وخاتم الرسل وخير الرسل

وأخوات أم الفضل لأبيها وأمها ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولبابة الصغرى وعصمة وعزة وهزيلة أخوات لأب وأم كلهن بنات الحارث بن حزن الهلالي وأخواتهن لأمهن، أسماء وسلمى، وسلامة بنات عميس الخثعميات، وأخوهن لأمهم محمية بن جزء الزبيدي، فهن ست أخوات لأب وأم، وتسع أخوات لأم، أمهن كلهن هند بنت عوف الكنانية وقيل الحميرية. ومن قال الحميرية قال: هند بنت عوف بن الحارث ابن حماطة بن جرش بن حمير قالوا: وهي العجوز التي قيل فيها أكرم الناس أصهارا وقد قيل: إن زينب بنت خزيمة الهلالية أختهن لأم.
حدثني أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن الفضل ابن العباس الدينوري، حدثنا محمد بن احمد بن منير بمصر قال: حدثنا يوسف بن يزيد القراطيسي قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الأخوات المؤمنات ميمونة بنت الحارث وأم الفضل سلمى وأسماء " . وقال فيه الزبير عن إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي بإسناده الأخوات الأربع مؤمنات ميمونة وأم الفضل وسلمى وأسماء.
لبابة الصغرى
بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم الهلالية أخت لبابة الكبرى المتقدم ذكرها. ولبابة الصغرى هي أم خالد بن الوليد في إسلامها وصحبتها نظر.
ليلى بنت أبي حثمة
بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشية العدوية، امرأة عامر بن ربيعة هاجرت الهجرتين وصلت القبلتين روت عنها الشفاء. ويقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل تلك أم سلمى. وقال الزبير ومصعب: ليلى بنت أبي حثمة هي أول ظعينة قدمت المدينة مع زوجها عامر بن ربيعة.
ليلى بنت حكيم الأنصارية
الأوسية، التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم. ذكرها أحمد بن صالح المصري في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكرها غيره فيما علمت.
ليلى مولاة عائشة
حديثها ليس بقائم الإسناد وروى عنها أبو عبد الله المدني وهو مجهول.
ليلى عمة عبد الرحمن
بن أبي ليلى بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنه.
ليلى بنت قانف
الثقفية كانت فيمن شهد غسل أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفت ذلك فأتقنت.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير حدثنا محمد بن حميد حدثنا سلمة بن الفضل حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني نوح بن حكيم عن داود بن عروة بن مسعود الثقفي أن ليلى بنت قانف الثقفية قالت: كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأول ما أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفنها الحقو، ثم الدرع ثم الخمار ثم الملحفة ثم أدرجت في الثوب الأكبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الباب يناولنا.
ليلى السدوسية
امرأة بشير بن الخصاصية، حديثها عند إياد بن لقيط في تغيير اسم زوجها بشير.
ليلى الغفارية
كانت تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في مغازيه تداوي الجرحى، وتقوم على المرضى. حديثها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هذا علي بن أبي طالب أول الناس إيماناً روى عنها محمد بن قاسم الطائي.
باب الميم
مارية أو ماوية مولاة حجير

بن أبي أهاب التميمي. حليف بني نوفل هي التي حبس في بيتها خبيب بن عدي. ذكر أبو جعفر العقيلي قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: أخبرنا يوسف بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني ابن أبي نجيح أنه حدث عن مارية مولاة حجير وكان خبيب بن عدي حبس في بيتها قال: فكانت تحدث بعد أن أسلمت قالت: والله إنه لمحبوس في بيتي مغلق دونه إذا طلعت من خلل الباب وفي يده قطف عنب مثل رأى الرجل يأكل منه، وما أعلم في الأرض حبة عنب تؤكل، فلما حضره القتل قال يا مارية: التمسي لي حديدة أتطهر بها، قالت: فأعطيت الموسى غلاماً منا وأمرته أن يأتيه بها فدخل بها عليه قالت فوالله ما هو إلا أن ولى داخلاً عليه. فقلت: أصاب الرجل ثأره يقتل هذا الغلام بهذه الحديدة ليكون رجل برجل فلما انتهى إليه الغلام أخذ الحديدة من يده وقال: لعمري ما خافت أمك غدري حين أرسلتك إلي بهذه الحديدة ثم خلى سبيله هكذا قال: قالت مارية وفي رواية يونس بن بكير ماوية قال يونس: عن ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن ماوية مولاة حجير بن أبي إهاب. قالت: حبس خبيب بمكة في بيتي فلقد اطلعت عليه يوماً وإن في يده لقطفاً من عنب أعظم من رأسه، يأكل منه وما في الأرض يومئذ حبة عنب.
مارية خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم. تكنى أم الرباب حديثها عند أهل البصرة أنها تطأطأت للنبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد حائطاً ليلة فر من المشركين لا أدري أهي الأولى قبلها أم لا.
مارية القبطية
مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم ولده إبراهيم، وهي مارية بنت شمعون أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر، وأهدى معها أختها سيرين وخصياً يقال له مأبور فوهب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت وهي أم عبد الرحمن بن حسان.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي ويحيى بن معين قالا: حدثنا عفان حدثنا حماد ابن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس أن رجلاً كان يتهم بأم إبراهيم أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعلي: اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي رضي الله عنه فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي: اخرج، فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر، فكف علي عنه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنه لمجبوب.
وروى الأعمش هذا الحديث فقال فيه: قال علي: يا رسول الله أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. فقال: " بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " .
قال أبو عمر: هذا الرجل المتهم كان ابن عم مارية القبطية أهداه معها المقوقس وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عن عائشة وأظنه الخصي المأبور المذكور من حينئذ عرف أنه خصي والله أعلم.
وتوفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب، وذلك في المحرم من سنة ست عشرة وكان عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر ودفنت بالبقيع، وقد ذكرنا خبر ابنها إبراهيم في أول هذا الديوان مستوعباً والحمد لله.
روى من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما ولدت مارية القبطية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم قال صلى الله عليه وسلم: " أعتقها ولدها " . وإسناده لا تقوم به حجة لضعفه.
مارية خادم النبي
صلى الله عليه وسلم، جدة المثنى بن صالح بن مهران مولى عمرو بن حريث لها حديث واحد من حديث أهل الكوفة رواه أبو بكر بن عياش عن المثنى بن صالح عن جدته مارية قالت صافحت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أر كفا ألين من كفه صلى الله عليه وسلم.
مريم ابنة إياس
الأنصارية مدنية روى عنها عمرو بن يحيى المازني.
معاذة بنت عبد الله

وقيل مسيكة مولاة عبد الله بن أبي بن سلول، فيها نزلت: " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا " . النور 33. وكان ابن أبي يكرهها على ذلك فتأبى وتمتنع منه لإسلامها، هكذا قال الزهري هي معاذة. وقال الأعمش: عن أبي سفيان عن جابر: اسمها مسيكة والصحيح ما قاله ابن شهاب إن شاء الله تعالى ذكر إبراهيم ابن سعد عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري قال: كانت معاذة مولاة عبد الله بن أبي بن سلول امرأة مسلمة فاضلة وكانت تأبى عليه مما يدعوها اليه قال: ثم إن معاذة عتقت فكانت فيما بلغني ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة النساء فتزوجها بعد ذلك سهل بن قرظة أخو بني عمرو بن عوف، فولدت له عبد الله بن سهل، وأم سعيد بنت سهل ثم هلك عنها أو فارقها فتزوجها الحمير بن عدي القاري أخو بني خطمة فولدت له توأماً الحارث بن الحمير وعدي بن الحمير وأم سعد بنت الحمير، ثم فارقها فتزوجها عامر بن عدي رجل من بني خطمة فولدت له أم حبيبة بنت عامر، وكانت معاذة بنت عبد الله بن جبير بن الضرير بن أمية بن خدارة ابن الحارث بن الخزرج. قال أبو عمر: قول ابن شهاب هذا يدل على أن الأوس والخزرج كان يسبي بعضهم بعضاً في الجاهلية ويملكون ما يسبون كسائر ما كانت العرب تصنعه.
مليكة جدة إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة لها صحبة. روى عنها أنس بن مالك. قيل: إنها أم سليم. وقيل: أم حرام ولا يصح ذلك والله أعلم. والاختلاف في اسم أم سليم كثير على ما تذكره في بابها من الكنى إن شاء الله تعالى.
مليكة جدة ويقال حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الأنصاري، قد تقدم ذكرها في باب الحاء.
مليكة بنت عمرو
الزيدية من زيد اللات بن سعد. حديثها عند زهير ابن معاوية عن امرأة من أهله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في البقرة: " لبنها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء " .
مليكة بنت عويمر
الهذلية. إحدى المرأتين من هذيل اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى فألقت جنيناً، وكانتا ضرتين هذليتين. قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف. من حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس.
ميمونة بنت الحارث
الهلالية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر.
أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة من حمير. وقيل: من كنانة على ما ذكرنا في باب أسماء بنت عميس وأخوات ميمونة لأبيها وأمها: أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن زوج العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى بنت الحارث زوج الوليد بن المغيرة المخزومي هي أم خالد بن الوليد. وعصماء بنت الحارث كانت تحت أبي بن خلف الجمحي، فولدت له أبان وغيره وعزة بنت الحارث بن حزن كانت تحت زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي، فهؤلاء أخوات ميمونة لأب وأم. وأمهن هند بنت عوف.
وأخوات ميمونة لأمها أسماء بنت عميس، كانت تحت جعفر بن أبي طالب فولدت له عبد الله وعوناً ومحمداً ثم خلف عليها أبو بكر الصديق، فولدت له محمداً، ثم خلف عليها علي بن أبي طالب، فولدت له يحيى. وقد قيل: إن أسماء بنت عميس كانت تحت حمزة قيل ولا يصح وسلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء. كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له أمة الله بنت حمزة ثم خلف عليها بعده شداد بن أسامة بن الهادي الليثي فولدت له عبد الله وعبد الرحمن وسلامة بنت عميس أخت أسماء وسلمى كانت عبد الله بن كعب بن منبه الخثعمي. وزينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها وكان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم حدثنا احمد بن زهير بن أبي خيثمة، قال: حدثنا عاصم بن يوسف قال: حدثنا إسرائيل عن محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة، قال: سمعت كريباً أبا رشدين يحدث عن ابن عباس قال: كان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة. وكذلك روى عطاء ابن أبي ميمونة عن ابن رافع عن أبي هريرة. وأما جويرية فلم يختلفوا أن اسمها كان برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية من حديث ابن عباس وغيره.

وقال أبو عبيدة: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر توجه إلى مكة معتمراً سنة سبع وقدم عليه جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة فخطب عليه ميمونة بنت الحارث الهلالية وكانت أختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر وسلمى بنت عميس عند حمزة وأم الفضل عند العباس، فأجابت جعفر بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت أمرها إلى العباس، فأنكحها النبي صلى الله عليه وسلم فلما رجع بنى بها بسرف حلالاً وكان قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن مصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وقال: يقال بل عند سبرة بن أبي رهم قال وماتت بسرف. هذا كله قول أبي عبيدة.
وقال عبيد الله بن محمد بن عقيل: كانت ميمونة قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند حويطب بن عبد العزى. وقال عقيل، عن ابن شهاب: كانت تحت أبي رهم بن عبد العزى. قال ابن شهاب: وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قال قتادة، قال: وفيها نزلت: " وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " . الأحزاب 50. الآية. قال قتادة: وكانت قبله عند فروة بن عبد العزى بن أسد بن غنم بن دودان هكذا قال قتادة، وهو خطأ، والصواب ما تقدم ذكره في زوجها أنه من بني عامر وقد غلط أيضاً قتادة في نسبها وقال ميمونة بنت الحارث بن فروة وإنما هي ميمونة بنت الحارث بن حزن عند جميعهم غيره وقول ابن شهاب الصواب والله أعلم.
وذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام القابل يعني من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام فلما بلغ موضعاً ذكره بعث جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، فخطبها عليه جعفر، فجعلت أمرها إلى العباس فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر سنيد، عن زيد بن الحباب، عن ابن أبي معشر، عن شرحبيل بن سعد، قال: لقي العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين اعتمر عمرة القضية فقال له العباس: يا رسول الله تأيمت ميمونة بنت الحارث بن حزن بن أبي رهم بن عبد العزى، هل لك في أن تزوجها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم فلما أن قدم مكة أقاما ثلاثاً فجاءه سهيل بن عمرو في نفر من أصحابه من أهل مكة، فقال: يا محمد اخرج عنا اليوم آخر شرطك فقال: " دعوني أبتني بامرأتي وأصنع لكم طعاماً " . فقال: لا حاجة لنا بك ولا بطعامك اخرج عنا فقال له سعد: يا عاض بظر أمه أرضك وأرض أمك نحن دونه لا يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن يشاء. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعهم فإنهم زارونا لا تؤذيهم " . فخرج فبنى بها بسرف.
قال أبو عمر: اختلف الفقهاء وأهل السير في حال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عقد نكاحه مع ميمونة وقد أوضحنا ذلك في كتاب " التمهيد " والحمد لله.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: أخبرني ميمون بن مهران قال: سألت صفية بنت شيبة، فقالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وبنى بها بسرف.
قال أبو عمر: وتوفيت ميمونة بسرف في الموضع الذي ابتنى بها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة إحدى وخمسين. وقيل: توفيت بسرف سنة ست وستين. وقيل: توفيت سنة ثلاث وستين بسرف. وصلى عليها ابن عباس ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهادي، وهم بنو أخواتها، وعبيد الله الخولاني، وكان يتيماً في حجرها.
ميمونة أخرى
مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثها عند أهل الشام في فضل بيت المقدس، " إن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول " . روى عنها زيادة بن أبي سودة والقاسم بن عبد الرحمن.
ميمونة بنت سعد
مولاة النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنها أبو يزيد الضبي أيوب بن أبي خالد حديثاً مرفوعاً في قبلة الصائم وعتق ولد الزنا. حديث ليس بالقوي.
ميمونة بنت أبي عنبسة
مولاة النبي صلى الله عليه وسلم روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء.
ميمونة بنت كردم
الثقفية. روى عنها يزيد بن مقسم، حديثها عند أهل البصرة وليس يزيد هذا بمعروف.
باب النون

نسيبة بنت الحارث
أم عطية الأنصارية. غلبت عليها كنيتها ويقال نبيشة.
نسيبة بنت كعب
بن عمرو، أم عمارة الأنصارية. غلبت عليها كنيتها يأتي ذكرها مجودا في باب الكنى إن شاء الله تعالى.
نفيسة بنت أمية التميمية
أخت يعلى بن أمية، لها صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
النوار بنت مالك
بن صرمة، من بني عدي بن النجار، هي أم زيد بن ثابت الأنصاري الفقيه القاري الفارض، كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عن النبي صلى الله عليه وسلم. روت عنها أم سعد بنت أسعد بن زرارة.
نولة بنت أسلم
الأنصارية، صلت القبلتين. حديثها يروى عن جعفر ابن محمود بن محمد بن سلمة بن مخلد، عن جدته أم أبيه نولة بنت أسلم أنها قالت: صلينا الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا بيت المقدس فصلينا سجدتين، ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين، ونحن نستقبل البيت الحرام، قال: فحدثني رجال من الأنصار من بني حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك قال: " أولئك قوم أيقنوا بالغيب " .
باب الهاء
هزيلة بنت الحارث
بن حزن الهلالية، أم حفيد هي أخت ميمونة وأخواتها، نكحت في الإعراب، وهي التي أهدت إلى أختها ميمونة الضباب والأقط والسمن في حديث سليمان بن يسار وعبيد الله بن عبد الله عن ميمونة.
هند بنت أسيد
بن الحضير الأنصاري. روى عنها أبو الرجال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب بالقرآن قالت: وما تعلمت " ق والقرآن المجيد " قال الشافعي: 1. إلا من كثرة ما كنت أسمعها منه وهو يخطب بها على المنبر.
هند بنت أبي أمية
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. أبوها أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. واسمه حذيفة يعرف بزاد الراكب وهو أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم. وأمها عاتكة بنت عامر ابن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس.
واختلف في اسم أم سلمة فقيل رملة وليس بشيء. وقيل: هند وهو الصواب وعليه جماعة من العلماء في اسم أم سلمة. وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وكانت هي وزوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى أرض الحبشة. ويقال أيضاً: إن أم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة وقيل بل ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بن ربيعة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر عقد عليها في شوال وابتنى بها في شوال وقال لها: إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي وإن شئت ثلثت ودرت فقالت: بل ثلث وتوفيت أم سلمة في أول خلافة يزيد بن معاوية سنة ستين وقيل إنها توفيت في شهر رمضان أو شوال سنة تسع وخمسين وصلى عليها أبو هريرة وقد قيل إن الذي صلى عليها سعيد بن زيد.
حدثنا أحمد بن فتح قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري قال: حدثنا عمي يحيى بن زكريا قال: حدثنا الميمون قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار قال: لما توفيت أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد وكان أمير المدينة يومئذ مروان وقال الحسن بن عثمان: بل كان الوالي يومئذ الوليد بن عتبة وصلى عليها أبو هريرة ودخل قبرها عمر وسلمة ابنا أبي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة ودفنت بالبقيع رضي الله عنها.
هند بنت ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت عند حبان بن واسع هي وامرأة له أخرى أنصارية، فطلق الأنصارية وهي ترضع فمرت بها سنة، ثم هلك عنها ولم تحض، فقالت: أنا أرثه ولم أحض فاختصما إلى عثمان بن عفان فقضى لها بالميراث ولامت الهاشمية عثمان فقال لها: هذا عمل ابن عمك قد أشار علينا بهذا يعني علي بن أبي طالب.
هند بنت أبي طالب

أم هانئ. قد اختلف في اسمها فقيل: هند. وقيل: فاختة وكلاهما قاله جماعة من العلماء بهذا الشأن، وقد ذكرناها في الفاء وسنذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى. ومن حجة من قال: إن اسمها هند قول زوجها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم حين هرب إلى نجران وأسلمت أم هانئ زوجته فبلغه إسلامها فقال:
أشاقتك هند أم أتاك سؤالها ... كذاك النوى أسبابها وانتقالها
وقد أرقت في رأس حصن ممرد ... بنجران يسري بعد نوم خيالها
وهي أبيات سنذكرها بكمالها في باب كنيتها إن شاء الله تعالى.
هند بنت عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، أم معاوية أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان بن حرب فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على نكاحهما، وكانت امرأة فيما ذكره لها نفس وأنفة، شهدت أحداً كافرة مع زوجها أبي سفيان بن حرب وكانت تقول يوم أحد:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
والمسك في المفارق ... والدر في المجانق
إن تقبلوا نعانق ... ونفرش النمارق
أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
قال الزبير: سمعت يحيى بن عبد الله الهديري وقد ذكر قول هند يوم أحد، " نحن بنات طارق " فقال: أرادت: نحن بنات النجم من قوله عز وجل: " والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب " . الطارق 1: 3. تقول: نحن بنات النجم.
قال أبو عمر: قالوا فلما قتل حمزة وثبت عليه فمثلت به، وشقت بطنه واستخرجت كبده فشوت منه وأكلت فيما يقال، لأنه كان قد قتل أباها يوم بدر. وقد قيل: إن الذي مثل بحمزة بن عبد المطلب معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وقتله النبي صلى الله عليه وسلم صبراً منصرفه من أحد فيما ذكر الزبير، ثم ختم الله لها بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على النساء ومن الشرط فيها ألا يسرقن ولا يزنين قالت له هند بنت عتبة: وهل تزني الحرة وتسرق يا رسول الله؟ فلما قال: " ولا يقتلن أولادهن " . قالت قد ربيناهم صغاراً وقتلتهم أنت ببدر كباراً أو نحو هذا من القول، وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها أبا سفيان لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك " .
وتوفيت هند بنت عتبة في خلافة عمر بن الخطاب في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
هند بنت عمرو
بن حرام عمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصارية. كانت تحت عمرو بن الجموح، فقتل عنها يوم أحد وقتل أخوها عبد الله بن عمرو بن حرام يومئذ أيضاً ودفنا في قبر واحد.
هند بنت يزيد
بن البرصاء: من بني أبي بكر بن كلاب، هكذا ذكرها أبو عبيدة في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقال أحمد بن صالح المصري: هي عمرة بنت يزيد، وفيها نظر لأن الاضطراب فيها كثير جداً.
باب الياء
يسيرة الأنصارية
تكنى أم ياسر. وقيل: بل هي يسيرة بنت ياسر، تكنى أم حميضة، كانت من المهاجرات الأول المبايعات. من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا نساء المؤمنات عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات " . هي جدة هانئ بن عثمان. حديثها عند أهل الكوفة عن هانئ بن عثمان عن حميضة بنت ياسر عن جدتها يسيرة. وبالله التوفيق والإعانة، والحمد لله حق حمده وصلى الله على محمد نبيه وعبده وسلم.
كتاب كنى النساء
باب الألف
أم أبان بنت عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف لما قدمت من الشام خطبها عمر وعلي والزبير، وطلحة، فأبت من كل واحد منهم إلا طلحة، فتزوجها طلحة بن عبيد الله لا أعلم له رواية.
أم أزهر العائشية
روي عنها حديث مخرجه عن النساء فيه نظر.

حدثنا خلف بن قاسم الحافظ، حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن، قال: حدثنا محمد عبد الرحمن السرخسي. قال: حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي. قال: حدثنا محمد بن مرزوق قال: حدثتني أنيسة بنت المنقذ العائشية قالت: حدثتني زينب بنت الزبرقان العائشية، عن أم الأزهر امرأة منهم أن أباها ذهب بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح يده عليها وبرك عليها، وكانت امرأة صالحة. قال لنا خلف: قال لنا أبو علي: ولم أجد لهذه المرأة ذكراً إلا في هذه الرواية.
أم إسحاق الغنوية
هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عنها أهل البصرة حديثها فيمن أكل ناسياً غريب الإسناد.
أم أنس الأنصارية
جدة يونس بن عمران بن أبي أنس قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جعلك الله في الرفيق الأعلى وأنا معك. فقال: " آمين " . وقال لها: " عليك بالصلاة واهجري المعاصي فإنه أفضل الجهاد " .
أم أوس البهزية
روى عنها أوس بن خالد حديثها في الهدية وأعلام النبوة.
أم أيمن
خادمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اسمها بركة تزوجها عبيد الحبشي، فولدت له أيمن، المعروف بابن أم أيمن قد ذكرناه في بابه، ثم خلف عليها زيد بن حارثة، فولدت له أسامة، قد تقدم ذكر أم أيمن، وكثير من خبرها في باب الباء من أسماء النساء، فلا وجه لإعادته ها هنا.
أم أيوب الأنصارية
زوجة أبي أيوب الأنصاري، وهي ابنة قيس ابن سعيد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس، من الخزرج. روى الحميدي، عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه أن أم أيوب الأنصارية أخبرته قالت: نزل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلفنا له طعاماً فيه بعض هذه البقول فكرهه وقال لأصحابه " كلوا إني لست كأحدكم إني أكره أن أوذي صاحبي " . قال الحميدي: قال سفيان: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله هذا الحديث الذي تحدث به أم أيوب عنك " إن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم " . قال: " حق " .
باب الباء
أم بجيد الأنصارية
الحارثية. قيل اسمها حواء، وفي ذلك اضطراب وهي مشهورة بكنيتها حديثها عند سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الرحمن ابن بجيد أخي بني حارثة أن جدته أم بجيد حدثته، وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد شيئاً أعطيه إياه وأزهد له بعض ما عندي. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لم تجدي شيئاً تعطيه إياه إلا ظلفاً محرقاً فضعيه في يده " . رواه الليث ومحمد بن إسحاق وابن أبي ذئب عن المقبري وذكره حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري كما ذكرنا.
أم بردة ابنة المنذر
بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار. وهي التي أرضعت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها ساعة وضعته أمه مارية فلم تزل ترضعه حتى مات عندها فهي زوج البراء بن أوس.
أم بشر ابنة البراء
بن معرور الأنصارية. ويقال لها أم مبشر أيضاً. قيل: اسمها خليدة ولم يصح. روى عنها عبد الله بن كعب بن مالك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر تعلق في شجر الجنة " . روى عنها مجاهد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خير الناس رجل أخذ عنان فرسه ينتظر أن يغير أو يغار عليه " .
أم بلال بنت هلال
المزنية، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ضحوا بالجذع من الضأن فإنه يجزئ " .
باب الجيم
أم الجلاس التيمية
هي أم عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، اسمها أسماء وقد ذكرناها في باب الألف من أسماء النساء.
أم جميل بنت المجلل

بن عبد ويقال ابن عبيد بن أبي قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر القرشية العامرية. اختلف في اسمها فقيل فاطمة. وقيل جويرية. أسلمت قديماً وهاجرت مع زوجها حاطب بن الحارث بن معمر الجمحي إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك محمد بن حاطب، والحارث بن حاطب، ثم توفي عنها فخلف عليها زيد بن ثابت بن الضحاك، فولدت له. وأم جميل ممن جمعت الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة. روى عنها ابنها محمد بن حاطب. يقول أهل النسب: إنه لا عقب للمجلل إلا من أم جميل.
أم جندب الأزدية
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ارموا الجمار بمثل حصى الخذف ولا تقتلوا أنفسكم " . وكانوا يرمون بحجارة ضخام.
وهي أم سليمان بن عمرو بن الأحوص وروى عنها ابنها سليمان بن عمرو ابن الأحوص وروى عنها هذا الحديث أيضاً أبو يزيد مولى عبد الله بن الحارث.
باب الحاء
أم الحارث ابنة عياش
بن أبي ربيعة المخزومية، روى عنها محمد بن يحيى بن حبان أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل على أهل المنازل بمنى يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب.
أم الحارث الأنصارية
شهدت حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تنهزم يومئذ فيمن انهزم. روى عنها عمارة بن غزية وهي جدته.
أم حبيبة بنت العباس
ويقال أم حبيب أيضاً كذلك يقول أكثر أهل النسب بنت العباس بن عبد المطلب مذكورة في حديث أم الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو بلغت أم حبيبة بنت العباس وأنا حي لتزوجتها " . وتزوجها الأسود بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأم " أم حبيبة " بنت العباس أم الفضل بنت الحارث فهي أخت عبد الله والفضل وعبيد الله وعبد الرحمن وقثم ومعبد بني العباس.
أم حبيبة بنت جحش
ويقال: أم حبيب بنت جحش ابنة جحش بن رئاب الأسدي أخت زينب بنت جحش وأخت حمنة بنت جحش وأكثرهم يسقطون الهاء فيقولون أم حبيب كانت تحت عبد الرحمن بن عوف وكانت تستحاض وأهل السير يقولون: إن المستحاضة حمنة والصحيح عند أهل الحديث أنهما كانت تستحاضان جميعا وقد قيل: إن زينب بنت جحش استحيضت ولا يصح. وفي الموطأ: وهم، أن زينب بنت جحش استحيضت، وأنها كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وهذا غلط إنما كانت تحت زيد بن حارثة ولم تكن تحت عبد الرحمن بن عوف، والغلط لا يسلم منه أحد. وزعم بعض الناس أن أم حبيبة هذه اسمها حبيبة.
أم حبيبة بنت أبي سفيان
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قد مضى ذكرها مجوداً في باب الراء من الأسماء، لأن اسمها رملة لا خلاف في ذلك إلا عند من شذ ممن يعد قوله خطأ، ومن قال ذلك زعم أن رملة أختها.
وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين، ولم يختلفوا في وقت وفاتها.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال سمعت مصعب بن عبد الله يقول: اسم أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رملة. قال أحمد بن زهير ويقال هند والمشهور رملة.
قال أبو عمر: إنما دخلت الشبهة على من قال فيها هند باسم أم سلمة، وكذلك دخلت الشبهة على من قال اسم أم سلمة رملة. والصحيح في اسم أم سلمة هند، وفي أم حبيبة رملة والله أعلم، وكانت أم حبيبة عند عبيد الله بن جحش أخي عبد الله وأبي أحمد ابني جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي، حلفاء بني أمية، فولدت له حبيبة بأرض الحبشة، وكان قد هاجر مع زوجته أم حبيبة إلى أرض الحبشة مسلماً ثم تنصر هناك ومات نصرانياً، وبقيت أم حبيبة مسلمة بأرض الحبشة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي.

وذكر الزبير قال: حدثنا محمد بن الحسن عن عبد الله بن عمرو بن أزهر عن إسماعيل بن عمرو أن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: ما شعرت وأنا بأرض الحبشة إلا برسول النجاشي جارية يقال لها أبرهة، كانت تقوم على ثيابه ودهنه، فاستأذنت علي فأذنت لها. فقالت: إن الملك يقول لك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجكه. فقلت: بشرك الله بخير وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد فوكلته، وأعطيت أبرهة سوارين من فضة كانتا علي خواتيم فضة كانت في أصابعي سروراً بما بشرتني به، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك معه من المسلمين يحضرون، وخطب النجاشي فقال: الحمد لله، الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم أما بعد: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان. فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أصدقتها أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسوله عليه السلام ودفع النجاشي الدنانير إلى خالد بن سعيد فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا. وقال: وحدثني محمد بن حسن، عن محمد بن طلحة قال: قدم خالد بن سعيد، وعمرو بن العاص بأم حبيبة من أرض الحبشة عام الهدنة.
أم حرام بنت ملحان
بن خالد بن الوليد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، زوج عبادة بن الصامت، وأخت أم سليم، وخالة أنس ابن مالك، لا أقف لها على اسم صحيح، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها ويزورها في بيتها، ويقيل عندها ودعا لها بالشهادة، فخرجت مع زوجها عبادة غازية في البحر، فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص خرجت من البحر فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت ودفنت في موضعها، وذلك في إمارة معاوية وخلافة عثمان. ويقال: إن معاوية غزا تلك الغزاة بنفسه ومعه أيضاً امرأته فاختة بنت قرظة من بني نوفل بن عبد مناف.
أم حرملة بنت عبد الأسود
بن خزيمة. هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جهم بن قيس.
أم الحصين بنت إسحاق
الأحمسية. روى عنها العيراز بن حريث، ويحيى بن حصين شهدت حجة الوداع.
أم حفيد الهلالية
بنت الحارث، اسمها هزيلة الأعرابية، أخت ميمونة وأم الفضل وهي خالة ابن عباس التي أهدت الأقط والسمن والأضب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأكل من السمن والأقط ولم يأكل من الأضب وأكلت على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أم الحكم بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية بن عبد شمس، من مسلمة الفتح، كانت في حين نزول: قوله عز وجل: " لا تمسكوا بعصم الكوافر " . الممتحنة 10. تحت عياض بن غنم الفهري، فطلقها حينئذ فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي. هي أم عبد الرحمن بن أم الحكم.
أم حكيم بنت الحارث
بن هشام. زوج عكرمة بن أبي جهل ابن عمها. أسلمت يوم الفتح واستأمنت النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها عكرمة وكان عكرمة قد فر إلى اليمن وخرجت في طلبه فردته حتى أسلم وثبتا على نكاحهما.

وذكر الواقدي قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: كانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل، فقتل عنها بأجنادين، فاعتدت أربعة أشهر وعشراً وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها وكان خالد ابن سعيد يرسل إليها يعرض لها في خطبتها، فخطبت إلى خالد بن سعيد فتزوجها على أربعمائة دينار، فلما نزل المسلمون مرج الصفر وكان خالد قد شهد أجنادين وفحل ومرج الصفر أراد أن يعرس بأم حكيم فجعلت تقول: لو أخرت الدخول حتى يفض الله هذه الجموع، فقال خالد: إن نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم قالت: فدونك فاعرس بها عند القنطرة التي بالصفر، فيها سميت قنطرة أم حكيم وأولم عليها فدعا أصحابه على طعام فما فرغوا من الطعام حتى صفت الروم صفوفها صفوفاً خلف صفوف، وبرز رجل منهم معلم يدعو إلى البراز، فبرز إليه أبو جندل بن سهيل بن عمرو فنهاه أبو عبيدة فبرز حبيب بن سلمة فقتله حبيب، ورجع إلى موضعه وبرز خالد بن سعيد فقاتل فقتل، وشدت أم حكيم عليها ثيابها وتبدت وإن عليها أثر الخلوق، فاقتتلوا أشد القتال على النهر وصبر الفريقان جميعاً وأخذت السيوف بعضها بعضاً، وقتلت أم حكيم يومئذ سبعة بعمود الفسطاط الذي بات فيه خالد معرساً بها.
أم حكيم ابنة الزبير
بن عبد المطلب بن هاشم. أخت ضباعة بنت الزبير، كانت تحت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. أسلمت وهاجرت: روى عنها ابنها ابن أم حكيم بنت الزبير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة بنت الزبير فنهش عندها كتفاً ثم صلى وما توضأ من ذلك.
أم حكيم بنت عتبة
بن أبي وقاص، أخت هاشم ونافع ابن عتبة ابن أبي وقاص كانت من المهاجرات.
أم حكيم بنت وداع
الخزاعية، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " عجلوا الإفطار وأخروا السحور " . روت عنها صفية بنت جرير.
أم حميد الأنصارية
امرأة أبي حميد الساعدي، حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا هارون ابن معروف، قال: حدثنا ابن وهيب، قال: حدثنا داود بن قيس، عن عبد الله بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حميد امرأة حميد الساعدي أنها جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال: فقال لها: " قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي " . قال: فأمرت فبنى لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل.
باب الخاء
أم خالد بنت خالد
بن سعيد بن العاص بن أمية اسمها أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، قد تقدم ذكرها بما ينبغي في أول الكتاب.
أم خولة بنت حكيم
الأنصارية ذكر ابن بكير، عن ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن خولة بنت حكيم، عن أمها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة: " لا تطيبي وأنت محد، ولا تمسي الحناء فإنه طيب " .
أم الخير بنت صخر
بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، أم أبي بكر الصديق. قال الزبير: كانت من المبايعات بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن دأب: أم أبي بكر الصديق أم الخير، هذا اسمها.
باب الدال
أم الدرداء
زوجة أبي الدرداء، يقال اسمها خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي. قال أحمد بن زهير: سمعت أحمد بن زهير، سمعت أحمد بن حنبل يقول: خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي هي أم الدرداء الكبرى قال: وسألت يحيى بن معين عن أم الدرداء الكبرى، فقال: خيرة بنت أبي حدرد. قال: وسمعت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يقولان: أبو حدرد اسمه عبد. قال: وقال لي أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة. وقال غيرهما: جهيمة بنت فلان الوصابية.

قال أبو عمر: اسم أم الدرداء الصغرى هجيمة بنت حيي الوصابية، والصحبة لأم الدرداء الكبرى، وكانت من فضلاء النساء وعقلائهن. وذوات الرأي منهن مع العبادة والنسك. توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين، وكانت وفاتها بالشام في خلافة عثمان بن عفان، وكانت قد حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها أبي الدرداء عويمر الأنصاري. روى عن أم الدرداء جماعة من التابعين، منهم صفوان بن عبد الله بن صفوان، وميمون بن مهران، وزيد ابن أسلم وأم الدرداء الصغرى.
قال أبو عمر: أم الدرداء الصغرى هي أيضاً زوج أبي الدرداء، لا أعلم لها خبراً يدل على صحبة أو رواية، ومن خبرها أن معاوية خطبها بعد أبي الدرداء فأبت أن تتزوجه.
باب الراء
أم رمثة
شهدت فتح خيبر، ولا أعرف لها فوق ذلك الخبر.
أم رومان
يقال بفتح الراء وضمها هي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك ابن كنانة. هكذا نسبها مصعب، وخالفه غيره، والخلاف من أبيها إلى كنانة كثير جداً، وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة. امرأة أبي بكر الصديق، وأم عائشة وعبد الرحمن ابن أبي بكر رضي الله عنهم. توفيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرها واستغفر لها وذلك في سنة ست من الهجرة، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك " . وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان " . وكانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجة سنة أربع أو خمس عام الخندق. وقال الزبير: سنة ست في ذي الحجة. وكذلك قال الواقدي سنة ست في ذي الحجة. قال الواقدي: كانت أم رومان الكنانية تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة الخير بن عادية بن مرة الأزدي، وكان قدم بها مكة، فحالف أبا بكر قبل الإسلام، وتوفي عن أم رومان، فولدت لعبد الله الطفيل ثم خلف عليها أبو بكر، فالطفيل أخو عائشة وعبد الرحمن لأمهما.
حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا محمد، حدثنا الزبير، حدثنا محمد بن حسان المخزومي، عن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته، فلما استقر بعث زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بيرين وخمسمائة درهم، أخذها من أبي بكر، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير، فخرجوا مصطحبين فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ثم دخلوا مكة جميعاً، فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فخرجوا جميعاً وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أم أيمن وأسامة حتى إذا كنا بالبيداء نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي، فجعلت تقول: وابنتاه واعروساه حتى أدرك بعيرنا، وقد هبط الثنية ثنية هرشي فسلم الله، ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع آل أبي بكر، ونزل آل النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني مسجده وأبياتاً حول المسجد، فأنزل فيها أهله فمكثنا أياماً، ثم قال أبو بكر: يا رسول الله ما يمنعك أن تبتني بأهلك؟ قال: " الصداق " . فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشا، فبعث بها إلينا، وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفي فيه ودفن فيه صلى الله عليه وسلم وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت، فكان يكون عندها، وكان تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي، وأنا ألعب مع الجواري، فما دريت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجني حتى أخبرتني أمي فحبستني في البيت، فوقع في نفسي أني تزوجت، فما سألتها حتى كانت هي التي أخبرتني.
قال أبو عمر: رواية مسروق عن أم رومان مرسلة ولعله سمع ذلك من عائشة.
باب الزاي
أم زفر

التي كانت بها مس من الجن، ذكر حجاج وغيره عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم أنه أخبره أنه سمع طاوساً يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم ويبرأ، فأتى بمجنونة يقال لها أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ ولن يخرج شيطانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو يعيبها في الدنيا، ولها في الآخرة خير " . قال ابن جريج: وأخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك المرأة سوداء طويلة على سلم الكعبة، قال ابن جريج: وأخبرني عبد الكريم عن الحسن أنه سمعه يقول: كانت امرأة تخنق في المسجد فجاء إخوتها النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا ذلك إليه، فقال: " إن شئتم دعوت الله وإن شئتم كانت كما هي ولا حساب عليها في الآخرة " . فخيرها إخوتها فقالت: دعوني كما أنا فتركوها.
باب السين
أم السائب الأنصارية
روى عنها أبو قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحمى، وقال بعضهم فيها أم المسيب.
أم السائب النخعية
لها صحبة.
أم سعد بنت زيد
بن ثابت الأنصاري، روى عنها محمد بن زاذان يقال: إنه لم يسمع منها وبينهما عبد الله بن خارجة لها عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها أنه أمر بدفن الدم إذا احتجم.
أم سعد الأنصارية
وهي كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة أم سعد ابن معاذ وقد ذكرناها.
أم سعيد بنت عمر
ويقال بنت عمير الجمحية. روى عنها صفوان بن سليم في كافل اليتيم، على صفوان واختلف في إسناده.
أم سلمة بنت أبي حكيم
لا يوقف على اسمها حديثها أنها أدركت القواعد من النساء يصلين مع النبي صلى الله عليه وسلم الفرائض.
أم سلمة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم، هي هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الراكب، ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم كانت قبله عليه السلام عند أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فولدت له عمر وسلمة ودرة وزينب، وقد تقدم ذكرها في باب الهاء من الأسماء بما يغني عن إعادته ها هنا. يقولون: إنها أول ظعينة دخلت المدينة شرفها الله تعظيماً وتكريماً مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوج عامر بن ربيعة. قال الزبير: حدثني محمد بن مسلمة عن مالك بن أنس، قال: هاجرت أم سلمة وأم حبيبة إلى أرض الحبشة ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إلى المدينة شرفها الله تعظيماً وتكريماً وخرج معها رجل من المشركين، وكان ينزل بناحية منها إذا نزلت ويسير معها إذا سارت ويرحل بعيرها ويتنحى إذا ركبت، فلما نظر إلى نخل المدينة المباركة قال لها: هذه الأرض التي تريدين ثم سلم عليها وانصرف قال: وأخبرني محمد بن الضحاك عن أبيه قال: الرجل الذي خرج مع أم سلمة عثمان بن طلحة وروى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: شهدت أم سلمة غزوة خيبر فقالت: سمعت وقع السيف في أسنان مرحب وروى شعبة عن خليد بن جعفر قال: سمعت أبا إياس يحدث عن أم الحسين
أنها كانت عند أم سلمة رضي الله عنها فأتى مساكين فجعلوا يلحون وفيهم نساء فقلت اخرجوا أو اخرجن فقالت أم سلمة: ما بهذا أمرنا يا جارية، ردي كل واحد أو واحدة ولو بتمرة تصنيعها في يدها.
أم سليط
امرأة من المبايعات، حضرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قال عمر بن الخطاب: كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. حديثها عند الليث عن يونس عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي مالك القرطي عن عمر بن الخطاب.
أم سليم بنت سحيم
هي أمة أو أمية بنت ابي الحكم الغفارية قد ذكرناها في باب الألف.
أم سليم بنت ملحان

بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، اختلف في اسمها فقيل: سهلة. وقيل رميلة. وقيل رميثة. وقيل مليكة، ويقال الغميصاء أو الرميصاء كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية. فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها، وعرضت الإسلام على زوجها، فغضب عليها، وخرج إلى الشام فهلك هناك ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري، خطبها مشركاً فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها، وحسن إسلامه فولد له منها غلام كان قد أعجب به فمات صغيراً فأسف عليه، ويقال: أنه أبو عمير صاحب النغير ثم ولدت له عبد الله بن أبي طلحة فبورك فيه وهو والد إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه وإخوته وكانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم وروت أم سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وكانت من عقلاء النساء، روى عنها ابنها أنس بن مالك وروى سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال: أتيت أبا طلحة وهو يضرب أمي فقلت تضرب هذه العجوز في حديث ذكره وروى عن أم سليم أنها قالت: لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أريد زيادة.
أم سليمان بنت عمرو
بن الأحوص، روى عنها ابنها سليمان قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة جمرة العقبة من بطن الوادي، ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة، وأتى الناس وهو يرمون ويزدحمون، فقال: " لا تقتلوا أنفسكم ارموا الجمار بمثل حصى الخذف " . وهو مضطرب منهم من يجعله لجدة سليمان بن عمرو بن الأحوص ومنهم من يجعله لأمه ومنهم من يقول فيه عن سليمان، عن أبيه.
أم سليمان العدوية
وقيل: أم سليم العدوية. وقد قال بعضهم فيها أم سلمة. روى عنها عبد الله بن الطيب أنها قالت: أدركت القواعد من النساء وهن يصلبن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرائض.
أم سنان الأسلمية
قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، فنظر إلى يدي فقال: " ما على إحداكن أن تغير أظفارها وتعصب يديها ولو " . قالت: وكنا نخرج مع رسول الله صلى اله عليه وسلم إلى الجمعة والعيدين. روت عنها ابنتها ثبيتة بنت حنظلة الأسلمية.
أم سنبلة الأسليمة
تعد في أهل المدينة، أتت النبي صلى الله عليه وسلم بهدية فأبى أزواجه أن يأخذنها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " خذوها فإن أم سنبلة أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتها " . حديثها عند سليمان ومحمد وزرعة بني حصين بن سنان عن جدتهم أم سنبلة من حديث زيد بن الحباب.
وأما ابن السكن فذكر حديثها هذا بأكثر ألفاظه، وجعله من حديث عروة عن عائشة حدثنا خلف بن قاسم بن سهل رحمه الله قراءة منه علينا، قال: حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه وأحمد بن محمد المقدمي، قالا: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدثنا أبي عن عبد الرحمن بن حرملة قال: سمعت عبد الله بن نيار الأسلمي يقول: سمعت عروة بن الزبير يقول: سمعت عائشة تقول: أهدت أم سنبلة الأسلمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لبناً. فدخلت عليه فلم تجده فقلت لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن نأكل طعام الأعراب. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال: " يا أم سنبلة ما هذا معك " ؟ قالت: لبن أهديته لك. قال: " اسكبي يا أم سنبل " . فناولته رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب فقالت عائشة: يا رسول الله قد كنت حدثتنا أنك نهيت عن طعام الأعراب فقال: " يا عائشة ليسوا بأعراب هم أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتهم، إذا دعوناهم أجابونا، فليسوا بأعراب " .
باب الشين
أم شريك بنت جابر
الغفارية ذكرها أحمد بن صالح المصري في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هكذا.
أم شريك القرشية

العامرية. اسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عمرو ابن عامر بن رواحة بن حجر ويقال حجير ابن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. وقيل في نسبها أم شريك بنت عوف بن جابر بن ضباب بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي يقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم. واختلف في ذلك وقيل في جماعة سواها ذلك روى عنها سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ. وقد روى عنها جابر بن عبد الله ويقال إنها المذكورة في حديث فاطمة بنت قيس قوله عليه السلام اعتدي في بيت أم شريك وقد قيل: في اسم أم شريك غزيلة وقد ذكرها بعضهم في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح من ذلك شيء لكثرة الاضطراب فيه والله أعلم. ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نكحها قال: كان ذلك بمكة وكانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزدي. فولدت له شريكاً. وقيل: إن أم شريك هذه كانت تحت الطفيل بن الحارث فولدت له شريكاً، والأول أصح وقيل: إن أم شريك الأنصارية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها لأنه كره غيرة نساء الأنصار.
أم شيبة الأزدية
مكية، روى عنها عبد الملك بن عمير حديثها في آداب المجالسة حديث حسن.
باب الصاد
أم صبية الجهنية
وقيل اسمها خولة بنت قيس، فهي جدة خارجة ابن الحارث بن رافع بن مكيث. حديثها عند أهل المدينة روى عنها النعمان ابن خربوذ في الوضوء.
باب الضاد
أم الضحاك بنت مسعود
الأنصارية الحارثية. شهدت خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل.
ذكرها الواقدي، عن محمد بن عبد الرحمن المزني، عن سهل بن عبد الله الأنصاري ثم النجاري، عن سهل بن أبي حثمة أن أم الضحاك فذكره.
باب الطاء
أم طارق مولاة سعد بن عبادة
الأنصاري، روى عنها جعفر بن عبد الرحمن، حديثها عند أهل الكوفة لا يصح حديثها في أم ملدم.
أم الطفيل امرأة أبي بن كعب
لها صحبة ورواية، كانت تكنى بابنها الطفيل بن أبي بن كعب روى عنها عمارة بن عمير وروى عنها محمد بن أبي بن كعب.
أم طليق
لها صحبة، حديثها مرفوع: " عمرة في رمضان تعدل حجة " . فيها نظر.
باب العين
أم عامر بنت سعيد بن السكن
وقيل بنت يزيد بن السكن الأنصارية الأشهلية. قاله إسماعيل بن أبي أويس، فإن صح هذا فهي أسماء بنت يزيد ابن السكن وقد تقدم ذكرها في باب اسمها، وجرى هنالك الاختلاف في كنيتها أو هي أخت أسماء وقال غيره: أم عامر بنت سعيد بن السكن اسمها فكيهة هذا قول الأكثر في أم عامر بنت سعيد بن السكن إلا بنت يزيد، فعلى هذا هي ابنة عم أسماء وكانت أم عامر من المبايعات من حديثها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
وروى داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عنها أنها أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء حدثنا عبد الوارث ابن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عبد الرحمن ابن ثابت بن صامت عن أم عامر بنت سعيد بن السكن، وكانت من المبايعات أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل ثم قام إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ. قال أحمد بن زهير كذا قال الفروي، عن أم عامر بنت سعيد بن السكن. وقال إسماعيل بن أبي أويس عن أم عامر بنت يزيد بن السكن.
أم عامر بنت كعب
الأنصارية، روت عنها ليلى مولاة خبيب ابن عبد الرحمن حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها: " هلمي فكلي " . فقالت: إني صائمة. فقال: " إن الملائكة يصلون على الصائم إذا أكل عنده حتى يفرغ " .
أم عبد الله بن أوس
أخت شداد بن أوس شامية، روى عنها ضمرة بن حبيب.
أم عبد الله زوج أبي موسى الأشعري
روى عنها يزيد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من حلق أو خرق أو سلق.
أم عبد الرحمن بن أذينة
روي عنها حديث مخرجه عن أهل الكوفة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ارموا الجمار بمثل حصى الخذف " .
أم عبد بنت سود بن قويم

بن صاهلة الهذلية أم عبد الله بن مسعود، روى عنها ابنها عبد الله بن مسعود أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع وقد ينسب ابنها عبد الله إليها ويعرف أيضاًَ بها حديث أم عبد أم ابن مسعود يرويه حفص بن سليمان، عن أبان ابن أبي عياش عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله قال: أرسلت أمي ليلة لتبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فتنظر كيف يوتر فباتت عند النبي فصلى ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان آخر الليل وأراد الوتر قرأ: بسبح اسم ربك الأعلى " . سورة الأعلى . في الركعة الأولى وقرأ في الثانية: " قل يا أيها الكافرون " . الكافرون 1. ثم قعد، ثم قام ولم يفصل بينهما بالسلام ثم قرأ ب " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " . سورة الإخلاص 1. حتى إذا فرغ كبر ثم قنت فدعا بما شاء الله أن يدعو ثم كبر وركع وروى وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن مصعب ابن سعد قال: فرض عمر بن الخطاب للنساء المهاجرات في ألفين ألفين منهن أم عبد.
أم عبس
قال الزبير: كانت فتاة لبني تيم بن مرة فأسلمت وكانت ممن يعذب في الله فاشتراها أبو بكر فأعتقها.
أم عثمان بنت سفيان
القرشية الشيبية العبدرية أم بني شيبة الأكابر. كانت من المبايعات. روت عنها صفية بنت شيبة وروى عبد الله ابن مسافع عن أمه. عنها.
أم عثمان بن أبي العاص
الثقفي. روى عنها ابنها عثمان بن أبي العاص أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نوراً، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعن علي.
أم عجرد الخزاعية
حديثها عند المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، قال: سمعت أم عجرد الخزاعية تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله أمر كنا نفعله في الجاهلية ألا نفعله في الإسلام؟ قال: ما هو قالت العقيقة قال: " فافعلوا عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة " . مثل حديث أم كرز والمثنى ضعيف جداً.
أم عطاء مولاة الزبير
بن العوام، لها صحبة ورواية حديثها عند عبد الله ابن عطاء بن إبراهيم عن أمه عنها.
أم عطية الأنصارية
اسمها نسيبة بنت الحارث وقيل نسيبة بنت كعب قال: أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يقولان: أم عطية الأنصارية نسيبة بنت كعب.
قال أبو عمر: في هذا نظر لأن نسيبة بنت كعب أم عمارة.
تعد أم عطية في أهل البصرة، كانت من كبار نساء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وكانت تغزو كثيراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرض المرضى وتداوي الجرحى وشهدت غسل ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكت ذلك فأتقنت حديثها أصل في غسل الميت، وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت ولها عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنها أنس بن مالك ومحمد بن سيرين وحفصة بنت سيرين.
أم عفيف النهدية
روى عنها أبو عثمان النهدي قالت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ علينا ألا نحدث غير ذي محرم خالياً به وأمرنا أن نقرأ فاتحة الكتاب على ميتنا.
أم العلاء الأنصارية
من المبايعات حديثها عند أهل المدينة. روى عنها خارجة بن زيد بن ثابت وعبد الملك بن عمير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودها في مرضها حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم قال: حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد أن أم العلاء وهي امرأة من نسائهم قد كانت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر ابن السكن أن أم العلاء التي روى عنها خارجة بن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير التي روى عنها عبد الملك بن عمير، وذكر أم العلاء امرأة ثالثة فقال: هي غيرهما جميعاً. مخرج حديثها عن أهل الشام في عيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر الترمذي وغيره أن أم العلاء هذه هي أم خارجة بنت زيد بن ثابت.
أم عمارة الأنصارية

اسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد ابن عاصم. كانت قد شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحداً مع زوجها زيد عاصم، ومع ابنيها حبيب وعبد الله فيما ذكر ابن إسحاق ثم شهدت بيعة الرضوان، ثم شهدت مع ابنها عبد الله وسائر المسلمين اليمامة، فقاتلت حتى أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثني عشر جرحاً من بين طعنة وضربة. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة " .
وروى عكرمة مولى ابن عباس، عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن فنزلت هذه الآية: " إن المسلمين والمسلمات " . الأحزاب 35. الآية. زعم بعضهم أن أم عمارة هذه التي روى عنهما عكرمة غير الأولى وهي الأولى عندي. والله أعلم بالصواب.
أم عمرو بن سليم
الأنصاري، من بني زريق روى عنها ابنها عمرو ابن سليم أنها سمعت علياً ينادي وهم بمنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها أيام أكل وشرب " .
أم عياش
أمة كانت لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنها عنبسة بن سعيد. حديثها منقطع الإسناد ورواه عبد الكريم بن روح مولى عثمان، وهو ضعيف.
باب الغين
جاء بعد الغين
؟؟أم الغادية
ذكرها ابن السكن في باب الغين بإسناد مجهول: أنها خرجت مع أبي الغادية وحبيب بن الحارث مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب الفاء
أم فروة بنت أبي قحافة
أخت أبي بكر الصديق. أمها هند بنت نفيل ابن بجير بن عبد بن قصي، هي التي زوجها أبو بكر من الأشعث بن قيس الكندي، فولدت له محمداً وإسحاق وحبابة وقريبة وأم فروة هذه كانت من المبايعات بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. حديثها عند قاسم بن غنام الأنصاري عن بعض أمهاته، عن أم فروة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة في أول وقتها " .
وروى عن القاسم عبد الله وعبيد الله ابنا عمر العمريان وقد قال بعضهم في أم فروة هذه الأنصارية، وهو وهم وإنما جاء ذلك والله أعلم لأن القاسم ابن غنام الأنصاري يقول في حديثها مرة عن جدته الدنيا عن جدته القصوى ومرة عن بعض أمهاته. عن عمة له. والصواب ما ذكرنا. وبالله التوفيق.
أم الفضل بنت الحارث
بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وزوج العباس بن عبد المطلب اسمها لبابة، وقد تقدم ذكرها مجوداً في باب اسمها.
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا نصر بن المغيرة قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: بنو هلال ولدوا العباس بن عبد المطلب وولدوا خالد بن الوليد وولدوا أبا سفيان.
قال أبو عمر: ليس كما قال سفيان عند أهل العلم بالنسب في أم العباس لأنها عندهم من النمر بن قاسط، لا يختلفون في ذلك ولكنهم ولدوا ولد العباس ولم يلدوا العباس.
أم الفضل بنت حمزة
بن عبد المطلب بن هاشم، روى عنها عبد الله ابن شداد قالت: توفي مولى لنا وترك ابنة وأختاً فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطى الابنة النصف وأعطى الأخت النصف.
باب القاف
أم قيس بنت محصن
بن جرثان الأسدية، أخت عكاشة بنت محصن، أسلمت بمكة قديماً وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة. روى عنها من الصحابة وابصة بن معبد. وروى عنها عبيد الله بن عبد الله ونافع مولى حمنة بنت شجاع، وزعم العقيلي في حديث ذكره عن محمد بن عمرو بن خالد عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن درة بنت معاذ أنها أخبرته عن أم قيس أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتزاور إذا متنا يزور بعضنا بعضاً؟ قال: يكون النسم طائراً يعلق بالجنة، حتى إذا كان يوم القيامة دخل كل نفس في جثتها " . قال العقيلي: أم قيس هذه أنصارية وليست بنت محصن. قال أبو عمر: وقد قيل إن التي روت هذا الحديث أم هانئ الانصارية، ذكر ذلك ابن أبي خيثمة وغيره وسنذكرها إن شاء الله تعالى.
باب الكاف
أم كبشة العذرية
من قضاعة روى عنها سعيد بن عمرو القرشي حديثها عند أهل الكوفة.
أم الكرام السلمية

روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهة التحلي بالذهب للنساء روى عنها الحكم بن جحل. ليس إسناد حديثها بالقوي وقد ثبتت الرخصة في ذلك للنساء.
أم كرز الخزاعية
الكعبية مكية، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها قوله: في العقيقة " عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة " . روى عنها عطاء ومجاهد وسباع بن ثابت وحبيبة بنت ميسرة.
أم كلثوم بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم. أمها خديجة بنت خويلد، ولدتها قبل فاطمة وقيل رقية رضي الله عنهن فيما ذكره مصعب، وخالفه أكثر أهل العلم بالأنساب والأخبار في ذلك، وتابعه قوم، والاختلاف في الصغرى من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير والاختلاف في أكبرهن شذوذ، والصحيح أن أكبرهن زينب وقد تقدم في أبوابهن ما يغني عن إعادته ها هنا وبالله التوفيق.
ولم يختلفوا أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وفي ذلك دليل على ما قاله الذين خالفوا مصعباً في ذلك لأن المتعارف تزويج الكبرى قبل الصغرى. والله أعلم.
كانت أم كلثوم تحت عتبة بن أبي لهب، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث فارقها بأمر أبيه إياه بذلك، ثم تزوجها عثمان رضي الله عنه بعد موت أختها رقية وكان نكاحه إياها في سنة ثلاث من الهجرة بعد موت رقية، وكان عثمان إذ توفيت رقية قد عرض عليه عمر بن الخطاب حفصة ابنته ليتزوجها فسكت عثمان عنه لأنه قد كان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدل عثمان على من هو خير له منها؟ وأدلها على من هو خير لها من عثمان " ؟. فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج عثمان أم كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد منه وكان نكاحه لها في ربيع الأول وبنى عليها في جمادى الآخرة من السنة الثالثة من الهجرة وتوفيت في سنة تسع من الهجرة وصلى عليها أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرتها علي والفضل وأسامة بن زيد وقد روي أن أبا طلحة الأنصاري استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل معهم في قبرها، فأذن له، وغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب وهي التي شهدت أم عطية غسلها، وحكت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك " . الحديث.
أم كلثوم بنت أبي سلمة
بن عبد الأسد المخزومي. ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثها عند موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم بنت أبي سلمة، قالت: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها: " إني قد أهديت للنجاشي أواقي من مسك وحلة وإني لا أراه إلا قد مات ولا أرى الهدية إلا سترد إلي فإذا ردت إلي فهي لك " . فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، مات النجاشي، وردت إلى النبي صلى الله عليه وسلم هديته فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك وأعطى سائره أم سلمة وأعطاها الحلة.
أم كلثوم بنت عقبة
بن أبي معيط. واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. أمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. أسلمت أم كلثوم بنت عقبة بمكة قبل أن يأخذ النساء في الهجرة إلى المدينة، ثم هاجرت وبايعت فهي من المهاجرات المبايعات وقيل هي أول من هاجر من النساء كانت هجرتها في سنة سبع في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من قريش، وكانوا صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يرد عليهم من جاء مؤمنا وفيها نزلت: " إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات " . الممتحنة 10. الآية. وذلك أنها لما هاجرت لحقها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة ليرداها فمنعها الله منهما بالإسلام.
قال ابن إسحاق: وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط في هدنة الحديبية، فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي كان بينه وبين قريش في الحديبية، فلم يفعل، وقال: أبى الله ذلك.

قال أبو عمر: يقولون إنها مشت على قدميها من مكة إلى المدينة، فلما قدمت المدينة تزوجها زيد بن حارثة فقتل عنها يوم مؤتة، فتزوجها الزبير بن العوام، فولدت له زينب ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميداً. ومنهم من يقول: إنها ولدت لعبد الرحمن إبراهيم وحميداً ومحمداً وإسماعيل، ومات عنها فتزوجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهراً وماتت. وهي أخت عثمان لأمه.
روى عنها ابنها حميد بن عبد الرحمن وروى عنها حميد بن نافع وغيره.
أخبرنا قاسم بن محمد، قال: حدثنا خالد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن منصور قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سنجر قال: حدثنا الحكم ابن نافع قال: حدثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرنا حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت من المهاجرات التي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس بالكاذب الذي يقول خيراً وينمى خيراً ليصلح بين الناس " .
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب
ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب، فقال له: إنها صغيرة فقال له عمر: زوجنيها. يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال له علي: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولي له: هذه البرد الذي قلت لك: فقالت: ذلك لعمر فقال: قولي له قد رضيت رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فقالت: أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر. وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء فقال يا بنية إنه زوجك فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون فجلس إليهم فقال لهم: رفئوني. فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري " . فكان لي به عليه السلام النسب والسبب فأردت أن أجمع إليه الصهر فرفئوه.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا الخشني حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك فعاوده، فقال له علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك. فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها فقالت: مه، والله لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك.
وذكر ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفاً.
قال أبو عمر: ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب زيد بن عمر الأكبر، ورقية بنت عمر وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد وقد كان زيد أصيب في حرب كانت بين بني عدي ليلاً، كان قد خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه فعاش أياماً ثم مات وهو وأمه في وقت واحد، وصلى عليهما ابن عمر، قدمه الحسن بن علي، وكانت فيهما سنتان فيما ذكروا لم يورث واحد منهما من صاحبه، لأنه لم يعرف أولهما موتاً، وقد زيد قبل أمه مما يلي الإمام.
باب اللام
أم ليلى الأنصارية
والدة عبد الرحمن بن أبي ليلى كانت من المبايعات حديثها عند أهل بيتها من الكوفيين.
باب الميم
أم مالك الأنصارية
روي عنها حديثان من حديث الكوفيين: أحدهما عند يحيى بن جعدة حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا الأخنس، حدثنا محمد بن فضيل حدثنا عطاء بن السائب، عن رجل حدثه عن أم مالك الأنصارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها تقول في دبر كل صلاة: سبحان الله عشراً. والحمد لله عشراً، والله أكبر عشراً.
أم مالك البهزية
روى عنها طاوس اليماني نحو حديث مجاهد عن أم مبشر الأنصارية قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل في الفتنة؟ قال: " رجل أخذ برأس فرسه قد أخاف العدو وأخافه، ورجل اعتزل في ماله فعبد الله ربه وأعطى حق ماله فقال: رجل لطاوس أي العدو؟ قال: الشرك. روى عنها مكحول.
أم مبشر الأنصارية

امرأة زيد بن حارثة، يقال لها أم بشر بنت البراء ابن معرور، كانت من كبار الصحابة. روى عنها جابر بن عبد الله أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل النار أحد شهد بدراً أو الحديبية " . فقالت حفصة: فأين قول الله عز وجل: " وإن منكم إلا واردها " ؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقال: " ثم ننجي الذين اتقوا " . ولمجاهد عنها حديث أحسبه مرسلاً.
أم مرثد الأسلمية
ويقال الغنوية، أسلمت يوم الفتح، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم روت عنها أم خارجة امرأة زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً: " يشرف عليكم من هذا الوادي رجل من أهل الجنة فأشرف عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .
أم مسعود بن الحكم
روى عنها ابنها مسعود بن الحكم في صيام أيام التشريق، ومختلف في حديثها، فمنهم من يجعله لأم عمرو بن سليم. اختلف فيه ابن إسحاق ويزيد بن الهادي على عبد الله بن أبي سلمة فجعله يزيد لأم عمرو ابن سليم وجعله ابن إسحاق لأم مسعود بن الحكم. ومسعود بن الحكم من كبار التابعين ممن أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بمولده وسنين من عمره.
أم مسلم الأشجعية
لها صحبة، حديثها عند أهل الكوفة رواه الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عنها.
أم مطاع الأسلمية
مدنية حديثها عند عطاء بن أبي مروان عن أبيه، عنها روى عنها مولاها أنها شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل وفي ذلك نظر وشهودها خيبر صحيح.
أم معبد
زوجة كعب بن مالك الأنصاري السلمي. وهي أم معبد ابن كعب روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخليطين وروت البذاذة من الإيمان ورى عنها ابنها معبد بن كعب بن مالك الأنصاري.
أم معبد الأنصارية
روى عنها مولاها عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثها في الدماء، وهي غير التي قبلها والله أعلم بالصواب.
أم معبد الخزاعية

اسمها عاتكة بنت خالد أخت حبيش بن خالد، قد تقدم ذكرها في باب العين من أسماء النساء، وسلف ذكر خبرها في باب حبيش من أسماء الرجال من هذا الكتاب وأذكرها ها هنا: حدثنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان، أملاء منه علي قال: حدثنا أبو محمد قاسم بن أصبغ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى بن حكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت ابن يسار الخزاعي الربعي الكعبي بقديد على باب حانوته قراءة لنا ظاهراً، قال: حدثني أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم عن حزام بن هشام عن أبيه عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجراً هو وأبو بكر، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة، ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحماً وتمراً ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال: " ما هذه الشاة يا أم معبد " ؟. قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: " هل بها من لبن " . قالت: هي أجهد من ذلك قال: " أتأذنين لي أن أحلبها " . قالت: نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها، فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله، ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه، ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم ثم أراحوا ثم حلب ثانياً فيها بعد ذلك حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً عجافاً يتساوكن هزالاً مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره عطف وفي عنقه سطع وفي صوته صحل وفي لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة، لا بائن من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، أحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند.
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً فأصبح صوت بمكة عال يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى فاهتدت به ... فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم ... به من فعال لا تجازى وسؤدد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت ... عليه صريحاً ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهناً لديها لحالب ... يرددها في مصدر ثم مورد
فلما سمع ذلك حسان بن ثابت جعل يجاوب الهاتف وهو يقول:
لقد خاب قوم غاب عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليه ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم ... وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم ... وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم يسفهوا ... عما يتهم هاد به كل مهتد
لقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد

وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده ... بصحبته من يسعد به الله يسعد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
وحدثنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد بن وضاح قال: حدثنا مكرم بن محرز عن أبيه محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن خالد بن منقذ ابن ربيعة وأم معبد الخزاعية هي بنت خالد أخت خويلد واسمها عاتكة عن حزام بن هشام عن أبيه حبيش صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي مروا على خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم وذكر الحديث إلى آخره سواء بمعنى واحد.
قال أبو عمر: وقد قيدت في طرة الصفحتين ما بين الرواتين من خلاف.
أم معقل الأنصارية
ويقال الأسدية. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة " . في إسناد حديثها اضطراب كثير. روى عنها ابنها معقل وروى عنها الأسود أبو يزيد ويوسف بن عبد الله بن سلام وهي أم طليق وعند بعض لها كنيتان.
أم مغيث
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخليطين وتحريم المسكر. تعد في أهل المدينة. حديثها عند محمد بن يوسف عن أبيه عنها يقال إنها أم ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وكانت قد صلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أم المنذر ابنة قيس
الأنصارية. ويقال العدوية، مدنية: قيل اسمها سلمى حديثها عند أهل المدينة، روى عنها يعقوب بن أبي يعقوب قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه علي وهو ناقه الحديث.
أم منيع الأنصارية
شهدت بيعة العقبة واسمها أسماء بنت عمرو وقد ذكرناها.
باب النون
أم نصر المحاربية
حديثها عند أهل المدينة، حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا ابن الأصبهاني قال: حدثنا إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أم نصر المحاربية قالت: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: " أليس ترعى الكلأ وتأكل الشجر " ؟. قال: بلى قال: " فأصب من لحمها " . قال أبو عمر: انفرد به إبراهيم بن المختار الرازي عن محمد بن إسحاق. لا يجيء إلا من هذا الطريق وليس مما يحتج به وقد ثبتت الكراهة والنهي عنها من وجوه.
باب الهاء
أم هاشم
وقيل أم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية. روى عنها خبيب بن عبد الرحمن بن يساف. وروى عنها يحيى بن عبد الله ولم يسمع منها بينهما عبد الرحمن بن سعد. قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: أم هشام بنت حارثة بايعت بيعة الرضوان.
أم هانئ بنت أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم. أخت علي بن أبي طالب شقيقته أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أم طالب وعقيل وجعفر وجمانة. اختلف في اسمها فقيل هند. وقيل فاختة، كانت تحت هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أسلمت عام الفتح فلما أسلمت أم هانئ وفتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هرب هبيرة إلى نجران وقال حين فر معتذراً من فراره:
لعمرك ما وليت ظهري محمداً ... وأصحابه جبناً ولا خيفة للقتل
ولكنني قلبت أمري فلم أجد ... لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي
وقفت فلما خفت ضيعة موقفي ... رجعت لعود كالهزبر إلى الشبل
قال خلف الأحمر: إن أبيات هبيرة في الاعتذار من الفرار خير من قول الحارث بن هشام. وقال الأصمعي: أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار قول الحارث بن هشام. وقال هبيرة أيضاً بعد فراره يخاطب امرأته أم هانئ هند ابنة أبي طالب بعد البيتين الذين مضيا في باب هند:
لئن كنت قد تابعت دين محمد ... وعطفت الأرحام منك حبالها
فكوني على أعلى سحيق بهضبة ... ممنعة لا تستطاع قلالها

فإني من قوم إذا جد جدهم ... على أي حال أصبح اليوم حالها
وإني لأحمي من وراء عشيرتي ... إذا كثرت تحت العوالي مجالها
وطارت بأيدي القوم بيض كأنها ... مخاريق ولدان ينوس ظلالها
وإن كلام المرء في غير كنهه ... لكالنبل تهوي ليس فيها نصالها
فولدت أم هانئ لهبيرة فيما ذكر الزبير عمرو، وبه كان يكنى هبيرة وهانئاً ويوسف وجعدة بني هبيرة بن أبي وهب.
أم هانئ الأنصارية
امرأة من الأنصار، لا أقف على نسبها فيهم حديثها عند أبن لهيعة. وقد اختلف عليه في اسمها فقيل: أم قيس وقيل: أم هانئ والله أعلم بالصواب.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة قال: حدثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أنه سمع درة بنت معاذ تحدث عن أم هانئ الأنصارية أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتزاور إذا متنا، ويرى بعضنا بعضاً، فقال: " يكون النسم طيراً يعلق بالشجر إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس جسدها " .
باب الواو
أم ورقة بنت عبد الله
بن الحارث بن عويم الأنصاري. وقيل: أم ورقة بنت نوفل هي مشهورة بكنيتها، واضطراب أهل الخبر في نسبها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت حين غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً قالت: له إيذن لي أن أخرج معكم أداوي جرحاكم، لعل الله يهدي إلي الشهادة. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يهديك الشهادة وقري في بيتك فإنك شهيدة " . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن فكانت تؤم أهل دارها حتى غمها غلام لها وجارية، وقد كانت دبرتهما فقتلاها في خلافة عمر بن الخطاب فبلغ ذلك عمر، فقام عمر في الناس فقال: إن أم ورقة غمها غلامها وجاريتها فقتلاها وإنهما هربا وأمر بطلبهما فأدركا فأتى بهما فصلبا فكانا أول مصلوبين بالمدينة. وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يقول: " انطلقوا بنا نزور الشهيدة " .
أم الوليد الأنصارية
حديثها عند الوازع بن نافع عن سالم بن عبد الله بن عمر عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم في الموعظة وفي طلوع الشمس من مغربها... الحديث بكماله مخرج في تأويل قول الله عز وجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل " . الأنعام 158. الآية إلا أن الوازع بن نافع العقيلي منكر الحديث يروي عن أبي سلمة وسالم أحاديث لا تعرف إلا به ولا يتابع عليها.
قال أبو عمر: فهذا ما انتهى إلينا من الأسماء والكنى في الرجال والنساء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن روى وجاءت عنه رواية أو انتظم ذكره في حكاية تدل على أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مولوداً بين أبوين مسلمين أو قدم عليه أو أدى الصدقة إليه، وقد جاءت أحاديث عن رجال منهم لا يذكرون بنسب ولا كنية، ولا يسمون، وعن نساء لا يعرفن إلا بجدة فلان أو عمة فلان ونحو ذلك، وما انتهت إلينا معرفته من ذلك كله فقد ذكرناه بعون الله تعالى وفضله وتركنا ذكر امرأة فلان وجدة فلان أو ابنة فلان أو عمة فلان أو فلانة إذا لم يذكر لها اسم ولا كنية، وذلك موجود في المسندات المؤلفات، ومن وقف على ما ذكرنا في كتابنا هذا من أسماء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وما تضمنه من عيون أخبارهم فقد أخذ بحظ وافر من علم الخبر ومعرفة الحديث لما فيه من الوقوف على المرسل من المسند واستولى على معرفة أهل القرن الأول المبارك وتلك المنزلة التي هي نصاب علم الخبر ومفتاح فهم الأثر، وإلى الله عز وجل نرغب في الشكر على ما أولاه والتوفيق لما يرضاه.
والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين. وجميع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت

اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى. أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند ...